
المواجهة قادمة والأردن دولة راسخة لا تغامر
كتبت قبل نحو عام ونصف ( 2/12/2023 ) في هذه الزاوية عن «فاتورة مواقفنا على جبهتي واشنطن وتل أبيب»، تساءلت : هل سيدفع الأردن فاتورة مواقفه وخطابه السياسي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة؟ الإجابة نعم، فلكل موقف ثمنه السياسي، والأردن وضع نفسه في خندق غزة، واختار التصعيد لأعلى سقف مقارنة مع غيره من البلدان العربية والإسلامية.
تساءلت آنذاك، أيضاً: هل ما فعلنا كان موزونا على مسطرة الأرباح والخسائر، وهل نحن جاهزون لدفع الكلفة المتوقعة، وكيف؟ لم يكن لدي حينئذ إجابات واضحة، لكن لا يمكن للدولة، في تقديري، أن تسير على سكة تحولات أو مراجعات عميقة على هذا المستوى الاستراتيجي إلا إذا توفر لديها ما يلزم من معلومات وقناعات لبناء مواقف وقرارات، تصب في مصلحة البلد وتحميه من أي أخطار قادمة.
الآن اتضحت الصورة، من المفارقات أن رسالة الملك الحسين رحمه الله إلى نتنياهو قبل نحو 28 عاما (آذار 1997 ) والتي عبّر فيها عن خيبة أمله إزاء السياسات التي ينتجها نتنياهو للانقلاب على معاهدات السلام، تزامنت مع صدور كتاب (مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم) الذي قدم فيه نتنياهو رؤيته حول عملية السلام والقدس والدولة الفلسطينية والضفة الغربية وغور الأردن واللاجئين.. الخ، في الرسالة والكتاب تبدو صورة المواجهة بين عمان وتل أبيب (نتنياهو تحديداً) واضحة تماما، ربما تأخرت لأسباب لا مجال لسردها هنا، لكن ما حدث في 7 أكتوبر وما بعده غيّر الكثير من المعادلات القائمة، المنطقة الآن في مرحلة إعادة تشكيل وترتيب، ترامب ?ونتنياهو ? وقعا وثيقة سرية أشبه ما تكون بوعد بلفور جديد.
لدى الأردن، أقصد إدارات الدولة، ما يلزم من لواقط ومجسّات لفهم المرحلة وتقدير حجم المواجهة، وكيفية استدراكها أو الرد عليها، أو التعامل معها، الدولة الأردنية تتحرك سياسياً وتفكر بمنطق الدولة، لا بمنطق التنظيمات ولا بردود الأفعال ولا بعقلية المغامرة، ولا بناء على رغبات الجمهور، وهي ليست ذراعاً لأحد، ولا تضع في اعتبارها إلا المصالح العليا للأردنيين.
قلت: المصالح العليا للأردنيين، هنا، يبدو أن ترسيم الحدود والتقاطعات بين المصالح والثوابت الأردنية وبين ملف القضية الفلسطينية سيتم في إطار اللاءات الملكية الثلاثة، هذا يعني، أولاً، حماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية ودعم صمود الفلسطينيين على ارضهم، كما يعني، أيضاً، نزع أية ذريعة تفكر بها إسرائيل لتمرير حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، الهدف الأساسي للأردن هو تثبيت مبدأ الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، بدون اي التباسات.
تبقى نقطة أخيرة، الدبلوماسية الأردنية تتحرك، عربياً ودولياً، لوقف الحرب ومنع تل أبيب من تنفيذ رغباتها ومخططاتها، لدى الأردن قنوات سياسية مفتوحة مع كافة الأطراف، ولديه، أيضاً، أوراق قوة يستثمر فيها، المعاهدة والاتفاقيات مع إسرائيل يمكن وضعها على الطاولة في أية لحظة، الجهوزية والاستعدادات، أمنياً وعسكرياً، تجري على قدم وساق، يبقى أن نثق جميعاً بالدولة ونلتف حولها، ونحافظ على تماسكنا ووحدتنا وعناصر قوتنا، ولا نسمح لأحد أن يدقّ بيننا أسافين الخلاف والانقسام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
ولي العهد: مبارك لكل من سيخوض تجربة خدمة العلم
أكد سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، أنّ إعادة خدمة العلم من الامور الأساسية لترسيخ الهوية وتدعيم ارتباط شبابنا بأرضه. وقال سموه عبر صفحته في انستقرام 'مبارك لكل من سيخوض هذه التجربة بمعية نشامى القوات المسلحة، وشكرا لجميع الجهات المعنية التي عملت على تحويل الرؤية إلى واقع. كما سعدت بالحوار الثري وحس المسؤولية العالي لدى لقائي مجموعة من الشباب والشابات في محافظة إربد اليوم'.


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
الرئيس اللبناني: حصر سلاح حــــز.ب الله قرار لبناني وليس من شأن إيران
أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، أن قرار حصر سلاح حـــز.ب الله هو قرار لبناني وليس من شأن إيران، مضيفاً أن 'رسالة لبنان إلى إيران واضحة، وهي عدم التدخل في شؤوننا، وقد أبلغناها أن العلاقات يجب أن تقوم على أساس الاحترام المتبادل'. وأشار عون مساء الأحد، إلى أن اتفاق الطائف نص بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مشدداً على أن أي تدخل خارجي في القرارات السيادية 'غير مسموح'، مضيفاً: 'لا أحد سيأتي للدفاع عن لبنان إذا دخلنا في حروب لا تنتهي'. وحول الورقة الأميركية، أوضح الرئيس اللبناني أنها تضمنت الانسحاب الإسرائيلي وإنعاش الاقتصاد، مؤكداً رفض لبنان القاطع لتوطين الفلسطينيين. وفي ما يتعلق بالأولويات الوطنية، شدد عون على أن هدفه هو تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم الاقتصادي، لافتاً إلى انفتاحه على نقاش أي موضوع تحت سقف الدولة اللبنانية. كما أكد استمرار التنسيق الأمني مع سوريا، مثمناً موقف دمشق من ورقة المبعوث الأميركي برّاك.


رؤيا نيوز
منذ 8 ساعات
- رؤيا نيوز
وفد نيابي يطلع على احتياجات لواء غرب إربد -صور
اطلع وفد نيابي يمثل كتلتي إرادة وعزم النيابيتين، خلال زيارته اليوم الأحد، لواء غرب إربد، على عدد من المشاريع الخدمية واحتياجات المواطنين، شملت طريق البترول وطريق بيت يافا ومشروع الصرف الصحي، ومؤسسات الخدمية، إلى جانب لقاء الأهالي في بلدة بيت يافا. وتهدف الزيارة إلى الوقوف على أبرز التحديات التي تواجه اللواء، وفي مقدمتها خطورة طريق البترول وطريق بيت يافا، وتأخر إنجاز مشروع الصرف الصحي، إلى جانب مجموعة من القضايا الخدمية الأخرى. وأكد النواب، محمد بني ملحم، وإياد الجبريل، وخميس عطية، أن هذه الجولة تأتي في إطار التوجيهات الملكية السامية بضرورة التواصل المباشر مع المواطنين، وتلمّس احتياجاتهم ميدانياً، والعمل على نقل مطالبهم للجهات الحكومية المختصة. واستمع الوفد بحضور رئيس لجنة بلدية غرب إربد محمد القضاة، إلى مطالب الأهالي التي تركزت على تحسين وصيانة طريق البترول وتأهيل طريق بيت يافا وتعزيز الرقابة المرورية، إضافة إلى استكمال مشروع الصرف الصحي، وتحسين البنية التحتية للشوارع والطرق الزراعية. وأكد النواب متابعة هذه المطالب مع الحكومة والوزارات المعنية، والعمل على إيجاد حلول تعزز مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. كما جدد النواب، خلال لقائهم الأهالي، التأكيد على الالتفاف حول القيادة الهاشمية، مشيرين إلى أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو 'لا تعدو كونها صادرة عن شخص مأزوم'، مؤكدين أن مثل هذه التصريحات لن تزيد الأردنيين إلا تمسكاً بمواقفهم الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه. وقال مدير مكتب 'إرادة' في إربد صهيب بني يونس إن أبناء اللواء عانوا طويلاً من تردي وضع الطرق الحيوية التي تربط عدداً من الألوية، مؤكداً أهمية الإسراع في استكمال مشروع الصرف الصحي الذي تأخر تنفيذه.