logo
جوجل تزود نماذجها الذكية بمزايا جديدة.. "تستخدم الحاسوب وتفهم المشاعر"

جوجل تزود نماذجها الذكية بمزايا جديدة.. "تستخدم الحاسوب وتفهم المشاعر"

الشرق السعوديةمنذ 10 ساعات

أعلنت شركة جوجل إضافة مجموعة من المزايا الجديدة إلى أحدث نماذجها للذكاء الاصطناعي Gemini 2.5 Pro، وGemini 2.5 Flash، مثل تعزيز التفاعل الصوتي مع المستخدمين وإمكانية تنفيذ مهام عبر حاسوب المستخدم، إلى جانب ميزة تجريبية للتفكير وإنجاز المهام المعقدة.
جاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر الشركة السنوي للمطورين Google IO 2025، كما أشارت الشركة إلى أن أحدث نماذجها قد حققت أداءً متقدماً على مستوى العديد من الاختبارات، فقد حصد نموذج جيميناي 2.5 برو 1420 نقطة في اختبارات WebDev Arena الخاصة باختبار قدرات النماذج الذكية في البرمجة، كذلك تصدر قائمة أفضل النماذج في تصنيف LMArena.
Gemini 2.5 Pro
قدمت الشركة لنموذجها Gemini 2.5 Pro ميزة تجريبية تتمثل في وضع استخدام لجيميناي للإدراك Reasoning يُعرف باسم Deep Think، والتي تتيح للنموذج استغراق وقت أطول في النظر في المعطيات المقدمة من جانب المستخدم، ليتمكن من دراسة فرضيات مختلفة، قبل أن يرد.
بفضل الميزة الجديدة، أشارت الشركة إلى أن نموذج Gemini 2.5 Pro Deep Think قد حصل على مركز متقدم على مقياس اختبارات 2025 USAMO، والذي يعد من الاختبارات المعقدة في الرياضيات، كذلك أحرز تقدم على مقياس LiveCodeBench للبرمجة، مع تحقيق نسبة 84% في اختبارات MMMU، التي تركز على إدراك الوسائط والبيانات المتنوعة بين صور وفيديوهات ونصوص وصوتيات.
يتوفر وضع الاستخدام الجديد Deep Think بشكل محدود لعدد من المطورين من خلال واجهة Gemini البرمجية، وذلك لاختبار الميزة بشكل كامل وضمان تقديمها لتجربة آمنة، قبل إطلاقها لعموم المستخدمين.
يُذكر أن جوجل مع هذه الميزة تنضم إلى كبار اللاعبين في سوق الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI، وأنثروبيك وعلي بابا وديب سيك، الذين سارعوا خلال الفترة الماضية لتقديم ميزة التفكير العميق Deep Thinking، بحيث يستغرق النموذج فترة أطول للإجابة يقضيها في التفكير قبل الرد.
إصدار "فلاش" مطور
كذلك حسنت جوجل من أداء نموذجها Gemini 2.5 Flash وذلك من خلال جعله قادر على التعامل مع أشكال المدخلات البيانية المختلفة من صور وفيديوهات ونصوص، إلى جانب تحسن واضح في قدرته على الفهم والإدراك بشكل جيد قبل الرد Reasoning، إلى جانب تحسين قدراته على كتابة الأكواد البرمجية، وإفساح المجال أمام نافذة أوسع للأوامر الطويلة والمعقدة.
رغم تطور إمكانياته، إلا أن جوجل قد حافظت على أهم ميزة في نموذجها Gemini 2.5 Flash، وهي قدرته على خفض استهلاكه من الوحدات البيانية "توكين Token"، وذلك بمعدل 20% إلى 30% مقارنة بالإصدار الماضي.
و"التوكين" Token هي وحدة قياس حجم المدخلات البيانية التي يقدمها المستخدم لنموذج الذكاء الاصطناعي في هيئة صور أو فيديوهات أو مقاطع صوتية أو نصوص، وكلما زاد حجم وحدات التوكين، يمكن إدخال كم أكبر من البيانات إلى النموذج الذكي دفعة واحدة، ولكن مع زيادة استهلاك النموذج "للتوكين" يزيد ذلك من التكاليف المادية للتدريب والتشغيل التي يتحملها المطورون.
إصدار Gemini 2.5 Flash الجديد يتوفر حالياً على منصة Gemini لعموم المستخدمين عبر الويب وتطبيقات الموبايل، وكذلك عبر منصة Google AI Studio للمطورين، وكذلك لقطاع الأعمال عبر منصة Vertex AI.
محادثات تفاعلية
زودت جوجل واجهتها البرمجية Live API للمطورين بمزايا جديدة تساعدهم على تطوير تجارب محادثات تفاعلية عبر خدماتهم الرقمية المختلفة، وذلك اعتماداً على نماذج Gemini الذكية.
مع التحديث الجديد، سيتمكن المطورون من جعل منصاتهم للمحادثات قادرة على التفاعل مع مستخدميها صوتيا، بنبرة وأسلوب بشري، مع إتاحة الفرصة للمستخدمين لاختيار الأسلوب وطبيعة الصوت واللهجة اللغوية وكذلك أسلوب الحديث، فمثلا يمكن للمستخدم أن يطلب من روبوت الدردشة الذكي أن يحكي قصة بأسلوب ونبرة صوت درامية.
كما أضافت الشركة أيضاً إلى واجهتها البرمجية Live API، والتي تستخدم قدرات جيميناي لايف، قدرات بصرية تمكن المنصات الحوارية على فهم وإدراك ما يراه المستخدم، وذلك اعتماداً على كاميرا هاتفه.
كما تقدم جوجل عبر واجهة Gemini API نسخة أولية من ميزة تحويل النصوص إلى حديث منطوق مع التحكم في أسلوب الحديث والنبرة، وذلك من خلال نموذجيها جيميناي 2.5 برو، وجيميناي 2.5 فلاش، مع دعم إمكانية إنشاء مقاطع صوتية تتضمن اثنين من المتحدثين، وذلك باستخدام 24 لغة، مع قدرة فائقة على التبديل بينهما خلال نفس المقاطع.
وتختبر جوجل حالياً مزايا ثورية لتقديم تجربة تفاعلية حية عبر واجهتها البرمجية، مثل ميزة Affective Dialogue والتي تتيح للنموذج التقاط المشاعر التي يشعر بها المستخدم من أسلوب حديثه، ومن ثم يبدأ النموذج في الرد بصوت يعكس مشاعر مناسبة لما يشعر به المستخدم تعكس التعاطف والتفاهم معه، وكذلك ميزة Proactive Audio، والتي تسمح للنموذج بتجاهل الأصوات والضوضاء حول المستخدم، ويركز على محادثته معه ليتمكن من الرد عليه في الوقت المناسب، مما يخلق تجربة محادثة أقرب للبشرية.
وأخيراً تجربة الشركة حالياً دمج ميزة التفكير داخل التفاعل الصوتي الحي Thinking in Live API، مما يُمكن نموذج Gemini من استخدام قدراته على التفكير لتعامل مع الاستفسارات والمهام المعقدة خلال المحادثات الحية مع المستخدم.
تحكم في الحاسوب
حولت جوجل مشروعها التجريبي Project Mariner، والذي رفعت الستار عنه العام الماضي، إلى ميزة حقيقية على أرض الواقع، تحمل اسم Computer Use، والتي تعتمد فكرتها على تحكم Gemini في حاسوب المستخدم من لوحة مفاتيح ومؤشر الفأرة، ليتمكن من إنجاز المهام المختلفة التي يوكلها إليه المستخدم.
أشارت الشركة إلى أن تلك الميزة ستتوفر للمطورين عبر واجهة Gemini API البرمجية خلال الأشهر المقبلة، وبالفعل العديد من عملائها من الشركات تستخدمها، مثل Automation Anywhere، وUiPath، وBrowserbase، وAutotab، وThe Interaction Company، و Cartwheel.
تحسينات أمنية
كشفت الشركة كذلك عن تعزيزات أمنية كبيرة في نموذج Gemini 2.5 لمواجهة التهديدات السيبرانية، خصوصاً تلك المتعلقة بـهجمات الحقن غير المباشر للتعليمات النصية (Indirect Prompt Injection)، وهي هجمات تدمج أوامر خبيثة في البيانات التي يتعامل معها النموذج الذكي.
وبفضل نهج أمني جديد، تمكنت جوجل من رفع معدل الحماية ضد هذه الهجمات خلال استخدام الأدوات بنسبة كبيرة، لتصبح سلسلة Gemini 2.5 الأكثر أماناً حتى الآن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"جوجل" تراهن على أدوات الذكاء الاصطناعي والاشتراكات المميزة لمنافسة "أوبن إيه آي"
"جوجل" تراهن على أدوات الذكاء الاصطناعي والاشتراكات المميزة لمنافسة "أوبن إيه آي"

الاقتصادية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقتصادية

"جوجل" تراهن على أدوات الذكاء الاصطناعي والاشتراكات المميزة لمنافسة "أوبن إيه آي"

أعلنت شركة جوجل، التابعة لـ "ألفابت"، أنها ستُوسّع استخدام الذكاء الاصطناعي لشريحة أكبر من المستخدمين، وكشفت عن اشتراك شهري جديد بقيمة 249.99 دولار لمستخدمي النسخة المتقدمة من "جيميني"، في خطوة تهدف إلى تعزيز موقعها أمام المنافسين مثل "أوبن إيه آي" و"أنثروبك". جاء ذلك خلال مؤتمرها السنوي للمطورين في كاليفورنيا، حيث عرضت الشركة تحديثات كبرى تشمل دمج "وضع الذكاء الاصطناعي" في محرك البحث، يعطي إجابات حاسوبية متقدمة بدلاً من النتائج التقليدية. وتتضمن خطة الاشتراك الجديدة، بقيمة 249.99 دولار، ميزات متقدمة مثل استخدام نموذج "ديب ثينك". يُقارن هذا السعر بخطط شهرية تكلف 200 دولار أمريكي من مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي "أوبن أيه آي" و"أنثروبك"، ما يُبرز سعي الشركات لاستكشاف سبل لتغطية التكلفة الباهظة لتطوير الذكاء الاصطناعي. كما توفر "جوجل" اشتراكات مدفوعة تبدأ من 19.99 دولار شهري، تشمل مزايا ذكاء اصطناعي وتخزينًا سحابيًا، وقد تجاوز عدد مشتركيها 150 مليونًا بحسب "رويترز". أكد الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي أن تطبيق "جيميني" يضم أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهريًا، وأن الشركة تسعى لبناء ذكاء اصطناعي شخصي واستباقي يخدم احتياجات المستخدمين اليومية. في مجال الأجهزة، عرضت "جوجل" نظارات ذكية تعمل بنظام أندرويد إكس آر وتُظهر ترجمات مباشرة أثناء التحدث. كما أعلنت خططا لإطلاق سماعة إكس آر بالتعاون مع "سامسونج". على الجانب الآخر، سبق أن طرحت منافستها "ميتا بلاتفورمز" نظاراتها المزودة بالذكاء الاصطناعي في السوق. مطلع هذا الشهر، خسرت "ألفابت" 150 مليار دولار أمريكي من قيمتها السوقية في يوم واحد بعد أن أدلى مسؤول تنفيذي في شركة آبل بشهادة خلال إحدى القضايا، مفادها أن الذكاء الاصطناعي تسبب في انخفاض عمليات البحث على متصفح الويب "سفاري" من أبل لأول مرة. دفع ذلك بعض المحللين إلى إعادة تقييم كيفية قياس الحصة السوقية المهيمنة لجوجل في مجال البحث، حيث تشير بعض التقديرات إلى أنها قد تنخفض من نحو 90% حاليًا إلى أقل من 50% خلال 5 سنوات. وأشار المحللون إلى تحول في سلوك المستخدمين، فقد باتوا يفضلون روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بدلاً من محركات البحث التقليدية. مع ذلك، أوضح روبي شتاين، أحد التنفيذيين في فريق البحث بجوجل، أن استخدام الذكاء الاصطناعي للإجابة عن أسئلة المستخدمين المعقدة قد يفتح فرصًا جديدة لإعلانات ذات صلة عالية بالمستخدم، والتي تُعد المصدر الرئيس لإيرادات الشركة. تشكل الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي حصة كبيرة من نفقات رأس المال المتوقعة لشركة ألفابت هذا العام إذ تبلغ 75 مليار دولار أمريكي، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ52.5 مليار دولار أمريكي في 2024. تضمنت إعلانات يوم الثلاثاء تحديثات إضافية لسعي "جوجل" في تطوير "وكيل ذكاء اصطناعي عالمي"، قادر على تنفيذ المهام نيابةً عن المستخدم دون توجيهات تفصيلية. وقد عرضت الشركة بعض قدرات هذا النوع من الذكاء الاصطناعي ضمن مشروع يُعرف باسم "أسترا"، بتوجيه كاميرا الهاتف إلى دعوة مكتوبة ليضيفها إلى التقويم تلقائيًا. كما قدمت نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي يُسمى "فيو 3"، يُولّد مقاطع فيديو وصوتًا لإنشاء مقاطع فيديو أكثر واقعية لدعم صانعي المحتوى.

"غوغل" تكشف عن أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء الفيديو
"غوغل" تكشف عن أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء الفيديو

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

"غوغل" تكشف عن أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء الفيديو

أطلقت " غوغل" مؤخرًا أداة Flow، وهي أداة جديدة لصناعة الأفلام بتقنية الذكاء الاصطناعي، مصممة لدعم منشئي الفيديو. تعتمد Flow على نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة من "غوغل - Veo وImagen وGemini - وتهدف إلى مساعدة المستخدمين على إنشاء مشاهد سينمائية باستخدام إشارات اللغة الطبيعية والمؤثرات البصرية المخصصة. تستهدف Flow مجموعة واسعة من المبدعين، من صانعي الأفلام ذوي الخبرة إلى المبتدئين الذين يستكشفون طرقًا جديدة لإنتاج المحتوى، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business". الذكاء الاصطناعي ذكاء اصطناعي كبير علماء "غوغل": الذكاء الاصطناعي سيضاهي مبرمج مبتدئ في نحو عام تتيح هذه الأداة للمستخدمين وصف أفكارهم بلغة بسيطة، ثم إضفاء الحيوية على هذه المفاهيم من خلال المؤثرات البصرية والحركة. كما تتيح للمستخدمين إنشاء شخصيات وخلفيات باستخدام ميزات Imagen لتحويل النص إلى صورة أو تحميل عناصرهم الخاصة. يمكن إعادة استخدام هذه العناصر، المسماة "المكونات"، في مشاهد مختلفة لتحقيق الاتساق. يعتمد تطبيق Flow بشكل أساسي على Veo، وهو نموذج فيديو توليدي من "غوغل"، يُركز على الفيزياء الواقعية وجودة الصورة. يدعم جيميني نظام التوجيه، مما يُسهّل وصف المشاهد دون الحاجة إلى تدخل فني. بمجرد إنشاء المشهد، يُمكن للمستخدمين تعديله باستخدام العديد من الأدوات المُدمجة. تشمل الميزات الرئيسية عناصر تحكم الكاميرا لضبط الزوايا والحركة، وScenbuilder لتحرير اللقطات وتوسيعها، وإدارة الأصول لتنظيم المكونات والرسائل. كما يتضمن Flow TV، وهو موجز مُنتقى لمقاطع مُولّدة بالذكاء الاصطناعي، حيث يُمكن للمستخدمين استكشاف المشاهد المُصممة باستخدام Flow وعرض الرسائل المُستخدمة في إنشائها. يتوفر تطبيق Flow ابتداءً من اليوم في أميركا من خلال باقتي اشتراك AI Pro وAI Ultra من "غوغل". ووفقًا لشركة غوغل، يُعدّ Flow تطويرًا لتجربة VideoFX التي أُطلقت العام الماضي. كما عملت الشركة مع مجموعة من صانعي الأفلام أثناء التطوير لفهم كيفية دعم الأداة لسير العمل الإبداعي الفعلي، واستُخدمت ملاحظاتهم لتحسين ميزات الأداة وأدائها. مع أن Flow لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يعكس اهتمامًا متزايدًا بكيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في سرد ​​القصص المرئية.

هل الذكاء الاصطناعي يَـقـتُـل الأطفال ؟
هل الذكاء الاصطناعي يَـقـتُـل الأطفال ؟

الاقتصادية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقتصادية

هل الذكاء الاصطناعي يَـقـتُـل الأطفال ؟

بطبيعة الحال، حتى من الناحية الأخلاقية البحتة، ينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات إيجابية هائلة، من تعزيز صحة الإنسان وكرامته إلى تحسين الاستدامة والتعليم بين الفئات السكانية المهمشة. لكن هذه الفوائد الموعودة ليست مبررا للاستخفاف بالمخاطر الأخلاقية والتكاليف الواقعية أو تجاهلها. فكل انتهاك لحقوق الإنسان يجب أن يُنظر إليه على أنه غير مقبول أخلاقيا. فإذا تسبب روبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي ويحاكي الحياة في وفاة مراهق، فلا يجوز لنا أن نعتبر قدرة الذكاء الاصطناعي على الاضطلاع بدور في تطوير الأبحاث الطبية تعويضا عن ذلك. مأساة سيتزر ليست حالة معزولة. ففي ديسمبر الماضي، رفعت عائلتان في تكساس دعوى قضائية ضد وداعمتها المالية، شركة جوجل، زاعمة أن روبوتات الدردشة الآلية التابعة للمنصة استغلت أطفالهم في سن المدرسة مراهقيا وعاطفيا إلى الحد الذي أسفر عن وقوع حالات إيذاء النفس والعنف. لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، فقد ضحينا بالفعل بجيل من الأطفال والمراهقين على مذبح شركات التواصل الاجتماعي التي تستفيد من الإدمان على منصاتها. لم ننتبه إلى الأضرار الاجتماعية والنفسية التي تسببها "وسائط التواصل غير الاجتماعي" إلا ببطء شديد. والآن، بدأت بلدان عديدة تحظر أو تقيد الوصول إلى هذه المنصات، ويطالب الشباب أنفسهم بضوابط تنظيمية أقوى. ولكن لا يمكننا الانتظار لكبح جماح قوى التلاعب الكامنة في الذكاء الاصطناعي. فبسبب الكميات الهائلة من البيانات الشخصية التي جمعتها منا صناعة التكنولوجيا، بات بوسع أولئك الذين يعملون على بناء منصات مثل إنشاء خوارزميات تَـعرِفنا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. الواقع إن إمكانية الاستغلال عميقة. فالذكاء الاصطناعي يعلم على وجه التحديد أي الأزرار التي ينبغي له الضغط عليها لاستغلال رغباتنا، أو لحملنا على التصويت بطريقة معينة. كانت روبوتات الدردشة المؤيدة لفقدان الشهية على منصة مجرد المثال الأحدث والأكثر فظاعة. ولا يوجد أي سبب وجيه قد يمنعنا من حظرها على الفور. لكن الوقت ينفد سريعا، لأن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تتطور بشكل أسرع من المتوقع ــ وهي تتسارع في عموم الأمر في الاتجاه الخطأ. يواصل "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي"، عالم العلوم الإدراكية الحائز على جائزة نوبل جيفري هينتون، التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انقراض البشر: "أخشى أن اليد الخفية لن تُـبقي علينا سالمين. ونظرا لفشل شركات التكنولوجيا الكبرى المستمر في الالتزام بالمعايير الأخلاقية، فمن الحماقة أن نتوقع من هذه الشركات أن تضبط نفسها بنفسها. في 2024، ضخت شركة جوجل استثمارات قيمتها 2.7 مليار دولار في تطبيق على الرغم من مشكلاته المعروفة. لكن على الرغم من الاحتياج الواضح إلى التنظيم، فإن الذكاء الاصطناعي ظاهرة عالمية، وهذا يعني أننا يجب أن نسعى جاهدين إلى وضع تنظيم عالمي، يرتكز على آلية إنفاذ عالمية جديدة، مثل وكالة دولية للأنظمة القائمة على البيانات (IDA) في الأمم المتحدة، كما اقترحتُ شخصيا. إن كون الشيء في حكم الممكن لا يعني أنه مرغوب. يتحمل البشر مسؤولية تحديد أي التكنولوجيات والإبداعات وأشكال التقدم يجب تحقيقها وتوسيع نطاقها، وأيها لا ينبغي له أن يتحقق. وتقع على عاتقنا مسؤولية تصميم، وإنتاج، واستخدام، وإدارة الذكاء الاصطناعي بطرق تحترم حقوق الإنسان وتسهل تحقيق مستقبل أكثر استدامة للبشرية والكوكب. يكاد يكون من المؤكد أن سيويل كان ليظل على قيد الحياة لو كنا نعتمد على تنظيم عالمي لتعزيز "الذكاء الاصطناعي" القائم على حقوق الإنسان، ولو كنا أنشأنا مؤسسة عالمية لمراقبة الإبداعات في هذا المجال. وبما أننا نعلم بالفعل أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يَـقـتُـل، فليس لدينا أي عذر يسمح لنا بالبقاء مكتوفي الأيدي في حين يستمر تقدم التكنولوجيا، مع إطلاق مزيد من النماذج غير المنظمة للجمهور كل شهر. مهما كانت الفوائد التي قد توفرها هذه التكنولوجيات يوما ما، فإنها لن تكون قادرة أبدا على التعويض عن الخسارة التي عاناها بالفعل جميع من أحبوا سيويل. خاص بـ"الاقتصادية" حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2025.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store