الصين مستعدة تماماً بانتظار تسونامي الدولارات الرقمية
هونج كونج ورقة بكين الرابحة عبر 11 منصة مرخصة لتداول الأصول الرقمية
لم تستخف بكين بمارك زوكربيرغ عندما طرح فكرته الكبرى حول عملةٍ عالمية تلبي "الاحتياجات المالية اليومية لمليارات الأشخاص". كما أنها لا تتجاهل حالياً الحماسة المتزايدة حول تنظيم العملات المستقرة في الولايات المتحدة. فقد أعدّت شركات التجارة الإلكترونية النافذة في الصين، إلى جانب القدرات المالية لهونج كونج، البلاد جيداً لمواجهة تسونامي الدولارات الرقمية المرتقب
.
هدّد مشروع "ليبرا
" (Libra)
القائم على تقنية بلوكتشين (الذي أُعيد تسميته لاحقاً "ديم
" (Diem)
، والذي أطلقه مؤسس "فيسبوك" عام 2019، بإطلاق موجة مماثلة من الدولرة، بحيث تحلّ العملة الأمريكية -أو وحدة دفع اصطناعية تهيمن عليها العملة الخضراء- محلّ العملات المحلية
.
كانت الصين، التي لطالما تطلعت إلى التحرر من هيمنة الدولار، قلقة بشكل خاص من أن تجتاحها هذه الموجة. لذا استعدّت بإطلاق نسخة رقمية رسمية من اليوان يمكنها منافسة "ليبرا"، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الشؤون النقدية تحت السيطرة الصارمة للدولة. لكن بعدما أوقفت الجهات التنظيمية الأمريكية مشروع "ليبرا/ديم"، لم تعد بكين مضطرة للتحرك على وجه السرعة
.
تحدٍّ أكثر جدية لليوان
لكن هذه المرة، التحدي أكثر جدية. فالرئيس
.
وستحظى بالدعم التنظيمي الأمريكي عملات مثل "يو إس دي تي
" (USDT)
الصادرة عن "تيثر
" (Tether)
، و"يو إس دي سي
" (USDC)
التابعة لـ"سيركل
" (Circle)
، وجميع النسخ الأخرى من العملات المشفرة التي تعادل دولاراً واحداً، وقد يُكسبها هذا قبولاً واسع النطاق سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها. كما أن وزير الخزانة سكوت بيسنت محق في أن هذه الأدوات الخاصة يمكن أن تكون وسيلةً لتوسيع هيمنة الدولار
.
يتعلق النقاش في الولايات المتحدة حول علاقة النقود المشفرة في الغالب بالمصالح التجارية. إذ تتأهب الشركات الناشئة في مجال العملات المشفّرة –وحتى عمالقة التجزئة– لاجتياح الحصون التقليدية لشركات الدفع الراسخة
.
عملات رقمية خاصة بـ"أمازون" و"وول مارت
"
تراجعت أسهم "فيزا
" (Visa Inc)
و"ماستركارد
" (Mastercard Inc)
الأسبوع الماضي عقب إقرار مجلس الشيوخ
" (Coinbase Inc)
أنها ستتيح قبول عملة "يو إس دي سي" من قبل تجار "شوبيفاي
" (Shopify).
أما "أمازون دوت كوم" و"وولمارت
" (Walmart Inc)
، فتدرسان إصدار عملات رقمية خاصة بهما، بحسب ما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال". وبالنظر إلى ودائع الأفراد المعرضة للخطر، فلن تتأخر المصارف الأمريكية الكبرى في اللحاق بهما
.
الدولار الرقمي سلاح جيوسياسي فعال
لكن خارج الولايات المتحدة، يُعتبر
(e-CNY)
محدوداً إلى حدٍّ ما
.
كما أنه لم يحقق تقدماً يُذكر خارج الصين. فالسُّلطات النقدية في دول أخرى، التي كان يمكنها تسهيل تحويل اليوان الرقمي إلى عملاتها القانونية المحلية والعكس، فقدت اهتمامها بعملات البنوك المركزية الرقمية، ولا سيما النسخة المخصصة للأفراد. وبالنسبة للصين، التي تخوض أصلاً نزاعاً تجارياً وتكنولوجياً مع الولايات المتحدة، فإن كل هذا يشكل نقطة ضعف خطيرة
.
تهديد للضوابط الرأسمالية الصينية
لن يكون الحظر القانوني على تحويل اليوان إلى عملات مشفّرة غير مرخّصة كفيلاً بمنع دخول الدولارات الرقمية. فالصين، في نهاية المطاف، تُنتج للعالم. وعديد من هذه الشركات المورّدة هي شركات صغيرة. وإذا بدأت هذه الشركات بقبول دولارات افتراضية على مواقع أجنبية لتفادي الرسوم المرتفعة وسعر الصرف غير المواتي الذي يُثقل كاهل المدفوعات عبر الحدود، فستنتهي الحال بالأسر الصينية وهي تمتلك أرصدة عملات مشفرة بعيدة عن أعين السلطات
.
وستتمكن من إنفاق هذه المدخرات ليس فقط على الإجازات الخارجية والتعليم والأزياء، بل أيضاً على العقارات الأجنبية و"بتكوين". وقد تنهار الضوابط الرأسمالية في الصين، وتتعرض قدرتها على تحديد أسعار الفائدة المحلية لضغوط شديدة
.
هونج كونج ورقة الصين الرابحة
لكن قبل أن يصل الأمر إلى هذا الحد، ستلعب الصين ورقتها الرابحة: هونج كونج
.
شجّعت بكين المنطقة الإدارية الخاصة على أن تصبح مركزاً رائداً للأصول الرقمية في آسيا. وعبر توسيع نطاق حماية قانون الأوراق المالية ليشمل العملات المشفرة المتداولة على شبكات بلوكتشين العامة، تعمل المدينة بشكل متواصل على بناء الثقة في العملات المشفرة. وتضم حالياً 11 منصة مرخّصة لتداول الأصول الرقمية
.
وابتداءً من أغسطس، سيكون لديها قانون خاص بالعملات المستقرة، قد تستفيد منه شركات مثل "ستاندرد تشارترد
" (Standard Chartered Plc)
و"آنت غروب
" (Ant Group)
، التابعة لعملاقة التجارة الإلكترونية "علي بابا"، لإصدار عملات رقمية مقوّمة بدولار هونج كونج. أما "جيه دي دوت كوم
" (JD.com)
فلديها بالفعل اسم مبدئي لعملتها المشفرة: "جينجدونج
" (JINGDONG).
الصين مستعدة لدرء موجة الدولرة
سيكون من السهل على المورّدين الصينيين الصغار على منصّتي "علي بابا" و"جيه دي دوت كوم" قبول المدفوعات من العملاء الأجانب عبر عملات مستقرة مقوّمة بدولار هونج كونج. فهم لن يتفادوا فحسب الرسوم المرتفعة للتحويلات، بل سيعلمون أيضاً أن هذه المعاملات تحظى بمباركة بكين. كما سيثقون بأن أموالهم آمنة، ومحفوظة في منصة تداول خاضعة للتنظيم في مدينة ترتبط عملتها بالدولار الأمريكي. وقد تُشجّع الصين حتى الشركات في دول "مبادرة الحزام والطريق" على استخدام هذه الأدوات. أما الخطوة التالية على هذا الطريق، فستكون العملات الرقمية المرتبطة باليوان الخارجي
.
الصين مستعدة تماماً للهجوم الوشيك من جماعة الكريبتو الأمريكيين، إذ تمتلك منصّات تجارة إلكترونية قوية، وفي موقع مثالي للاستفادة القصوى من قطاع التكنولوجيا المالية الصديق للعملات المشفّرة في هونج كونج. وقد يكفي هذا المزيج لدرء موجة الدولرة
.
خاص بـ "بلومبرغ"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
تراجع ملحوظ في أسعار الذهب محلياً وعالمياً وسط تحسن الأوضاع الجيوسياسية
القاهرة- مباشر: سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، وبعد انخفاض الأوقية بنسبة 2.8% في ختام تعاملات الأسبوع. وجاء التراجع مدفوعًا بتهدئة التوترات الجيوسياسية، وتحسن آفاق التجارة العالمية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة "آي صاغة". وأوضح المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعت بقيمة 25 جنيهًا مقارنة بتعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4600 جنيه، في حين تراجعت الأوقية بنحو 95 دولارًا لتصل إلى 3274 دولارًا. وسجل جرام الذهب عيار 24 مستوى 5257 جنيهًا، وعيار 18 نحو 3943 جنيهًا، بينما بلغ عيار 14 حوالي 3067 جنيهًا. وسجل الجنيه الذهب مستوى 36800 جنيه. وكانت الأسعار المحلية قد تراجعت أمس بقيمة 70 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4695 جنيهًا، واختتمها عند 4625 جنيهًا. أما الأوقية فهبطت بنحو 60 دولارًا من 3334 دولارًا إلى 3274 دولارًا. وأشار التقرير إلى أن التراجع في أسعار الذهب جاء رغم وجود عوامل تقليدية داعمة مثل ضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة، لكن شهية المخاطرة المتزايدة دفعت المستثمرين نحو الأصول عالية العائد، مما شكل ضغوطًا بيعية على المعدن الأصفر. وفي السياق العالمي، ساهم توقيع اتفاق تجاري رسمي بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز ثقة الأسواق، كما أشارت تصريحات أمريكية إلى إمكانية توقيع اتفاقيات إضافية قبل 9 يوليو، بينما أعلنت الصين استعدادها لتسريع شحنات المعادن الأرضية النادرة إلى واشنطن، في مؤشر على انفراجة بالعلاقات الاقتصادية. وعلى الصعيد الجيوسياسي، أبدت إيران مرونة تجاه مسار دبلوماسي مع الولايات المتحدة، في حين نقلت قناة "العربية" ترجيحات بانتهاء الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة خلال أسبوعين، وهو ما خفف من علاوة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الذهب كملاذ آمن. ورغم تراجع مؤشر الدولار بنسبة 1.32% خلال الأسبوع واستقرار عوائد السندات الأمريكية، لم ينجح الذهب في الاستفادة من هذا التراجع، ما فسره مراقبون على أنه تحول في ديناميكيات السوق وانخفاض في الطلب التقليدي على الأصول الآمنة. ولفت التقرير إلى أن الأداء القوي لأسواق الأسهم، خاصة مؤشري "ناسداك" و"ستاندرد آند بورز 500" اللذين بلغا مستويات قياسية، يعكس تفضيل المستثمرين لأصول النمو، في ظل تحسن توقعات الاقتصاد العالمي. ويعتبر هذا التوجه جزءًا من مرحلة انتقالية يعيد فيها المستثمرون تقييم أدوار الأصول المختلفة، خصوصًا مع استمرار سياسات التيسير النقدي وتراجع التوترات الجيوسياسية. وفي ما يخص البيانات الاقتصادية، أظهرت مؤشرات التضخم الأمريكية ارتفاعًا في مؤشر النفقات الاستهلاكية الأساسية (Core PCE) بنسبة 2.7% خلال مايو، متجاوزًا التوقعات، ما زاد من تعقيد مهمة الاحتياطي الفيدرالي في تحديد مسار أسعار الفائدة. وفي تصريحات حديثة، توقع رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة خلال العام المقبل، مشيرًا إلى أن آثار الحرب التجارية قد تظهر بصورة أقل حدة مما كان متوقعًا. وتواجه الإدارة الأمريكية تحديات داخلية مع اقتراب الموعد المحدد في 4 يوليو لإقرار خطة خفض الضرائب والإنفاق، وسط تحذيرات من أن الخطة قد تضيف نحو 2.4 تريليون دولار إلى الدين العام خلال العقد المقبل. وبحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، بلغ العجز الفيدرالي في مايو نحو 316 مليار دولار، بينما ارتفعت مدفوعات الفائدة إلى 92 مليار دولار، مما يعزز المخاوف من أزمة ديون محتملة قد تؤثر على استقرار الدولار والاقتصاد الأمريكي. وفي سياق متصل، زاد التوتر السياسي بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هاجم فيها رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ملمحًا إلى إمكانية عزله، وهو ما أثار قلقًا حول استقلالية البنك المركزي، وساهم في الضغط على الدولار. ورغم التراجع الراهن، يرى محللون أن أي تجدد في التوترات الجيوسياسية أو تعثر في السيطرة على التضخم قد يعيد الزخم للذهب كملاذ آمن، فيما تسيطر حالة من الترقب على الأسواق بانتظار حسم المسارات الكبرى في السياسة النقدية والنمو الاقتصادي العالمي. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
دعوات في الكونغرس الأميركي لفحص أمن هواتف "ون بلس" الصينية
أفادت رسالة اطلعت عليها رويترز بأن نائبين أميركيين طلبا من وزارة التجارة التحقيق في ما إذا كانت هناك مخاوف أمنية ترتبط بالأجهزة التي تبيعها شركة "ون بلس" الصينية للهواتف الذكية في الولايات المتحدة. وأشار النائبان إلى أن كبار شركات تجارة التجزئة الأميركية تبيع أجهزة "ون بلس" للاستخدام على شبكتين لاسلكيتين أميركيتين. والنائبان هما الجمهوري جون مولينار، الذي يرأس لجنة في مجلس النواب معنية بالصين، وراجا كريشنامورثي، كبير الديمقراطيين في اللجنة. وقالا إن تحليلاً حديثًا أجرته شركة تجارية وقُدم إلى اللجنة "يشير إلى أن هذه الأجهزة قد تجمع وتنقل بيانات مستخدمين على نطاق واسع، بما في ذلك معلومات شخصية حساسة، إلى خوادم خاضعة لولاية السلطات الصينية دون موافقة صريحة من المستخدم"، وفق "رويترز". وانخفضت صادرات الصين من هواتف آيفون وغيرها من الهواتف الذكية إلى الولايات المتحدة لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2011 في أبريل. وأظهرت بيانات مفصلة من الجمارك الصينية أن صادرات الهواتف الذكية من الصين إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 72% لتصل إلى ما يقل قليلًا عن 700 مليون دولار في أبريل، متجاوزةً بكثير الانخفاض الإجمالي البالغ 21% في الشحنات المصدرة من الصين إلى أميركا. وتراجعت صادرات الهواتف الذكية من الصين إلى الولايات المتحدة بقدر هائل بلغ 1.8 مليار دولار في أبريل مقارنة بشهر مارس. وخفض هذا التراجع الصادرات إلى مستويات لم تُشاهد منذ عام 2011، وقريبة من تلك التي كانت موجودة أيام صدور أولى هواتف آيفون.


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
مطار الملك عبدالعزيز يدشّن أولى رحلات "هاينان" الصينية المباشرة إلى جدة
دشّن مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، اليوم السبت، أولى الرحلات المباشرة لطيران "هاينان" الصينية، ليكون بذلك أول مطار في المملكة يربط مباشرة مع مدينة هايكو الصينية، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيًا. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز الحركة الجوية المتنامية، وترسيخ مكانة المطار كمركز لوجستي عالمي، إلى جانب تعزيز الربط المباشر بين المملكة والصين. وكان في استقبال الرحلة الرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة المهندس مازن بن محمد جوهر، والقنصل العام لجمهورية الصين الشعبية بجدة، وانغ تشي، وعدد من قيادات الهيئة السعودية للسياحة، وبرنامج الربط الجوي، والجهات الحكومية والأمنية العاملة في المطار. وتُصنّف "هاينان" ضمن أفضل 10 شركات طيران عالميًا، بحسب تصنيف "سكاي تراكس"، ما يجعل من هذه الشراكة إضافة نوعية في تطوير تجربة السفر عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وأعرب فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، عن اعتزازه بهذه الشراكة الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن أعداد الزوار الصينيين نمت بنسبة 52% مقارنة بالعام الماضي، مع ارتفاع عدد الرحلات إلى 29 رحلة أسبوعيًا عبر ست شركات، بهدف جذب 5 ملايين سائح صيني سنويًا بحلول 2030. من جانبه، أكد المهندس مازن جوهر أن هذه الوجهة الجديدة تندرج ضمن استراتيجية مطارات جدة للوصول إلى 150 وجهة دولية بحلول 2030، تماشيًا مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران. بدوره، أشار ماجد خان، المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي، إلى أن انضمام "هاينان" خطوة نوعية تعزز الترابط العالمي، وتسهم في تنشيط السياحة والتبادل الثقافي، بدعم مباشر من وزير السياحة والمشرف العام على البرنامج، أحمد بن عقيل الخطيب.