logo
16 Aug 2025 09:53 AM قمة على جليد المصالح بين واشنطن وموسكو... والشرق الأوسط يترقب

16 Aug 2025 09:53 AM قمة على جليد المصالح بين واشنطن وموسكو... والشرق الأوسط يترقب

MTVمنذ 21 ساعات
قمة ترامب – بوتين في ألاسكا لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل لحظة فارقة في اختبار موازين القوى العالمية وسط حرب أوكرانيا وتوترات الشرق الأوسط.
ففي قاعدة Joint Base Elmendorf-Richardson في أنكوريج، أقرب نقطة أميركية إلى روسيا عبر القطب الشمالي، اجتمع الرئيسان وجهاً لوجه لأول مرة منذ عام 2019، في مشهد جمع الرمزية الجغرافية بوزن الملفات الثقيلة.
اختيار ألاسكا لم يكن محض صدفة؛ فهي بوابة أميركا على القطب الشمالي ومسرح تنافس استراتيجي على الممرات البحرية والموارد، ومنصة لإرسال رسائل سياسية مدروسة.
بالنسبة لترامب، كان اللقاء على أرض أميركية فرصة للتحكم في المشهد وإظهار الحزم، بينما بالنسبة لبوتين، كان بمثابة كسر لعزلة دبلوماسية واستعادة صورة روسيا كقوة لا يمكن تجاوزها.
الملفات المطروحة عكست عمق الخلاف وتشابك المصالح: هدنة محتملة في أوكرانيا قابلة للمراقبة الميدانية مقابل تخفيف جزئي للعقوبات ووقف توسع الناتو، تبادل 84 أسيراً من كل جانب كبادرة حسن نية، بحث مشاريع تعاون في القطب الشمالي بمجالات الطاقة والنقل البحري، وإحياء مسار الحد من التسلح وضبط التوتر في الفضاء السيبراني. لكن خلف هذه العناوين، تجري حسابات أوسع؛ فأي اختراق في أوكرانيا قد يحرر موارد وضغوطاً تسمح لواشنطن بإعادة توجيه أولوياتها نحو الشرق الأوسط، خصوصاً ملفات الغاز وأمن إسرائيل ودعم الحلفاء العرب، فيما قد تستغل موسكو أي تهدئة لتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في المتوسط وسوريا وملفات الطاقة الإقليمية لتعويض خسائرها الأوروبية.
لبنان، بحكم موقعه وسط هذه التوازنات، ليس بعيداً عن تداعيات القمة؛ فنجاح التهدئة قد يمنحه زخماً في دعم الجيش وتسريع ترسيم الحدود البحرية، بينما الفشل قد يعيد شبح المواجهة غير المباشرة إلى ساحات الشرق الأوسط، مع ضغوط سياسية واقتصادية وأمنية إضافية. أما البعد الاقتصادي العالمي، فحاضر بقوة؛ إذ يمكن لأي اتفاق أن ينعكس فوراً على أسعار النفط والغاز واستقرار سلاسل الإمداد عبر الممرات القطبية، في حين أن فشل القمة قد يشعل موجة جديدة من تقلبات الأسواق. أوروبا تراقب اللقاء كاختبار لأمنها الطاقوي، فيما تتابع الصين بصمت، مستعدة لاقتناص أي فرصة لتعزيز دورها كوسيط سياسي ومستثمر رئيسي في مرحلة ما بعد الحرب.
الرسائل العلنية بين ترامب وبوتين حملت توازناً بين الصرامة والانفتاح؛ ترامب أكد أن بوتين لن "يتلاعب" بهذه الجولة، وطرح فكرة قمة ثلاثية لاحقة تضم أوكرانيا، بينما وصف بوتين الموقف الأميركي بأنه "جهد صادق" لإنهاء الحرب، رغم استمرار تقدم قواته على الأرض. ومع ذلك، حذر دبلوماسيون روس سابقون من أن مجرد انعقاد القمة يمنح موسكو شرعية دولية دون تقديم تنازلات حقيقية. السيناريوهات المحتملة تتراوح بين اختراق منظم يشمل وقف نار جزئي وتفاهمات إنسانية وآلية متابعة زمنية، وبين تقدم تكتيكي محدود يقتصر على تهدئة جبهات معينة دون اتفاق شامل، أو فشل كامل يؤدي إلى تشديد العقوبات وتصعيد ميداني.
في النهاية، قمة ألاسكا ليست مجرد اجتماع على أرض جليدية، بل فصل جديد من لعبة الشطرنج الدولية، حيث تتحرك القطع على جبهات متباعدة لكنها مترابطة. وما يُحسم في أنكوريج قد يذيب أو يجمّد فرص الاستقرار في شرق المتوسط، وقد تبدو المسافة بين ألاسكا وبيروت بعيدة، لكن في عالم السياسة تكفي صفقة خلف الأبواب المغلقة لربط مصير المدينتين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تركت في الفندق.. وثائق مسرَّبة تكشف كواليس قمة ترامب – بوتين (صور)
تركت في الفندق.. وثائق مسرَّبة تكشف كواليس قمة ترامب – بوتين (صور)

ليبانون 24

timeمنذ 40 دقائق

  • ليبانون 24

تركت في الفندق.. وثائق مسرَّبة تكشف كواليس قمة ترامب – بوتين (صور)

كشفت حادثة غريبة في فندق بولاية ألاسكا عن تفاصيل غير معلنة من قمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين التي عُقدت الجمعة الماضية. بحسب شبكة "إن بي آر"، عُثر على ثماني صفحات تحمل شعارات وزارة الخارجية الأميركية داخل طابعة في مركز الأعمال بفندق كابتن كوك، حيث أقام وفدا البلدين. الأوراق تضمنت جداول الاجتماعات، مواقع الغرف داخل القاعدة العسكرية المشتركة التي استضافت القمة، وأرقام هواتف لمسؤولين أمريكيين وروس، بينها أسماء 13 شخصية رفيعة. الوثائق أشارت إلى نية ترامب تقديم تمثال "النسر الأميركي" كهدية رمزية لبوتين، من دون أن يُعرف ما إذا كانت قُدمت فعلاً. كما كشفت عن مأدبة غداء أُعدت "تكريماً لفخامة فلاديمير بوتين"، كان مقرراً أن تضم وجبة من ثلاثة أطباق (سلطة، فيليه لحم وسمك، ثم كريم بروليه للتحلية)، مع توزيع دقيق للمقاعد يضع الرئيسين وجهاً لوجه. لكن الغداء أُلغي في اللحظة الأخيرة. إلى جانب برنامج اللقاءات، تضمنت الأوراق أسماء وزراء أميركيين وروس حددت أماكن جلوسهم، بينهم سيرغي لافروف وأنطون سيلوانوف إلى جانب بوتين، وماركو روبيو وسوزي وايلز إلى جانب ترامب. الباحث في الأمن القومي بجامعة كاليفورنيا، جون مايكلز، وصف الحادثة بأنها "دليل على سوء تقدير مهني وإهمال لا يليق بمستوى التحضير لقمة رئاسية"، معتبراً أن ترك وثائق حساسة في طابعة فندق أمر يثير القلق.

استياء في أوساط حلفاء ترامب... رد فعل عنيف في واشنطن بعد قمة ألاسكا
استياء في أوساط حلفاء ترامب... رد فعل عنيف في واشنطن بعد قمة ألاسكا

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

استياء في أوساط حلفاء ترامب... رد فعل عنيف في واشنطن بعد قمة ألاسكا

عاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى واشنطن وسط ردود فعل سياسية عنيفة بسبب طريقة تعامله مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد أن فشل في تنفيذ تهديده بـ"عواقب وخيمة" إذا رفض سيد الكرملين الموافقة على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز". عاد ترامب إلى العاصمة بعد اجتماع استمر ثلاث ساعات في ألاسكا يوم الجمعة، وهو أول اجتماع لبوتين مع رئيس أميركي منذ غزو روسيا لأوكرانيا على نطاق واسع في عام 2022، مدعياً أن بعض التقدم قد أحرز نحو التوصل إلى تسوية. لكن القتال استمر على جبهة أوكرانيا، وحتى في بعض الأوساط المؤيدة له، تعرض الرئيس الأميركي لانتقادات بسبب معاملته لبوتين معاملة خاصة دون أي نتائج واضحة. وأعرب بيل أورايلي، المعلق المحافظ، عن أسفه لعدم تحقيق "مكاسب ملموسة" من القمة. وقال: "في هذه المرحلة، يتعين على الرئيس زيادة الضغط الاقتصادي. الوقت ليس في صالح السيد ترامب". وأشاد ليندسي غراهام، السناتور الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، بترامب لمقابلته الزعيم الروسي، لكنه قال إن أفضل سيناريو الآن هو وقف إطلاق النار "قبل عيد الميلاد بوقت طويل". يبدو أن ترامب لم يقم، كما كان يخشى النقاد، بإبرام اتفاق سلام مع بوتين لفرضه على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاء أميركا الأوروبيين. لكنه رحب ببوتين، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، بتحية حماسية، ورحلة بالسيارة على انفراد. في تصريحات موجزة للصحافة عقب الاجتماع، أشار بوتين إلى أن الرئيسين توصلا إلى اتفاق - مشيراً إلى "اتفاقات" قال إنها نقطة انطلاق لحل "القضية الأوكرانية" وتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. لم يذهب ترامب، المعروف بطلاقة لسانه، إلى هذا الحد. وقال إنهما اتفقا على "العديد والعديد من النقاط". لكن النتيجة النهائية التي توصل إليها الرئيس الأميركي كانت: "لا يوجد اتفاق حتى يتم التوصل إلى اتفاق". لم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق على مضمون المحادثات، لكن الديموقراطيين كانوا قد بدأوا بالفعل في انتقاد الرئيس. قال جاك ريد، كبير الديموقراطيين في لجنة القوات المسلحة: "أنا أؤيد المشاركة النشطة والدبلوماسية. الجميع يريد السلام، لكن صنع السلام يجب أن يتم بمسؤولية". وأضاف: "لم يعجبني الاستقبال الحافل الذي حظي به بوتين أو الإشارة التي أرسلها ترامب بترحيبه بالتصفيق. وأعتقد أن الجميع فوجئوا قليلاً بعدم وجود تفاصيل وبالمؤتمر الصحفي غير التقليدي الذي أعقب الاجتماع". وقال مايك كويغلي، الديموقراطي عن ولاية إلينوي: "لقد فرش ترامب السجادة الحمراء لبوتين - حرفياً - وخرج بوتين بضوء أخضر لمواصلة غزوه". لكن الأهم بالنسبة لترامب هو أن هناك تذمراً وحذراً من اليمين. قال براين فيتزباتريك، عضو مجلس النواب الجمهوري عن ولاية بنسلفانيا، إن الوقت قد حان للتوصل إلى استنتاج واحد: "هذه الحقيقة البسيطة لا تزال قائمة: لا يمكن تحقيق الأمن الحقيقي والدائم إلا مع حلفائنا - والأهم من ذلك مع أوكرانيا - على طاولة المفاوضات". وقالت منظمة "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة فكرية غير تدخلية في مجال السياسة الخارجية، إن هناك تقدماً في الاجتماع لكن الواقع يعمل ضد جهود ترامب. وقالت جينيفر كافاناغ، مديرة التحليل العسكري في المنظمة: "من المرجح أن يستمر القتال لبعض الوقت، حيث لا يوجد لدى بوتين أي حافز لإنهاء الحرب بينما يتمتع بميزة عسكرية، خاصة وأن خطوط الجبهة الأوكرانية تبدو على وشك الانهيار في بعض الأماكن". تحدث ترامب إلى شون هانيتي - مقدم برنامج على قناة "فوكس نيوز" - قبل مغادرته ألاسكا، لكنه بدا منزعجاً من أسئلته، قائلاً إنه يتمنى لو لم يوافق على المقابلة. وأشار ترامب إلى أنه كانت هناك مناقشة وبعض نقاط الاتفاق مع بوتين حول قضايا حاسمة مثل تبادل الأراضي والضمانات الأمنية لكييف، لكنه لم يذكر تفاصيل. بالنسبة لمؤيدي أوكرانيا، بالنظر إلى تصريحات ترامب الأخيرة حول تبادل الأراضي، كان من الممكن أن يكون الوضع أسوأ. كتب مايكل ماكفول، السفير الأميركي السابق في روسيا، على "اكس": "ألاسكا لم تكن يالطا 2. هذه هي الأخبار الجيدة. لكن هذا مستوى منخفض جداً... بالنسبة لترامب، يبدو أن النتيجة مخيبة للآمال". وأشار ترامب، الذي قدم نفسه على أنه خبير في إبرام الصفقات وصنع السلام قبل القمة، إلى أنه قد يضطر إلى التراجع في المفاوضات - في اعتراف بأن جهوده قد تصل إلى حدها الأقصى. وقال لـ"فوكس نيوز": "الآن الأمر متروك للرئيس زيلينسكي لإنجازه".

الجيش الأوكراني: أجبرنا القوات الروسية على التراجع
الجيش الأوكراني: أجبرنا القوات الروسية على التراجع

IM Lebanon

timeمنذ 4 ساعات

  • IM Lebanon

الجيش الأوكراني: أجبرنا القوات الروسية على التراجع

أعلن الجيش الأوكراني اليوم السبت أنه أجبر القوات الروسية على التراجع لمسافة كيلومترين تقريبًا على جزء من جبهة سومي شمال أوكرانيا. ولم يصدر أي تعليق بعد من روسيا التي تسيطر على ما يزيد قليلًا عن 200 كيلومتر مربع في المنطقة، وفقًا لمشروع 'ديب ستيت' الأوكراني لرسم خرائط ساحات المعارك. وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني على فيسبوك: 'يواصل الجنود الأوكرانيون عملياتهم القتالية النشطة لتدمير العدو وتحرير مناطقنا'. وأشارت إلى أن القتال كان محتدمًا قرب بلدتي أوليكسيفكا ويوناكيفكا اللتين تقعان على بعد خمسة كيلومترات وسبعة كيلومترات من الحدود الروسية على الترتيب. واكتسبت الأوضاع المتقلبة على خطوط القتال أهمية سياسية متزايدة في الأيام القليلة الماضية، حيث تجد أوكرانيا نفسها في منعطف دبلوماسي خطير آخر مع تكثيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب جهوده للتوسط لإنهاء الحرب. وقال ترامب إنه ونظيره الروسي فلاديمير بوتين 'قررا' أنه يتعين التركيز الآن على التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب الدائرة منذ عام 2022 بدلًا من وقف مؤقت لإطلاق النار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store