
إسرائيل راضية عن نتائج هجومها على إيران وتسعى للحد من خسائرها المحتملة
تبدي إسرائيل ما هو أكثر من الرضا عن نتائج هجماتها المستمرة في إيران وتعد بالمزيد، ولكنها في الوقت ذاته تسعى للحد من خسائرها المحتملة.
وكان بالإمكان لمس عبارات الرضا من المسؤولين في الحكومة والمعارضة مع تواصل سيل بيانات الجيش الإسرائيلي المرفقة بمقاطع فيديو جوية توثق الهجمات.
ولم تصل إسرائيل إلى حد تجزم فيه بالقضاء على المشروع النووي الإيراني، ولكنها سجلت ما اعتبرته إنجازات في الوصول إلى قادة إيرانيين كبار ومنصات إطلاق صواريخ ودفاعات جوية ومنشآت تخصيب اليورانيوم.
وعلى مدى سنوات طويلة، كان تنفيذ هجوم مشابه على إيران بمثابة حلم يدغدغ المسؤولين الإسرائيليين، ولكن أساسًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وسريعًا تحول نتنياهو، الذي عانى في الأشهر الماضية من هجمات لا تتوقف، إلى ملك تنهال عليه عبارات الثناء.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في بيان: "أفتخر بأنه في هذه الفترة التاريخية من تاريخ دولة إسرائيل، حظيتُ بشرف وقوة اتخاذ قرار وطني، والانضمام إلى الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو، والمشاركة بفعالية ومحورية في قرارات مصيرية. كنتُ أعلم أنني سأدفع ثمنًا شخصيًا لذلك. لا أهمية له بالنسبة لي، مقارنةً بالأمور التي على المحك".
وأضاف ساعر: "أدعم رئيس الوزراء نتنياهو في قراره الصعب، وهو يواجه واقعًا سياسيًا وأمنيًا بالغ التعقيد".
وعاد نتنياهو ليظهر مرارًا وتكرارًا في تصريحات متلفزة موجهة إلى المواطنين الإسرائيليين.
وكشف أنه في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أمر بإنهاء البرنامج النووي الإيراني، بالمناسبة، بعد الانتخابات الأمريكية، لافتًا إلى أن الموعد المستهدف للتنفيذ كان نهاية أبريل/نيسان، "ولأسباب مختلفة، لم نتمكن من تحقيقه في ذلك التاريخ".
ويعتبر أن السر في الهجوم هو الضوء الأخضر الأمريكي، وقال: "قلتُ إنني آمل ألا تُعارض أمريكا، لكن الأمر ليس إما كل شيء أو لا شيء. حتى لو لم يكن مثاليًا، فلا بد من القيام به. وقلتُ شيئًا كهذا: الدعم الأمريكي، أو على الأقل عدم معارضته، أمرٌ مرغوبٌ فيه للغاية. وقلتُ: دعوا الأمر لي وللوزير ديرمر في العديد من المحادثات. لقد أطلعنا الأمريكيين مُسبقًا، وكانوا على علم بالهجوم، وماذا سيفعلون الآن، أترك الأمر للرئيس ترامب".
وأضاف: "أخبرتُ ترامب أن المفاجأة هي العامل الرئيسي للنجاح. رأينا ذلك على أجهزة الاستدعاء، ورأيناه الآن أيضًا. هذه واحدة من أكثر الهجمات غرابة من نوعها في التاريخ. وسيعلمون بذلك أيضًا. ستُحدث فوضى في إيران".
ولوّح بأن الهجوم "سيستمر طالما لزم الأمر لإبعاد التهديد قدر الإمكان"، وقال: "لقد ضربنا جزءًا كبيرًا من الوقود النووي الإيراني وجزءًا بارزًا من العلماء النوويين".
غير أن نتنياهو كرر ما قاله سابقًا بأنه سيكون لهذه الحرب ثمن على الإسرائيليين.
وقال: "سيكون هناك ثمن، ونحن أيضًا نستعد لخفضه. لكن من المهم بالنسبة لي خفضه بمساعدة مواطني إسرائيل. لا تفرحوا كثيرًا".
وأضاف نتنياهو: "سيكون هناك هجوم ضدنا، قد يأتي على شكل موجات، وقد يكون شديدًا للغاية".
وأبدى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ المخاوف ذاتها مما هو قادم في الأيام المقبلة.
وقال في رسالة إلى الشعب الإسرائيلي: "تنتظرنا أيام صعبة ولحظات عصيبة، وعلينا أن نتجاوزها معًا. أؤمن إيمانًا راسخًا بأننا معًا نستطيع التغلّب عليها. معًا سنبني واقعًا جديدًا أكثر أمانًا وعدلًا، ليس لنا فقط، بل للشرق الأوسط بأكمله".
وأضاف هرتسوغ: "أدعو الجمهور مجددًا إلى التحلي باليقظة، والالتزام الدقيق بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية التي تُنقذ الأرواح، والتحلي بالمسؤولية تجاه الحالة الجسدية والنفسية لأحبائنا".
قائد بالجيش: العدو سيتحرك وعلينا تقليص الأضرار
وقال رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، عوديد بسيوك، في كلمة إلى الجيش: "هذا الإنجاز هو ثمار تخطيط وتدريب وعمل دؤوب. هناك جهود استخبارية وجهود عملياتية بقيادة سلاح الجو، والإنجاز هنا على البرنامج النووي، وعلى العلماء، وعلى المواقع، وحتى على القيادة العسكرية، هو فريد من نوعه".
واستدرك: "أحد أهم الأمور المهمة حاليًا هو الجبهة الداخلية، المدنية والعسكرية، لأن العدو سيتحرك، وعلينا تقليص الأضرار، والحفاظ على استمرارية عملنا، والحفاظ على قدرتنا الهجومية".
استعدادات الجيش والمستشفيات
وفي مسعى للحد من تكاليف الرد الإيراني المتوقع، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "في إطار الاستعدادات الدفاعية والهجومية على كافة الجبهات، ومع انطلاق عملية الأسد الصاعد، بدأ جيش الدفاع تجنيد قوات احتياط من وحدات مختلفة إلى جبهات القتال المختلفة في أنحاء البلاد".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن رصد إطلاق 100 مسيّرة من إيران، تم اعتراضها جميعًا، بما فيها مسيّرة في شمالي إسرائيل، ولكن ما يُخشى هو الصواريخ الباليستية.
ووفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن المسيّرة تحتاج 7–9 ساعات منذ انطلاقها من إيران وحتى وصولها إلى إسرائيل، أما الصاروخ الباليستي فإنه يحتاج إلى 12 دقيقة.
ووفقًا للسيناريو الإسرائيلي الأكثر تشاؤمًا، فإن إيران ستطلق عشرات، إن لم يكن مئات، من الصواريخ الباليستية على عمق إسرائيل.
وسيتعين على المضادات الإسرائيلية والأمريكية أن تعترض هذه الصواريخ.
وتُجرى استعدادات واسعة في المستشفيات والبلديات الإسرائيلية استعدادًا لهذا السيناريو.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "بعد الضربة الإسرائيلية الاستباقية على إيران، سارعت المستشفيات في جميع أنحاء البلاد إلى نقل المرضى إلى تحت الأرض، وإخراجهم من المستشفى، والاستعداد للانتقام المحتمل من خلال أجنحة محصّنة وبروتوكولات طوارئ".
aXA6IDgyLjI3LjIxMy4xODMg
جزيرة ام اند امز
CH

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
إدارة ترامب تأمر بتعليق مداهمات المزارع والفنادق
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الجمعة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرت مسؤولي الهجرة بتعليق المداهمات والاعتقالات في قطاع الزراعة وفي الفنادق والمطاعم إلى حد كبير. واستند التقرير إلى رسالة بريد إلكتروني داخلية وما قاله ثلاثة مسؤولين أمريكيين على علم بالتوجيهات. وأشارت الصحيفة إلى أن تيتوم كينج المسؤول الكبير في إدارة الهجرة والجمارك قال في توجيهاته إلى القادة الإقليميين في الإدارة "اعتبارا من اليوم، يرجى وقف جميع التحقيقات/عمليات إنفاذ القانون في مواقع العمل في الزراعة (بما في ذلك مزارع تربية الأحياء المائية ومصانع تعبئة اللحوم) والمطاعم والفنادق العاملة". وأكدت وزارة الأمن الداخلي التوجيهات للصحيفة قائلة "سنتبع توجيهات الرئيس وسنواصل العمل على إبعاد أعتى المجرمين الأجانب غير الشرعيين من شوارع أمريكا". ولم يتسن لرويترز التأكد من التقرير بعد. ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الأمن الداخلي بعد على طلب من رويترز للتعليق خارج ساعات العمل العادية.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
مصير غامض.. إيران تنسحب من مفاوضات عمان بعد الهجوم الإسرائيلي
شنت إسرائيل ضربات واسعة النطاق على إيران فجر أمس الجمعة قائلة إنها هاجمت منشآت نووية ومصانع صواريخ وقتلت عددا كبيرا من القادة العسكريين فيما قد تكون عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح ذري. وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في بيان إن إسرائيل "أطلقت يدها الشريرة والدموية" في جريمة ضد إيران وأنها ستتلقى "مصيرًا مريرًا". ويثير هذا التحرك المفاجئ من تل أبيب تساؤلات عديدة بشأن مصير المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، والتي كان من المفترض إجراء الجولة السادسة منها في مسقط، وسط حالة من الغموض حول مصير المفاوضات برمتها بعد الضربة الإسرائيلية. وبعد ساعات قليلة من شن إسرائيل للهجوم على طهران نشر التلفزيون الإيراني، رسالة أكد فيها أن طهران لن تشارك في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، الأحد المقبل. وفي هذا السياق أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن إيران هي التي جلبت الهجوم على نفسها من خلال مقاومة المطالب الأمريكية في المحادثات لتقييد برنامجها النووي، وحثها على عقد صفقة، "مع جعل الهجمات القادمة المخطط لها بالفعل أكثر وحشية". ونشر ترامب على منصته "Truth Social" قائلا "لقد أعطيت إيران الفرصة تلو الأخرى للتوصل إلى اتفاق"، مضيفا "لقد شهدنا بالفعل موتًا ودمارًا هائلين، ولكن لا يزال هناك وقت لوضع حدٍّ لهذه المذبحة، مع توقع هجماتٍ أخرى أكثر وحشيةً وتخطيطًا. على إيران أن تتوصل إلى اتفاقٍ قبل أن يضيع كل شيء". وأوضح "قلت لهم إن القادم سيكون أسوأ بكثير مما يعرفونه أو يتوقعونه، الولايات المتحدة تصنع أفضل وأكثر الأسلحة فتكًا في العالم، وبفارق كبير، وإسرائيل تمتلك الكثير منها، والمزيد قادم، وهم يعرفون كيف يستخدمونها." وأضاف ترامب أن بعض "المتشددين الإيرانيين تحدثوا بشجاعة، لكنهم لم يعرفوا ما كان ينتظرهم"، مشيرًا إلى أنهم "جميعًا ماتوا الآن، وما هو قادم سيكون أكثر سوءًا". وتابع قائلًا: "لقد حدث دمار وموت كبير بالفعل، لكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه المجازر... الهجمات القادمة مخططة وستكون أكثر وحشية." وختم الرئيس الأمريكي رسالته بدعوة طهران إلى التفاوض سريعا: "على إيران أن تبرم اتفاقًا قبل ألا يبقى شيء، وتنقذ ما كان يعرف يومًا بالإمبراطورية الفارسية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار. فقط قوموا بذلك... قبل فوات الأوان. بارككم الله جميعًا". وفي السياق نفسه، أدان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الهجوم الإسرائيلي على إيران مؤكدا في الوقت نفسه أنه على الرغم من أن العمليات العسكرية الراهنة وتصاعد التوترات، إلا أنه من الواضح أن الطريق الوحيد المستدام للمستقبل هو طريق قائم على الحوار والدبلوماسية لضمان السلام والاستقرار والتعاون. وقال إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بصفتها الهيئة الفنية الدولية المسئولة عن الإشراف على الاستخدام السلمي للطاقة النووية، تظل منصة فريدة وحيوية للحوار، لا سيما في ظل الظروف الراهنة. وتابع: استنادا إلى نظامها الأساسي ومهمتها الراسخة، تُوفر الوكالة إطارا ومنصة طبيعيتين لاستبدال الخطاب بالواقع، والانخراط بالتصعيد، وأؤكد مجددا استعداد الوكالة لتسهيل الحوار الفني ودعم الجهود التي تُعزز الشفافية والسلامة والأمن والحل السلمي للقضايا النووية مع إيران. انضم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى الدعوات العالمية لخفض التصعيد واتهم إسرائيل بانتهاك القانون الدولي. وقال في الصفدي على منصة إكس: "في وقت حرج للغاية عندما كانت الولايات المتحدة تتفاوض على اتفاق نووي مع إيران من شأنه أن ينقذ المنطقة بأكملها والعالم، حدث تصعيد شرس جديد". ومن المقرر أن يعقد مسئولون أمريكيون وإيرانيون جولة سادسة من المحادثات بشأن برنامج طهران المتصاعد لتخصيب اليورانيوم في سلطنة عمان يوم الأحد. وقال مسئولون أمريكيون مرارا وتكرارا إن أي اتفاق جديد - ليحل محل اتفاق عام ٢٠١٥ بين طهران وست قوى عالمية انسحب منها ترامب - يجب أن يتضمن التزاما بإلغاء تخصيب اليورانيوم، وهو شرط أساسي لتطوير القنابل النووية. وتصر إيران على أنها تريد الطاقة النووية للأغراض المدنية فقط، لكن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلن أمس الأول الخميس أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي للمرة الأولى منذ ما يقرب من عشرين عاما. إيران دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي العالمية أما إسرائيل، فهي ليست كذلك، ويُعتقد أنها الدولة الوحيدة التي تمتلك الترسانة النووية في الشرق الأوسط.


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
جيش الاحتلال: دمرنا أبنية لإنتاج اليورانيوم وعددا من المختبرات في أصفهان
قال جيش الاحتلال، إنه دمر أبنية لإنتاج اليورانيوم المخصب وعددا من المختبرات في أصفهان، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، منذ قليل. ونفذت إسرائيل عملية عسكرية مكثفة، فجر الجمعة، استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ في إيران، وقتلت قادة عسكريين، في عملية قد تستمر لفترة بهدف منع «طهران» من تصنيع سلاح نووي. في السياق ذاته، أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى أن إيران عرضت نفسها للهجوم بسبب رفضها مطالب الولايات المتحدة، في المحادثات الرامية إلى تقييد برنامجها النووي، وحثها على إبرام اتفاق