logo
عبدالله النعمة لـ الشرق: متاحف مشيرب مرجع نموذجي لتطوير المتاحف التراثية

عبدالله النعمة لـ الشرق: متاحف مشيرب مرجع نموذجي لتطوير المتاحف التراثية

صحيفة الشرقمنذ 13 ساعات

ثقافة وفنون
12
في اليوم العالمي تحولت القصص الشخصية إلى عروض تفاعلية..
■ استخدمنا تقنيات ترميم متطورة حافظت على 80 % من العناصر الأصلية للمباني التراثية
■ سجلنا أكثر من 100 مقابلة صوتية مع سكان مشيرب السابقين لحفظ ذاكرتهم الشفهية
■ جولات صوتية بتسع لغات عالمية متوافرة عبر تطبيقنا المجاني
■ برامج خاصة للمدارس وورش عمل عائلية تعزز الحوار بين الأجيال
■ جميع مبانينا حاصلة على شهادات LEED الذهبية والبلاتينية
■ نحن أول متحف في منطقة الخليج يناقش موضوعات حساسة مثل تاريخ الرق بصراحة وشفافية
■ نربط الماضي بالقضايا المعاصرة من خلال معارض مؤقتة ومناقشات عامة
■ موقعنا الفريد يتيح للزوار تجربة متكاملة تجمع بين استكشاف التراث والاستمتاع بالحياة العصرية
بخطى ثابتة ورؤية طموحة، تمضي متاحف مشيرب نحو تعزيز استدامتها، وتأكيد ريادتها في ترسيخ مفهوم جديد للمتاحف يتجاوز عرض القطع الأثرية والتراثية وتوثيق الأحداث التاريخية إلى مفهوم أكثر شمولية واتساعًا.. وتحولت خلال سنوات قليلة من تأسيسها إلى بيئة تعليمية مستدامة تجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل.. بين الحفاظ على التراث وتعزيز الابتكار باعتباره ضرورة للبقاء وشرطا أساسيا من شروط التميز والنجاح.. مجترحة من الماضي قصصا ذات معنى تقدمها للجمهور بأساليب وتقنيات متطورة.
وفي اليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق الثامن عشر من مايو كل عام، رفعت متاحف مشيرب شعار "قصتنا.. مستقبلنا" كجزء من عنوان الاحتفالية العالمية: «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير» الذي يأتي ضمن استراتيجيتها بتعزيز استدامتها من خلال التكيف مع متطلبات العصر في ظل التغيرات التكنولوجية، فقد وظفت متاحف مشيرب التقنيات الحديثة في الجولات والمعارض والأنشطة المجتمعية والتفاعلية حتى تكون أكثر تأثيرًا، وتحولت التكنولوجيا ذاتها إلى عنصر مكمّل لمهامها، فضمنت بذلك سهولة الوصول والمشاركة الإنسانية العميقة.
في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالله النعمة مدير عام متاحف مشيرب في حوار خاص مع (الشرق) هذه الفلسفة التي تقوم عليها استراتيجية المتاحف، لافتا إلى أنها مساحات حيوية للحوار والتعلم والإبداع تتطور مع احتياجات المجتمع المعاصر وتستشرف متطلبات المستقبل، مشيرا في الآن ذاته إلى التزام متاحف مشيرب بالحفاظ على البيئة كونها جزءا من مشيرب قلب الدوحة..
فإلى نص الحوار..
احتفلنا في متاحف مشيرب باليوم العالمي للمتاحف من خلال برنامج متكامل ومبتكر بدأ بتنظيم ورشة عمل عائلية بعنوان "قصتنا، مستقبلنا" يوم السبت الماضي بقيادة المدرب أحمد زرفة. هذه الورشة، جمعت بين استكشاف التراث القطري والإبداع الرقمي، حيث شاركت العائلات في جولات واستخدمت التكنولوجيا الحديثة لتحويل قصصهم الشخصية إلى عروض بصرية تفاعلية.
كما فتحنا أبواب متاحفنا استثنائياً يوم الأحد وهو يوم تكون فيه المتاحف مغلقة عادةً. هذا الافتتاح الاستثنائي أتاح للجمهور فرصة فريدة لاستكشاف بيوتنا التراثية الأربعة مع جولات متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية.
موضوع الاحتفال لهذا العام هو "مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير"، وهو موضوع يجسد تماماً فلسفتنا في متاحف مشيرب. نحن نؤمن بأن المتاحف ليست مجرد حافظة للماضي، بل هي مساحات حيوية للحوار والتعلم والإبداع تتطور مع احتياجات المجتمع المعاصر وتستشرف متطلبات المستقبل.
◄ ما أهمية هذه المناسبة لتعزيز مكانة المتاحف باعتبارها مركز إشعاع ثقافي وتعليمي وذاكرة المجتمع؟
اليوم العالمي للمتاحف، الذي يُحتفل به منذ عام 1977 تحت رعاية المجلس الدولي للمتاحف (ICOM)، يُسلط الضوء سنوياً على دور المتاحف كوسائل حيوية للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتطوير التفاهم المتبادل بين الشعوب. في العام الماضي، شارك أكثر من 37,000 متحف عبر 158 دولة ومنطقة في هذا الاحتفال العالمي.
بالنسبة لمتاحف مشيرب، تحمل هذه المناسبة أهمية خاصة كونها تؤكد على دورنا المحوري في الحفاظ على ذاكرة المجتمع القطري ونقلها للأجيال القادمة. منذ افتتاحنا في أكتوبر 2015 تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مشيرب العقارية، ونحن نعمل على ترسيخ مكانتنا كمراكز إشعاع ثقافية وتعليمية.
هذا الجهد حظي بتقدير دولي واسع، حيث حصلنا على جائزة "أفضل برنامج للممارسات التعليمية" من اللجنة الدولية للتعليم والعمل الثقافي (CECA) في عام 2018، الى جانب تكريمنا كـ "معلم جذب محلي أيقوني" ضمن جوائز قطر للسياحة 2024، وفزنا بجائزة "الأخضر التفاح للمباني الجميلة" لعام 2024 تقديراً لجهودنا في الحفاظ على التراث المعماري، كما حصلنا على ترشيح لجائزة الآغا خان للعمارة عام 2019.
◄ تعتبر المتاحف أحد المكونات الرئيسية للهوية الثقافية للمجتمع. ما الاستراتيجية التي وضعتها متاحف مشيرب لتعزيز هذا الدور؟
وضعنا استراتيجية شاملة ومبتكرة تقوم على عدة محاور متكاملة ترتكز على رؤية مؤسسة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030. المحور الأول هو النهج السردي التفاعلي، حيث إن نهجنا الفريد القائم على السرد والقصص الحية وليس على القطع الأثرية فقط. هذا النهج السردي يتيح للزوار الاتصال العاطفي مع التاريخ والتراث، مما يخلق تجربة أكثر تفاعلية وعمقاً من المتاحف التقليدية. نستخدم شهادات صوتية مسجلة من السكان السابقين لمنطقة مشيرب، مما يحيي أصواتهم وذكرياتهم.
المحور الثاني في هذه الاستراتيجية هو البرامج التعليمية المجتمعية. وأعني البرامج التعليمية المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح المجتمع. لدينا برامج خاصة للمدارس، وورش عمل عائلية منتظمة تعزز الحوار بين الأجيال. كما ننظم سلسلة "مقهى العلوم" بالتعاون مع سدرة للطب، التي تربط التراث بالعلوم المعاصرة وشهدت زيادة في الحضور بنسبة 60% بعد إطلاقها.
المحور الثالث هو التقنيات الرقمية المتطورة. نحن نستخدم التقنيات المتطورة لجعل التراث أكثر قرباً من الجمهور. لدينا جولات صوتية بتسع لغات متوافرة عبر تطبيقنا المجاني.
كما نستخدم شاشات تفاعلية متقدمة تتيح للزوار استكشاف طبقات مختلفة من تاريخ قطر حسب اهتماماتهم الشخصية. والمحور الرابع في الاستراتيجية هو ربط التراث بالقضايا المعاصرة. نربط الماضي بالقضايا المعاصرة من خلال معارض مؤقتة ومناقشات عامة حول موضوعات مثل الهوية والاستدامة وحقوق الإنسان. على سبيل المثال، نستضيف حالياً معرض "رحيل: رحلة العودة إلى سوريا" للفنان أنس خلف، الذي يربط بين التراث والقضايا الإنسانية المعاصرة. والمحور الخامس هو التكامل مع البيئة المستدامة. كوننا جزءاً من مشيرب قلب الدوحة، أول مدينة مستدامة في العالم، نربط رسالتنا التراثية بقيم الاستدامة. جميع مبانينا حاصلة على شهادات LEED الذهبية والبلاتينية، مما يعكس التزامنا بالحفاظ على البيئة إلى جانب الحفاظ على التراث.
- سردية شاملة
◄ كيف تساهم متاحف مشيرب في المشهد الثقافي القطري كونها نوافذ مُشرعة على التاريخ؟
تلعب متاحف مشيرب دوراً محورياً كنوافذ مشرعة على التاريخ من خلال بيوتنا التراثية الأربعة المرممة بعناية فائقة والتي حافظت على 80% من عناصرها الأصلية: بيت بن جلمود
يعتبر الأول من نوعه في منطقة الخليج في مناقشة تاريخ الرق بصراحة وشفافية، ويستضيف أيضاً معرض "رحلة إلى قلب الحياة" المطور بالتعاون مع برنامج قطر للجينوم وسدرة للطب. هذا المعرض الرائد يربط بين التاريخ الإنساني وعلوم الوراثة المعاصرة، ويقدم منظوراً علمياً فريداً حول التنوع البشري في قطر.
بيت الشركة يحتفظ بالشهادات المباشرة لرواد صناعة النفط في قطر من خلال التسجيلات الصوتية الأصلية، ويوثق التحول الاقتصادي الجذري من اقتصاد الغوص على اللؤلؤ إلى الدولة الحديثة. يحتوي البيت على مجموعة فريدة من الأدوات والمعدات التي لم تكن معروفة في قطر قبل وصول شركة النفط الأنجلو-فارسية في عام 1935.
بيت محمد بن جاسم المبني من قِبل الشيخ محمد بن جاسم آل ثاني (ابن مؤسس قطر الحديثة)، يضم "مشروع صدى الذاكرة الفني" الذي يعرض آلاف القطع الأثرية المكتشفة أثناء أعمال التنقيب. كما يشرح المبادئ المعمارية السبعة الفريدة التي قامت عليها مدينة مشيرب قلب الدوحة، والتي تجمع بين العمارة التقليدية والتقنيات الحديثة.
بيت الرضواني المبني في عشرينيات القرن الماضي، يقدم تجربة واقعية للحياة الأسرية القطرية التقليدية. الاكتشافات الأثرية تحت المنزل كشفت عن سبع طبقات من الاستيطان تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر، مما يؤكد ديمومة الحياة في هذه المنطقة عبر التاريخ.
هذه المتاحف الأربعة معاً تقدم سردية شاملة لتطور قطر من مجتمع تقليدي إلى دولة حديثة مستدامة، وقد تم الاعتراف بها دولياً من خلال إصدار كتاب "متاحف مشيرب: تحويل البيوت التراثية" الذي أُطلق في لندن وحظي بإشادة النقاد والمختصين.
- مستقبل مستدام
◄ تعد الاستدامة الثقافية نهجاً إبداعياً يدعم مفهوم التنمية المستدامة. ما الأسس التي تنطلقون منها للمساهمة في عملية التنمية الشاملة وصناعة المستقبل؟
ننطلق من فلسفة عميقة متجذرة في رؤية مؤسسة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030، والتي تؤمن بأن فهم الماضي أساسي لتشكيل مستقبل مستنير ومستدام: الأساس الأول: البحث العلمي المعمق. أجرينا ثلاث سنوات من البحث التاريخي والمعماري المكثف قبل افتتاح المتاحف، وسجلنا مقابلات مع سكان مشيرب السابقين لتوثيق ذكرياتهم وقصصهم. تعاونا مع جامعة لندن كوليدج قطر في أعمال التنقيب الأثري، وأنشأنا أرشيفاً رقمياً يضم الآلاف من الصور التاريخية والوثائق.
الأساس الثاني هو التكامل مع التنمية المستدامة. نحن جزء لا يتجزأ من مشيرب قلب الدوحة، أول مدينة مستدامة في العالم. المدينة الحائزة على 100 شهادة LEED بلاتينية وذهبية، تجسد التوازن بين الحفاظ على التراث والتطوير المستدام، محققاً وفراً في الطاقة يصل إلى 30% وفي استهلاك المياه يصل إلى 70%.
الأساس الثالث: الشراكات الاستراتيجية. نتعاون مع مؤسسات دولية مرموقة مثل UNESCO وICOM، وعدة جامعات عالمية في برامج البحث والتطوير. كما لدينا شراكات مع مؤسسات محلية استراتيجية مثل: سدرة للطب (سلسلة مقهى العلوم)، جامعة حمد بن خليفة (برامج البحث)، برنامج قطر للجينوم (معرض رحلة إلى قلب الحياة)، قطر للسياحة (التبادل الثقافي).
حصلنا على اعتراف دولي بهذا النهج المتكامل، بما في ذلك: جائزة "مبادرة الحفاظ على التراث" في جوائز Big 5 Global Impact لعام 2024. وتم تكريم مشيرب قلب الدوحة بجائزة "المدينة الذكية" في مؤتمر المدن الذكية العالمي في برشلونة عام 2018، كما تم إدراج مشيرب قلب الدوحة ضمن قائمة فاست كومباني الشرق الأوسط لأكثر 10 شركات ابتكاراً في الهندسة المعمارية والتصميم.
- تجربة تفاعلية
ما الذي يميز متاحف مشيرب عن غيرها من المتاحف في المنطقة؟
أبرز ما يميز متاحف مشيرب هو نهجنا القائم على السرد والقصص الحية وليس على عرض القطع الأثرية بشكل ثابت. هذا النهج السردي يخلق تجربة عاطفية وتفاعلية عميقة تربط الزوار بالتاريخ بطريقة شخصية ومؤثرة، معتمداً على شهادات مسجلة لأكثر من 100 شخص من سكان مشيرب السابقين.
الميزة الثانية هي التقنيات المتقدمة والوصول متعدد اللغات. لدينا جولات صوتية بتسع لغات عالمية متوافرة عبر تطبيقنا المجاني، مما يجعلنا في المقدمة عالمياً من حيث الوصول متعدد اللغات. نستخدم أيضاً شاشات تفاعلية متقدمة وتقنيات جديدة.
إلى جانب التكامل مع البيئة المستدامة، وهي ميزة أخرى. فموقعنا الفريد في قلب مشيرب قلب الدوحة، أول مدينة مستدامة في العالم، يتيح للزوار عيش تجربة متكاملة تجمع بين استكشاف التراث في بيوت تراثية أصيلة، والاستمتاع بالحياة العصرية المستدامة، التنقل عبر شبكة ذكية تضم 430 كم من الألياف الضوئية، بالإضافة الى الاستفادة من خدمات مدينة ذكية بأكثر من 650,000 جهاز استشعار متصل.
والميزة الرابعة هي الشمولية والشفافية في السرد. نحن أول متحف في منطقة الخليج يناقش موضوعات حساسة مثل تاريخ الرق بصراحة وشفافية، مما يساهم في فهم أعمق وأكثر توازناً للتاريخ الإقليمي. هذا النهج الشامل يغطي جميع جوانب التاريخ القطري دون استثناء.
كما تتميز متاحف مشيرب ببرامجها المجتمعية الواسعة والمتنوعة بدءا من سلسلة "مقهى العلوم" (التي شهدت زيادة في الحضور بنسبة 60%) وصولا إلى الورش المنتظمة والمعارض المؤقتة، نحافظ على تفاعل مستمر مع المجتمع ونربط التراث بالقضايا المعاصرة.
ما يميزنا أيضا هو الاعتراف الدولي الاستثنائي، فقد حصلنا على اعتراف دولي استثنائي، بما في ذلك ترشيح لجائزة الآغا خان للعمارة عام 2019، وجوائز متعددة في السياحة والتعليم والاستدامة، الى جانب تصنيف متاحف مشيرب ضمن أكثر 10 جهات إبداعاً في التصميم المعماري من مجلة فاست كومباني. وحصولنا على جائزة "أفضل برنامج للممارسات التعليمية" من CECA الدولية.
والميزة السابعة هي الابتكار في الحفاظ والعرض. استخدمنا تقنيات ترميم متطورة حافظت على 80% من العناصر الأصلية للمباني التراثية، وطورنا أساليب عرض مبتكرة تجمع بين التراث والعلوم الحديثة، كما في معرض "رحلة إلى قلب الحياة" الذي يربط بين علم الوراثة والتاريخ الإنساني.
- توازن فريد
◄ كيف جمعت متاحف مشيرب بين الحفاظ على التراث والابتكار؟
نجحنا في تحقيق توازن فريد بين الحفاظ على التراث والابتكار من خلال منهجية متكاملة تضع التكنولوجيا في خدمة التراث وليس بديلاً عنه: في مجال الحفاظ المعماري والترميم استخدمنا تقنيات ترميم متطورة حافظت على 80% من العناصر الأصلية للمباني التراثية رغم التحديات المناخية الصحراوية القاسية.
استخدمنا أيضا مواد تقليدية مثل الحجر المرجاني والطوب الطيني مع تقنيات حديثة للحماية والصيانة.
طبقنا المبادئ المعمارية السبعة التي تجمع بين احترام التراث وتوظيف التقنيات المستدامة الحديثة. وفي مجال التوثيق الرقمي والأرشفة أنشأنا أرشيفاً رقمياً شاملاً يضم آلاف الصور التاريخية يمكن للباحثين الوصول إليها، سجلنا أكثر من 100 مقابلة صوتية مع سكان مشيرب السابقين لحفظ ذاكرتهم الشفهية. تم وضع محطات وغرف تفاعلية تشجع افراد المجتمع على تسجيل قصصهم ومشاركتها معنا.
في تجربة الزوار والتفاعل نستخدم محطات سمعية تعرض شهادات مسجلة لأكثر من 100 شخص من سكان مشيرب السابقين، مما يحيي أصواتهم وذكرياتهم. كما أن شاشات اللمس التفاعلية تتيح للزوار استكشاف معلومات مختلفة من تاريخ قطر حسب اهتماماتهم الشخصية. أطلقنا أيضا تطبيقاً ذكياً مجانياً يوفر جولات صوتية بتسع لغات، مما يجعل تراث قطر متاحاً لجمهور عالمي واسع.
في مجال البحث والتطوير نتعاون مع جامعات عالمية ومراكز بحثية لتطوير أساليب جديدة في عرض التراث. معرض "رحلة إلى قلب الحياة" يجمع بين التاريخ الشفهي وأحدث اكتشافات علم الوراثة بالتعاون مع برنامج قطر للجينوم. نطور مناهج تعليمية مبتكرة تعنى بالتاريخ والتراث بطرق تفاعلية.
في مجال التدريب وبناء القدرات ننظم برامج تدريبية منتظمة للشباب في مجال المتاحف والتراث. نشارك في ورش عمل متخصصة تجمع بين التقنيات التقليدية والحديثة في الحفاظ على التراث. نتعاون مع CECA الدولية في تطوير برامج تعليمية مبتكرة حصلت على جوائز عالمية.
في مجال الاستدامة والتكنولوجيا الذكية. دمجنا المتاحف في منظومة مشيرب قلب الدوحة الذكية مع الحفاظ على طابعها التراثي. نستفيد من شبكة الألياف الضوئية البالغة 430 كم وأكثر من 5000 نقطة واي فاي. نطبق معايير الاستدامة العالمية مع الحفاظ على الهوية المعمارية التقليدية.
هذا النهج المتكامل حظي بتقدير عالمي واسع، حيث تم اختيار مشيرب قلب الدوحة ضمن قائمة فاست كومباني الشرق الأوسط لأكثر 10 شركات ابتكاراً في الهندسة المعمارية والتصميم. حصلنا على جائزة "مبادرة الحفاظ على التراث" لعام 2024. تم ترشيحنا لجائزة الآغا خان للعمارة عام 2019. نلنا جائزة "أفضل برنامج للممارسات التعليمية" من CECA عام 2018. يؤكد هذا الاعتراف الدولي نجاح نموذجنا الفريد في الجمع بين الأصالة والحداثة، والذي أصبح مرجعاً يُحتذى به في مجال تطوير المتاحف التراثية على مستوى المنطقة والعالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"ملك القانوع" في أحدث شهادة على فظاعة الإجرام
"ملك القانوع" في أحدث شهادة على فظاعة الإجرام

الجزيرة

timeمنذ 7 دقائق

  • الجزيرة

"ملك القانوع" في أحدث شهادة على فظاعة الإجرام

هو مشهد آخر يعيد تأكيد الحقيقة، حقيقة أن إجرام الصهاينة في حربهم تجاوز الحدود.. مشهد مولودة غزاوية اسمها "ملك القانوع"، فيه المأساة والفجيعة، وتجسيد عمق الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وهو شهادة دامغة على ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم ضد الإنسانية، من خلال استخدام أسلحة إشعاعية وكيماوية في منطقة مدنية مكتظة بالسكان. وُلدت "ملك القانوع" في مستشفى العودة شمالي القطاع برأس دون دماغ، وهذه حالة وصفها مسؤولون صحيون بأنها من أسوأ التشوهات الناجمة عن حرب الإبادة في قطاع غزة. وبحسب مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، فإن الطفلة ليست سوى واحدة من عشرات الحالات التي بدأت تتكرر، وسط مؤشرات على علاقة وثيقة بين هذه التشوهات واستخدام الاحتلال لأسلحة محرّمة دوليًّا في عدوانه المستمر على القطاع المحاصر. صور هذه التشوهات ليست جديدة، لكن ولادة الطفلة "ملك" أثارت التساؤلات حول طبيعة الترسانة التي يختبرها الاحتلال فوق رؤوس الفلسطينيين، حيث تشير الوقائع إلى احتمال وجود إشعاعات أو مواد محرمة تتسبب بأضرار خفية لا تظهر مباشرة، بل تتجلى لاحقًا في الأرحام وعلى أجساد الأطفال. أكد البرش أن ما يحدث في غزة يذكّر بما وثقته تقارير طبية وحقوقية في العراق، عقب الغزو الأميركي عام 2003، حيث انتشرت التشوهات الخلقية نتيجة استخدام قذائف اليورانيوم المنضب والأسلحة الكيميائية، وحذّر من أن الحالات المسجلة قد تكون مجرد بداية لكارثة صحية تمتد آثارها لعقود، ما يستدعي فتح تحقيق دولي عاجل في نوعية الأسلحة المستخدمة ومكوناتها. تدعم هذه التصريحات مشاهداتٌ ميدانية وشهادات من سكان شمالي غزة، حيث أفادوا بسماع أصوات "انفجارات غير مألوفة"، ورؤية غبار ملون، وظهور روائح غريبة تصاحب القصف، ما يثير الشكوك حول استخدام أسلحة جديدة يتم اختبارها على السكان تحت ستار الحرب. وتتزامن هذه التحذيرات مع مناشدات متكررة من وزارة الصحة، والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اللذين أكدا في مناسبات عدة أن الاحتلال يستخدم ذخائر "حرارية وكيماوية"، معظمها مصنوع في الولايات المتحدة، تتسبب في حروق غريبة وتبخر للأجساد، كما حدث في حالات عديدة شمالي قطاع غزة. لم تعد الصور ومقاطع الفيديو القادمة من غرف الولادة في غزة توثق ولادة حياة جديدة، بل أصبحت تسجل مأساة وموتاً يتربص بالأطفال، فالتشوهات الخلقية، وولادة أطفال بلا أعضاء، كلها مؤشرات تنذر بكارثة صحية وإنسانية نتيجة عدوان غير مسبوق مع استمرار المشاهد المأساوية في غزة، نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريرًا في يناير/ كانون الثاني 2025، يسلط الضوء على الخطر الذي يتهدد النساء الحوامل والمواليد الجدد، بسبب انهيار النظام الصحي نتيجة للقصف المستمر. وأشار التقرير إلى أن الحصار الإسرائيلي يعيق تقديم الرعاية الطبية بشكل كامل، ويرفع معدلات الإجهاض إلى مستويات قياسية بلغت 300% منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفقًا لأطباء متخصصين. وإلى جانب هذه التحذيرات، تأتي شهادة الطبيب الأردني بلال العزام، الذي زار غزة ضمن وفد طبي أوروبي أميركي، حيث أكد في فبراير/ شباط الماضي أنه عاين بنفسه حالات تشوه خلقي بين الأطفال حديثي الولادة، واصفًا بعض الحالات بأنها "مرعبة وغير مسبوقة". من جهتها، أعربت منظمة اليونيسف في بيان حديث عن بالغ قلقها إزاء وضع الأطفال في غزة، مشيرة إلى الخطر المتزايد الذي يتهددهم بالموت والجوع والمرض، وذلك في ظل حصار الاحتلال المستمر الذي يعيق وصول الغذاء والدواء والمستلزمات الصحية، حتى للمواليد الجدد. وعلى الرغم من هذه التحذيرات الدولية، يواصل الاحتلال حربه دون رادع، مسنودًا بدعم أميركي صريح، وصمت عربي وغربي يثير الريبة. ومع تجاوز عدد الشهداء والجرحى 170 ألفًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود، يتحول القطاع إلى مسرح لجريمة مستمرة. لم تعد الصور ومقاطع الفيديو القادمة من غرف الولادة في غزة توثق ولادة حياة جديدة، بل أصبحت تسجل مأساة وموتاً يتربص بالأطفال، فالتشوهات الخلقية، وولادة أطفال بلا أعضاء، وظهور حالات نادرة لم تُسجل من قبل، كلها مؤشرات تنذر بكارثة صحية وإنسانية نتيجة عدوان غير مسبوق. لم تعد القضية مجرد معركة عسكرية، بل أصبحت صراع وجود لأجيال فلسطينية تُستهدف حتى في أرحام الأمهات، وإذا استمر الصمت الدولي، فإن الطفلة "ملك" لن تكون سوى باكورة الضحايا المجهولين الذين تسلبهم الأسلحة غير التقليدية حقهم في الحياة قبل أن يولدوا. تمثل حالة الطفلة "ملك" جرس إنذار للضمير الإنساني، والمجتمع الدولي الذي تقاعس حتى الآن عن وقف هذه المجازر، ومع مرور كل دقيقة يسقط المزيد من الضحايا، وتولد المزيد من الأرواح المشوهة تحت نيران أسلحة محرمة دوليًّا. لذلك، يجب فتح تحقيق دولي نزيه وعاجل في الجرائم المرتكبة ونوعية الأسلحة المستخدمة، ومحاسبة كل من تواطأ وساهم في تحويل أجساد الأطفال الفلسطينيين إلى حقول تجارب. وهنا تحضر التساؤلات: أين جامعة الدول العربية التي تضم في عضويتها ثلاثًا وعشرين دولة؟ وأين منظمة التعاون الإسلامي التي تشمل سبعًا وخمسين دولة؟ وهل عجزت دول العالم ومجلس الأمن الدولي عن إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار ووضع حد للمجازر اليومية والمجاعة؟ أين الشعوب العربية؟ أَعجزت كلها عن إجبار حكوماتها على طرد سفراء الاحتلال من دولها؟ وكيف تعجز الشعوب والحكومات العربية والإسلامية عن إدخال قارورة ماء، أو مد يد العون إلى قطاع غزة المحاصر.

مؤسس "بلومبيرغ الإعلامية": قطر نموذج اقتصادي رائد
مؤسس "بلومبيرغ الإعلامية": قطر نموذج اقتصادي رائد

الجزيرة

timeمنذ 7 دقائق

  • الجزيرة

مؤسس "بلومبيرغ الإعلامية": قطر نموذج اقتصادي رائد

وصف مؤسس مجموعة بلومبيرغ الإعلامية، مايكل بلومبيرغ، قطر بأنها "نموذج اقتصادي رائد وقوة إيجابية للاستقرار والسلام ولديها رؤية استشرافية للمستقبل". وقال ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي إن قطر تمثل قوة إيجابية للاستقرار والتفكير على المدى البعيد، بما في ذلك رؤيتها الاستشرافية في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن دولة قطر"من الأوائل في تصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم وتستثمر المليارات في الطاقة المتجددة داخل الدولة وخارجها، وهذه الريادة الاقتصادية والنظرة الاستشرافية يجب أن تكون مصدر إلهام للدول الأخرى". وأشاد مؤسس مجموعة بلومبيرغ الإعلامية بدور قطر ودبلوماسيتها النشطة لحل النزاعات وتسوية الخلافات، وقال "ثمة عمل دبلوماسي يجري هنا قد لا يراه الناس، من خلاله تبذل قطر مساعيها لمساعدة الأطراف المتنازعة على التواصل والحوار وهو ما يسهم في جعل العالم مكانا أفضل". ونوّه بلومبيرغ بالشراكة بين دولة قطر ومجموعة بلومبيرغ الإعلامية في تنظيم منتدى قطر الاقتصادي الذي يجمع هذا العام نحو 2500 مشارك من دول مختلفة من أنحاء العالم. وأشار إلى أن المنتدى يعقد في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات اقتصادية وانعداما للاستقرار الذي يؤدي إلى تقلبات في الأسواق، فضلا عن تداعيات الحرب التجارية العالمية وانعدام اليقين، بالإضافة إلى الصراعات العسكرية المستمرة وتداعيات الأزمة المناخية التي تزداد كلفتها يوميا. ويشهد منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، الذي يعقد هذا العام تحت شعار "الطريق إلى 2030: تحويل الاقتصاد العالمي"، مشاركة عالمية واسعة لتبادل الرؤى والأفكار حول أبرز القضايا الاقتصادية الراهنة على المستويين العالمي والإقليمي وأبرزها: الجغرافيا السياسية، والعولمة والتجارة، وأمن الطاقة، والتطورات التكنولوجية، وآفاق الأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى الرياضة والترفيه. تعاون تركي قطري أكد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك ترحيب بلاده بالاستثمارات القطرية في القطاعات كافة، مشددا على أهمية التعاون بين الجانبين من خلال إنشاء مشاريع مشتركة سواء في قطر أو تركيا أو وجهات خارجية مثل أفريقيا وشرق آسيا وغيرها من الأسواق الناشئة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده اليوم مع عضو مجلس إدارة غرفة قطر ، المهندس علي بن عبد اللطيف المسند. واستعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية، ومناخ الاستثمار والفرص المتاحة، وإمكانية إقامة تحالفات تجارية بين الشركات القطرية والتركية. وشارك شيمشك في جلسة ضمن منتدى قطر الاقتصادي حملت عنوان "خارطة النمو العالمية: كيف يرى وزراء المالية والاقتصاد مستقبل الاقتصاد العالمي؟". التبادل التجاري وأوضح المسند أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 4.18 مليارات ريال (1.14 مليار دولار) في عام 2024، من بينها صادرات قطرية بقيمة 1.5 مليار ريال (410.57 ملايين دولار) وواردات من تركيا بقيمة 2.6 مليار ريال (711.66 مليون دولار). ولفت إلى وجود أكثر من 140 شركة تركية تستثمر في السوق القطرية منها 16 شركة برأس مال تركي 100%، وباقي الشركات تستثمر بشراكة مع شركات قطرية في قطاعات مختلفة. وأعرب عن تطلع غرفة قطر إلى أن يستفيد القطاع الخاص من الفرص والمبادرات المتاحة بين الطرفين لتحقيق مزيد من التطور والنمو في التعاون والشراكة بين الشركات القطرية والتركية في سائر القطاعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store