
اليوم ذكرى ميلاد : نيلسون مانديلا.. رمز النضال وملهم العالم في ذكرى ميلاده
في زمنٍ كان فيه اللون يُحدد المصير، والعدالة تُوزّع ببطاقات الهوية، وُلد رجل غيّر معادلات التاريخ دون أن يطلق رصاصة.. رجلٌ سُجن أكثر من ربع قرن، لكنه خرج أعظم من جلاديه، وأكثر رحمة من سجّانيه.. خرج لا لينتقم، بل ليصالح شعبًا جُرّح على يد العنصرية.
في 18 يوليو، لم تأتِ إلى الدنيا مجرد ولادة، بل جاء إلى الإنسانية ضوءٌ نادر اسمه نيلسون مانديلا.
هو ليس مجرد زعيم أفريقي، بل أسطورة حية، أصبح اسمه مرادفًا للنضال، للحرية، وللإنسانية في أبهى صورها، فمن قرية "مفيزو" المجهولة، إلى منصّة الأمم المتحدة، ومن زنزانة "روبن آيلاند" إلى قصر الرئاسة.. سطر مانديلا ملحمةً إنسانية لا تتكرر.
النشأة والبدايات
ولد نيلسون روليهلاهلا مانديلا فى 18 يوليو 1918 في قرية "مفيزو" الصغيرة، وكان والده زعيمًا محليًا من قبيلة التيمبو. توفي والده وهو في التاسعة من عمره، فتولّى الوصي على العرش تعليمه ورعايته. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس تبشيرية مسيحية، ثم التحق بجامعة "فورت هير"، وهي واحدة من أعرق جامعات السود في جنوب أفريقيا، لكنه طُرد بسبب مشاركته في احتجاجات طلابية.
هرب إلى جوهانسبرغ عام 1941 لتفادي زواج مرتب له، وهناك بدأ يتعرف على الواقع العنصري القاسي الذي يعيشه السود في ظل نظام الفصل العنصري (الأبارتايد).
النضال السياسي
المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)
انضم مانديلا إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في عام 1944 وأسهم في تأسيس "رابطة شباب المؤتمر"، التي تبنت أساليب أكثر جذرية لمقاومة التمييز العنصري.
الكفاح ضد الأبارتايد
قاد مانديلا احتجاجات ومقاطعات سلمية ضد قوانين الأبارتايد، وفي عام 1961 أسس الجناح المسلح للمؤتمر ANC المعروف باسم "رمح الأمة" (Umkhonto we Sizwe) بعد أن أصبح مقتنعًا أن الكفاح المسلح هو الحل الوحيد.
الاعتقال والسجن
في عام 1962، أُلقي القبض على مانديلا وحُكم عليه بالسجن خمس سنوات. ثم وُجهت إليه لاحقًا تهم التخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، فحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في محاكمة ريفونيا الشهيرة عام 1964.
قضى مانديلا 27 عامًا في السجن، منها 18 عامًا في سجن "جزيرة روبن" قبالة سواحل كيب تاون، في ظروف قاسية جدًا، لكنه ظل رمزًا للمقاومة.
الحرية والتحول الديمقراطي
أُطلق سراح مانديلا في 11 فبراير 1990 بعد ضغوط محلية ودولية على نظام الفصل العنصري، في خطوة مهّدت الطريق لمرحلة جديدة في تاريخ جنوب أفريقيا.
عام 1993، حصل على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع رئيس جنوب أفريقيا فريدريك دي كليرك، تقديرًا لجهودهما في إنهاء نظام الأبارتايد.
رئاسة الجمهورية
في عام 1994، أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، بعد أول انتخابات ديمقراطية متعددة الأعراق. استمرت ولايته حتى 1999، وكان خلال رئاسته حريصًا على المصالحة الوطنية وتوحيد الشعب رغم جراح الماضي.
رفض الترشح لولاية ثانية، وضرب مثالًا نادرًا في العالم الثالث بتركه السلطة طوعًا بعد فترة رئاسية واحدة فقط.
الزوجات:
1. إيفلين ماس: تزوجها عام 1944 وأنجب منها 4 أبناء، لكن العلاقة لم تدم طويلًا بسبب الخلافات السياسية.
2. ويني ماديكيزيلا مانديلا: تزوجها عام 1958، وكانت ناشطة شرسة ضد الأبارتايد، لكنها تورطت لاحقًا في اتهامات بالعنف والفساد، ما أدى إلى انفصالهما عام 1996.
3. غراسا ماشيل: تزوجها عام 1998، وهي أرملة الرئيس الموزمبيقي سامورا ماشيل، وناشطة حقوقية. كانت معه حتى وفاته.
الأبناء:
أنجب مانديلا 6 أبناء، لكن العديد منهم تُوفوا خلال حياته. من أشهر أبنائه، ماكازيوي مانديلا،ابنته التي بقيت على قيد الحياة، وهي أكاديمية وناشطة اجتماعية.
وفاته وتكريمه
توفي مانديلا في 5 ديسمبر 2013 بسبب التهابات رئوية، أُقيم له جنازة رسمية حضرها زعماء من مختلف أنحاء العالم، وكان الحدث بمثابة وداع للضمير الإنساني.
إرث مانديلا
أصبح 18 يوليو من كل عام يومًا عالميًا باسم "يوم نيلسون مانديلا" تحت رعاية الأمم المتحدة، تشجيعًا على العمل التطوعي والتسامح وخدمة الآخرين.
تُحفظ رسائله وخطاباته وسيرته في متاحف ومراكز دراسات.، كما ألهمت حياته كتبًا، أفلامًا، ومبادرات تعليمية وخيرية، أبرزها "مؤسسة نيلسون مانديلا".
اقتباسات خالدة
"التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم." - "لقد تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل الانتصار عليه." - "أنا لست قديسًا، إلا إذا اعتبرت القديس شخصًا يحاول أن يكون أفضل."
يبقى نيلسون مانديلا رمزًا خالدًا للحرية والتسامح والعدالة الاجتماعية. رجل لم يرضَ بالظلم، وواجهه بصبر وقوة، وكتب بدموعه وتضحياته فصلًا جديدًا في تاريخ البشرية، ليثبت أن النضال السلمي قادر على تغيير مصير الشعوب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 8 دقائق
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : بوليانسكي: سلطات كييف تتخلص من وثائق تثبت تورطها بسرقة مساعدات غربية
السبت 26 يوليو 2025 08:30 صباحاً نافذة على العالم - أعلن النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميترى بوليانسكى أن حاشية فلاديمير زيلينسكى تقوم بالتخلص من وثائق تدين السلطات الأوكرانية في اختلاس المساعدات الغربية. وقال بوليانسكي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي إن القانون الأوكراني بشأن تقييد صلاحيات هيئات مكافحة الفساد صدر بعد أن علم زيلينسكي أن الهياكل المعنية أعدت "أدلة وقضايا جنائية ضده وضد أقرب مساعديه". وأضاف: "في هذه اللحظة تحديدا، تنشغل حاشيته بإتلاف وثائق تكشف فسادا في أعلى مستويات السلطة، وتدين مغتصب السلطة في كييف وشركاءه باختلاس مليارات الدولارات من أموال الميزانية والمساعدات الغربية". صادق البرلمان الأوكراني يوم الثلاثاء الماضي على مشروع قانون ينهي استقلالية كل من المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا والنيابة الخاصة بمكافحة الفساد، وقام زيلينسكي في وقت لاحق بتوقيعه. ولاحقا كشفت وسائل إعلام أوكرانية أن جهاز الأمن نفذ سلسلة مداهمات استهدفت محققي هيئات مكافحة الفساد في عدة مناطق، وسط اتهامات لبعضهم بالخيانة، والفساد، والتعامل التجاري مع روسيا. وأفادت صحيفة "أوكرينسكايا برافدا" بأنه ربما تكون هيئات مكافحة الفساد في أوكرانيا قد سجلت حديث زيلينسكي مع تيمور مينديتش، المالك المشارك لاستوديو "كفارتال 95". ووفقا لمصادر الموقع، ربما كانت الشكوك التي حامت حول مينديتش السبب في المداهمات والملاحقة التي تعرضت لها هيئات مكافحة الفساد في أوكرانيا. وعلى إثر ذلك، انطلقت احتجاجات في كييف ولفوف، ودنيبروبيتروفسك وأوديسا، ومدن أخرى للتنديد بمحاولات القضاء على هيئات مكافحة الفساد في البلاد.

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
اختتام جولة مفاوضات "النووى" فى إسطنبول.. محادثات طهران والترويكا الأوروبية للمرة الثانية عقب حرب ال12 يوما.. إيران: مشاورات جادة واتفقنا على استمرارها.. الهجمات قوضت أمن المنشآت النووية
اختتمت إيران جولة المحادثات بشأن البرنامج النووى مع الترويكا الأوربية (المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) في إسطنبول؛ الجمعة، وهى ثانى جولة محادثات تجمع طهران بالقوى الغربية منذ حرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، وضربت خلالها مواقع نووية وعسكرية رئيسية، وتدخلت فيها الولايات المتحدة بضرب 3 مواقع نووية إيرانية، وكانت الجولة السابقة في جنيف يونيو الماضى . مثلت جولة اسطنبول فرصة ل"تصحيح" موقف هذه القوى الأوروبية من برنامج طهران النووي، على حد وصف "خارجية طهران"، في وقت تهدد فيه الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.وقد توافد ممثلو دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) إلى مقر القنصلية الإيرانية في إسطنبول، صباح الجمعة، للمشاركة في المفاوضات النووية مع طهران على مستوى نواب وزراء الخارجية، وقد مثل الجانب الإيراني في هذه المحادثات نائبا وزير الخارجية الايرانيان كاظم غريب آبادي ومجيد تخت روانجي.تأتى هذه الجولة بينما لا تزال الهوة واسعة جدا بين واشنطن وطهران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، إذ تعتبر الأخيرة هذه الأنشطة حقّا "غير قابل للتفاوض" بينما تعتبرها واشنطن "خطا أحمر".جددت إيران تأكيدها على أنها لن تتخلى عن برنامجها النووي، واصفة إياه على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي بأنه مسألة فخر وطني، وأكد عراقجي أنه من المهم لهم (الأوروبيين) أن يعلموا أن مواقف إيران ثابتة وأن تخصيبنا سيستمر.وأكد عراقجي أن أنشطة تخصيب اليورانيوم "متوقفة حاليا" بسبب الأضرار "الجسيمة والشديدة" التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية والإسرائيلية.من جانبه قال نائبا وزير الخارجية الإيراني "أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع مجموعة الترويكا الأوروبية، واتفقنا على استمرار المشاورات بشأن الملف النووي، وأضافا أن طهران ناقشت مع دول الترويكا آخر التطورات المتعلقة برفع العقوبات المفروضة على إيران والملف النووي.وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، أن بلاده اتفقت مع الترويكا الأوروبية، التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على مواصلة المحادثات حول برنامج طهران النووي، مشيراً عقب الجولة الأولى من المفاوضات في إسطنبول، إلى أن المحادثات كانت "جادة وصريحة ومفصلة"، فيما أعرب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، عن تفاؤله بعودة مفتشي الوكالة لإيران خلال العام الجاري.وتابع غريب آبادي: "انتقدنا بشدة مواقفهم تجاه الحرب العدوانية الأخيرة على شعبنا (الضربات الإسرائيلية والأميركية على إيران)، وأوضحنا مواقفنا المبدئية، بما في ذلك ما يسمى بآلية الزناد"، لافتاً إلى أن الجانبين بحثا خلال لقاء إسطنبول "أفكاراً محددة من جوانبها المختلفة".كما شددت الخارجية الإيرانية على أن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية قوضت سلامة وأمن المنشآت النووية الإيرانية.كما أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن اجتماع الجمعة في إسطنبول اختبار لواقعية الأوروبيين وفرصة لتصحيح مواقفها من المسألة النووية الإيرانية، وفق وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا).العقوبات على إيرانتمثل الدول الأوربية الثلاث بالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين وروسيا، الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران، ونص على فرض قيود كثيرة على النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي لعقوبات الأمم المتحدة عن طهران؛ لكن الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 من هذا الاتفاق من جانب واحد خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران.وبالمقابل، تمسكت باريس ولندن وبرلين باتفاق 2015، مؤكدة رغبتها بمواصلة التجارة مع إيران، مما جنب الأخيرة إعادة فرض العقوبات الأممية أو الأوروبية عليها.لكن هذه العواصم الأوروبية الثلاث تتهم اليوم طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها وتهددها بإعادة فرض العقوبات بموجب آلية منصوص عليها بالاتفاق، وبمجرد انتهاء صلاحية هذه الآلية في أكتوبر المقبل يمكن إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.ومن جانبه وصف كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الإيراني، اللجوء إلى آلية "سناب باك" بأنه "غير قانوني بتاتا" مؤكدا أن الدول الأوروبية أنهت التزاماتها بعدما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.وأضاف غريب آبادي لقد حذرناهم من المخاطر، لكننا ما زلنا نسعى إلى أرضية مشتركة.عرض أوربىوقال دبلوماسيون غربيون وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن الدول الأوروبية مستعدة لعرض تأجيل الموعد النهائي المرتقب لإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، في حال وافقت الأخيرة على مجموعة من الشروط، من بينها استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، والتعاون مع مفتشي الأمم المتحدة المعنيين بالبرنامج النووي.ويتعين على الدول الأوروبية الثلاث، الموقعة على الاتفاق النووي المُبرم في عام 2015 والذي انهار بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد خلال فترة ولايته الأولى، أن تقرر ما إذا كانت ستفعّل آلية "سناب باك".وذكرت الصحيفة، أن الدول الثلاث، المعروفة باسم E3، حذرت بشكل متكرر من أنها ستلجأ إلى هذه الآلية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في كبح برنامج إيران النووي، الذي شهد توسعاً كبيراً بعد انسحاب ترمب وفرضه عقوبات أميركية مشددة على طهران.وفي محاولة لخفض التصعيد، قال دبلوماسيون غربيون رفيعو المستوى ل"فاينانشيال تايمز"، إن الدول الأوروبية الثلاث، تقترح تمديد المُهلة المحددة للعقوبات الأممية لعدة أشهر.وبدون هذا التمديد، يتعين على الدول الثلاث اتخاذ قرار بشأن تفعيل آلية "سناب باك" بحلول منتصف سبتمبر المقبل، أي قبل شهر واحد من موعد انتهاء بعض البنود الرئيسية في اتفاق 2015، المقررة في 18 أكتوبر.وأوضح الدبلوماسيون، أن العرض الأوروبي سيكون مشروطاً بموافقة إيران على عدة التزامات، من بينها استئناف المحادثات مع إدارة ترامب والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرين إلى أن أي تمديد محتمل قد يستمر لعدة أشهر، وسيتطلب صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، فيما رفضت مصادر أوروبية رسمية الرد على طلبات الصحيفة الحصول على تعليق بشأن هذه المعلومات.جولات التفاوضكانت إيران والدول الثلاث قد أجرت مفاوضات في جنيف، خلال يونيو الماضي، بعد نحو أسبوع من بداية الحرب الإسرائيلية الإيرانية. حينها أكد عراقجي رفض طهران أي تفاوض عن قدراتها العسكرية أو أنظمتها الدفاعية، مشدداً على ضرورة حصر المحادثات في الملف النووي فقط.وكانت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة والتي جرت على 5 جولات قبل الحرب في مسقط وروما التي كانت ترعاها سلطنة عمان قد توقفت عقب الحرب التى شنتها إسرائيل وهجمات الولايات المتحدة ضد ثلاثة مواقع نووية إيرانية فوردو، ونطنز، وأصفهان.وفى مطلع يوليو الجارى أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن مفتشيها غادروا إيران عائدين إلى مقر الوكالة. وأفادت الوكالة بأن المفتشين كانوا في طهران طوال فترة التصعيد العسكري الذي استمر 12 يوماً مع إسرائيل الشهر الماضي، والذي تضمن ضربات أمريكية على المنشآت النووية في إيران.وحذر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الثلاثاء الماضى، من أنه إذا لم تُفضِ المفاوضات النووية مع إيران إلى "اتفاق يمكن التحقق منه"، فسيتم تفعيل "آلية الزناد" ضد إيران بحلول 31 أغسطس المقبل.ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الألمانية إن برلين، إلى جانب باريس ولندن، تواصل جهودها المكثفة للتوصل إلى حل دبلوماسي دائم بشأن الملف النووي الإيراني. وحذرت مجددًا من أنه إذا لم يتم التوصل إلى حل، في غضون شهر ونصف الشهر تقريبا من الآن، فسيظل خيار تفعيل آلية الزناد مطروحًا.كانت إيران قد عقدت اجتماعاً ثلاثياً مع روسيا والصين في طهران، الثلاثاء، على مستوى المديرين العامين لمناقشة احتمالية تفعيل "آلية الزناد".كما التقى علي لاريجاني، مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد الماضى، لبحث قضايا، بينها البرنامج النووي الإيراني.كما حذرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في منتصف الشهر الجارى من أن الوقت المتاح لتفعيل آلية الزناد "ينفد"، مشيرة إلى أن الملف سيُناقش في الاجتماع القادم لمجلس العلاقات الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي.


الوفد
منذ 3 ساعات
- الوفد
الأمم المتحدة تعرب عن استعدادها للتعاون مع منظمة "صندوق غزة الإنساني"
أعلنت نائبة المتحدث الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفانى تريمبلاى أن المنظمة الدولية مستعدة للتعاون مع صندوق غزة الإنساني (GHF). وقد بدأ الصندوق الأمريكي عمله في القطاع بعد رفض إسرائيل التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). الأونروا: صندوق غزة الإنساني لم يجلب سوى الجوع والقصف وكان رئيس الأونروا فيليب لازارينى قد أشار إلى أن الصندوق "لم يجلب سوى الجوع والقصف"، بينما أكد مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أن أساليب عمل الصندوق لا تفي بالحد الأدنى من معايير المنظمة الدولية. كما تعرض الصندوق لانتقادات من حركة حماس. وقالت تريمبلاي خلال إحاطة إعلامية: "أستطيع تأكيد أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة توم فليتشر قد أرسل رسالة إلى رئيس صندوق غزة الإنساني. وفي الرسالة، أكد فليتشر أن الأمم المتحدة مستعدة للتعاون مع أي شريك لتوصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها لسكان غزة". وأضافت أن نائب الأمين العام فليتشر أوضح في الرسالة ذاتها أن أي شراكة يجب أن تلتزم بمبادئ الحياد والموضوعية والاستقلالية. وتابعت قائلة: "هذا يعني أنه يجب توجيه المساعدات إلى حيث تكون الحاجة إليها أكثر إلحاحا وبدون تمييز، وأننا نقدم المساعدة للمدنيين المحتاجين وليس لأطراف النزاع. هذه المبادئ حيوية لتعزيز القبول والثقة العامة اللذين يشكلان أساس العمل الإنساني الفعال". هذا وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل بدأت العمل على تأسيس صندوق "المساعدات الإنسانية لغزة" الذي بات يحتكر توزيع المواد الغذائية في القطاع منذ ديسمبر 2023. وبحسب معلومات الصحيفة، خصصت وزارة الخارجية الأمريكية 30 مليون دولار للصندوق في يونيو 2025، لكن هذه الأموال لم تُوزع حتى الآن، حسبما أفادت مصادر مطلعة. وحذّر المسؤولون الإسرائيليون الذين أشرفوا على إعداد المشروع قادتهم مسبقا من احتمال فشله، نظرا للقيود الشديدة المفروضة على عدد مراكز التوزيع وكمية المواد الغذائية المحدودة المتاحة، وهو ما رأوا أنه قد يزيد من مخاطر اندلاع أعمال عنف. كما أشارت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادرها، إلى أن مشاركة بعض الشركات الخاصة في المشروع تحولت إلى "كارثة علاقات عامة"، خاصة بالنسبة لشركة الاستشارات العالمية Boston Consulting Group. الجدير بالذكر أقر المكتب الإعلامي لمؤسسة غزة الإنسانية، بإمكانية تسرب بعض المساعدات الغذائية إلى السوق السوداء بشكل منفرد، في الوقت نفسه يرى الصندوق أن أولويته ليست مكافحة السوق السوداء، بل زيادة حجم المساعدات المقدمة للسكان المحليين. كما أكد الصندوق لصحيفة "فايننشيال تايمز" أن مؤسسة التمويل الدولية لم تمنح أي تصريح بالبيع التجاري للسلع. وذكرت منظمات إنسانية وممثلين عن قطاع الأعمال في غزة، أن الخطة الجديدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تروج لها إسرائيل والولايات المتحدة على أنها الخطة الوحيدة الممكنة، فشلت في منع دخول البضائع إلى السوق السوداء، خلافاً للخطط والتصريحات الأولية. كما أن نقاط المساعدات القليلة، المتمركزة جنوب القطاع والتي تعمل لفترة محدودة، غير قادرة على التعامل بشكل كامل مع توزيع المساعدات على أكثر من مليوني نسمة من سكان غزة، بحسب الصحيفة. ونظراً لوقوع هذه النقاط في الجنوب، يُجبر العديد من الفلسطينيين على قطع مسافات طويلة من أماكن إقامتهم لتلقي المساعدات، وأحياناً لا يجدون الوقت الكافي لاستلامها. وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بموجب الخطة الجديدة بدأ في نهاية شهر مايو، بعد انقطاع دام أكثر من شهرين، وتضمن الخطة توزيع السلع على سكان غزة فقط من خلال أربع نقاط توزيع تابعة لصندوق غزة الإنساني تحت حماية الجيش الإسرائيلي. وكان أحد الأهداف الرئيسية للخطة الجديدة منع وقوع المساعدات الإنسانية في أيدي حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل متورطة في إعادة بيع هذه السلع وتمويل مشترياتها من الأسلحة. مؤسسة غزة الإنسانية وتعد "مؤسسة غزة الإنسانية" منظمة أميركية مسجلة في ولاية ديلاوير، أُنشئت في فبراير لتوزيع المساعدات الإنسانية خلال الأزمة المستمرة في غزة. ومنذ بدء عمل مواقع المؤسسة في مايو الماضي، تطلق القوات الإسرائيلية النار بشكل شبه يومي باتجاه الحشود على الطرق المؤدية إلى نقاط التوزيع، والتي تمر عبر مناطق عسكرية إسرائيلية، وقتلت مئات الفلسطينيين.