logo
هل تحمل عربات جدعون نتنياهو للانتخابات المقبلة؟

هل تحمل عربات جدعون نتنياهو للانتخابات المقبلة؟

الجزيرةمنذ 12 ساعات

رغم إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- السماح بدخول كمية قليلة جدا من المساعدات إلى قطاع غزة مبررا ذلك "بأنه من أجل استكمال النصر وهزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن"، فإن وزراء في حكومته عبروا عن رفضهم القاطع لهذه الخطوة.
في المقابل، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن هذا السماح جاء ضمن اتفاق بين حركة حماس والإدارة الأميركية يرتبط بصفقة الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر ، ولا يعد مبادرة إسرائيلية خالصة.
وترافقت هذه التطورات مع تصاعد الضغوط الأميركية والأوروبية، إلى جانب قلق إسرائيلي من جهود دبلوماسية يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحث دول أخرى على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ورأت بعض الدوائر السياسية الإسرائيلية أن إدخال المساعدات يهدف إلى احتواء الزخم الدولي المتنامي بهذا الشأن، بحسب الصحيفة.
ورقة نتنياهو لتأجيل الانتخابات
وفي افتتاحيتها، تقول صحيفة "هآرتس" إن عملية " عربات جدعون" التي بدأها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا تهدف إلى إطلاق سراح الأسرى أو توفير الأمن لمواطني إسرائيل، بل إن الهدف في أفضل الأحوال هو الحفاظ على ائتلاف نتنياهو "المتطرف" من خلال تأجيل نهاية الحرب.
ووفقا للصحيفة، فإن مخطط ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط الذي من المفترض أن يُنفذ على مدار نحو شهرين، قد يتيح لنتنياهو عبور دورة الصيف في الكنيست بسلام، والتي تنتهي في 27 يوليو/تموز.
وتتابع الصحيفة أنه في مثل هذا السيناريو، سيبقى الائتلاف قائما على الأقل حتى بداية الدورة الشتوية في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، مما يعني أن الانتخابات المقبلة لن تعقد قبل ربيع 2026، وهذه هي الأولوية القصوى لنتنياهو في الوقت الراهن، بينما تبدو باقي الاعتبارات ثانوية بالنسبة له.
وتكرر الصحيفة في مقالات عدة أن نتنياهو يستخدم الظروف الأمنية كدرع سياسية ويصور نفسه كحاجز لا يمكن لإسرائيل الاستغناء عنه، ويعطل أي محاولة لتغييره بزعم الخطر الأمني، لتعطيل أي جهود للمعارضة أو الدعوة لانتخابات مبكرة.
ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم أن "تحقيق نتنياهو لإنجازات في قطاع غزة هو الأساس الوحيد الذي يمنحه فرصة الفوز في الانتخابات القادمة، المقررة نهاية العام المقبل".
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأناضول أن ما بقي من عمر حكومة نتنياهو رسميا "سنة واحدة، وإذا لم تتمكن خلال هذه الفترة من إسقاط حماس بالكامل في قطاع غزة، فإنها ستسقط في الانتخابات".
وفي معرض الحديث عن الخلافات في الداخل الإسرائيلي بشأن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قال بن مناحيم "هناك معارضة لإدخالها، ويعتبرون أن هذا جزء من الضغط على حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية للتبادل ووقف إطلاق النار".
ومن جانبه، يرى المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أن "نتنياهو يستخدم عملية عربات جدعون كسيف مسلط على رقاب أهالي غزة، وأن هذا العدوان لن يتوقف إلا إذا خضعت حماس -وفق تعبير نتنياهو- لصفقة جزئية دون التزامات واضحة لإنهاء الحرب، إذ يدرك رئيس وزراء الاحتلال أن التعهد المباشر بوقف الحرب قد يعني تهديد حكومته وزعزعة ائتلافه".
مفاوضات تحت النار
ويتزامن هذا الجدل السياسي مع إعلان الجيش الإسرائيلي انطلاق "عربات جدعون" كعملية عسكرية شاملة تهدف لتحقيق أهداف الحرب في غزة، أبرزها القضاء على حماس وتحرير الرهائن".
ووفق ما صرح به وزير الدفاع يسرائيل كاتس ، فإن الضغط العسكري بسبب عربات جدعون ونزوح مئات الآلاف تحت نار القصف والتجويع، هي السبب لقبول حماس بالانخراط في المفاوضات التي تجري في الدوحة.
ورغم أن نتنياهو أعلن بقوة بدء عملية عربات جدعون بهدف القضاء على حماس وتحرير الأسرى والسيطرة على كامل قطاع غزة، فإنه ما زال يصر على شروطه التعجيزية السابقة برفض الحديث عن وقف الحرب، وهو شرط حماس الرئيسي.
على الطرف المقابل، حمّل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تل أبيب مسؤولية تقويض فرص السلام، مشيرا إلى أن قصف القطاع عقب الإفراج عن الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر أجهض محاولات جرت في هذا السياق.
وقال في كلمته خلال افتتاح منتدى قطر الاقتصادي إن المفاوضات التي استضافتها الدوحة خلال الأسابيع الماضية لم تفضِ إلى أي تقدم، مرجعا ذلك إلى "خلافات جوهرية بين الأطراف"، حيث تتمسك إسرائيل باتفاق مرحلي، في حين تطالب حركة حماس باتفاق شامل ينهي الحرب ويشمل إطلاق الأسرى.
انتقادات واعتراضات
وفي سياق الحديث عن المساعدات الشحيحة التي ستسمح إسرائيل بدخولها لقطاع غزة، تؤكد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن نتنياهو نفسه يعتبر أن قرار المساعدات مؤقت لمدة أسبوع تقريبا حتى الانتهاء من إنشاء مراكز توزيع تخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي وتديرها شركات مدنية أميركية، لحرمان حماس من قدراتها الحكومية ومنعها من الوصول إلى توزيع المساعدات.
غير أن لهجة الانتقادات كانت كبيرة من قبل وزراء بارزين داخل حكومته، وفي مقدمتهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي قال إن "أي مساعدة إنسانية تدخل القطاع ستغذي حماس وتزودها بالأكسجين، بينما يقبع رهائننا في الأنفاق" واعتبر أن نتنياهو "يرتكب خطأ فادحا" إذ لا يحظى بدعم الأغلبية الحاسمة بين شركاء الائتلاف.
أما وزير المالية بتسلئيل سموترتيش ، فقد هاجم القرار واصفا الحديث عن إدخال المساعدات إلى غزة بـ"الجنون المطلق"، مضيفا أنه "لا ينبغي السماح بدخول حتى المياه، لحين الإفراج عن آخر أسير إسرائيلي".
ورأى أن استمرار الحكومة في هذا المسار قد يدفع المجتمع الدولي لفرض وقف الحرب على إسرائيل.
من جانبه، حذر الوزير عميحاي إلياهو من أن إدخال المساعدات في هذا التوقيت يعد ضربة مباشرة للجهد الحربي، ويشكل عقبة إضافية أمام تحرير الأسرى.
أما عضو الكنيست عن حزب الليكود ، تالي غوتليب، فاتهمت وزير الخارجية جدعون ساعر بأنه وراء القرار بالضغط على رئيس الحكومة، استجابة للمخاوف الأوروبية من اتخاذ عقوبات ضد إسرائيل.
جدل الصفقة
ورغم ما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية من مقترحات تقتصر على إطلاق سراح 10 أسرى أحياء وبعض جثث القتلى مقابل تهدئة مؤقتة لمدة 40 يوماً، يبقى إنهاء الحرب خارج نطاق النقاش، إذ يرفض نتنياهو بشكل قاطع التعهد بذلك، معتبراً الأمر خطا أحمر.
ووفقاً لما نشره إيتمار إيخنر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن وزراء في الحكومة يرون أن نتنياهو يواجه قرارا مصيريا بين المضي في المرحلة الأولى من خطة ويتكوف، التي تنص على إطلاق سراح 10 رهائن، أو القبول بصفقة شاملة، في ظل رفض بن غفير وسموتريتش لفكرة الإفراج عن جزء من المختطفين فقط، وتشديدهم على ضرورة ردع حماس الكامل حتى في حال إبرام صفقة شاملة.
من ناحية أخرى، أضاف إيخنر أن هناك في الحكومة من يعتقد أن أي صفقة يجب أن تتم بسرعة، حتى لو كانت تتعلق فقط بنصف الرهائن، وبعد ذلك "إذا ظهرت إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة، فيجب مناقشة استسلام حماس ووقف الحرب".
ويرى عصمت منصور أن نتنياهو لا يمكن أن يوافق على صفقة شاملة كالتي طرحتها إدارة ترامب، وأنه نجح باللعب على عامل الوقت، فقد أرسل وفدا لا يملك أي تفويض وبتمثيل يعتبر متوسط لكسب الوقت والتحرر من ضغط زيارة ترامب للمنطقة الذي حاول عبر تصريحاته والتسريبات إيصال رسالة بأنه مهتم بإنهاء ملف غزة".
وأضاف منصور أن استمرار الحرب يمثل مفتاح استقرار ائتلاف نتنياهو، في ظل ضغوط قوية من سموتريتش وبن غفير لدفع عملية عربات جدعون قُدماً، وتجسدت هذه الضغوط بتصريحات حول حصار الفلسطينيين جنوب محور موراغ تمهيدا لتهجيرهم والسيطرة على غزة لعقود.
من جهة أخرى، يرجح الخبير في الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد أن نتنياهو قد يقبل بصفقة جزئية من دون أي التزام بإنهاء الحرب، مستغلاً سياسة التجويع للضغط على الغزيين وإخضاعهم، بينما تستمر آلة الحرب في غزة سعياً لتحقيق "نصر مطلق" يسعى إليه نتنياهو.
سقف التوقعات
وتبقى التوقعات بإنهاء حرب الإبادة ضد غزة تراوح مكانها مع حالة من التشكيك بقدرة إدارة ترامب على الضغط على نتنياهو بشكل جدي لإنهائها.
فقد اعتمد نتنياهو سياسة مزدوجة، يظهر مرونة معلنة أمام واشنطن بينما يعمل خلف الكواليس لإعاقة أي تقدم نحو إنهاء الحرب، في الوقت ذاته، يسعى لتسويق صورة "الانتصار" للرأي العام الإسرائيلي لتمرير صفقة مؤقتة والحفاظ على تماسك ائتلافه اليميني مع بن غفير وسموتريتش، بحسب صحيفة هآرتس.
ويرى عماد أبو عواد أن إسرائيل ستوسع عملياتها العسكرية في غزة، اعتمادا على أن العالم بات معتادا على ما يحدث وباتت شلالات الدماء تسيل من دون أي ردود فعل، وصولا لإنجاز ميداني يمكن لنتنياهو وتسويقه لشركائه من اليمين المتطرف في صورة انتصار من بينها، سعيا لتحقيق إنجاز ميداني يمنحه ورقة قوة أمام شركائه.
أما منصور، فيرى أن أي حل لغزة يجب أن يرتبط بتسوية إقليمية أوسع، لأن عربة التعاون والاتفاقيات التي وقعت لا يمكن أن تنجح مادامت الحرب قائمة.
ويتوقع أن تصعيد عمليات عربات جدعون قد يمنح نتنياهو موقعا ميدانيا أفضل يسمح له بفرض إملاءات جديدة على شركائه إذا ما تبلورت تحركات لإنهاء الحرب.
الإبادة مستمرة
رغم المفاوضات التي تجري بالدوحة، صعدت آلة الإبادة الإسرائيلية وتيرة مجازرها في قطاع غزة، مما أدى إلى تهجير واسع في شمال القطاع، خصوصا بيت لاهيا وتل الزعتر، ومحاصرة المستشفى الإندونيسي، إضافة إلى استهداف منطقة الرمال الجنوبي ومستشفى الشفاء، ومعظم محافظة خان يونس.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سقوط نحو ألفي فلسطيني بين شهيد وجريح خلال التصعيد الإسرائيلي الأخير، بينما أفاد الدفاع المدني بأن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، إذ تعيق غارات الاحتلال وصول فرق الإنقاذ والإسعاف إلى المناطق المنكوبة نتيجة الاستهداف المباشر.
وتعليقا على الجرائم في غزة، اعتبرت صحيفة "هآرتس" أن سكان القطاع لم يكونوا بحاجة لإعلان رسمي عن بدء عملية عربات جدعون كي يدركوا حجم المأساة، مشيرة إلى أنه لم يعد بالإمكان التغاضي عما يفعله الجيش في قطاع غزة.
واستشهدت الصحيفة بتصريح لعضو الكنيست تسفي سوكوت الذي قال "الجميع اعتاد أن يقتل 100غزي في ليلة واحدة أثناء الحرب، ولم يعد أحد يكترث"، موضحة أن هذا التصريح يُمثّل حالة تبلد أخلاقي خطيرة وليست دعوة للاستفاقة أو التحذير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها
نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها

الجزيرة

timeمنذ 38 دقائق

  • الجزيرة

نائبة أيرلندية تدعو لوقف الاستثمارات مع إسرائيل ومعاقبتها

دعت نائبة في البرلمان الأيرلندي إلى وقف الاستثمارات مع إسرائيل وفرض عقوبات عليها، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات أسرع لحل الأزمة المتفاقمة في قطاع غزة. وقالت شينيد غيبني، وهي برلمانية أيرلندية عن حزب الديمقراطيين الاجتماعيين، إن القوات الإسرائيلية تتصرف بطريقة مروعة وغير مسؤولة. وتتوالى التصريحات الغربية المنتقدة لإسرائيل بسبب استمرار حربها الوحشية على غزة وفرضها حصارا خانقا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها القطاع منذ نحو 20 شهرا، في ظل استخدامها سياسة التجويع سلاحا. ودعت غيبني حكومة بلادها إلى إقرار تشريع بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأضافت "نضغط على المصرف المركزي بشأن التعاملات مع إسرائيل". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، متجاهلا كل النداءات الدولية وأوامر ل محكمة العدل الدولية بوقفها.​​​​​​​ وخلفت حرب الإبادة، التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. وفي سياق متصل، وصفت النائبة في البرلمان الأيرلندي ما حدث للدبلوماسيين في الضفة الغربية بأنه اعتداء إسرائيلي واضح. الضفة الغربية ، للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم. وقررت كل من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والدانمارك استدعاء سفراء إسرائيل لديها، في حين نددت الخارجية الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بما حدث، وقالتا إنه "عمل عدواني" و"إمعان في انتهاك الأعراف والمواثيق الدولية".

الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة
الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة

الجزيرة

timeمنذ 38 دقائق

  • الجزيرة

الاحتلال ينذر بإخلاء مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة

أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، الفلسطينيين في مخيم جباليا و13 حيا شمال قطاع غزة بإخلاء مناطقهم فورا، متوعدا بشن هجمات عنيفة على تلك المناطق. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان بخصوص أوامر الإخلاء، إن "هذا إنذار مسبق قبل الهجوم". وأوضح أن العمليات ستستهدف "معسكر جباليا، وأحياء غبن، والشيماء، وفدعوس، والمنشية، والشيخ زايد، والسلاطين، والكرامة، ومشروع بيت لاهيا، والزهور، وتل الزعتر، والنور، وعباد الرحمن، والنهضة". وطالب جيش الاحتلال الفلسطينيين في تلك المناطق، "بالتوجه نحو جنوب قطاع غزة"، وأضاف أنه سيعمل بقوة شديدة في كل منطقة يتم منها إطلاق قذائف صاروخية، وفق زعمه. يأتي هذا التهديد في ظل استمرار حرب الإبادة التي انطلقت منذ 20 شهرا، والتصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن توسيعها من خلال عملية " عربات جدعون" التي من المرجح أن تستمر لأشهر وفق إعلام إسرائيلي. وتتضمّن عملية "عربات جدعون" الإجلاء الشامل لسكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع، على أن يبقى الجيش الإسرائيلي في أي منطقة يحتلّها. شاحنات مكدسة في سياق متصل، حصلت الجزيرة على صور خاصة تظهر تكدس الشاحنات المحملة بالأدوية والغذاء والمياه وجميع أنواع الإمدادات عند معبر رفح مع مصر ولا تستطيع الدخول إلى قطاع غزة لتقديم الإغاثة إلى السكان، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية هناك. إعلان ويتزامن ذلك مع تجدد النداءات من الدول والمنظمات الإنسانية بفتح المعابر والسماح بإدخال الإمدادات الطبية والغذائية ودعوة إسرائيل إلى رفع الحصار المفروض على القطاع والتحذير من أن استمرار هذا الإغلاق يفاقم الأزمة الإنسانية، ويزيد من خطر تفشي الأمراض ونقص الغذاء. وانتقد مسؤولون غربيون عدم سماح الحكومة الإسرائيلية بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى موظفي الإغاثة، معتبرين ذلك أمرا مشينا، كما نبهوا إلى أن الشاحنات التي تعبر إلى غزة قليلة جدا. ادعاء بإدخال مساعدات وقال جيش الاحتلال إن إسرائيل سمحت بدخول 100 شاحنة مساعدات محملة بالطحين وأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى قطاع غزة أمس الأربعاء، في حين قال مسؤولون من الأمم المتحدة إن مشكلات التوزيع أدت إلى عدم وصول أي مساعدات حتى الآن إلى من يحتاجونها. وفي وقت سابق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال الإسرائيلي يضلل العالم بادعاء إدخال مساعدات إلى قطاع غزة، في حين يدير أبشع جرائم التجويع والإبادة في العصر الحديث، بينما حذرت الأمم المتحدة من وفاة 14 ألف رضيع بغزة إذا لم تدخل مساعدات في غضون 48 ساعة. وأضافت حماس، في بيان، أن حكومة بنيامين نتنياهو تواصل استخدام التجويع كسلاح في حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع
إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

إطلاق النار على الدبلوماسيين.. هكذا تتصرف إسرائيل بلا رادع

جنين- مثّل تعرّض أكثر من 32 دبلوماسيا وممثلا لسفارات أوروبية وعربية لإطلاق نار إسرائيلي متعمّد في محيط مخيم جنين شمال الضفة الغربية ، ظهر الأربعاء، "صدمة" للفلسطينيين وفي الرأي العام الدولي، كما وصفها مسؤول فلسطيني للجزيرة نت. كان الوفد في جولة دبلوماسية لتفقد آثار العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة في مخيم جنين منذ يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أدت إلى تهجير سكانه، وتدمير عدد كبير من منازله وبنيته التحتية. وضم الوفد سفراء وقناصل ودبلوماسيين من 32 دولة، بينها مصر والأردن والمغرب والبرتغال والصين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وتركيا وإسبانيا وليتوانيا وبولندا وروسيا واليابان ورومانيا والمكسيك وسريلانكا وكندا والهند وتشيلي وفرنسا وبريطانيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، برفقة أحمد الديك مستشار وزير الخارجية الفلسطيني. وبدأت الجولة في محافظة جنين بهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لسكان المدينة والمخيم، في ظل الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة عليها منذ 5 أشهر والمسماة "السور الحديدي". ووفق الجدول المعلن، فإن الزيارة تضمنت وصول الوفد إلى محيط مخيم جنين للاطلاع على أوضاعه، وتوثيق الإجراءات العسكرية الإسرائيلية فيه، وهو ما تم التنسيق المسبق له والموافقة عليه من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وزارة الخارجية الفلسطينية. لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي فتح النار تجاه السفراء والدبلوماسيين والسياسيين بعد فترة بسيطة من اقترابهم من إحدى البوابات الحديدية التي أقامها على المدخل الشرقي لمخيم جنين قبل شهر. وقال الديك للجزيرة نت، إن أعضاء الوفد عاشوا "رعبا حقيقيا" و"صدمة كبيرة"، و"لأول مرة جرب هؤلاء الدبلوماسيون شعور المواطن الفلسطيني وما يعيشه بشكل يومي من تهديد لحياته". وأكد أن إسرائيل كانت على علم مسبق "ومنذ حوالي أسبوع" ببرنامج الزيارة، وما يتخللها من فعاليات، ومن بينها الوصول إلى مخيم جنين والوقوف أمام مداخله. وقال "بعد وصولنا بربع ساعة فوجئنا بإطلاق الرصاص الحي، لم نعلم إن كان الرصاص بهدف القتل أم لا. حاولوا إفشال البرنامج الذي أعد من فترة وأُبلغ به الجيش الإسرائيلي وتمت الموافقة عليه، فضلا عن برنامج مشابه تم قبل يومين في محافظة طولكرم". وباسم وزارة الخارجية الفلسطينية، أدان المستشار الديك "هذا العمل غير المبرر، الذي يشكل استمرارا للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وشعبها وكل من يحاول مساندته". ادعاءات إسرائيلية سريعا نشر جيش الاحتلال بيانا قال فيه "إن الوفد الدبلوماسي انحرف عن مسار الزيارة المقرر، ودخل منطقة غير مسموح بالدخول إليها". وقال إن "الجنديين اللذين أطلقا الرصاص في الهواء لم يكونا على علم بزيارة الوفد، وأنه سيتم التحقيق في الحادثة". لكن الخارجية الفلسطينية ردت في بيان شديد اللهجة، وقالت إن "ادعاءات جيش الاحتلال غير صحيحة"، وأكدت أنها أعلنت عن الزيارة منذ 10 أيام، وأن الوفد تحرك باتجاه جنين بسيارات دبلوماسية، وأنه زار أحد مداخل جنين المغلق بسواتر ترابية وانتقل في موكب دبلوماسي إلى إحدى البوابات الحديدية على بعد 500 متر من المدخل الأول. وقال أحمد الديك إن الوفد مكث قرابة 15 دقيقة أمام البوابة مستمعا لشرح مفصل من محافظ جنين كمال أبو الرب حول إفراغ المخيم من سكانه وتهجيرهم، وما تبع ذلك من تردي الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية في المدينة، كل ذلك بحضور عدد من الصحفيين الذين وثقوا إطلاق النار على الهواء مباشرة بعد ربع ساعة من وصول الوفد إلى المنطقة. رد على مواقف بحسب الديك، فإن ما حدث "يعكس استخفاف إسرائيل بالمجتمع الدولي، وبالمواثيق الدولية واتفاقيات جنيف، كما يدل على عدم احترام إسرائيل لحصانه الدبلوماسيين". وأكد أن الحادثة تأتي بعد قراري بريطانيا وكندا فرض عقوبات على إسرائيل "لاستمرارها في إبادة شعبنا في قطاع غزة"، وعقب قرارات هذه الدول بقطع إمدادات السلاح عن إسرائيل "وهو استخفاف بمطالبة دول الاتحاد الأوروبي بوقف الإبادة والحرب على غزة". وبيّنت مقاطع فيديو لحظات إطلاق الرصاص بشكل مباشر تجاه الوفد، في حين أظهر مقطع لسفير المملكة المغربية وهو على الهواء مباشرة، حين بدأ صوت الرصاص الكثيف، من داخل المخيم، ومحاولة هروب الموجودين للاحتماء منه. وشكلت الحادثة صدمة كبيرة في الشارع الفلسطيني الذي اعتبر أن إسرائيل وصلت لأقصى درجات الاستهتار بدول العالم وممثليها. وقال مواطنون من جنين إن ما حدث يفسّر استمرار إسرائيل في جرائمها ومجازرها في غزة وعقوباتها في الضفة وخاصة بمخيمات الشمال؛ فهي لا تقيم اعتبارا لأية دولة مهما كان وزنها، وهذا يفسر عدم وجود رادع لأفعالها. وبالمقابل، استنكرت الدول التي شارك ممثلوها في الزيارة الحادثة، مطالبة إسرائيل بتوضيح ما حدث، في حين استدعت بعض الدول، منها فرنسا وإيطاليا وأيرلندا والبرتغال، سفراء إسرائيل لديها. "واقع أليم ومعقد" ووفق محللين فإن الحادثة أثبتت عكس ما تحاول إسرائيل ترويجه لدول العالم من أنها تقوم بملاحقة من تسميهم "الإرهابيين" في المخيمات الفلسطينية، وأنها لا تنكل بالفلسطينيين في المدن والبلدات والقرى ولا تقيّد حركتهم على حواجزها العسكرية. وخلال الزيارة وصف عدد من السفراء والدبلوماسيين الواقع الذي تعيشه جنين ومخيمها بـ"الصعب". وقال سفير الأردن لدى فلسطين عصام البدور في حديثه لوسائل إعلام محلية إن واقع مخيم جنين "أليم ومعقد"، ويجب على العدوان الإسرائيلي أن يتوقف على الفور من أجل إعطاء الفلسطينيين فرصة للعيش بصورة طبيعية كباقي العالم. وشرح محافظ جنين كمال أبو الرب، لسفراء وممثلي 32 دولة أوروبية وعربية خلال الزيارة لمقر المحافظة في المدينة، الوضع المتردي للنازحين من المخيم، وكذلك التراجع الحاد في الاقتصاد المحلي، وتأثير العملية العسكرية الإسرائيلية على كافة مرافق الحياة في المحافظة. وقال أبو الرب إن عدد النازحين من مخيم جنين ومحيطه وصل إلى 22 ألفا، في حين دمّر الاحتلال مئات المنازل بشكل كلي في المخيم، ووصلت الخسائر المباشرة إلى 298 مليون شيكل. في حين استشهد 40 مواطنا وأصيب 200 آخرون برصاص الاحتلال منذ بدء الحملة العسكرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store