logo
أكرم إمام أوغلو... "الكيس الطائر" فوق عرش أردوغان

أكرم إمام أوغلو... "الكيس الطائر" فوق عرش أردوغان

Independent عربية٢١-٠٣-٢٠٢٥

في كنف طرابزون حيث جنة الأتراك وملاذهم إلى جمال الطبيعة، شق أكرم إمام أوغلو المولود في الثالث من يونيو (حزيران) 1971 طريقه نحو عالم السياسة، حين دارت الأعوام وتحول ذلك الطفل إلى شخصية رئيسة في السياسة التركية تارة بإثارة الجدل وأخرى بطموح قاده إلى تجهيز الذات لمواجهة رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة 2028.
لكن الرياح التركية جرت بما لا تشتهي سفن إمام أوغلو، فعصفت به ملفات تتعلق بالفساد والإرهاب وقضايا أخرى تهدد مستقبله السياسي بالكامل.
لم يكن إمام أوغلو معروفاً في الوسط السياسي قبل عام 2014، ففي ذلك العام رشحه حزبه (الشعب الجمهوري)، لانتخابات بلدية منطقة بيليك دوزو في إسطنبول، ففاز بها، وبدأ نجمه يبرز بالسياسة التركية على الصعيدين الخدمي في البلديات والسياسي في الحزب المعارض، حتى تمكن من كسب ثقة قادة الحزب ليدعموا ترشيحه لانتخابات بلدية إسطنبول الكبرى، وهنا أيضاً تمكن من الفوز على منافسه مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم، على رغم أن الأخير كان يشغل منصب رئيس الوزراء.
يتوسط إمام أوغلو عائلته بعد فوزه في انتخابات إسطنبول (أ ف ب)
في محاولة لحفظ ماء وجه الحزب الحاكم سارع "العدالة والتنمية" إلى الطعن في نتائج الانتخابات، وبعد تحقيقات أجراها المجلس الأعلى للانتخابات قرر إلغاء النتيجة، وإعادة الجولة التصويتية، فتحولت جولة الإعادة من محاولة هزيمة أكرم إلى تحقيقه فوزاً ساحقاً، ليستمر في منصبه هذا خمسة أعوام. عاد الرجل وترشح مجدداً وفاز مرة ثانية برئاسة بلدية إسطنبول في الـ31 من مارس (آذار) 2024، حتى بات ينظر إليه على أنه المرشح الأقوى للمنافسة في انتخابات الرئاسة المقبلة، إلا أن هذا الاحتمال بدأ يتلاشى تدريجاً بعد إلغاء شهادته الجامعية واعتقاله لتهم متعددة بينها دعم الإرهاب، وهي تهمة يقول مراقبون إنه لا تحمد عقباها.
المحطات التعليمية
ينحدر إمام أوغلو من عائلة كانت تعمل في الزراعة في طرابزون، وبدأ مسيرة التعليم في مرحلة مبكرة جداً من عمره، فكان يقرأ القرآن الكريم باللغة العربية وهو في سن الخامسة، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بقرية "يلدزلي"، وتابع تعليمه الثانوي في مدرسة مدينة طرابزون للثانوية العامة، وبعد تخرجه التحق بجامعة شرق البحر الأبيض المتوسط في جمهورية شمال قبرص التركية، لكنه لم يدرس فيها سوى أيام قليلة قبل أن ينتقل إلى جامعة جيرني الأميركية، وتحديداً في كلية الاتصالات.
عام 1987 انتقل مع عائلته إلى مدينة إسطنبول، العاصمة الفعلية لتركيا وكبرى مدنها وأهمها، فالتحق عام 1990 بكلية إدارة الأعمال (قسم اللغة الإنجليزية) في جامعة إسطنبول، ليتخرج فيها بعد أربعة أعوام، وخلال عام 1995 بدأ إمام أوغلو دراسة الماجستير في معهد العلوم الاجتماعية التابع للجامعة نفسها.
الكيس الطائر
إلى جانب حياته التعليمية، لدى إمام أوغلو شغف برياضة كرة اليد، فبدأ باللعب منذ التحاقه بالمدرسة الابتدائية، كما التحق بفريق مدرسة طرابزون الثانوية كحارس مرمى، وخلال وجوده في قبرص كان أحد حراس مرمى نادي "ترك أوجاجي ليماسول"، وبدا أداؤه جيداً حتى لقبه الفريق بـ"الكيس الطائر"، في الفترة بين عامي 2002 و2003 كان عضواً في مجلس إدارة نادي طرابزون سبور.
في إسطنبول استقرت عائلته بمنطقة "كادي كوي" ذات الطابع الغربي، وخلال الفترة ما بين 1992 وحتى 2001، كان إلى جانب تعليمه، يدير مقهى "إمام أوغلو" الذي تملكه عائلته، وكان له أفرع عدة في مناطق مختلفة من إسطنبول.
نفق السياسة
على الصعيد السياسي كانت التجربة الأولى لأكرم إمام أوغلو من خلال مشاركته في اجتماعات فرع الشباب في "حزب الوطن الأم" بداية التسعينيات، حين كان والده السيد إمام هو أحد الرؤساء المؤسسين للحزب. ومع مطلع القرن الـ21 بدأت تستهويه أفكار حزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك، لكنه في البداية لم يستطع الانسجام مع قيادة الحزب بسبب خلافات حول "الأفكار الكمالية"، وفق ما أفادت به وسائل إعلام تركية.
ومع ذلك استمر بالعمل مع الحزب، فعُين رئيساً لفرع الحزب في مقاطعة بيليك دوزو عام 2009، وخلال خمسة أعوام في هذا المنصب استطاع تحقيق إنجازات وصفت بـ"الكبيرة" للحزب، لدرجة أن البلدية التي كانت من صالح حزب العدالة والتنمية أصبحت إحدى الحواضن الشعبية لحزب الشعب الجمهوري، لذلك قرر الحزب ترشح إمام أوغلو لمنصب رئيس بلدية بيليك دوزو، واستطاع الفوز في انتخابات 2014، وبقي في منصبه هذا خمسة أعوام أيضاً استطاع خلالها كسب مزيد من ثقة الحزب.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بات أكرم إمام أوغلو شخصية معروفة في إسطنبول، فقرر حزب الشعب الجمهوري وضعه في منافسة مرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلديات عام 2019، وعلى رغم أن أملهم في هزيمة الحزب الحاكم كان ضئيلاً فعلها الرجل وفاز برئاسة بلدية إسطنبول، وهنا سطع نجمه وبات شخصاً معروفاً في كل أنحاء تركيا، بل والصعيد الإقليمي والدولي.
محاولة اغتيال مزعومة
في مساء الأول من ديسمبر (كانون الأول) 2020، زعمت وسائل إعلامية تابعة للمعارضة التركية، أن تنظيم "داعش" الإرهابي خطط لاغتيال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
من جهتها أكدت بلدية إسطنبول هذه المزاعم، قبل أن تصدر المديرية العامة للأمن في وقت لاحق بياناً رسمياً نفت فيه صحة مثل هذه "الإشاعات".
التحالف السداسي
مطلع عام 2023 بدأت الانتخابات الرئاسية التركية بالاقتراب، وبات على المعارضة اختيار مرشح قوي يمكنه هزيمة أردوغان، فتشكل قبل ذلك ما يسمى "الطاولة السداسية"، وهو تحالف بين ستة أحزاب تركية معارضة، من بينها حزب الشعب الجمهوري، فظهرت توقعات بأن تقوم "الطاولة السداسية" باختيار إمام أوغلو لمنافسة أردوغان، لكن خلافات حادة بين قادة حزب الشعب الجمهوري حالت دون ذلك.
وبالفعل جرى ترشيح كمال كليتشدار أوغلو، الذي لا يتمتع بشخصية قوية مثل أكرم إمام أوغلو، وليس لديه الشعبية التي يمكنه من خلالها مواجهة أردوغان، فركز كليتشدار أوغلو في حملته الانتخابية على معاداة اللاجئين، ووصل به الأمر إلى نشر لافتات طرقية كبيرة يهدد بها اللاجئين السوريين بشكل خاص ومباشر، مما أثار غضب شريحة واسعة من مؤيدي حزب الشعب الجمهوري، وكان أحد أسباب خسارته في الانتخابات، وإعادة فوز أردوغان مجدداً.
عواصف داخلية
هزيمة كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية فتحت صفحة جديدة من الخلافات بين قادة حزب الشعب الجمهوري، ووصل الأمر إلى خروج أكرم إمام أوغلو في مقطع مصور يدعو فيه إلى "التغيير في قيادة الحزب"، وهو ما اعتبر هجوماً مباشراً من أكرم على كمال.
بعد أشهر قليلة انتُخب أوزغور أوزال رئيساً للحزب بدلاً من كليتشدار أوغلو، لكن أوزال أيضاً لا يتمتع بالكاريزما ولا بالشعبية التي يحظى بها إمام أوغلو، فبدأ الأخير يطمح لرئاسة الحزب، ثم رئاسة الجمهورية، لكن بنظرة من كثب هناك منافس آخر يراقب، وهو منصور يافاش، أحد أبرز قادة الحزب، ورئيس بلدية أنقرة، وهو الذي خرج بتصريحات أثارت الجدل بعد اعتقال أكرم، حين قال إن القانون يجب أن يأخذ مجراه.
قضايا الفساد والإرهاب
خلال ترأسه بلدية إسطنبول، واجه إمام أوغلو عدداً من قضايا الفساد، وأثار الجدل في أكثر من مناسبة، بما في ذلك زياراته المتكررة للدول الأوروبية، ولقاءاته المتعددة في إسطنبول مع سفراء الدول الغربية، كذلك ابتعد كلياً من الشأن السياسي الإقليمي، ولم يكون علاقات مع الدول العربية أو دول الجوار التركي، فيما أثارت السلطات شبهات لتعاون بين حزب الشعب الجمهوري وحزب العمال الكردستاني بتقديم تسهيلات أشرف عليها إمام أوغلو شخصياً، وهذا الأمر يعد واحداً من أكثر القضايا حساسية في البلاد.
في مساء الـ18 من مارس الجاري أعلن مجلس إدارة جامعة إسطنبول سحب شهادات 28 شخصاً من بينهم إمام أوغلو، لأسباب عدة وفق بيان الجامعة، بينها "الغياب" و"الخطأ الواضح" و"عملية نقل أفقي غير منتظم في برنامج اللغة الإنجليزية بالجامعة عام 1990"، إلا أن إمام أوغلو رفض القرار ووصفه بأنه "غير قانوني".
في صبيحة اليوم التالي اعتقلت الشرطة التركية إمام أوغلو في إطار تحقيقات بـ"الإرهاب والجريمة المنظمة"، ولا يزال رهن الاعتقال حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟
وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

وصف العرب للعرب: نقائض أم فبركات مجهولة؟

تجادل هذه المقالة بأن معظم معاركنا العربية-العربية الكلامية على صفحات الإعلام الاجتماعي (الـ"سوشيال ميديا") هذه الأيام هي من نسج الفبركات، وأن وراءها حسابات وهمية، وأخرى مزيفة، ولعلها مخططة ومدروسة، فالوهمي يتخذ اسماً حركياً غالباً ما ينتسب للطيور وللحيوانات، الطائر الملون والأسد الهصور والغزال الشارد والسلحفاة الطائرة وهكذا... بينما تتخذ بعض الحسابات أسماء علم مثل عبدالله سعد وسعد العجمي وخالد المطيري وفهد البغدادي ومدحت المصري إلخ. لكن المتابع لا يمكن أن يلغي النقائض في التوصيف والتنميط، أي إننا ننمّط بعضنا بعضاً بمجالسنا الخاصة في الغالب، ولكن هناك من يراقب ويتابع ويدرس كيف ننظر إلى بعضنا بعضاً كمجاميع عربية بحسب التجمعات الجغرافية، فيختار من هذه التوصيفات ما يثير التراشق والغضب والحنق، بالتالي معارك على حسابات الـ"سوشيال ميديا". فأهل الخليج عند بعض العرب "الغاضبة"، على سبيل المثال، بدو متخلفون وهمج لا يفهمون، يركبون الجمال ويأكلون الضبان، بل هم أنكى من ذلك بأن وصفهم الله في القرآن الكريم بأنهم أعراب وأشد الناس كفراً ونفاقاً. لكنهم "بعين الرضا" عند عرب آخرين أهل الكرم والمروءة والشمائل العربية الحميدة، يغيثون الملهوف ويعينون المحتاج ويساندون القضايا العربية ويقدمون المساعدات النفطية والبترودولارية لكل العرب الآخرين. وزد على هذا أن نبي الإسلام واحد منهم وعندهم الحرمان الشريفان. وينظر بعض العرب إلى الفلسطينيين نظرة تعميمية سوداوية غير إنسانية بالمرة، غدارون منافقون حاقدون باعوا أرضهم ويقتتلون في ما بينهم ويتكسبون على قضيتهم. لكن المناقض لهذا التوصيف يصف مَن يقولون ذلك بالصهينة وخذلان الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ويرى أن الفلسطينيين قدموا وما زالوا يقدمون الغالي والثمين من الأرواح والممتلكات، نضالاً من أجل تحرير أرضهم وتقرير مصيرهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) العراق مهد الحضارات البشرية ومنبع الكتابة والقوانين منذ أيام قانون حمورابي، وهو سومر وبابل وعاصمة الخلافة العربية العباسية ومحج الثقافة والعلم والفنون قروناً طويلة. لكن النقضاء العرب يسمونه أرض النفاق والشقاق وقتلة آل البيت والغدر والانقلاب والدموية البشعة ومنبع للخزعبلات والخرافات. مصر هي سبعة آلاف سنة من الحضارة الفرعونية، وهي بلد الثقافة والعلم والأزهر والتقدم وقلب العروبة النابض، منها خرج المعلمون والمثقفون والفنانون والنحاتون والرسامون والمهندسون، لكن مناقضي هذا القول يرددون ما نسب لعمرو بن العاص زوراً، "أرضها ذهب ونساؤها لعب والأمر فيها لمن غلب". ولا يرون في مصر شيئاً من الجمال ويتهمون أهلها بأبشع الصفات والأوصاف. أما ما يقوله عرب المغرب العربي عن بعضهم، فقد لا يكون صالحاً للنشر، وما يقوله السودانيون في الشمال عن السودانيين بالجنوب قول عنصري لا يليق بالقلم في هذا المقام، وهكذا، فلا تكاد توجد منطقة عربية داخل البلد الواحد إلا ولها تصنيف متناقض عند المناطق الأخرى. والحق أن هذه النقائض ليست حكراً علينا في المنطقة العربية، فكل دول العالم لديها تصنيفات وتنميط لبعضها بعضاً يصعب التطرق إليهما بشمولية في هذه المقالة، لكن ما يهم هنا هو تصنيف وتنميط العرب لبعضهم بعضاً، وهو تنميط في غالبه سيئ هذه الأيام، خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يوحي بأن "وراء الأكمة ما وراءها". ففجأة تشتعل حرب إعلامية بين مصر والسعودية، وبين سوريا والعراق، وبين الجزائر والمغرب بل بين داخل دول الخليج نفسها وهلم جرا. وتستخدم في هذه الحروب كافة أسلحة التنميط الشامل الذي يعم ولا يخص، وكل أدوات التصنيف التعميمية على البلدان بكل شعوبها وطوائفها وأجناسها. أمر خطر أن تنجرف الناس لحروب النقائض هذه، وأخطرها جميعاً حروب الطوائف من وراء الشاشات وامتشاق لوحات المفاتيح لخوضها، فقديماً قيل، "الحرب أولها كلام". العقلاء هم مطافئ هذه الحروب، وأنجع سلاح لمقاومتها تجاهلها وتجنبها وعدم تصديق من يقف وراءها.

محمد لحبيب ولد معزوز يكتب: "التحديات التي تواجه الأمن القومي الموريتاني"
محمد لحبيب ولد معزوز يكتب: "التحديات التي تواجه الأمن القومي الموريتاني"

ميادين

timeمنذ 2 أيام

  • ميادين

محمد لحبيب ولد معزوز يكتب: "التحديات التي تواجه الأمن القومي الموريتاني"

التحدي والتهديد: فرق كبير بين التحدي والتهديد، كلاهما مبعث قلق وتخوف، كلاهما خطر على الدولة وعلى المجتمع في تماسكه وبقائه. التحدي هو الخطر المؤجل، والتهديد هو الخطر الوشيك. بلدنا تحف به المخاطر من كل جانب كأي بلد مفتوح بمساحة شاسعة وقلة في السكان، فكيف إذا كانت تعووزه الوسائل رغم سباحته على بحر من الثروات ينظر إليها الطامعون بنية مضمرة على التوثب والتعدي. الأخطار من الداخل قد لا تكون أقل ضررا على الدولة من تلك التي نرصدها من الخارج خاصة إذا كانت مدفوعة من قوى خارجية هدفها بطبعها إشعال الفتن وإضرام الثورات. سأتناول هذا العنون إن شاء الله في عدة حلقات وفي كل حلقة موضوع واحد وإن زاد فبواحد. 1- الهوية. 2- الفتنة الإنقلابية. 3- موقع العاصمة. 4- قراءة في المتغيرات الجيوسياسية. 5- المنظومة الإدارية في الميزان. 6- المنظومة التعليمية في الميزان. 7- مشكلة الهجرة بين الإحلال والاستبدال. 8- العزوف المزمن عن العمل بنظام الخدمة الوطنية. 9- الاختلال الديمغرافي ونقص السكان. 10- الفقر والتفاوت الطبقي. 11- الصحراء الغربية بين الحياد السلبي والإيجابي. 12- التصحر. 13- عناصر قوة الدولة. 1ـ الهوية: أول التحديات التي تواجه البلد في صميمه وعقر داره هو قضية انعدام الإنسجام الاجتماعي وعدم وجود نخبة تحوز على ثقة غالبية السكان التي اعتبرها المؤرخ البريطاني الكبير أرلوند اتوندي 1889ـ1975م وصاحب كتاب "موسوعة الحضارة" أنها من أسباب زوال الحضارات. إنها التحدي الأول والأخطر من بين كل التحديات التي تواجه بلدنا والتي تعود في الأساس إلى غياب إرادة سياسية وسياسة إعلامية وتربوية وإدارية فاعلة، شكلت ثغرة دخل منها الغريب والتغريب منذ قيام الدولة الوطنية. وجد الإعلام لتبليغ الناس رسالة إيجابية تنهض بهممهم من وضع إلى وضع أحسن في الوعي بخفايا الأمور، منافعها ومضارها على المجتمع والدولة، وجدت التربية لصقل الشخصية وتخليصها من شوائب الأمور اقتداء بأصلح الناس ووجدت الإدارة لتيسيير الأمور وتقريب الناس من بعضهم وتعميم الثقة في أهل الحل والعقد من خلال العدل والعدالة وبالإرادة السياسية تحسم العقد والمعاضل. الإعلام في بلدنا تعوزه الرؤية الواضحة فيما يجب تناوله من مواضيع تزيد من وعي الناس من خلال وضعهم في الصورة عن تاريخيهم الاجتماعي والديني وما يترصدهم من أخطار ومخاطر. هوية البلد هي المنطلق لكل توجه هادف جامع. هوية البلد يجب أن تكون معلومة لكل من يحمل بطاقة التعريف الوطنية ومجسدة فيه، كما هو الحال في كل بلد يقوم على أسس الشراكة والمواطنة في السنغال المجاورة من لا يتحدث الولفية لغة الأغلبية ويتقنها مشكوك في مواطنته ووطنيته. هويتنا بشقيتها الحضاري والثقافي تعني حضاريا الانتماء للإسلام عقيدة وشرعة ومنهاجا، وثقافيا الانتماء للغة القرآن العظيم تربية وتعليما وإدارة وفكرا. جميع الموريتانيين من حيث الانتماء الحضاري ينسبون للإسلام وجميعهم ينتمون ثقافيا إلى لغة القرآن العظيم بحكم انتمائهم إلى الإسلام، ما لم يكن هناك قصور في الفهم والتفقه والعزوف عن الدعوات العصبية التي نهى الإسلام نهيا قاطعا عنها لقوله صلى الله عليه وسلم "ليس منا من دعا إلى عصبية" ذلك بأنها من دعوى الجاهلية. يقينا، لا أحد يقدم لغة الإستعمار الأجنبي على لغة القرآن العظيم وهو على الإسلام ولا أحد من أهل البلد ينتمي حضاريا لغير الإسلام، فأين المشكل إذن! يبدو أن المشكل في بعض المنتفعين الذين يقتاتون على الخلافات وحتى وإن لم تكن موجودة فهي بالنسبة لهم ضالة ورأس مال واستثمار. أمضت فرنسا الاستعمارية في بلدنا قبل الاستقلال ما أمضت من عقود ولم تستطع تغيير دين فرد واحد من أبناء المرابطين. ما عجزت عنه فرنسا حضاريا حاولت بواسطة مستشرقيها ومخابراتها الحصول عليه ثقافيا. تعرف فرنسا جيدا أن استهداف لغة القرآن العظيم هو استهداف للإسلام دينا وثقافة، لذا، عملت على تغذية روح الاعتزاز لدى الشعوب العربية بلهجاتها على حساب الفصحى كونها عمود العلوم الخادمة للقرآن العظيم. لم تفلح في لبنان ولم تفلح في سوريا ولم تفلح لا في المغرب ولا في الجزائر ولا في تونس. ركزت فرنسا في حربها على لغة القرآن العظيم بعد فشلها الذريع في بلاد العرب على خط الدفاع الأول والأخير "بلاد شنقيط"، فعملت على الاستثمار في تشجيع لغات محلية مزاحمة للغة القرآن العظيم. لم تركز على السنغال مثلا ولا على مالي ولا على غينيا ولا على النيجر حتى لا تزاحم اللغة الفرنسية، ولأن الهدف ليس خدمة هذه اللهجات المحلية بقدر ما أن المستهدف هو دين الإسلام، فمتى استهدفت لغة القرآن فكأنما استهدف الإسلام دينا وثقافة. لم يكن جهاد الشيخ عثمان دان فوديو (1754ـ 1817) في بلاد الهوسا ودلتا النجير بنيجيريا المستميت ضد الإنجليز إلا لأنهم كانوا يستهدفون الإسلام أولا، ولم يكن جهاد الحاج عمر تال (1770ـ 1864م) في فوتا تورو في السنغال وفي غينيا ومالي حيث صال وجال ضد الفرنسيين إلا لأنهم كانوا يستهدفون الإسلام أولا، وهكذا خلدهما التاريخ وكانوا بمثابة النبراس لمن سار على نهجهم ودعا بدعوتهم "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" الرعد/ الآية 17. فرنسا بأياديها الخفية ومن ورائها مراكز الاشتشراق العالمية والموساد الإسرائيلي هي من تمول وتنظم الحملات على لغة القرآن العظيم وهي من تعرقل الجهود الوطنية لحسم موضوع الهوية، فرغم أن الدستور الوطني يعتبر لغة القرآن العظيم هي اللغة الرسمية إلا أن الفرنسية التي تقع في ذيل الترتيب العالمي بين اللغات اللاتينية تتسيد المشهد التعليمي الوطني على ظهر الهوية ولغة الهوية والنتيجة فشل المنظومة التعليمية الوطنية بدليل التدني الرهيب لمستوى تحصيل التلاميذ والطلاب في بلدنا رغم الذكاء المتقد لدى الأطفال والشباب. والأخطر من ذلك أن لغة الاستعمار لا تزال هي لغة الإدارة الوطنية رغم رحيله بجيوشه لأن هناك من يخدمونه في غيابه، لذا، ظلت الإدارة في واد والشعب في واد. أبناؤنا في المدارس يكرهون هذه اللغة ويمقتونها لا لشيء إلا لأنها تمثل الاستعمار بعينه ولأنها سبب في إخفاقهم المزمن في المواد المهمة التي تدرس بها. إنه الاستعمار بشكله الأبشع، الإستمعمار الثقافي الذي يتعين على أبناء المرابطين التكاتف لإزاحته عن كاهلهم والتخلص من نير العبودية لفرنسا الصليبية. كل اللغات تموت إلا لغة واحدة بإجماع علماء اللسانيات في العالم وفي الغرب قبل الشرق لأنها أصل اللغات ولأنها أم اللغات واللغة الخالدة إنها لغة القرآن العظيم أجمل اللغات، أغنى اللغات، أعذب اللغات، أبرك اللغات، خير اللغات وأفصح اللغات. المتملقون لفرنسا من بين أظهرنا والمتاجرون بأنفسهم وأوطانهم لا يهمهم الانسجام الاجتماعي بين أفراد وجموع الشعب بقدر ما يهمهم ما يدخل جيوبهم من عملات وعمولات تعودوا أن تكون رأس مال أرزاقهم وإن اشتعلت البيوتات والقرى والمدن شجارا وشحناء لأنهم يعرفون أن الانضواء تحت لواء هوية واحدة جامعة هو التجسيد الحي للانسجام الاجتماعي فاختاروا التقاطع والتنافر الاجتماعي رسالة وديدنا. لقد قطع هؤلاء صلتهم بتراث وميراث أجدادهم تزلفا لأعداء الدين. كيف لمن يفضل لغة الأجنبي ولغة الإستعمار مستعبد الشعوب على لغة القرآن العظيم على إسلامه وهي لغته بحكم كونها لغة دينه أن يتوقع أن يعامل معاملة مواطن سوي وقد انسلخ من جلده وانسلخ من دينه. الإعلام في بلدنا يوجد في منطقة رمادية لا يعرف على أي رجل يقف ولا يعرف الوقوف على رجلين بدليل تقصيره في تبليغ الرسالة الحضارية المتعينة عليه. لا يجتمع الإيمان في قلب امرء مسلم وبغض لغة القرآن العظيم. نقضيان لا يجتمعان وضدان لا يلتقيان. التفريق بين أهل الملة الواحدة تعصبا للسراب والمجهول وتحت ذريعة العصبية خروج على الجماعة والإجماع ومروق من الدين. لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها .... ولكن أحلام الرجال تضيق لم نر الإعلام الوطني أو الحر بمختلف أبواقه وقنواته ينظم ندوة يشارك فيها الشيوخ والعلماء والدعاة والوجهاء لتناول هذا الموضوع على أهميته ورغم تعينه اليوم واليوم قبل الغد نصحا للأمة وذودا عن الدين واتقاء للفتنة. للأسف، الإعلام يقدم الفن والفنانين والسمر واللهو على أوجب واجباته والنتيجة قلما تجد اليوم من يشاهد التلفزة الوطنية على راحته. في كل بلاد العرب والمسلمين تجد التعليم مقرونا بالتربية إلا في بلدنا مما يعكس تدني أهمية التربية في المناهج وما تطاول الطلاب على المعلمين وانتفاء الحشمة بين البنات إلا دليل على ذلك. في مساجد انواكشوط الكبرى تنظم مواسم رمضانية نهارية تحت عنوان محاضرات فقهية وتوجيهات طبية وتغيب التربية من العنوان، في حين أن التوجيهات التربوية أولى بالتقديم. سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرسة في التربية والقدوة الحسنة والخلق العظيم. لا شيء يعدل الهوية في أهميتها ولا شيء أخطر على البلد من المس بهويته دون حراك ولا شيء أدعى إلى الوهن من التهاون في حسم مسألة الهوية، لا شيء يعدل ذلك في السوء والإيذاء والمضرة، ذلك بأن أمة بلا هوية أمة بلا حاضر ولا مستقبل وبلا أمل في النهوض والتطور والارتقاء والإبداع والابتكار. أمة بلا هوية أمة مسلوبة الإرادة، مسلوبة الحرية، أمة نكرة، مطموسة الذات، مشطورة القلب والوجدان. حينما يصبح التحدي قابلا للتحول إلى تهديد بين عيشة وضحاها، للمجتمع في تماسكه وانسجامه وللدولة في بقائها فهذا نذير من النذر يحطات منه ويحترز. (يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) الآية 32/ التوبة 2 ـ الفتنة الإنقلابية: حينما يكون التنازع على الحكم بين أقلية وأغلبية إلى درجة الصراع والصدام الدموي بعيدا عن الطرق المعهودة لتداول السلطة سلميا يمكن وصف هذه الحالة بالفتنة الانقلابية. في العام 1994 حدثت إبادة جماعية في رواندا وصفت بأنها الأبشع في التاريخ المعاصر في القارة الإفريقية، بسبب التنازع على السلطة بين أقلية تمثل 14% من عدد السكان هي التوتسي المهاجرين أصلا من الحبشة وأغلبية تمثل 85% من عدد السكان هي الهوتو وهم السكان الأصليين، وكان للاستعمار البلجيكي 1916 دور في بذر وإنبات هذه الفتنة ثم اليد الخفية الفرنسية في إذكاء وإشعال الصدام كما يقول المحققون. الهوتو مزارعون معتقداتهم إفريقية وثنية وإن كانت من بينهم أقليتان مسلمة ومسيحية مارسوا فلاحة الأرض كابرا عن كابر. التوتسي يمارسون الرعي وتربية المواشي خاصة الأبقار مسيحيون كاثوليك وبفضل ثرائهم وقربهم من المستعمر بحكم الديانة المشتركة كانت لهم اليد العليا في الوظائف والمنح الدراسية. فرق الإستعمار البلجيكي بين القبيلتين في الحظوة انطلاقا من سياسة فرق تسد، فاعتبر التوتسي عرقا متفوقا على الهوتو فولد ذلك شعورا من الاستياء والضغينة لدى الهوتو حيال من كانت لهم بلجيكا راعية وحامية. وفي العام 1959 كان السخط قد بلغ مبلغه فحدثت فتنة راح ضحيتها من التوتسي 20 ألف قتيل ألقي الكثير منهم في النيل وقاتلوهم يصيحون عودوا إلى أثيوبيا من حيث جئتم. فر الكثير من التوتسي إلى البلدان المجاورة بروندي ويوغندا خاصة. بعد ذلك بسنين تشكلت الجبهة الرواندية بقيادة بول كاغامي وكان هدفهم الإطاحة بالرئيس هابياريما وضم الساخطين من حكمه من الهوتو إلى صفوفهم فاستغل الرئيس هذا الوضع المتوتر الذي تخللته هجمات مميتة على الجيش داخل رواندا لتعبئة الشعب وخاصة الهوتو من خلال خطاب مشحون بمغازي وإيحاءات هي للحرب أقرب، والحرب أولها كلام والنار أولها دخان. اتهم التوتسي في الأثناء داخل البلاد صراحة بأنهم متعاونون مع الجبهة الوطنية المتمردة التوتسية. في العام 1993 وبعد أشهر من المفاوضات وقع اتفاق سلام بين الرئيس والجبهة الوطنية وكان هشا حيث تواصلت أعمال العنف على الحدود وضد قوات الجيش، وما إن أسقطت طائرة الرئيس يوم 6 أبريل 1994 فوق مطار كيغالي حيث لقي الرئيس حتفه حتى كان السيل قد بلغ الزبى وكان السيف قد سبق العذل. في 7 أبريل 1994 بدأت الإبادة الجماعية في رواندا وحتى منتصف شهر يوليو من نفس العام، حيث شن الهوتو الغاضبون أعمال عنف وحشية في حق التوتسي بدأت من العاصمة وانتشرت في كافة أرجاء البلاد لمدة 100 يوم متواصلة راح ضحيتها ثمانمائة ألف روادني من كلا الجانبين وإن كان أكثر الضحايا من التوتسي والبعض يرفع الرقم إلى أكثر من مليون. لقد كان لإسقاط الطائرة الرئاسية بصاروخ أرض جو فوق مطار كيغالي ومقتل الرئيس الهوتي الشرارة التي أشعلت الفتنة الدموية حيث اتهم التوتسي بإسقاطها واتجهت الأصابع إلى زعيم التوتسي بول كاغامي الرئيس الحالي ومعاونوه. خلال الإبادة الجماعية قتل الجيران جيرانهم كما قتل بعض الأزواج زواجتهم من التوتسي بحجة أنهم سوف يقتلون إن لم يفعلوا. التحقيقات في أسباب ما حدث أثبتت أن اليد الخفية الفرنسية كانت ضالعة في تحريض البعض على البعض بل وأكثر من ذلك. الخلاصة: قد تتشابه أحداث التاريخ وإن اختلفت الأماكن والأزمان وتظل الدروس المستفادة منها عبرة لمن يعتبر ودرسا لمن يعي ويتعظ، غير أن التاريخ علمنا أن الإفساد في الأرض شيمة المفسدين ودعاة الحرب والحرابة بعدوا أم قربوا. السؤال المطروح، هل الحل على الطريقة الرواندية الذي انتهى بتسلم أقلية انقلابية للحكم في البلاد هو الحل الأمثل،أم هي النار تحت الرماد. السؤال الأخير، هل السيناريو الرواندي قابل للتكرار في بلدان أفريقية أخرى؟ لسان حال المستعمر يقول لو عاد بنا الزمن لما غادرنا القارة أصلا، أما زمننا هذا فهو زمن تدوير المخلفات والخلافات لمن لا يعلم. وصل الله وسلم على سيدنا محمد الذي وأد الفتن وأرسى القيم ورفع الهمم وأتم الله على يديه الآيات والسنن وجاهد في الله حق جهادة حتى أتاه اليقين. انواكشوط بتاريخ 18 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 16 مايو 2025م *ـ عقيد متقاعد من مواليد مدينة أطار الموريتانية المؤهلات العلمية: باكلوريا وطنية ليسانس حضارة وإعلام ـ المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية بكالوريوس علوم عسكرية ـ جامعة مؤتة الأردنية ماجستير علوم عسكرية وإدارية ـ جامعة مؤتة الأردنية ماجستير علوم إستراتيجية ـ أكاديمية ناصر العسكرية العليا ـ مصر 2

اخبار السعودية : وزير الحرس الوطني يرعى حفل تخريج دورة تأهيل الضباط الجامعيين الـ 36
اخبار السعودية : وزير الحرس الوطني يرعى حفل تخريج دورة تأهيل الضباط الجامعيين الـ 36

حضرموت نت

timeمنذ 3 أيام

  • حضرموت نت

اخبار السعودية : وزير الحرس الوطني يرعى حفل تخريج دورة تأهيل الضباط الجامعيين الـ 36

رعى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، وزير الحرس الوطني، حفل تخريج دورة تأهيل الضباط الجامعيين الـ (36)، والدفعة الـ (41) من طلبة كلية الملك خالد العسكرية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل، معالي نائب وزير الحرس الوطني الدكتور ناصر بن عبدالعزيز الداود، ومعالي رئيس الجهاز العسكري بوزارة الحرس الوطني الفريق الركن صالح بن عبدالرحمن الحربي، وقائد كلية الملك خالد العسكرية اللواء الركن سعود بن ناصر الزيد. وعقب وصول سموه عُزف السلام الملكي، بعدها بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى قائد كلية الملك خالد العسكرية كلمة عبَّر فيها عن سعادته وسعادة جميع منسوبي الكلية برعاية وزير الحرس الوطني، حفل التخرج، مرحبًا بسموه قائلًا: 'نسعد برعايتكم الكريمة بتخريج (598) خريجًا يؤمنون بأنّ الأرض لا تُصانُ إلا بسواعد الأبناء، وأنّ العزّ لا يكون إلا بالإخلاص لله، ثم الولاء للملك والوطن، سائلين المولى أن يبارك لهم وأن يوفقهم في مسيرتهم الوطنية'. وعبَّر الخريجون من جانبهم في كلمة ألقاها الطالب العسكري حمد بن محمد الهاجري، عن شكرهم لسمو وزير الحرس الوطني لرعايته حفل تخرجهم، مؤكدين جاهزيتهم للانضمام مع زملائهم في ميادين العز والشرف لخدمة الوطن. ثم شاهد سموه والحضور العرض العسكري العام الذي أظهر فيه طلاب الكلية مهارات عالية عكست المستوى المتقدّم الذي تلقوه من التدريب العسكري والانضباط خلال فترة دراستهم الأكاديمية والعسكرية في الكلية، كما شاهد سموه عروضًا متنوّعة لمهارات فصيل العرض الخاص الذي قدّمه مجموعة من طلبة الكلية، ثم أدّى الطلبة نشيد كلية الملك خالد العسكرية، بعد ذلك أُجريت مراسم تسليم راية الكلية من الرقيب السلف إلى الرقيب الخلف. عقب ذلك ردّدَ الخريجون قَسم الولاء والطاعة بتلقينٍ من قائد كتيبة الطلبة العميد صالح بن عبدالله الوهيبي، بعدها أعلن مساعد قائد الكلية للشؤون التعليمية العميد الدكتور تركي بن سهل العتيبي، النتائج العامة للدفعة، وأوائل الخريجين والمتفوقين. وكرَّم سموه الطلبة المتفوقين، عقب ذلك شاهد سموه والحضور عرضًا مرئيًا عن 'شهداء الواجب' الذي استعرض فيه أسماء طلبة الكلية من أبناء الشهداء والمصابين، الذين عبّروا عن سعادتهم بالسير على خُطى آبائهم، في الدفاع عن تراب الوطن، مبدين استعدادهم لتقديم أرواحهم فداءً للوطن والدفاع عنه. وفي ختام الحفل التُقطت الصور التذكارية لسموه مع الخريجين. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store