logo
خامني يراهن على ترامب.. تقرير لـ"Foreign Policy" يكشف الأسباب

خامني يراهن على ترامب.. تقرير لـ"Foreign Policy" يكشف الأسباب

ليبانون 24١٥-٠٥-٢٠٢٥

ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "منذ منتصف نيسان، اتسع نطاق الدبلوماسية بين طهران وواشنطن. فبعد سبع سنوات من الجمود، أقدم المرشد الأعلى الإيراني ، آية الله علي خامنئي، على تغييرٍ مذهل، إن لم يكن مفاجئًا تمامًا، إذ أعطى الضوء الأخضر لاتفاق نووي جديد إذا قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخطوط الحمراء الأساسية لطهران. وفي حين لم تُسفر الجولة الرابعة من المحادثات بين البلدين، التي عُقدت نهاية الأسبوع الماضي في عُمان، عن أي اختراق واضح، يبدو أن كلا الجانبين عازم على مواصلة التفاوض. في عام 2019، عندما أرسل ترامب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران لبدء محادثات مع الزعيم الإيراني، تعهد خامنئي بعدم التفاوض مع الرئيس الأميركي، الذي وصفه بـ"ذلك الرجل". في الواقع، لم يعد التحدي المطلق خيارًا، فنظرًا لضغوط العقوبات والاضطرابات الاقتصادية وتهديد الحرب، اختار خامنئي الدبلوماسية".
وبحسب المجلة، "يرتكز الزخم الأخير في المحادثات على فرضية هشة: يريد ترامب منع إيران من الحصول على قدرة امتلاك أسلحة نووية، بينما تُصرّ طهران على أنها لا تنوي بناء مثل هذه القدرة. ومع ذلك، تبدو طهران أكثر توحدًا وإلحاحًا من واشنطن ، حيث تُشكك إدارة ترامب حتى في جوهر الدبلوماسية، ويرجع ذلك إلى أن القيادة الإيرانية ترى أن المخاطر وجودية. ويتعين على خامنئي أن يسير على حبل سياسي مشدود: المضي قدما في المحادثات في حين يدير فصيلا متشددا صغيرا لكنه صاخب يهدد التماسك الداخلي للنظام".
وتابعت المجلة، "تُشكل اصوات المعسكر المناهض بشدة لأميركا،هامشًا ضئيلًا مقارنةً بالغالبية العظمى من الإيرانيين الذين يُرحبون بالدبلوماسية مع واشنطن. ومع ذلك، فحتى مع آمال عامة الناس الكبيرة في أن تُنعش المحادثات أحوالهم، يبقى موقف خامنئي واضحًا. فالدبلوماسية، في رأيه، تُعنى بمنع الحرب، وليس بإصلاح اقتصاد إيران المُنهك. وقد حذّر مرارًا من أن حتى الاتفاق النووي الجديد لن يضمن تخفيفًا شاملًا للعقوبات".
وأضافت المجلة، "يزعم بعض المطلعين على بواطن النظام الآن أنه على الرغم من تصريحاته العلنية، لم يكن خامنئي معارضًا جذريًا للدبلوماسية، حتى أن أحد النواب الإيرانيين المتشددين يزعم أن طهران تواصلت سرًا مع فريق ترامب لمدة عامين كجزء من استراتيجية للاستعداد لأي سيناريو، بما في ذلك النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2024. يبدو أن الحسابات الباردة نفسها تُشكّل تفكير الحرس الثوري الإسلامي، الذي يُسيطر على البنية التحتية العسكرية والنووية الرئيسية لإيران. قد يدفع اتفاق مع ترامب قيادة الحرس الثوري في نهاية المطاف إلى إعادة تقييم تكاليف العداء المُطوّل مع الولايات المتحدة والنظر في تعميق الوفاق، لكن هذه النوايا لا تزال غير مُعلنة. وفي الوقت الحالي، يُشارك الحرس الثوري الإسلامي خامنئي هدفًا أساسيًا: تجنّب الحرب. فهو يُريد احتواء التصعيد، وكسب الوقت، والحفاظ على النفوذ الاستراتيجي".
وبحسب المجلة، "لتبديد أي شكوك حول وحدة النظام، أوضح مكتب خامنئي أن الحرس الثوري الإيراني يدعم المحادثات التي يقودها وزير الخارجية عباس عراقجي، لكنه يبقى "على أهبة الاستعداد" في حال تعثر الدبلوماسية. وفي هذه الرواية، الدبلوماسية والردع العسكري وجهان لعملة واحدة، والحرس الثوري الإيراني يقف حارسًا لخطوط إيران الحمراء، والضامن لسير أي اتفاق وفقًا لشروط طهران الصارمة. في غضون ذلك، رحّبت الفصائل البراغماتية والتكنوقراطية في إيران علنًا بتأييد خامنئي والحرس الثوري الإيراني للمحادثات النووية مع إدارة ترامب. وبالنسبة لعراقجي والرئيس مسعود بزشكيان، تُمثّل هذه اللحظة تحوّلًا محسوبًا في علاقة طهران بواشنطن. ولم يُخفِ بزشكيان تفضيله للمحادثات المباشرة مع واشنطن، لكنه تعهد باحترام إصرار خامنئي على الحفاظ على وهم المفاوضات غير المباشرة. وتتيح هذه الخدعة لخامنئي حفظ ماء وجهه والحفاظ على مسافة من الأميركيين ، مع أنه ليس سراً أن عراقجي يعقد اجتماعات وجهاً لوجه مع مبعوث ترامب إلى إيران، ستيف ويتكوف".
وتابعت المجلة، "مع أن بزشكيان قد لا يكترث كثيرًا بمظهر التفاوض مع ترامب، إلا أن الأهم بالنسبة له هو التوصل إلى اتفاق يرفع العقوبات الأميركية. في غضون ذلك، يتعزز الضغط من أجل الدبلوماسية المباشرة، ولكن عبر وسطاء. وكما قال أحد المعلقين البارزين المؤيدين للتفاوض مؤخرًا: "لا وجود للمفاوضات غير المباشرة. نحن بحاجة إلى محادثات مباشرة، لا إلى مساومة". من الصعب تجاهل مدى إلحاح هذا البيان. فموقف إيران اليوم أضعف بكثير مما كان عليه في المرة الأخيرة التي توصلت فيها طهران وواشنطن إلى اتفاق نووي. فالاقتصاد الإيراني يعاني من الشلل، ومعدلات التضخم والبطالة في ارتفاع حاد، ولا يزال قطاع الطاقة يعاني من أزمة عميقة، رغم امتلاك إيران لبعض أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، وذلك بسبب نقص الأموال اللازمة للاستثمار".
وأضافت المجلة، "ي الواقع، من الواضح أن بعض التفاؤل الذي أحاط بالمحادثات سابق لأوانه. ويتوقع بعض الاقتصاديين المؤيدين للدبلوماسية أن تُحل مشاكل إيران الاقتصادية في غضون ثلاث إلى أربع سنوات، مع إعادة فتح الأسواق العالمية وانحسار الاختناقات المالية بمجرد توقيع اتفاق نووي جديد. في الواقع، ستكون إيران في عام 2025 في وضع مختلف تمامًا عما كانت عليه في عام 2015. يدرك المتشددون المناهضون للولايات المتحدة أن عليهم التزام الصمت، على الأقل في الوقت الحالي، وانتظار نتائج المحادثات".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيسة المفوضية الأوروبية: نحتاج حتى 9 تموز للتوصل لاتفاق تجاري جيد مع أميركا
رئيسة المفوضية الأوروبية: نحتاج حتى 9 تموز للتوصل لاتفاق تجاري جيد مع أميركا

النهار

timeمنذ 33 دقائق

  • النهار

رئيسة المفوضية الأوروبية: نحتاج حتى 9 تموز للتوصل لاتفاق تجاري جيد مع أميركا

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي مستعد للتحرك سريعا في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، لكنه سيحتاج حتى التاسع من تموز/ يوليو، وهو الموعد النهائي الأصلي للمحادثات، "للتوصل إلى اتفاق جيد". وأضافت في منشور على إكس أنها أجرت مكالمة هاتفية "جيدة" مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتأتي هذه المكالمة بعد أن قال ترامب يوم الجمعة إنه غير راض عن وتيرة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي وهدد بفرض رسوم جمركية 50 بالمئة على جميع سلع الاتحاد من أول حزيران/ يونيو. وفي أوائل نيسان/ أبريل، حدد ترامب مهلة 90 يوما للمحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي من المقرر أن تنتهي في التاسع من تموز/ يوليو. وأوضحت على إكس: "مكالمة جيدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.. أوروبا مستعدة للمضي قدما في المحادثات بسرعة وحسم. وللتوصل إلى اتفاق جيد، سنحتاج إلى وقت حتى التاسع من تموز/ يوليو".

نتنياهو يستبق 'شهر ترامب': لا تهدئة في غزة
نتنياهو يستبق 'شهر ترامب': لا تهدئة في غزة

IM Lebanon

timeمنذ 3 ساعات

  • IM Lebanon

نتنياهو يستبق 'شهر ترامب': لا تهدئة في غزة

يبدو أن إسرائيل عازمة على استكمال وتوسيع حربها في غزّة، وستنسف كلّ 'التقدم' الذي حكي عنه في الأيام الأخيرة لجهة مفاوضات وقف إطلاق النار، وهو ما كان متوقعاً لكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو راغباً في استمرار القتال خلال الوقت الضائع إلى أن يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع حدٍ لحرب غزّة. في هذا السياق، أفادت 'القناة 14' الإسرائيلية بأن القيادة السياسية صادقت الأحد على بدء المناورة البرية الواسعة في غزة ضمن عملية 'مركبات جدعون'، فيما كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن إدخال جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى القطاع، في خطوة تعكس نية واضحة لتوسيع العمليات البرية. وقد توازى هذا الحشد العسكري مع تكثيف للهجمات على مناطق مختلفة. في وقت سابق، قال ترامب إن أموراً 'جيدة كثيرة' ستحدث بشأن غزة خلال الشهر المقبل، لكن العملية الإسرائيلية يبدو أنها تستبق شهر ترامب، وتزيد من الضغوط على غزّة. وفي سياق متصل، اعتبر تحليل لصحيفة 'هآرتس' العبرية أن تعين ديفيد زيني رئيساً للشاباك جاء لمنح نتنياهو ختماً أمنياً 'لمنع أي صفقة تبادل'، خصوصاً أن زيني يعتبر العملية العسكرية 'حرب وجود'. هذا المشهد يتعقد أكثر مع ورود معلومات عبر الإعلام العبري مفادها أن الولايات المتحدة طلبت إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة تأجيل عمليتها العسكرية الشاملة في غزة، في إطار جهودها لإنجاح مفاوضات صفقة الأسرى، وفقاً لما ذكره مصدران مطلعان لصحيفة 'جيروزالم بوست'. وتضمّن الطلب عنصرين، هما تأجيل العملية الشاملة وتمكين المفاوضات من المضي قدماً. الصحيفة العبرية تنقل أيضاً عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل 'لن تنسحب' من المناطق التي تدخلها إذا بدأت العملية، حتى في إطار صفقة محتملة، علماً بأن إمكانية وقف إطلاق النار كجزء من أيّ اتفاق 'ستصبح أكثر تعقيداً'، وهذا يتكامل مع ما قاله وزير الدفاع يسرائيل كاتس قبل أيام: 'بمجرد أن تبدأ المناورة، سنعمل بكل قوتنا، ولن نتوقف حتى تحقيق جميع الأهداف'. هذه الأجواء التصعيدية لا توحي بأن اتفاقاً قريباً لوقف النار في غزّة سيرى النور، في الوقت الذي قد يستغل نتنياهو هذا الوقت الضائع ويطلق العملية الواسعة لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات قبل 'شهر ترامب' الغامض، الذي قد يحمل نهاية للحرب، بالرغم من أن لا تأكيدات بحصول ذلك؛ وبالتالي، يستمر السباق بين الديبلوماسية ومدافع الحرب. في المحصلة، فإن صدقت معلومات 'جيروزاليم بوست'، فإن الأزمة تتعمّق بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية؛ ورفض الأخيرة طلب تأجيل العملية الشاملة قد يعكس الاختلاف الواسع بوجهات النظر بين ترامب ونتنياهو، في الوقت الذي يعي فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي تكاليف معارضة ترامب مع بداية ولايته الرئاسية، وقد لا نراه ذاهباً بعيداً في هذا المشوار، الشهر المقبل.

ترامب: أحرزنا تقدماً مع إيران.. وقد نفرض مزيداً من العقوبات على روسيا
ترامب: أحرزنا تقدماً مع إيران.. وقد نفرض مزيداً من العقوبات على روسيا

الميادين

timeمنذ 4 ساعات

  • الميادين

ترامب: أحرزنا تقدماً مع إيران.. وقد نفرض مزيداً من العقوبات على روسيا

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إحراز "بعض التقدم الفعلي مع إيران" بشأن المحادثات الإيرانية الأميركية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". من جهته، كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، قد وصف الجولة الخامسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في روما بـ"واحدة من أكثر الجولات التفاوضية مهنية وتعقيداً". 25 أيار 25 أيار وأكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أنّ هذه الجولة جرت في "أجواء هادئة ومهنية". وبشأن روسيا، رجّح ترامب التفكير في فرض المزيد من العقوبات على البلاد، مُعرباً عن "الشعور بالاستياء لما يفعله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين". يأتي ذلك بينما كان قد أكد ترامب قبل أيام أنه لن يفرض عقوبات جديدة على روسيا، موضحاً أنّ "هناك فرصة لتسوية الصراع في أوكرانيا".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store