logo
"قرصة أذن".. وراء إقالة إدارة ترامب 3 مسؤولين "مؤيدين جدًّا" لـ(إسرائيل)

"قرصة أذن".. وراء إقالة إدارة ترامب 3 مسؤولين "مؤيدين جدًّا" لـ(إسرائيل)

رام الله- غزة/ محمد عيد
يعكس قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ إقالة ثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، حقيقة توتر العلاقات الثنائية مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو.
ويتفق مراقبون سياسيون على وجود توتر سياسي وليس "خلافا استراتيجيا" بين "ترامب" و"نتنياهو" الذي يحاول التأثير في القرار داخل الإدارة الأميركية فيما يتعلق بملفي "حرب الإبادة الإسرائيلية" على غزة، والمفاوضات الأميركية – الإيرانية.
ويدعم صحة هذا الرأي، وصف صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الشخصيات المقالة بأنها "مؤيدة جدا" لـ(إسرائيل) التي تحاول شن هجوم عسكري "منفرد" ضد إيران حتى لو كان ذلك من دون موافقة واشنطن، وكذلك استمرار الحرب في غزة دون الجلوس لطاولة المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس.
قلق إسرائيلي
ورأى أستاذ العلوم السياسية د. أسعد العويوي أن الخلاف القائم يعود لأسباب "تكتيكية" وليست "جوهرية" حول قضايا وملفات الشرق الأوسط.
وأوضح العويوي في مداخلته لـ "فلسطين أون لاين" أن "ترامب" خلال ولايته الحالية يميل نحو حلول دبلوماسية للحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك الملف النووي الإيراني وهو الأمر الذي تعارضه حكومة اليمين المتطرف في (إسرائيل).
وذهب إلى أن إدارة ترامب تسعى لإيجاد اتفاق في غزة على غرار الاتفاق اللبناني- الإسرائيلي وهذا ما يرفضه اليمين الإسرائيلي و"نتنياهو" بوقف حرب الإبادة؛ لأسباب سياسية وشخصية في الحكم.
وليس هذا فحسب، بل إن حكومة نتنياهو تواصل "إحراج" الإدارة الأميركية عبر رفضها دخول وفد من الوزراء العرب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب بيان أردني، هذا الأسبوع، رفضت (إسرائيل) زيارة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة إلى الضفة الغربية ولقاء رئيس السلطة محمود عباس.
وقال العويوي: حتى حلول التسوية واتفاقيات التطبيع التي يرغب "ترامب" بتوسعتها خلال ولايته الحالية يرفضها "نتنياهو" وهو الأمر الذي يجعله "عبئا إسرائيليا" للإدارة الأميركية الحالية.
في المقابل، أكد أن جيش الاحتلال في "مأزق" داخل غزة – رغم المجازر الوحشية اليومية التي يرتكبها بحض المدنيين – وهذا ما أثار غضبا عالميا إلى جانب مواصلة المقامة الفلسطينية تكبيد قوات الجيش خسائر بشرية بين الحين والآخر.
وشدد العويوي على أن الخسائر البشرية في صفوف الجيش تشكل قلقا لحكومة اليمين المتطرف التي تحاول "تحقيق إنجازات دون خسائر" وهذا أمر أثبت فشله طوال الحرب على غزة.
وخلال الأيام الماضية، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 جنود وإصابة 11 آخرين في كمائن للمقاومة الفلسطينية التي تواصل عملياتها رغم القصف والدمار الإسرائيلي.
اتساع الفجوة
ومن وجهة نظر، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. خليل العناني فإن هذه المعطيات تعكس وجود توتر واتساع للفجوة بين "ترامب" و"نتنياهو" الذي يحاول "التلاعب" بسياسات وتوجهات الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط.
واستدل العناني، في مقطع فيديو على صفحته الشخصية، باستدعاء "نتنياهو" إلى البيت الأبيض إبريل/ نيسان الماضي، فور علم رئيسه بتخطيط (إسرائيل) لضرب إيران وسط المفاوضات التي يقودها ترامب بشكل غير مباشر.
وكان "ترامب" قال في وقت سابق إنه: طلب من "نتنياهو" عدم شن هجوم على منشآت نووية إيرانية، وتحدث عن تقدم في المفاوضات النووية مع طهران وقرب التوصل إلى اتفاق.
وتطرق العناني إلى "علاقة غير جيدة بين ترامب ونتنياهو.. فالأول لا يتغافل عن تهنئة الأخير للرئيس الأميركي السابق جو بايدن بالانتخابات السابقة 2020"، لافتا إلى أن ترامب "يفتخر بأنه أكثر رئيس أميركي منح (إسرائيل) هدايا بشكل غير مسبوق".
وخلال ولايته الأولى (2017-2021) اعترف "ترامب" بمدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال، أصدر قرار نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس بالإضافة إلى الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على هضبة الجولان المحتلة، واتساع اتفاقيات التطبيع خلال ولايته.
لكن خلال الولاية الحالية، بحسب العناني يركز "ترامب" على المصالح الأميركية في المنطقة، مستدلا بحديث مبعوث الرهائن الأميركية آدم بوهلر: "نحن نعمل من أجل مصالحنا.. ولسنا وكلاء لأحد"، كما قالها وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو: "نركز في مصالحنا الأساسية".
ووصف التوتر القائم عبارة عن "قرصة أذن" لـ"نتنياهو"؛ لعدم الاستخفاف أو "التلاعب" بقرارات أو إدارة "الرئيس ترامب".
وقال إن الرئيس الأمريكي "ذو شخصية مختلفة وصعب التنبأ بسلوكها.. (إسرائيل) والصهاينة تفضل السياسي التقليدي، وهذا مبعث القلق الإسرائيلي".
"أميركا أولا"
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول فإن هناك قلق داخل حكومة "نتنياهو" من التغيرات الحاصلة في إدارة ترامب و"الانعزال من أصحاب فكرة: مصالح أميركا أولا".
ورأي مخول، في منشور تحليلي، أن هذه التطورات تدفع إلى توتر في العلاقات بين "نتنياهو" ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته رون ديرمر، وترشَح تصريحات بأن "نتنياهو" يحمله مسؤولية الاخفاق في رصد التحولات في إدارة ترامب، وكذلك اتساع نفوذ التيار الانعزالي الذي يؤيد (إسرائيل) لكنه لا يسير وفقا لأجندتها وأولوياتها.
ونوه إلى أن بداية التوتر تعود إلى عدم توقع "ديرمر" احتمالية إقالة مستشار الأمن القومي السابق مايكل والتز ونائبه أليكس وونغ سيتركان الذي كان أقرب المقربين إلى "نتنياهو" وشاركه التقدير بضرورة دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران.
واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن إقالة هؤلاء المسؤولين لم تكن من فراغ بل هي "جزء من التباعد بين (إسرائيل) وإدارة ترامب، حيث يبدو أن الأميركيين اختاروا هذه السياسة لأسبابهم الخاصة".
وبناء عليه، توقع مخول أن تتعمق الأزمة الإسرائيلية الداخلية نتيجة توجهات إدارة ترامب الذي راهن "نتنياهو" على انتخابه باعتباره والمحيطين به من أعضاء إدارته معظمهم من اتباع "الكنيسة الانجيلية الصهيونية"
وقال إن هوية التغيرات في إدارة ترامب تشير إلى مستوى جديد من عدم الثقة مع "نتنياهو" وحكومته، عدا أنها تعكس مدى التباعد بين الأجندة الأميركية والأجندة الإسرائيلية في معظم الملفات الإقليمية.
وخلص مخول إلى أنه من غير المستبعد - في حال تفاقم الصدع في علاقات ترامب مع نتنياهو وحكومته - أن تعمل الإدارة الأميركية جديا استبدال أحصنتها في الساحة السياسية الإسرائيلية بما يخدم الاستراتيجية الأميركية في تحولاتها الجديدة.
المصدر / فلسطين أون لاين

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس تدعو لتكثيفّ التضامن مع الفلسطينيين خلال أيام عيد الأضحى
حماس تدعو لتكثيفّ التضامن مع الفلسطينيين خلال أيام عيد الأضحى

فلسطين اليوم

timeمنذ 21 ساعات

  • فلسطين اليوم

حماس تدعو لتكثيفّ التضامن مع الفلسطينيين خلال أيام عيد الأضحى

فلسطين اليوم - غزة هنأت حركة حماس الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بعيد الأضحى المبارك، ودعت لتكون أيّامه ميداناً لتكثيف التضامن مع شعبنا وتضميد جراحه وتصعيد الحراك لكسر الحصار وفتح المعابر وإنهاء العدوان. وقالت حماس في بيان لها الخميس: "يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام، وهو العيد الرَّابع الذي يحلّ على أهلنا في قطاع غزَّة، وهم يواجهون العدوان والإبادة، قصفاً وتدميراً وتجويعاً وحصاراً، منذ أكثر من 600 يوم، ورغم عمق الآلام والجراح والمأساة، فلا مكان على أرض غزَّة العزَّة، سوى للصبر والصمود والتضحية والإباء، والإيمان الرَّاسخ بوعد الله الثابت بنصر عباده المؤمنين ودحر الغزاة المعتدين". وأضافت: "نهنّئ شعبنا العظيم بعيد الأضحى المبارك، ونسأل الله تعالى أن يعيد عليهم أيَّامه المباركة بمزيد من التلاحم والتراحم والتكاتف والتآلف، وقد توقّف العدوان، ودُحر الاحتلال عن أرضنا، وتحقّقت لشعبنا تطلعاته في الحريّة والاستقلال وتحرير الأرض والمقدسات، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك". كما باركت لأمَّتنا حلول عيد الأضحى، ولحجَّاج بيت الله الحرام الميامين أداءَهم مناسك الحج هذا العام، ودعت إلى أن تكون أيام العيد فرصة لتكثيف المبادرات الفاعلة في إغاثة شعبنا وتضميد جراحه وتعزيز صموده، وتصعيد كل أشكال الحراك المتضامن مع قطاع غزَّة لكسر الحصار وفتح المعابر.

ترامب على طريق بايدن
ترامب على طريق بايدن

جريدة الايام

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الايام

ترامب على طريق بايدن

أمضى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كل العام 2024 وهو يحاول أن يقنع رئيس حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أولاً بتحديد موعد قريب للحرب، ثم بوقفها وذلك عبر صفقة تبادل بين المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ولكن مع فشله المتواصل وعجزه عن القدرة على إجبار نتنياهو على الامتثال لما يريده، بدافع انتخابي على أقل تقدير، كان يدعي أحياناً أن الاتفاق قريب، وأنه قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وأحياناً يلقي اللوم على حماس، ومن ثم يعلن إحباطه، بعد تسريبات من أوساط إدارته بأنه مارس الضغط أو حتى أنه هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف، خرج بايدن من البيت الأبيض دون رجعة، ودون أن يحقق أي منجز يذكر، وأخذ معه بفشله مع نتنياهو بالذات حزبه ونائبته كامالا هاريس، وفتح الباب بيده المرتعشة لخصمه السياسي دونالد ترامب ليعود إلى البيت الأبيض من بابه الواسع. يبدو اليوم أن هناك تبادلاً في الأدوار، وأن ما مر به بايدن يمر به حالياً ترامب، فما دام نتنياهو هو من يجلس على الجانب الآخر من العلاقة الأميركية - الإسرائيلية، فإن الرؤساء الأميركيين يتغيرون ويتبدلون، ويبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية كما هو، وفي حقيقة الأمر ربما كان هذا أحد الأسباب التي تظهره كرجل ما زال مطلوباً للعدالة الدولية في الخارج، ومتهماً أمام القضاء الإسرائيلي في الداخل، من تبجح وعنجهية وغرور، كيف لا وهو يتلاعب برئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، كما لو كان لعبة بين يديه، ولم يقتصر الأمر على رئيس واحد، حتى لا يقال إن العيب أو المشكلة كانت في ذلك الرئيس شخصياً، فقد فعل هذا مع ترامب في ولايته الأولى، حين واصل تحريكه بالريموت كونترول الذي بين يديه، فوجهه نحو إلغاء الاتفاق مع إيران العام 2018، الذي كان وقعه باراك أوباما قبل ذلك بثلاثة أعوام، ثم دفعه لارتكاب فعل تجنبه كل الرؤساء الأميركيون السابقون، نقصد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، ومن ثم الاعتراف بالضم غير القانوني للجولان المحتل، وأخيراً إبرام اتفاقيات أبراهام للتطبيع بين ثلاث دول عربية وإسرائيل بالقفز عن شرط إقامة الدولة الفلسطينية أولاً. ثم تلاعب ببايدن الذي حاول أن يهرب من الشرق الأوسط، بعد أن حاول أن يكمل عمل ترامب الخاص باتفاقيات أبراهام، وذهب للرياض من أجل هذا الغرض، لكن علاقته السيئة مع الأمير محمد بن سلمان، حالت دون تحقيق أي إنجاز بهذا الخصوص، بل ولقنه الأمير السعودي المفعم بالحيوية والشباب والطموح درساً، دفعه بعيداً عن الشرق الأوسط إلى شرق أوروبا، حيث علق مستقبله ومستقبل حزبه السياسي بالحرب الروسية الأوكرانية، وحتى هنا لم يستطع أن يواجه نتنياهو، فمن بين كل دول الغرب الحليفة لأميركا، وقفت إسرائيل جانبا، ولم تنضم للتحالف السياسي الذي أقامته أميركا ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، ثم كانت الطامة الكبرى حين وقع طوفان الأقصى، فكانت تفاصيل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تمثل إهانات متكررة ومتواصلة للرئيس الأميركي في مقابل رئيس حكومة إسرائيلي، ليس مطلوبا للعدالة الدولية، وللقضاء الإسرائيلي وحسب، بل ويواجه معارضة داخلية غير مسبوقة، لا تقتصر على المعارضة السياسية، بل يواجه مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية. أي كان يمكن لبايدن أن يتحجج أو يطالب نتنياهو بإجماع داخلي، حتى يجلس إلى جانبه أو حتى وراءه في حرب أغضبت العالم بأسره، لكنه لم يقوَ حتى على منع نتنياهو من منح الفاشيين الإسرائيليين المقاعد الوزارية، وكان بايدن قد تورط بإعلان عدم رغبته في منح كل من إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش مقاعد حكومية حين قام نتنياهو بتشكيل حكومته الحالية، وذلك قبل أشهر قليلة من طوفان الأقصى، وكان ذلك محاولة من بايدن لتعزيز علاقة بلاده بالدول العربية، نظراً لتقديره بأن هذين الرجلين سيشعلان المنطقة توتراً وصخباً، بمجرد مشاركتهما في الحكومة، فما بالنا وقد باتا يتحكمان بهما من خلال تهديد نتنياهو المرعوب من احتمال الخروج من المنصب ليكون تحت رحمة القضاء الإسرائيلي، بفض الشراكة معه، في حال تردد في مواصلة حرب الإبادة الجماعية، ومواصلة الطريق ضد العالم بأسره ؟ بالطبع كان ينظر إلى بايدن على أنه رئيس ضعيف، لا يتمتع بكاريزما باراك أوباما، ولا حتى بشخصية رونالد ريغان ولا حتى جورج بوش الأب، أما ترامب فهو ظهر، بعد أن فاجأ الدنيا كلها برفض نتائج انتخابات الرئاسة العام 2020، وظل يدعي تعرض النتيجة للتزوير، ثم أعلن بشكل غير مسبوق أنه سيعيد محاولة العودة للبيت الأبيض، وظل 4 سنوات يمارس دور المرشح الرئاسي المعارض، وظهر مدعوماً من مؤيدين متطرفين، عصبويين لدرجة العنصرية ضد الآخرين، بمن فيهم نصف الشعب الأميركي، أي الخصم الديمقراطي، باختصار ظهر أو حاول أن يظهر كرئيس قوي، مختلف تماما عن بايدن، وقد ادعى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ما كانت لتقع لو كان رئيسا، وأنه يمكنه أن يوقف الحرب في الشرق الأوسط خلال أيام، وواصل ذلك وبصوت أعلى بكثير حين فاز بالانتخابات، لدرجة أنه هدد بأنه سيحرق الشرق الأوسط، لو دخل البيت الأبيض، دون التوصل لاتفاقية الصفقة. وفعلاً رضخ نتنياهو للتهديد، رغم أن تهديد ترامب كان يبدو موجها لحماس أصلاً، وبدأ تنفيذ صفقة تبادل مكونة من 3 مراحل، قبل تنصيب ترامب بيوم واحد فقط، وبذلك أوحى نتنياهو لترامب بأنه قد حقق له ما أراد، بما جعل الرئيس الأميركي ينتشي مثل طاووس في ريعان الشباب، ما أعاده إلى حضن نتنياهو، الذي كان قد أغضبه قبل 4 سنوات حين قام بتهنئة بايدن على فوزه بانتخابات 2020، لدرجة أنه استقبله في البيت الأبيض كأول مسؤول أجنبي يستقبله كرئيس أميركي، ثم قام بتقديم أعظم هدية سياسية له، وكانت إعلانه عن خطة مدوية تجاه غزة، مضمونها تهجير سكانها، إعلان أذهل نتنياهو والفاشيين الإسرائيليين، الذين ما زالوا يحلمون بتنفيذ تلك الخطة، رغم نسيان ترامب نفسه لها، بل وحتى أنه نسي إن كان قد تفوه بها من قبل. وكما فعل بايدن، يفعل ترامب حالياً، فهو قد عين ممثلاً رسمياً له لمتابعة مسار صفقة التبادل، وهو ستيف ويتكوف، والذي يعد كما لو كان أهم من وزير الخارجية نفسه، بينما كان بايدن قد أرسل وزير خارجيته خلال عام واحد أكثر من عشر مرات لمتابعة هذا الملف، إضافة بالطبع لمستشار أمنه القومي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، وكذلك أكثر من مندوب خاص، ولكن دون جدوى، ذلك أن المعضلة لا تكمن في الجانب الفني، ولا في إقناع حماس، لكن المشكلة تكمن بين أميركا وإسرائيل بالتحديد، فأميركا أيام بايدن كانت بحاجة لاتفاق الصفقة لغرض انتخابي، وللتخلص من الضغط الدولي والداخلي، حيث كانت تضطر كل الوقت للوقوف في وجه العالم كله المنتفض بالتظاهرات، والمنشغل بمناقشة مشاريع القرارات في مجلس الأمن والجمعية العامة، فيما أميركا في أيام ترامب الحالية بحاجة إلى الصفقة لتقديمها كإنجاز يخفف من المعارضة الداخلية ضد الرسوم الجمركية، ولفتح أبواب الشرق الأوسط أمام مزيد من الاستثمارات في أميركا بما يعزز اقتصادها ويقويه في مواجهة التحدي الاقتصادي الصيني. أما إسرائيل فلا يمكنها في ظل حكومتها الفاشية الحالية، عقد صفقة توقف الحرب، ولو بعد حين، وبالتحديد لو أرفق اتفاق الصفقة بضمانة أميركية أو قبول إسرائيلي بالطبع بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، فهذا يعني تفكيك الائتلاف وسقوط حكومة نتنياهو، وهذا التباين، ومع تصاعد الغضب الدولي، ومنه الأوروبي المهم، الذي يبدو أنه وجد في إسرائيل ضالته للرد على تخلي أميركا عن أوكرانيا، وتوريط أوروبا بوحل المواجهة مع روسيا، وذلك بنبذ إسرائيل، كما فعلت أميركا مع أوكرانيا، يعني أن ترامب يحارب طواحين الهواء حالياً، من أجل «احتواء» فتيل التوتر الذي يمسك به نتنياهو، في محاولته لإجبار ترامب على الدخول في المسار الذي سار عليه بايدن، وهو مسار الحرب الإقليمية، بدلاً من مسار الصفقات التجارية، وبما يشمله ذلك من الإبقاء على خيار مواجهة إيران، أميركيا وإسرائيل عسكرياً، ولهذا أظهر ترامب حنقه على نتنياهو وحذره تحذيراً شديد اللهجة، إن هو فكر في تخريب المفاوضات الأميركية الإيرانية. السؤال يبقى معلقاً، بينهما، أي بين ترامب ونتنياهو، ويدور حول من منهما سيلوي عنق الآخر، وحيث إن ترامب يطرق الباب السهل، والذي ليس بالضرورة يوصله لبر الأمان، وهو باب حماس، لذلك يواصل القول إنه قريب من اتفاق الصفقة، وإن ذلك قد يكون اليوم أو غداً!

القسام: نفذنا كمينا شرق جباليا وأسقطنا قتلى وجرحى
القسام: نفذنا كمينا شرق جباليا وأسقطنا قتلى وجرحى

معا الاخبارية

timeمنذ يوم واحد

  • معا الاخبارية

القسام: نفذنا كمينا شرق جباليا وأسقطنا قتلى وجرحى

القدس- معا- أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان لها الخميس، أنها نفذت كمينًا مركبًا يوم الأحد الماضي في منطقة الخط الشرقي بمحيط موقع المبحوح شرق مخيم جباليا، وأسفر عن تدمير آليات إسرائيلية وإصابة عدد من الجنود. وذكرت الكتائب أنها استهدفت ناقلة جند من نوع "نمر" باستخدام قذيفة من طراز الياسين 105 وعبوة ناسفة من نوع "شواظ"، ما أدى إلى مقتل وإصابة طاقمها بالكامل. وأضاف البيان أن قوة إنقاذ إسرائيلية وصلت إلى المكان بجيب عسكري من نوع "همر"، جرى تفجيره بعبوة ناسفة، ما أسفر عن وقوع أفراد الطاقم بين قتيل وجريح، قبل أن تشتبك وحدة القسام مع ما تبقى من الجنود. وأوضح البيان أن مروحية عسكرية من نوع "يسعور" هبطت لاحقًا في محاولة لإخلاء المصابين، إلا أن عناصر القسام استهدفوها بالأسلحة الرشاشة، ما أجبرها على الانسحاب الفوري دون إتمام مهمة الإخلاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store