logo
الثروة السمكية في الشارقة: كنز طبيعي يعزّز الأمن الغذائي

الثروة السمكية في الشارقة: كنز طبيعي يعزّز الأمن الغذائي

الشارقة 24٢٣-٠٧-٢٠٢٥
تتمثل جهود إمارة الشارقة في سبيل الحفاظ على الثروة السمكية وتعزيز الأمن الغذائي بالنقاط الآتية:
إنشاء هيئة الشارقة للثروة السمكية: حارس البحر وراعي إرث الأجداد
أُنشئت هيئة الشارقة للثروة السمكية في عام 2022؛ ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى الحفاظ على الثروة السمكية وتعزيزها، وتوجيهات سموّه بضرورة دعم مهنة الصيد وإحيائها بوصفها جزءاً أصيلاً من موروث الإمارة.
وتعدّ الهيئة جهةً متخصصةً تقود جهود الحفاظ على الثروات البحرية وتنميتها في الشارقة، وتواكب التطوُّر وتقدّم مساهمةً فعّالةً في
؛ إذ تعمل على حل المشكلات المتعلقة بالثروة السمكية، وتنمية هذه الثروة بالتعاون مع الجهات المعنية، والتوعية بأهمية الحفاظ عليها، بالإضافة إلى توفير بيئة صيد تلبّي احتياجات الصيادين، وتوفير التسهيلات التي تضمن استمرارية أنشطتهم وفق أسس مستدامة، ورفد الأسوق بما تحتاجه.
تشجيع التعاون وتفعيل الشراكات لدعم استدامة الثروة السمكية
حرصت هيئة الشارقة للثروة السمكية -في إطار جهودها للحفاظ على الثروة السمكية- على توطيد التعاون مع الجمعيات التعاونية لصيادي الأسماك، من خلال فتح قنوات تواصل فعّالة مع الصيادين وتنظيم لقاءات تساهم في التعرف على التحديات التي يواجهونها، وتبادل الخبرات، وبحث أفضل السبل التي تضمن استدامة الثروة البحرية.
كما بحثت هيئة الشارقة للثروة السمكية بالتعاون مع مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية "روّاد"، التابعة لدائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة، سبل دعم المشاريع الوطنية الريادية في مجال
، وتنمية هذا القطاع بطريقة مستدامة، إلى جانب ذلك وقعت الهيئة مذكرة تفاهم مع جامعة خورفكان، في خطوة نحو تعزيز التعاون المشترك بين مراكز البحث العلمي والجهات الحكومية؛ لتبادل المعلومات والخبرات في مجال الثروة السمكية والتنوع البيولوجي.
وترعى هيئة الشارقة للثروة السمكية مشروع "مشد خورفكان"، والذي جاء ثمرة تعاون وشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتطوير حلول مبتكرة تعزّز الثروة السمكية بطريقة مستدامة، وتسهم في دعم التنوع البيولوجي البحري.
فقد أبرمت الهيئة عام 2024 شراكة مع شركة المقاولات العالمية "هايجو إكس" لدراسة المشروع لمدة عام، وأجرت في شهر مايو من هذا العام بالتعاون مع شركة متخصصة مسحاً بيئياً شاملاً لقاع البحر في أحد المواقع في
، في خطوة أساسية ضمن المرحلة التجريبية من المشروع؛ لدراسة فاعلية الكهوف الاصطناعية في إيجاد موائل بحرية آمنة.
مبادرات توعوية لحماية الموارد البحرية وتعزيز الوعي البيئي
تسعى هيئة الشارقة للثروة السمكية جاهدةً لتعزيز الوعي البيئي البحري وتعريف أفراد المجتمع بأهمية الموارد البحرية وسبل الحفاظ عليها، من خلال إطلاق عدد من المبادرات والفعاليات التوعوية، وتُعد مبادرة "بحرنا أمانة" من أبرز الأمثلة عليها، وهي تهدف إلى توعية الصيادين بأهمية الالتزام بالقوانين البيئية والحفاظ على التنوع الحيوي في البيئة البحرية.
كما نظمت الهيئة العديد من المبادرات والورش التعليمية الموجهة لطلاب المدارس والجامعات، لتعريفهم بأهمية الثروة السمكية، منها مبادرة "بحارنا ثروة" الموجهة للأطفال لتعريفهم بالثروة السمكية والحياة البحرية، وتوعيتهم بأهميتها، فضلاً عن الورشة التفاعلية التي أُقيمت في مقر الهيئة، والموجهة لطلبة مدرسة التكنولوجيا التطبيقية بالشارقة، إلى جانب عدد من طلاب جامعة الشارقة.
واستقبلت الهيئة -في إطار تعزيز الوعي بأهمية الثروة السمكية لجميع فئات المجتمع- في مقرها عدداً من طلبة مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، ومن المنتسبين لمركز الشارقة للتوحّد، بالتعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وقدّمت لهم ورشةً مميزةً حول أنواع الأسماك، والطرق البسيطة للصيد.
وتتضمن معظم هذه الورش والفعاليات والمبادرات أخذ جولة تعريفيّة مميزة داخل المتحف البحري التابع للهيئة، لعيش تجربة تفاعلية في أعماق المحيط من خلال شاشات عرض متطورة، في محاكاة واقعية مذهلة، إلى جانب الاطلاع على مقتنيات المتحف التي تضم أدوات الصيد التقليدية، ومجسمات لأسماك محنطة، تسرد تاريخ مهنة الصيد في المنطقة وتوثق تراثها العريق.
مبادرات ميدانية لصون الثروات البحرية في الإمارة
تنفذ هيئة الشارقة للثروة السمكية الشارقة مبادرات ميدانية لحماية البيئة البحرية، من بينها الحملة التي نظمتها بالتعاون مع جمعية كلباء التعاونية لصيادي الأسماك لتنظيف ميناء خور كلباء، إذ شملت الحملة إزالة المخلفات والعوالق من الشاطئ وقاع البحر، بمشاركة موظفين من الهيئة وغواصين متطوعين، وبدعم من الإسعاف الوطني، والدفاع المدني، وخفر السواحل، والشرطة المجتمعية، في تأكيد على أهمية التعاون في ترسيخ
واستدامة الموارد البحرية.
مشاريع مبتكرة في الشارقة لدعم الثروة السمكية واستدامتها
افتتحت هيئة الشارقة للثروة السمكية مشروع "قرية الصيادين في الحمرية"، والتي تضم العديد من المرافق الخدمية الحديثة، بهدف دعم الصيادين وتوفير بيئة عمل متكاملة لهم، ما يدعم مهنة الصيد واستدامة الثروة السمكية في الإمارة، الأمر الذي يساهم في تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
واعتمد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في عام 2024 مشروع "مزرعة الأحياء المائية" في خورفكان، الذي يُعدّ المشروع الأول من نوعه في الدولة، والذي جاء ضمن مفهوم الاستزراع السمكي الذي يساعد على زيادة إنتاج الأسماك بشكل كبير، ويساهم في تلبية الطلب المتزايد على الغذاء.
وتدرس إمارة الشارقة فكرة إنشاء معهد تعليمي لتدريب الراغبين في بدء مشاريع الاستزراع السمكي، يتضمّن تقديم دورات تدريبية نظرية وعمليّة، ممّا يُعزز من تطوير هذا القطاع الحيوي في الإمارة، ويحافظ على الثروة السمكية.
ختاماً،
تواصل إمارة الشارقة من خلال هيئة الشارقة للثروة السمكية تنفيذ مبادرات نوعية تهدف إلى الحفاظ على الموارد البحرية وضمان استدامتها للأجيال القادمة، باعتبارها جزءاً أساسياً من منظومة الأمن الغذائي؛ إدراكاً بأهمية هذا الكنز الطبيعي، وترسيخ مكانة إمارة الشارقة كنموذج رائد في إدارة الثروات الوطنية وتنميتها، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
المراجع
[1] fra.shj.ae, هيئة الشارقة للثروة السمكية
[2] sheikhdrsultan.ae, سلطان: مشروعات الأمن الغذائي متواصلة
[3] sharjah24.ae, "الشارقة للثروة السمكية" تنظم ورشة تفاعلية بالتزامن مع يوم الأرض
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي
دور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي

الشارقة 24

timeمنذ 3 أيام

  • الشارقة 24

دور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي

وتتجلى رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعمه المستمر لمسيرة التعليم؛ إذ جرى إطلاق النسخة الثانية من المؤتمر الذي عُقد خلال مايو 2025 تحت رعاية سموّه وتوجيهاته، مجسداً بذلك حرصه على ، ورفع كفاءة المؤسسات الأكاديمية في الإمارة. وشهدت النسخة الثانية من المؤتمر مشاركة فاعلة من كل من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الشارقة الذي ترأس فعاليات اليوم الأول في جامعة الشارقة، وسمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة التي قادت فعاليات اليوم الثاني في مقر الجامعة الأميركية، وقد عكست هذه المشاركة التكامل بين مؤسسات التعليم العالي في الإمارة، وأسهمت في ترسيخ نموذج رائد للتعاون الأكاديمي المشترك. وفيما يأتي استعراض لدور مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في تطوير منظومة التعليم الإماراتي من خلال محاوره المتنوعة وأهدافه الاستراتيجية: الرؤية الاستراتيجية: تعزيز مكانة الإمارات كمركز تعليمي عالمي يسهم مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم في دعم التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي متميز في مجال التعليم العالي، ويشكّل المؤتمر منصة رائدة لتبادل الخبرات والمعرفة بين مؤسسات التعليم المحلية والدولية، كما يعزز من الشراكات الأكاديمية العابرة للحدود. ويهدف المؤتمر إلى تطوير سياسات تعليمية مستدامة طويلة الأمد، ترتقي بجودة التعليم العالي، وترفع من مستوى تنافسية الجامعات الإماراتية عالمياً من خلال استقطاب نخبة من الباحثين والمتخصصين من مختلف دول العالم. البحث العلمي والابتكار: دعم الإنتاج المعرفي الوطني يلعب المؤتمر دوراً محورياً في والابتكار في المنظومة التعليمية الإماراتية، وذلك من خلال تعزيز الشراكات والتواصل بين المؤسسات التعليمية داخل الدولة وخارجها. ففي دورته الثانية لعام 2025 شهد المؤتمر تقديم أكثر من 90 ورقة بحثية من أكثر من 25 دولة، وبمشاركة نحو 50 مؤسسة أكاديمية، مما وفر فرصة ثمينة لتبادل الخبرات وتعزيز المهارات البحثية للباحثين الإماراتيين، كما أتيح نشر جميع الأوراق العلمية المقبولة في مجلة دورية معتمدة في قاعدة بيانات SCOPUS، ما يعزز من جودة الإنتاج المعرفي الوطني، ويرسخ مكانة الدولة في خريطة البحث العلمي العالمية. التطوير المهني: رفع كفاءة الكوادر التعليمية يركز المؤتمر على تطوير قدرات الكوادر التعليمية في المؤسسات الإماراتية من خلال برامج تدريبية متخصصة وورش عمل تفاعلية؛ إذ يعمل على تعزيز المهارات المهنية والشخصية للمعلمين، وتطوير كفاءاتهم في إدارة الصف و ، ويوفر منصة لتبادل التجارب الناجحة بين المعلمين وأعضاء الهيئات التدريسية، كما يعمل على تعزيز ثقافة التعلم المستمر، والتطوير المهني المستدام في البيئة التعليمية الإماراتية. المناهج والاستراتيجيات: تطوير التعليم لمواكبة التحولات يُعنى مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم ، وتطوير استراتيجيات التعليم والتعلم في المؤسسات التعليمية الإماراتية، من خلال مناقشة أفضل الممارسات العالمية وآليات تحسين البرامج الأكاديمية. ويبحث المؤتمر في سبل رفع كفاءة أعضاء الهيئات التدريسية وتبنّي طرائق تدريس حديثة تتماشى مع التطورات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة، كما يُسلط الضوء على أهمية إعداد الطلبة لمتطلبات سوق العمل المستقبلي، وتعزيز التعاون بين الجامعات والجهات التعليمية على المستويين المحلي والدولي، بما يسهم في تقديم تعليم عالي الجودة يتناسب مع الاحتياجات المعاصرة. التكنولوجيا والتحول الرقمي: تطوير التعليم عبر الابتكار التقني شهد مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم في عام 2025 تركيزاً بارزاً على أهمية دمج التقنيات الحديثة ضمن منظومة التعليم؛ إذ احتضنت جامعة الشارقة والجامعة الأميركية فعالياته، مع طرح موضوعات ترتبط بالتحول الرقمي وتوظيف التقنيات المتقدمة لتعزيز بيئات التعلم. وجاءت المناقشات حول كيفية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في إثراء التجربة التعليمية، وتحضير الطلبة بشكل أفضل لمتطلبات سوق العمل المتغير بسرعة، كما جرى استعراض السبل التي تمكن المؤسسات التعليمية من تطوير أنظمتها التعليمية عبر تسهم في رفع مستوى الجودة والكفاءة التعليمية. وفي إطار الحرص على الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، تناول المؤتمر الجوانب الأخلاقية لتطبيق الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية؛ إذ أكد الخبراء على ضرورة وضع ضوابط واضحة تضمن الشفافية والمساءلة، كما شددوا على أهمية حماية خصوصية الطلبة والحفاظ على النزاهة العلمية، بالإضافة إلى تجنب الاعتماد المفرط على التقنيات الذكية مع الحاجة إلى التدريب المستمر للمستفيدين منها. وقد تضمن البرنامج العلمي جولات ميدانية متخصصة أبرزها؛ زيارة أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، مما يعكس التزام إمارة الشارقة ببناء مجتمع معرفي مستدام يواكب التطور التكنولوجي المتسارع ويعزز ثقافة الابتكار والبحث العلمي في المجال التقني التعليمي. إعداد الخريجين: مواءمة المخرجات مع احتياجات سوق العمل يهدف المؤتمر إلى استعراض دور مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في إعداد خريجين قادرين على مواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية،؛ إذ يركز على تطوير المهارات الأساسية والتخصصية للطلبة من خلال طرح استراتيجيات متطورة، مع التأكيد على أهمية اكتساب المهارات الرقمية، وتنمية والإبداعي. كما يسلط المؤتمر الضوء على ضرورة مواءمة البرامج الأكاديمية مع احتياجات القطاعات الاقتصادية الناشئة والمتطورة، بما يضمن تخريج كوادر مؤهلة قادرة على المساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للدولة، وتعزيز قدرتها التنافسية في الاقتصاد المعرفي العالمي. وختاماً، يُعد مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم استثماراً استراتيجياً في مستقبل التعليم الإماراتي، من خلال إسهامه في بناء منظومة تعليمية متطورة ومستدامة تواكب التطورات العالمية، وتلبي طموحات القيادة الرشيدة في جعل الإمارات مركزاً عالمياً للمعرفة والابتكار والتميّز الأكاديمي. المراجع [1] تنطلق فعالياته الاثنين المقبل مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم تحت شعار نحو تعليم ذكي مستدام: الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي – تعزيز آفاق الإبداع والابتكار [2] مؤتمر الشارقة الدولي للتعليم يطلق دورته الـ2 الاثنين المقبل [3] مؤتمر الشارقة الدولي الثاني للتعليم [4] نائب حاكم الشارقة يفتتح المؤتمر الدولي لتطوير التعليم

حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين ببرنامج جامعة إكستر
حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين ببرنامج جامعة إكستر

الشارقة 24

time٢٥-٠٧-٢٠٢٥

  • الشارقة 24

حاكم الشارقة يلتقي طلبة جامعة خورفكان المشاركين ببرنامج جامعة إكستر

الشارقة 24 – عمر الجروان: التقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة خورفكان، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة، أبنائه وبناته طلبة جامعة خورفكان الملتحقين بالبرنامج التعليمي المشترك في مجال علوم البحار والذي ينفذ في جامعة إكستر بالمملكة المتحدة. وألقى سموه خلال اللقاء كلمةً أبويه وجهها إلى أبنائه وبناته ثمن فيها جهودهم ومثابرتهم لطلب العلم في جامعة إكستر، معرباً عن سعادته بالاستفادة المرجوة من الشراكة المثمرة في تأهيل الطلبة وتزويدهم بالعلم النافع والمهارات اللازمة في مجال علوم البحار. وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: "أنتم تمثلون قمة البحث العلمي الذي نحتاجه خاصة في منطقة شواطئ خورفكان، نحن نحافظ على البيئة من أشجار وجبال ونحافظ على ما في البحر الذي فيه كنوز وحياة لا نشاهدها وهنالك أماكن لم يغطس بها الإنسان، ونحن نهيب بكم لتكونوا الأوائل الذين يرتادون هذه الأماكن". ووجه سموه لأبنائه وبناته الطلبة عدداً من النصائح المرتكزة على الثقة بالنفس والشخصية والبلد قائلاً: "وصيتي لكم كطالب كنت مثلكم سواء في المدرسة أو الجامعة أو في الدراسات العليا بالثقة بالنفس والاعتماد عليها بالعلم، فأنت من ستحتوي هذا العلم ليس في الدفاتر، وإنما في عقلك فبقدر أنت ما تكون نشيطاً في التحصيل وذكياً في الحفظ لا تفوتك حتى الصغيرة ستستطيع أن تُكَوّن مخزن للعلم والمعرفة، ولا تقول أدرس في الجامعة فقط، بل ادرس حتى خارجها وتَفَهّم الدنيا". وأضاف صاحب السمو رئيس جامعة خورفكان: "شخصيتك يجب أن تكيفها لكي لا تؤثر فيك أي ظروف أو معوقات تحصل سواء في المنزل أو خارجه وتلهيك أو تبعدك عن الدراسة أو تشتت تركيزك، وتفاعل مع الجامعة وأنشطتها مثل المحاضرات والندوات والملتقيات، ولتكن جامعتك بيتك الثاني". وتابع سموه: "كل مدينة عندي يعلم الله أنني أنقشها بالألوان بمشاريع تضيف إليها، وتزيد من ترابط أهلها وانتمائهم واعتزازهم بها سواء المشاريع التعليمية أو السياحية أو الاجتماعية أو البيئية وبشكل دقيق يضفي على جمالها جمالاً، وعلى سكانها ألفة وتفاعلاً أكبر، وترون خورفكان في تقدم من إنجازات علمية وفكرية واجتماعية، ولدينا السيدة فاطمة المغني شعلة نشاط منذ صغرها وعندما أنشأنا السوق القديم في خورفكان عملت به ملتقى يلتقي فيه كل الزائرين، وتُعرف من خلاله بتراث وماضي المدينة، ونريدكم أنتم أيضاً ترتقون ببلدكم بمشاركتكم في الأندية والمراكز المعنية بالشباب والفتيات وتفاعلكم مع المجتمع". واختتم سموه كلمته بالإشارة إلى أهمية التركيز على البحث العلمي، والذي تتميز به أيضاً جامعة إكستر، بالإضافة إلى مركز الشارقة لأبحاث علوم البحار الذي تصل تكلفته إلى 100 مليون درهم مؤكداً سموه أنه لا يبخل على العلم، وعند اكتماله سَيُمَكّن المركز طلبة علوم البحار من تعلم الغوص واستخدام المعدات والبحث في البحر الذي هو مجال اختصاصهم. وثمن الطلبة الدعم الكبير والاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لهم ومتابعته المستمرة لأوضاعهم خلال الدراسة مؤكدين حرصهم على تنفيذ نصائحه والسير على خطاه في التزود بالعلم النافع والمهارات اللازمة والتفاعل مع المجتمع للارتقاء به ورفع اسم دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة عالياً بالعلم والبحث العلمي. ويأتي البرنامج التعليمي المشترك في مجال علوم البحار والذي نفذ في المملكة المتحدة، وشارك به 26 طالباً وطالبة ضمن إطار التعاون الأكاديمي بين جامعتي خورفكان وإكستر البريطانية، واستهدف البرنامج تقديم تجربة علمية متكاملة تجمع بين التأهيل النظري والتطبيقي لطلبة كلية علوم البحار والأحياء المائية بجامعة خورفكان وفق أعلى المعايير الأكاديمية. وشمل البرنامج سلسلة من الأنشطة الميدانية والنظرية استمرت على مدار أسابيع من شهر يوليو، وتتمثل في ورش عمل تخصصية عقدت داخل المختبرات التعليمية، تضمنت موضوعات متعددة كتحليل البيانات البيئية، وإعداد التجارب، ورصد الكائنات البحرية في بيئاتها الطبيعية، ومحاضرات نظرية قدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء، إلى جانب زيارات تعليمية لمواقع حيوية طبيعية في المملكة المتحدة مكنت الطلبة من ربط المفاهيم النظرية بالتجارب الواقعية، وأثرت معرفتهم حول أهمية الاستدامة والتنوع البيولوجي في المناطق الساحلية. وفي ختام اللقاء التقط صاحب السمو حاكم الشارقة صورة تذكارية مع طلاب وطالبات جامعة خورفكان متمنياً لهم التوفيق والسداد والعودة بسلام إلى بيوتهم وأسرهم.

الشارقة توثق تراثها رقمياً... ذاكرة حيّة للأجيال المقبلة
الشارقة توثق تراثها رقمياً... ذاكرة حيّة للأجيال المقبلة

الشارقة 24

time٢٤-٠٧-٢٠٢٥

  • الشارقة 24

الشارقة توثق تراثها رقمياً... ذاكرة حيّة للأجيال المقبلة

وتجسّد هذه الجهود رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لبناء منظومة متكاملة لحفظ وصون التراث، من خلال مؤسسات تعمل بتكامل لتحقيق هذا الهدف النبيل. وفي هذا الإطار تأسس معهد الشارقة للتراث بموجب المرسوم الأميري رقم 70 لسنة 2014؛ ليكون مؤسسة ثقافية علمية تحت رعاية اليونسكو؛ إذ يساهم المعهد في حفظ التراث من خلال تطوير قاعدة بيانات محدثة، وتوثيق العناصر التراثية لدى الجهات المعنية، واعتماد آليات محددة لضمان انتقاله بين الأجيال، إلى جانب تنفيذ مسوحات ميدانية شاملة لحصر التراث المادي وغير المادي وتوثيقهما بالتعاون مع الجهات المختصة. كما أُنشِئت هيئة الشارقة للآثار بموجب المرسوم الأميري رقم 57 لسنة 2016، بهدف إبراز والحفاظ على مكتشفاتها الأثرية، وتقوم حالياً بدور محوري في توثيق المواقع الأثرية رقمياً بدقة عالية. فيما يأتي استعراض للتقنيات والأنظمة المتطورة التي تستخدمها مؤسسات إمارة الشارقة في توثيق التراث رقمياً، وتحويله إلى ذاكرة حيّة تخدم الأجيال المقبلة من خلال حلول تقنية رائدة: نظام المعلومات الجغرافية الأثرية: تقنيات متطورة تحرس كنوز الماضي في إطار تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في حفظ التراث الثقافي، أطلقت هيئة الشارقة للآثار خلال مشاركتها في معرض جيتكس العالمي 2024 ضمن منصة حكومة الشارقة تحت شعار "نحو مستقبل رقمي مستدام"، نظام "المعلومات الجغرافية الأثرية" المتطور، والذي يوظف تقنيات الأقمار الصناعية، وأجهزة الليزر المتقدمة، والطائرات دون طيار لرصد المعالم الأثرية وتوثيقها بدقة استثنائية. ويتيح هذا النظام الرقمي المبتكر بناء قاعدة بيانات شاملة ثلاثية الأبعاد لكل معلم أثري، كما يوفر للمختصين أدوات فعالة للمراقبة الدورية الدورية، وحماية المواقع من التعديات، والأضرار الناتجة عن العوامل البشرية والطبيعية. تصوير رقمي ومسح ثلاثي الأبعاد: شراكة تقنية تحفظ معالم الماضي ضمن جهودها لحفظ التراث وتوثيقه رقمياً، أطلقت بالتعاون مع فريق أميركي متخصص مشروعاً شاملاً يستهدف كافة المعالم التراثية في الإمارة. وقد تبنى المشروع منهجية علمية متطورة، وتقنيات تصوير عالمية لإنتاج نماذج افتراضية عالية الدقة، بما يتيح توثيقاً ثلاثي الأبعاد يعكس تفاصيل المواقع بدقة متناهية، كما شمل نطاقه الجغرافي مناطق حيوية عدة في الإمارة مثل كلباء، ودبا، وخورفكان، والمنطقة الوسطى، ومليحة، إضافة إلى موقع جبل البحيص، والثقيبة، مما ساهم في إنشاء أرشيف رقمي شامل يحفظ هوية المكان ويوثق تفاصيله الحضارية للمستقبل. البوابة الإلكترونية لمكنز التراث: تحالف علمي يصون التراث رقمياً عمل معهد الشارقة للتراث بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على تطوير بوابة إلكترونية متقدمة لمكنز التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي؛ لتمثل هذه المنصة الرقمية خطوة مهمة في توثيق التراث الثقافي وحفظه. وتستند هذه المنصة الرقمية الشاملة إلى قوالب تقنية متقدمة، وآليات تصنيف دقيقة تتوافق مع المعايير العالمية، وتتيح بناء قاعدة بيانات متكاملة تخدم الباحثين الأكاديميين والمختصين في مجال التراث، كما تضمن واجهة التصفح السلسة والميسرة وصولاً مثالياً للمحتوى المنظم والدقيق لحفظ التراث الثقافي ونشره. مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس: يعيد تشكيل مفهوم التراث الرقمي أطلقت هيئة الشارقة للآثار "مركز علم الآثار في عالم الميتافيرس" كأول منصة رقمية من نوعها عالمياً في مجال ؛ إذ يدمج بين التقنيات المتطورة والمحتوى التعليمي الثري لتقديم تجربة غامرة تحاكي الواقع بدقة متناهية. ويوفر المركز للمستخدمين إمكانية التفاعل المباشر مع المواقع الأثرية الحيوية من النقوش الصخرية في خورفكان وكلباء، إلى عمليات التنقيب في مقبرة الجمال، وترميم الكنوز التاريخية في مليحة، بينما يقدم تعليقاً صوتياً تفصيلياً باللغتين العربية والإنجليزية يشرح المعالم والاكتشافات بوضوح، مما يعزز مكانة إمارة الشارقة بكونها مركزاً عالمياً للابتكار في حفظ التراث ونشره. النقوش الصخرية والتوثيق الرقمي: برنامج يحفظ كنوز الفن الصخري تبنّت هيئة الشارقة للآثار نهجاً علمياً متقدماً في توثيق الفنون الصخرية، من خلال تنظيم برنامج تدريبي متخصص بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، وقد ركّز البرنامج على تطوير قدرات الكوادر المحلية في استخدام تقنيات توثيق رقمية للفن الصخري، مما يعكس التزام إمارة الشارقة بتطبيق أحدث الأساليب في هذا المجال. وقد شملت الجهود توثيق مئات النقوش الصخرية المنتشرة في مواقع بارزة مثل؛ صخور الجابر، وخطم الملاحة في كلباء، ومواقع المديفي، واللؤلؤية، ووادي شي في خورفكان، وتُعدّ هذه النقوش من أقدم الشواهد المكتشفة في جبال الحجر منذ أوائل القرن العشرين، ما يمنحها قيمة استثنائية في تاريخ المنطقة. وتُسهم هذه المبادرات في ضمان صون هذا الإرث النادر، وإتاحته للأجيال القادمة عبر أدوات وتقنيات رقمية متقدمة تسهّل الدراسة والوصول والتفاعل مع هذا التراث الإنساني العريق. وفي الختام، تُعد تجربة إمارة الشارقة في التوثيق الرقمي للتراث نموذجاً يُحتذى به عالمياً، إذ تُظهر كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُسهم في بناء جسور حضارية تربط بين الماضي والحاضر، وتُؤكد أن الاستثمار في التراث استثمار في المستقبل. المراجع [1] عن المعهد [2] تصوير رقمي ومحاكاة [3] معهد الشارقة للتراث يعرّف ببوابة "مكنز التراث الثقافي غير المادي"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store