
صانع نهضة ماليزيا مهاتير محمد يحتفل بعيد ميلاده المئة
وفي بودكاست خاص، قال مهاتير: "أنْ يبلغ المرءُ عامَه المئة، يا لَه من أمرٍ مُرعِب!"، مستعيداً على مدار الحلقة محطات فاصلة في تاريخ ماليزيا.
ورأى مراقبون في بلوغ مهاتير عامه المئة، واحتفاظِه رغم ثِقل السنين بحضور الذهن ونشاطه، إنجازاً إضافياً في حياةٍ حافلة بالإنجازات.
يُذكر أن لمهاتير محمد تاريخاً مع مرض القلب؛ حيث أجرى جراحتين في القلب بينما كان في الخمسينيات من عمره، لكنه، وهو طبيب بالأساس، ينسِب الفضل في احتفاظه بصحة جيدة إلى إقلاعه عن التدخين وعن الإفراط في تناول الطعام.
وإلى جانب كونه أكثر من عَمّر في رئاسة حكومة ماليزيا، يُعدّ مهاتير أكبر رؤساء هذه الحكومات سِنّاً، ليستحق بجدارة لقب "كبير المنطقة" الذي أطلقه عليه أبناء بلاده.
وعلى مدى الـ 44 عاما السابقة، قضى مهاتير 24 عاما في السُلطة؛ فقد تولى رئاسة الوزراء لأول مرة خلال الفترة من عام 1981 وحتى عام 2003، ثم عاد - وهو في سن الـ 92 - إلى المنصب خلال الفترة من 2018 وحتى 2020.
وتمكّن مهاتير محمد خلال فترة حكمه من تحقيق إنجازات اقتصادية مذهلة؛ أصبحت معها ماليزيا أحدَ نمور آسيا الاقتصادية.
وبدأ مهاتير بالتعليم؛ فأعطاه أولوية وزاد ميزانية البحث العلمي والتدريب المهني، وأوفد البعثات التعليمية للجامعات الغربية، ووطد العلاقة بين المراكز البحثية والقطاع الخاص.
ونجح مهاتير محمد في تحويل ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية حديثة، وشهدت مشروعات البِنية التحتية نقلة نوعية في عهد مهاتير، الذي اعتمد على المشاريع الطموحة، ونمَى في ظله نصيبُ الفرد من الناتج المحلي الإجمالي نمواً كبيرا، ما أكسبه شعبية واسعة.
لكنْ على الصعيد السياسي، واجه مهاتير اتهامات: بقلّة الاكتراث بحقوق الإنسان، وبتكميم أفواه المعارضين، الذين رأوا أن سياساته رسخّت للمحسوبية حتى بعد مرور وقت طويل من تنحّيه.
وتجلّى ذلك في فضيحة استغلال أموال الصندوق السيادي الماليزي في عام 2015، والتي أدان فيها قضاء البلاد رئيس الوزراء نجيب رزاق بتهم الفساد.
ويرى مراقبون أن مهاتير ترك إرثا سياسيا سيئا؛ فقد فضّلت سياساته القائمة على أساس الجنس عِرقية الملايو على حساب غيرها.
وتضم ماليزيا ثلاث عرقيات رئيسية هي: الملايو، ذات الأكثرية، والصينيين والهنود، ولكل عِرقية أحزابها السياسية ولغتها الأُمّ.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أثار مهاتير محمد الجدل بآرائه التي انتقد فيها الغرب بشكل عام والولايات المتحدة وأستراليا بشكل خاص.
ولطالما انتقد مهاتير ما قال إنه تدخُّل الغرب في الشؤون الاقتصادية الآسيوية.
وإلى ذلك، تصريحاته الشهيرة عن اليهود، في أكتوبر/تشرين الأول 2003، والتي قال فيها إنهم "يحكمون العالم بالوكالة ويرسلون غيرهم للموت نيابة عنهم".
ولطالما أعرب مهاتير محمد عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني.
وحين هاجمه الساسة وكُتاب الرأي حول العالم، بسبب تلك التصريحات، كان ردّ مهاتير محمد، أنّ هذا الهجوم إنما يثبت صحة ما ذهب إليه.
محطات في حياة مهاتير محمد
ولا يزال مهاتير محمد يخطف الأضواء، ويعبّر عن رؤاه الخاصة بالوطن. ورغم تقدمه في السن، لا يزال الرجل قادراً على إثارة الانقسام حول إرثه السياسي.
وفي صحيفة مالاي ميل الماليزية، كتب برابا غانيسان، يوم الخميس يقول إنه "يمكن أن نُحبّ مهاتير أو نكرهه، لكن يستحيل علينا أن نُنكر أنه أول سوبرمان في بلادنا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 17 ساعات
- BBC عربية
مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي بعد 80 عاماً من القصف
في تمام الساعة 08:15 صباحاً يوم 6 أغسطس/ آب 1945، بينما كانت قنبلة نووية تسقط كالحجر من السماء فوق هيروشيما، كانت لي جونغ - سون في طريقها إلى المدرسة الابتدائية. ولوحت المرأة - التي تبلغ الآن من العمر 88 عاماً - بيديها كما لو أنها تحاول إبعاد الذكرى من أمامها. وتتذكر جونغ - سون: "كان والدي على وشك أن يغادر إلى العمل، لكنه عاد فجأة راكضاً وأخبرنا أن نُخلي المكان فوراً، ويقال إن الشوارع كانت مملوءة بالجثث، لكنني كنت مصدومة لدرجة أن كل ما أتذكره هو أنني بكيت. فقط بكيت وبكيت". وتقول لي إن جثث الضحايا "ذابت لدرجة أن كل ما كان يُرى منها هو الأعين"، وذلك عندما غطّى انفجار يعادل قوة 15 ألف طن من مادة (تي إن تي) مدينةً يبلغ عدد سكانها 420 ألف نسمة، وما تبقّى بعد الانفجار كانت جثثاً مشوّهة لدرجة لا يمكن التعرف عليها. وتضيف لي: "القنبلة الذرية، إنها سلاح مرعب للغاية". لقد مرّ 80 عاماً منذ أن أسقطت الولايات المتحدة قنبلة "ليتل بوي"، أول قنبلة ذرية في تاريخ البشرية، فوق هيروشيما، مما أسفر عن مقتل حوالي 70 ألف شخص على الفور، ثم عشرات الآلاف في الأشهر التالية بسبب التسمم الإشعاعي، والحروق، والجفاف. وقد تم توثيق الدمار الذي خلّفته القنبلتان الذريتان في هيروشيما وناغازاكي، واللتان أنهتا الحرب العالمية الثانية والحكم الإمبراطوري الياباني في مساحات شاسعة من آسيا. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن نحو 20 في المئة من الضحايا المباشرين كانوا من الكوريين. ففي ذلك الوقت، كانت كوريا مستعمرة يابانية لمدة 35 عاماً. ويُقدّر أن حوالي 140 ألف كوري كانوا يعيشون في هيروشيما عند وقوع الانفجار، كثير منهم انتقلوا إلى هناك بسبب التجنيد القسري للعمل، أو هرباً من الاستغلال الاستعماري. أما من نجا من القنبلة النووية، إلى جانب أبنائهم وأحفادهم، فلا يزالون يعيشون في ظل ذلك اليوم، يكافحون مع التشوّهات، والألم، ومعركتهم الطويلة من أجل العدالة التي لم تُحسم حتى اليوم. يقول شيم جين تاي، وهو ناجٍ يبلغ من العمر 83 عاماً، "لا أحد يتحمّل المسؤولية. لا الدولة التي ألقت القنبلة، ولا الدولة التي فشلت في حمايتنا. أمريكا لم تعتذر قط. اليابان تتظاهر بأنها لا تعلم. وكوريا ليست أفضل حالاً. كلهم يلقون اللوم على بعضهم البعض، ونحن تُركنا وحدنا". ويعيش شيم الآن في هابتشون، في كوريا الجنوبية، وهي مقاطعة صغيرة أصبحت موطناً لعشرات الناجين مثل شيم ولي، حتى بات يُطلق عليها لقب "هيروشيما كوريا". وبالنسبة للي، لم تتلاشَ صدمة ذلك اليوم، بل انغرست في جسدها على شكل أمراض، إذ تعاني اليوم من سرطان الجلد، ومرض باركنسون، والذبحة الصدرية، وهي حالة ناتجة عن ضعف تدفق الدم إلى القلب، وتظهر عادةً على شكل ألم في الصدر. لكن ما يُثقل كاهلها أكثر، هو أن الألم لم يتوقف عندها يوماً. فابنها هوتشانغ، الذي يُعيلها، تم تشخيصه بفشل كلوي، وهو يخضع حالياً لغسيل الكلى بانتظار عملية زرع. ويقول هوتشانغ: "أعتقد أن السبب هو التعرض للإشعاع، لكن من يستطيع إثبات ذلك؟"، ويضيف: "من الصعب إثباته علمياً، الأمر يتطلب اختبارات جينية، وهي مرهقة ومكلفة". وقد صرّحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (MOHW) لـبي بي سي، بأنها جمعت بيانات جينية بين عامي 2020 و2024، وستواصل القيام بدراسات إضافية حتى عام 2029. وقالت إنها ستنظر في "توسيع تعريف الضحايا" ليشمل الجيلين الثاني والثالث من الناجين فقط "إذا كانت النتائج تؤكد تأثرهم". حصيلة الكوريين ومن بين الـ140 ألف كوري ممن كانوا في هيروشيما وقت القصف، كان كثيرون منهم من مقاطعة هابتشون. وتحيط الجبال بالمقاطعة التي لا تحتوي أساساً إلا على قدر قليل من الأراضي الزراعية، فكانت الحياة هناك صعبة. وصادر المحتلون اليابانيون حينها المحاصيل، واجتاحت موجات الجفاف الأرض، مما دفع الآلاف إلى مغادرة الريف والذهاب إلى اليابان خلال الحرب. وقد تمّ تجنيد بعضهم قسراً، فيما أغرت الوعود على غرار: "ستأكل ثلاث وجبات يوميًا وتُرسل أطفالك إلى المدرسة" بعضهم الآخر. لكن في اليابان، كان الكوريون يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وغالباً ما كانوا يُكلَّفون بأقسى وأخطر الأعمال. ويقول شيم إن والده كان يعمل في مصنع للذخيرة كعامل قسري، بينما كانت والدته تدقّ المسامير في صناديق الذخيرة الخشبية. وبعد انفجار القنبلة، صنفت هذه الأعمال الخطرة إلى مهام أكثر خطورة، وغالباً ما كانت سبباً في مقتل الكوريين الذين كانوا في هيروشيما. ويقول شيم، مدير فرع هابتشون في رابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، في حديثه لبي بي سي: "كان على العمال الكوريين أن يقوموا بتنظيف جثث الموتى. في البداية استخدموا النقالات، لكن عدد الجثث كان كبيراً جداً. وفي النهاية، استخدموا المجارف لجمع الجثث وأحرقوها في ساحات المدارس". ويتابع: "كان الكوريون في الغالب من يقومون بهذا العمل. معظم أعمال التنظيف بعد الحرب وصناعة الذخيرة أُنجزت بأيدينا". وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة جيونغ جي للرعاية الاجتماعية، فإن بعض الناجين أُجبروا على إزالة الأنقاض وانتشال الجثث. وفي حين فرّ اليابانيون الذين تم إجلاؤهم إلى منازل أقاربهم، بقي الكوريون الذين لم تكن لديهم روابط محلية في المدينة، معرضين للإشعاع النووي، وبفرص محدودة جداً للحصول على الرعاية الطبية. وقد ساهمت هذه الظروف من سوء المعاملة، والعمل الخطير، والتمييز، في ارتفاع عدد الوفيات بين الكوريين. ووفقاً لرابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، بلغت نسبة الوفيات بين الكوريين 57.1 في المئة، مقارنةً بالمعدل العام الذي كان حوالي 33.7 في المئة. وقد تعرّض نحو 70 ألف كوري للإشعاع الناتج عن القنبلة. وبحلول نهاية العام، كان حوالي 40 ألفاً منهم قد توفوا. منبوذون في وطنهم وبعد القصف، الذي أدى إلى استسلام اليابان وتحرير كوريا لاحقاً، عاد نحو 23 ألف ناجٍ كوري إلى وطنهم. لكنهم لم يُقابلوا بالترحيب. إذ وُصفوا بأنهم مشوّهون أو ملعونون، وتعرضوا للتمييز حتى في بلدهم. ويشرح شيم: "كانت هابتشون تضم بالفعل مستعمرة لمرضى الجذام، ونتيجة لتلك الصورة الذهنية، ظن الناس أن الناجين من القنبلة مصابون أيضاً بأمراض جلدية". ويضيف أن هذا الوصم جعل الناجين يلتزمون الصمت حيال معاناتهم، مشيراً إلى أن "البقاء كان أولوية قبل الكرامة". وتقول لي إنها رأت ذلك، إذ "كان يتم التعامل مع من أصيبوا بحروق شديدة أو كانوا فقراء جداً بطريقة مروّعة. في قريتنا، كان هناك أناس أُحرقت وجوههم وظهورهم لدرجة أن عيونهم فقط كانت مرئية، وتم رفضهم في الزواج وكان الناس يتجنبونهم". ومع الوصمة، جاء الفقر. ثم بدأت تظهر أمراض بلا تفسير واضح: أمراض جلدية، مشاكل في القلب، فشل كلوي، وسرطانات. وكانت الأعراض منتشرة في كل مكان، لكن لم يكن أحد قادراً على تفسيرها. ومع مرور الوقت، بدأ التركيز يتحوّل إلى الجيلين الثاني والثالث. هان جونغ سون، الناجية من الجيل الثاني، تعاني من نخر في العظام بسبب نقص تدفق الدم في الوركين، ولا تستطيع المشي دون أن تسحب نفسها. أما ابنها الأول فولد بشلل دماغي. وتقول سون: "ابني لم يمشِ خطوة واحدة في حياته. وعاملني أهل زوجي معاملةً سيئة. قالوا لي: لقد أنجبت طفلاً معاقاً وأنتِ أيضًا معاقة، هل جئتِ لتدمري عائلتنا؟". "كان ذلك الوقت جحيماً حقيقياً"، على حد قولها. وعلى مدار عقود، لم تُظهر حتى الحكومة الكورية اهتماماً بالضحايا، إذ كانت الحرب مع كوريا الشمالية، والمشاكل الاقتصادية، ذات أولوية أكبر. واستمرّ هذا الحال حتى عام 2019، بعد أكثر من 70 عاماً على القصف، حين أصدرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أول تحقيق خاص بها.، وكان عبارة عن نتائج استطلاع يعتمد أساساً على استبيانات. ورداً على استفسارات بي بي سي، أوضحت الوزارة أنه قبل عام 2019، "لم يكن هناك أساس قانوني للتمويل أو التحقيقات الرسمية". لكن دراستين منفصلتين وجدت أن ضحايا الجيل الثاني أكثر عرضة للأمراض، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2005 أن ضحايا الجيل الثاني كانوا أكثر عرضة بكثير من عامة السكان للإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب وفقر الدم، بينما وجدت دراسة أخرى في عام 2013 أن معدل تسجيل الإعاقات بينهم، يقارب ضعفي المعدل العام. وفي هذا السياق، تبدو هان مذهولة من استمرار السلطات في طلب الإثبات للاعتراف بها وبابنها كضحايا لهيروشيما. وتقول: "مرضي هو الدليل. إعاقة ابني هي الدليل. هذا الألم ينتقل عبر الأجيال، وهو ظاهر للعيان. لكنهم لا يعترفون به. فماذا علينا أن نفعل؟، نموت دون أن يُعترف بنا؟". السلام بلا اعتذار ولم يزر مسؤولون من هيروشيما هابتشون إلا الشهر الماضي، في 12 يوليو/ تموز، لوضع الزهور عند النصب التذكاري. فعلى الرغم من الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما وشخصيات خاصة أخرى للمنطقة، إلا أن زيارة الشهر الماضي كانت أول زيارة رسمية من قبل المسؤولين اليابانيين الحاليين. وتقول جونكو إيتشيبا، الناشطة اليابانية في السلام، التي كرست وقتها للدفاع عن ضحايا هيروشيما من الكوريين، إن "اليابان تتحدث الآن في 2025 عن السلام. لكن السلام بدون اعتذار لا معنى له". وتشير إلى أن المسؤولين الذين زاروا المنطقة لم يذكروا أو يعتذروا عن كيفية معاملة اليابان للشعب الكوري قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أن عدة قادة يابانيين سابقين قد قدموا اعتذاراتهم وأسفهم، إلا أن العديد من الكوريين الجنوبيين يعتبرون هذه المشاعر غير صادقة، أو غير كافية دون اعتراف رسمي. وتشير إيتشيبا إلى أن الكتب المدرسية اليابانية لا تزال تتجاهل تاريخ احتلال كوريا، وكذلك ضحايا القنبلة الذرية، موضحة أن "هذا التجاهل لا يؤدي إلا إلى تعميق الظلم". ويُضاف ذلك إلى ما يراه كثيرون تقصيراً في مساءلة الإرث الاستعماري الياباني. ويقول هو جونغ-غو، مدير قسم الدعم في الصليب الأحمر، إنه "يجب معالجة هذه القضايا بينما لا يزال الناجون على قيد الحياة. وبالنسبة للجيلين الثاني والثالث، يجب جمع الأدلة والشهادات قبل فوات الأوان". وبالنسبة لناجين مثل شيم، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالتعويض، بل بالاعتراف. ويقول إن "الذاكرة أهم من التعويض. أجسادنا تتذكر ما مررنا به، وفي يوم ما، لن يبقى أحد ليروي القصة".


BBC عربية
١٠-٠٧-٢٠٢٥
- BBC عربية
صانع نهضة ماليزيا مهاتير محمد يحتفل بعيد ميلاده المئة
احتفل مهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي السابق، ببلوغه عامه المئة، يوم الخميس، ليصبح بذلك أكبّر سياسي مُعمّر في تاريخ بلاده الحديث. وفي بودكاست خاص، قال مهاتير: "أنْ يبلغ المرءُ عامَه المئة، يا لَه من أمرٍ مُرعِب!"، مستعيداً على مدار الحلقة محطات فاصلة في تاريخ ماليزيا. ورأى مراقبون في بلوغ مهاتير عامه المئة، واحتفاظِه رغم ثِقل السنين بحضور الذهن ونشاطه، إنجازاً إضافياً في حياةٍ حافلة بالإنجازات. يُذكر أن لمهاتير محمد تاريخاً مع مرض القلب؛ حيث أجرى جراحتين في القلب بينما كان في الخمسينيات من عمره، لكنه، وهو طبيب بالأساس، ينسِب الفضل في احتفاظه بصحة جيدة إلى إقلاعه عن التدخين وعن الإفراط في تناول الطعام. وإلى جانب كونه أكثر من عَمّر في رئاسة حكومة ماليزيا، يُعدّ مهاتير أكبر رؤساء هذه الحكومات سِنّاً، ليستحق بجدارة لقب "كبير المنطقة" الذي أطلقه عليه أبناء بلاده. وعلى مدى الـ 44 عاما السابقة، قضى مهاتير 24 عاما في السُلطة؛ فقد تولى رئاسة الوزراء لأول مرة خلال الفترة من عام 1981 وحتى عام 2003، ثم عاد - وهو في سن الـ 92 - إلى المنصب خلال الفترة من 2018 وحتى 2020. وتمكّن مهاتير محمد خلال فترة حكمه من تحقيق إنجازات اقتصادية مذهلة؛ أصبحت معها ماليزيا أحدَ نمور آسيا الاقتصادية. وبدأ مهاتير بالتعليم؛ فأعطاه أولوية وزاد ميزانية البحث العلمي والتدريب المهني، وأوفد البعثات التعليمية للجامعات الغربية، ووطد العلاقة بين المراكز البحثية والقطاع الخاص. ونجح مهاتير محمد في تحويل ماليزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية حديثة، وشهدت مشروعات البِنية التحتية نقلة نوعية في عهد مهاتير، الذي اعتمد على المشاريع الطموحة، ونمَى في ظله نصيبُ الفرد من الناتج المحلي الإجمالي نمواً كبيرا، ما أكسبه شعبية واسعة. لكنْ على الصعيد السياسي، واجه مهاتير اتهامات: بقلّة الاكتراث بحقوق الإنسان، وبتكميم أفواه المعارضين، الذين رأوا أن سياساته رسخّت للمحسوبية حتى بعد مرور وقت طويل من تنحّيه. وتجلّى ذلك في فضيحة استغلال أموال الصندوق السيادي الماليزي في عام 2015، والتي أدان فيها قضاء البلاد رئيس الوزراء نجيب رزاق بتهم الفساد. ويرى مراقبون أن مهاتير ترك إرثا سياسيا سيئا؛ فقد فضّلت سياساته القائمة على أساس الجنس عِرقية الملايو على حساب غيرها. وتضم ماليزيا ثلاث عرقيات رئيسية هي: الملايو، ذات الأكثرية، والصينيين والهنود، ولكل عِرقية أحزابها السياسية ولغتها الأُمّ. وعلى صعيد السياسة الخارجية، أثار مهاتير محمد الجدل بآرائه التي انتقد فيها الغرب بشكل عام والولايات المتحدة وأستراليا بشكل خاص. ولطالما انتقد مهاتير ما قال إنه تدخُّل الغرب في الشؤون الاقتصادية الآسيوية. وإلى ذلك، تصريحاته الشهيرة عن اليهود، في أكتوبر/تشرين الأول 2003، والتي قال فيها إنهم "يحكمون العالم بالوكالة ويرسلون غيرهم للموت نيابة عنهم". ولطالما أعرب مهاتير محمد عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. وحين هاجمه الساسة وكُتاب الرأي حول العالم، بسبب تلك التصريحات، كان ردّ مهاتير محمد، أنّ هذا الهجوم إنما يثبت صحة ما ذهب إليه. محطات في حياة مهاتير محمد ولا يزال مهاتير محمد يخطف الأضواء، ويعبّر عن رؤاه الخاصة بالوطن. ورغم تقدمه في السن، لا يزال الرجل قادراً على إثارة الانقسام حول إرثه السياسي. وفي صحيفة مالاي ميل الماليزية، كتب برابا غانيسان، يوم الخميس يقول إنه "يمكن أن نُحبّ مهاتير أو نكرهه، لكن يستحيل علينا أن نُنكر أنه أول سوبرمان في بلادنا".


Reuters عربية
٢٧-٠٦-٢٠٢٥
- Reuters عربية
منظمة الصحة العالمية: التحقيق في مصدر كوفيد-19 لا يزال جاريا
27 يونيو حزيران (رويترز) - قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن الجهود المبذولة لتحديد مصدر فيروس كورونا (سارس-كوف-2)، الذي تسبب في جائحة كوفيد-19، لا تزال مستمرة ولم تكتمل بعد. وأبلغ الفريق الاستشاري العلمي لمنظمة الصحة العالمية عن إحراز تقدم في فهم أصول كوفيد-19، لكنه أشار إلى أن المعلومات الهامة اللازمة لتقييم جميع الفرضيات على نحو مكتمل لا تزال غير متوفرة. وقالت المنظمة إنها طلبت من الصين مشاركة مئات التسلسلات الجينية من مرضى كوفيد-19 في وقت مبكر من وقوع الجائحة ومعلومات مفصلة عن الحيوانات التي تباع في أسواق ووهان وتفاصيل عن أوضاع الأبحاث والسلامة البيولوجية في مختبرات ووهان. وأضافت المنظمة أن الصين لم تشارك المعلومات بعد. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية على طلب رويترز للتعليق بعد.