logo
600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي

600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة لواقع مأساوي

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

بعدما أتمّت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 600 يوم، لا يزال سكانه يكابدون معاناة هي الأقسى منذ عقود، يذوقون فيها كل يوم مرارة الفقد والموت والتدمير والتجويع، وذهاب أطفال نتيجة سوء التغذية.
وعلى الرغم من أن الحياة في القطاع قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت مليئة بظروف اقتصادية صعبة، مع اعتماد أكثر من 80 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية، لكن المأكل والمشرب والعمل... كلها كانت أموراً متاحة للسكان بسهولة أكبر مما عليه الحال حالياً. كانت هناك أزمات كهرباء ونسبة بطالة عالية، لكن ليس بنفس سوء الوضع الحالي.
فما إن بدأت الحرب على القطاع، حتى أجبرت القوات الإسرائيلية أهله على النزوح من مناطق سكنهم. ولم تكتفِ بالقصف الجوي والمدفعي والبحري، بل تعمدت تدمير البنية التحتية، بما في ذلك مصادر الماء والكهرباء والمنازل والمباني وغيرها، في خطوة هدفت في الأساس إلى إعادة غزة للعصر الحجري.
كانت في العديد من مناطق قطاع غزة أحياء راقية يقطنها من يُطلق عليهم أصحاب الطبقة العليا، كما كان هناك الكثير من الأبراج والعمارات السكنية التي تم تعميرها على مدار سنوات، وتسكنها طبقات من المتوسطة إلى العليا، لكن كل هذه المناطق، ومنها أحياء الرمال، وتل الهوى، والنصر، والكرامة، والمخابرات، والمشتل، والعودة، تحولت إلى أكوام من الركام.
كانت تلك الأحياء تنبض قبل الحرب بالحياة، كانت عامرة بالمطاعم والمقاهي والمتنزهات والمحال التجارية التي تعرض أفخم الماركات العالمية، لكنها جميعاً أصبحت لا تضم سوى خيام تؤوي نازحين. ومن بين هذه الخيام نبتت مقاهٍ بسيطة تقدم مشروبات خفيفة، لكن عملها متقطع لا يدوم بسبب نقص الاحتياجات الأساسية.
وهناك أحياء أخرى ظلت لسنوات وعقود رمزاً لقطاع غزة، مثل الشجاعية والزيتون، وكانت توجد بلدات ومخيمات، مثل بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، وصولاً إلى مخيمات الوسط وخان يونس وبلداتها الشرقية ورفح التي كان يُطلق عليها البعض «عاصمة التجارة الحرة»، قبل أن تتحول جميعها إلى خرابة بعد تعمُّد هدم مبانيها ومنازلها، بالقصف الجوي تارة، وبالنسف باستخدام أطنان من المتفجرات تارة أخرى.
وتشير إحصائيات حكومية غير نهائية إلى أن نسبة الدمار الشامل وصلت إلى 88 في المائة.
صورة للدمار بشمال غزة التُقطت من الجانب الإسرائيلي من الحدود في 17 مايو 2025 (رويترز)
ربما كان التدمير في بعض فترات الحرب عشوائياً؛ لكنه في معظم الفترات، وخاصةً بعد أول اتفاق لوقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 والذي استمر سبعة أيام فقط، أصبح أكثر منهجية من خلال تدمير شامل تضاعف وتكثف خلال آخر ثلاثة أشهر سبقت هدنة مؤقتة دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.
غلب الركام والدمار على مشاهد الأحياء والمخيمات والبلدات المختلفة في قطاع غزة، فنادراً ما يوجد منزل سليم؛ فمن بين كل عشرة منازل هناك منزلان فقط يصلحان للسكن بعد إجراء إصلاحات بسيطة، بينما الأخرى إما متضررة ضرراً بالغاً وإما مدمَّرة بالكامل.
وخلال فترة وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية في يناير الماضي، عاد الغزيون لمناطق سكنهم، ونصبوا خيامهم فوق الركام وفي الساحات، لكن سرعان ما تبدد وقف إطلاق النار بعد نحو شهرين، ليعاودوا النزوح من مكان إلى آخر تحت نيران القصف المتجدد.
أما شواطئ القطاع التي كانت تعج بالمصطافين والاستراحات والمطاعم والمقاهي وصالات الأفراح، فقد تحولت، خاصةً في مناطق الوسط والجنوب، إلى أماكن لاستيعاب مئات الآلاف من النازحين الذين أقاموا في خيام وسط ظروف بالغة القسوة. وبات ميناء غزة في الأسابيع القليلة الماضية ساحة كبيرة من آلاف الخيام بعد نزوح سكان الشمال.
وفي أحيان، كانت هذه الشواطئ - خاصة في شمال القطاع ومدينة غزة - مسرحاً للعمليات العسكرية تمر عبره القوات الإسرائيلية وتستخدمه ممراً لدخولها وخروجها.
جاءت الحرب فقلبت واقع حياة الغزيين رأساً على عقب، ومع اختفاء مصادر المياه النظيفة، اضطروا في مرات عديدة لشرب مياه لا تصلح حتى للاستهلاك الآدمي، ما تسبب بأزمات صحية وبيئية خطيرة، خاصةً في مناطق النزوح، مثل مواصي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.
ومع الانقطاع الكامل للكهرباء، باتوا يعتمدون على ما يتوفر من طاقة شمسية لدى بعض المقتدرين منهم، الأمر الذي فتح لهؤلاء تجارة، ليست دائمة ولا بالكبيرة، لكنها تجلب لهم جزءاً من قوت يومهم.
واختفت غالبية أنواع الطعام؛ وبعدما كان من النادر أن ينام أحد جائعاً في السابق، لا تجد الآن الغالبية - صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً - ما يسد رمقهم.
ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأربعاء، قطاع غزة بأنه «أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض»، محذراً من أن الوقت ينفد بسرعة كبيرة، «والأرواح تزهق كل ساعة».
تَدافُع للحصول على غذاء من تكية خيرية في منطقة المواصي بخان يونس يوم الجمعة الماضي (أ.ب)
وخلال فترات الحصار المتكرر في الحرب، فقد أكثر من 60 طفلاً حياتهم نتيجة سوء التغذية، فيما تُوفي 242 بسبب نقص الغذاء والدواء، كما تؤكد إحصائية لمكتب الإعلام الحكومي بغزة التابع لـ«حماس».
ضاع التعليم في قطاع غزة مثلما ضاعت أشياء كثيرة، فأصبح الطلاب بلا مدارس أو معاهد أو جامعات، وتحولوا من دارسين إلى مشردين أو منتظرين في طوابير طويلة أملاً في الحصول على لقمة طعام أو شربة ماء لهم ولأهليهم.
وتحول القليل الذي بقي من المدارس والجامعات لمراكز إيواء لم تسلم هي الأخرى من القصف بمن فيها، وحاصرت القوات الإسرائيلية مباني تعليمية أخرى وعملت على تجريفها بعد اقتحامها واعتقال من بداخلها أو إجبارهم على النزوح في أعقاب التحقيق معهم.
مخيمات نازحين في مدرسة تابعة للأونروا بمدينة غزة يوم الأربعاء (رويترز)
ووفقاً لإحصائيات متطابقة من مصادر مختلفة، فقد نحو 13 ألف طالب حياتهم خلال الحرب التي حاولت إسرائيل من خلالها إنشاء جيل جديد بغزة لا يعرف القراءة أو الكتابة؛ لكن سرعان ما تدارك المعلمون وبعض المنظمات الشبابية والدولية ذلك، فصنعوا من الخيام والصفيح صفوفاً يذكّرون بها الجيل الصاعد بمناهج الدراسة، لكن القصف كان يلاحقهم في كل مرة، الأمر الذي صعَّب من مهمتهم.
وبحسب الإحصائيات، دمرت القوات الإسرائيلية 149 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية كلياً، و369 جزئياً، وقتلت 800 من المعلمين والكوادر التربوية.
لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على استهداف المسلحين أو عناصر «حماس» وحسب، بل طالت عامة المدنيين في منازلهم أو خيامهم، إضافة إلى أطباء وصحافيين وأكاديميين، فقُتل المئات منهم في هجمات مباشرة.
وتشير إحصائيات متطابقة إلى أن 1581 من الكوادر الطبية قُتلوا خلال الحرب، فيما قُتل أكثر من 220 صحافياً، وأكثر من 150 عالِماً وأكاديمياً من أصحاب العلوم المميزة في جامعات غزة.
تعبيرات الوجيعة في جنازة فلسطينيين قتلوا في ضربات إسرائيلية في خان يونس بجنوب قطاع غزة يوم الأربعاء (رويترز)
وبحسب وزارة الصحة في غزة، خرج 22 مستشفى من أصل 38 من الخدمة، وأصبح رصيد 47 في المائة من قائمة الأدوية الأساسية، و65 في المائة من قائمة المستهلكات الطبية صفراً. ولا يعمل حالياً سوى 30 مركز رعاية أولية من أصل 105 مراكز، وتوفي 41 في المائة من مرضى الفشل الكلوي خلال الحرب.
لا يكاد يخلو منزل في قطاع غزة من شخص فُقد ضحية لقصف هنا أو هناك، أو جريح أصيب، أو أسير، أو مفقود لا يُعرف مصيره.
آخر الإحصائيات كما تعلن وزارة الصحة بغزة تفيد بمقتل 54 ألفاً و84 فلسطينياً وإصابة أكثر من 123 ألفاً آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا يزال آلاف الضحايا في عداد المفقودين. وتشير بيانات الوزارة إلى أن إسرائيل ارتكبت «14 ألف مجزرة بغزة، وتسببت بمسح 2483 عائلة من السجل المدني بالكامل»، فيما بقيت 5620 عائلة ليس بها إلا ناجٍ واحد.
ووفقاً للإحصائية ذاتها، يسقط طفل قتيل كل 40 دقيقة، وسيدة كل 60 دقيقة. كما تشير إلى مقتل 16854 طفلاً منذ بداية الحرب بواقع 31.5 في المائة من أعداد الضحايا، مشيرةً إلى أن من بين هؤلاء 931 طفلاً كانت أعمارهم أقل من عام واحد.
فلسطيني يحمل جثمان جنين قُتلت أمه في ضربة إسرائيلية بمدينة غزة الأربعاء (رويترز)
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن أكثر من 950 طفلاً قتلوا في غضون شهرين فقط، فيما كانت قد أشارت سابقاً إلى أن نحو 50 ألف طفل قُتلوا وأُصيبوا منذ بداية الحرب.
قبل الحرب، كانت حركة «حماس» قوية تبسط سيطرتها على القطاع حكومياً وعسكرياً وسياسياً، لكن الأمر اختلف بعد هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023، فمرت بالكثير من المنعرجات، وحالات ضعف ثم قوة ثم ضعف.
ارتبط هذا بطرق الاستهداف الإسرائيلي لقياداتها وكوادرها، والذي بقي لأشهر ضعيفاً غير قادر على اغتيال أو قتل أبرز قياداتها والوصول إليهم.
غير أن إسرائيل تمكنت من القضاء على أبرز الوجوه، خاصةً في أعقاب استئناف الحرب في 18 مارس (آذار) الماضي، وشن أكبر الهجمات وأخطرها على الحركة، والتي يقول كثيرون إنها أضعفتها فعلياً بعد سلسلة اغتيالات مؤثرة.
فلسطينيون يحملون مساعدات تلقوها من «مؤسسة إغاثة غزة» في خان يونس بجنوب القطاع يوم الأربعاء (رويترز)
وطوال فترة الحرب، كانت لدى «حماس» القدرة على توفير رواتب لموظفيها وعناصرها من مختلف المستويات الحكومية والعسكرية والتنظيمية، ولو بالحد الأدنى؛ لكن منذ استئناف الحرب، لم تعد قادرة على ذلك، وباتت تجد صعوبة بالغة في توفير أي مبالغ مالية بسيطة لهم.
وأصبحت الحركة تعاني فراغاً إدارياً ومالياً، حتى على المستوى العسكري وتوفير القدرات اللازمة لعناصرها؛ لكنها ما زالت تحاول إظهار تماسكها من خلال عمليات تنفذها بين الفينة والأخرى ضد القوات الإسرائيلية، وإن لم تكن بذات الزخم السابق.
وفعلياً، فقدت «حماس» قدرتها على إدارة الوضع الحكومي بغزة؛ كضبط الأسعار في الأسواق، أو القدرة على حماية المساعدات أو ضبط اللصوص وغير ذلك. وباتت الحركة تعمل فعلياً بشكل غير منظم تنظيماً كاملاً.
ومع هذا، لا تزال الحركة متماسكة في بعض المناطق، لكن ليست بذات القوة التي كانت تتمتع بها من قبل، ما سهَّل على خصومها أمر انتقادها، بل التهجم عليها علناً، والخروج بمسيرات ضدها، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تراجع أسعار النفط مع تجدد مخاوف الحرب التجارية
تراجع أسعار النفط مع تجدد مخاوف الحرب التجارية

أرقام

timeمنذ 31 دقائق

  • أرقام

تراجع أسعار النفط مع تجدد مخاوف الحرب التجارية

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات الجمعة، مع ترقب الأسواق لاجتماع ثمانية من أعضاء تحالف "أوبك+" غدًا السبت، في ظل متابعة التطورات على الساحة التجارية العالمية. وانخفضت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم يوليو – تنتهي صلاحية العقد اليوم - بنسبة 0.3% أو ما يعادل 20 سنتًا إلى 63.95 دولار للبرميل، فيما تراجع العقد الأكثر نشاطًا تسليم أغسطس بنفس النسبة إلى 63.16 دولار. فيما تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 0.35% أو ما يعادل 20 سنتًا إلى 60.74 دولار للبرميل، في تمام الساعة 08:02 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. وأعادت محكمة استئناف فيدرالية العمل بخطة الرئيس "دونالد ترامب" للرسوم الجمركية العالمية مؤقتًا، ريثما تنظر في أوراق القضية، بحسب "رويترز".

ماذا اشترط الهلال مقابل الموافقة على صفقة انتقال رونالدو؟
ماذا اشترط الهلال مقابل الموافقة على صفقة انتقال رونالدو؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 35 دقائق

  • الشرق الأوسط

ماذا اشترط الهلال مقابل الموافقة على صفقة انتقال رونالدو؟

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الخميس، عن أن نادي الهلال يريد تلبية شروطه مقابل انتقال المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من أجل الاستفادة بالمزايا كافة، من الصفقة قبل الذهاب إلى الولايات المتحدة للمشاركة في كأس العالم للأندية المقرر انطلاقها منتصف الشهر المقبل، مشددة على أن الهلال يريد غربلة للاعبيه الأجانب واستقطاب لاعبين سعوديين، ولكن ذلك يتطلب ميزانية ضخمة لن يحظى بها إلا عند قبوله انتقال رونالدو إلى صفوفه. وبحسب المصادر، فإن الهلال رفض فكرة انتقال رونالدو لصفوفه قبل نحو شهرين، حينما كان الأمر مجرد فكرة للنقاش وتمثلت في مجموعة من اللاعبين، أمثال كريم بنزيمة وإيبانيز، حيث كان الأزرق لا يحبذ هذه الفكرة، إضافة إلى أن أندية الاتحاد والأهلي والنصر رفضت أيضاً التخلي عن نجومها. وعاد النقاش مرة أخرى وبشكل جدي قبل 3 أسابيع بشأن مستقبل رونالدو، لا سيما أن عقده ينتهي في 30 يونيو (حزيران) المقبل، إلى درجة أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، قال - صراحة - إن هناك نقاشات لإيجاد ناد لرونالدو في كأس العالم للأندية التي تنطلق لأول مرة بشكلها الحالي. تشير المعلومات الواردة من البيت الهلالي أن المسؤولين كانوا لا يرغبون في الأسطورة البرتغالية، خشية أن يؤدي ذلك إلى ارتباك الاستراتيجية الزرقاء في بناء الفريق وطريقة اللعب، لكن ما يغري المسيّرين في النادي أن الموافقة على انتقال رونالدو ستفتح للفريق ميزانية ضخمة تقوده لتغييرات هائلة على صعيد اللاعبين الأجانب، بحيث يكون هناك استبدال للاعبين مثل مالكوم وكوليبالي ولودي وميتروفيتش، فضلاً عن شراء عقود لاعبين سعوديين. وتحتاج هذه الخطة لمبالغ هائلة تتجاوز بكثير الـ400 مليون دولار. وتشدد المصادر على أن حسم مستقبل رونالدو سيكون مطلع الأسبوع المقبل. من ناحيته، أجاب المدير الرياضي للنادي، الإسباني فيرناندو هييرو في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر نادي النصر، عن أنباء انتقال رونالدو للهلال بقوله: «لديه عقد معنا حتى 30 يونيو، سوف نستمر في العمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق». هييرو قال خلال المؤتمر الصحافي أمس إن رونالدو مستمر مع النصر (عبد العزيز النومان) «هناك عمل كبير يحصل لأن رونالدو ظاهرة تستمر معنا. ثمة رغبة كبيرة من الجماهير هنا في البلاد من أجل بقائه، أعتقد أن الأمر مهم جداً بالنسبة إليه». وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» قد كشفت، أمس الخميس، عن أن المسؤولين السعوديين يخوضون مفاوضات «صعبة» مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لإبقائه في الدوري المحلي لكرة القدم، وفق مصدر مطلع، وذلك بعد أيام من تلميح أفضل لاعب في العالم خمس مرات عن انتهاء مشواره مع النصر. وقال مصدر من صندوق الاستثمارات العامة الذي يملك الأندية الأربعة الكبرى في السعودية (الهلال، النصر، الاتحاد، الأهلي)، لـ«الصحافة الفرنسية»، إن «هناك مفاوضات صعبة جارية لإقناع رونالدو بالبقاء واللعب» في الدوري السعودي الموسم المقبل. وأضاف: «الخيار الأول لرونالدو هو الانتقال إلى الهلال مع فرصة للمشاركة في كأس العالم للأندية أو إلى بطل آسيا الأهلي». وألمح رونالدو، الاثنين، مباشرة بعد المرحلة الختامية للدوري السعودية، إلى إمكانية رحيله عن النصر بعدما كتب منشوراً غامضاً مع صورة له بقميص فريقه جاء فيه: «انتهى هذا الفصل. القصة ما زالت تُكتب. أنا ممتن للجميع». وكان ابن الأربعين عاماً أول لاعب من الطراز الرفيع ينضم إلى الدوري السعودي في نهاية عام 2022، بصفقة مقدرة بأكثر من 200 مليون يورو (نحو 227 مليون دولار) لمدة سنتين ونصف. وجاء إعلان رونالدو قبل فترة انتقالات استثنائية تمتد من 1 إلى 10 يونيو، للسماح للأندية الـ32 المشاركة في كأس العالم بالتعاقد مع لاعبين. وصرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو الأسبوع الماضي بأن «هناك مناقشات» حول مشاركة النجم السابق لمانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وسبورتنغ البرتغالي في البطولة المستحدثة المقررة في الولايات المتحدة ابتداء من 14 يونيو. وقال إنفانتينو لصانع المحتوى على «يوتيوب»، «آي شو سبيد»: «قد يلعب رونالدو مع أحد الأندية المشاركة. هناك مفاوضات مع بعض الأندية، إذا كان أحد يشاهدنا ومهتماً بضم رونالدو لمونديال الأندية... من يعلم، من يعلم!». لكن ممثلين عن رونالدو الذي يملك في رصيده الخارق 937 هدفاً، أعربوا عن استيائهم من تعليقات إنفانتينو بشأن مستقبل ابن ماديرا، حسب ما ذكر موقع «ذي أثلتيك». ورأى المصدر في تصريحه للصحافة الفرنسية أن «وجود رونالدو عامل أساسي في تطور الدوري السعودي خلال آخر عامين ونصف عام. إنه يفتح الباب أمام اللاعبين النخبة والشباب للقدوم إلى السعودية». وبعد انضمامه إلى النصر نهاية 2022، تبع رونالدو كوكبة من النجوم على غرار البرازيلي نيمار الذي جاء مشواره مخيباً مع الهلال بعد سلسلة من الإصابات بعد أن حصل على راتب سنوي بقيمة 104 ملايين دولار سنوياً حسب تقارير، والفرنسي كريم بنزيمة الذي انتظر موسمه الثاني كي يتوج بطلاً مع الاتحاد، فيما أخفق القيمون على الدوري في جلب الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي. منشور رونالدو الذي عُدّ إعلان رحيل عن الفريق الذي ينتهي عقده معه في يونيو، قد يكون سببه فشل البرتغالي في إحراز أي لقب محلي في مغامرته بالدوري السعودي، مكتفياً ببطولة الأندية العربية 2023. بعد خسارته المباراة الأخيرة من الدوري هذا الموسم أمام الفتح 2 - 3 الاثنين، أخفق النصر أيضاً في التأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، بحلوله ثالثاً وراء الاتحاد المتوج باللقب وغريمه في العاصمة الهلال. لكن رونالدو الذي قال العام الماضي إنه قد يختم مسيرته مع النصر، أنهى الموسم متصدراً لقائمة هدافي الدوري برصيد 25 هدفاً، للموسم الثاني توالياً، رغم تعرضه لانتقادات شديدة من جماهير النادي في الأسابيع الماضية. بقيت الإشارة إلى أن رونالدو بات محط أنظار عديد من الأندية التي تم تداول اسمها في الأيام الماضية، مثل الوداد البيضاوي المغربي ومونتيري المكسيكي وناديين برازيليين لم يكشف عنهما، والأهلي المصري، للعب مع أي منها في الفترة المقبلة.

الزغيبي لـ«الشرق الأوسط»: برونزية «سيدات الشاطئية» ثمرة عمل تراكمي
الزغيبي لـ«الشرق الأوسط»: برونزية «سيدات الشاطئية» ثمرة عمل تراكمي

الشرق الأوسط

timeمنذ 36 دقائق

  • الشرق الأوسط

الزغيبي لـ«الشرق الأوسط»: برونزية «سيدات الشاطئية» ثمرة عمل تراكمي

عبّر الدكتور خالد الزغيبي، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للكرة الطائرة، عن سعادته بتحقيق أول إنجاز على مستوى منتخب السيدات، بعد فوز الثنائي دانة أبو العينين ونادين الخطيب بالميدالية البرونزية في بطولة غرب آسيا الشاطئية لمنتخبات الرجال والسيدات، التي أُقيمت في الأردن. وقال الزغيبي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الإنجاز التاريخي، الذي يُعد الأول من نوعه لفئة السيدات. وهو لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة جهد وعمل متواصل خلال السنوات الماضية، حتى جرى تجهيز هذا المنتخب الواعد بقيادة دانة أبو العينين ونادين الخطيب». وأضاف: «ما قُدِّم في البطولة كان أداءً مشرفاً يُمثل الكرة الطائرة السعودية خير تمثيل، ويُبشّر بمستقبل مشرق. هذا الإنجاز هو بداية لظهور نتائج العمل التراكمي الذي يتطلب الصبر والوقت، وقد بدأنا نجني أولى ثماره». وشدد رئيس «الاتحاد» على أن العمل لا يتوقف عند هذا الحد، مؤكداً: «لدينا مساعٍ كبيرة لتحقيق المزيد، سواء مع منتخب السيدات والمنتخبات الأخرى في الفئات السنية. نعمل عبر المعسكرات والمباريات الودية لبناء قاعدة قوية ومنافسة». واختتم الزغيبي حديثه قائلاً: «في هذه اللحظات لا يسعنا إلا أن نشكر كل الزملاء في (الاتحاد)، وأعضاء مجلس الإدارة، والأندية ومدربيها، الذين ساهموا في هذا الإنجاز الذي يُعدّ خطوة مهمة في مسيرة الكرة الطائرة النسائية بالمملكة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store