
220 مليون دولار أنفقها "فريك كوليكشن" لـ"يبقي كل شيء على حاله"
وتعود قصة المتحف العالمي الشهير إلى رجل الأعمال هنري كلاي فريك، الذي ترك مجموعته الفنية والمبنى الذي يضمها في وصيته عند وفاته عام 1919، ليصبح المتحف متاحًا للجمهور منذ عام 1935. ومنذ ذلك الحين، تضاعفت المجموعة تقريبًا بفضل إضافة أعمال أوروبية تمتد من القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين.
من جانب آخر، يقع المتحف في قصر قديم من العصر المذهب مقابل سنترال بارك في مانهاتن، وكان مغلقًا منذ أوائل عام 2020، عندما تزامنت جائحة فيروس كورونا مع أعمال ترميم مخطط لها منذ فترة طويلة. وخلال فترة الإغلاق، عُرِضت أبرز مقتنيات مجموعته ذات الشهرة العالمية، التي تمتد من عصر النهضة حتى القرن التاسع عشر، بشكل مؤقت في مبنى حديث قريب من تصميم المهندس المعماري مارسيل بروير، والذي كان في السابق مقرًا لمتحف ويتني للفن الأمريكي.
والجدير بالذكر أن «فريك كوليكشن»، تحت شعار "تغيير كل شيء ليبقَى كل شيء على حاله"، جدد التركيز على إبراز مجموعة الأعمال الفنية وسط كل التغييرات. ومع إتمام كل التفاصيل بدقة، أضاف 27,000 قدم مربعة إلى المبنى ومساحة العرض الدائمة والمعارض. وتعني هذه المساحة الإضافية أن الأعمال الفنية المفضلة القديمة قد تكون في مواقع جديدة، وأن الأعمال التي تم تخزينها لفترة طويلة يمكن أن تحظى أخيرًا بالاهتمام، فقد ارتفعت نسبة المجموعة المعروضة من 25% إلى 47%.
ويُعد هذا المشروع أكبر تغيير يشهده المتحف منذ أن قام جون راسل بوب (1874-1937) بتجديد المبنى الأصلي الذي صممه توماس هاستينجز (1860-1929) قبل افتتاحه للجمهور في عام 1935. وشملت أعمال التجديد، التي أُعلن عنها لأول مرة عام 2014، حفريات تحت الأرض لإنشاء قاعة جديدة.
وللمرة الأولى في تاريخه، أزال المتحف الستار المخملي وحباله الذهبية الضخمة التي يعود تاريخها إلى 100 عام عند قاعدة درجه الكبير، وفتح أبوابه للزوار في الطابق الثاني، مع تيسير الوصول عبر مصاعد عامة جديدة. وتتضمن هذه الطوابق سلسلة من عشر غرف وخمسة ممرات إضافية في هذا المنزل التاريخي المليء بالتحف الفنية.
ومن بين تلك التحف، يمكن العثور على واحدة من أشهر لوحات المجموعة، وهي بورتريه "لويز، دوقة برولي"، من أعمال الفنان جان أوغست دومينيك إنغر عام 1845، والذي يبدو أكثر روعة من أي وقت مضى بفضل إضاءته الجديدة في "غرفة الجوز" بالطابق الثاني، إلى جانب لوحاتٍ شهيرة لأساتذة الفن القدامى، بما في ذلك أعمال رامبرانت فان راين (1606-1669)، وهانز هولباين الأصغر (1497-1543).
كما شمل مشروع الترميم إنشاء استوديوهات حفظ جديدة لمجموعات المتحف والمكتبة. واستُثمرت أموال أيضًا في تفاصيل دقيقة، مثل إعادة إنتاج بعض الأقمشة والستائر بالتعاون مع الشركات الأصلية التي أنتجتها لعائلة "فريك" قبل أكثر من 100 عام. وكذلك السقف الذي يحمل جدارية زرقاء من الفن الصيني على القماش رسمها الفنان المغمور الآن ج. ألدن تواتشتمان (1882-1974). وفي عام 1914، استعان رجل الأعمال هنري كلاي فريك بالممثلة إلسي دي وولف (1859-1945)، وهي أول مصممة ديكور داخلي محترفة في البلاد، لتزيين معظم الطابق الثاني.
بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 330 مليون دولار، بما في ذلك تكاليف نقل مجموعة "فريك" مؤقتًا إلى متحف "فريك ماديسون"، المبنى الشهير الذي صممه مارسيل بروير، والذي كان المقر السابق لمتحف "ويتني" قبل أن ينقل نشاطه إلى مبنى جديد.
ووصلت التكاليف المباشرة لتجديد "فريك" إلى 220 مليون دولار، وتشمل الأعمال الجديدة والتحسينات والتجديد والترميم. وتُعد هذه القيمة أقل بكثير مقارنةً بمشاريع تجديد ضخمة أخرى، مثل متحف المتروبوليتان، الذي يُتوقع أن تصل تكلفة تجديده إلى ملياري دولار بحلول نهاية عام 2025، أو متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون الذي جمع حوالي 750 مليون دولار لمشاريعه المستمرة، ومتحف ميلووكي للفنون الذي يُقدر أنه أنفق حوالي 240 مليون دولار على تجديده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 14 ساعات
- البيان
«دبي للثقافة» تثري مشهد دبي الإبداعي بجداريات ملهمة
في حين أبدعت الفنانة الإماراتية، هند المريد، بالتعاون مع الفنانة السورية، دينا السعدي، في تنفيذ جدارية «نوافذ الدهشة»، على واجهة متحف الأطفال التفاعلي «ووهو» (WooHoo) بدبي، محولة إياه إلى رحلة خيالية تحفز على الاكتشاف، وقد استلهمتا رموزها المتمثلة في طائر الهدهد والدلة والزخارف من التراث المحلي وذكريات الطفولة وروح التعلم. وقالت: «تشكل استراتيجية «الفن في الأماكن العامة» إطاراً لدعم وتمكين أصحاب المواهب الفنية المحلية، وتشجيعهم على التعبير عن وجهات نظرهم وأفكارهم المختلفة، وتحويل مناطق دبي وميادينها وساحاتها العامة إلى وجهات ثقافية، بفضل ما يقدمونه من أعمال فنية قادرة على خلق فضاء تفاعلي بينهم وبين الجمهور، وتسهم في تنشيط السياحة الثقافية في دبي».


البيان
منذ 18 ساعات
- البيان
لبنان وفيروز يودّعان زياد الرحباني
وتجمّع المئات من محبيه صباح أمس، أمام أحد مستشفيات بيروت لمواكبة نقل جثمانه إلى منطقة جبلية شمالي شرقي بيروت أقيمت فيها مراسم دفنه بعد الظهر، وكان أكثر من ألف من محبي الرحباني، أمام مستشفى «بي أم جي» منذ ساعات الصباح الأولى بعدما تداعوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات الدردشة. وأحضر كثر من هؤلاء وروداً بيضاء وحمراء وباقات أزهار، وحمل عدد منهم صوراً للرحباني كُتب على بعضها «بَلا وَلا شي.. بحبّك»، في إشارة إلى عنوان إحدى أغنياته. وطالب البعض بإخراج النعش من السيارة لتمكين المتجمعين من إلقاء النظرة الأخيرة عليه وحمله والطواف به في المنطقة العزيزة على قلب الراحل. وحظي بشعبية واسعة بين كل فئات الشعب اللبناني. ومَن لم يتسنَّ له حضور هذه الأعمال في الشطر الغربي من بيروت، حيث كان زياد يقيم، بسبب انقسام العاصمة اللبنانية حينها بين طرفي النزاع، استمع إلى تسجيلات لها على أشرطة كاسيت كانت منتشرة بكثافة، وكان سكان بيروت الشرقية الموالون للمعسكر السياسي والعسكري المواجه للأحزاب اليسارية يحفظون نصوص هذه المسرحيات عن ظهر قلب. وحصدت مسرحياته في السبعينيات والثمانينيات نجاحاً كبيراً، وقد اختصر فيها مشاكل المجتمع اللبناني وطوائفه التي كانت تغذّي آنذاك نار الحرب الأهلية. ولحّن أغنيات كثيرة، قسم كبير منها لوالدته فيروز، ولغيرها من الفنانين الذين عملوا معه.


صحيفة الخليج
منذ يوم واحد
- صحيفة الخليج
إفريقية تحوّل شعرها إلى أعمال فنية
عادت الفنانة ليتيسيا كيو، من ساحل العاج التي أثارت الإعجاب عام 2019 بأعمالها الفنية المبتكرة باستخدام الشعر، بمجموعة جديدة من أعمال فنية للشعر، تدمج بين الإبداع الفني والهوية الثقافية الإفريقية. وتحول شعر ليتيسيا إلى وسيلة للتعبير الفني، حيث تُشكل بأدوات بسيطة؛ مثل الأسلاك والخيوط ووصلات الشعر، مشاهد معقدة وتفاصيل من الحياة اليومية، تحمل في طياتها رسائل عن التمكين والفخر بالتراث الإفريقي. وتقول: «ما بدأ كمحاولة لتعلم حب شعري الطبيعي، تحول إلى فن وسرد ونشاط». الفتاة، التي يتابعها 5 ملايين شخص على تيك توك، أوضحت أن أفكارها تأتي في لحظات عفوية وتبدأ بتدوينها، ثم تحويلها إلى رسومات أولية قبل تنفيذها مباشرةً على رأسها وقد يستغرق تنفيذ القطعة الواحدة 6 ساعات.