
ساحات القتل: شهادات جنود عن قتل الغزيين عمدا عند مراكز الإغاثة
اضافة اعلان
نير حسّون؛ يانيف كوبوفيتش؛ وبار بيلغ* - (هآرتس الإنجليزية) 27/6/2025قال ضباط وجنود في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" إنهم تلقّوا أوامر بإطلاق النار على حشود من المدنيين غير المسلحين بالقرب من مواقع توزيع الغذاء في غزة، حتى عندما لم يكن هناك أي تهديد. وأسفرت هذه التعليمات عن مقتل المئات من الفلسطينيين، مما دفع النيابة العسكرية إلى الدعوة إلى فحص احتمال وقوع جرائم حرب. وقد رفض نتنياهو وكاتس الاتهامات ووصفاها بأنها "افتراءات دموية".* * *قال جنود إسرائيليون يخدمون في غزة لصحيفة "هآرتس" إن الجيش أطلق النار عمداً على فلسطينيين بالقرب من مواقع توزيع المساعدات خلال الشهر الماضي. وأظهرت محادثات أجريناها مع ضباط وجنود أن القادة أصدروا أوامر بإطلاق النار على الحشود بهدف تفريقهم أو إبعادهم، حتى عندما كان واضحاً أنهم لا يشكلون أي تهديد. ووصف أحد الجنود الوضع بأنه "انهيار كامل للأخلاقيات العسكرية" الخاصة بجيش الدفاع الإسرائيلي في غزة.وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة "حماس" في غزة، قُتل 549 شخصاً بالقرب من مراكز المساعدة وفي مناطق كان السكان ينتظرون فيها وصول شاحنات الغذاء التابعة للأمم المتحدة منذ 27 أيار (مايو). كما أُصيب أكثر من 4.000 شخص، على الرغم من أن العدد الدقيق للضحايا بسبب نيران الجيش الإسرائيلي غير معروف.وعلمت "هآرتس" أن المدعي العسكري العام أمر "آلية تقييم الوقائع" التابعة لهيئة الأركان العامة -وهي الهيئة المكلفة بمراجعة الحوادث التي قد تنطوي على انتهاكات لقوانين الحرب- بفتح تحقيق في شبهات بوقوع جرائم حرب في هذه المواقع.وفي بيان صدر بعد نشر هذا التحقيق، رفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، إسرائيل كاتس، هذه المزاعم، واصفين إياها بـ"الافتراءات الدموية".بدأت مراكز المساعدة التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" عملها في القطاع نهاية شهر أيار (مايو). وما تزال ظروف إنشاء المؤسسة ومصادر تمويلها غير واضحة؛ لكن من المعروف أنها أُنشئت بالتنسيق بين إسرائيل وأشخاص إنجيليين أميركيين وشركات أمنية خاصة. ويترأس المؤسسة حالياً زعيم إنجيلي مقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.تشغّل المؤسسة أربعة مواقع لتوزيع الطعام -ثلاثة في جنوب غزة وواحد في وسطها- تُعرف لدى الجيش الإسرائيلي باسم "مراكز التوزيع السريع" (محفازيم). ويقوم على تشغيلها موظفون أميركيون وفلسطينيون، وتحظى بحماية الجيش الإسرائيلي من مسافات تصل إلى مئات عدة من الأمتار.ويأتي الآلاف، وأحياناً عشرات الآلاف، من سكان غزة يومياً للحصول على الطعام من هذه المواقع.على عكس الوعود التي أصدرتها المؤسسة في البداية، تسير عملية التوزيع بطريقة فوضوية، حيث يندفع الناس نحو أكوام الصناديق. ومنذ افتتاح هذه المراكز، وثّقت "هآرتس" 19 حادثة إطلاق نار بالقرب منها. وعلى الرغم من أن هوية مطلقي النار ليست واضحة دائماً، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يسمح بدخول مسلحين إلى هذه المناطق الإنسانية من دون علمه.تفتح مراكز التوزيع عادة لمدة ساعة واحدة فقط كل صباح. وبحسب شهادات الضباط والجنود الذين خدموا في مناطق قريبة منها، يقوم الجيش بإطلاق النار على الأشخاص الذين يصلون قبل موعد الافتتاح لمنعهم من الاقتراب، وأحياناً يطلق النار مرة أخرى بعد الإغلاق لتفريق المتبقين. وبالنظر إلى أن بعض الحوادث وقعت ليلاً -قبل ساعات الافتتاح- ثمة احتمال لأن لا يكون بعض المدنيين قد تمكنوا من رؤية حدود المنطقة المخصصة.قال أحد الجنود: "إنها ساحة قتل. في موقعي، يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص يومياً. يتم التعامل معهم كقوة معادية -لا توجد وسائل لتفريق الحشود، لا غاز مسيل للدموع- وإنما فقط إطلاق نار حي بكل ما هو متاح: رشاشات ثقيلة، قاذفات قنابل، هاونات. ثم، بمجرد أن تُفتح المراكز، يتوقف إطلاق النار، ويعرف الناس أنهم يستطيعون الاقتراب. وسيلة التواصل الوحيدة هي الطلقات".وأضاف الجندي: "نقوم بإطلاق النار في وقت مبكر من الصباح إذا حاول أحد الاقتراب من الطابور من على بعد مئات الأمتار، وأحياناً نقترب منهم ونهاجمهم من مسافة قريبة. ولكن لا يكون هناك أي خطر على القوات". وواصل: "لا أعلم بوجود حالة واحدة تعرضنا فيها لإطلاق نار مضاد. لا يوجد عدو، لا يوجد سلاح". وأشار إلى أن العمليات في منطقته تُعرف باسم "عملية السمك المملح" -وهي اسم النسخة الإسرائيلية من لعبة الأطفال "إشارة حمراء، إشارة خضراء".وقال ضباط في الجيش الإسرائيلي لـ"هآرتس" إن الجيش لا يسمح للجمهور في إسرائيل أو في الخارج برؤية لقطات الفيديو التي تعرِض ما يحدث حول مراكز توزيع الغذاء. وبحسب الضباط الذين تحدثنا إليهم، فإن الجيش مقتنع بأن عمليات "مؤسسة غزة الإنسانية" أسهمت في منع الانهيار الكامل للشرعية الدولية لاستمرار الحرب. ويرى هؤلاء أن الجيش الإسرائيلي نجح في تحويل غزة إلى "فناء خلفي"، خاصة بعد بدء الحرب مع إيران.وقال أحد جنود الاحتياط، الذي أنهى جولة جديدة من الخدمة هذا الأسبوع في شمال القطاع: "غزة لم تعد تهمّ أحداً. أصبحت مكاناً له قوانينه الخاصة. فقدان الأرواح البشرية لم يعد يعني شيئاً. لم تعد حتى تُوصف بأنها 'حادثة مؤسفة' كما كانوا يصفونها سابقاً".ووصف ضابط يخدم ضمن وحدة الحماية الأمنية لأحد مراكز التوزيع نهج الجيش الإسرائيلي بأنه معيب بشكل جذري، وقال لصحيفة "هآرتس": "أن تعمل وسط سكان مدنيين بينما وسيلة التفاعل الوحيدة معك هي إطلاق النار -هو أمر أقل ما يُقال فيه أنه إشكالي للغاية". وأضاف: "ليس من المقبول أخلاقياً ولا إنسانياً أن يضطر الناس إلى الوصول -أو يفشلوا في الوصول- إلى (منطقة إنسانية) تحت نيران الدبابات والقناصة وقذائف الهاون".وأوضح الضابط أن الحماية الأمنية حول هذه المواقع مُقسّمة إلى مستويات عدة. في داخل مراكز التوزيع والممر المؤدي إليها يعمل موظفون أميركيون، ولا يُسمح للجيش الإسرائيلي بالعمل داخل هذه المساحة. وتتكون الطبقة الخارجية من مشرفين فلسطينيين، بعضهم مسلح ومنتمٍ إلى ميليشيا أبو شباب.وتشمل دائرة الأمن التابعة للجيش الإسرائيلي دبابات وقناصة وقذائف هاون، وهدفها، وفقاً للضابط، هو حماية المتواجدين وضمان إمكانية توزيع المساعدات.وقال الضابط: "في الليل، نفتح النار لإيصال رسالة إلى السكان بأن هذه منطقة قتال ويجب ألا يقتربوا منها". وتابع: "في إحدى المرات، توقفت قذائف الهاون عن الانطلاق، فشرع الناس في الاقتراب، واستأنفنا إطلاق النار للتوضيح أنه غير مسموح لهم بذلك. وفي النهاية، سقطت إحدى القذائف على مجموعة من الناس".وفي حالات أخرى، كما قال الضابط، "أطلقنا نيران الرشاشات من الدبابات وألقينا قنابل يدوية. في إحدى الحوادث، أصابت النيران مجموعة من المدنيين كانوا يتقدمون تحت غطاء الضباب. لم يكن ذلك مقصوداً، لكنها أمور تحدث".وأشار إلى أن بعض هذه الحوادث أسفر أيضاً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين. وأضاف: "لديك لواء قتالي لا يملك الأدوات اللازمة للتعامل مع سكان مدنيين في منطقة حرب. إن إطلاق قذائف هاون لإبعاد أناس جوعى ليس مهنياً ولا إنسانياً. أعرف أن هناك عناصر من 'حماس' بينهم، لكن هناك أيضاً أناساً يريدون الحصول على المساعدة فقط. علينا، كدولة، مسؤولية أن نضمن حدوث ذلك بأمان".ولفت الضابط إلى مشكلة أخرى تتعلق بمراكز التوزيع -غياب الانتظام. السكان لا يعلمون متى سيفتح كل مركز، وهو ما يزيد من حجم الضغط على الموقع ويسهم في تعريض المدنيين للخطر.وقال: "لا أعرف مَن يتخذ القرارات، لكننا نُصدر تعليمات للسكان ثم لا نلتزم بها أو نغيّرها". وتابع: "في وقت سابق من هذا الشهر، تم إبلاغنا بأن رسالة نُشرت تفيد بأن المركز سيفتح بعد الظهر، وجاء الناس في وقت مبكر من الصباح لكي يكونوا في مقدمة الصف. ولأنهم جاؤوا في وقت مبكر جدًا تم إلغاء التوزيع في ذلك اليوم".المقاولون يتصرفون وكأنهم شرطةوفقاً لروايات قادة ومقاتلين في الجيش، كان من المفترض أن يحافظ الجيش الإسرائيلي على مسافة آمنة من المناطق السكنية الفلسطينية ونقاط توزيع الغذاء. لكن سلوك القوات على الأرض لا يتماشى مع الخطط العملياتية.وقال مقاتل قديم: "اليوم، أي مقاول خاص يعمل في غزة بمعدات هندسية يحصل على 5.000 شيكل (حوالي 1500 دولار) مقابل كل منزل يهدمه. إنهم يجنون ثروة. من وجهة نظرهم تُعتبر أي لحظة لا يهدمون فيها منازل خسارة مادية، وعلى القوات تأمين عملهم. هؤلاء المقاولون، الذين يتصرفون كأنهم نوع من الشرطة، يهدمون أينما شاؤوا على طول الجبهة بأكملها".وأضاف المقاتل: "نتيجة لذلك، يقترب المقاولون بحملتهم الهدمية، ومعهم قوات حراسة صغيرة نسبياً، من نقاط التوزيع أو على الطرق التي تسلكها شاحنات المساعدات". وتابع: "لكي يحمي المقاولون أنفسهم، تقع حادثة إطلاق نار، ويُقتل أناس. هذه مناطق يُسمح للفلسطينيين بالتواجد فيها -نحن الذين نكون قد اقتربنا وقررنا أنهم أصبحوا يشكلون خطراً علينا. وهكذا، حتى يكسب المقاول 5.000 شيكل إضافية ويهدم منزلاً آخر، يصبح من المقبول أن يُقتل أناس لا يريدون أي شيء سوى الطعام".ثمة ضابط كبير كثيرًا ما ذُكِر اسمه في الشهادات المتعلقة بحوادث إطلاق النار بالقرب من مواقع المساعدات، العميد يهودا فاش، قائد الفرقة 252 في الجيش الإسرائيلي. وكانت "هآرتس" قد نشرت في وقت سابق تقريراً يُظهر كيف حوّل فاش ممر نتساريم إلى طريق قاتل، وعرّض الجنود للخطر، وكان مشتبهاً بإصداره أمراً بتدمير مستشفى في غزة من دون إذن رسمي.الآن، كما يقول ضابط في الفرقة، قرر يهودا فاش تفريق تجمعات الفلسطينيين الذين ينتظرون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة عن طريق فتح النار عليهم. وقال الضابط: "هذه هي سياسة فاش. لكن العديد من القادة والجنود قبلوها من دون أي تساؤل. (الفلسطينيون) لا يُفترض أن يكونوا هناك، والفكرة هي التأكد من أنهم يغادرون، حتى لو كانوا هناك فقط من أجل الطعام".ليست فرقة فاش هي الوحيدة التي تعمل في تلك المنطقة. لكنّها مسؤولة عن شمال غزة. ولذلك تنطبق سياسة فاش على الذين ينهبون شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة، وليس على مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية".يؤكد جندي احتياط من سلاح المدرعات خدم مؤخراً مع الفرقة 252 في شمال غزة صحة هذه الروايات، وشرح ما يُسمى بـ"إجراء الردع" الذي يتبعه الجيش الإسرائيلي لتفريق المدنيين الذين يتجمعون في مخالفة للأوامر العسكرية. وقال: "المراهقون الذين ينتظرون الشاحنات يختبئون خلف أكوام التراب، ويندفعون نحوها عندما تمر أو تتوقف عند نقاط التوزيع. عادةً ما نراهم من على بعد مئات الأمتار؛ ليسوا في وضع يشكّل تهديداً لنا".في إحدى الحوادث، تلقى الجندي أمراً بإطلاق قذيفة باتجاه حشد من الناس تجمّعوا قرب الساحل. وقال الجندي: "من الناحية التقنية، يُفترض أن تكون هذه طلقة تحذيرية -إما لدفع الناس إلى التراجع أو لمنعهم من التقدّم". لكن إطلاق القذائف أصبح في الآونة الأخيرة ممارسة اعتيادية. في كل مرة نطلق فيها النار، تكون هناك إصابات وقتلى، وعندما يسأل أحدهم لماذا نحتاج إلى القذيفة، لا يكون هناك جواب مقنع. وأحياناً، مجرّد طرح السؤال يُغضب القادة".في تلك الحادثة، بدأ بعض الناس بالفرار بعد إطلاق القذيفة، ووفقاً للجندي، أطلقت قوات أخرى النار عليهم بعد ذلك. وتساءل: "إذا كانت القذيفة تهدف إلى التحذير، ونراهم يفرّون باتجاه غزة، لماذا نطلق النار عليهم"؟ وأضاف: "أحياناً يُقال لنا إنهم ما يزالون مختبئين، ويجب أن نطلق النار في اتجاههم لأنهم لم يغادروا. لكن من الواضح أنهم لا يستطيعون المغادرة، لأنهم بمجرد أن ينهضوا ويركضوا، نطلق النار".وقال الجندي إن هذا الوضع أصبح روتينياً. وأضاف: "إنك تعرف أن هذا ليس صواباً. إنك تشعر بأنه ليس صواباً -وأن القادة هنا يأخذون القانون بأيديهم. لكن غزة عالم موازٍ. وأنت تمضي قدماً بسرعة. الحقيقة أن معظم الناس لا يتوقفون حتى للتفكير في الأمر".في وقت سابق من هذا الأسبوع، فتحت قوات من الفرقة 252 النار عند تقاطع طرق كان مدنيون ينتظرون فيه شاحنات المساعدات. أصدر قائد ميداني أمراً بإطلاق النار مباشرة على منتصف التقاطع، وأسفر ذلك عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم مراهقون. وتم إبلاغ قائد القيادة الجنوبية، اللواء يانيف عسور، بالحادث، لكنه لم يتخذ حتى الآن أي إجراء -باستثناء مراجعة أولية- ولم يطلب من فاش تفسيراً للعدد المرتفع من القتلى في منطقته.وقال ضابط احتياط كبير آخر يقود قوات في المنطقة: "كنتُ موجودًا في حدث مماثل. ومما سمعناه، قُتل هناك أكثر من عشرة أشخاص". وأضاف: "عندما سألنا لماذا تم إطلاق النار، قيل لنا إنه أمر جاء من الأعلى وإن المدنيين شكّلوا تهديداً للقوات. يمكنني أن أقول بملء الثقة إن هؤلاء الناس لم يكونوا قريبين من القوات، ولم يشكلوا أي خطر عليها. كان ذلك بلا داعٍ -قُتلوا بلا سبب. هذا الشيء الذي يُسمى قتل الأبرياء -جرى تطبيعه. كانوا يلقنوننا دائماً أنه لا يوجد مدنيون في غزة، ويبدو أن هذه الرسالة ترسّخت في أذهان الجنود".يرى ضابط رفيع مطّلع على العمليات في غزة أن هذا السلوك يمثل تدهوراً إضافياً في المعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي. وقال: "السلطة التي يمارسها قادة ميدانيون كبار على حساب قيادة هيئة الأركان تهدد سلسلة القيادة".وأضاف: "أكبر مخاوفي أن إطلاق النار والإضرار بالمدنيين في غزة لا ينبع من ضرورة عملياتية أو سوء تقدير، بل هو نتاج أيديولوجيا يتبناها قادة ميدانيون، وينقلونها إلى الجنود باعتبارها خطة عملياتية".قصف المدنيين بالمدفعيةفي الأسابيع الأخيرة، ارتفع عدد القتلى قرب مناطق توزيع الغذاء بشكل حاد -57 في 11 حزيران (يونيو)، و59 في 17 حزيران (يونيو)، وحوالي 50 في 24 حزيران (يونيو)، بحسب وزارة الصحة في غزة. وفي رد الفعل على ذلك عُقدت جلسة نقاش في القيادة الجنوبية، تبيّن خلالها أن القوات بدأت تستخدم قذائف المدفعية لتفريق الحشود.وقال مصدر عسكري حضر الاجتماع: "إنهم يتحدثون عن استخدام المدفعية على تقاطع مليء بالمدنيين وكأنه أمر طبيعي". وأضاف: "جرت مناقشة كاملة حول ما إذا كان من الصواب أو الخطأ استخدام المدفعية، من دون حتى أن يسأل أحد لماذا كانت هناك حاجة إلى هذا السلاح أصلاً. وكان ما يقلق الجميع هو ما إذا كان هذا سيلحق الضرر بشرعية مواصلة العمليات في غزة. البعد الأخلاقي يكاد يكون غائباً. لا أحد يتوقف ليسأل: لماذا يُقتل عشرات المدنيين الباحثين عن الطعام كل يوم؟".وقال ضابط كبير آخر مطّلع على القتال في غزة إن تطبيع قتل المدنيين غالباً ما شجّع على إطلاق النار عليهم قرب مراكز توزيع المساعدات.وأضاف: "حقيقة أنه يتم إطلاق نيران حيّة نحو سكان مدنيين -سواءً بالمدفعية أو الدبابات أو القناصة أو الطائرات المسيّرة- تتعارض تماماً مع كل ما يُفترض أن يمثّله الجيش". وانتقد القرارات المتخذة على الأرض، وقال: "لماذا يُقتل أشخاص جاؤوا لأخذ الطعام فقط لأنهم تجاوزوا الدور، أو لأن قائداً لم يُعجبه أنهم قفزوا على الطابور؟ لماذا وصلنا إلى مرحلة يخاطر فيها مراهق بحياته فقط ليسحب كيس أرز من شاحنة؟ هل هذا هو الذي أطلقنا عليه نيران المدفعية؟".بالإضافة إلى نيران الجيش الإسرائيلي، تقول مصادر عسكرية إن بعض القتلى قرب مراكز توزيع المساعدات سقطوا برصاص ميليشيات يسلّحها ويدعمها الجيش الإسرائيلي. ووفقاً لضابط، يواصل الجيش الإسرائيلي دعم جماعة "أبو شباب" وفصائل أخرى.وقال الضابط: "هناك مجموعات كثيرة تعارض 'حماس' -لكن (جماعة) أبو شباب قطعوا خطوات كثيرة أبعد". وأضاف: "إنهم يسيطرون على مناطق لا تدخلها 'حماس'، والجيش يشجّع ذلك".وقال ضابط آخر: "أنا متمركز هناك، وحتى أنا لم أعد أعرف من يطلق النار على من".في اجتماع مغلق هذا الأسبوع مع مسؤولين كبار من مكتب المدعي العسكري العام، عُقد على خلفية مقتل عشرات المدنيين يومياً قرب مناطق المساعدات، أوعز المسؤولون القانونيون بفتح تحقيق في الحوادث تجريه "آلية تقييم الوقائع" التابعة لهيئة الأركان العامة. تم إنشاء هذه الهيئة بعد حادثة أسطول مرمرة، ويتم تكليفها بمراجعة الحالات التي يُشتبه بأنها تنطوي على انتهاكات لقوانين الحرب، بهدف صد المطالبات الدولية بفتح تحقيقات ضد جنود الجيش الإسرائيلي في جرائم حرب مزعومة.وخلال الاجتماع، قال كبار المسؤولين القانونيين إن الانتقادات العالمية بشأن قتل المدنيين تتصاعد. إلا أن ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي وفي القيادة الجنوبية قالوا إن الحالات من هذا النوع "معزولة"، وإن إطلاق النار استهدف مشتبهًا بهم شكّلوا خطراً على القوات.لكن مصدراً حضر الاجتماع قال لصحيفة "هآرتس" إن ممثلي مكتب المدعي العسكري العام رفضوا هذه المزاعم. ووفقاً لهم، فإن هذه الحجج لا تصمد أمام الحقائق الميدانية. وقال مسؤول قانوني: "الزعم بأن هذه حوادث معزولة لا ينسجم مع وقائع أُلقيت فيها قنابل من الجو، وأُطلقت فيها قذائف هاون ومدفعية على مدنيين". وأضاف: "المسألة ليست مقتل عدد قليل من الأشخاص -نحن نتحدث عن عشرات الضحايا يومياً".وعلى الرغم من أن المدعي العسكري العام أمر "آلية تقييم الوقائع" بمراجعة حوادث إطلاق النار الأخيرة، إلا أن هذه لا تمثل سوى جزء صغير فقط من الحالات التي قُتل فيها مئات المدنيين غير المشاركين في القتال.عبّر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي عن إحباطهم من فشل القيادة الجنوبية في التحقيق بجدية في هذه الحوادث، وتجاهُلِها سقوط قتلى مدنيين في غزة. ووفقاً لمصادر عسكرية، فإن قائد القيادة الجنوبية، اللواء يانيف عسور، يكتفي عادةً بإجراء مراجعات أولية، ويعتمد في الغالب على روايات القادة الميدانيين، ولم يتخذ أي إجراء تأديبي ضد الضباط الذين تسبّب جنودهم في إلحاق الأذى بالمدنيين، على الرغم من الانتهاكات الواضحة لأوامر الجيش الإسرائيلي وقوانين الحرب.وردّ ناطق باسم الجيش الإسرائيلي بالقول: "إن 'حماس' هي منظمة إرهابية وحشية تقوم بتجويع سكان غزة وتُعرّضهم للخطر من أجل الحفاظ على حكمها في قطاع غزة. وتفعل 'حماس' كل ما بوسعها لمنع التوزيع الناجح للغذاء في غزة وتعطيل المساعدات الإنسانية. الجيش الإسرائيلي يسمح لـ"منظمة غزة الإنسانية" بالعمل بشكل مستقل وتوزيع المساعدات على سكان غزة. يعمل الجيش الإسرائيلي بالقرب من مناطق التوزيع الجديدة لتمكين عملية التوزيع، مع مواصلة أنشطته العملياتية في القطاع".وأضاف: "في إطار سلوكها العملياتي في محيط الطرق الرئيسية المؤدية إلى مراكز التوزيع، تُجري قوات الجيش الإسرائيلي عمليات تَعلُّم منهجية لتحسين استجابتها العملياتية في المنطقة وتقليل الاحتكاك المحتمل مع السكان إلى الحد الأدنى الممكن. وفي الآونة الأخيرة، عملت القوات على إعادة تنظيم المنطقة من خلال وضع أسوار جديدة، ولافتات، وفتح طرق إضافية، وغير ذلك. وبعد وقوع حوادث تم فيها الإبلاغ عن إصابة مدنيين وصلوا إلى مراكز التوزيع، أُجريت تحقيقات معمقة، وأُعطيت تعليمات للقوات على الأرض استناداً إلى الدروس المستفادة. وقد أُحيلت هذه الحوادث إلى آلية المراجعة التابعة لهيئة الأركان العامة".وأصدر الجيش الإسرائيلي رداً إضافياً بعد نشر هذا التحقيق، قال فيه إنه "يرفض بشدة الاتهامات الواردة في المقال -لم يأمر الجيش الإسرائيلي قواته بإطلاق النار عمداً على مدنيين، بما في ذلك أولئك الذين يقتربون من مراكز التوزيع. للتوضيح، تحظر تعليمات الجيش الإسرائيلي الهجمات المتعمّدة على المدنيين".وأضاف الجيش أن "أي ادعاء بوجود انحراف عن القانون أو عن تعليمات الجيش الإسرائيلي سيتم فحصه بدقة، وسيتخذ الجيش خطوات إضافية إذا لزم الأمر. إن الادعاءات بشأن إطلاق نار متعمد على مدنيين، كما وردت في المقال، لا تتطابق مع الواقع الميداني".*نير حسّون Nir Hasson، ويانيف كوبوفيتش Yaniv Kubovich، وبار بيليغ Bar Peleg: هم صحفيون في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، مختصون في تغطية الشؤون السياسية والأمنية والقضائية. يركّز نير حسن بشكل خاص على قضايا القدس والقدس الشرقية، ويتناول بعمق العلاقة بين الدولة الإسرائيلية والفلسطينيين في المدينة، بينما يختص يانيف كوبوفيتش بتغطية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك نشاطات الجيش والأجهزة الأمنية، وينقل تقارير دقيقة حول العمليات العسكرية والسياسات الدفاعية. أما بار بيليغ، فيغطي القضايا القانونية والحقوقية، مع تركيز على سلوك الشرطة والنظام القضائي، ويشارك في إعداد تحقيقات معمّقة تكشف الانتهاكات ضد المدنيين، لا سيما في السياقات الأمنية والاحتلالية.*نُشر هذا التحقيق تحت عنوان: 'It's a Killing Field': IDF Soldiers Ordered to Shoot Deliberately at Unarmed Gazans Waiting for Humanitarian Aid

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 22 دقائق
- الغد
ضم الضفة.. متطرفون ورئيس "الكنيست" يطالبون "نتنياهو" بالتنفيذ
نادية سعد الدين اضافة اعلان عمان- في تحرك خطير؛ طالب عشرات المسؤولين في الكيان المُحتل من رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بضم الضفة الغربية وفرض السيادة الكاملة عليها، وتعزيز الاستيطان فيها، مما أثار موجة واسعة من الإدانات الفلسطينية والعربية والدولية، باعتبار أن هذه المطالب تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.ووجّه وزراء حزب "الليكود" اليميني المتطرف ورئيس "الكنيست"، يزيد عددهم على 15 مسؤولاً، دعوة علنية لـ "نتنياهو" لفرض السيادة الصهيونية قبل نهاية الدورة الصيفية لبرلمان الاحتلال، حيث أثارت هذه الخطوة جدلاً داخلياً، في ظل الخلافات المتصاعدة بين الأوساط السياسية والعسكرية داخل الكيان المُحتل حول مستقبل حرب الإبادة ضد قطاع غزة، واتفاق تبادل الأسرى المُحتمل.وفي توقيت لافت، وقبيل زيارة "نتنياهو" المرتقبة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي "دونالد ترامب"، نظّم ما يسمى مجلس المستوطنات (يشع) حملة سياسية منسقة، للتحرك من أجل السيطرة على الضفة الغربية وضمّها للكيان الصهيوني.وصدر عن المجلس بيان وقّعه جميع وزراء الليكود إلى جانب رئيس "الكنيست"، "أمير أوحانا"، دعوا فيه إلى فرض السيادة الصهيونية بشكل فوري على ما يسمى "مناطق يهودا والسامرة"، وهو التعبير التوراتي المستخدم للدلالة على الضفة الغربية.واعتبر الوزراء المتطرفون أن هناك "فرصة تاريخية" باتت مواتية لاتخاذ القرار، مشيرين إلى أن الدعم الأميركي بقيادة ترامب، يجب أن يتزامن مع خطوة سيادية داخلية، تمنع "تهديدًا وجوديًا" جديدًا على حد تعبيرهم.وزعموا أن "عملية طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، أثبتت أن سياسة الكتل الاستيطانية وخيار إقامة دولة فلسطينية يشكلان خطراً وجودياً على الكيان المُحتل، بما يتطلب فرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية، وفق مزاعمهم.ويبدو أن الصدع يتسع داخل حكومة الاحتلال، حيث احتدمت الخلافات داخل الائتلاف اليميني الحاكم بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس"، تتضمن وقفًا لإطلاق النار.وفي جلسة أمنية عقدت هذا الأسبوع، أعاد "نتنياهو" التأكيد على دعمه لما وصفه "باستراتيجية الحصار" على غزة، معتبرًا أنها ضرورية لتحقيق أهداف الحرب، وفق مزاعمه.ولم تخلُ الجلسة من التوتر والمشادات، حيث نشب جدل حاد بين الوزير المتطرف "بتسلئيل سموتريتش" وأعضاء آخرين، حول إنهاء الحرب على القطاع، مما أدى إلى تصاعد الأجواء المشحونة والمتوترة، بينما يتحرك الوزير المتطرف "ايتمار بن غفير" بخطوات متسّارعة لإفشال إمكانية التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع.وبينما تسعى بعض الأطراف داخل حكومة الاحتلال إلى إنجاز صفقة لتبادل الأسرى، تتحدث التقديرات داخل الكيان المُحتل عن أن مثل هذا الاتفاق لن يؤدي بالضرورة إلى سقوط حكومة "نتنياهو"، خلافًا لأي خطوة تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وهو ما يثير مخاوف اليمين المتشدد من خسارة أدواته السياسية والعسكرية.وفي حين يدور الحديث عن إحراز تقدم في جهود التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، تواصل قوات الاحتلال تمركزها في محور "موراج" جنوب قطاع غزة، وتعتبره خطًا أحمر لن تتراجع عنه، حتى في حال التوصل إلى هدنة جديدة.ويُنظر الساسة الصهاينة إلى هذا المحور باعتباره موقعاً استراتيجياً يُعوّل عليه الكيان المُحتل في إحكام الحصار وقطع أوصال القطاع.بينما يستعد جيش الاحتلال لاستكمال احتلال قطاع غزة، حيث تقوم خمس فرق بمناورات في المنطقة، بالتزامن مع مواصلة القتل الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة، عبر شن الغارات الجوية الكثيفة في جميع أنحاء القطاع.وفي منطقة خان يونس، يواصل جيش الاحتلال عمليات الهدم والتدمير الممنهج وايضا في رفح، كما يُكثف عدوانه في منطقة الشجاعية، بعد توسيع نطاق عملياته خلال الأسبوع الماضي. وفي نفس الوقت؛ يستعد لتطويق مدينة غزة، والمخيمات المركزية ومنطقة المواصي، وهي المنطقة التي نزح إليها معظم الفلسطينيين.وتعتبر هذه خطوات رئيسية تكمل سيطرة جيش الاحتلال على القطاع بأكمله، وقد تتطور في الأيام المقبلة.من جانبها، دعت حركة "حماس"، المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، لاتخاذ خطوات جادة، لوقف مجازر الاحتلال في قطاع غزة.وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، "تتواصل مجازر الاحتلال الوحشية وتستهدف في عموم قطاع غزَّة المدنيين العزّل في الأحياء السكنية وخيام النزوح ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات، في سلوك إجرامي غير مسبوق في تاريخ الصراعات".وأشارت إلى أن "عشرات الشهداء والجرحى من النازحين سقطوا في قصف إجرامي على مدرسة مصطفى حافظ وسط مدينة غزة، وعلى خيام النازحين في مواصي خان يونس، وكذلك حول مصائد الموت عند النقاط الأميركية الصهيونية للتحكم بالمساعدات".ودعت "المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية الاضطلاع بمسؤولياتهم السياسية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، واتخاذ خطوات جادة لوقف المجازر المتواصلة والانتهاكات المروّعة التي يرتكبها الاحتلال وجيشه الفاشي".وارتكبت قوات الاحتلال امس مجازر جديدة بحق نازحين ومجوّعين في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد العشرات.وأفادت مصادر في مستشفيات القطاع باستشهاد 78 شخصا جراء القصف منذ فجر امس، بينهم 38 من منتظري المساعدات.واستهدفت الغارات مجددا مواقع تؤوي نازحين في مدينة غزة وتجمعات لفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع، تديرها ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" التي تشكلت في إطار خطة أميركية إسرائيلية لتقييد المساعدات واستبعاد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى منها.وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، مما أدى لارتقاء أكثر من 191 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطع
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، محذرا من أن 'آخر شرايين البقاء على قيد الحياة على وشك الانقطاع' جراء إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معابر القطاع. جاء ذلك على لسان متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس، بخصوص موقف الأمين العام حيال التطورات في غزة. وأكد غوتيريش أنه يشعر بالفزع إزاء تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، لافتاً إلى أن 'عشرات من الفلسطينيين قتلوا أو أصيبوا في الأيام الأخيرة جراء هجمات إسرائيلية عديدة على مناطق إيواء النازحين وعلى المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء'. وأدان بشدة فقدان أرواح المدنيين، مشيراً إلى أن قرابة 30 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى هذا الأسبوع بسبب 'أوامر الإخلاء' الإسرائيلية التي صدرت في يوم واحد. ولفت إلى أن غياب المأوى الآمن والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية كالسكن والغذاء والدواء والمياه أديا إلى كارثة إنسانية كبرى. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن 'قواعد القانون الإنساني الدولي واضحة. يجب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم'. وأكد أنه لم يتم إدخال الوقود إلى غزة منذ أكثر من 17 أسبوعا، وحذّر من أن 'آخر شرايين البقاء على قيد الحياة في غزة على وشك أن تنقطع'. كما حذّر من أنه ما لم يُؤمَّن الوقود بشكل عاجل، ستتوقف حاضنات الأطفال عن العمل، ولن تتمكن مركبات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والمرضى، ولن تُنقى المياه. وأضاف بالخصوص: 'ستتوقف المساعدات الحيوية المحدودة للغاية التي تستطيع الأمم المتحدة وشركاؤها تقديمها في غزة توقفًا تامًا'. وجدد غوتيريش دعوته إلى توفير 'وصول إنساني كامل وآمن ومستدام' لتقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين حرموا منذ مدة طويلة من احتياجاتهم الأساسية بغزة. وأشار إلى أن الأمم المتحدة لديها خطة لتقديم المساعدة التي يحتاج إليها المدنيون بأمان وعلى نطاق واسع، استنادا إلى المبادئ الإنسانية. وطالب الأمين العام جميع الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، مجددا دعوته إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
إطلاق 'الهوية البصرية' الجديدة لسوريا
أطلقت السلطات السورية 'الهوية البصرية الجديدة' للبلاد، عبر حفل في قصر الشعب في دمشق حضره الرئيس احمد الشرع . وفي حفل إطلاق الهوية تحدث وزير الخارجية احمد الشيباني عن الجهود التي بذلتها السلطات الجديدة 'لاستعاة حضور سوريا الدولي'، حسب تعبيره، وقال إن تلك الجهود 'توجت برفع العقوبات، ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة'. وأضاف: 'التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنه، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا'. وقال الشيباني إن 'الاعتراف بتنوع الشعب السوري نقطة انطلاق نحو المستقبل'. بينما قال مدير فريق تطوير الهوية البصرية، وسيم قدورة: 'عملنا امتدّ لأشهر طويلة وانتهى بهوية بصرية وطنية متكاملة تعبّر عن جوهر الدولة السورية وهيبتها السيادية وثقافتها العميقة'. يذكر أن الشعار الجديد الذي اعتمدته السلطات السورية، ويمثل نسراً يفرد جناحيه، أثار جدلاً كبيراً في البلاد منذ لحظة الإعلان عنه، بين مؤيد، ومنتقد.