logo
مكرم الطراونة يكتب: صيف لاهب قادم للمنطقة!

مكرم الطراونة يكتب: صيف لاهب قادم للمنطقة!

بقلم : مكرم أحمد الطراونة
العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والذي تجدد منذ يومين، يعيد خلط الأوراق في المنطقة بكاملها، إذ بات من المؤكد أن تل أبيب ماضية في مخطط الإبادة الجماعية والترانسفير لسكان القطاع، بينما تأتي "مباركة" واشنطن للعدوان كما الضوء الأخضر لتنفيذ هذا المخطط.
الكيان الصهيوني أبلغ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل بدء عدوانه، ولا يبدو أن واشنطن تتذكر تصريحات ترامب وتأكيداته المستمرة بأنه يريد إنهاء هذه الحرب، أو تلك التصريحات التي أطلقها قبيل إعادة انتخابه، وهو أنه لا يسعى إلى إشعال الحروب، بل إلى إطفائها.
دولة الاحتلال سوف تلجأ إلى الاستفادة القصوى من "التفويض" الأميركي الجديد، وسوف لن تتورع عن ارتكاب المذابح والتهجير، ما دام سيد البيت الأبيض يهز رأسه بالموافقة على هذه الأعمال. لكن الأمر يتعدى ذلك، فإدارة ترامب تعمد بنفسها إلى إشعال المنطقة، من خلال القصف الذي تنفذه على اليمن الشقيق، مستهدفة تنظيم الحوثي.
التعثر في التوصل إلى بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، خرقه الاحتلال بضغطه من أجل تمديد المرحلة الأولى، بينما أرادت حركة حماس أن يلتزم الاحتلال بالاتفاق، وأن يدخل المرحلة الثانية، والتي تستوجب انسحابا كاملا لجيش الاحتلال من غزة، وتشمل أيضا إطلاق سراح جميع الأسرى الصهاينة الأحياء.
لكن إنهاء العدوان لا يصبّ في مصلحة رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، ولا أعضاء حكومته اليمينية المتطرفة، لذلك فهو يهرب إلى الأمام من الاستحقاقات الداخلية، ويشعل فتيل العدوان الذي يعتقد أنه الطريق الوحيد للإبقاء على تماسك ائتلاف حكومته من جهة، ويدغدغ عواطف اليمين الصهيوني الذي يتنامى داخل الكيان، والذي يؤمن بـ"إسرائيل الكبرى"، بغض النظر عما تستوجبه مثل هذه التسمية العنصرية.
في الأثناء، لا نرى أحدا في واشنطن يقول شيئا عن المبادرة العربية التي تمّ إطلاقها أخيرا في مؤتمر القاهرة، والتي تقدم خطة، اعتبرتها دول عديدة بأنها ملائمة لإعادة إعمار القطاع دون ترحيل سكانه، وتأهيل السلطة الفلسطينية وتمكينها من بسط سلطتها فيه.
يبدو واضحا أن تل أبيب لا تبحث عن تحقيق أهداف تتعلق بالتهدئة، بل عن حرائق جديدة تمكنها من لعب الدور الذي تجيده، وهو الاستيلاء على أراض جديدة تمكنها من توسيع مستعمراتها، وهو ما نراه واضحا كذلك في سلوكها العدواني داخل مناطق الضفة الغربية المحتلة، وشنها العديد من الهجمات على التجمعات السكانية فيها، خصوصا على المخيمات التي تحاول أن ترحّل سكانها، وأن تنهي كل ما يتعلق بها، بما فيها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي لا تخفي مخططاتها تجاهها، ومحاولاتها إنهائها، ودفع دول العالم لسحب اعترافها بها، تمهيدا لإسقاط حقوق الفلسطينيين المهجرين.
كما نراه واضحا في احتلالها أجزاء واسعة من سورية، وعدم ترددها في تنفيذ اعتداءات متكررة في الأراضي اللبنانية، مع تأكيداتها المتكررة بأنها تعتزم الإبقاء على تواجد قواتها في بعض الأراضي اللبنانية.
المنطقة ليست في طريقها إلى التهدئة، بل على العكس من ذلك، فالحرائق تشتعل في كل مكان، خصوصا أن الاحتلال يستهدف الجميع اليوم، ولا يخفي نوازعه التوسعية باتجاه الدول المجاورة، في حين نرى إدارة الرئيس ترامب تستعدي دول العالم كله، بما فيه حلفاءه التقليديين، بينما تظل ملتزمة بدعم توجهات حكومة تل أبيب المتطرفة، بلا تردد. إنه صيف لاهب قادم على المنطقة، ولا أحد يدري ما الأحداث التي سوف يجلبها معه!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تدرس ضرب منشآت نووية إيرانية وسط خلافات أميركية ومفاوضات متعثرة
إسرائيل تدرس ضرب منشآت نووية إيرانية وسط خلافات أميركية ومفاوضات متعثرة

صراحة نيوز

timeمنذ 19 دقائق

  • صراحة نيوز

إسرائيل تدرس ضرب منشآت نووية إيرانية وسط خلافات أميركية ومفاوضات متعثرة

صراحة نيوز ـ أفادت شبكة 'سي.إن.إن' الأميركية، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن الولايات المتحدة حصلت مؤخرًا على معلومات استخباراتية تشير إلى أن إسرائيل تُجهّز لتنفيذ ضربة محتملة تستهدف منشآت نووية إيرانية. وأكدت الشبكة أن القرار النهائي بشأن تنفيذ الهجوم لم يُتخذ بعد من قبل القادة الإسرائيليين. وتأتي هذه المعلومات في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوصل لاتفاق دبلوماسي جديد مع طهران بشأن برنامجها النووي. وأوضح عدد من المسؤولين الأميركيين للشبكة أن أي هجوم إسرائيلي سيكون خروجًا عن نهج ترامب المتمسك بالحلول الدبلوماسية، وقد يؤدي إلى اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط، خصوصًا بعد تصاعد التوترات الناتجة عن الحرب في غزة عام 2023. وأشار المسؤولون إلى وجود انقسامات داخل الإدارة الأميركية حول مدى احتمال تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية، مؤكدين أن التوقيت والطريقة يعتمدان على مدى تقدم المفاوضات بين واشنطن وطهران. وذكر مصدر مطلع أن 'فرص تنفيذ ضربة إسرائيلية على منشأة نووية إيرانية ارتفعت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة'، لافتًا إلى أن تعثر المفاوضات مع إيران وعدم التوصل لاتفاق يُزيل كامل مخزون اليورانيوم الإيراني يعزز هذا الاحتمال. وتعززت هذه المخاوف بعد اعتراض اتصالات إسرائيلية ومراقبة تحركات ميدانية للجيش الإسرائيلي، شملت نقل ذخائر جوية وإنهاء مناورات عسكرية، وهي مؤشرات رُصدت من قبل الاستخبارات الأميركية. لكن مسؤولين حذروا من أن هذه التحركات قد تكون أيضًا وسيلة ضغط إسرائيلية لدفع إيران للتنازل عن عناصر أساسية في برنامجها النووي. وفيما يتعلق بالمسار الدبلوماسي، كان ترامب قد بعث برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي منتصف مارس، حدد فيها مهلة 60 يومًا لإنجاح المفاوضات، وفقًا لمصدر مطلع. ومع مرور أكثر من 60 يومًا على تلك الرسالة و38 يومًا على انطلاق الجولة الأولى من المحادثات، تشير المصادر إلى أن البيت الأبيض لا يزال يفضل المسار الدبلوماسي، لكن الخيارات العسكرية تظل مطروحة. وقال دبلوماسي غربي التقى ترامب مؤخرًا إن الرئيس الأميركي أبلغ بأن واشنطن ستمنح المفاوضات بضعة أسابيع إضافية فقط قبل اللجوء إلى الخيار العسكري. من جانبه، اعتبر الخبير الاستخباراتي السابق جوناثان بانكوف أن إسرائيل تجد نفسها 'بين المطرقة والسندان'، موضحًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية لعرقلة أي اتفاق ترى تل أبيب أنه غير كافٍ، مع تجنّب إثارة غضب ترامب، الذي سبق أن اختلف مع نتنياهو حول قضايا أمنية في المنطقة. وأضاف بانكوف أن قرار إسرائيل النهائي سيعتمد بدرجة كبيرة على توجهات الإدارة الأميركية، وعلى ما إذا كانت واشنطن ستمنح موافقة ضمنية على خطوة من هذا النوع. في ظل هذه المعطيات، تبدو المنطقة على أعتاب مرحلة دقيقة، حيث تشكل نتائج المفاوضات بين واشنطن وطهران عاملًا حاسمًا في تحديد المسار الذي قد تتخذه إسرائيل خلال الفترة المقبلة.

تقارير: خلاف بين السنوار وقادة من حماس تسبب باغتياله
تقارير: خلاف بين السنوار وقادة من حماس تسبب باغتياله

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

تقارير: خلاف بين السنوار وقادة من حماس تسبب باغتياله

جفرا نيوز - رجّحت صحيفة "معاريف" العبرية أن يكون القيادي في حركة حماس محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، قد اغتيل في غارة لطيران الاحتلال استهدفت مجمع المستشفى الأوروبي في خان يونس، إثر عقده اجتماعا سريًا بعيداً عن مواقع الأسرى. وزعمت الصحيفة أن خلافاً حاداً نشب بين محمد السنوار وقادة حماس في الخارج، ساهم في كشف موقعه، حيث قرر عقد اجتماع مع قادة جناحه العسكري دون اتخاذ الاحتياطات المعتادة، ما أتاح استهدافه عبر ضربة جوية دقيقة. وبحسب زعم "معاريف"، فقد غضب السنوار من إصدار قادة الخارج تعليمات بالإفراج عن الجندي "الأميركي الإسرائيلي" عيدان ألكسندر، واعتبر أن القرار فرض عليه بالقوة، ما دفعه لعقد اجتماع موسع مع قادة خلية عملياته في موقع داخل النفق المتاخم لمجمع المستشفى الأوروبي. في المقابل، لم تؤكد مصادر أمنية "إسرائيلية" العثور على جثة محمد السنوار بعد، مشيرة إلى أن نتائج الغارة لا تزال قيد الفحص قبل إعلان أي موقف رسمي. بينما ألمح وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى مقتله، قائلاً: "إذا استمر إطلاق النار من اليمن فسنستهدف عبد الملك الحوثي كما فعلنا مع السنوارين". ويُعد محمد السنوار من أبرز المطلوبين لجهاز الشاباك وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتهمه تل أبيب بالضلوع في التخطيط لعملية طوفان الأقصى، ورفضه لأي تقدم في ملف مفاوضات تبادل الأسرى.

"خيانة على أعلى مستوى" .. ترامب يهاجم مساعدي بايدن
"خيانة على أعلى مستوى" .. ترامب يهاجم مساعدي بايدن

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

"خيانة على أعلى مستوى" .. ترامب يهاجم مساعدي بايدن

سرايا - اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساعدي الرئيس السابق جو بايدن بالخيانة "على أعلى مستوى"، معتبرًا أنهم كانوا يعلمون بمشاكله الصحية الجسدية والعقلية لكنهم تستروا عليها. وأشار ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إلى أن سلفه لم يكن مؤيدًا لفتح الحدود، قائلا "لم تكن فكرته فتح الحدود، وتدمير بلدنا تقريبًا". وأضاف: "كان الناس الذين عرفوا أنه يعاني من ضعف إدراكي،.. سرقوا رئاسة الولايات المتحدة، ووضعونا في خطر كبير. هذه خيانة على أعلى مستوى". وتوعد ترامب مَن أسماهم "البلطجية الخونة الذين أرادوا تدمير بلدنا، لكنهم لم يتمكنوا"، بعواقب وخيمة، خاتمًا منشوره بجملته الشهيرة: "اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى". وكان مكتب بايدن أعلن، الأحد الماضي، إصابته بنوع "عدواني" من سرطان البروستاتا غير القابل للشفاء، والذي انتشر إلى العظام. وقال المتحدث باسم بايدن إن الرجل البالغ من العمر 82 عامًا لجأ إلى الرعاية الطبية بعد ظهور أعراض في المسالك البولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store