logo
لماذا أقدم العدو الصهيوني على ضرب إيران؟!

لماذا أقدم العدو الصهيوني على ضرب إيران؟!

فيتومنذ 4 ساعات

شهدت الأيام القليلة الماضية تحولات دراماتيكية على ساحة المواجهة بين العدو الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، فكلنا يعلم حجم العداء بينهما، لكن هذا العداء لم ينشأ إلا بعد الثورة الإسلامية التي أسقطت حكم الشاه في عام 1979، فمنذ إعلان دولة الكيان في عام 1948 أقامت إيران علاقات وثيقة معه، فكانت ثاني دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بالكيان الصهيوني وذلك في 14 مارس 1950، وكانت قد سبقتها للاعتراف تركيا في 28 مارس 1949..
وتعامل العدو الصهيوني مع إيران باعتبارها حليفا طبيعيا، وذلك لأنها دولة غير عربية تقع على حافة العالم العربي، ووفقًا لمفهوم ديفيد بن جوريون مؤسس الكيان لتحالف المحيط، كان للكيان الصهيوني وفد دائم في طهران، اعتبر سفارة بحكم الأمر الواقع، قبل أن يتحول إلى تبادل السفراء في أواخر حكم الشاه..
وخلال حكم الشاه قامت إيران بتزويد الكيان الصهيوني بجزء كبير من احتياجاته النفطية، وشحن النفط الإيراني إلى الأسواق الأوروبية، عبر خط الأنابيب الصهيوني الإيراني المشترك (إيلات-عسقلان)، واستمرت التجارة النشطة بين البلدين، مع نشاط شركات البناء والمهندسين الصهاينة في إيران..
ونظمت شركة العال الوطنية الصهيونية رحلات مباشرة بين تل أبيب وطهران، وكان هناك تعاون عسكري سري، مثل مشروع الوردة وهو محاولة إيرانية صهيونية لتطوير صاروخ جديد، وقبل الثورة كانت الديون المستحقة لإيران لدى الكيان الصهيوني قد بلغت مليار دولار، رفض العدو تسديدها بعد الثورة لإيران.
وبالطبع جاءت هذه العلاقات الوثيقة بين إيران والكيان الصهيوني على خلفية علاقة شاه إيران محمد رضا بهلوي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتسمت العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران بالكثير من الود، حيث استدعته إليها وثبتت حكمه في إيران عام 1941، ليخلف والده رضا شاه الذي أقلق واشنطن ودول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية بتعاونه مع ألمانيا النازية وتزويدها بالنفط الإيراني..
لذلك نسجت الولايات المتحدة علاقة قوية مع محمد رضا بهلوي ليصبح رجلها القوي في منطقة الشرق الأوسط، وشرطي الخليج كما كان يطلق عليه في ذلك الوقت، وكان الشاه الشاب مولع بالغرب، ويحلم بتحويل بلاده لدولة عظمى، ووجد ضالته في الحضن الأمريكي..
وانتهج سياسات الحفاظ على المصالح الأمريكية، وتنفيذ تعليمات السيد الأمريكي لسنوات طويلة، ومنح الأمريكي امتيازات كبيرة في بلاده، وأدخل المستشارين العسكريين الأمريكان لمراقبة الأوضاع في إيران بهدف الحفاظ على المصالح الأمريكية..
كما تحكمت الولايات المتحدة في تعيين نواب البرلمان وتحديد أدوارهم، وفرضت قانون الحصانة القضائية للأجانب، والذي يعفى بموجبه الأجانب من المسائلة القانونية على الأرض الإيرانية حتى لو ارتكبوا جرائم، وسمح الشاه بإقامة قواعد في شمال إيران قرب الحدود الروسية للتجسس على السوفييت..
وساعدت الولايات المتحدة الأمريكية الشاه في تأسيس جهاز المخابرات السرية (السافاك) في عام 1957، والذي استخدمه في تعذيب وقتل الآلاف من معارضيه، وفي أعقاب الثورة الإسلامية وخروج المظاهرات والإضرابات المناهضة لنظام حكمه تخلى عنه الأمريكان، واضطر لمغادرة إيران ولم يقبله أحد إلا أنور السادات في مصر.
وبعد انتصار الثورة في 11 فبراير 1979 عاد الزعيم الديني الإسلامي آية الله الخميني من منفاه في فرنسا، وتم تنصيبه على رأس الدولة، ومن هنا بدأت مرحلة جديدة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وإيران والعدو الصهيوني من ناحية أخرى..
فالإمام الخميني كان يعتبر أمريكا هي الشيطان الأكبر في العالم، والعدو الصهيوني هو الشيطان الأصغر، فالولايات المتحدة في نظره ناهبة ثروات العالم، والعدو الأكبر للإسلام والمسلمين في شتى أرجاء الأرض، لذلك رفع شعار الموت لأمريكا خلال الثورة الإسلامية الإيرانية..
وقلبت الثورة الإيرانية كل الموازين، وأغلقت السفارة الصهيونية في طهران، وحل محلها سفارة فلسطين، ورفعت إيران شعارات تحرير فلسطين والقدس والأقصى، عبر تشكيل ودعم محور المقاومة، واحتلت السفارة الأمريكية في 4 نوفمبر 1979 من قبل طلبة الجامعات، واحتجزوا 52 موظفًا أمريكيًا..
وقطعت أمريكا علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 7 إبريل 1980 في حكم الرئيس جمي كارتر، وأفرجت إيران عن الرهائن يوم تنصيب الرئيس رونالد ريجان في 20 يناير 1981، وبذلك نسجت خيوط العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني، ولم تختلف سياسة إيران المناهضة لأمريكا والعدو الصهيوني بعد وفاة الإمام الخميني في عام 1989، وتسلم المرشد الحالي آية الله علي خامنئي.
وظلت إيران داعمة لمحور المقاومة الذي يسعى لتحرير فلسطين، وخاض العدو الصهيوني معارك طاحنة مع هذا المحور، وكانت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 أخر هذه المعارك، والتي على أثرها قام العدو الصهيوني بالعدوان على غزة بهدف القضاء على حماس وتهجير سكان غزة لسيناء..
وعندما بدأت حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، تدخلت جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق وسورية وإيران كلا على حسب سير المعركة، وعندما فشلت أهداف العدو في غزة، قام باقتحام لبنان وخاضت المقاومة اللبنانية حرب شرسة، ارتقى على أثرها عدد كبير من قيادتها وفي مقدمتهم شهيدنا الأقدس سماحة السيد حسن نصر الله..
وعندما فشلت أهداف العدو في لبنان، قام باقتحام سورية لتحقيق انتصار على أحد أهم جبهات محور المقاومة، وللأسف الشديد نجح العدو في إسقاط النظام السوري، وتحطيم الجيش والقضاء النهائي على ترسانته العسكرية، واستبدله بنظام عميل أعلن أنه سيعمل في خدمة الشيطان الأصغر تحت رعاية الشيطان الأكبر..
وهنا اعتقد العدو الصهيوني ومن خلفه العدو الأمريكي وحلفائهما الغربيين، أن الفرصة قد أصبحت سانحة لإسقاط النظام الإسلامي في إيران، كما فعلوا في سورية، لكن هيهات لقد كانت خطوة متسرعة وجنونية، وبالفعل بدأ التنسيق في ليل بين العدو الأمريكي وحليفه الصهيوني، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يمنح إيران 60 يوم من المفاوضات لإنجاز اتفاق حول برنامجها النووي..
وخلال الشهرين لم يتم التوصل لاتفاق، وفي الوقت الذي كان يستعد كلا الطرفين لجولة جديدة من المفاوضات في سلطنة عمان، قامت الولايات المتحدة بإخلاء قواعدها العسكرية في المنطقة كلها وكذلك سفاراتها وطلبت من رعاياها أخذ الحيطة..
وبعد ساعات من انقضاء الشهرين كان العدو الصهيوني يقوم بضربة غاشمة لإيران، اعتقد أنها سوف تصيب النظام في مقتل وسوف تألب الداخل الإيراني عليه، وتكون الفرصة بعد ذلك سانحة بتغيير النظام واستبداله بنظام عميل كما كان نظام الشاه قبل قيام الثورة الإسلامية.
لكن خابت توقعات العدو الصهيوني ومن خلفه العدو الأمريكي، حيث تمكن النظام ورغم قوة الضربة من استيعابها بسرعة، وخلال ساعات قليلة تم تعيين قادة جدد محل القادة الذين تم اغتيالهم، وخرج المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يخاطب الشعب الإيراني ويعده بضربة قاسمة للعدو الصهيوني، وبعد ساعات قليلة جاء الرد الإيراني الحاسم، الذي وصفته وسائل الإعلام العبرية بأنها أكبر ضربة شهدها الكيان الصهيوني منذ تأسيسه..
وما يؤكد قوة الضربة هي هرولة العدو الأمريكي وحلفائه الغربيين لمحاولة وقف الحرب والذهاب لطاولة المفاوضات، لكن إيران أعلنتها وبقوة وحسم أنها لم تذهب إلى الحرب لكنها فرضت عليها، ولن تتوقف قبل تأديب الكيان الصهيوني الهش، الذي هو أوهن من بيت العنكبوت، وحتى اللحظة لازالت الحرب مستمرة ولازال المستوطنين الصهاينة الذين يقدروا بستة ملايين يختبئون في الملاجئ تحت الأرض..
وفيما يتعلق بسيناريوهات المستقبل، فيمكننا القول أن سيناريو الحرب الكبرى أو الموسعة مستبعد، خاصة وأن العدو الأمريكي تأكد من قوة إيران وما يمكن أن تفعله بحليفها الصهيوني وإزالته من الوجود، وكذلك تدمير كل المصالح الأمريكية في الإقليم..
أما سيناريو إسقاط النظام والقضاء على إيران كقوة إقليمية فقد ذهب إلى غير رجعة، والأقرب الآن هو سيناريو التهدئة والتفاوض، والذي تدخله إيران وهي منتصرة في الميدان وبالتالي لا يمكن أن يفرض عليها شيء، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

منتدى الأعمال "المصري - الصربي".. مدبولي: حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز إلى ما يزيد على 3 أضعاف
منتدى الأعمال "المصري - الصربي".. مدبولي: حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز إلى ما يزيد على 3 أضعاف

الدستور

timeمنذ 31 دقائق

  • الدستور

منتدى الأعمال "المصري - الصربي".. مدبولي: حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز إلى ما يزيد على 3 أضعاف

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال منتدى الأعمال المصري - الصربي، رحّب في مستهلها بـ"جورو ماتسوت"، رئيس وزراء جمهورية صربيا، والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، أرض الفرص الواعدة. وخلال كلمته، قال رئيس الوزراء إن العلاقات المصرية الصربية تعود لأكثر من قرن من الزمان؛ سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، والتي تنامت بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى بلجراد في عام 2022، حيث تم الاتفاق على تأسيس اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة ومذكرات التفاهم في مجالات: التعليم العالي، والثقافة، والتجارة، والزراعة، والاستثمار. وأضاف مدبولي: تنامت العلاقات بين البلدين بصورة أكبر عندما شرُفت مصر بزيارة الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى القاهرة في يوليو الماضي، وافتتاح لمنتدى الأعمال المشترك، مؤكدا أن هذه الزيارات المتبادلة أثمرت عن تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف من 94 مليون دولار في عام 2022 ليصل إلى نحو 300 مليون دولار خلال عام 2024، متوقعًا أن يتنامى هذا المعدل بعد تصديق مجلس النواب في 26 مايو الماضي على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا، والتي سيتم بموجبها إلغاء الرسوم الجمركية والقيود الكمية على الواردات والصادرات من السلع تدريجيًا. وأضاف: تشمل الاتفاقية أحكامًا لتعزيز التعاون في مجالات الخدمات والاستثمار، بما في ذلك تشجيع المشروعات المشتركة ونقل التكنولوجيا وفض المنازعات التجارية، مما سيوفر بيئة مواتية لجذب الاستثمارات المشتركة وتعزيز الشراكة الاقتصادية، لافتا إلى أن هذا الأمر سيتكامل مع تنامى حجم السوق المصرية من خلال اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبية، والدول العربية، وكامل القارة الأفريقية، والمملكة المتحدة، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من التجمعات الأخرى ليصل إلى أكثر من ثلاثة مليارات مستهلك، بدون جمارك. وفي ضوء ذلك، أوضح رئيس الوزراء أن "لدينا اللوجستيات الحديثة للوصول إلى تلك الأسواق، مما سيفتح أبواب التعاون الثلاثي، لِنُصنّع معًا ونُصدّر لكل تلك الأسواق بدون جمارك وبتكلفة نقل أقل، سواء بالتصنيع المشترك في مصانع قائمة، أو من خلال استثمارات جديدة 0022. وفي الوقت ذاته، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن التعاون المشترك بين مصر وصربيا لا يتضمن الصادرات السلعية فقط، وإنما يتجاوزها إلى الخدمات واللوجستيات والسياحة، إلى جانب خلق تحالفات في مجالات البنية التحتية المختلفة خاصة في أفريقيا وإعادة إعمار دول الجوار، والأهم نقل تجربة مصر في الخطط العاجلة للبنية التحتية وإنشاء مدن الجيل الرابع، لمعاونة صربيا في الاستعدادات لاستقبال معرض الإكسبو في بلجراد عام 2027. وواصل رئيس الوزراء حديثه قائلا: الدولة المصرية سعت جاهدة لاستقبال هذا التعاون بينها وبين مختلف بلدان العالم، عبر القيام بحزمة من الإصلاحات التشريعية والإجرائية لتيسير مناخ أداء الأعمال حيث تم إطلاق الرخصة الذهبية للتيسير على المستثمرين، ووثيقة سياسة ملكية الدولة لزيادة مشاركة القطاع الخاص في الأنشطة الاقتصادية، وغيرهما من المبادرات الداعمة للقطاع الخاص، كما وفرت عشرات المناطق الصناعية والتجارية واللوجيستية المُرَفَّقة، في كافة ربوع مصر، بعد أن نفذت برنامجًا عاجلًا لتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية والتي تواكبت مع مشروعات كبرى في كافة المجالات. واستطرد الدكتور مصطفى مدبولي: كل ذلك مدعوما بتطوير وسائل النقل متعدد الوسائط، لتربط مصر بالعالم من خلال الموانئ المحورية الحديثة، وموانئ محورية بمناطق حرة متميزة مثل محور قناة السويس وشبكات الطرق والسكك الحديدية المتطورة، لننقل ما ننتجه معًا بيسر وكفاءة للأسواق العالمية. كما أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تشهد اليوم استقبال المزيد من الاستثمارات الجديدة، بالإضافة إلى الوفود السياحية، كما تشهد نموًا ملحوظًا في الصادرات، وكل ذلك يتواكب مع إصلاحات اقتصادية وإجرائية ناجزة، قائلًا: الدور عليكم جميعا، ممثلي القطاع الخاص من الجانبين، لخلق شراكات وتحالفات، واستثمارات جديدة، لاستغلال الفرص الهائلة التي تقدمها الدولتان اليوم. وأكد، أن الدولة المصرية اليوم تقدم للمستثمرين من صربيا فرصا متميزة، مضيفًأ: لدينا الإرادة السياسية الداعمة للعلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك، ولدينا فرص واعدة في الصناعة والزراعة والخدمات والغاز والبترول، والبنية التحتية والمشروعات الكبرى، ولدينا الموقع الاستراتيجي المتميز، ولدينا مجتمع الأعمال الفاعل والنشط والذي التقيتم بمجموعة منهم اليوم.

صور..كلمة رئيس الوزراء خلال منتــدى الأعمال المصــري
صور..كلمة رئيس الوزراء خلال منتــدى الأعمال المصــري

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 32 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

صور..كلمة رئيس الوزراء خلال منتــدى الأعمال المصــري

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال منتــدى الأعمال المصــري - الصربي، رحب في مستهلها بـ "جورو ماتسوت"، رئيس وزراء جمهورية صربيا، والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، أرض الفرص الواعدة. وخلال كلمته، قال رئيس الوزراء إن العلاقات المصرية الصربية تعود لأكثر من قرن من الزمان؛ سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، والتي تنامت بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى بلجراد في عام 2022، حيث تم الاتفاق على تأسيس اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة ومذكرات التفاهم في مجالات: التعليم العالي، والثقافة، والتجارة، والزراعة، والاستثمار. وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: تنامت العلاقات بين البلدين بصورة أكبر عندما شرفت مصر بزيارة فخامة السيد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إلى القاهرة في يوليو الماضي، وافتتاح منتدى الأعمال المشترك، مؤكدا أن هذه الزيارات المتبادلة أثمرت عن تضاعف حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى أكثر من ثلاثة أضعاف من 94 مليون دولار في عام 2022 ليصل إلى نحو 300 مليون دولار خلال عام 2024، متوقعا أن يتنامى هذا المعدل بعد تصديق مجلس النواب في 26 مايو الماضي على اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وصربيا، والتي سيتم بموجبها إلغاء الرسوم الجمركية والقيود الكمية على الواردات والصادرات من السلع تدريجيا. وأضاف في السياق نفسه: تشمل الاتفاقية أحكاماً لتعزيز التعاون في مجالات الخدمات والاستثمار، بما في ذلك تشجيع المشروعات المشتركة ونقل التكنولوجيا وفض المنازعات التجارية، مما سيوفر بيئة مواتية لجذب الاستثمارات المشتركة وتعزيز الشراكة الاقتصادية، لافتا إلى أن هذا الأمر سيتكامل مع تنامى حجم السوق المصرية من خلال اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبية، والدول العربية، وكامل القارة الأفريقية، والمملكة المتحدة، وتركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من التجمعات الأخرى ليصل إلى أكثر من ثلاثة مليارات مستهلك، بدون جمارك. وفي ضوء ذلك، أوضح رئيس الوزراء أن "لدينا اللوجستيات الحديثة للوصول إلى تلك الأسواق، مما سيفتح أبواب التعاون الثلاثي، لِنُصنّع معاً ونُصدّر لكل تلك الأسواق بدون جمارك وبتكلفة نقل أقل، سواء بالتصنيع المشترك في مصانع قائمة، أو من خلال استثمارات جديدة0022. وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن التعاون المشترك بين مصر وصربيا لا يتضمن الصادرات السلعية فقط، وإنما يتجاوزها إلى الخدمات واللوجستيات والسياحة، إلى جانب خلق تحالفات في مجالات البنية التحتية المختلفة خاصة في أفريقيا وإعادة إعمار دول الجوار، والأهم نقل تجربة مصر في الخطط العاجلة للبنية التحتية وإنشاء مدن الجيل الرابع، لمعاونة صربيا في الاستعدادات لاستقبال معرض الإكسبو في بلجراد عام 2027. وواصل رئيس الوزراء حديثه قائلا: الدولة المصرية سعت جاهدة لاستقبال هذا التعاون بينها وبين مختلف بلدان العالم، عبر القيام بحزمة من الإصلاحات التشريعية والإجرائية لتيسير مناخ أداء الأعمال حيث تم إطلاق الرخصة الذهبية للتيسير على المستثمرين، ووثيقة سياسة ملكية الدولة لزيادة مشاركة القطاع الخاص في الأنشطة الاقتصادية، وغيرهما من المبادرات الداعمة للقطاع الخاص، كما وفرت عشرات المناطق الصناعية والتجارية واللوجيستية المُرَفَّقة، في كافة ربوع مصر، بعد أن نفذت برنامجاً عاجلاً لتطوير ورفع كفاءة البنية التحتية والتي تواكبت مع مشروعات كبرى في كافة المجالات. واستطرد الدكتور مصطفى مدبولي: كل ذلك مدعوما بتطوير وسائل النقل متعدد الوسائط، لتربط مصر بالعالم من خلال الموانئ المحورية الحديثة، وموانئ محورية بمناطق حرة متميزة مثل محور قناة السويس وشبكات الطرق والسكك الحديدية المتطورة، لننقل ما ننتجه معاً بيسر وكفاءة للأسواق العالمية. كما أشار رئيس الوزراء إلى أن مصر تشهد اليوم استقبال المزيد من الاستثمارات الجديدة، بالإضافة إلى الوفود السياحية، كما تشهد نمواً ملحوظاً في الصادرات، وكل ذلك يتواكب مع إصلاحات اقتصادية وإجرائية ناجزة، قائلًا: الدور عليكم جميعا، ممثلي القطاع الخاص من الجانبين، لخلق شراكات وتحالفات، واستثمارات جديدة، لاستغلال الفرص الهائلة التي تقدمها الدولتان اليوم. وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة المصرية اليوم تقدم للمستثمرين من صربيا فرصا متميزة، مضيفًأ: لدينا الإرادة السياسية الداعمة للعلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك، ولدينا فرص واعدة في الصناعة والزراعة والخدمات والغاز والبترول، والبنية التحتية والمشروعات الكبرى ، ولدينا الموقع الاستراتيجي المتميز، ولدينا مجتمع الأعمال الفاعل والنشط والذي التقيتم بمجموعة منهم اليوم.

رئيس وزراء صربيا: اتفاقية التجارة الحرة صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر
رئيس وزراء صربيا: اتفاقية التجارة الحرة صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر

اليوم السابع

timeمنذ 34 دقائق

  • اليوم السابع

رئيس وزراء صربيا: اتفاقية التجارة الحرة صفحة جديدة فى العلاقات مع مصر

فى كلمته خلال منتدى الأعمال المصرى ـ الصربى، الذى عقد اليوم بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، ألقى ﭼورو ماتسوت، رئيس وزراء جمهورية صربيا، كلمة أعرب فى مستهلها عن خالص الشكر لحُسن الاستقبال وكرم الضيافة، الذى لمسه من جانب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته إلى الدولة الصديقة مصر، مشيرًا إلى سعادته بالحديث اليوم فى هذا المحفل، بعد أن أصبحت الجهود المتبادلة لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين حقيقية ماثلة بفضل دعم الرئيسين؛ المصرى عبد الفتاح السيسى، والصربى ألكسندر فوتشيتش، بما يُمهد الفرص لإقامة علاقات ثنائية متميزة بين البلدين، بما يُحقق مصلحة الشعبين الصديقين. وأشار رئيس وزراء جمهورية صربيا إلى أن علاقات الصداقة بين مصر وصربيا قديمة وراسخة، حيث يحتفل البلدان اللذان كانا من مؤسسى حركة عدم الانحياز؛ بمرور 117 سنة على تأسيس العلاقات بينهما، كما أسفرت زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، إلى بلجراد فى عام 2022 عن تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بثقة متبادلة وتعاون واسع، كما تم تأكيد هذه الشراكة خلال زيارة الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش إلى القاهرة فى يوليو 2024، حيث شهدت توقيع مُسودة اتفاقية التجارة الحرة، معربًا عن سروره بهذه الاتفاقية معتبرًا أنها تمثل صفحة جديدة فى العلاقات بين البلدين، كما يتم العمل على تنفيذ بنودها، لتحقيق الاستغلال الأمثل للفرص الممكنة لزيادة التبادل التجارى ودفع الاستثمارات، لكى ندعم التعاون فى المجالات المختلفة، وزيادة فرص المنافسة، وتحقيق النمو الاقتصادى بكل بلد، لخدمة صالح البلدين والشعبين. وأضاف ﭼورو ماتسوت، أن هذه الاتفاقية تفتح فرصًا وامكانات للمستثمرين من كلا الطرفين مع تطلع الحكومتين لاستغلال هذه الفرص، مشيرًا إلى أن الوفد التجارى الصربى كبير جدًا، ولديه اهتمام عظيم بالتعاون مع المستثمرين المصريين فى المستقبل. ولفت رئيس وزراء جمهورية صربيا إلى أن الزيارة الحالية تشهد عقد منتدى الأعمال المصرى الصربى الثالث، وذلك بهدف دعم التعاون فى مجالات الاقتصاد والطاقة بالإضافة إلى قطاعات أخرى مهمة لتعزيز الشراكة وتحقيق المصالح المشتركة، بحيث تقتح ومصر وصربيا الأبواب سويًا لمرور السلع والاستثمارات، مؤكدًا أنه بالرغم من أن التبادل الاقتصادى بين مصر وصربيا قد بلغ نحو 122 مليون دولار، إلا أن هناك إمكانات لزيادته بشكل أكبر. وأضاف أن صربيا بها نحو 40 شركة مملوكة لمصريين، كما بدأت مشاريع فى السوق المصرية للتصنيع المشترك بين مصر وصربيا، مشيرًا إلى أن المؤشرات تعكس كون صربيا دولة مستقرة اقتصاديًا آمنة للاستثمارات، وذلك بفضل الموقع الجغرافى الجيد، والاتفاقات المُبرمة، ودعم الحكومة الصربية، والأيدى العاملة الماهرة، حيث تُمثل صربيا موقعًا استثماريًا متميزًا، خاصة فى صناعة البرمجة، وصربيا تحاول دائما دفع الخطوات لإقامة مبادرة البلقان المفتوح، لتصبح دول غرب البلقان مجموعة حرة لنقل البضائع. كما أعرب ﭼورو ماتسوت عن تطلعه بشكل خاص لمشاركة مصر فى معرض الإكسبو فى بلجراد عام 2027، ومشاركة عددٍ كبير من المستثمرين المصريين للتعرف على الإمكانات والفرص للتعاون، ليمثل منصة لتعزيز التبادل التجارى والتعاون بين البلدين والشعبين، كما أعرب عن تمنياته بان تجد الشركات الصربية والمنتجات الصربية مكانها فى السوق المصرية، مختتما كلمته: "نتطلع إلى شراكة جديدة ومزيد من التعاون".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store