logo
بن زير: الحكومة القادمة ستكون برعاية دولية

بن زير: الحكومة القادمة ستكون برعاية دولية

عين ليبيامنذ 4 ساعات
أكد الدكتور رمضان بن زير أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان وعضو اللجنة العلمية بالمركز القومي للبحوث والدراسات العلمية، أن مؤتمر برلين 3 قد شهد توافقا دوليا على وضع خارطة طريق جديدة بتشكيل سلطة تنفيذية واحدة تسير شؤون الدولة الليبية والإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال 18-24 شهر وتشكيل مجلس تأسيسي يحل محل مجلسي النواب والدولة ومن المتوقع أن يتم اعتماد نتائج مؤتمر برلين 3 وتوصيات اللجنة الاستشارية بقرار دولي ملزم يُعيد تعريف شرعية السلطة في ليبيا.
وأضاف د. بن زير في مداخلة له بالندوة التي نظمها المنتدى العربي للتعدد الثقافي بالمملكة المتحدة عبر أستوديو 'لندن إير' أن الخيار الرابع الذي خرجت به اللجنة الاستشارية قد لاقى قبولا من الأغلبية في ليبيا والمتمثل في سلطة تنفيذية واحده ومجلس تأسيسي يُختار وفق معايير واضحة وشفافة يُمثل فيه كافة المكونات الليبية السياسية والمدنية والشباب والمرأة مع مراعاة التوازن الجغرافي والسكاني.
وناشد د. بن زير رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هانا تيته في أن تتضمن إحاطتها القادمة أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته القادمة الخيار الرابع للجنة الاستشارية لأن الشارع الليبي محتقن ويتهم البعثة بإدارة الأزمة وليس حلها، وأكد أن البعثة مطالبة بأن تكون شريكا قويا في حل الأزمة حتى نتجنب مزيدا من خيبات الأمل
وفي ختام مداخلته، علق د. بن زير على ما ورد في لقاء برلين بشأن ضرورة احترام مبادئ حقوق الإنسان وإقامة دولة المؤسسات، وقال: 'ما أحوجنا لقضاء عادل ومسؤولين يلتزمون بتنفيذ أحكام القضاء.، ونطالب السيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية بتنفيذ أحكام القضاء وإطلاق سراح المحكومين بالبراءة والإفراج عن الموقفين دون تهمة أو سند قانوني.. رن عدم تنفيذ أحكام المحكمة العليا أمر مقلق ولا يمكن القبول به مهما كان'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اشتباكات متجددة.. ما آخر تطورات الوضع في السويداء؟
اشتباكات متجددة.. ما آخر تطورات الوضع في السويداء؟

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

اشتباكات متجددة.. ما آخر تطورات الوضع في السويداء؟

تدور مواجهات بين مقاتلين من العشائر والبدو مدعومين من السلطات السورية من جهة، ومجموعات درزية في محيط مدينة السويداء من جهة أخرى اليوم الجمعة. وانسحبت القوات الحكومية من السويداء وتركت خلفها مدينة منكوبة وأعدادا كبيرة من الضحايا، حسب وكالة «فرانس برس». مقتل 600 شخص في أعمال العنف بالسويداء وطلبت الأمم المتحدة فتح تحقيقات مستقلة وسريعة وشفافة في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص، داعية إلى وقف سفك الدماء. وتدخل الاحتلال الإسرائيلي في الأحداث باستهداف مبنى رئاسة أركان القوات السورية في العاصمة دمشق، ومقار أخرى، زاعمًا أنها تدافع عن الدروز؛ بينما تشكل هذه الأحداث منعرجًا خطيرًا أمام السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة أشهر على الإطاحة ببشار الأسد. وتطرح الأزمة مجددا تساؤلات حول قدرة حكومة الشرع على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد. وسحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء أمس الخميس مع إعلان الشرع أنه يريد تجنّب حرب واسعة مع تل أبيب التي هدّدت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سورية. أوضاع صعبة في المستشفى الحكومي الوحيد بالسويداء وفي السويداء، يعاني المستشفى الحكومي الوحيد في المدينة ظروفا بالغة الصعوبة. وتقول ربى العاملة في الفريق الطبي في المستشفى، مفضلة عدم الكشف عن اسمها كاملا «المستشفى تحوّل إلى مقبرة جماعية، فالوضع سيئ جدا (...) لا ماء ولا كهرباء... والأدوية بدأت تنقص كثيرا». في أروقة المستشفى، تنبعث رائحة كريهة من الجثث المكدّسة والمنتفخة والتي تبدّدت ملامح بعضها. يعمل الفريق الطبي من أطباء وممرضين لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين بجهد لتقديم العلاج للجرحى الذين ما زالوا يتدفقون إليهم، منهم من تمدّد في الأروقة بانتظار دوره في تلقي العلاج. واستقبل المستشفى أكثر من 400 جثة منذ الإثنين الماضي، وفقا للطبيب العامل في المستشفى ونقيب أطباء السويداء عمر عبيد، بينهم نساء وأطفال ومسنون ومقاتلون. خرق اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والدروز دخل وقف إطلاق نار حيّز التنفيذ، لكن الرئاسة السورية اتهمت ليل الخميس المقاتلين الدروز بخرقه. وتجدّدت الاشتباكات اليوم الجمعة في محيط مدينة السويداء بين المقاتلين من العشائر والمقاتلين الدروز، كما أكد مقاتلون من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وسمع مراسلو الوكالة الفرنسية داخل مدينة السويداء وفي محيطها أصوات إطلاق رصاص. ولا تزال السويداء محرومة من الكهرباء والماء، وسط ضعف في شبكة الاتصالات، بحسب ما أفاد رئيس تحرير موقع «السويداء 24 المحلي» ريان معروف، مضيفا أن «الوضع الإنساني كارثي، لا يوجد حتى حليب للأطفال». وقال الاحتلال الإسرائيلي اليوم إنه بصدد إرسال «مساعدات إنسانية إلى السويداء تبلغ قيمتها نحو 600 ألف دولار وتشمل حصصا غذائية وإمدادات طبية»، بحسب بيان لوزارة الخارجية في تل أبيب. دعوة أممية لوقف سفك الدماء والعنف وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك «يجب أن يتوقف سفك الدماء والعنف، وحماية كل الأشخاص يجب أن تكون الأولوية المطلقة». وأضاف: يجب أن تُجرى تحقيقات مستقلة، سريعة وشفافة في كل أعمال العنف، وأن تجرى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. وأرغمت أعمال العنف نحو 80 ألف شخص على النزوح من منازلهم في السويداء، وفق المنظمة الدولية للهجرة. ونفى الاحتلال الإسرائيلي أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن تنفيذه مزيدا من الضربات الجوية قرب السويداء ليل الخميس. وسبق ذلك تهدّيد أصدره الاحتلال يوم الأربعاء بمزيد من التصعيد ضدّ القوات الحكومية السورية ما لم تنسحب من محافظة السويداء بعدما قصفت مواقع عدة أبرزها مجمّع هيئة الأركان العامة ومحيط القصر الرئاسي في دمشق. فيما قالت الولايات المتحدة حليفة تل أبيب والداعمة للسلطات السورية الجديدة، الخميس، إنها لم تساند الغارات الإسرائيلية على سورية. شرارة الأزمة.. كيف بدأت الاشتباكات في السويداء؟ اندلعت الاشتباكات الأحد الماضي في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزيا وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو. واتهم المرصد السوري والفصائل الدرزية وشهود القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات في مدينة السويداء بعيد انتشارها فيها. وأحصى المرصد مقتل أكثر من 600 شخص من الجانبين جراء أعمال العنف، بينهم مدنيون. مقاتلون من العشائر السنية من مختلف المناطق يتوافدون إلى السويداء وأفاد ثلاثة مراسلين لـ«فرانس برس» في السويداء بأن مقاتلين من العشائر السنية توافدوا من مختلف المناطق السورية دعما للبدو وتجمّعوا صباح الجمعة في قرى محيطة بالمدينة. وقال شيخ إحدى العشائر علي العناد لمراسل الوكالة الفرنسية قرب قرية ولغا في ريف السويداء إن رجاله جاؤوا من منطقة حماة وسط سورية بعدما «استنجد بنا أبناء البدو وجئنا لدعمهم». وشاهد مراسل منازل ومتاجر وسيارات تحترق في قرية ولغا الدرزية التي باتت بيد العشائر. ويقدّر تعداد الدروز في سورية بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد في محافظة السويداء خصوصا. ويتوزّع الدروز كذلك بين لبنان وإسرائيل.

بن زير: الحكومة القادمة ستكون برعاية دولية
بن زير: الحكومة القادمة ستكون برعاية دولية

عين ليبيا

timeمنذ 4 ساعات

  • عين ليبيا

بن زير: الحكومة القادمة ستكون برعاية دولية

أكد الدكتور رمضان بن زير أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان وعضو اللجنة العلمية بالمركز القومي للبحوث والدراسات العلمية، أن مؤتمر برلين 3 قد شهد توافقا دوليا على وضع خارطة طريق جديدة بتشكيل سلطة تنفيذية واحدة تسير شؤون الدولة الليبية والإشراف على الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال 18-24 شهر وتشكيل مجلس تأسيسي يحل محل مجلسي النواب والدولة ومن المتوقع أن يتم اعتماد نتائج مؤتمر برلين 3 وتوصيات اللجنة الاستشارية بقرار دولي ملزم يُعيد تعريف شرعية السلطة في ليبيا. وأضاف د. بن زير في مداخلة له بالندوة التي نظمها المنتدى العربي للتعدد الثقافي بالمملكة المتحدة عبر أستوديو 'لندن إير' أن الخيار الرابع الذي خرجت به اللجنة الاستشارية قد لاقى قبولا من الأغلبية في ليبيا والمتمثل في سلطة تنفيذية واحده ومجلس تأسيسي يُختار وفق معايير واضحة وشفافة يُمثل فيه كافة المكونات الليبية السياسية والمدنية والشباب والمرأة مع مراعاة التوازن الجغرافي والسكاني. وناشد د. بن زير رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هانا تيته في أن تتضمن إحاطتها القادمة أمام مجلس الأمن الدولي في جلسته القادمة الخيار الرابع للجنة الاستشارية لأن الشارع الليبي محتقن ويتهم البعثة بإدارة الأزمة وليس حلها، وأكد أن البعثة مطالبة بأن تكون شريكا قويا في حل الأزمة حتى نتجنب مزيدا من خيبات الأمل وفي ختام مداخلته، علق د. بن زير على ما ورد في لقاء برلين بشأن ضرورة احترام مبادئ حقوق الإنسان وإقامة دولة المؤسسات، وقال: 'ما أحوجنا لقضاء عادل ومسؤولين يلتزمون بتنفيذ أحكام القضاء.، ونطالب السيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية بتنفيذ أحكام القضاء وإطلاق سراح المحكومين بالبراءة والإفراج عن الموقفين دون تهمة أو سند قانوني.. رن عدم تنفيذ أحكام المحكمة العليا أمر مقلق ولا يمكن القبول به مهما كان'.

أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات
أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات

الوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الوسط

أيام الرعب في السويداء: شهادات عن القتل والسلب والانتهاكات

Getty Images تستعد القوات الحكومية لإعادة انتشارها في مدينة السويداء مجدداً، بحسب مصدر رسمي أيام طويلة عاشها أهل السويداء هذا الأسبوع وسط اقتتال عنيف بين عشائر البدو والقوات الحكومية من جهة وفصائل درزية مسلحة أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص ونزوح نحو 2000 عائلة "جرّاء أعمال العنف"، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وتستعد القوات الحكومية لإعادة انتشارها في مدينة السويداء مجدداً، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة، وذلك بعد أن أعلنت انسحابها خارج المدينة فجر الخميس، عقب التوصل لاتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار بوساطات دولية. وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارات بالطيران الحربي على مبنى قيادة الأركان السورية في دمشق ومحيط القصر الرئاسي وفي مدينتَيْ درعا والسويداء، فيما قال إنه رفض تدخل قوات الحكومة في السويداء وطالب بانسحابها فوراً. وزادت الانقطاعات في الاتصالات وخدمات الإنترنت من صعوبة التواصل مع السكان المحليين وتحديد ما يجري بدقة. لكن بمجرد وقف القتال يوم الخميس بدأ أهالي المدينة بمشاركة قصص الرعب التي عاشوها على مدار أكثر من 48 ساعة، بعضهم آثروا إخفاء هويتهم الحقيقية خوفاً على سلامتهم. "أعدموا الشباب مع صيحات الله أكبر" تسكن مها (اسم مستعار)، في منطقة قريبة من الجهة التي دخلت منها من وصفتهم بالقوات الحكومية، وتقول لبي بي سي إن القوات كانت تقصف من الخارج بقذائف الهاون والصواريخ، قبل أن يدخلوا المدينة "بشكل همجي ووحشي". وتتابع مها، وهي طالبة جامعية درزية مقيمة في السويداء "سمعنا أصواتهم وهم يدخلون، كانوا يصرخون بصوتٍ عالٍ رافعين الأسلحة، ويضربون الأبواب بعنف ويكسرونها". كانت مها مع أمها في المنزل، تصف لحظات الرعب أثناء دخول مَن قالت إنهم قوات تابعة لوزارتَيْ الداخلية والدفاع، حيث كانوا مقسمين على مجموعات، بحسب وصفها. وتتابع "أول مجموعة دخلت لم تقتل أحداً، لكنهم سرقوا الهواتف والسيارات والمصوغات والنقود، كانوا يوجهون أسلحتهم باتجاهنا بينما يقومون بالتفتيش، ويسألون إنْ كان هناك شبان مسلحون". لكنها تتابع أن مجموعة أخرى دخلت البناء المقابل في الحي الذي تسكن فيه، "وأطلقوا الرصاص على البيوت، وأنزلوا الشباب وأعدموهم أمام منازلهم، مع صيحات الله أكبر. كان هناك ترهيب وتخويف للأهالي". تقول مها إنها شاهدتهم "يدخلون إلى منزل جيراننا، يفجرون قذائف هاون ببناء مجاور، كما قتلوا شاباً حاول الوقوف بوجههم، دون أن يتمكن أحد من الوصول إلى جثمانه ليوم ونصف اليوم". وتضيف "لم نشعر بأي لحظة أمان، كانوا يدخلون بهدف أخذ كل ما هو ثمين، وبهدف القتل". وكانت الاشتباكات اندلعت الأحد في السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزياً وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، تدخّلت القوات الحكومية يوم الاثنين بهدف "فضّ الاشتباكات" بحسب التصريحات الرسمية. لكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود وفصائل درزية، تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو، وتخللت الاشتباكات انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية لـ83 مدنياً درزياً، بحسب المصدر ذاته. Getty Images تقول مها المقيمة في السويداء إن "عناصر القوات الحكومية سرقوا الهواتف والسيارات والمصوغات والنقود، كانوا يوجهون أسلحتهم باتجاهنا بينما يقومون بالتفتيش". "خنزير درزي صغير، قتلناه قبل أن يكبر" كانت لبنى، الطالبة الجامعية من الطائفة الدرزية، في منزل عائلتها بالسويداء عندما دخلت فرقة، قالت إنها من الأمن العام، إلى الحي ورمت المنزل بالرصاص فتكسَّر زجاج الشبابيك والأبواب، على حد وصفها. تتابع أنها هربت مع عائلتها لبيت عمّها، لكنّ شبّاناً آخرين "دخلوا إلى بيت عمّي، أطلقوا النار بين أقدام المتواجدين وهدّدوهم وضربوهم. فتشوا المنزل ولم يتركوا شيئاً دون أذى، أخذوا منا كل شيء، النقود والمصوغات والهواتف" - وتتابع لبنى أن أولاد عمّها كانوا يلبسون الزي الشعبي الدرزي، "حبسوهم بغرفة وضربوهم بشدة وحلقوا شواربهم ورمَوا الحيطان بالرصاص". تصف لبنى تفاصيل تلك اللحظات الثقيلة، وتقول إن المعتدين "تعمّدوا إهانة الرموز الدينية، أنزلوا علم الطائفة الدرزية من على الحائط، ومزقوا صور الشيوخ وداسوها بأقدامهم ومسحوا أحذيتهم بها" - بعد ذلك "صوّبوا الأسلحة علينا وهدّدونا ووصفونا بالخنازير وسرقوا سياراتنا، لا نستطيع الهروب إلى مكان آخر بدون سيارات، وليس معنا نقود، أو أي شيء". وانتشرت فيديوهات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر مقاتلين صوروا أنفسهم بينما يقومون بانتهاكات فاضحة أثناء تواجدهم في السويداء بحق مدنيين و شيوخ متقدمين في العمر. وتخللت الفيديوهات مشاهد للاستهزاء من رموز دينية وحَلْق شوارب لشيوخ متقدمين بالعمر. ولم تتحقق بي بي سي من صحة هذه المقاطع المصورة، غير أنها تم تداولها بشكل كثيف. Getty Images رجل درزي أصيب في جولات القتال الأخيرة، محاط بأصدقائه وأفراد عائلته بعد انسحاب القوات الحكومية من مدينة السويداء جنوب سوريا في 17 يوليو/تموز 2025. وأدانت الرئاسة السورية في بيان الأربعاء الانتهاكات التي وقعت في محافظة السويداء في جنوب البلاد، متعهدة بمحاسبة مرتكبيها. وجاء في البيان "إن هذه الأفعال، التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية وغير القانونية، لا يمكن قبولها تحت أي ظرف من الظروف، وتتنافى تماماً مع المبادئ التي تقوم عليها الدولة السورية". وأضاف البيان أن الحكومة السورية تدين بشدة "هذه الأعمال المشينة"، وتؤكد التزامها التام بالتحقيق في جميع الحوادث المتعلقة بها ومحاسبة كل من ثبت تورطه فيها. تبكي لبنى وهي تصف كيف قتلوا أولاد عمّها، أحدهم "كان لديه بنية جسدية رياضية قاموا بتمزيق عضلاته وقطعوا أصابعه، بينما خلع أحدهم ملابسه وهدّد باغتصاب ابنة عمّي أمام أطفالها" - تتابع لبنى أن الأمر لم ينتهِ هنا، فبعد ذلك بوقت قصير جاءت فرقة ثانية إلى منزل عمّها الآخر "قتلوا ابنه العشريني وسحلوه وهم يرددون: هذا خنزير درزي صغير قتلناه قبل أن يكبر". دَفَن عمُّها ابنَه بحديقة جانب البيت، فيما فقدوا الاتصال بعمّها الآخر وابنه المصاب بعد أن أخذوهما، على حد قولها. "لا أستطيع وصف حالتنا النفسية" تتابع لبنى بصوت مرتجف - "لم يدخلوا لأجل حمايتنا، أخذوا كل شيء، حرقوا منازل ومحلات، شهدنا فظاعة غير منطقية". Getty Images أدانت الرئاسة السورية في بيان الأربعاء الانتهاكات التي وقعت في محافظة السويداء في جنوب البلاد، متعهدة بمحاسبة مرتكبيها. "نحن نعيش تكراراً لما حصل في الساحل" حسب من تحدثنا إليهم، فإن العديد من تفاصيل الأحداث الأخيرة تُشبه إلى حد كبير الانتهاكات التي وُثّقت بحق أبناء الطائفة العلوية خلال أحداث الساحل في مطلع شهر آذار/مارس. وفي حين تسعى الحكومة السورية الجديدة، التي شُكّلت في 29 مارس/آذار 2025، إلى نزع سلاح الميليشيات الفصائلية وكسب ثقة مختلف الطوائف العرقية والدينية، إلا أن العديد من الأقليات - بما في ذلك الدروز - يشككون في نوايا الحكومة، رغم تعهداتها بحمايتهم. وحتى الآن، ظلت محافظة السويداء الجنوبية خاضعة إلى حد كبير لسيطرة الفصائل الدرزية التي قاومت دعوات الانضمام إلى قوات الأمن. وكان رئيس السلطة الانتقالية أحمد الشرع قد أعلن في كلمة مسجلة للسوريين، فجر الخميس، تكليف "فصائل مَحليّة" ورجال دين دروز "مسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، موضحاً أن "هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة". وتصف نور (اسم مستعار)، الشابة الدرزية المقيمة في ريف السويداء الوضع بـ"المأساوي" وتتابع "نحن نعيش تكراراً لما حصل في الساحل، ذات المجازر وذات الانتهاكات والتصرفات". وتشير نور إلى أن عائلات عدة نزحت من مناطق الاقتتال إلى قريتها بعد أن فقدت بيوتها وأرزاقها وأوراقها الثبوتية، مع وجود "نقص حاد بالمستلزمات الأساسية والغذاء وحليب وحفاضات الأطفال" - كما أن المنطقة تعاني من ضعف شديد بالاتصالات والإنترنت وانقطاع للكهرباء والمياه. "عائلات بأكملها أُبيدت" كانت هاديا فيصل المقيمة في أوروبا منذ 15 سنة تعيش لحظات طويلة من القلق والتوتر إزاء ما يجري في مدينتها خاصة مع صعوبة التواصل مع عائلتها في كثير من الأحيان. شاركتنا هاديا، التي تنتمي أيضاً للطائفة الدرزية، مشاهدات أهلها وأقاربها من السويداء التي دخلتها جماعات مسلحة، تقول: "كان مظهر بعضهم يوحي بأنهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والبعض الآخر غير معروفين، لكنهم جميعاً دخلوا تحت صفة الأمن العام"، على حد تعبيرها. Getty Images مقاتلون دروز سوريون يحتفلون بعد انسحاب القوات الحكومية السورية من محافظة السويداء الجنوبية، في 17 يوليو/تموز 2025. وتتابع هاديا أنهم بدؤوا منذ منتصف ليل الاثنين "بضرب قذائف هاون وأسلحة ثقيلة ومتوسطة، وفي الصباح دخلوا إلى المدينة وبدؤوا ينفّذون إعدامات ميدانية وعمليات سرقة لبيوت المدنيين وسياراتهم". فقدت هاديا صديقتها منال، التي اختُطفت مع زوجها وابنها، قبل أن يتم العثور عليهم مقتولين برصاص في الرأس - في منطقة قريبة من مكان اختطافهم. أما مايا (اسم مستعار) من مدينة شهبا، فقالت إن زوجة أخيها وأطفالها كانوا في زيارة لأهلها في السويداء عند حصول الهجوم. وأمضت الليلتين الماضيتين مختبئة بغرفة في منزل بعد أن دخلت مَن تقول إنها قوات حكومية إلى بيت عمّ الزوجة، وهناك "أخذوا كامل العائلة مع حفيدتهم الصغيرة وصادروا هواتف الجميع، ولا يزال مصيرهم مجهولاً". توضح مايا أن انقطاع الكهرباء والإنترنت والاتصالات الأرضية جعل التواصل في غاية الصعوبة، مشيرةً إلى أن معظم ما نُقل عبر القنوات الإعلامية السورية عن الوضع الميداني كان غير دقيق. وتضيف أنه "بعد انسحاب القوات الحكومية بدأ أهل المنطقة بتنظيف الشوارع والتعرف على الجثث، وتفقد الشهداء". وكانت السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة مساء أمس، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسيّة. وأفاد رئيس تحرير شبكة (السويداء 24) ريان معروف، بُعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها "بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store