ماذا يريد فلاديمير بوتين فعليا؟
وبحسب الموقع، "في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة في بوخارست في نيسان 2008، كان أمام القادة الغربيين خياران: إما تقديم ضمانات أمنية ملموسة لجورجيا وأوكرانيا، أو التراجع في وجه التهديدات الروسية. وفي الواقع، لم يُقدّم الحلفاء سوى خطابات ركيكة. لقد رأت موسكو هذا الأمر على حقيقته، مجرد إظهار للضعف. وفي آب من ذلك العام، دخلت الدبابات الروسية جورجيا. لم تفشل الولايات المتحدة في فرض أي تكاليف باهظة على روسيا جراء هذا الغزو فحسب، بل ذهبت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى حد محاولة "إعادة ضبط" العلاقات الأميركية الروسية بشكل إيجابي".
وتابع الموقع، "أدرك بوتين أن إعادة النظر الأحادية في التقسيم الإقليمي لا تُكلف إلا القليل مقابل أقصى قيمة استراتيجية. ثم تبع ذلك غزو شبه جزيرة القرم عام 2014، ومنطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا. كانت كل خطوة مُدروسة لاختبار رد الفعل الغربي على فرض الأمر الواقع. وفي عام 2022، عندما أصبح الأمر متعلقاً بأوكرانيا بأكملها، توقع بوتين في البداية نصرًا سريعًا. أما الآن، فيستغرق الأمر منه وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا. ومع ذلك، لم تقتصر مهمة بوتين النهائية على جورجيا أو أوكرانيا فقط، كما أنها لم تتعلق بتوسع الناتو أو المخاوف الأمنية. إن هدف بوتين الاستراتيجي الأول هو تقويض نفوذ الولايات المتحدة والعالم الأحادي القطب الذي أنشأته أميركا بعد الحرب الباردة. إنه يريد إقامة عالم متعدد الأقطاب تتمتع فيه روسيا بقوة وسلطة عظمى".
وأضاف الموقع، "هكذا تُمثل أوكرانيا ساحة المعركة الحاسمة لبوتين. فهو يُدرك أنه لا يمكن لدول ناجحة ذات توجه غربي أن تتواجد على حدود روسيا إذا كانت الأخيرة تأمل في تحدي الهيمنة الأميركية. ولهذا السبب يدعم أيضًا كوريا الشمالية، وسبق ودعم سوريا في عهد بشار الأسد وإيران. افترض الكثيرون في الغرب أن التكامل الاقتصادي والانخراط الدبلوماسي سيكبحان الطموحات الإمبراطورية الروسية بطريقة ما. لكنهم كانوا مخطئين. فالرغبة في تعديل نتائج الحرب الباردة كانت قائمة منذ عام 1989، لكن الوسائل لم تكن متوفرة. لم يُحسن القادة الروس التصرف إلا عندما اضطروا لذلك. ويستغل بوتين الفرصة لتحقيق مزيد من السيطرة محليًا وتعزيز قوته دوليًا، ويحلم علنًا بأن يكون بطرس الأكبر، وأن يستعيد مجد روسيا وسطوتها الإمبراطورية. بالنسبة لرجل المخابرات السوفيتية السابق، تُرسم الحدود السيادية عند تقاطع الخيال والقوة القسرية".
وبحسب الموقع، "يكشف توقيت بوتين عن غرائزه العدوانية. فقد رأى فرصةً استراتيجيةً بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الكارثي من أفغانستان، مع تنامي المشاعر الانعزالية لدى كلا الحزبين في الولايات المتحدة، وإرهاق الرأي العام الأميركي من الحرب. لقد اكتشف ضعفًا فسارع إلى استغلاله. في الواقع، بوتين يحسب مغامراته، فيُقدم على الضربات حين يعتقد أنه قادر على النجاح دون تكلفة باهظة. لا يستسلم للقوة إلا عند مواجهته مباشرةً. فعندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية اخترقت مجالها الجوي عام 2015، مارس بوتين ضبط النفس، وعندما قتلت الولايات المتحدة العشرات من عناصر فاغنر في سوريا في شباط 2018، تراجع، وعندما انضم الفنلنديون والسويديون إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد غزو بوتين لأوكرانيا، تمتم ببضع كلمات غاضبة".
وتابع الموقع، "يراقب العالم الآن ليرى ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب مستعدًا لإظهار قناعة مماثلة عندما يُصعّد بوتين الضغط حتمًا في مواجهة عقوبات جديدة أو إمدادات أسلحة لأوكرانيا. لكن هذا الضعف يُعزز ثقة بوتين في أطروحته التي طرحها في ميونيخ عام 2007: أن القوة الأميركية آخذة في التراجع، وأن العالم المتعدد الأقطاب يبرز مكانها. يُدرك بوتين أن أوروبا وحدها لن تُوقفه. فقد شاهد القادة الأوروبيين يُماطلون، ويناقشون، ويكتفون بلفتات رمزية مرارًا وتكرارًا. وحتى الآن، ورغم ثلاث سنوات من الحرب، لا تزال استجابة أوروبا غير كافية لحجم التهديد. هذا يعني أن المسؤولية النهائية تقع على عاتق الولايات المتحدة، شئنا أم أبينا".
وختم الموقع، "سيواصل بوتين اختبار عزيمة أميركا حتى يواجه تكاليف تُهدده حقًا. بوتين يعرف ما يُقاتل من أجله. فهل يعرف الغرب ما يدافع عنه؟"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ 9 ساعات
- صوت بيروت
ليتوانيا تطلب من حلف الأطلسي تعزيز دفاعاتها الجوية بعد اختراق مسيرتين مجالها الجوي
قالت وزارة الخارجية في ليتوانيا، اليوم الثلاثاء، إنها وجهت رسالة إلى حلف شمال الأطلسي تطالبه فيها بتعزيز دفاعاتها الجوية بعد أن اخترقت طائرتان مسيرتان عسكريتان مجالها الجوي قادمتين من روسيا البيضاء خلال أقل من شهر. وقال وزير خارجية ليتوانيا كيستوتيس بودريس للصحفيين 'يجب ألا تتحمل ليتوانيا هذه المسؤولية وحدها، لأننا ندافع عن الجناح الشرقي لحلف الأطلسي'. وتشترك ليتوانيا، عضو حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، في حدود مع روسيا وروسيا البيضاء، الحليفة المقربة لموسكو. وجاء في رسالة مشتركة من وزيري الخارجية والدفاع في ليتوانيا إلى الأمين العام لحلف الأطلسي مارك روته أن الحلف 'يجب أن يُظهر استعداده للدفاع عن كل سنتيمتر من أراضيه'. وقال الحلف في تعليق أرسله بالبريد الالكتروني إنه يراقب الموقف عن كثب. وفي أحدث واقعة، اخترقت طائرة مسيرة المجال الجوي الليتواني في 28 يوليو تموز. وقالت وزيرة الدفاع دوفيلي ساكالينيه إن ليتوانيا تعتقد أن الطائرة كانت موجهة من روسيا لتنفيذ هجوم في أوكرانيا، لكنها انحرفت عن مسارها بفعل أنظمة الدفاع الأوكرانية. وعُثر على الطائرة محطمة في منطقة تدريب عسكرية على بُعد نحو مئة كيلومتر من الحدود مع روسيا البيضاء، وكانت تحمل كيلوجرامين من المتفجرات، حسبما أفاد رئيس أركان الجيش في ليتوانيا داينيوس باسكيفيسيوس للصحفيين. وذكرت وزيرة الدفاع أن الطائرة من نوع جيربيرا، وهي نسخة خشبية من طائرة شاهد إيرانية الصنع التي تستخدمها القوات الروسية على نطاق واسع. وفي العاشر من يوليو تموز، دخلت طائرة مسيرة من نفس النوع المجال الجوي الليتواني من روسيا البيضاء، ما أثار ذعرا في البداية، قبل أن تقرر السلطات أنها لا تشكل خطرا.


الميادين
منذ 10 ساعات
- الميادين
3 دول أوروبية تعتزم تمويل مساعدات عسكرية أميركية لأوكرانيا بنحو 500 مليون دولار
أعلنت كلّ من السويد والنرويج والدنمارك، اليوم الثلاثاء، أنها ستقدّم نحو 500 مليون دولار، في إطار مبادرة يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتزويد أوكرانيا بأسلحة أميركية، بما في ذلك صواريخ "باتريوت"، لضمان قدرتها على مواصلة الحرب ضد روسيا. وزير الدفاع النرويجي توري ساندفيك قال، في بيان، إن هذه المساهمة، التي تبلغ قيمتها نحو 146 مليون دولار، تهدف إلى "ضمان اقتناء أوكرانيا للمعدات التي تحتاجها بسرعة، مع تعزيز تعاون الحلف في مجال الدفاع عن كييف، والتوصل إلى السلام بناءً على شروطها". من جهته، قال وزير الدفاع الدنماركي، ترولز لوند بولسن، إن الأموال ستكون متاحة فوراً، مبدياً استعداد بلاده لبحث تمويل إضافي في مرحلة لاحقة. وأضاف في بيان أنّ "السرعة أمر بالغ الأهمية"، مشيراً إلى أنّ حصة كوبنهاغن من المساهمات تبلغ 90 مليون دولار. اليوم 10:01 4 اب أمّا السويد، فأعلنت أنها ستقدّم 275 مليون دولار، في إطار الحزمة، التي تشمل صواريخ "باتريوت"، وغيرها من معدّات الدفاع الجوي، فضلاً عن ذخائر مضادة للدبابات. وأفادت نائبة رئيس الحكومة السويدية، إبا بوش، الصحافيين بأن "استمرار توريد هذا النوع من المعدات الدفاعية الأميركية، التي لا يتسنى لأوروبا توفيرها بكميات كافية، يشكّل أهمية بالغة لقدرة أوكرانيا الدفاعية". الأمين العام لحلف "الناتو"، مارك روته، عبّر عن امتنان الحلف للدول الاسكندنافية الثلاث، لسرعة تحرّكها لتمويل الحزمة. وكان الحلف قد أعلن، في وقت سابق، أنه سينسّق مبادرة تحمل اسم قائمة متطلّبات أوكرانيا ذات الأولوية، والتي تموّلها دول أوروبية أعضاء في الحلف وكندا، وستقسّم إلى حزم تبلغ نحو 500 مليون دولار. وكانت هولندا أول دولة تعلن مساهمتها، حيث قالت، أمس الاثنين، إنها تعتزم تقديم 500 مليون يورو. يشار أيضاً إلى أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قال، الشهر الماضي، إن واشنطن ستزوّد أوكرانيا بأسلحة يدفع ثمنها حلفاؤها الأوروبيون، لكنه لم يوضح كيفيّة حدوث ذلك.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 11 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
المكالمة الثانية خلال أسبوع.. ماذا دار بين نتنياهو وبوتين؟
في توقيت لافت وخلال أسبوع واحد فقط رن الهاتف مرتين بين موسكو وتل أبيب. على الطرف الأول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى الطرف الآخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فالمكالمة الثانية التي جاءت بعد زيارة وفد سوري إلى موسكو لم تكن مجرد تحية دبلوماسية.. في بيان مقتضب بعد المكالمة الثانية، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الزعيمين ناقشا 'الوضع في سوريا'، وأكد بوتين على 'ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية'، مضيفًا أنه يجب مراعاة حقوق جميع المجموعات العرقية والدينية في البلاد لكن خلف هذا الخطاب الكلاسيكي، تدور أسئلة ملحة فما الذي يدفع موسكو وتل أبيب إلى تكثيف التنسيق بهذا الشكل المفاجئ؟ الزيارة الأخيرة لوفد سوري إلى موسكو، لم تكن زيارة مجاملة إذ تم خلالها مناقشة ملفات حساسة تتجاوز الإعمار والتعاون الاقتصادي، لتصل إلى عمق التوازنات الأمنية في الجنوب السوري وفق محللين قالوا إن هذه الزيارة تزامنت مع تصعيد إسرائيلي في محافظة السويداء، جنوبي البلاد، ومع حديث عن لقاء محتمل بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في أذربيجان، تم تأجيله في اللحظة الأخيرة.. كل هذه المؤشرات ترسم خريطة معقدة يتحرك فيها الجميع بحذر شديد. في خلفية هذه المحادثات، تستعر المواجهة غير المعلنة بين إسرائيل وإيران داخل الأراضي السورية، تل أبيب تواصل ضرباتها الجوية ضد مواقع تقول إنها إيرانية، فيما تراقب موسكو المشهد من مواقعها الثابتة في طرطوس وحميميم، حريصة على ألا تتحول سوريا إلى ساحة صراع مباشر يهدد نفوذها الاستراتيجي .. الواضح أن روسيا تحاول أن تضع نفسها في قلب المعادلة الإقليمية، ليس فقط كقوة عسكرية، بل كوسيط سياسي أيضاً لديها ما يكفي من العلاقات مع إيران، والتنسيق مع إسرائيل، والوجود المباشر في سوريا، ما يجعلها قادرة على ضبط الإيقاع أو على الأقل محاولة ذلك. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News