logo
لقاء عابر فى فرح

لقاء عابر فى فرح

الدستورمنذ 14 ساعات

لى صديق قديم غاضب دائمًا، ورغم نجاحه فى الحياة لا يكف عن انتقاد الجميع، يشعر الناس بالتوتر حين يتكلم، هو يريد أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه معارض، وأنه يعرف مصلحة البلد أكثر من المعارضة والحكومة معًا، ويطالب الآخرين بتبنى وجهة نظره فى كل القضايا. هو لا يقرأ الأدب، وربما لهذا السبب أصبح هكذا، لأن قراءة الأدب تحمى الناس من الكراهية وتعرفهم على طرق فى التفكير قادرة على حل أصعب المشاكل.
أحيانًا أشعر بأنه يتبنى أفكارًا تقدمية حين يتحدث عن العدالة، وفى معظم الأحيان أجده رجعيًا إذا تحدث عن الحريات مثلًا، ربما بسبب عمله فى الخليج لعشر سنوات متواصلة لم ينزل فيها إلى مصر سوى مرتين. هو متابع لنشرات الأخبار والبرامج الحوارية وقارئ صحف محترف، يقرأ فقط المقالات السياسية، ومعجب بأسماء بعينها، ولا يشجع كرة القدم التى تطارده حكاياتها فى كل مكان، ويعتقد أن هذه اللعبة مؤامرة على العقول، وبالطبع لا يشاهد السينما ولا يذهب إلى المسرح لأنه مشغول بما هو أهم!، وإذا عجز عن مجاراة أحد، تحول إلى رجل دين.
قابلته مؤخرًا فى فرح ابن أحد أصدقائنا المشتركين، وعاتبنى أننى لا أكتب فى السياسة، وحدد لى الموضوعات التى ينبغى أن أكتب فيها، حاولت أن أقول له إننى لا أجد الألفة إلا وأنا أكتب عن الذين أحبهم، سواء ممن عرفتهم عن قرب من الأدباء والفنانين أو من الذين تعرفت إليهم من خلال أعمالهم، وإننى فيما أكتب أحاول أن أدافع عن الموهبة والصدق، وهى أشياء أهم بكثير من التعليق على حدث سياسى هناك من هو أجدر منى بالتعليق عليه.
قلت له أريد أن يعرف الناس أن الشيخ مصطفى إسماعيل على سبيل المثال ليس مجرد قارئ عظيم للقرآن الكريم، وأن الشيخ زكريا أحمد «الذى كوّن فرقة إنشاد دينى مع الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى» أنقذ الروح القاهرية من هجوم القراصنة بموسيقاه، أريد أن يتعرف القارئ على عمار الشريعى الذى عرفته، واقتربت من عالمه السحرى، وعلى الموهوب الكبير حجازى الرسام، الشخص الوحيد الذى عاش مستقلًا فى عالم ضد فكرة الاستقلال، كتبت وأكتب وسأكتب عن مسوغات محبتى لنجيب محفوظ وخيرى شلبى وإبراهيم أصلان ومحمد البساطى ووليم إسحق وإدريس على وعفيفى مطر وحلمى سالم ومحمد الماغوط وأنسى الحاج وماركيز وهيمنجواى وبورخيس وهدى سلطان وشادية وصباح ووردة وسعاد محمد وعبدالرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب.
قلت له إننى حاولت أن أفضفض وأنا أشير إلى أرواح ظللت أيامنا بالإبداع العفى، بالطبع قصّرت فى حق كثيرين، وأتمنى أن يروق الجو لأتفرغ لهم. كنت أتحدث إلى نفسى، وشعرت بأنه اختفى وأنا أقول إننى أستظل بسيرة هؤلاء من هجير الأيام، لأننى منذ وصولى إلى القاهرة وأنا فى حالة مشى، معرفتى بالشخصيات التى كتبت عن بعضها هى التى بددت وحشتى، وأننى كتبت مقالات وكتبًا عنهم لكى يعرف الناس أننا أغنياء بسيرتهم ومنجزهم، وأن مصر غنية بهؤلاء، وأن هناك من يقصد تجاهلهم لإفساح الطريق أمام أشخاص آخرين يظهرون فى التليفزيون وترحب بهم الجوائز السخية، فقط لأنهم لا يتحدثون عن مقاومة المحتل، ولا عن خطورة شراء الذمم، لا أدّعى يومًا أننى ناقد عالم ببواطن الأمور، فقط أردت أن أبرر محبتى وامتنانى، وأن أرد جميلًا لكل واحد على حدة، لأننا فى لحظة تجريف ممنهج، هناك من يحاول التخلص من سيرة الذين صنعوا ذاكرة ووجدان هذا الشعب، هناك من يتربص بالعذوبة والرقة والخيال، لكى تتراجع مصر عن القيام بمسئولياتها أمام الإنسانية، وهى حراسة الجمال والذوق والخيال والإيمان والقيم، ومقاومة التطرف والحفاظ على حدودها المادية والمعنوية.
توجد شخصيات عظيمة عرفتها تستحق كتابة كبيرة، عصية على الكتابة فى الوقت نفسه، مثل علاء الديب وإبراهيم منصور ومحمد مستجاب وفيليب جلاب ويوسف الشريف ويسرى خميس، وأسامة خليل وسعيد عبيد ووفيق الفرماوى ومحمد مهران السيد، وبدر توفيق وفتحى سعيد ومحمد روميش وعونى هيكل وسيد خميس، ورءوف عياد وعبدالهادى الوشاحى وسليمان الفهد وأحمد الربعى وعمر نجم وطاهر البرنبالى، وأسامة الدناصورى ومجدى الجابرى وخالد عبدالمنعم ومحمد حسان، ومحمود اللبان ونزار سمك وصالح سعد ومكاوى سعيد، وغيرهم من الذين عشت معهم وبينهم وفيهم، وشعرت بالدفء والسلام والسكينة فى حضرتهم، توجد شخصيات كتبت عنها ولم أنجح بعد فى الكتابة عنها، مثل نجم والأبنودى وعفيفى مطر والشيخ إمام وغيرهم، وأتمنى أن أمسك بهم فى يوم من الأيام.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لقاء عابر فى فرح
لقاء عابر فى فرح

الدستور

timeمنذ 14 ساعات

  • الدستور

لقاء عابر فى فرح

لى صديق قديم غاضب دائمًا، ورغم نجاحه فى الحياة لا يكف عن انتقاد الجميع، يشعر الناس بالتوتر حين يتكلم، هو يريد أن يثبت لنفسه وللآخرين أنه معارض، وأنه يعرف مصلحة البلد أكثر من المعارضة والحكومة معًا، ويطالب الآخرين بتبنى وجهة نظره فى كل القضايا. هو لا يقرأ الأدب، وربما لهذا السبب أصبح هكذا، لأن قراءة الأدب تحمى الناس من الكراهية وتعرفهم على طرق فى التفكير قادرة على حل أصعب المشاكل. أحيانًا أشعر بأنه يتبنى أفكارًا تقدمية حين يتحدث عن العدالة، وفى معظم الأحيان أجده رجعيًا إذا تحدث عن الحريات مثلًا، ربما بسبب عمله فى الخليج لعشر سنوات متواصلة لم ينزل فيها إلى مصر سوى مرتين. هو متابع لنشرات الأخبار والبرامج الحوارية وقارئ صحف محترف، يقرأ فقط المقالات السياسية، ومعجب بأسماء بعينها، ولا يشجع كرة القدم التى تطارده حكاياتها فى كل مكان، ويعتقد أن هذه اللعبة مؤامرة على العقول، وبالطبع لا يشاهد السينما ولا يذهب إلى المسرح لأنه مشغول بما هو أهم!، وإذا عجز عن مجاراة أحد، تحول إلى رجل دين. قابلته مؤخرًا فى فرح ابن أحد أصدقائنا المشتركين، وعاتبنى أننى لا أكتب فى السياسة، وحدد لى الموضوعات التى ينبغى أن أكتب فيها، حاولت أن أقول له إننى لا أجد الألفة إلا وأنا أكتب عن الذين أحبهم، سواء ممن عرفتهم عن قرب من الأدباء والفنانين أو من الذين تعرفت إليهم من خلال أعمالهم، وإننى فيما أكتب أحاول أن أدافع عن الموهبة والصدق، وهى أشياء أهم بكثير من التعليق على حدث سياسى هناك من هو أجدر منى بالتعليق عليه. قلت له أريد أن يعرف الناس أن الشيخ مصطفى إسماعيل على سبيل المثال ليس مجرد قارئ عظيم للقرآن الكريم، وأن الشيخ زكريا أحمد «الذى كوّن فرقة إنشاد دينى مع الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى» أنقذ الروح القاهرية من هجوم القراصنة بموسيقاه، أريد أن يتعرف القارئ على عمار الشريعى الذى عرفته، واقتربت من عالمه السحرى، وعلى الموهوب الكبير حجازى الرسام، الشخص الوحيد الذى عاش مستقلًا فى عالم ضد فكرة الاستقلال، كتبت وأكتب وسأكتب عن مسوغات محبتى لنجيب محفوظ وخيرى شلبى وإبراهيم أصلان ومحمد البساطى ووليم إسحق وإدريس على وعفيفى مطر وحلمى سالم ومحمد الماغوط وأنسى الحاج وماركيز وهيمنجواى وبورخيس وهدى سلطان وشادية وصباح ووردة وسعاد محمد وعبدالرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب. قلت له إننى حاولت أن أفضفض وأنا أشير إلى أرواح ظللت أيامنا بالإبداع العفى، بالطبع قصّرت فى حق كثيرين، وأتمنى أن يروق الجو لأتفرغ لهم. كنت أتحدث إلى نفسى، وشعرت بأنه اختفى وأنا أقول إننى أستظل بسيرة هؤلاء من هجير الأيام، لأننى منذ وصولى إلى القاهرة وأنا فى حالة مشى، معرفتى بالشخصيات التى كتبت عن بعضها هى التى بددت وحشتى، وأننى كتبت مقالات وكتبًا عنهم لكى يعرف الناس أننا أغنياء بسيرتهم ومنجزهم، وأن مصر غنية بهؤلاء، وأن هناك من يقصد تجاهلهم لإفساح الطريق أمام أشخاص آخرين يظهرون فى التليفزيون وترحب بهم الجوائز السخية، فقط لأنهم لا يتحدثون عن مقاومة المحتل، ولا عن خطورة شراء الذمم، لا أدّعى يومًا أننى ناقد عالم ببواطن الأمور، فقط أردت أن أبرر محبتى وامتنانى، وأن أرد جميلًا لكل واحد على حدة، لأننا فى لحظة تجريف ممنهج، هناك من يحاول التخلص من سيرة الذين صنعوا ذاكرة ووجدان هذا الشعب، هناك من يتربص بالعذوبة والرقة والخيال، لكى تتراجع مصر عن القيام بمسئولياتها أمام الإنسانية، وهى حراسة الجمال والذوق والخيال والإيمان والقيم، ومقاومة التطرف والحفاظ على حدودها المادية والمعنوية. توجد شخصيات عظيمة عرفتها تستحق كتابة كبيرة، عصية على الكتابة فى الوقت نفسه، مثل علاء الديب وإبراهيم منصور ومحمد مستجاب وفيليب جلاب ويوسف الشريف ويسرى خميس، وأسامة خليل وسعيد عبيد ووفيق الفرماوى ومحمد مهران السيد، وبدر توفيق وفتحى سعيد ومحمد روميش وعونى هيكل وسيد خميس، ورءوف عياد وعبدالهادى الوشاحى وسليمان الفهد وأحمد الربعى وعمر نجم وطاهر البرنبالى، وأسامة الدناصورى ومجدى الجابرى وخالد عبدالمنعم ومحمد حسان، ومحمود اللبان ونزار سمك وصالح سعد ومكاوى سعيد، وغيرهم من الذين عشت معهم وبينهم وفيهم، وشعرت بالدفء والسلام والسكينة فى حضرتهم، توجد شخصيات كتبت عنها ولم أنجح بعد فى الكتابة عنها، مثل نجم والأبنودى وعفيفى مطر والشيخ إمام وغيرهم، وأتمنى أن أمسك بهم فى يوم من الأيام.

دعوة للمواطنين من دار الافتاء
دعوة للمواطنين من دار الافتاء

يمرس

timeمنذ 5 أيام

  • يمرس

دعوة للمواطنين من دار الافتاء

وأكدت الدار والرابطة في بيان ، أهمية الاستقامة القلبية والعملية والعودة الحقيقة للقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والثبات على الدين والتسليم لأحكام الله وتعظيم شعائر دينه والبعد عن المعاصي والفواحش الظاهرة والباطنة. وشددتا على أهمية رفع المظالم وإنصاف المظلومين ورد الحقوق إلى أهلها وتفقد الضعفاء والمساكين وقضاء حوائج المحتاجين وتنفيس كرب المكروبين وتفعيل مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد أينما كان وممن كان فذلك كله من أسباب النصر والرزق والغيث والرحمة. ودعتا، العلماء والخطباء لأداء صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة والدعاء بضراعة والالتجاء وحسن الظن بالله. وحث البيان على الخروج في مسيرة يوم غد والمشاركة فيها، داعياً اللجنة المنظمة للمسيرات إلى رفع أكف الضراعة إلى الله والإكثار من ذكره بوعي وتعظيم واستشعار واستحضار لعظمة الله وسعة رحمته.

دعوة علمائية للاستسقاء عقب صلاة الجمعة .. غدا
دعوة علمائية للاستسقاء عقب صلاة الجمعة .. غدا

يمرس

timeمنذ 5 أيام

  • يمرس

دعوة علمائية للاستسقاء عقب صلاة الجمعة .. غدا

وأكدت الدار والرابطة أهمية الاستقامة القلبية والعملية والعودة الحقيقة للقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والثبات على الدين والتسليم لأحكام الله وتعظيم شعائر دينه والبعد عن المعاصي والفواحش الظاهرة والباطنة. وشددتا على أهمية رفع المظالم وإنصاف المظلومين ورد الحقوق إلى أهلها وتفقد الضعفاء والمساكين وقضاء حوائج المحتاجين وتنفيس كرب المكروبين وتفعيل مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد أينما كان وممن كان فذلك كله من أسباب النصر والرزق والغيث والرحمة. ودعتا، العلماء والخطباء لأداء صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة والدعاء بضراعة والالتجاء وحسن الظن بالله. وحث البيان على الخروج في مسيرة يوم غد والمشاركة فيها، داعياً اللجنة المنظمة للمسيرات إلى رفع أكف الضراعة إلى الله والإكثار من ذكره بوعي وتعظيم واستشعار واستحضار لعظمة الله وسعة رحمته. الصورة ارشيفية وأكدت الدار والرابطة أهمية الاستقامة القلبية والعملية والعودة الحقيقة للقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة والثبات على الدين والتسليم لأحكام الله وتعظيم شعائر دينه والبعد عن المعاصي والفواحش الظاهرة والباطنة. وشددتا على أهمية رفع المظالم وإنصاف المظلومين ورد الحقوق إلى أهلها وتفقد الضعفاء والمساكين وقضاء حوائج المحتاجين وتنفيس كرب المكروبين وتفعيل مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفساد أينما كان وممن كان فذلك كله من أسباب النصر والرزق والغيث والرحمة. ودعتا، العلماء والخطباء لأداء صلاة الاستسقاء عقب صلاة الجمعة والدعاء بضراعة والالتجاء وحسن الظن بالله. وحث البيان على الخروج في مسيرة يوم غد والمشاركة فيها، داعياً اللجنة المنظمة للمسيرات إلى رفع أكف الضراعة إلى الله والإكثار من ذكره بوعي وتعظيم واستشعار واستحضار لعظمة الله وسعة رحمته.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store