
100 قتيل في السويداء.. وإسرائيل وتركيا يدخلان خط الأزمة!
وأفادت مصادر محلية بأن معارك عنيفة دارت في محيط مطار الثعلة، إلى جانب محاور حزم، كناكر، وتعارة، بين مقاتلين من أبناء المحافظة ومسلحين من عشائر البدو، وسط استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة.
وبحسب شبكة 'السويداء 24″، سُمعت فجر اليوم أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في محيط قرية كناكر غربي المدينة، بينما تتقدم القوات الحكومية من محورين رئيسيين: بصر الحرير – تعارة، وأم ولد – كناكر، وسط مقاومة شرسة من السكان المحليين.
وتحدثت تقارير عن قصف مدفعي عنيف، وعمليات اقتحام رافقها سلب ونهب للممتلكات في بعض القرى، إلى جانب حالات اعتقال وأسر متبادل بين الطرفين.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 99 منذ اندلاع المواجهات صباح الأحد، بينهم 60 من أبناء السويداء (بينهم طفلان وسيدتان)، و18 من بدو السويداء، و14 عنصراً من وزارة الدفاع، و7 مجهولي الهوية يرتدون زياً عسكرياً. كما سُجلت إصابات بالعشرات، بعضها بحالات حرجة.
وفي تطور لافت، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر لحظة استهداف دبابات سورية في المنطقة الواقعة بين بلدتي المزرعة وسميع، غرب السويداء، وقال في بيان رسمي إن هذه الدبابات كانت تتقدم باتجاه المدينة، وهو ما اعتبره تهديداً أمنياً محتملاً لإسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي: 'في وقت سابق من اليوم (الإثنين)، رُصدت عدة دبابات في المنطقة الواقعة بين المزرعة وسميع، وهي تتقدم باتجاه السويداء. قصف جيش الدفاع الإسرائيلي الدبابات لمنع وصولها إلى المنطقة'.
وأكد أن 'جيش الدفاع الإسرائيلي لن يسمح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا وسيواصل مراقبة التطورات'.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري أن القصف جاء أيضاً على خلفية ما وصفه بـ'هجمات إرهابية ضد الدروز' في جنوب سوريا، في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الدبابات السورية 'تجاوزت خطاً أمنياً حددته إسرائيل داخل الأراضي السورية'، ما استدعى تدخل الطيران الإسرائيلي.
من جانبه، أعلن العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أن قوات من وزارتي الداخلية والدفاع ستبدأ بالدخول إلى مركز المدينة، بهدف 'حماية المدنيين واستعادة الأمن'، مشيراً إلى فرض حظر تجول يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر.
وكانت وزارة الدفاع السورية قد أكدت أن تحركاتها في السويداء تهدف إلى 'فض النزاع وبسط سيطرة الدولة'، في حين دعت المرجعيات الدينية المحلية إلى وقف إطلاق النار، وسط مساعٍ للتواصل بين قيادات اجتماعية ومسؤولين حكوميين لاحتواء الموقف.
وتبقى الأوضاع في محافظة السويداء قابلة للتصعيد، في ظل توتر داخلي متزايد وتدخلات إقليمية مباشرة قد تنذر بتحول خطير في مسار الأزمة جنوب البلاد.
تركيا تطالب دمشق بحسم الأوضاع في السويداء وتؤكد دعمها للاستقرار والمصالحة
طالبت تركيا، اليوم الاثنين، الحكومة السورية بالتحرك العاجل لحسم التوترات الأمنية المتصاعدة في محافظة السويداء جنوبي البلاد، داعية إلى اعتماد الحوار المحلي سبيلاً لاستعادة الأمن والاستقرار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، في بيان مقتضب عبر منصة 'إكس': 'في ظل أعمال العنف المتزايدة في جنوب سوريا، نأمل أن تعمل الحكومة السورية على إنهاء هذا العنف بأسرع ما يمكن من خلال الحوار المحلي، لضمان استعادة الأمن والاستقرار'.
وأكد كيتشيلي على تمسك أنقرة بوحدة وسلامة الأراضي السورية، قائلاً إن 'سيادة سوريا ووحدتها يجب أن تكونا الأولوية في هذه العملية'، مضيفاً أن تركيا ستواصل التعاون مع الشركاء الدوليين لدعم جهود تحقيق الاستقرار والمصالحة في البلاد.
الخارجية السورية تحذر من 'جهات منظمة' تؤجج الفتنة في السويداء وتدعو لتسليم السلاح ووقف العنف
أعربت وزارة الخارجية السورية، عن بالغ أسفها وقلقها إزاء التصعيد الأمني الخطير الذي شهدته محافظة السويداء، مؤكدة سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون، نتيجة اشتباكات مسلحة اندلعت منذ السبت على خلفية حادثة خطف وسلب على طريق دمشق – السويداء.
وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر قناتها على 'تلغرام'، إن 'الجهات المختصة عملت على تطويق التوتر واحتواء الفتنة، إلا أن قوى الأمن السورية تعرضت أثناء قيامها بواجبها لكمائن مسلحة وعمليات خطف ممنهجة'، مشيرة إلى أن 'ذلك يكشف عن وجود جهات منظمة تسعى لجرّ المحافظة إلى فوضى أمنية خطيرة، ومنع مؤسسات الدولة من أداء دورها السيادي في حماية المواطنين وفرض الاستقرار'، بحسب ما نقلته وكالة 'سانا'.
ودعت الخارجية السورية إلى تحكيم العقل وضبط النفس والتوقف الفوري عن أعمال العنف، مطالبة بتسليم السلاح غير المشروع وتفويت الفرصة على من يسعون إلى تفكيك النسيج الوطني وزرع الفتنة والانقسام.
'تأكد' تنفي صحة تقارير عن منح إسرائيل مهلة لدمشق للانسحاب من جنوب سوريا
نفت منصة 'تأكد' المختصة في التحقق من المعلومات صحة الأنباء المتداولة عن قيام إسرائيل بمنح وزارة الدفاع السورية مهلة حتى منتصف الليل للانسحاب من مناطق سيطرت عليها مؤخراً في جنوب البلاد، مؤكدة أن الخبر لا أساس له من الصحة.
وكان 'المرصد السوري لحقوق الإنسان' قد نشر تقريراً مفاده أن إسرائيل وجهت إنذاراً للقوات السورية، في وقت تتواصل فيه العملية الأمنية والعسكرية التي تنفذها القوات الحكومية في محافظة السويداء.
وأوضحت 'تأكد' أنها أجرت بحثاً موسعاً بلغات متعددة، شمل حسابات مسؤولين إسرائيليين بارزين مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، دون العثور على أي تصريحات أو بيانات تؤيد تلك الادعاءات.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي الحكومة السورية من المساس بأمن الطائفة الدرزية في السويداء، وسط تقارير عن رصد ومهاجمة دبابات سورية كانت تتحرك باتجاه المنطقة.
ووفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن تحركات الآليات العسكرية في جنوب سوريا 'قد تمثل تهديداً لإسرائيل'، مؤكداً أن الجيش 'يراقب التطورات عن كثب'.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية 'سانا' أن وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي انتشرت في قرى السويداء لاحتواء التوترات وفض الاشتباكات التي أدت، بحسب المرصد السوري، إلى مقتل 80 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين حتى الآن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عين ليبيا
منذ 3 ساعات
- عين ليبيا
إسرائيل تفتح النار على الرئيس السوري أحمد الشرع.. دعوات لاغتياله وتعهد بدعم الدروز
في تصعيد غير مسبوق، دعا وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، اليوم الثلاثاء، إلى 'القضاء الفوري' على الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا إياه بـ'الإرهابي القاتل' على حد تعبيره. وكتب شيكلي على منصة 'إكس': 'يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي في وجه نظام القاعدة الإرهابي النازي الإسلامي، مرتديًا بذلة رسمية وربطة عنق، كل من يظن أن أحمد الشرع قائد شرعي مخطئ تمامًا – فهو إرهابي، وقاتل وحشي يجب القضاء عليه دون تأخير'. وأضاف الوزير الإسرائيلي في منشور لاحق: 'إذا كان النظام يشبه حماس، ويتحدث مثل حماس، ويتصرف مثل حماس، فهو حماس!'. فيما أطلق وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، تصريحات حادة ضد الرئيس السوري أحمد الشرع، واصفًا حكومته بـ'الإسلاميين المتطرفين العنيفين'، متعهدًا بتقديم 'دعم قوي جداً' للمجتمع الدرزي في جنوب سوريا. وقال سموتريتش في بيان رسمي: 'المجزرة الوحشية التي ارتكبها نظام أحمد الجولاني (في إشارة للرئيس السوري) بحق الدروز في جنوب سوريا تُثبت أنهم كانوا وما زالوا متطرفين عنيفين، وعلى الغرب أن يتوقف عن الانخداع بتلاعبهم الإعلامي والدبلوماسي'. وأضاف الوزير الإسرائيلي أن 'إسرائيل لا يمكنها تحت أي ظرف أن تنسحب من المنطقة العازلة أو من قمة جبل الشيخ، لأن أمن مستوطنات الجولان على المحك'، مشددًا على أن بلاده 'ستواصل حماية الدروز في جنوب سوريا بكل ما أوتيت من قوة'. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، تنفيذ هجمات على قوافل عسكرية تابعة لقوات النظام السوري قرب السويداء، شملت دبابات وناقلات جند مدرعة، بزعم 'منع وصولها إلى مناطق حساسة'، في عمليات وُصفت بأنها 'بتوجيه مباشر من المستوى السياسي'. وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية 'سانا'، أن الطيران الإسرائيلي 'يواصل تنفيذ غارات على مدينة السويداء ومحيطها'، مشيرة إلى إصابة عناصر من قوات وزارة الداخلية السورية خلال القصف، وسط حالة من التوتر والترقب في عموم الجنوب السوري. وبحسب بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي، فإن وحداته الجوية بدأت 'بمهاجمة آليات عسكرية سورية، بعد رصد قوافل تضم ناقلات جند ودبابات تتحرك نحو السويداء منذ مساء الإثنين'. وأضاف البيان أن الضربات شملت 'مركبات موجهة لاسلكيًا وطرق الإمداد الرئيسية المؤدية إلى المدينة، بهدف عرقلة التقدم العسكري للنظام السوري في تلك المنطقة'، مع تأكيد الاستمرار في مراقبة التطورات، والاستعداد لـ'كافة السيناريوهات'. دمشق تعلن وقفًا لإطلاق النار… وحظر تجول في السويداء في محاولة لاحتواء التصعيد، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة عن 'وقف فوري لإطلاق النار' في السويداء، بعد التوصل إلى تفاهم مع وجهاء المدينة، بينما أعلن قائد الأمن الداخلي أحمد الدالاتي فرض حظر تجوال شامل في المحافظة، بدأ صباح الثلاثاء ويستمر 'حتى إشعار آخر'. ويأتي هذا التطور في أعقاب توترات داخلية شهدتها السويداء، وتصاعد حدة التوتر الطائفي إثر مواجهات متفرقة خلال الأيام الماضية، وهو ما دفع قادة محليين إلى المطالبة بتشكيل 'قوة ذاتية لحماية الطائفة الدرزية'، وسط دعوات من شخصيات درزية بارزة إلى تشكيل ما أُطلق عليه 'جيش التوحيد'. تركيا تدين الغارات الإسرائيلية على السويداء وتطالب بوقف فوري للهجمات ضد الجيش السوري طالبت وزارة الخارجية التركية إسرائيل بوقف فوري لغاراتها الجوية على مواقع وآليات تابعة للجيش السوري في محافظة السويداء، مدينةً استخدام القوة العسكرية في التطورات الجارية جنوب سوريا. وقالت الخارجية التركية في بيان رسمي: 'ندين تدخل إسرائيل في التطورات بجنوب سوريا باستخدام القوة العسكرية، ونؤكد على ضرورة الوقف الفوري لهذه الهجمات'. وأضاف البيان أن 'تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا يصب في مصلحة الشعب السوري والدول المجاورة والمنطقة بأسرها'. وشددت أنقرة على أهمية دعم الخطوات التي تتخذها الحكومة السورية لتعزيز سيطرتها وبسط الأمن في مختلف أنحاء البلاد. بعد تصاعد التوتر في السويداء.. وئام وهاب يعلن تشكيل 'جيش التوحيد' ويدعو لمقاومة مسلحة درزية أعلن رئيس حزب 'التوحيد العربي' والوزير اللبناني الأسبق وئام وهاب عن انطلاق تشكيل مسلح جديد تحت مسمى 'جيش التوحيد'، داعياً أبناء الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان والجليل إلى الانخراط في مقاومة مسلحة، على خلفية المواجهات الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا. وقال وهاب في منشور عبر منصة 'إكس': 'بعد التشاور مع أهلنا وشبابنا أعلن انطلاق جيش التوحيد. ندعو الجميع للانضمام والبدء بتنظيم مقاومة مستقلة… يا أهلنا في كل مكان في لبنان والجليل وسوريا ودول العالم إنزلوا إلى الساحات للتضامن. مشايخ تُقتل، نساء تُسبى، أطفال يموتون، كله بإشراف المجرم الجولاني وجيشه'، في إشارة إلى زعيم 'هيئة تحرير الشام' أبو محمد الجولاني. وفي رسالة موجهة إلى 'حزب الله'، ناشد وهاب المقاومة اللبنانية 'الوقوف إلى جانب الدروز الذين يتعرضون للإبادة'، مطالباً بتزويدهم بالسلاح والخبرات، ومؤكداً أن 'دخول السويداء لا يعني سقوط الجبل'، داعياً لطرد المسلحين من المدينة ومحيطها.


أخبار ليبيا
منذ 8 ساعات
- أخبار ليبيا
الرئاسة الروحية للدروز في السويداء ترحب بدخول القوات الحكومية وتدعو أبناء المحافظة لتسليم السلاح
وجاء في البيان وفق 'السويداء 24' ما يلي: بعد الأحداث المؤسفة التي طالت محافظة السويداء في الأيام الأخيرة، ووقوع عدد كبير من الضحايا على أثرها، وحرصا على حقن الدماء واستعادة الأمن والاستقرار في المحافظة وإيمانا منا أن تحقيق ذلك يقتضي بسط الدولة لسلطتها على المحافظة من خلال المؤسسات الرسمية وخاصة منها المؤسسة الأمنية والعسكرية، وعليه: -نرحب بدخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع لبسط السيطرة على المراكز الأمنية والعسكرية وتأمين المحافظة. -ندعو كافة الفصائل المسلحة في محافظة السويداء للتعاون مع قوات وزارة الداخلية وعدم مقاومة دخولها، وتسليم سلاحها لوزارة الداخلية. -ندعو إلى فتح حوار مع الحكومة السورية لعلاج تداعيات الأحداث وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع أبناء المحافظة من الكوادر والطاقات بمختلف المجالات. ولاحقا أصدر قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي بيانا، 'رحب فيه بموقف الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز ممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري مثنيا على هذا الموقف الوطني المسؤول'، وفق تعبيره. ودعا الدالاتي سائر المرجعيات الدينية والفعاليات الاجتماعية إلى اتخاذ موقف وطني موحد يدعم إجراءات وزارة الداخلية في بسط سلطة الدولة وتحقيق الأمن في عموم المحافظة. وناشد الدالاتي قادة الفصائل والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون بوقف أي أعمال تعيق دخول قوات وزارتي الداخلية والدفاع والتعاون الكامل من خلال تسليم أسلحتهم للجهات المختصة حفاظا على السلم الأهلي وصونا لأمن المواطنين واستقرار البلاد. وكان الدالاتي أعلن أن قوات وزارتي الداخلية والدفاع ستباشر بالدخول إلى مركز مدينة السويداء، وذلك لحماية المدنيين واستعادة الأمن'. وأعلن الدالاتي 'فرض حظر تجول في المدينة بدءا من الساعة الثامنة صباحا وحتى إشعار آخر'. المصدر: السويداء 24+ الإخبارية


عين ليبيا
منذ 11 ساعات
- عين ليبيا
100 قتيل في السويداء.. وإسرائيل وتركيا يدخلان خط الأزمة!
تتواصل المواجهات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا، لليوم الثالث على التوالي، وسط اشتباكات عنيفة على أربعة محاور رئيسية، خلفت حتى الآن نحو 100 قتيل وأكثر من 200 جريح، ومع اتساع رقعة الاشتباكات، دخل الجيش الإسرائيلي على خط التوتر، معلناً استهداف دبابات سورية كانت تتقدم باتجاه السويداء، في تصعيد يعكس اتساع البعد الإقليمي للأزمة. وأفادت مصادر محلية بأن معارك عنيفة دارت في محيط مطار الثعلة، إلى جانب محاور حزم، كناكر، وتعارة، بين مقاتلين من أبناء المحافظة ومسلحين من عشائر البدو، وسط استخدام كثيف للأسلحة الثقيلة. وبحسب شبكة 'السويداء 24″، سُمعت فجر اليوم أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف في محيط قرية كناكر غربي المدينة، بينما تتقدم القوات الحكومية من محورين رئيسيين: بصر الحرير – تعارة، وأم ولد – كناكر، وسط مقاومة شرسة من السكان المحليين. وتحدثت تقارير عن قصف مدفعي عنيف، وعمليات اقتحام رافقها سلب ونهب للممتلكات في بعض القرى، إلى جانب حالات اعتقال وأسر متبادل بين الطرفين. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 99 منذ اندلاع المواجهات صباح الأحد، بينهم 60 من أبناء السويداء (بينهم طفلان وسيدتان)، و18 من بدو السويداء، و14 عنصراً من وزارة الدفاع، و7 مجهولي الهوية يرتدون زياً عسكرياً. كما سُجلت إصابات بالعشرات، بعضها بحالات حرجة. وفي تطور لافت، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر لحظة استهداف دبابات سورية في المنطقة الواقعة بين بلدتي المزرعة وسميع، غرب السويداء، وقال في بيان رسمي إن هذه الدبابات كانت تتقدم باتجاه المدينة، وهو ما اعتبره تهديداً أمنياً محتملاً لإسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي: 'في وقت سابق من اليوم (الإثنين)، رُصدت عدة دبابات في المنطقة الواقعة بين المزرعة وسميع، وهي تتقدم باتجاه السويداء. قصف جيش الدفاع الإسرائيلي الدبابات لمنع وصولها إلى المنطقة'. وأكد أن 'جيش الدفاع الإسرائيلي لن يسمح بوجود تهديد عسكري في جنوب سوريا وسيواصل مراقبة التطورات'. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول عسكري أن القصف جاء أيضاً على خلفية ما وصفه بـ'هجمات إرهابية ضد الدروز' في جنوب سوريا، في حين ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الدبابات السورية 'تجاوزت خطاً أمنياً حددته إسرائيل داخل الأراضي السورية'، ما استدعى تدخل الطيران الإسرائيلي. من جانبه، أعلن العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أن قوات من وزارتي الداخلية والدفاع ستبدأ بالدخول إلى مركز المدينة، بهدف 'حماية المدنيين واستعادة الأمن'، مشيراً إلى فرض حظر تجول يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى إشعار آخر. وكانت وزارة الدفاع السورية قد أكدت أن تحركاتها في السويداء تهدف إلى 'فض النزاع وبسط سيطرة الدولة'، في حين دعت المرجعيات الدينية المحلية إلى وقف إطلاق النار، وسط مساعٍ للتواصل بين قيادات اجتماعية ومسؤولين حكوميين لاحتواء الموقف. وتبقى الأوضاع في محافظة السويداء قابلة للتصعيد، في ظل توتر داخلي متزايد وتدخلات إقليمية مباشرة قد تنذر بتحول خطير في مسار الأزمة جنوب البلاد. تركيا تطالب دمشق بحسم الأوضاع في السويداء وتؤكد دعمها للاستقرار والمصالحة طالبت تركيا، اليوم الاثنين، الحكومة السورية بالتحرك العاجل لحسم التوترات الأمنية المتصاعدة في محافظة السويداء جنوبي البلاد، داعية إلى اعتماد الحوار المحلي سبيلاً لاستعادة الأمن والاستقرار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشيلي، في بيان مقتضب عبر منصة 'إكس': 'في ظل أعمال العنف المتزايدة في جنوب سوريا، نأمل أن تعمل الحكومة السورية على إنهاء هذا العنف بأسرع ما يمكن من خلال الحوار المحلي، لضمان استعادة الأمن والاستقرار'. وأكد كيتشيلي على تمسك أنقرة بوحدة وسلامة الأراضي السورية، قائلاً إن 'سيادة سوريا ووحدتها يجب أن تكونا الأولوية في هذه العملية'، مضيفاً أن تركيا ستواصل التعاون مع الشركاء الدوليين لدعم جهود تحقيق الاستقرار والمصالحة في البلاد. الخارجية السورية تحذر من 'جهات منظمة' تؤجج الفتنة في السويداء وتدعو لتسليم السلاح ووقف العنف أعربت وزارة الخارجية السورية، عن بالغ أسفها وقلقها إزاء التصعيد الأمني الخطير الذي شهدته محافظة السويداء، مؤكدة سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون، نتيجة اشتباكات مسلحة اندلعت منذ السبت على خلفية حادثة خطف وسلب على طريق دمشق – السويداء. وقالت الوزارة في بيان نشرته عبر قناتها على 'تلغرام'، إن 'الجهات المختصة عملت على تطويق التوتر واحتواء الفتنة، إلا أن قوى الأمن السورية تعرضت أثناء قيامها بواجبها لكمائن مسلحة وعمليات خطف ممنهجة'، مشيرة إلى أن 'ذلك يكشف عن وجود جهات منظمة تسعى لجرّ المحافظة إلى فوضى أمنية خطيرة، ومنع مؤسسات الدولة من أداء دورها السيادي في حماية المواطنين وفرض الاستقرار'، بحسب ما نقلته وكالة 'سانا'. ودعت الخارجية السورية إلى تحكيم العقل وضبط النفس والتوقف الفوري عن أعمال العنف، مطالبة بتسليم السلاح غير المشروع وتفويت الفرصة على من يسعون إلى تفكيك النسيج الوطني وزرع الفتنة والانقسام. 'تأكد' تنفي صحة تقارير عن منح إسرائيل مهلة لدمشق للانسحاب من جنوب سوريا نفت منصة 'تأكد' المختصة في التحقق من المعلومات صحة الأنباء المتداولة عن قيام إسرائيل بمنح وزارة الدفاع السورية مهلة حتى منتصف الليل للانسحاب من مناطق سيطرت عليها مؤخراً في جنوب البلاد، مؤكدة أن الخبر لا أساس له من الصحة. وكان 'المرصد السوري لحقوق الإنسان' قد نشر تقريراً مفاده أن إسرائيل وجهت إنذاراً للقوات السورية، في وقت تتواصل فيه العملية الأمنية والعسكرية التي تنفذها القوات الحكومية في محافظة السويداء. وأوضحت 'تأكد' أنها أجرت بحثاً موسعاً بلغات متعددة، شمل حسابات مسؤولين إسرائيليين بارزين مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، دون العثور على أي تصريحات أو بيانات تؤيد تلك الادعاءات. يأتي ذلك في وقت حذر فيه وزير الدفاع الإسرائيلي الحكومة السورية من المساس بأمن الطائفة الدرزية في السويداء، وسط تقارير عن رصد ومهاجمة دبابات سورية كانت تتحرك باتجاه المنطقة. ووفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن تحركات الآليات العسكرية في جنوب سوريا 'قد تمثل تهديداً لإسرائيل'، مؤكداً أن الجيش 'يراقب التطورات عن كثب'. من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية 'سانا' أن وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي انتشرت في قرى السويداء لاحتواء التوترات وفض الاشتباكات التي أدت، بحسب المرصد السوري، إلى مقتل 80 شخصاً وإصابة نحو 200 آخرين حتى الآن.