د. ياسر يوسف إبراهيم يكتب: ماذا فعلت إسرائيل في السودان؟
في السياسة، يحتاج قادة الدول إلى امتلاك فكر إستراتيجي يحيط بطبيعة التحديات التي يواجهونها، ومعرفة البيئة الدولية والداخلية التي تُبنى على أساسها الخطط.
وبهذا المعنى، ينطبق عليها تعريف الفيلسوف الألماني أرنست هيجل بأن "السياسة هي علم الأحياء التطبيقي". ولأن علم الأحياء يساعد على فهم البيئة ودورها في نمو الكائنات الحية، فإن فهم البيئة السياسية بصورة واقعية يساعد على إنتاج الأفكار التي تمكّن القادة من التعامل مع الظواهر السياسية بواقعية وعقلانية.
ومن الظواهر التي غشيت العقل العربي وسيطرت عليه لعقود طويلة، نظرية المؤامرة التي تفترض وجود جهة ما تكيد للدول العربية بانتظام. وخطورة سيطرة ذلك النوع من التفكير أنه أفضى إلى إعفاء الذات من تحمّل نتائج التقصير والفشل من ناحية، كما أفقد العقل العربي ميزة التفكير الموضوعي لمعالجة الظواهر السياسية بعقلانية دون "تهويل أو تهوين"، كما يقول الدكتور محمد المختار الشنقيطي.
وفي هذا المقال، الذي نعالج فيه أسباب استمرار الحروب في السودان بصورة حيّرت المراقبين، سنحاول تلمّس الأسباب الجوهرية لهذه الظاهرة، مع التركيز على أصابع خفية ظلّت تحتفظ بدور بارز وكبير في تحريك الأحداث. وإذ نفعل ذلك، سنحاول تجنّب التفسيرات الباطنية التي تُعظّم نظرية المؤامرة وتستسهل من خلالها الوصول إلى النتائج.
ما نعنيه بالأصابع الخفية في حروب السودان، التي امتدت منذ العام 1955 قبل سنة من إعلان استقلال السودان وإلى الآن، هي التدخلات الخارجية التي يُمثّل فيها الكيان الإسرائيلي رأس الرمح والماكينة التي تُحرّك الأحداث من وراء المشهد، وذلك دون إغفال الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها النخبة السودانية بجميع توجهاتها الفكرية وانحيازاتها السياسية.
واحدة من هذه الأخطاء هي عدم الإدراك الصحيح للدور الإسرائيلي في حروب السودان، وعدم إيجاد المقاربات الناجعة للتعامل معه. فقد حرصت إسرائيل باكرًا على فهم السودان وتعقيداته، وبلورت إستراتيجية للتعامل معه، مدفوعة بمخاوف أمنية وتفسيرات أسطورية قديمة، تعتقد أن تابوت نبي الله موسى، عليه السلام، دُفن في كنيسة أكسوم الحبشية، وأن الملوك الإثيوبيين الذين حكموا السودان في زمان غابر تجري فيهم دماء يهودية من نسل نبي الله سليمان، عليه السلام، وأن هناك سبطًا من بني إسرائيل ضاع في منطقة البحيرات وجنوب السودان ولا بد من العثور عليه.
أما النص الحاكم للسياسة الإسرائيلية تجاه السودان، فيتلخص في التصريح الشهير لديفيد بن غوريون الذي يقول فيه:
"نحن شعب صغير وإمكاناتنا محدودة، ولا بد من اختزال هذه المحدودية في مواجهة أعدائنا من الدول العربية من خلال تشخيص ومعرفة نقاط الضعف لديها، وخاصة العلاقات القائمة بين الجماعات والأقليات الإثنية والطائفية، حتى نضخّم هذه النقاط إلى درجة التحول إلى معضلة يصعب حلها أو احتواؤها".
يؤسس هذا "النص الحاكم" للنهج الإسرائيلي في التعامل مع الدول العربية، حيث صاغت من خلاله الدولة العبرية نظرية "شد الأطراف" للدول العربية أو "بترها" إذا لزم الأمر، كما حدث في جنوب السودان.
وتقوم تلك النظرية على إحداث القلاقل في أطراف البلدان العربية، إما استثمارًا للخلافات العرقية، أو تحريكًا للنزاعات الحدودية، وهو ما يحقق الهدف المركزي بإشغال هذه الدول بأنفسها حتى لا تكون جيوشها عامل دعم لدول المقاومة التي تقاتل إسرائيل.
وللتأكيد على قِدم المخطط الإسرائيلي، نستعين بمحاضرة رئيس الموساد مائير عاميت عام 1959 والتي قدمها بمناسبة تخريج دفعة جديدة، حيث يقول:
"لِمحاصرة التهديد الذي جسدته حركة المد القومي، كان لا بد أن ننجح في إثارة النوازع النفسية لدى الجماعات غير العربية داخل الدول العربية، وخاصة في العراق ، وسوريا، ولبنان، والسودان".
ولتتبّع حجم الخراب الذي قامت به "الأصابع الخفية" في السودان، نحتاج إلى دراسة عدد من الوثائق على النحو التالي:
وثيقة "كيفونيم" التي قدّمها آرييل شارون 1983 لاجتماع وزراء حلف الناتو، والتي لخّصت إستراتيجيات إسرائيل في التعامل مع دول العالم العربي والإسلامي.
وفيما يتعلق بالسودان، ورد ما يلي: "السودان أكثر دول العالم العربي والإسلامي تفككًا، فإنه يتكوّن من أربع مجموعات سكانية كلٌّ منها غريبة عن الأخرى، فمن أقلية عربية مسلمة سُنيّة تسيطر على أغلبية غير عربية، إلى وثنيين، إلى مسيحيين." وتقرّر تلك الوثيقة في خاتمتها مؤكدة: "إن دولًا مثل ليبيا والسودان لن يكون لها حضور بصورتها الحالية".
في العام 2008، ألقى آفي ديختر، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، محاضرة لكبار القادة الأمنيين، وورد فيها ما يلي:
"السودان شكّل عمقًا إستراتيجيًا لمصر في حربها حيث تحوّل إلى قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري وللقوات البرية، وأرسل قواته لمنطقة القناة أثناء حرب الاستنزاف. لذلك، كان لا بد أن نعمل على إضعافه وانتزاع المبادرة منه، ومنعه من بناء دولة قوية موحدة، فهذا ضروري لدعم وتقوية الأمن القومي الإسرائيلي".
في كتابي (مهمة الموساد في جنوب السودان) لعميل الموساد ديفيد بن عوزيل، والمعروف باسمه الحركي "الجنرال جون"، وكتاب (إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان) للكاتب الإسرائيلي والعميد المتقاعد من جهاز الموساد موشيه فرجي، ترد تفاصيل مخيفة عن حجم الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الذي قدّمته إسرائيل لحركة التمرد في جنوب السودان، حيث شمل إرسال شحنات السلاح، وإرسال الخبراء، وتدريب عشرات الآلاف من الجنود، والمساهمة في تفجير الكباري واحتلال بعض المدن، وتعطيل مشاريع التنمية. يقول موشيه فرجي في كتابه إن التحرك الإسرائيلي نجح في جنوب السودان لعدة عوامل، أبرزها:
إحباط الدعم العربي للحكومة السودانية.
توقيف العمل في قناة جونقلي التي كان من المؤمل أن توفر 5 مليارات متر مكعب من المياه تتقاسمها مصر والسودان، حيث حذّرت إسرائيل الجنوبيين من أن ذلك المشروع سيكون وبالًا عليهم.
كما أن إسرائيل نجحت في تنمية المشاعر القومية لدى الجنوبيين ، مما ساعدهم على حسم خيار الانفصال عن الشمال.
نستخلص من هذه الوثائق أن إسرائيل صنّفت السودان منذ البداية باعتباره عدوًا إستراتيجيًا، ولذلك تعاملت معه على هذا الأساس في مخططاتها التي هدفت إلى إشغاله طوال الوقت بالنزاعات الداخلية.
يقول وزير الأمن الإسرائيلي السابق، آفي ديختر:
"أقدمنا على إنتاج وتصعيد بؤرة دارفور لمنع السودان من إيجاد الوقت لتعظيم قدراته. إستراتيجيتنا، التي تُرجمت على أرض الجنوب سابقًا وفي غربه حاليًا، نجحت في تغيير مجرى الأوضاع في السودان نحو التأزّم والانقسام. الصراعات الحالية في السودان ستنتهي عاجلًا أو آجلًا بتقسيمه إلى عدة دول أو كيانات".
ونستطيع تلخيص الرؤية الإسرائيلية تجاه السودان في النقاط التالية:
استهداف مصر عبر جارها الجنوبي ، والعمل الجاد على تعطيل استفادتها من جهود هذا الجار.
إشغال السودان بإشعال النزاعات فيه، وتأجيج روح الخلاف بين المكونات المختلفة.
السعي لعدم استفادة السودان من موارده الهائلة حتى لا يتحول إلى دولة مركزية.
إضعاف السودان عبر سياسة شد الأطراف أو بترها، وهو ما يؤكده آفي ديختر: "سودان هش ومجزأ خير من سودان قوي وفاعل".
ولم يقتصر الاستهداف الإسرائيلي للسودان على إشعال النزاعات وإشغاله بالحروب فقط، بل تواصلت المساعي الإسرائيلية في المجالات الدبلوماسية والمنظمات الدولية لخنق السودان وتشديد الحصار عليه.
ففي أوج أزمة دارفور، أنشأت المنظمات اليهودية تحالفًا ضم أكثر من 180 منظمة حول العالم للترويج لفكرة الإبادة الجماعية في دارفور، وانطلقت أنشطة تلك المنظمات من متحف الهولوكوست بواشنطن تحت رعاية منظمة "أنقذوا دارفور" والوكالة اليهودية للخدمة الدولية، وتوجت تلك الجهود بإحالة ملف السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية.
في الحرب الحالية التي اندلعت بعدما شنّت مليشيا الدعم السريع هجومًا مباغتًا على القوات المسلحة، قبل أن توسّع تكتيكاتها الحربية إلى استهداف البنية التحتية وتدمير المؤسسات العامة والخاصة بغرض إعادة السودان قرونًا إلى الوراء، كانت إسرائيل الحاضر الخفي الأبرز في المشهد.
فقد اندلعت الحرب بعد نشاط إسرائيلي محموم في البلاد بعيد تطبيع العلاقات مع السودان وتوقيع حكومة الفترة الانتقالية برئاسة حمدوك على "الاتفاقيات الأبراهامية"، حيث انخرطت إسرائيل في نشاط دبلوماسي مكثف تجاه الخرطوم ، ركّز على الانشغالات الإسرائيلية الخاصة بجمع معلومات حول منظومة الصناعات الدفاعية السودانية و"تجنيب السودان مخاطر الخلايا الإيرانية"، كما صرّح مسؤول إسرائيلي بعد زيارة للعاصمة الخرطوم 2020. ولإخفاء نواياها الحقيقية بإطالة أمد الحرب، عرضت إسرائيل وساطة بين الجيش والدعم السريع.
وفقًا لبيان أصدره وزير الخارجية وقتها إيلي كوهين، الذي أكّد أن إسرائيل تعمل عبر عدة قنوات من أجل التوصّل إلى وقف إطلاق النار، لكن لم يرد أيّ ذكر لتلك الوساطة مرة أخرى، مما يشير إلى أن الدولة العبرية تساهم في إطالة أمد الحرب لإضعاف الطرفين، تنفيذًا لنظرية الأكاديمي الصهيوني إدوارد لوتواك "امنحوا الحرب فرصة".
كما أن المعلومات بدأت تتكشّف عن حجم العلاقات الكبيرة بين إسرائيل وحميدتي، الذي حرص على فتح قنوات تواصل مستقلة عن الجيش والدولة منذ فترة مبكرة. ففي تقرير نشره موقع "واللا" الإخباري، قيل إن طائرة رئيس الموساد حطّت في الخرطوم في يونيو/ حزيران 2021، وكان على متنها قيادات من الموساد التقت بحميدتي وقادة من الدعم السريع.
بعد نشوب الحرب، نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالًا بعنوان "كيف ستكسب إسرائيل الحرب في السودان؟"، أكّد فيه أن إسرائيل حريصة على كسب الدعم السريع للحرب، بالنظر إلى الخدمات التي قدّمها حميدتي في ليبيا بمحاربة الإسلاميين هناك، وتعهّده ب"تفكيك الإسلاميين داخل الجيش السوداني".
وفي الفترة الأخيرة، وبعد أن مالت كفة الانتصار لصالح الجيش، وبدا أن الجيش قادر على حسم المعركة، تعالت أصوات إسرائيلية تتهم السودان بالتعاون مع إيران ، وتنادي بالتدخل الإسرائيلي المباشر، لأن الجيش السوداني أصبح "حماس أفريقيا" حسب تلك المزاعم.
تحتاج القيادة السودانية إلى إعادة تكييف علاقاتها الخارجية بما يضمن محاصرة المخططات الآثمة ووأدها قبل أن تواصل تدمير المقدرات السودانية.
وفي هذا الخصوص، فإن السودان بحاجة إلى جهود أصدقائه للمساهمة في دعم الشرعية التي يمثلها الجيش السوداني والحكومة المدنية برئاسة الدكتور كامل إدريس، كما أن القيادة السودانية بحاجة إلى مجهودات تعزز تماسك الجبهة الداخلية وتُفوّت على المتربصين مخططاتهم الآثمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 26 دقائق
- العربية
مصادر أميركية للعربية: الوضع بلبنان دقيق.. والحكومة تقوم بخطوات ضخمة
رحّبت الولايات المتحدة بقرارات الحكومة اللبنانية بشأن التطبيق الكامل لمضامين اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل المعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. المبعوث الأميركي للمنطقة توم برّاك نشر تغريدته بعد وقت قصير من الإعلان اللبناني يوم الخميس، وأتبعها بالقول إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب " مستعدة لمساعدة لبنان على بناء مستقبل من التنمية الاقتصادية والسلام مع جيرانه"، وأضاف، نقلاً عن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن هدف الأميركيين في لبنان هو وجود "دولة لبنانية قوية قادرة على مواجهة حزب الله ونزع سلاحه". "الوضع دقيق" تبرز هذه المواقف الأميركية الهوّة بين ما تريده دولة لبنان وما تعد به الإدارة الأميركية. مصادر "العربية" و"الحدث" في واشنطن وبيروت تعتبر أن "الوضع في لبنان دقيق" وأن الحكومة اللبنانية تقوم بخطوات ضخمة للإعلان عن مواقف إيجابية، مثل حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وجمع السلاح بما فيه سلاح حزب الله، وأنها تلتزم بذلك، لكنها تريد من الولايات المتحدة أن تأخذ مواقف ملموسة. المبعوث الأميركي توم برّاك، وحتى هذا الأسبوع، رفض تقديم أية التزامات أو ضمانات، ومنذ أيام كان يتحدث إلى مجموعة من الصحافيين، ولم يغيّر شيئاً من مواقفه أو مواقف الدولة الأميركية، وقال إن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بدور الوسيط وستحاول التوصل إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية والانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها داخل الأراضي اللبنانية. وبعد إعلان الحكومة اللبنانية تبنّيها أهداف ورقة برّاك، سألت "العربية" و"الحدث" وزارة الخارجية الأميركية عن الدور الأميركي المقبل، وعن ما قاله المبعوث الأميركي عن دور الوسيط، وليس إعطاء ضمانات للبنان، فرفض متحدث باسم الوزراة التعليق وطلب الاكتفاء بما قاله برّاك. قد يجد لبنان نفسه في الأسابيع المقبلة وهو يفاوض بينما الطرف الأميركي مجرد وسيط، أو قد تكون واشنطن أقرب إلى مواقف إسرائيل. الحكومة الاسرائيلية تعتبر أن شأنها المباشر يتعلّق بمنطقة جنوب الليطاني، والتأكد من أن حزب الله غير قادر على شنّ أي هجوم برّي انطلاقاً من هذه المنطقة، كما أنها مهتمة بعدم حيازة حزب الله على قدرات صاروخية يستعملها في المستقبل للقصف من مناطق بعيدة عن خط الليطاني. لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض الإعلان مسبقاً الالتزام بالخروج من النقاط الخمس التي تتواجد فيها بجنوب لبنان عند سيطرة الجيش اللبناني على منطقة جنوب الليطاني، كما أنها ترفض الالتزام مستقبلاً بالامتناع عن العمليات الجوية على الأراضي اللبنانية. كل هذا يضع الحكومة اللبنانية في وضع دبلوماسي صعب، كما يضعها في حرج مع الأطراف الداخلية خصوصاً عندما يتهمها حزب الله بـ"التقصير". ضمّ الحزب إلى الجيش ربما تجد الحكومة اللبنانية نفسها أمام صعوبة ثانية. فالمبعوث الأميركي تحدّث منذ أيام عن إمكانية ضمّ عناصر حزب الله إلى الجيش اللبناني. وقال في حديث إلى الصحافيين إن "حزب الله هو نصف السكان الشيعة"، وأضاف "إذا كانت هناك حاجة لضمّهم إلى الجيش، إذاً فليحصل هذا الضم". وأشار إلى أن هناك استعدادا لدى الدول المعنية بدفع المزيد من الأموال للقوات المسلحة اللبنانية، كما قال إنه برأيه الشخصي الهدف ليس القضاء على حزب الله. لا تريد الإدارة الأميركية تأكيد أن ما قاله برّاك هو سياسة معتمدة لديها، لكن مصادر "العربية" و"الحدث" رفضت أن تنفي مضمون كلام المبعوث، ويشير الأميركيون إلى أنها فكرة مطروحة، والسفير الأميركي لديه طريقة خاصة للتعبير عن أفكاره. معارضو حزب الله في العاصمة الأميركية غاضبون جداً من الفكرة ومن برّاك، وهم يبدون تخوّفاً واضحاً من أن تعتمد الدولة اللبنانية هذا المقترح بمساعدة أو موافقة الدولة الأميركية. ويقولون لـ"العربية" و"الحدث" إن ما يعتبره برّاك مخرجاً أو بديلاً عن دفع إيران لمعاشات حزب الله، يعتبره هؤلاء المعارضون كارثة على القوات المسلحة اللبنانية. مساعدات قليلة يبدو الموقف الأميركي "حارّاً" تجاه لبنان عند الاستماع إلى برّاك، لكن هذه المواقف الأميركية تخفي لا مبالاة أميركية، ومن أهمّ مؤشراتها أن ميزانية الدولة الأميركية للعام المقبل تخصص 14 مليون دولار فقط للدولة اللبنانية، وهي مخصصة لمكافحة الإرهاب وبعض المساعدات الإنسانية وليس لمساعدة الجيش اللبناني في العتاد وإعاشة الجنود. يذكر أن مساعدات هذا العام 2025 وصلت إلى تخصيص أكثر من 100 مليون للجيش اللبناني والقوات الأمنية، وقد عملت الإدارة الأميركية السابقة، إدارة جو بايدن، على سحبها من مساعدات مخصصة لمصر.


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
في تأبين الفقيد حجري.. الحراك التهامي يُعلن هيكلة شاملة لمواجهة الظلم المركب(بيان)
أعلن الحراك التهامي السلمي، عن إشهار مكتبه السياسي، في خطوة نوعية تهدف إلى تنظيم عمله وتوحيد صفوفه. وجاء هذا الإعلان ضمن فعالية تأبينية أقيمت في الخوخة، تكريماً لروح القائد الشهيد عبدالرحمن حجري، أحد أبرز أعمدة النضال التهامي ومؤسسي المقاومة. وفي بيانٍ هام ألقاه خلال الحفل، أكد الحراك التهامي أن تأبينية الشهيد حجري لا تمثل مجرد محطة وفاء، بل هي 'نقطة انطلاق جديدة لمسار نضالي منظم'. ووصف البيان الفقيد الراحل بأنه 'أحد أعمدة النضال التهامي ورمزاً للكرامة والبطولة'، مشيراً إلى تضحياته التي مهدت الطريق للنضال من أجل حقوق أبناء تهامة. وأوضح البيان أن إشهار المكتب السياسي يهدف إلى 'ترسيخ العمل المؤسسي وتطوير أدواتنا السياسية، وتوحيد الخطاب والموقف السياسي من أجل التمثيل الفاعل والشرعي لقضية تهامة داخلياً وخارجياً'. كما شدد على أن هذه الهيكلة 'ضرورة وطنية' تهدف إلى توحيد الصف وتأهيل الكوادر وصياغة مشروع سياسي واضح المعالم يعبّر عن تطلعات أبناء تهامة. وفي سياق متصل، أعلن الحراك عن توحيد سياسته الإعلامية، لتكون 'منابر ناطقة باسم القضية بوضوح واتزان'، بهدف مواجهة التشويه وتسليط الضوء على معاناة أبناء تهامة ومطالبهم العادلة. وذكّر البيان في بدايته بالظلم 'التاريخي، والسياسي، والإنساني، والثقافي' الذي عانت منه تهامة، مؤكدًا أن الحراك هو صوت أصيل خرج من رحم المعاناة ليعيد الكرامة لأبناء المنطقة. واختتم البيان بتأكيد المضي قدماً في هذا العهد، وفاءً للشهداء، مؤمناً بأن 'صوت تهامة لن يُطفأ، وحق تهامة لن يُسقط بالتقادم'. النص الكامل للبيان: بسم الله الرحمن الرحيم 'ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يُرزقون' يا أبناء تهامة الأحرار، يا أبناء الأرض التي تنزف بصمت وتنهض بصبر، في هذا اليوم الأليم والحافل بالعزة نجتمع وفاءً لروح الشهيد القائد عبدالرحمن حجري، أحد أعمدة النضال التهامي ورمزاً للكرامة والبطولة، الذي ارتقى مدافعاً عن قضية شعبه، حاملاً روحه على كفّه مؤمنًا بعدالة تهامة وحقوق أبنائها المسلوبة. لقد كانت تهامة ولا تزال مسرحاً للظلم المركب ظلمٌ تاريخي بالإقصاء والتهميش، وظلمٌ سياسي بالتجاهل والتمييز، وظلمٌ إنساني في الخدمات والمعيشة، وظلمٌ ثقافي بمحاولات طمس الهوية واللغة والخصوصية التهامية؛ حتى غدت تهامة جرحاً مفتوحاً في خاصرة اليمن وشعبها بين نار الفقر وقيود التهميش والإقصاء. وفي خضم هذا الواقع المؤلم بزغ الحراك التهامي السلمي كصوتٍ أصيل، خرج من رحم المعاناة ليحمل قضية تهامة على عاتقه ويمضي بخطى ثابتة نحو التحرر من الظلم وبناء واقع يليق بأهل تهامة وتاريخهم المجيد. إن تأبينية الشهيد القائد عبدالرحمن حجري تمثل محطة وفاء لكنها أيضاً نقطة انطلاق جديدة لمسار نضالي منظم، إذ نعلن في هذا اليوم المبارك إشهار المكتب السياسي للحراك التهامي، خطوة نوعية نحو ترسيخ العمل المؤسسي، وتطوير أدواتنا السياسية، وتوحيد الخطاب والموقف السياسي من أجل التمثيل الفاعل والشرعي لقضية تهامة داخلياً وخارجياً. نؤكد أن هيكلة الحراك وتنظيم دوائره واختصاصاته ليست مجرد شكليات، بل هي ضرورة وطنية تهدف إلى توحيد الصف، وتأهيل الكوادر، وصياغة مشروع سياسي واضح المعالم، يعبر عن تطلعات أبناء تهامة، ويستند إلى تضحيات الشهداء والمعتقلين والمناضلين. كما نعلن عن توحيد السياسة الإعلامية للحراك التهامي، لتكون منابر ناطقة باسم القضية بوضوح واتزان تعبّر عن الصوت التهامي الأصيل، وتتصدى لمحاولات التشويه والتزييف، وتسلّط الضوء على معاناة شعبنا ومطالبه العادلة. أيها الأحرار، نقف اليوم أمام أمانة عظيمة، وعهد لا يقبل التراجع، وفاءً للشهداء وعلى رأسهم القائد عبدالرحمن حجري، نعلن المضي قدماً، موحدين منظمين مؤمنين بأن صوت تهامة لن يُطفأ، وحق تهامة لن يُسقط بالتقادم. نسأل المولى ،، الرحمة للشهداء،، الحرية للأسرى،، الشفاء للجرحى،، الكرامة والعزة لتهامة ،، والنصر لقضيتنا العادلة ،، والله على ما نقول شهيد. والله أكبر… وعاشت تهامة حرة أبية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته صادر عن: الحراك التهامي السلمي 05 أغسطس 2025م – الخوخه


حضرموت نت
منذ 5 ساعات
- حضرموت نت
الرئيس الزُبيدي يُعزّي العميد الخضر الشعوي في وفاة نجله
4 مايو/ خاص بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، برقية عزاء ومواساة إلى العميد الخضر الشعوي، عضو مجلس المستشارين، مساعد رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، في وفاة نجله عبدالله، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة مع المرض. وعبّر الرئيس الزُبيدي في برقيته عن خالص تعازيه وصادق مواساته للعميد الشعوي وأفراد أسرته كافة، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.