
ترامب في الشرق الأوسط.. ملفات مهمة وانتظارات استراتيجية
وتبدأ الزيارة من الرياض ، وتشمل كذلك قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، وسط مراقبة لصيقة وقراءة دقيقة لمضامينها وتوقيتها.
تُعقد في العاصمة السعودية قمة مرتقبة تجمع ترامب بزعماء دول مجلس التعاون الخليجي. وتشير المعطيات إلى أن هذه القمة ستكون منصة لإعادة بلورة الدور الأميركي في المنطقة، وتحديد مصالح واشنطن في ضوء التغيرات المتسارعة.
وتوقّع مراقبون توقيع اتفاقات نوعية تؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية.
وأشار رئيس قسم الإعلام السابق بجامعة الملك سعود، الدكتور علي العنزي، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن "الزيارة تحمل منعطفا تاريخيا في توقيتها وملفاتها"، موضحا أن "اختيار السعودية كأولى محطات الزيارة لم يأتِ من فراغ، بل هو رهان واضح على عودة السياسة الأميركية للشرق الأوسط".
تصاعد التوتر.. وملف غزة في الواجهة
تأتي الزيارة وسط تصعيد غير مسبوق في غزة ، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية.
في ذات السياق، يعيش لبنان على وقع وقف إطلاق نار فرضه مقتل حسن نصر الله، فيما تغيّرت خريطة النفوذ في سوريا بسقوط نظام الأسد وخسارة إيران لمواقع استراتيجية هناك.
وفي هذا السياق، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد حجازي، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية" إن "زيارة بهذا الحجم، وبعد كل هذه التطورات، لا بد أن تأتي بشيء جديد يتجاوز التهدئة أو صفقات الأسرى".
وأضاف: "ترامب يمتلك القدرة والثقة في اتخاذ قرارات بإمكانها صياغة أطر جديدة للعلاقة مع المنطقة".
يرى العنزي أن "دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، تنظر إلى زيارة ترامب كفرصة تاريخية لحل القضية الفلسطينية"، موضحا أن "إدارة ترامب متحررة من الأيديولوجية اليسارية للإدارات السابقة، وتسعى لتثبيت علاقات استراتيجية واقتصادية من خلال الاستثمارات، لكنها تدرك أن الاستقرار شرط رئيسي لأي استثمار".
وأضاف أن "الملف الفلسطيني سيكون في صدارة جدول القمة الخليجية، لمحاولة التأثير على الإدارة الأميركية لإيجاد حل جذري للصراع". ويؤكد أن واشنطن باتت على قناعة بأنها لا تستطيع التخلي عن المنطقة رغم التحديات، بعد فشل سياسة الانسحاب التي اتبعتها إدارات أميركية سابقة.
إيران تتراجع.. وترامب يفرض معادلة جديدة
زيارة ترامب تأتي في وقت ينهار فيه محور إيران في المنطقة. من لبنان إلى اليمن والعراق وسوريا، وكلاؤها يتراجعون، وبعضهم يتفاوض لتسليم سلاحه، كما هو الحال في العراق وفق تقارير إعلامية. أما في اليمن، فالحوثيون اضطروا للتوصل إلى وقف إطلاق نار بعد حملة ضغوط أميركية شديدة.
السفير محمد حجازي يرى أن الولايات المتحدة "باتت قادرة، عبر شخصية ترامب، على تقديم حلول واقعية تتعامل مع قضايا المنطقة بروح جديدة"، مشددا على أن "الممارسات الإسرائيلية باتت بعيدة عن تحقيق أهداف واشنطن الاستراتيجية".
توحيد المواقف العربية.. مطلب حيوي
أما السفير زياد المجالي، الدبلوماسي الأردني السابق، فقد أشار إلى أهمية توحيد المواقف الخليجية والعربية. وقال: "المنطقة تدرك أهمية ربط القضايا الاقتصادية بالأمنية، كما فعلت السعودية عندما ربطت الدعم الأميركي بملفات مثل الصفقة الدفاعية والبرنامج النووي السلمي".
وأضاف: "الشهية الاقتصادية لترامب يجب أن تُقابل بتحقيق مكاسب أمنية وسياسية للدول العربية، وهذا التوازن قد يقود إلى تفاهمات طويلة الأمد، وربما شبه اتفاقيات دفاع مشترك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
الإمارات تؤكد التزامها بتعزيز التنمية المستدامة والشراكات في المحيط الهندي
شاركت دولة الإمارات في الاجتماع الرابع والعشرين للمجلس الوزاري لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي «أيورا»، والاجتماع السابع والعشرين للجنة كبار مسؤولي الرابطة، المنعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، من 19 إلى 21 مايو 2025. وترأس وفد الدولة سعيد مبارك الهاجري، مساعد الوزير للشؤون الاقتصادية والتجارية في وزارة الخارجية. وخلال الاجتماعات التي ترأستها سريلانكا وعقدت تحت شعار «المحيط الهندي المستدام للأجيال القادمة»، أضاءت دولة الإمارات على التزامها بتحقيق أهداف الاستدامة، ومواجهة التحديات العالمية بشكل فعال، بما في ذلك تحديات تغير المناخ. وأكد الهاجري، التزام دولة الإمارات بالمشاركة الفعالة في المنظمات متعددة الأطراف، ودعم جهود رابطة «أيورا»، لتسخير فرص المحيط الهندي بشكل مستدام من أجل التنمية الشاملة للأجيال الحالية والمستقبلية. ديذكر أن دولة الإمارات انضمّت إلى رابطة «أيورا» عام 1999، وترأّستها بين عامي 2019 و2021، وتأسّست الرابطة عام 1997 لتعزيز التعاون الإقليمي والازدهار والنمو في منطقة المحيط الهندي، بالعمل المشترك في: الأمن والسلامة البحرية، وتسهيل التجارة والاستثمار، وإدارة مصايد الأسماك، وإدارة مخاطر الكوارث، والسياحة والتبادل الثقافي، والتعاون الأكاديمي والعلمي. (وام)

سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
لقاء ألماني-أميركي في بانف يعيد الأمل لحل النزاعات التجارية
وقال الوزير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي على هامش اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في منتجع بانف الكندي الخميس إنه يرى في نظيره الأميركي مساعٍ بناءة للغاية وموجهة نحو الحلول. وأضاف: "هذه علامة جيدة"، مشيرا إلى أنه لم يكن من الواضح في كثير من الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة ما إذا كان الأميركيون يريدون إيجاد حل. كما أجرى كلينغبايل محادثات ثنائية مع نظيره الأميركي سكوت بيسنت في بانف. ووصف كلينغبايل محادثاته بأنها بداية جيدة، مضيفا أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات أخرى، وقال: "كنا متفقين على وجه الخصوص على أننا نريد إيجاد حلول"، مضيفا أنه تبقى الآن بضعة أسابيع يتعين خلالها تحقيق ذلك من خلال المفاوضات بين المفوضية الأوروبية والجانب الأميركي. وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوما جمركية مرتفعة على السلع من جميع أنحاء العالم، وتسبب في حالة إضافية من عدم اليقين بسبب التراجع عن بعضها. وتضم مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة. وقال كلينغبايل إن الاجتماع أوضح أيضا أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد على التضامن والدعم الكبير من دول مجموعة السبع، وأضاف: "هذه أيضا علامة مهمة على التضامن والتعاون"، مشيرا إلى أن هناك أيضا استحسانا لخطط الحكومة الألمانية الجديدة لإعادة ألمانيا إلى مسار النمو.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
الإمارات تدين بشدة إطلاق القوات الإسرائيلية النار على وفد دبلوماسي دولي في جنين
أدانت دولة الإمارات بشدة حادثة إطلاق النار، الذي تعرض له وفد دبلوماسي دولي عند مدخل مخيم جنين في الضفة الغربية، من قبل القوات الإسرائيلية. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن هذا العمل يمثل خرقا واضحا للقوانين وللمواثيق والأعراف الدولية، التي تضمن الحماية الكاملة للدبلوماسيين وللبعثات الدبلوماسية، مؤكدة أن مثل هذه التصرفات تفاقم من الوضع المتدهور في المنطقة وتعيق الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار. ودعت الوزارة إلى ضرورة التحقيق في مثل هذه الانتهاكات بشكل مستقل وشفاف وبمعاقبة المتسببين.