
إسرائيل تتوسع في استقبال رجال دين دروز من سوريا
يعتزم أكثر من 600 شيخ من دروز سوريا التوجه إلى منطقة الجليل الأسفل، الجمعة، للمشاركة في الذكرى السنوية لمقام النبي شعيب التي يحتفل بها الدروز، وذلك بعد الحصول على موافقة من السلطات الإسرائيلية، في وقت لم يصدر أي إعلان من دمشق بشأن هذه الزيارة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس سمح لمئات المشايخ الدروز السوريين بدخول إسرائيل لزيارة مقام النبي شعيب، ونقل موقع "والا نيوز" الإسرائيلي عن مصادر في القيادة العسكرية الشمالية، أنه سيتم رفع حالة التأهب على الحدود، إذ ستتولى القيادة مسؤولية إحضار مئات المشايخ الدروز عبر الحدود.
ومن المتوقع أن يضم الوفد 680 شيخاً، بينهم نحو 150 من محافظة السويداء، إضافة إلى المئات من قرى جبل الشيخ وريف دمشق، حيث ستقوم الشرطة العسكرية الإسرائيلية بإغلاق المنطقة الحدودية التي سيتم تأمينها، ومن ثم يتم نقل القافلة إلى مسؤولية الشرطة الإسرائيلية، التي ستقوم بتأمين الزوار من لحظة دخولهم حتى عودتهم، وفق "والا".
وأشار الموقع إلى أن كاتس أعطى الموافقة هذه المرة ببقاء المشايخ الدروز لليلة واحدة في إسرائيل والعودة إلى سوريا في اليوم التالي.
وفي مارس الماضي، زار 150 شيخاً درزياً من منطقة حضر في جبل الشيخ قبر النبي شعيب في بلدة جولس قرب طبريا، حيث كان في استقبالهم المئات من أبناء الطائفة الدرزية، وفي مقدمتهم الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل.
ولفت "والا" إلى أن آلاف الشيوخ الدروز قدموا طلباً للدخول إلى إسرائيل، و"بعد تقييم أمني تقرر السماح لهم بالدخول".
وبحسب منصة "السويداء 24"، أبلغت الهيئات الدينية في السويداء السلطات السورية بشأن الزيارة المرتقبة منذ نحو أسبوع، من دون أن يصدر أي رفض رسمي، مشيرة إلى أن دمشق لم تُعلن أي موافقة رسمية أو حتى اعتراض على الزيارة في الوقت ذاته.
ويُحيي الدروز في بلاد الشام الذكرى السنوية التقليدية لزيارة مقام النبي شعيب، بين 22 و25 أبريل من كل عام.
واعتاد دروز سوريا ولبنان والأردن وفلسطين الاجتماع لإحياء هذه المناسبة منذ عام 1884، قبل أن تحول الظروف السياسية بعد نكبة عام 1948 دون مشاركة الدروز من باقي البلدان.
زيارة جدلية
وفي منتصف مارس الماضي، أثارت زيارة وفد درزي من بلدة حَضَر السورية بريف القنيطرة إلى الشطر الذي تحتله إسرائيل، جدلاً واسعاً، وذلك وسط تصاعد التوتر بين بعض قيادات الطائفة الدرزية في سوريا وحكومة دمشق الجديدة.
وعبر الوفد الدرزي في حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، ثم توجه شمالاً لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس قرب طبريا في منطقة الجليل الأسفل حيث كان في استقبالهم المئات، وعلى رأسهم الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف الذي يتمتع بصلات دبلوماسية واسعة، ويردد دائماً أنه يركز جهوده ولقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين والدوليين لـ"حماية أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة من المخاطر المحدقة بهم".
ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، اتخذت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفاً عدائياً تجاه الحكومة السورية الجديدة، وشنّ الطيران الإسرائيلي مئات الغارات الجوية، دمّر خلالها أكثر من 90% من القدرات العسكرية السورية، من طائرات ومنصات صواريخ ورادارات ومستودعات أسلحة متوسطة وثقيلة.
وسرعان ما توغلت القوات الإسرائيلية داخل المناطق السورية شمالاً، وأنشأت العديد من النقاط العسكرية، حتى وصلت قمّة جبل الشيخ على ارتفاع 2814 متر عن سطح البحر، لتصبح باقي المنطقة مكشوفة تماماً باتجاه الغرب بمسافة نحو 20 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق.
وقالت إسرائيل إنها لن تسمح للجيش السوري بأي وجود عسكري جنوب سوريا، ملوحةً باستخدام القوة لردع أي خطوة تُقدم عليها دمشق لإقامة قواعد عسكرية في هذه المنطقة، كما تعهّد المسؤولون الإسرائيليون بحماية الطائفة الدرزية في سوريا، على الرغم من أن دروز سوريا لم يطلبوا الحماية من إسرائيل، بل خرج بعضهم في احتجاجات ضد ما اعتبروه "تدخلاً إسرائيلياً في الشأن السوري"، مؤكدين أنهم لا يحتاجون إلى حماية.
وفي إطار مساعيه إلى التقارب مع دروز سوريا، قال نتنياهو إن إسرائيل ستقوم باستثمار أكثر من مليار دولار في المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرتها، وينتشر فيها الدروز، أي في الجولان المحتل، معلناً في الوقت نفسه فتح الباب لاستقدام عمّال دروز من داخل سوريا إلى تلك المناطق، لكن هيئة البث الإسرائيلية ذكرت في وقت لاحق أن المستوى السياسي ألغى خطط استقدام عمال سوريين دروز للعمل في الزراعة والبناء.
كما أرسلت إسرائيل، شاحنات محملة بمساعدات، بما في ذلك النفط والدقيق والملح والسكر، إلى بعض البلدات الدرزية في جبل الشيخ الذي تُسيطر عليه أساساً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
سوريا.. اتفاق بين الحكومة ووجهاء جرمانا على تسليم السلاح وانتشار قوات الأمن
أعلنت الحكومة السورية، الخميس، التوصل إلى اتفاق مع وجهاء مدينة جرمانا على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري، وزيادة انتشار قوات الأمن بالمدينة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). ونقلت الوكالة عن مدير مديرية الأمن في ريف دمشق، حسام الطحان، قوله إن الاتفاق ينص أيضاً على حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة الرسمية، وتسليم السلاح الفردي غير المرخص لـ"ترسيخ الاستقرار وعودة الحياة إلى طبيعتها". كما ينص الاتفاق على انتشار قوات من وزارة الدفاع على أطراف المدينة لتأمينها. بدورها، ذكرت شبكة "السويداء 24" أن "اجتماع مشايخ الطائفة الدرزية وأعيان الجبل وقادة الفصائل في السويداء قد انتهى، والخروج ببيان مشترك متوافق عليه من جميع الأطراف(..)". وشهدت سوريا خلال الأيام الماضية أعمال عنف في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من دمشق، أسفرت عن سقوط 12 شخصاً على الأقل، بحسب وسائل إعلام سورية. وامتد العنف إلى صحنايا ذات الأغلبية الدرزية أيضاً، وذكرت وسائل إعلام سورية أن 16 لقوا حتفهم، الأربعاء، بعد هجوم مسلح استهدف مقراً للأمن العام. وفي وقت سابق الخميس، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: "إننا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا نؤكد أن الوحدة الوطنية هي الأساس المتين لأي عملية استقرار أو نهوض"، معتبراً وأن "نبذ الطائفية والفتنة ودعوات الانفصال ليس خياراً سياسياً فحسب، بل ضرورة وطنية ومجتمعية لحماية نسيجنا الاجتماعي والتاريخي المتنوع". انتهاء العملية الأمنية في أشرفية صحنايا وتشهد مدينة جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، هدوءاً حذراً، بعد اشتباكات مسلحة اندلعت الاثنين واستمرت إلى الأربعاء. وكان محافظ ريف دمشق في سوريا عامر الشيخ أعلن، الأربعاء، التوصل مع عدد من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في المحافظة، وبحضور وفد من الطائفة الدرزية، لـ"اتفاق مبدئي" يقضي بوقف إطلاق النار في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا. وكان مدير مديرية أمن ريف دمشق حسام الطحان أعلن في تصريحات لوكالة الأنباء السورية، "انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، وانتشار قوات الأمن العام في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار".


Independent عربية
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- Independent عربية
كمين يودي بحياة 15 درزياً قرب دمشق والهجري يطالب بتدخل دولي
قتل 15 مسلحاً درزياً في الأقل أمس الأربعاء، جراء "كمين" تعرضوا له أثناء توجههم إلى ريف دمشق، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس. وقال المرصد إن "القتلى وقعوا في كمين نفذته قوات تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع ومسلحون مرتبطون بها"، بينما كانوا في طريقهم إلى بلدة صحنايا التي شهدت اشتباكات دامية أمس الأربعاء. وأفادت شبكة "السويداء 24" المحلية للأنباء بمقتل "ثلة من أبناء الجبل، على طريق دمشق - السويداء، بكمين غادر". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وطالب رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري اليوم الخميس بتدخل "قوات دولية لحفظ السلم" في سوريا، مندداً بـ"هجمة ابادة غير مبررة" ضد أبناء طائفته، على خلفية اشتباكات ذات طابع طائفي في منطقتين يقطنهما دروز. ووصف الهجري الذي يعد أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا في بيان ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق بـ"هجمة إبادة غير مبررة"، ضد "آمنين في بيوتهم". وقال رئيس الطائفة إن "القتل الجماعي الممنهج" يتطلب "وبصورة فورية أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم، ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بصورة فورية".


الشرق السعودية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
بسبب "تسجيل صوتي".. اشتباكات مسلحة في جرمانا بريف دمشق
شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق، ليلة الاثنين، اشتباكات بالأسلحة النارية أودت بحياة 4 أشخاص على الأقل، بحسب تقديرات أولية، وذلك على خلفية اتهام أحد أبناء المنطقة بنشر تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، فيما شددت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، على أن "العمل لا يزال جارياً لتحديد هوية صاحب الصوت، ليقدم إلى العدالة وينال العقوبة الرادعة". وذكرت مصادر محلية لـ"الشرق"، أن أحياءً سكنية في جرمانا، تعرّضت لاعتداءات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة من قبل جماعات مسلحة تجمعت في نقاط محيطة بالمدينة، لا سيما من جهة حي النسيم. وذكرت شبكة "السويداء 24"، أن الاشتباكات أودت بحياة 4 شبان من المدينة، وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة، مشيرة إلى هدوء حذر يسود المدينة منذ ساعات الصباح بعد توقف أصوات إطلاق النار. وتأتي الاشتباكات على خلفية انتشار تسجيل صوتي يحمل إساءات للنبي محمد، نُسب إلى أحد أبناء المنطقة، الذي نفى من جهته تماماً في مقطع فيديو مسجل أن يكون الصوت الظاهر في التسجيل صوته. وأكدت مصادر محلية، أن اشتباكات اندلعت بين مجموعات مسلحة مسؤولة عن حماية المدينة، والقوات المهاجمة قرب حي النسيم. وزارة الداخلية تتوعد في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، أنها تتابع باهتمام بالغ ما تم تداوله عبر مواقع التوصل الاجتماعي من تسجيل صوتي يتضمن إساءات بالغة تمس مقام النبي محمد. وأشارت في بيان، إلى أنه "انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية، باشرت الجهات المختصة تحقيقاتها المكثفة في هذا الشأن، إذ تبين من خلال التحريات الأولية أن الشخص الذي وجهت إليه أصابع الاتهام لم تثبت نسبة الصوتية المتداولة إليه". وأكدت الوزارة، أن "العمل لا يزال جارياً لتحديد هوية صاحب الصوت، ليقدم إلى العدالة وينال العقوبة الرادعة التي يستحقها وفقاً للأنظمة والقوانين المعمول بها". وتابعت: "إذ تعبر الوزارة عن بالغ شكرها وتقديرها للمواطنين الكرام على مشاعرهم الصادقة وغيرتهم الدينية دفاعاً عن مقام النبي، فإنها تشدد في الوقت نفسه على أهمية الالتزام بالنظام العام، وعدم الانجرار إلى أي تصرفات فردية أو جماعية من شأنها الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات". من جانبها، نددت المرجعية الدينية للدروز في جرمانا، الثلاثاء، بما وصفته بـ"الهجوم المسلح غير المبرر" على المدينة الواقعة قرب دمشق. وقالت في بيان: "نستنكر بشدة، ونشجب، وندين الهجوم المسلح غير المبرر على مدينة جرمانا، الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق"، محمّلة السلطات السورية "المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقم للأزمة". وفي السياق ذاته، دعا شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، أبناء الوطن إلى التحلي بالحكمة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.