
روسيا تطالب بموقف أوكراني واضح وكييف تتهم موسكو بمحاولة «كسب الوقت»
عبدالله أبوضيف (موسكو، كييف، القاهرة)
قالت روسيا، أمس، إنه يتعين على أوكرانيا أن تقرر ما إذا كانت ستتعاون في وضع مذكرة تفاهم قبل اتفاق سلام مستقبلي محتمل ناقشته موسكو مع الولايات المتحدة، في وقت اتهمت أوكرانيا الجانب الروسي بالعمل على «كسب الوقت» لمواصلة الحرب. وعبّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن استعداد بلاده للعمل مع أوكرانيا بشأن مذكرة تفاهم للتوصل لاتفاق سلام مستقبلي، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تسير على النهج الصحيح.
وتأتي تصريحات بوتين بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين نظيره الأميركي دونالد ترامب، أول أمس (الاثنين)، وبعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في إسطنبول، الجمعة، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات، وإن أخفقوا في التوصل لهدنة.
وأشار بوتين في تصريحاته، أمس، إلى أن المناقشات المتعلقة بمذكرة التفاهم المطلوبة ستشمل مبادئ تسوية وتوقيت وتعريفات وقف إطلاق نار محتمل، بما في ذلك إطاره الزمني.
وعبّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، للصحفيين، عن أملها في أن تتخذ أوكرانيا موقفاً «بناءً» فيما يتعلق بالمحادثات المحتملة حول المذكرة المقترحة من أجل «الحفاظ على مصالحها الخاصة». وقالت زاخاروفا : «حالياً.. الكرة في ملعب كييف»، مضيفة أنها «لحظة مهمة»، قبل أن تشير إلى أن حلفاء كييف الأوروبيين حاولوا عرقلة استئناف المحادثات المباشرة بعد أن اقترحها بوتين، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل.
من جهته، اتهم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الجانب الروسي بالعمل على «كسب الوقت» لمواصلة الحرب ضد كييف، غداةَ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفياً مع نظيريه الروسي والأوكراني، وقال زيلينسكي إن «أوكرانيا مستعدة لأي صيغة تفاوضية تحقق نتائج، وإذا استمرت روسيا في طرح شروط غير واقعية وتقويض التقدم، فلا بد من عواقب وخيمة».
وفي سياق الأزمة الأوكرانية والجهود الرامية لحلها، شدد محللون وخبراء على أهمية المحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الأميركي والروسي، واعتبروها «دفعة قوية» لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وأكد هولاء في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن المحادثة الرئاسية تعكس محاولة جادة لإعادة فتح قنوات التواصل السياسي بين الجانبين الروسي والأوكراني بعد سنوات من الجمود، مشددين على أن أي اختراق حقيقي يتطلب تنازلات صعبة من جميع الأطراف، مشيدين بالجهود التي قادها الرئيس ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض، مما أسهم في كسر حالة الجمود، وفي تحقيق هدنة إنسانية صغيرة، وهي نقطة بالغة الأهمية، إذ تؤدي في النهاية إلى وقف الحرب.
وأوضح المحلل السياسي الأوكراني، إيفان أس، أن جهود ترامب يجب أن تكون في سياق واضح يشير إلى إنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية التي تعيشها ملايين الأسر من الجانبين، إضافة إلى استعادة الأسرى بشكل أولي، ووقف استهداف المنشآت المدنية، والعمل على تشكيل لجان من الجانبين بهدف حل النقاط العالقة.
وذكر أس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدم الأخذ في الاعتبار المواقف الأوكرانية الرافضة للتنازل عن أراضي واسعة لصالح موسكو، حتى ولو كانت الأخيرة قد نجحت في السيطرة عليها، سيؤدي إلى جمود المفاوضات.
من جانبه، شدد مدير عام مجلس الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتنوف، على أن المكالمة بين الرئيسين ترامب وبوتين تشير إلى وجود محاولة لإعادة فتح قنوات التواصل السياسي بشأن الحرب في أوكرانيا، وعقد تواصل مباشر بين الجانبين الروسي والأوكراني بعد سنوات من الجمود، وميل الجانب الأميركي لطرف على حساب الآخر.
وذكر كورتنوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الرئيس ترامب قد يكون مستعداً لمناقشة بعض المطالب الأساسية لروسيا، مثل حياد أوكرانيا وتثبيت الوضع الإقليمي كما هو عليه الآن، موضحاً أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيصطدم برفض شبه مؤكد من الجانب الأوكراني، بالإضافة إلى أن الدول الأوروبية لن تقبل بصيغة تتضمن «مكافأة» لموسكو.
المحادثات الثنائية بقيادة ترامب أسهمت في كسر الجمود
ويرى فولوديمير شوماكوف، المحافظ السابق لمقاطعة خيرسون، أن أي حديث عن صفقة سياسية محتملة بين ترامب وبوتين يجب أن يقابل بالحذر، لأن كييف لن تقبل بأي تسوية تُبقي الأراضي الأوكرانية تحت السيطرة الروسية. وأكد شوماكوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أوكرانيا تطالب بضمانات أمنية وتعويضات، وليس فقط انسحاباً روسياً، مشدداً على أن أي اتفاق يتم من دون التشاور مع القيادة الأوكرانية سيكون غير ذي أهمية كبيرة. ويوضح المحلل السياسي الروسي، فاديم كزلين، أنه رغم عدم الوصول إلى صيغة تفاهم واضحة تقضي بوقف الحرب الروسية الأوكرانية فإن المحادثات الثنائية التي قادها الرئيس ترامب، منذ عودته إلى البيت الأبيض، أسهمت بشكل كبير في كسر الجمود، وفي تحقيق هدنة إنسانية قصيرة، وهي نقطة بالغة الأهمية على طريق التوصل إلى وقف الحرب.
وأفاد كزلين، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن الطرفين غير راضيين عن الشروط الأميركية التي لا تبدو في صالح أي منهما، لكن مع الوقت قد تحدِث هذه المحادثات نوعاً من الخرق لهذا الجمود الذي تسبب فيه منذ البداية ميل الغرب إلى جانب واحد، ما أدى لتصاعد الأحداث بين روسيا وأوكرانيا، وانهيار جهود التفاوض والوصول إلى نقطة الحرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
بروكسل ترصد مساعدة مالية لإذاعة أوروبا الحرة بعد وقف واشنطن تمويلها
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء أنّ بروكسل ستمنح إذاعة أوروبا الحرة/راديو الحرية مساعدة مالية قدرها 5.5 مليون يورو لتمكينها من مواصلة عملها بعد أن جمّدت الولايات المتحدة تمويلها. وقالت كالاس للصحافيين إثر اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل إنّ "هذا المبلغ سيدعم العمل الحيوي الذي تقوم به إذاعة أوروبا الحرة". وأضافت أنّ "هذا تمويل طارئ قصير الأمد مصمّم ليكون بمثابة شبكة أمان للصحافة المستقلّة". وجمّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مارس تمويل إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية وهيئات بثّ أمريكية أخرى، بما فيها صوت أمريكا، وذلك في إطار مساعيه لخفض الإنفاق الحكومي. لكنّ إذاعة أوروبا الحرة/إذاعة الحرية التي توظّف ما يزيد على 1700 شخص طعنت أمام القضاء بقرار ترامب وقد حصلت الأسبوع الماضي على أمر قضائي يتيح لها مؤقتا مواصلة الحصول على تمويلها. لكنّ الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي التي تشرف على عمليات هذه الإذاعة لم تفرج حتى اليوم عن الأموال المخصّصة لها. وفي تصريحها، شدّدت كالاس على أنّ المساعدة المالية التي رصدها الاتّحاد الأوروبي لن تكون قادرة على تغطية عمل الإذاعة في جميع أنحاء العالم، بل ستركّز على بلدان في مناطق مثل القوقاز وآسيا الوسطى. وأقرّت المسؤولة الأوروبية بأنّه "من الواضح أنّ أوروبا لا تستطيع توفير كلّ التمويل اللازم" لعمل الإذاعة.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
ميلوني: ترامب وزيلينسكي و حلفاء أوروبيون يرحبون بعرض البابا
وجرى اتصال هاتفي بين زيلينسكي وترامب ، فضلا عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر شتوب، وميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الاثنين، وذلك عقب مباحثات هاتفية بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأوضحت ميلوني أنه خلال الاتصال، تم الترحيب بـ"استعداد الحبر الأعظم لاستضافة مباحثات في الفاتيكان"، الذي اعتُبر خطوة إيجابية. ويأتي هذا الاتصال بعد ساعات من محادثة هاتفية مطوّلة استمرت ساعتين بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن على إثرها ترامب عن قرب انطلاق مفاوضات مباشرة بين موسكو وكييف. وفي منشور عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "ستبدأ روسيا وأوكرانيا على الفور مفاوضات لوقف إطلاق النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب"، مضيفًا أن "شروط التفاوض سيحددها الطرفان فقط، بما يتماشى مع التفاصيل التي لا يعلمها سواهما". وأوضح ترامب أنه أطلع زيلينسكي، إلى جانب عدد من القادة الأوروبيين، على فحوى اتصاله بالرئيس الروسي، في إطار مساعٍ دولية جديدة لإيجاد مخرج للأزمة الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
"القبة الذهبية".. ماذا نعرف عن "درع أميركا" المضاد للصواريخ؟
وتبلغ تكلفة برنامج "القبة الذهبية"، 175 مليار دولار، ويُعد الأول من نوعه الذي يتضمن نشر أسلحة أمريكية في الفضاء. ماذا نعرف عن "القبة الذهبية"؟ - في كلمة من المكتب البيضاوي، قال ترامب إنه يتوقع أن يكون النظام "جاهزا للعمل بالكامل قبل نهاية ولايتي" التي تنتهي عام 2029. - النظام وفق ترامب سيكون قادرا على "اعتراض الصواريخ حتى لو أطلقت من الفضاء". - ترامب قال إن الجنرال مايكل جيتلين، نائب قائد العمليات الفضائية الحالي، سيتولى مسؤولية الإشراف على تقدم المشروع. - أضاف ترامب أن كندا"قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه (القبة الذهبية)". - تتضمن الرؤية المقترحة لمنظومة "القبة الذهبية" قدرات أرضية وفضائية يمكنها رصد واعتراض الصواريخ في المراحل الأربع الرئيسية لهجوم محتمل، بدءا من اكتشافها وتدميرها قبل الإطلاق، ثم اعتراضها في مراحلها الأولى بعد الإطلاق، مرورا بمرحلة التحليق في الجو، وانتهاء بالمرحلة النهائية أثناء اقترابها من الهدف. - خلال الأشهر الماضية، عمل مخططو البنتاغون على إعداد خيارات متعددة للمشروع، وصفها مسؤول أميركي بأنها "متوسطة، وعالية، وفائقة الارتفاع" من حيث التكلفة، وتشتمل جميعها على قدرات اعتراض فضائية. - يرى مراقبون أن تنفيذ "القبة الذهبية" سيستغرق سنوات، إذ يواجه البرنامج تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. - عبّر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك حليف ترامب التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي بالانتير وأندوريل لبناء المكونات الرئيسية للنظام. - فكرة "القبة الذهبية" مستوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية "القبة الحديدية" الأرضية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ والقذائف. - "القبة الذهبية" التي اقترحها ترامب فهي أكثر شمولا وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولا منفصلا من الأقمار الاصطناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها. - حسبما ذكر ترامب فإن "كل شيء" في " القبة الذهبية" سيُصنع في الولايات المتحدة.