لماذا يلدغ البعوض بعض الأشخاص أكثر؟ .. استشاري وبائيات يجيب
استشاري الوبائيات الدكتور بسام حجاوي أوضح لـ عمون، أن البعوض من فصيلة الحشرات من رتبة ذوات الجناحين، تمتص إناثه دم الإنسان، ويعد الناموس أيضًا من أسماء البعوض، ولا يوجد فرق بينهما. وعندما يلدغ البعوض الأشخاص، فإن ردود الفعل الأكثر شيوعًا هي الحكة والتورم، ويمكن أن تكون بعض أنواع البعوض ناقلة لعدد من الجراثيم المسببة للأمراض، وهناك أنواع أخرى تلدغ الأشخاص دون نشر أمراض. وهو أحد العناصر المهمة للحفاظ على التوازن البيئي، وهو غذاء لكثير من المخلوقات مثل الضفادع، وهي أول حشرة ذُكرت في القرآن.
وأكد حجاوي أن أنثى البعوض هي التي تلدغ وليس الذكر، واما الذكور فتتغذى على خلايا الزهور والثمار، ولا تتغذى على الدم.
وأشار إلى أن البعوض يعيش في معظم أنحاء العالم، حيث يمكن العثور على أكثر من 3500 نوع من أنواع البعوض. وتُعتبر المياه الراكدة بيئة مثالية لتكاثر البعوض، حيث تضع الإناث بيضها على سطح الماء الذي يفقس خلال أيام قليلة. وتشمل مصادر المياه الراكدة الأحواض غير المغطاة، وبرك المياه، وخزانات المياه غير المغلقة، وحتى المزاريب المسدودة.
وفيما يتعلق بعوامل انتشار البعوض في المنازل والمناطق السكنية، قال حجاوي لـ عمون، إن "هناك عدة عوامل تؤدي إلى انتشار البعوض في المنازل والمناطق السكنية. من أهمها تجمعات المياه الراكدة وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، فيزداد انتشاره في فصل الصيف. كما يزداد انتشاره قرب مصادر المياه والمستنقعات. كذلك، فإن تراكم النفايات والمخلفات العضوية، خاصة المتحللة (التي توفر له بيئة خصبة للتكاثر)، وسوء التخلص من القمامة يزيد من أعداد البعوض. كما تُعد الإضاءة الجاذبة للبعوض سببًا آخر، إذ أن المناطق المضاءة في الليل تكون عرضة لهجوم أسراب البعوض. بالإضافة إلى ذلك، فإن النوافذ والأبواب المفتوحة دون حواجز أو شبك، تسمح للبعوض بالدخول بسهولة إلى داخل المنزل، مما يزيد من معاناة السكان".
أما عن الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص عرضة للتعرض للدغات البعوض أكثر من غيرهم، أوضح حجاوي أن البعوضة تتمتع بقدرة على شم ضحاياها، حيث تنجذب نحو الأشخاص الذين لديهم مستويات بخار ماء أو حرارة محيطة بهم. كما أن هناك روائح معينة يفرزها جسم الإنسان (الجلد)، خاصة تلك التي تحتوي على أحماض دهنية، تجذب البعوض أكثر من غيرها. وعلى النقيض، فإن رائحة العرق ليست محببة للبعوض، فهو ينفر منها ويفضل البشرة الدافئة.
ويعتبر الأشخاص الذين فصيلة دمهم (اوه) أكثر عرضة لشهية البعوض بنسبة تصل إلى 83%، بينما فصيلة دم (ايه) هي الأقل اجتذابًا. كما أن الأشخاص الذين يخرجون مبكرًا عند الفجر أو الغسق يكونون أكثر عرضة.
أما بالنسبة للملابس، فالأشخاص الذين يلبسون ملابس ذات الألوان الداكنة والسوداء يكونون أكثر عرضة، ولكن البعوض يخاف ويتجاهل الألوان (الأخضر، والأزرق، والأبيض، والأرجواني). ويطير البعوض ويقترب من الألوان الحمراء أو البرتقالية أو السوداء أو البنفسجية.
وأظهرت دراسة، بحسب حجاوي، أن البعوضة لديها حاسة إضافية تمكنها من تحديد مصادر الأشعة تحت الحمراء، التي تكون أكثر في فصل الصيف. وينجذب البعوض للأشخاص الذين يفرزون كمية أكبر من غاز ثاني أكسيد الكربون. وهذا ينطبق على الأشخاص طوال القامة (لديهم رئتان أكبر حجمًا)، حيث يستنشقون ويفرزون كمية أكبر من الهواء، فيتعرضون لمزيد من لدغات البعوض.
وأكد أيضًا عدم إمكانية انتقال عدوى فيروس الإيدز عن طريق البعوض، ولكن يمكن أن ينقل الأمراض التالية: الملاريا، وفيروس غرب النيل، والحمى الصفراء. وهذه الأنواع من البعوض غير موجودة في البيئة الأردنية. ويكره البعوض رائحة اللافندر، كما أن القهوة المطحونة تعمل على امتصاص الرطوبة التي يحتاجها الناموس للتكاثر، وتطلق رائحة تزعج الحشرات بما فيها البعوض. ومعظم أنواع البعوض لا تنجذب إلى الضوء، بل إلى حرارة الجسم وثاني أكسيد الكربون، لأن لهما تأثيرًا أقوى.
وتابع بأن العوامل الوراثية، بشكل عام، مسؤولة عن 85% من انجذاب بعض الأشخاص للبعوض أكثر من غيرهم. ويفضل البعوض لدغ النساء الحوامل بسبب تغير الهرمونات التي تحدث خلال فترة الحمل وزيادة ثاني أكسيد الكربون المنبعث من الفم. ولا يوجد دليل علمي على أن البعوض يفضل لدغ مرضى السكري أكثر من غيرهم، ولكنها مجرد فرضيات؛ لأن التغيرات في رائحة الجسم الناتجة عن ارتفاع السكر في الدم قد تزيد من فرصة التعرض للدغ البعوض، كما أن كثرة الهرمونات قد تؤثر.
ونوّه حجاوي إلى وجود بعض الملاحظات العامة حول لدغات البعوض، حيث يمكن أن تتراوح لدغات البعوض في الحجم من مجرد بقع صغيرة إلى كدمات كبيرة، إذ ترتبط بكيفية استجابة الجهاز المناعي لكل شخص للعاب الذي تدخله البعوضة عند اللدغة. فعندما يلدغ البعوض، فإنه يحقن اللعاب عند سحب الدم. ويحتوي هذا اللعاب على بعض مضادات التخثر والبروتينات، مما يحفز جهاز المناعة على الاستجابة لهذه المواد الغريبة. وكذلك الهيستامين، وهي مادة كيميائية يفرزها الجسم عندما يقاوم جهاز المناعة مسببات الحساسية، مما يسبب الحكة والتهاب اللدغة عند بعض الأشخاص دون غيرهم.
وأضاف: حين يرغب البعوض في اختيار الضحية يبدأ بشم القدم أولًا، ثم ينتقل إلى أجزاء الجسم الأخرى، فغسل القدمين وارتداء جوارب نظيفة ينفر البعوض. كما أن وضع مراهم خاصة ضد اللسع يعتبر مفيدًا ويغير من رائحة البشرة. كما أن المصابيح فوق البنفسجية التي تُستخدم للتحكم في الحشرات غير فعالة ضد البعوض. ويجب عدم حك موضع اللدغة بشدة لمنع أي نوع من رد فعل الجلد أو العدوى.
هذا، وتزول لدغة البعوض (النتوءات) في غضون بضعة أيام دون علاج. ويكره البعوض الرائحة القوية للحمضيات أو البرتقال. كما أنه يطن حول الأذن لأنها منطقة قريبة من مصدرين يجذبان البعوض: ثاني أكسيد الكربون والحرارة.
واختتم حجاوي بأن البعوض قد ينتشر في فصل الشتاء أيضًا، بسبب توفر البيئة المناسبة لتكاثره، مثل المياه الراكدة ودرجات الحرارة المعتدلة داخل المنازل، مجددًا تأكيده أن الذكور من البعوض لا يلدغون، وإنما الإناث، للحصول على الدم الذي تحتاجه لتطوير بيوضها، ولا فرق في اللدغة بين الأشخاص أصحاب البشرة السمراء أو البيضاء، وإنما يعتمد الأمر على رائحة الجسم ودرجة الحرارة والملابس المناسبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 11 ساعات
- عمون
الخدمات الطبية: إدخال أجهزة مراقبة متقدمة بدائرة النسائية والتوليد
عمون - استكمالاً لرؤية ورسالة الخدمات الطبية الملكية بتقديم الخدمة الطبية الحديثة والمتكاملة، تم إدخال أجهزة مراقبة مزوّدة بتقنيات متقدمة تتيح مراقبة متكاملة لصحة الأم والجنين تشمل 12 جهاز Avalon Fm30 مع محطة مراقبة مركزية، في دائرة النسائية والتوليد بمدينة الحسين الطبية. وتشمل الأجهزة الجديدة خاصية تخطيط القلب الكهربائي للأم (Maternal ECG)، إلى جانب مراقبة تشبع الأكسجين (SpO₂) وقياس ضغط الدم (NIBP)، وتخطيط قلب الجنين من خلال جهاز واحد متكامل، دون الحاجة إلى أجهزة منفصلة. ويُسهم تكامل هذه الأجهزة إلى تعزيز راحة المريضة ورفع كفاءة الفريق الطبي، خاصة خلال فترات المخاض والمتابعة الدقيقة قبل الولادة، كما يتم ربط الأجهزة الجديدة بنظام IntelliSpace Perinatal (ISP)، ما يوفّر محطة مراقبة لتوثيق ومتابعة بيانات الأم والجنين بشكل لحظي ودقيق، ليساهم في تحسين جودة الرعاية وسرعة الاستجابة للحالات الحرجة. وأكد مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب سهل الحموري، أن هذا التحديث يُعد جزءًا من خطة شاملة لتحديث أقسام التوليد في الخدمات الطبية الملكية، وأن هذه الخطوة تعكس الالتزام بتقديم أفضل المعايير العالمية في هذا المجال، لتوفّر بيئة طبية آمنة، وحديثة، ومرنة تلبي احتياجات المريضات وتدعم كوادر الرعاية الصحية. وبين رئيس دائرة النسائية والتوليد العميد الطبيب رامي الشويات، أن إدخال هذه الأجهزة الحديثة ذات التقنية العالية لمراقبة الأم والجنين تساهم في تحسين الخدمة الطبية المقدمة في أقسام التوليد، كما تتيح مراقبة مزدوجة للأم والجنين بفعالية عالية، مع إمكانية حفظ البيانات، وطباعتها، ومشاركتها مع الأقسام المعنية بسرعة وكفاءة، وتخفض المخاطر المتعلقة بالأم والجنين أثناء الولادة، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة أُدخلت للمرة الأولى في الخدمات الطبية الملكية.

عمون
منذ 17 ساعات
- عمون
أفضل وأسوأ الفواكه من حيث القيمة الغذائية
عمون - صنّفت خبيرة تغذية مجموعة من الفواكه تبعا لقيمتها الغذائية، وكشفت أن الفواكه التي نميل إلى تناولها في وجبة الفطور ليست بالضرورة الأفضل من حيث الفوائد الصحية. أفضل وأسوأ الفواكه من حيث القيمة الغذائية طُلب من نيكولا لودلام-رين، أخصائية التغذية المعتمدة، تقييم 18 نوعا من الفواكه، مثل العنب والبرتقال والفراولة والأناناس، ومنح كل فاكهة تقييما غذائيا من خمسة. وقيّمت لودلام-رين الفواكه بناء على محتواها من الفيتامينات والمعادن الطبيعية، والألياف ومستويات السكر الطبيعي. وأوضحت أن الألياف تساعد على إبطاء الهضم ومنع ارتفاع سكر الدم، مشيرة إلى أهمية مراعاة حجم الحصة لدى مرضى السكري أو مقاومة الأنسولين. وأشارت إلى أن "الفاكهة الكاملة ليست مثل السكر المضاف، وهي جزء صحي من نظام غذائي متوازن". وحددت أخصائية التغذية الفواكه التي يمكن تناولها يوميا بشكل منتظم، وتلك التي يُفضل اعتبارها من قبيل المتعة بسبب محتواها العالي من السكر. وجاء البطيخ بجميع أنواعه (البطيخ الأحمر والشمام وغيرها) في المرتبة الأخيرة بتقييم واحد من خمسة، لاحتوائه على نسبة عالية من الماء وقليل من الألياف والعناصر الغذائية مقارنة بالفواكه الأخرى. وفي المرتبة الثانية من القاع، حلّ الأناناس بدرجتين من خمسة، وذلك بسبب احتوائه على سكريات طبيعية عالية وحمضيته التي قد تهيج اللثة، رغم غناه بفيتامين C والإنزيم المفيد للهضم "البروميلين"، بالإضافة إلى المنغنيز الداعم لعمليات الأيض. وحصل الموز، الخيار الشائع للفطور، على 3 درجات من 5 بالتساوي مع العنب، إذ يحتوي على نسبة عالية من السكر الطبيعي لكنه مصدر جيد للبوتاسيوم وفيتامين B6 والألياف، ويدعم صحة القلب. وهذه أخبار سيئة لمن يحبون بدء يومهم بطبق من الفاكهة الاستوائية، أو خلط الموز المقطّع مع العصيدة، إذ إن تلك الخيارات ليست الأفضل من حيث القيمة الغذائية. ووضعت لودلام-رين في مقدمة القائمة الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، مثل البرتقال والكيوي والتوت، ومنحتها التقييم الأعلى (5 من 5). في حين حصلت الكمثرى والتفاح والجريب فروت والمانغو على تقييم 4 من 5. ويعتبر التوت غذاء خارقا، غنيا بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف، ويرتبط بانخفاض الالتهابات التي قد تسبب تلفا واسع النطاق في الخلايا.

عمون
منذ يوم واحد
- عمون
الأزهر تحيل أستاذة جامعية للتحقيق فتوى بسبب فتوى إباحة الحشيش
عمون - أحالت جامعة الأزهر في مصر، السبت، أستاذة الفقه المقارن سعاد صالح للتحقيق على خلفية فتوى تبيح تعاطي مخدر الحشيش. وكانت تصريحات سعاد صالح قد أثارت ضجة واسعة بإطلاقها فتوى تجيز تعاطي مخدر الحشيش بداعي أنه "لا يسكر كالخمر"، متذرعة بعدم وجود نص صريح بتحريمه. وقالت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد نص شرعي صريح يحرم تعاطي الحشيش يخرجه من دائرة التحريم المطلق، مشيرة إلى أن الفقهاء يعاملونه بحسب آثاره: "إذا ثبت علميا أن تأثيره مماثل للخمر في الإسكار أو الإضرار بالعقل، يطبق عليه نفس الحكم". وسببت هذه التصريحات غضبا واسعا في الأوساط الرسمية والعلمية، وأثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. صندوق علاج الإدمان وعلق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التابع لرئاسة الوزراء، على هذه الفتوى مبديا استغرابه من "بعض التصريحات غير المسؤولة" عن جواز تعاطي مخدر الحشيش في الوقت الذي تكثف فيه الدولة جهودها لرفع وعي الفئات المختلفة بخطورة تعاطي المواد المخدرة وحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان. وعدد الصندوق، أضرار تناول الحشيش، قائلا إنه يحتوي على مادة تسبب الهلاوس والضلالات، ويسبب تناوله تليف الرئة والإصابة بالربو. وأضاف أن الحشيش يسبب أيضا انخفاض ضغط الدم، وإحمرار دائم في العينين، وضمور خلايا المخ، وفقدان الشهية، وضعف القدرة الجنسية، والاكتئاب والقلق، وقلة النوم، واضطرابات في السلوك، وضعف التركيز. كما نوه إلى مسؤولية تناول الحشيش عن إحداث خلل في إدراك المسافات والزمن، فضلا عن تأكيد الأمم المتحدة بأن السائقين الذين يقودون تحت تأثير مخدر الحشيش تزداد احتمالية تسببهم في الحوادث بمقدار 3 أضعاف مقارنة بغيرهم من السائقين. الأزهر يعلق بدوره، أكد وزير الأوقاف المصري أسامة الأزهري، أن "الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء"، محذرا من التهاون في هذا الباب أو محاولة تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور. وقال الأزهري، إن الادعاء بأن الحشيش حلال هو خطأ فادح، لا سيما إذا صدر عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن في ذلك تضليلا للرأي العام، وفتحا لأبواب الانحراف والإدمان. وأكد الوزير، أن الاستسهال في تعاطي الحشيش أو الترويج لتحليله هو جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، ويتضاعف الإثم إذا كان المتعاطي ممن يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما في ذلك من تعريض لحياته وحياة الناس للخطر بدورها علقت دار الإفتاء المصرية بأن الإسلام حرم تحريما قاطعا كل ما يضر بالنفس والعقل، ومن هذه الأشياء التي حرمها المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيميائية، وأيا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدي إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسد كثيرة. وعددت دار الإفتاء أضرار تناول المخدرات بأنها تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضار والمفاسد التي تصيب الفرد والمجتمع. وأشارت في بيان إلى اتفاق العلماء على تحريم كل ما هو مخدر ومفتر ولو لم يكن مسكرا، ومن بينها جوهر الحشيش.