logo
مصطفى عبيد : أكذوبة اسمها ما يطلبه الجمهور

مصطفى عبيد : أكذوبة اسمها ما يطلبه الجمهور

البشاير٠٢-٠٤-٢٠٢٥


مصطفى عبيد
أكذوبة اسمها: ما يطلبه الجمهور
خدعوك فقالوا: إن ذوق الجمهور هو هذا العنف والردح والإيحاءات والبذاءات وذلك الانحدار السلوكى والأخلاقى الذى قد نراه فى مسلسل ما فى رمضان أو غيره.
فتعليق دناءة المُنتج على رغبات السوق، هو ضرب من ضروب الانتهازية، وافتراء على أهل السوق وأذواقهم ورغباتهم، واختطاف لفكرة التحدث باسمهم بوصايات كاذبة.
مَن قال إن الناس تطلب القُبح؟ ومَن صدّق أن الترويج لمبادئ القوة والثراء والخداع، وتبنى سيادتها فى المجتمع هى الواقعية المفترضة؟
تلك أكاذيب يُرددها متابعون وفنانون وصُناع دراما، استسهلوا شعبوية اللغة والسلوك لكسب مشاهدات أكبر فى الدراما الحديثة. وكذبهم تؤكده دراما مُغايرة تنتصر للإنسان وللقيم دون صخب أو ضجيج وتُثبت إمكانية صناعة أعمال جميلة وجماهيرية دون خوض فى وحل الإسفاف.
إن أبسط دليل يؤكد ذلك هو مسلسل «لام الشمسية» الهادئ والعميق والمُدهش إبهارًا وعُمقًا وأثرًا، والذى أخرجه كريم الشناوى، وهو مُخرج عميق ومتميز وقادر على طرح قضايا خطيرة ومهمة فى المُجتمع من خلال فن قوى وجميل. وكتبته ورشة مريم نعوم والتى تمثل نموذجًا رائعًا للعمل الجماعى، وقام ببطولته أمينة خليل، وأحمد السعدنى، ومحمد شاهين.
الجميل فى هذا العمل أنه يطرح بقوة وعُمق واحدة من الظواهر السلبية الأكثر انتشارًا فى الآونة الأخيرة وهى ظاهرة التحرش الجنسى ضد الأطفال، والتى تتسع خفياً بسبب تحرُج الناس عن الخوض فيها، وتفضيلهم للصمت تجنبًا للقيل والقال.
يُصر كريم الشناوى على الدخول إلى أعشاش النحل، باحثًا عن العسل الفنى النقى، مُتحديًا صخب وضجيج دراما الشوارع التى هيمنت فى السنوات الأخيرة بثيمات مُكررة لمشاهد عنف وبلطجة واسفاف وابتذال تحت شعار كاذب يدّعى نقل الشارع المصرى إلى الشاشات.
يدرس كريم تصوراته ورؤاه بعناية وعمق ويمارس بحثًا وعملاً دؤوبًا قبل أن يختار عناصره المُتميزة، ليُجبر المُشاهد على الانتباه لفكرته دون جرح نظره أو سمعه بعبارات مُسفة. يبدو كنموذج نادر لمُبدع يمتلك أدواته ويرسم بإزميل صغير منحوتًا بديعاً.
فى السنوات الماضية أثبت لنا كريم الشناوى قدرة الفن على ترسيخ مبادئ جميلة فى مُجتمع يبدو من الظلم وصمه كله بالتخلف أو التطرف، أو التدنى، فرأينا «الهرشة السابعة» الذى يناقش اختلالات علاقات الأسر نتيجة ضغوط الحياة ورتباتها، ورأينا «خلى بالك من زيزي» الذى يٌقدم نماذج تعانى من نظرة استهجان مُجتمعى بسبب إصابتها بأمراض معينة، وغيرها من الأعمال التى دخلت البيوت، وعبرت عن هموم وتصورات الطبقة الوسطى المُتعلمة والتى تمثل الشريحة الأكبر فى المجتمع المصرى.
يتسع الجدل فى مصر حول الدراما وسقطاتها، وتتجدد الأسئلة حول فرص التطوير، ومسئولية الدولة وجدوى التوجيه والإرشاد، وفرص النمو والتأثير، مع مقارنات موفقة وغير موفقة مع الدراما التركية والسورية وغيرها.
لكن تبقى فى نظرى فكرة مُهمة وبسيطة سبق استخدامها فى عشرات القضايا العامة وأثبتت نجاحها وهى أن العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة. فنحن لسنا فى حاجة لمنع سين أوصاد من العمل، ولسنا فى حاجة لتشكيل لجان لمراجعة الدراما وتحديد ما ينبغى طرحه وما لا ينبغى طرحه، لأن كل الوسائل الفوقية والأدوات الرقابية التى تم استخدامها من قبل فى مجال الفن لم تصنع فناً عظيماً وإنما مشوها.
والأسلم والأفضل هو فتح الأبواب أمام المبدعين القادرين على صناعة دراما قوية وعميقة ومؤثرة ونافعة للمُجتمع دون ابتذال، ولنا فى مسلسل «لام الشمسية «أسوة حسنة.
والله أعلم,
[email protected]
تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ياسمينا العبد: دورى فى "لام شمسية" كان صعبًا وسعيدة بنجاحه
ياسمينا العبد: دورى فى "لام شمسية" كان صعبًا وسعيدة بنجاحه

الجمهورية

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الجمهورية

ياسمينا العبد: دورى فى "لام شمسية" كان صعبًا وسعيدة بنجاحه

حرصت الفنانة ياسمينا العبد على كشف الصعوبات التى واجهتها بدورها بمسلسل لام شمسية ، مؤكدة أن الدور لم يكن سهلا للغاية، وأنه احتاج منها مجهودا كبيرا، لكن فى نفس الوقت استطاع المخرج كريم الشناوى إخراج أفضل ما يمكن منهم. وأضافت: "ماكنتش متخيلة إن مسلسل يناقش قضية حساسة زى دى ينجح جماهيرياً بالصورة دى، واعتقدت إن نجاحه مش ها يبقى جماهيرياً كده، ولكن تفاجأت". مسلسل لام شمسية بطولة أمينة خليل ، أحمد السعدنى، محمد شاهين ، يسرا اللوزى، أسيل عمران، ثراء جبيل، صفاء الطوخى، ياسمينا العبد ، الطفل على البيلى، فاتن سعيد، يارا جبران، مصطفى عسكر وضيوف الشرف على قاسم، كمال أبو رية، محمد عبده، إسماعيل شرف، من تأليف مريم نعوم ورشة سرد وإخراج كريم الشناوى. محمد رياض يكشف أعضاء اللجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح المصرى الجمعة 09 مايو 2025 5:16:41 م المزيد ياسمينا العبد: دورى فى "لام شمسية" كان صعبًا وسعيدة بنجاحه الجمعة 09 مايو 2025 5:08:32 م المزيد النّادى الثّقافىّ بدِمياط يُنظّم ورشتىّ عَمَل عَن كِتابة الرّواية والمقال الجمعة 09 مايو 2025 4:48:22 م المزيد أحمد داش: الجيل الجديد لم يظهر بالواسطة الجمعة 09 مايو 2025 2:54:46 م المزيد علاقة مدتها 10 أيام.. مايان السيد تروي قصة إعجابها بهندي الجمعة 09 مايو 2025 2:53:28 م المزيد

مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر..
مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر..

البشاير

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • البشاير

مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر..

مصطفى عبيد يكتب: مذكرات رجال الأعمال في مصر.. بدل السكوت [email protected] ثمة مُتغيرات في الذوق العام للقراءة، خاصة فيما يخص المذكرات والسير الذاتية. ففي الماضي، كانت شهادات القادة، واعترافات الزعماء، وأسرار رجال السياسة مساراً رائجاً لكتب السير الذاتية، يضمن زبائنه ويكسب تسابق واهتمام دور النشر للفوز بسيرة فلان أو ترتان. في الإعلان الأحدث على منصة أمازون العالمية لأعلى السير مبيعات يُدهشنا أن نجد كتاب 'الأم القائدة' لتينا نولز، والصادر قبل أسابيع يحتل المرتبة الأولى، فهو سيرة لوالدة المغنيتين الأمريكيتين بينوسيه، وسولانج نولز، وهي قصة إمرأة واجهت الفقر ورفضت التمييز، وكافحت مع ابنتيها الحالمتين لتصنع منهما نجمتين. في المرتبة الثانية يأتي كتاب الفنان الأمريكي جيرمي رينيه، المعنون ' نَفسي القادم' وهو يعرض تجربة عادية جدا لحادث تعرض له نتج عنه تكسر عظامه. يليه كتاب 'دموع في متجر إتش' للموسيقية الأمريكية الكورية ميشيل زونر، والذي تتحدث فيه عن معاناتها مع الحزن إثر وفاة والدتها بالسرطان عام 2014. الملاحظ أن الكتب الثلاث لا تحمل أسرارا كبرى، ولا تشتبك بالشئون السياسية، وتركز على مشاعر الإنسان وأفكاره وتأملاته في الموت والحياة والأزمات والمحن المختلفة. صلاح دياب في العالم العربي خطى مقاربة، فالناس ملت أكاذيب الساسة، وإدعاءات القادة، ولم تعد شغوفة بالأسرار الكبرى التي اكتشفت مع الوقت أنها أكاذيب كبرى. في تصور القراء فإن مذكرات المسئولين والقادة تكذب لأن أصحابها يتصورون أنفسهم استثنائيين، فلتات، مميزين، ومستحقين للريادة والقيادة. من هنا ظهرت مؤخرا مسارات جديدة للسير تُقدم لنا نماذج من فئات المجتمع بخلاف الساسة، مثل الفنانين، الأطباء، ورجال الأعمال. والمدهش أنها لاقت إقبالا واهتماما من جمهور القراءة وهو ما ظهر واضحا في سير مصممة الحلي العالمية عزة فهمي، وطبيب القلوب العظيم مجدي يعقوب، والرسام المبهر محمد عبله. رجال الأعمال هم الآخرون صار لهم حضور قوي في عرض تجارب حياتهم، وهو حضور لم يكن متاحا من قبل. فباستثناء كتاب 'تجربتي' للمقاول الكبير عثمان أحمد عثمان، الذي تضمن حكايات سياسية، لم نقرأ حتى سنوات قريبة سير لرجال أعمال مصريين، واجهوا تحديات كبرى، وتغلبوا على أزمات صعبة، ولديهم دروس إنسانية عظيمة. محمد منصور كان الشعور الغالب لدى الرأي العام بشأن رجال الأعمال، أنهم متعالين، ينفقون ببذخ على متع الحياة، ولا يشعرون بأوجاع الناس، ولا يكترثون لها. غير أن السير الأخيرة لبعضهم بددت هذه الصورة الزائفة ولاقت اهتماما لدى الأوساط الثقافية لعرضها جانبا خفيا من حيوات من العذاب والوجع والهموم والصراع الإنساني اتبدو أشبه بدروس معلمة وتجارب نافعة. ثلاثة سير لرجال أعمال مخضرمين أقف أمامها مُنبهرا بالصدق الإنساني، والبساطة غير المتكلفة، والشعور الدائم بضرورة مراجعة الإنسان ذاته. أما الأولى فهي سيرة رؤوف غبور، رجل الأعمال الراحل، وصدرت عن الدار المصرية اللبنانية عام 2022 وفيها يحكي كيف رفض دراسة الطب من أجل البزنس، وكيف اهتم طوال عمره بجمع المال، ثُم تكشفت له جوانب أهم في الحياة. كما يسرد فيها بصراحة تجربته في السجن، وكيف خرج منه ليبدأ من جديد في قوة واصرار وتحدي حتى استعاد ثروته. وأما الثانية فسيرة محمد لطفي منصور، والتي صدرت قبل عامين بالإنجليزية عن دار بنجوين للنشر بلندن تحت عنوان 'مسيرتي إلى النجاح'، وفيها يحكي كيف كانت رحلته مع الحياة مسيرة من المعاناة والألم، فتعرض لحادث خطير في العاشرة من عمره، جعله طريح الفراش لثلاث سنوات، ثُم صادر عبد الناصر ثروة عائلته وهو يدرس في أمريكا، فاضطر للعمل نادلا ليستكمل تعليمه، وأصيب بعدها بالسرطان، فواجهه بضراوة حتى نجا، وعاد مصر ليؤسس ويطور مع عائلته إمبراطورية أعمال كبرى تعمل في قطاعات السيارات والبناء والوجبات السريعة والتكنولوجيا. وإإف غبور أما الثالثة فسيرة صلاح دياب، الصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بعنوان 'هذا أنا' وتحوي من حكايات الطموح والحلم والمغامرة ما يؤسس لمشروعات حياتية لشباب حالم ينظر للغد. لقد فكر صلاح دياب في المستقبل بخياله فوضع تصورات لمشروع لتطهير قناة السويس بهد نصر اكتوبر، ودخل إلى مجالات استثمار لم يكن هناك مَن يفكر فيها مثل الخدمات البترولية، والانتاج الزراعي الحديث، وصناعة الصحف. ثم واجه أزمات شديدة ومحن قاسية وتعرض لتجارب صعبة، واحتك بقادة وساسة ومبدعين، وعاش حياة مليئة بالأحداث والصدمات والنجاحات والإخفاقات، وهو نادم على كثير لكنه ندم مَن كان يعود سريعا ليراجع نفسه ويصحح خطواته. تلك سير مُلهمة تشطب فكرة البطل العظيم، الفرد الصمد، صائب الرأي دائما، الذي لا يندم ولا يعتذر لأنه كان زعيما شعبيا تهتف الجموع باسمه، أو رئيسا، أو مسئولا. فهي حكايات يحبها الناس لأنهم يرون فيها مَن يُشبههم: بشر عادين، مضغوطين، مهمومين، مختبرين، صرحاء، يتعلمون دوما ويُدركون أنهم ليسوا على صواب مُطلق. والله أعلم تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

ندوة تكريمية خاصة بـ «الأهرام» للمسلسل وصناعه:«لام شمسية» نموذج راق للدراما الهادفة
ندوة تكريمية خاصة بـ «الأهرام» للمسلسل وصناعه:«لام شمسية» نموذج راق للدراما الهادفة

بوابة الأهرام

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • بوابة الأهرام

ندوة تكريمية خاصة بـ «الأهرام» للمسلسل وصناعه:«لام شمسية» نموذج راق للدراما الهادفة

محمد السعدى: لا نخشى طرح القضايا الحساسة.. ونؤمن بأن للفن دورا فى التوعية خيرية البشلاوى: العمل أثبت أن الدراما المصرية قادرة على الصمود والتأثير كريم الشناوى: أسلط الضوء على شخصيات حقيقية حولنا.. و«المتحدة» دعمت رسالتنا مريم نعوم: حرصنا على طرح القضية بالشكل السليم.. ولم نتوقع شيئا محددا بين قضايا مسكوت عنها، وواقع يفرض علينا المواجهة.. جاء مسلسل «لام شمسية» ليزيح الستار عن آلام صامتة، ويضع يده على جراح اجتماعية كثيرا ما تجاهلتها الدراما، وخشيت التطرق إليها. من مأساة التحرش بالأطفال، إلى تبعات الطلاق على الأسرة، ومن الصورة النمطية القاسية لزوجة الأب، إلى صورة أكثر إنسانية وعدلا.. رحلة إنسانية قادها فريق عمل آمن بأن الفن رسالة قبل أن يكون متعة. فى هذا الإطار، استضافت جريدة «الأهرام» فى ندوة خاصة كوكبة من صناع هذا العمل؛ المنتج محمد السعدى رئيس شركة «ميديا هب» وعضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والكاتبة مريم نعوم، والمخرج كريم الشناوى. أقيمت الندوة بقاعة لبيب السباعى، وسط حضور قامات أدبية وفكرية وإعلامية، وعلى رأسهم الكاتب الصحفى ماجد منير، رئيس تحرير «الأهرام»، الذى استهل اللقاء بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن تقديره العميق لهذه التجربة الدرامية الثرية. وأكد «منير» أن مسلسل «لام شمسية» يمثل نموذجًا راقيا للدراما الهادفة، بوصفها أداة وعى وإيقاظ للضمير المجتمعى، لامجرد ترفيه عابر. وأشاد بقوة الطرح وحساسية المعالجة، مشيرا إلى أن الأعمال التى تواجه المجتمع بصدق هى التى تبقى وتؤسس لحالة من الوعى الذى نحن فى أمس الحاجة إليه. وفى لفتة تقديرية رمزية، تم إهداء كل ضيف من ضيوف الندوة نسخة نادرة من العدد الأول لجريدة «الأهرام»، عرفانًا بما قدموه من عمل فنى ثرى يمس القضايا الجوهرية للمجتمع. وعبّر محمد السعدى عن شعوره بالفخر لمشاركته هذه اللحظة داخل مؤسسة «الأهرام»، قائلا: «فخورون للغاية بأننا نلتقى بالمؤسسة، التى نعتبرها صرحًا إعلاميًا ضخمًا. عندما كنت صغيرًا، كنت دائمًا أمر بجانب الأهرام وأشعر بالفخر. هى مؤسسة عظيمة، أى شخص فى مجال الإعلام والصحافة يعرف تمامًا قيمتها. كل من كان له تأثير فى الإعلام المصرى قد مر من هنا، وهذا هو المكان الذى نشعر فيه بالثقل الحقيقى لهذا العمل، لأنه كان محط أنظار الصحافة والميديا». وأضاف «السعدي» بلهجة مليئة بالامتنان والفخر: «شرف كبير لنا أن نقف هنا، فى هذا المكان العريق، الذى يعد مهد الإعلام فى مصر. وجودنا هنا تتويج لمجهوداتنا، ويشجعنا على الاستمرار فى تقديم أعمال تسهم فى تغيير المجتمع وتحقيق رسائل هادفة». وأدارت دفة الحوار الكاتبة الصحفية فاطمة شعراوي، التى رحبت بصناع العمل، وأشادت بجرأتهم فى اقتحام منطقة اجتماعية حساسة كثيرا ما تخوف الكثيرون من الاقتراب منها. وقالت: «أسعدتمونا بعمل جرىء، اقتحم واحدة من أكثر القضايا ألمًا بصياغة درامية راقية، بعيدة عن الإسفاف والابتذال، قدمتم دراما هادفة تحترم عقل ووجدان المشاهد». ثم عبرت الكاتبة الصحفية منى رجب عن سعادتها بالمسلسل، مؤكدة أن العمل نجح فى تقديم تنوع فنى حقيقي، واقتحم بشجاعة منطقة «مسكوت عنها» مثل قضية التحرش بالأطفال. خيرية البشلاوى واختتمت كلمتها بسؤال موجه لصناع العمل: بعد نجاح «لام شمسية»، هل تخططون لاقتحام قضايا حساسة أخرى فى أعمال قادمة؟ والتقط «السعدى» طرف الحديث، معبرًا عن سعادته الكبيرة بردود الفعل الإيجابية للعمل. وقال: «نحن مؤمنون بأن الفن لابد أن يكون صوت الناس الحقيقى. ونجاح «لام شمسية» أكد لنا أن هناك جمهورًا يحترم الكلمة الصادقة ويبحث عن الأعمال التى تلمس قضاياه بصدق وإنسانية. بالطبع لن نتوقف، بل نشعر بأن علينا مسئولية أكبر الآن لمواصلة تقديم أعمال تحترم الوجدان وتفتح حوارًا حول قضايا مؤجلة، سنواصل السعى وراء كل قصة تستحق أن تُروى». وأضاف: «أساس الفن الحقيقى المتعة، ثم يأتى الهدف بعدها، بالطبع نؤمن بأن للفن دورًا فى التوعية وإثارة القضايا، لكن البداية دائمًا تكون فى تلك المساحة الخفية، وداخل الفنان، فى إحساسه العميق بالمسئولية تجاه ما يقدمه. وكل فرد فى فريق العمل كان مدفوعًا بمسئوليته الذاتية، الكاتبة تكتب وفى وجدانها بيتها وابنها وعائلتها، والممثلون أدوا أدوارهم بضمير حي، والمخرج وجّه الجميع بروح مخلصة نحو الصورة الأصدق.» وفى مداخلة حملت خبرة السنوات ورؤية الناقدة المتمرسة، تحدثت الناقدة خيرية البشلاوى عن «لام شمسية» قائلة: «هذا العمل نموذج مهم فى الدراما الاجتماعية الحديثة، عناصره الفنية جاءت جذابة ومثيرة، قادرة على أن تطرح الأسئلة، وتستفز المشاهد استفزازًا إيجابيًا يحفزه على التفكير والتأمل. نحن نعيش مرحلة صعبة، والدراما تواجه تحديات قاسية، ولكن «لام شمسية» جاء كعمل قوى، يثبت أن الدراما الحقيقية لاتزال قادرة على الصمود والتأثير». وأشادت بالمخرج كريم الشناوى، قائلة: «استطاع أن يترجم سيناريو مريم نعوم إلى مشاعر وإيماءات صادقة، حتى الطفل الصغير علي، كان اكتشافًا لافتًا، وهذه هى وظيفة الدراما الحقيقية أن تغوص فى الأعماق، وتبحث عن المواهب الفذة». وأيدت الإعلامية حياة عبدون ما طرحته الناقدة خيرية البشلاوى، مؤكدة أن العمل نجح فى مناقشة قضية الاعتداء الجنسى على الأطفال بوعى واحترام ودون أى ابتذال أو إساءة لصورة الشخصية المصرية. وأكدت أن تجربة «لام شمسية» تمثل توازنًا مطلوبًا بين الشياكة والرقى من جهة، وبين الطرح الواعى الذى يُثير التفكير ويُحرك النقاش المجتمعى من جهة أخرى. واقترح الكاتب فتحى محمود، مدير تحرير الأهرام، فتح الباب أمام المواهب الجديدة، حيثُ أثيرت فكرة أن تتبنى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مبادرة لاحتضان كل مبدع لديه فكرة درامية واعدة. وعلق محمد السعدى بشغف: «الفكرة عظيمة، لكنها تحتاج إلى مجهود ضخم.. مصر مليئة بالمبدعين، هذا بلد ولاد بحق، ودورنا الحقيقى أن نكتشف هؤلاء الذين لم يحظوا بفرصتهم بعد. وتابع: «الشركة المتحدة قدمت هذا العام مجموعة من الأعمال المتميزة فى موسم رمضان، كانت مدعومة بورق قوي، ورؤية إخراجية مميزة، وإنتاج حريص على التفاصيل. وكل عنصر فى هذه الأعمال كان حريصًا على احترام عقل ووجدان المشاهد، وأعتقد أن هذا الموسم كان بمثابة خطوة مهمة فى مسيرة الارتقاء بالدراما المصرية». محمد السعدى يتوسط كريم الشناوى ومريم نعوم وعندما طُرح سؤال عن مدى وجود تخوفات من مناقشة قضية التحرش بالأطفال، أجابت الكاتبة مريم نعوم: «بشكل شخصي، لم تكن لديّ أى تخوفات من طرح القضية نفسها، بل كنت أشعر بإلحاح حقيقى على أن يتم تناولها. والخوف الوحيد كان من ردود الفعل، كيف سيتفاعلون مع هذا الطرح الصادم؟. ولكن كنا حريصين على أن نخوض المواجهة بشجاعة، وأن نقدم العمل كما يجب أن يكون، لأننا مؤمنون بأن الدراما دورها أن تواجه، لا أن تتوارى. بالتأكيد كانت هناك تخوفات إنتاجية وإخراجية مرتبطة بكيفية تقديم القضية بمسئولية، ولكن الإيمان برسالة العمل كان هو الدافع الأكبر لنا جميعًا». وردا على تساؤل حول ضرورة تقديم برامج ودراما موجهة للأطفال، خاصة فى ظل نجاح التعاون بين كريم الشناوى ومريم نعوم؟ قال الشناوي:«الدراما بالنسبة لى ليست مجرد قضية، هى حكاية، لا أطرح قضايا بشكل مباشر، بقدر ما أسلط الضوء على شخصيات حقيقية موجودة حولنا، وأرى ان دورنا كمبدعين أن نحلم ونغامر، ونبحث عن المنتج الذى يؤمن بنا ويدعمنا. وهذا ما وجدناه بالفعل مع الشركة المتحدة التى تتبنى الأفكار الجريئة التى تلمس نبض الواقع». وأضاف:«أنا مؤمن بأن الأصل فى أى سوق فنية هو التنوع... وأن نترك للمشاهد حق الاختيار، وأن نقدم له أعمالا تحترم وعيه ووجدانه. وأشعر بفخر كونى شريكًا فى عمل مهم مثل (لام شمسية)، وأتمنى أن تكون عندنا جرأة أكبر فى تناول القضايا المختلفة، بما يليق بوعى هذا الجيل وتحدياته». وحول ما إذا كان فريق العمل قد توقع النجاح الكبير الذى حققه المسلسل، قالت الكاتبة مريم نعوم: «لم نكن نتوقع شيئًا محددًا، كنا نعمل بكل تركيز وحرص على طرح القضية بالشكل السليم. لم نكن نضع توقعات مسبقة، وكان لدينا بعض القلق من أن الجمهور قد لايستوعب الفكرة بالشكل الذى نأمل فيه، لكن نجاح المسلسل فى العرض الرمضانى وارتفاع نسب المشاهدة بشكل مفاجئ فاجأنا جميعا». وأكدت أهمية الدعم من الجهة المنتجة:«أتفق مع كريم فى رأيه؛ كان من الممكن أن تظل هذه الأفكار مجرد أحلام إن لم يكن هناك منتج قوى يساندنا ويدعمنا. والإنتاج كان أحد أكبر عوامل النجاح، حيث إن الشركة المتحدة كمؤسسة كانت تدرك أن الجمهور قادر على تقبل موضوعات كانت فى السابق تعتبر شديدة الحساسية. لم نواجه أى مشكلة مع الرقابة، بل على العكس، كانت هناك استجابة وتفهم من مختلف المؤسسات التى كانت تدرك قيمة العمل ورسالتنا». ورداً على سؤال لـ «السعدى» «هل شعرتم أن المسلسل أدى بالفعل إلى فتح حوارات مجتمعية حقيقية حول هذه القضايا بعد عرضه»؟ أجاب:«القصة التى قدمناها كانت تحمل حوارًا عميقًا، وقد توقعنا أن يشاهد الناس القضية بحجمها الحقيقي، كان الهدف أن يبدأ الناس فى مناقشة هذه القضايا، وأن يفكروا فى الأسباب الحقيقية وراءها. لابد أن يكون لدى المجتمع فكرة التنوع والقدرة على التفكير خارج الصندوق. وبالفعل، بعد عرض المسلسل، بدأنا نلاحظ فتح حوارات مجتمعية حقيقية حول هذه القضايا، وهو ما تحقق بشكل ملموس بعد تكريمنا من وزارة التضامن الاجتماعي. وهذا كان هدفنا الأساسى، أن يكون للعمل تأثير طويل الأمد، وأن يثير نقاشات حقيقية تسهم فى نشر الوعى. وهناك مسلسلات تنتهى بمجرد عرضها، ولكننا كنا حريصين على البحث عن ماذا بعد المسلسل، وكيف يمكن أن يسهم فى خلق تغيير حقيقى فى المجتمع.» وتحدث السعدى عن كيفية التعامل مع الطفل على البيلى واستيعابه للقضية، حيث قال: «كنا حريصين وقريبين منه طوال الوقت، وحرصنا على أن يفهم القضية بشكل سليم دون أن يتأثر نفسيًا بها. وكنا معه لحظة بلحظة، وكان لدينا خوف أيضًا من تأثير الشهرة عليه، وهو ما يعرف بهوس الشهرة. لذلك، قدمنا له الدعم اللازم فى كل لحظة، وحتى الآن لانتوقــــف عن الســؤال عنه والاطــمئنان عليــه بين الحين والآخر».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store