logo
عقد من الخداع: كيف أثبت فشل الاتفاق النووي صحة تحذيرات المقاومة الإيرانية

عقد من الخداع: كيف أثبت فشل الاتفاق النووي صحة تحذيرات المقاومة الإيرانية

كواليس اليوم١٩-٠٧-٢٠٢٥
بقلم: سعيد عابد كاتب ومحلل إيراني
قبل عشر سنوات، في 15 يوليو 2015، احتفل النظام الإيراني بتوقيع الاتفاق الشامل المشترك (JCPOA)، الذي وصفه الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني بـ'النصر السياسي العظيم'. اليوم، يرقد هذا النصر المزعوم في حالة خراب. وبينما يصادف الاتفاق الذكرى العاشرة القاتمة، تحذر القوى الأوروبية علنًا من تفعيل آلية العودة الفورية للعقوبات، وهي خطوة من شأنها إعادة فرض جميع العقوبات الدولية وتوجيه الضربة القاضية للاتفاق.
صرح وزير الخارجية الفرنسي في 15 يوليو: 'فرنسا وشركاؤها مبررون في إعادة تطبيق الحظر العالمي على الأسلحة والبنوك والمعدات النووية التي رُفعت قبل عشر سنوات. بدون التزام صلب وملموس وقابل للتحقق من إيران، سنفعل ذلك بحلول نهاية أغسطس على أبعد تقدير.'
النظام نفسه يدرك خطورة الوضع. فقد اعترف وزير خارجيته، عباس عراقجي، مؤخرًا بأن 'استخدام آلية العودة الفورية ضد إيران له تأثير مشابه لهجوم عسكري'. هذه الحقيقة الصارخة تكشف عن سذاجة سياسة الاسترضاء، التي كانت الدول الغربية تأمل من خلالها الحفاظ على مصالحها عبر الشراكة مع النظام الإيراني.
تحذير تم تجاهله: تقييم المقاومة الإيرانية في 2015
بينما كانت القوى الغربية تسعى وراء اتفاق معيب، قدمت المقاومة الإيرانية تحليلًا واضحًا ودقيقًا لنوايا النظام. في 14 يوليو 2015، اليوم السابق لتوقيع الاتفاق، حذرت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، من أن الاتفاق بُني على أساس من الخداع.
وأوضحت أن 'تجاوز قرارات مجلس الأمن الستة للأمم المتحدة، واتفاق غير موقع، لن يغلق طريق الملالي نحو الخداع والوصول إلى القنبلة النووية'.
كما تنبأت رجوي بدقة بكيفية استخدام النظام للأموال الناتجة عن رفع العقوبات. وأشارت إلى ضرورة وضع أي أموال تُمنح للنظام تحت مراقبة دولية صارمة. وحذرت قائلة: 'وإلا، فإن خامنئي سيستخدم هذه الأموال لتعزيز سياسة النظام في تصدير الإرهاب والتطرف في سوريا واليمن ولبنان، وكذلك لملء خزائن الحرس الثوري الإسلامي'.
والأهم من ذلك، أبرزت أن تجاهل الطبيعة الوحشية للنظام لن يؤدي إلا إلى زيادة عدوانيته، مشيرة إلى أن 'أي اتفاق يتجاهل ويفشل في التأكيد على حقوق الإنسان للشعب الإيراني لن يؤدي إلا إلى تشجيع النظام على القمع والإعدامات المتواصلة'.
عقد من التصديق: كيف أثبت النظام صحة المقاومة
أثبتت السنوات العشر الماضية صحة تحليل المقاومة الإيرانية بشكل مأساوي. فبدلاً من التخلي عن طموحاته النووية، استخدم النظام غطاء الاتفاق النووي لمواصلة أنشطته غير المشروعة، حتى تباهى في النهاية بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، وهي مستويات ليس لها مبرر مدني.
لم تُنفق الأموال الناتجة عن تخفيف العقوبات على احتياجات الشعب الإيراني، مثل الرواتب غير المدفوعة للعمال والمعلمين. وبدلاً من ذلك، كما توقعت رجوي، تم توجيهها إلى آلة الحرب والإرهاب التابعة للنظام في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وقد أنفق النظام ما يُقدر بنحو تريليوني دولار من ثروة الشعب الإيراني المنهوبة على برنامجه النووي—مشروع لم يُصمم لتقدم الأمة، بل لغرض وحيد هو ضمان بقاء دكتاتورية فاسدة وغير شرعية.
الطبيعة الثابتة لنظام الملالي
يُعد الفشل الكارثي للاتفاق النووي درسًا في الطبيعة غير القابلة للتغيير للثيوقراطية الحاكمة. كما حافظت المقاومة الإيرانية على مدى أكثر من أربعة عقود، 'الأفعى لا تلد حمامة'. لا يستطيع النظام—ولن يفعل—التخلي عن أعمدة بقائه الأساسية: مشاريع الأسلحة النووية، الإرهاب، والقمع الوحشي للشعب الإيراني.
يجب على المجتمع الدولي الآن التخلي عن سياسة الاسترضاء الفاشلة. الطريق الوحيد للسلام الإقليمي والعالمي يكمن في الاعتراف بالحقيقة التي عبرت عنها المقاومة الإيرانية قبل عقد من الزمن. الحل لا يكمن في اتفاق معيب آخر، بل في دعم إرادة الشعب الإيراني. كما قالت مريم رجوي في عام 2015، لقد حان الوقت لـ'الانتفاضة للإطاحة بالنظام غير الشرعي للملالي وإقامة إيران حرة وديمقراطية وغير نووية'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قضية الصحافي البقالي تطرق باب الدبلوماسية المغربية
قضية الصحافي البقالي تطرق باب الدبلوماسية المغربية

الأيام

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأيام

قضية الصحافي البقالي تطرق باب الدبلوماسية المغربية

عبرت الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، عن تضامنها المطلق وغير المشروط مع الصحافي المغربي محمد البقالي، الذي كان على متن سفينة 'حنضلة' التضامنية مع المدنيين في قطاع غزة قبل أن يتعرض إلى الاختطاف بمعية باقي المتضامنين من جنسيات مختلفة على يد جنود إسرائيل. وأدانت الجامغة 'أي محاولة لتجريم هذا الفعل الصحافي والحقوقي'، مذكرة بأن حرية الصحافة مكفولة بموجب المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأن حماية الصحافيين أثناء النزاعات المسلحة تندرج ضمن مقتضيات اتفاقية جنيف لسنة 1949، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وحملت النقابة المهنية سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن سلامة الزميل البقالي وجميع النشطاء على متن سفينة 'حنظلة'، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية إزاء هذه الانتهاكات الصارخة. كما دعت كافة النقابات المهنية الوطنية والدولية، والمنظمات الحقوقية والإعلامية، إلى إعلان مواقف تضامنية واضحة، والضغط من أجل إطلاق سراح جميع النشطاء، وتوفير الحماية اللازمة لهم؛ مناشدة السلطات المغربية التحرك العاجل، عبر القنوات الدبلوماسية، لضمان سلامة وكرامة الزميل محمد البقالي، وصون حقه في ممارسة عمله دون انتقام أو تضييق.

بعد قطع امدادات الغاز.. نظام الكابرانات يبتز تونس كهربائيا بأسعار خيالية
بعد قطع امدادات الغاز.. نظام الكابرانات يبتز تونس كهربائيا بأسعار خيالية

كش 24

timeمنذ 2 ساعات

  • كش 24

بعد قطع امدادات الغاز.. نظام الكابرانات يبتز تونس كهربائيا بأسعار خيالية

في تحرك جديد يكشف توترا مكتوما بين الجارتين، عمد النظام الجزائري إلى وقف ضخ الغاز نحو تونس، ما دفع الأخيرة إلى اللجوء لشراء الكهرباء من الجزائر نفسها بأسعار فلكية تفوق كلفتها بثلاثة أضعاف، في مشهد يُظهر استغلالا فجا للطاقة كسلاح ابتزاز سياسي. وحسب تقارير مسربة، ارتفع سعر الكيلوواط المستورد من الجزائر إلى 11 دولارا، في وقت تمارس فيه السلطات الجزائرية ضغطا مباشرا على تونس لدفع أكثر من 130 مليون دولار خلال أيام، ملوّحة بقطع التيار بشكل شامل في حال التأخر عن السداد. وتعكس هذه التطورات تحول ملف الطاقة إلى ورقة ضغط بدل أن يكون مجالا للتعاون الإقليمي، حيث تواجه تونس أزمة حادة في الإنتاج الكهربائي، في ظل محطات شبه متوقفة وميزانية منهكة لا تقوى على مجاراة الشروط الجزائرية المجحفة. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد ينزع عن الجزائر صفة الشريك الإقليمي، ليضعها في خانة الدولة الضاغطة التي تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع على جيرانها، في تناقض صارخ مع الخطاب الرسمي الجزائري عن تضامن مغاربي وتكامل اقتصادي. ويبدو أن الرسالة باتت واضحة لتونس، ضرورة كسر الارتهان الكهربائي للجزائر عبر تنويع الشركاء، وتأمين استقلالها الطاقي، لتفادي تكرار سيناريو الضغط السياسي تحت غطاء تجاري.

انحراف قطار عن مساره يتسبب في مقتل 4 أشخاص بألمانيا
انحراف قطار عن مساره يتسبب في مقتل 4 أشخاص بألمانيا

كش 24

timeمنذ 2 ساعات

  • كش 24

انحراف قطار عن مساره يتسبب في مقتل 4 أشخاص بألمانيا

أعلنت الشرطة الألمانية مقتل أربعة أشخاص على الأقل إثر خروج قطار إقليمي يحمل نحو 100 راكب عن مساره في منطقة غابات في جنوب غرب البلاد الأحد.وأكد متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس مقتل أربعة أشخاص في الحادث، مضيفا أن "عدة أشخاص أصيبوا". تابعوا آخر أخبار كِشـ24 عبر Google News اقرأ أيضاً بعد قطع امدادات الغاز.. نظام الكابرانات يبتز تونس كهربائيا بأسعار خيالية في تحرك جديد يكشف توترا مكتوما بين الجارتين، عمد النظام الجزائري إلى وقف ضخ الغاز نحو تونس، ما دفع الأخيرة إلى اللجوء لشراء الكهرباء من الجزائر نفسها بأسعار فلكية تفوق كلفتها بثلاثة أضعاف، في مشهد يُظهر استغلالا فجا للطاقة كسلاح ابتزاز سياسي. وحسب تقارير مسربة، ارتفع سعر الكيلوواط المستورد من الجزائر إلى 11 دولارا، في وقت تمارس فيه السلطات الجزائرية ضغطا مباشرا على تونس لدفع أكثر من 130 مليون دولار خلال أيام، ملوّحة بقطع التيار بشكل شامل في حال التأخر عن السداد. وتعكس هذه التطورات تحول ملف الطاقة إلى ورقة ضغط بدل أن يكون مجالا للتعاون الإقليمي، حيث تواجه تونس أزمة حادة في الإنتاج الكهربائي، في ظل محطات شبه متوقفة وميزانية منهكة لا تقوى على مجاراة الشروط الجزائرية المجحفة. ويرى مراقبون أن هذا التصعيد ينزع عن الجزائر صفة الشريك الإقليمي، ليضعها في خانة الدولة الضاغطة التي تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع على جيرانها، في تناقض صارخ مع الخطاب الرسمي الجزائري عن تضامن مغاربي وتكامل اقتصادي. ويبدو أن الرسالة باتت واضحة لتونس، ضرورة كسر الارتهان الكهربائي للجزائر عبر تنويع الشركاء، وتأمين استقلالها الطاقي، لتفادي تكرار سيناريو الضغط السياسي تحت غطاء تجاري. دولي الجيش الإسرائيلي يوافق على مبادرة الإمارات لمد خط مياه من مصر إلى غزة أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد، أنه بتوجيه من المستوى السياسي صادق الجيش على مبادرة الإمارات لمد خط مياه من محطة تحلية في مصر إلى منطقة المواصي في قطاع غزة.ويأتي ذلك، بعدما أعلنت الإمارات عن تنفيذ أكبر مشروع إنساني لإمداد المياه المحلاة من مصر إلى جنوب قطاع غزة ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، وذلك عبر خط ناقل جديد بقطر 315 ملم وطول 6.7 كيلومتر يربط محطة التحلية الإماراتية في مصر بمناطق النزوح بين محافظتي خان يونس ورفح جنوب القطاع. ويهدف المشروع إلى توفير 15 لترا من المياه المحلاة يوميا لكل فرد، لما يقارب 600 ألف نسمة من السكان المتضررين، خاصة في ظل تدمير أكثر من 80% من مرافق المياه في غزة جراء الحرب الأخيرة. وكانت الإمارات أعلنت عن المشروع كاستجابة إنسانية طارئة لأزمة العطش الحادة في غزة، ويعتبر امتدادا لنهج الثبات الإماراتي في دعم الشعب الفلسطيني في ظروف استثنائية. كما تشمل جهود الإمارات دعم قطاع المياه في غزة عبر إنشاء محطات تحلية، تزويد البلديات بصهاريج المياه، حفر وصيانة الآبار، وصيانة شبكات المياه، مع التركيز على تحسين وصول المياه النظيفة إلى المناطق الأكثر تضررا في جنوب القطاع، خاصة بين خان يونس ورفح. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع في تخفيف أزمة المياه التي يعاني منها سكان غزة، ويعكس التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. دولي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store