
التطاول قلة أدب وغباء سافر !
عمر عبنده:
التطاول قلة أدب والمجاهرة فيه غباء مطلق سافر وبطولة كرتونية لا تساوي فقاعة في هواء عاصف ، أما التمادي في كيل التهم واصطناع الكذب والمواقف الدون كيشوتية والمجاهرة فيها نقيصة تُعري صاحبها وتكشف نواياه الخبيثة ، ونوايا من جنّده وعلّمه وشجّعه وغررّ به للجهر بالموبقات وتجاوز الخطوط الحمر في الإساءة إلى الوطن ورموزه ..
ما جرى في الأسبوع الماضي من تحريض على مؤسسات الدولة بمفهومها الواسع وتعريض بها ، وما قد يجري مستقبلاً إذا طال الصبر وغُض البصر ، فإننا سنصل إلى حالة تتراكم فيها الضغائن وتتعقد فيها الأمور ويفلت الزمام ، فتهون على المغرر بهم هيبة الوطن ويستثمر مناضلو الحناجر الحالة ويتمادون أكثر وأكثر ..
صحيح أن الشعارات المقيتة التي هتفوا بها لم تلق صدى بين المئات المحتشدة إلا عند جمهور طفيف ومحدود كان يرددها كما الببغاء دون فهم معانيها وأبعادها، .. أما الرجال وبعض 'الزُلم' الذين احتشدوا فكانوا أحد فريقين ، الأول فكان من المكرهين المغلوبين على أمرهم بأوامر حزبية للتظاهر ، والثاني رجال من محبي الفرجة وحب الاستطلاع وراصدي المشهد ليقدموا تقاريرهم لأسيادهم في الدوائر الحزبية أو أسياد الخارج ..
كلنا يعلم علم اليقين أن الشعارات التي هتف بها مناضلو الحناجر أُعدت في المكاتب المغلقة وفي المجالس المعتمة ، شعارات لا تمثل الأردنيين الشرفاء ، فياحبذا لو كانت الشعارات تنطق بأن كل الأردن مع فلسطين ،لأننا في حقيقة الأمر وواقع الحال هكذا ! وما قدمه ويقدمه الأردن منذ سنوات طوال لم تقم به قط أي دولة عربية ولا إسلامية وبحسبة بسيطة بعيدة عن التمنن والتباهي ، تكشف ما قدمه الأردن وما زال من أعلى مستوياته وقيادته إلى أفقر مواطن ، ومن ينكر ذلك فهو جاحد ٌوناكر ٌوأفّاق ..
إن ما جاء على ألسنتهم وذكرهم للجيش والأجهزة الأمنية فلا قيمة له ولا يستحق الوقوف عنده ، لكن من التقصير البيّن التغاضي عنه ، فهم وسادتهم لن يكونوا ندًا للجيش أو الارتقاء إلى مستواه ، ولن يكونوا مهما طال فُحش تآمرهم في ظلام الليل وعتمة المجالس التي يحرضون بين جنباتها بعض الشباب على العصيان والمجاهرة بسوء اللفظ وأبغض العبارات بهدف دغدغة مشاعر كارهي العدو المتعاطفين مع أهلنا في فلسطين كافة من البحر إلى النهر ، كلنا كارهون للعدو لكننا واعين لمرامي عملائه والشعارات الخسيسة التي تخدمه ، فنحن منذ سنوات طوال ندفع ضريبة مغلّظة بسبب مواقفنا من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية فلسطين ، مواقفنا التي لا تعجب بعض أبناء العروبة !
إن حرية التظاهر والاعتصام في المملكة حرية مصونة وسقفها عالٍ لكنها حرية مسؤولة مهما عَلا سقفها ، فإذا كان القانون ينظّم ويضبط الحريات تجاه الناس جميعاً فمن باب أولى أن يضبطها إذا كانت تمس الوطن ومؤسساته وسيادته ، فهذه جرائم لا يُقبل السكوت عنها أو إهمالها ..
نحن لسنا مع الشعارات التي كانوا يهتفون بها بزعم أن 'كل الأردن مع فصيل معين ' لا ، ثم لاء مشددة لأن كل الأردن مع الشعب الفلسطيني عامة وما ذاك الفصيل إلا شريحة من شرائحه لا تساوي نسبة تستحق الوقوف عندها من شرائح النسيج الوطني الفلسطيني ، نحن مع الكل وليس مع البعض !
أخيرا رسالة إلى من كان وراء ما ذكر أعلاه : اتقوا الله في وطنكم ولا تنسوا ما جرى حوله وما زال من دمار وضحايا ولجوءٍ أعطى العدو وداعميه مبررات استمرار العدوان والتغول في الأرض العربية وزحفه مجهول النهاية ..

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 38 دقائق
- أخبارنا
سهم محمد العبادي : الرأي.. أربعة وخمسون عامًا من الحبر الأردني
أخبارنا : في الصحافة، كما في الوطن، هناك عناوين لا تحتاج إلى شروح. أسماء يكفي أن تُذكر، فتنتصب المعاني كما تنتصب جبال عجلون في وجه الريح. وصحيفة الرأي واحدة من هذه العناوين. ليست ورقًا يُطبع، بل ذاكرة وطن، ومرآة عصر، ومحراب قلم. تأسست على يد شهيدٍ لا يشبه إلا الحلم النظيف؛ الشهيد وصفي التل، والاسم وحده يكفي أن يرفعها من بين الصحف إلى مقام المؤسسات الوطنية الكبرى التي حملت همّ الدولة، وصانَتْ هيبتها. وما دام ذكر وصفي حاضرًا، فاعلم أن الحكاية تبدأ من رجال كانوا إذا كتبوا... بنوا. وإذا نطقوا... أوقدوا النار في هشيم الباطل. أنا شخصيًّا، لم أعِ الدنيا بعد، إلا و"الرأي" تطبع نبضي على صفحاتها. كان عمي، الأستاذ الصحفي حامد العبادي، يعمل هناك، وكان من أوائل الرجال الذين حملوا مشعل الكلمة في ممرات تلك الصحيفة العتيقة. وفي أيار من عام 1972، بعد أن أبصرتُ النور، نشر عمي تهنئة بقدومي... كانت أولى خطواتي في الدنيا على ورق "الرأي". من يومها وأنا أقرأ فيها، وكأنني أقرأ شهادتي في هذه الحياة. تابعتُ "الرأي" عبر السنين، وكنتُ أرى فيها زملاء وأصدقاء وأساتذة، وأرى فيها الوطن. كتّابها لم يكونوا فقط أعمدة رأي، بل أعمدة وجدان. رجال من طراز نادر، كتبوا في السياسة كما يُكتب في الشعر، وفي الاقتصاد كما يُصاغ في الحكمة. تعلمنا من مقالاتهم، وتكوّنت أذهاننا على إيقاع عناوينهم. لم تكن مقالاتهم مجرد آراء، بل كانت مدارس فكر، ومرايا نزيهة لضمير الأمة. في "الرأي" كتب رجال دولة، وتمرّس فيها فرسان قلم، وتخرّج من مكاتبها جيلٌ حمل لواء الصحافة الأردنية بشرف وأمانة. فهي ليست كغيرها، لأنها لم تكن يوماً بلا قضية، ولا بلا موقف. كانت دومًا في صف الدولة، لا تبعيّةً، بل وفاءً للمشروع الوطني الكبير الذي بدأه الكبار، من الملك الحسين، إلى وصفي، إلى كل من حمل هذا البلد في قلبه لا في لسانه فقط. اليوم، ونحن نطفئ شمعة الـ 54، لا نُطفئ الضوء بل نُشعله. نبارك للزملاء العاملين اليوم، وهم امتداد طبيعي لتلك السلسلة الطاهرة من رجال الكلمة والموقف. نُبارك لكل محرر، وفني، وإداري، سهر الليالي ليخرج العدد في موعده، وبدقة تُشبه دقة الجنود على الحدود. تبقى "الرأي" كما كانت: رأي الدولة، ورأي الأردنيين، ورأي الحق، ورأي الحقيقة. ما دامت تحمل توقيع وصفي، فستبقى واقفة كما البلقاء، شاهدة على زمان، وصانعة للزمان القادم. رحم الله من رحل من زملائنا، وأطال الله بعمر من بقي في خندق الكلمة النبيلة. ودامت "الرأي" رايتنا… التي لا تنكّس.


أخبارنا
منذ 38 دقائق
- أخبارنا
ا. د. عمر الخشمان : رؤية سمو ولي العهد لمستقبل الأردن
أخبارنا : كلمة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حفظه الله في منتدى «تواصل 2025» والتي ركز فيها سموه على أهمية التكنولوجيا ودورها في تطوير الخدمات والارتقاء بمستوى الصحة والتعليم والإدارة وتعزيز فرص الاستثمار والاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب تمثل خطوة هامة واستراتيجية في تعزيز دور الشباب في المشاركة في تنمية وتطوير مستقبل الأردن وان سمو ولي العهد المحبوب يمثل نموذجا رائعا ورائدا في القيادة الشبابية التي تسعى الى اشراك الشباب في مستقبل مشرق للأردن من خلال مبادراته ورؤيته العميقة الثاقبة والطموحة لنهضة الأردن هذا المنتدى الذي تنظمه مؤسسة ولي العهد يُعد منصة حوارية وطنية سنوية تجمع بين القادة وصنّاع القرار والناشطين من الشباب والشابات بهدف تبادل الأفكار والرؤى حول القضايا الوطنية المستجدة التي تمثل واقع وتطلعات المجتمع الأردني. ان المنتدى خطوة هامة وفاعلة في تمكين الشباب الأردني الواعد في صنع القرار ومشاركتهم في كثير من القضايا الوطنية الهامة والذي يعزز دورهم في مستقبل الوطن وتطويره كما تناولت جلسات المنتدى مواضيع هامة في تحديث المناهج لتواكب التطورات العالمية وتوفير بيئية تعليمية متطورة ومناسبة مما يعزز ويساهم في تأهيل وتهيئة الشباب لسوق العمل كما ناقش المنتدى قضايا أهمها تعزيز الثقة بين الدولة والمواطن كالتحديث السياسي وحرية التعبير وكثير من النقاط الهامة التي تساهم في بناء علاقة متينة بين المواطن والدولة وفي المنتدى تم مناقشة القضايا المستجدة والتحولات الإقليمية وتأثيرها على الأردن مما يساعد في إيجاد استراتيجيات للتخفيف والتكيف مع هذه التغيرات والتي تضمن استقرار الأردن بالإضافة الى دعم الابتكار وريادة الاعمال الذي يعزز من قدرة الشباب على تحويل أفكارهم الى مشاريع وطنية ناجحة تساهم في رفد الاقتصاد الوطني وتسرع النمو الاقتصادي ان منتدى 2025 خطوة هامه ورائدة نحو بناء مجتمع رقمي متطور يعزز من مكانة الأردن كدولة محورية متقدمة ورائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار. ان سمو ولي العهد يمثل الطموح والامل المنشود لمستقبل الأردن الواعد وان رؤيته الثاقبة والحكيمة تعكس ايمانه الواضح والراسخ بقدرات الشباب الأردني المنتمي المحب لوطنه وقيادته والحريص على التطور والتقدم وتركيزه على العمل الجماعي وتكاثف الجهود الوطنية لتحقيق الأهداف المنشودة والوصول لان يكون الأردن نموذجا في التقدم والانجاز والتطور والاعتدال في المنطقة والعالم. نعتز ونفخر بأبي الحسين قائدنا ومليكنا المفدى وبالحسين ولي عهدنا المحبوب القريب والحاضر معنا دائما ويواصل جهوده العظيمة في بناء الأردن ونشعر بالطمأنينة والثقة لمستقبل الأردن في ظل قائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.


أخبارنا
منذ 38 دقائق
- أخبارنا
الدكتور هشام المكانين العجارمة : تواصل 2025.. مستقبل الأردن كما يراه ولي العهد
أخبارنا : قيض لي أن أكون من أولئك الذين حظوا بالمشاركة في منتدى تواصل واستمعوا عن قرب لولي عهد مليكهم حفظهما الله واطلعوا على تجارب الشباب المشاركين في مساراته فكان التميز حاضراً والريادة في أجمل صورها. منتدى تواصل الذي رعاه ولي العهد الأمين كان من أجمل محطات شبابنا اليوم، محطة تقلهم لآفاق المستقبل برؤى واضحة وقيادة متجذرة من لدن ولي العهد. فما الذي أراد ولي العهد – حفظه الله – أن يوصله في تواصل 2025؟ رسالة ولي العهد كانت واضحة إذ طلب التفكير بعيد الإمعان في شكل الأردن ومآله بعد عقد أو عقدين من الزمن في ظل عالم تقني ورقمي متسارع، التفكير في حل مشكلاتنا المتنامية في المياه والنقل والتعليم والصحة، التفكير التفكير في مستقبل المهن، وكيف ستكون التكنولوجيا وسيلة فاعلة لصناعات ثقافية وإبداعية تحتفي بإرثنا الكبير وتراثنا الفريد وتاريخنا المتجذر. وهو طلب حريٌ به أن يجد منّا نحن الشباب الاستجابة، ومن مؤسسات الدولة العامة والخاصة الرعاية والاهتمام، فالعالم مقبل بلا شك على تنمية رقمية ستغير ملامح القادم، وسيشهد ثورة صناعية هائلة في غضون عشر سنوات من الآن. فما الذي يمكن العمل عليه؟ الإجابة كانت واضحة في دعوات ولي العهد بضرورة الإسراع أكثر من أي وقت مضى للعمل الجاد لمواكبة التقدم المتنامي في مجال التكنولوجيا واستخدامات الذكاء الصناعي ليشمل مختلف القطاعات والمجالات بعيداً عن الانتظار ومناقشة الأفكار، أسراع يحتم إعادة النظر في أدوار الجامعات لاحتظان طاقات الشباب، إسراع يجعل من ريادة الأعمال ودور صناع القرار حاجة وطنية للإبتكار والتطوير، وهذا ما أشار إليه ولي العهد بقوله:» وعلينا ألا نستغرق طويلا في مناقشة الأفكار، فبناء المستقبل يبدأ اليوم، ويجب أن تأخذ الأفكار مداها في التجريب والتطبيق والتطوير والتنفيذ». ولي العهد الذي تطرق لثوابت أساسية للعمل والبناء هي المثابرة والإخلاص والتميز في كل شيء، والذي يؤمن بمنعة وطنه واستقراره ولا يزال بالرغم مما يحيط بنا من تحديات جسام هو نفسه الذي لطالما ا?من بقدرات شباب وطنه وقدرتهم على الإنجاز والعطاء ومواكبة التقدم بروح ملؤها الريادة، وسلاح ذخيرته الابتكار، إذ لم يعد يجدي أن نبقى مستهلكين بل يجب علينا أن نكون من المنتجين خدمة لوطننا وللمنطقة. رعاية ولي العهد الامين لمنتدى تواصل كانت رعاية ملهمة وضعت شباب الوطن في عين الحقيقة على ما هو قادم، رعاية لم تترك المجال لأن نبقى متأملين لواقع التقدم، بل لأن نكون جزء من سياقات ذلك التقدم مساهمين فيه؛ إذ لا يوجد ما يمنع ذلك فالإرادة موجودة، والعزيمة حاضرة، والمثابرة متجذرة، ومجالات الريادة واسعة. وهنا يجدر التساؤل: ما الذي أضافه منتدى تواصل 2025؟ حقيقة، شكّل منتدى تواصل فرصة حقيقة للحوار وتبادل الأفكار، لوضع صناع القرار في مسؤلياتهم الواجبة لعالم متنامي، فبالبرغم مما تم إنجازه من قصص ملهمة وحلول عملية لكثير من المشكلات – وهذا مدعاه فخر بلا شك- علينا أن نصارح أنفسنا وأن نشير إلى مواقع التقصير والضعف، وأن نعوض سنوات أضاعها التردد والمماطلة في التنفيذ. نقطة أخرى، شكّل منتدى تواصل 2025 فرصة ثمينة للاستثمار في رأس المال البشري في عالم مليء بالاستقطاب والقلق من القادم، عالم صارت فيه الانطباعات في كثير من الأحيان أقوى من الحقائق، وهذا ما أشار له ولي العهد، بل وأضاف: « ففي الاقتصادات المتقدمة، لم تعد القيمة تقاس فقط بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول»، وزاد على ذلك أن :» أن المساعي نحو التنمية وزيادة الفرص أمام الجميع ليست غاية اقتصادية فحسب، بل هي ضرورة لوطن آمن ومستقر. فحين تتاح للإنسان وسائل الارتقاء بواقعه وتحسين معيشته، ينشأ مجتمع قوي منيع، متماسك البنيان، تتعزز فيه الثقة والانتماء وتزداد جبهته الداخلية صلابة وقوة بتكاتف أبنائه». في ضوء ما سبق، تتضح رؤية ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله – حفظه الله- في ضرورة البناء في الإنسان الأردني؛ فهو محور التنمية وأساس النهضة وخدمته والتيسير عليه واجب الجميع، كما أن تزويده بالمعرفة قوة، وتسليحه بالأفكار الخلاقة ثروة كبيرة لتصدير الحلول الذكية وبناء الوطن وتعزيز البنيان وصناعة الفارق الذي نريد. في الختام، دعوات ولي العهد المُلهمة شكلت ملامح مستقبل الأردن، والعمل عليها ضرورة لتمكين إنسانه وتعزيز المنجز إذا أردنا لوطننا أن يكون في مصاف الدول المستثمرة في الإنسان والمطوعة للتكنولوجيا حاضراً ومستقبلا. فشكراً لتواصل، وشكراً لمنظميه، والشكر كله لولي العهد الأمين الأمير المُلهم لشباب الوطن، أمير الأمل والريادة والابتكار، موضع فخر أبيه واعتزاز شباب وطنه. * الجامعة الهاشمية