
فلسطين بين نكبتين
د. فايز أبو شمالة
خيام اللاجئين الفلسطينيين عشية نكبة 1948 لا تختلف كثيراً عن خيام النازحين الفلسطينيين عشية نكبة 2025 ، وفي الحالتين فإن العدو الإسرائيلي واحد، والهدف من العدوان في النكبتين هو السيطرة على كل أرض فلسطين، مقدمة للهيمنة على مقدرات وثروات المنطقة العربية كلها.
في النكبة الأولى 1948، حظيت العصابات الصهيونية بكل أشكال الدعم الأوروبي والأمريكي لقيام دولتهم، وفي النكبة الثانية زادت الدول الأوروبية وأمريكا من الدعم والإسناد للصهاينة، في كل المجالات، وساعدتهم في تدمير مقدرات الشعب الفلسطيني في كل فلسطين، وفي غزة بالتحديد.
في النكبة الأولى 1948 تعاطفت شعوب العالم مع اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت لهم الطعام، وأعلت الأمم المتحدة عن تأسس (الأونروا) وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واتخذت القرارات بحق العودة إلى فلسطين.
أم في النكبة الثانية 2025، فقد تجاهل العالم مأساة النازحين الفلسطينيين، وتركهم جوعى في الخيام بفعل الحصار الإسرائيلي، في الوقت الذي تعمد العدو الإسرائيلي أن يلغي اعترافه بمنظمة الأونروا، ويعيق عملها الإغاثي في خيام النازحين، بل وانتقل الفعل الصهيوني من رفض حق العودة، إلى توسيع مجال الهجرة من غزة إلى المنافي البعيدة.
عشية النكبة الأولى 1948، انتهت الحرب مجرد تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ليتوقف الموت والجوع والدمار والخراب، ليبدأ اللاجئون رحلة البحث عن لقمة خبزهم،
في النكبة الثانية، لم تنته الحرب رغم تدمير بيوت الفلسطينيين في غزة، ورغم نزوحهم عنها، وعيشهم في الخيام، فما زال الموت والجوع والقصف والحصار يطاردهم في مراكز الإيواء، وتحت ظلال الخيام، ولما تزل الصواريخ الإسرائيلية تتساقط على رأس الفلسطينيين في كل بقعة من أرض غزة بعد 19 شهراً من العدوان.
عشية النكبة 1948، تدخلت الجيوش العربية لنجدة فلسطين، وحاولت أن تحارب العصابات الصهيونية، ولو شكلاً، وادعت أنها ستحرر الأرض الفلسطينية من العصابات الصهيونية الغازية.
وعشية نكبة 2025، نأت الجيوش العربية بقدارتها عما يجري على أرض فلسطين، وكأن فلسطين ارض خارج اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وكأن غزة جزء من الممتلكات الإسرائيلية، ومن حق جيشها أن يؤدب أهلها على طريقته الخاصة.
نكبة 1948، أحدثت هزة عنيفة في وجدان الشعوب العربية، التي عاهدت الله على تحرير فلسطين، وعدم السكوت على العدوان الصهيوني.
نكبة 2025 تبلدت المشاعر العربية، وتجمد الوجدان، وكأن الذبح الذي يجري على أرض غزة لا يخص العرب، ولا علاقة له بالمسلمين.
والأهم في هذا السياق؛
1ـ نكبة 1948، شطبت القضية الفلسطينية عن اهتمام السياسية الدولية، ووزعت الشعب الفلسطيني على القبائل العربية، وقضت على الشخصية الفلسطينية.
بينما نكبة 2025، أعادت القضية إلى محور اهتمام العالم، وفرض الشعب الفلسطيني نفسه نداً على القوى العالمية الكبرى، وبرزت الشخصية الفلسطينية المقاومة كرمز لمرحلة عربية تبشر بمستقبل عربي لن يكون خانعاً ولا خاضعاً للإسرائيليين ولا تابعاً للسياسة الأمريكية.
2ـ نكبة 1948، كان الأمل والفرح والثقة بالمستقبل تسيطر على مشاعر الصهاينة، وهم يعلنون عن قيام دولتهم على أرض فلسطين.
وعشية نكبة 2025، يسيطر الإحباط والفشل والخوف والقلق وفقدان المستقبل على حياة الصهاينة، الذين عجزوا عن تحقيق أي انتصار على أرض غزة، وعجزوا عن تحقيق الحلم بحياة مطمئنة الأمنة مسترقة هانئة على أرض فلسطين.
المصدر / فلسطين أون لاين

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
"مسيرة الإعلام"... تأهُّب إسرائيليّ وقلق من اشتعال القدس
متابعة/ فلسطين أون لاين حذّرت جهات فلسطينية رسمية وشعبية من تصاعد الفعاليات الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة، والتي تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المدينة بالقوة وتكريس الاحتلال، في ظل تجاهل دولي متواصل. وأعلنت شرطة الاحتلال عن المسار الرسمي لما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام" الاستفزازية، المقررة يوم الإثنين 26 أيار/مايو، والتي ستمرّ بمناطق مكتظة بالسكان الفلسطينيين في البلدة القديمة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وتشهد المسيرة سنويًا اعتداءات متكررة على المقدسيين، وترديد شعارات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. كما تنظّم بلدية الاحتلال يوم الجمعة 23 أيار ماراثونًا للدراجات الهوائية، يتسبب بإغلاق شوارع رئيسية في المدينة، في خطوة تُعدّ محاولة لفرض مظاهر السيادة الإسرائيلية على الفضاء العام للقدس. وفي تطور خطير، يروّج المستوطنون لوضع ما أسموه "حجر الأساس للهيكل المزعوم" على أنقاض المسجد الأقصى، بمشاركة رمزية من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في مشهد أثار استياءً واسعًا لدى الأوساط الفلسطينية والدولية. وأكدت مصادر محلية أن هذه الفعاليات تأتي ضمن مشروع ممنهج للتهويد، يشمل فرض الحصار، ومنع تنقل المقدسيين، واستهداف الصحفيين، وتقويض الوجود الفلسطيني في المدينة، خاصة مع تسارع تنفيذ خطة "القدس الكبرى" الهادفة لفصل المدينة عن امتدادها الفلسطيني من خلال ضمّ المستوطنات وشقّ طرق استراتيجية. وفي بيان صادر عن فعاليات مقدسية، شدد الأهالي على أن "القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، ولن تنجح كل محاولات التهويد أمام صمود المقدسيين"، داعين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية لإدانة هذه الانتهاكات والعمل العاجل على وقفها". كما وجّه البيان دعوة إلى الشعوب الحرة والبرلمانات والمنظمات الحقوقية الدولية للتحرّك العاجل دعماً لصمود المقدسيين ومواجهة مخططات الاحتلال الرامية إلى تغيير الطابع الديمغرافي والتاريخي والديني للمدينة.


معا الاخبارية
منذ 3 ساعات
- معا الاخبارية
تحذيرات من تصعيد خطير ستشهده القدس بسبب "مسيرة الأعلام" الاستفزازية
القدس- معا- حذرت محافظة القدس من تصعيد خطير ستشهده القدس في الأيام المقبلة، في ظل مضي سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنظيم سلسلة فعاليات استعمارية تهويدية تستهدف فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس، وتكريس واقع الاحتلال بالقوة، في مخالفة صارخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وذكرت المحافظة في بيانها، أن شرطة الاحتلال كانت قد أعلنت موعد ما تُسمى "مسيرة الأعلام" الاستفزازية وخارطتها، المقرر تنظيمها يوم الاثنين الموافق 26 أيار/مايو الجاري، إذ ستنطلق من ساحة البراق، مرورًا بباب العامود، وحي الواد داخل البلدة القديمة، وهي مناطق مكتظة بالسكان الفلسطينيين. وأكدت أن هذه المسيرة السنوية تأتي ضمن أجندة استفزازية ممنهجة، تُرافقها عادة اعتداءات على المواطنين المقدسيين، وترديد شعارات عنصرية بحق المسلمين والمسيحيين، في ظل حماية مشددة من شرطة الاحتلال التي ستفرض إغلاقًا كاملًا للمنطقة ابتداءً من الساعة 12:30 ظهرًا. وأضافت المحافظة، أن بلدية الاحتلال دعت إلى تنظيم ماراثون للدراجات الهوائية يوم الجمعة 23 أيار، وهو ما يُشكّل استغلالًا للفعاليات الرياضية في فرض واقع سياسي مرفوض، من خلال إغلاق شوارع المدينة بدءًا من مساء الخميس 22 أيار، وحتى صباح اليوم التالي، في محاولة لتكريس السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية، عبر الترويج لمظاهر السيادة في المدينة المحتلة بموجب القانون الدولي. وفي تصعيد آخر، يكشف حجم الغطرسة الاستعمارية، ذكرت محافظة القدس أن المستعمرين يواصلون تحريضهم العلني والترويج لما أسموه وضع "حجر الأساس للهيكل المزعوم"، من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، في خطوة تمثل امتدادًا لمخطط نزع السيادة الإسلامية عن المسجد، وتكريس الرواية التوراتية على حساب الحق العربي والإسلامي والمسيحي في القدس. واعتبرت المحافظة أن هذه الفعاليات، بما تحمله من طابع استعماري عدواني، تُشكّل اعتداءً مباشرًا على حياة الفلسطينيين في المدينة، حيث يتم فرض الحصار على أحيائها، ويُمنع المواطنون من التنقل، وتُغلق المحلات التجارية قسرًا، وتُسجل انتهاكات متكررة بحق الصحفيين والطواقم الإعلامية خلال التغطية. وأكدت أن هذه الفعاليات، مهما بلغت حدتها، لن تغيّر الحقيقة الراسخة بأن القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وأن جميع محاولات التهويد ستبوء بالفشل أمام إرادة أهلها الصامدين ودعم أحرار العالم. وحمّلت المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية الصمت والتقاعس أمام هذا التصعيد الممنهج، ودعت إلى إدانة هذه الفعاليات التهويدية بشكل واضح وصريح، والعمل الجاد على وقفها فورًا. كما حذرت من مخاطر مشروع "القدس الكبرى" الذي تسعى حكومة الاحتلال إلى تنفيذه عبر ضم المستعمرات والبلدات المحيطة، وشق طرق ضخمة لربط هذه المستعمرات ببعضها، وفرض أمر واقع يفصل القدس عن امتدادها الفلسطيني. ودعت الشعوب الحرة والبرلمانات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى التحرك العاجل لكبح جماح الاحتلال، ووضع حد لانتهاكاته، وفضح ممارساته العنصرية، والوقوف إلى جانب المقدسيين في معركتهم من أجل البقاء والصمود.


معا الاخبارية
منذ 6 ساعات
- معا الاخبارية
الأونروا: الجوع بغزة جزء من الأهوال الذي يعيشه المواطنون هناك
نيويورك- معا- قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج، إن الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال الذي يعيشه المواطنون هناك. وأفادت خلال مشاركتها عبر الانترنت في المؤتمر الصحفي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، بأن هناك ما يكفي من الغذاء في مستودعات الأونروا في العاصمة الأردنية عمان لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر. وأشارت ووتريدج إلى توفر الإمدادات الطبية والمستلزمات التعليمية أيضا، غير أن العراقيل الإسرائيلية تعيق وصول المساعدات إلى قطاع غزة. وأضافت: "المساعدات على بُعد ثلاث ساعات من قطاع غزة، ومع ذلك، ما زلنا نرى صور أطفال يعانون من سوء التغذية، ونسمع قصصا عن أسوأ الظروف المعيشية. كان يجب أن تكون هذه الإمدادات في غزة الآن، فلا داعي لإضاعة الوقت". وقالت ووتريدج، إنه بعد 11 أسبوعا من تشديد السلطات الإسرائيلية حصارها على قطاع غزة، سمحت بدخول 5 شاحنات فقط. وتواصل سلطات الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.