logo
لقاء يجمع عددا من الوزارء والولاة والعمال لتداول السبل الكفیلة بإطلاق جیل جدید من برامج التنمیة الترابیة بمدينة تطوان

لقاء يجمع عددا من الوزارء والولاة والعمال لتداول السبل الكفیلة بإطلاق جیل جدید من برامج التنمیة الترابیة بمدينة تطوان

حدث كممنذ 2 أيام
تجسیدا للتعلیمات الملكیة السامیة الواردة في خطاب عید العرش المجید لیوم 29 یولیوز 2025، والتي دعا من خلالھا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأیده، الحكومة إلى إطلاق جیل جدید من برامج التنمیة الترابیة والانتقال من المقاربات التقلیدیة للتنمیة الاجتماعیة، إلى مقاربة للتنمیة المجالیة المندمجة، تم، اليوم الجمعة بتطوان، على ھامش لقاء العمل السنوي مع السادة الولاة والعمال المسؤولین بالإدارة الترابیة والمصالح المركزیة لوزارة الداخلیة، عقد لقاء جمع السادة وزیر الداخلیة، وزیر التجھیز والماء، وزیر التربیة الوطنیة والتعلیم الأولي والریاضة، وزیر الصحة والحمایة الاجتماعیة، وزیرة إعداد التراب الوطني والتعمیر والإسكان وسیاسة المدینة، وزیر الفلاحة والصید البحري والتنمیة القرویة والمیاه والغابات، وزیر الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغیل والكفاءات، والسادة الولاة والعمال.
وذكر بلاغ لوزارة الداخلية أن ھذا الاجتماع قد انصب على تداول السبل الكفیلة بضمان التنزیل السلیم لھذا الورش الملكي الطموح، كأولویة وطنیة قصوى من أجل توفیر سبل العیش الكریم للمواطن المغربي عبر إنعاش التشغیل وتعزیز الخدمات الاجتماعیة الأساسیة، واعتماد نموذج تدبیر استباقي ومستدام للموارد المائیة، فضلا عن إطلاق مشاریع للتأھیل الترابي المندمج.
وأوضح المصدر ذاته أنه 'قد استحضر الجمیع ثقل وحجم ھذه المسؤولیة التي تستلزم مضاعفة الجھود ومواصلة الانخراط والتعبئة للرفع من منسوب إنجاز ھذا الورش الملكي الكبیر، مع التركیز على الطابع المندمج للبرامج المرتقبة، وما یتطلبه ذلك من مجھودات مضاعفة من أجل ضمان التنسیق وتحقیق الالتقائیة وإقرار منھجیة تشاركیة قائمة على توحید جھود مختلف الفاعلین المحلیین'.
وتابع 'وإذ عبر الجمیع عن الالتزام التام بمتطلبات المرحلة وفق مقاربة جدیدة تقوم على تعزیز التنمیة المجالیة المندمجة وعلى حكامة النتائج والآثار الملموسة، فقد تم التأكید على ضرورة العمل من أجل تحقیق الانصھار والتقارب اللازم بین السیاسات العمومیة وبین احتیاجات المواطنات والمواطنین، تحقیقا للعدالة الاجتماعية والمجالية'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم
شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم

الشروق

timeمنذ 7 ساعات

  • الشروق

شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم

'علماء الدين' الحقيقيون ليسوا كأحد من الناس فيما يَنْطِقُونَهُ من أقوال وفيما يأتونه من أفعال، فهم 'حراس الملة والدين'، حتى لا ينتهك حرماته حاكم مستبد أو غني يمشي في الأرض مرحا.. من أجل ذلك يجب على 'علماء الدين' أن يمتازوا ويتميزوا بالشخصية الأقوى والإيمان الأصلب، وشجاعة القلوب والمواقف، وعدم الخشية إلا من القاهر فوق كل قاهر مع مراعاة الظروف التي يقول عنها الإمام المرتضى عبد الحميد بن باديس: 'تستطيع الظروف أن تكيفنا ولكنها لا تستطيع بإذن الله أن تقهرنا'. وكان الإمام القوال للحق الشجاع القلب الحكيم الرأي محمد البشير الإبراهيمي يسمي من اتصفوا بهذه الصفات من العلماء 'ملوك الملوك' (آثار الإبراهيمي ج 4، ص 112)، ومن قبل الجميع قال من لا ينطق عن الهوى: 'أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند إمام جائر'، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وعلى مذهب الأستاذ مولود قاسم: 'هذا حديث ولو لم يقله رسول الله'. من هؤلاء العلماء 'القلة' عالم جزائري جاهد باللسان وبالسنان، وعاش أبيا عزيزا طوال حياته، داعيا إلى الحق مجادلاً عنه بالحكمة البالغة والحجة الدامغة، إنه العالم الجزائري الأصل التونسي المولد المصري الوفاة، محمد الخضر حسين، الذي أبصر النور في أحد الأيام من عام 1876.. وقد رجعت روحه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية – إن شاء الله – في أحد الأيام من سنة 1958. في سنة 1952 قامت في مصر ثورة (ما) يسمون 'الضباط الأحرار' ضد مالك فاسد مفسد. هو فاروق الأول وما هي إلا شهور معدودات حتى نزغ الشيطان بين هؤلاء الضباط وتبين أن النزعة الفرعونية مسيطرة على كثير منهم، ومنهم من كان أظلم وأطغى من فاروق الذي مات في حجر بغي في روما، فما بكت عليه السماء والأرض. من القرارات الصائبة التي اتخذتها ثورة 1952 أنها عينت بعد شهرين من قيامها عالمًا علما على رأس الجامع الأزهر، وهو الشيخ محمد الخضر حسين . ذات يوم أراد الجنرال محمد نجيب رئيس مصر أن يستضيء، برأي الشيخ محمد الخضر حسين فبعث إليه أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة حسين الشافعي ليبلغه رغبة الجنرال في لقائه. لم ترتعد فرائص الشيخ، ولم يبلع لسانه، ولم يتلجلج وقال لذلك الضابط في لهجة تنبئ عن معدن الشيخ وقيمة ما يمثله: «قل لسيادة الرئيس إن شيخ الأزهر لا ينتقل إلى الحاكم». (علي الرضا الحسيني: موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين المجلد الأول. ص 33) استقال شيخ الأزهر من إدارته بإرادته في 7 يناير (1954)، وكان شعاره: «يكفيني كوب لبن وكسرة خبز، وعلى الدنيا بعدها السلام». (محمد الجوادي: محمد الخضر حسين وفقه السياسة في الإسلام، دار الكلمة للنشر. ص 38)، و'لئن لم يربح الأزهر في عهد فلن يخسر'.

في الذكرى الأولى لاستشهاده.. إسماعيل هنية كما عرفته
في الذكرى الأولى لاستشهاده.. إسماعيل هنية كما عرفته

الشروق

timeمنذ 11 ساعات

  • الشروق

في الذكرى الأولى لاستشهاده.. إسماعيل هنية كما عرفته

لم يكن يخطر ببالي يوماً أن أكتب في رثاء الصديق والأخ إسماعيل هنية، 'أبو العبد'؛ ذاك الذي كنت أراه أصغر من أن يُرثى، وأقرب إلى روح الحياة من أن يخطفه الموت بهذه الطريقة الفاجعة. لقد أصابت عملية اغتياله في طهران الجميع بالذهول، وأعادت مشاهد التغريبة الفلسطينية بكل ما فيها من جراح ونزيف ومآسٍ، فيما شيّعه الآلاف من رفاقه ومحبيه من إيران إلى قطر، حيث دُفن بين دعاء القلوب ودموع العيون. في الذكرى الأولى لاستشهاده، أجدني أسترجع ما يقارب العقدين من الزمن قضيناها معاً في ميادين العمل السياسي والفكري والتنظيمي، جمعتنا تفاصيل كثيرة من المسؤولية اليومية والحوارات والمواقف التي تكشف عن معدن هذا الرجل وعمق تجربته وإنسانيته. صفحات من الذاكرة لم أعرف الشهيد إسماعيل هنية عن قرب قبل الانتخابات التشريعية عام 2006، لكن خطاباته خلال الحملة كانت لافتة؛ يمتلك حنجرة قوية وكاريزما خطابية تلامس وجدان الجماهير، خاصة في الأوساط الإسلامية التي تهتم بقوة البيان وبلاغة الطرح. فاز هنية، كما فازت حماس، بأغلبية مفاجئة، وتشكلت الحكومة العاشرة التي كنت أحد مستشاريها السياسيين، بتكليف مباشر منه، في لقاء جمعنا في القاهرة. كان أبو العبد قريباً من الجميع، هادئاً، مستمعاً جيداً، وصاحب صدر رحب للحوار والتعدد. لم يكن رجل تصادم، بل رجل توازن، يسعى للتوفيق أكثر من فرض الرأي. تلك الروح التوافقية جعلته محبوباً حتى عند خصومه، وكانت إحدى أبرز نقاط قوته. القيادة بالكاريزما والمرونة لم يكن هنية مجرد وجه إعلامي أو خطيب مفوه؛ بل كان سياسياً حاذقاً، يتقن فن الإدارة واللعب ضمن تعقيدات المشهد الفلسطيني والإقليمي. كان رحمه الله يدرك أن السياسة ليست شعارات بل توازنات، ولهذا سعى بذكاء إلى فتح قنوات الحوار مع العالم الخارجي، والتواصل مع الدبلوماسيين والسفراء، رغم التحريض المتواصل ضده وضد الحكومة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. كنت أرافقه في كثير من هذه اللقاءات، وأشهد له ببساطة التعبير، ورشاقة العرض، وقدرته على نقل الرسائل بلغة يفهمها الغرب دون أن يفرّط في ثوابت القضية. لم يكن يخشى النقد الداخلي، وإن ضاق به أحياناً، لكنه بقي ثابتاً على قناعته بأهمية الانفتاح السياسي والديبلوماسي. وحدة لم تكتمل كانت العلاقات بين أبو العبد وعدد من قيادات حركة فتح، وعلى رأسهم الرئيس أبو مازن والنائب محمد دحلان، علاقات قديمة تتجاوز حدود الخصومة السياسية. لقد ظل أبو العبد يرفض الانزلاق إلى القطيعة، ويحرص على 'شعرة معاوية'، حتى في أشد الأوقات حرجاً بعد الانقسام عام 2007. لم يُعرف عنه أنه أساء لخصومه، بل ظل متمسكاً بلغة الاحترام، محافظاً على ما تبقى من خيوط الوحدة الممكنة. ولكن الواقع الفلسطيني بانقسامه المعقّد لم يكن ليسمح بإصلاحٍ يسير، وقد باءت كل محاولاته – رغم إخلاصه – بالفشل، نظراً لتشعب المصالح وتعقّد الحسابات. وقد ساعدت تجربته كابن للمخيم وصاحب مسيرة طويلة في النضال والميدان في أن يوازن بين منطق القيادة وشعور القرب من الناس. لم تكن المناصب عنده تشريفاً، بل تكليفاً، ولهذا بقي قريباً من الجميع، يحمل همّ الوطن والمخيم والقضية في قلبه، دون أن تغريه الأضواء أو يفسده الكرسي. الإرث الذي تركه لا يمكن الحديث عن مسيرة أبي العبد دون التوقف عند محطات رئيسية: توليه رئاسة الوزراء، ثم قيادة الحركة سياسياً، وصولاً إلى تمثيلها على المستوى الإقليمي والدولي. لقد عرّف العالم بحماس بلغة جديدة، وأكسبها حضوراً لم تكن تحظى به من قبل. فتح له خطاب الاعتدال أبواب العواصم العربية والإسلامية، واحتضنته القاهرة وتونس وقطر وتركيا، كما استقبله قادة الحركات الإسلامية والعلماء والدعاة باعتباره نموذجاً لحكم الإسلاميين عبر صناديق الاقتراع. وحتى في الغرب، حيث الصورة مشوّهة، استطاع أن يكسر بعض الحواجز، رغم حملات 'الشيطنة' التي لم تهدأ. كلمة وداع في عام على استشهاده، لا يسعنا إلا أن نذكره بما له لا بما عليه. ليس من باب المجاملة، بل اعترافاً بالفضل، واحتراماً لما قدمه من تضحيات وخدمة، وبذل دمائه من أجل القضية والوطن. سيكتب التاريخ عن إسماعيل هنية أنه كان رجل وحدة، وأنه سعى – رغم كل المعوّقات – إلى تجاوز الانقسام. وستذكره الأجيال كقائد حمل همّ شعبه، وصبر على التجربة بكل ما فيها من تعقيد وضغوطات، دون أن يتخلى عن إنسانيته أو يُسقط البُعد الأخلاقي من العمل السياسي. رحم الله الأخ الشهيد، وتقبله في الصالحين، وألحقنا به على خير، وجعل من ذكراه منارة يهتدي بها القادة الجدد في درب التحرر والكرامة.

الهويّة المركّبة في المغرب: قراءة في تعقّد الانتماء وتعدّد الروافد
الهويّة المركّبة في المغرب: قراءة في تعقّد الانتماء وتعدّد الروافد

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 21 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

الهويّة المركّبة في المغرب: قراءة في تعقّد الانتماء وتعدّد الروافد

إيطاليا تلغراف * الدكتور شَنْفَار عَبْدُ اللَّه المغرب، رسميًا المملكة المغربية، هو كيان سياسي-تاريخي يتجاوز في بنيته الراهنة مجرد الانتماء الجغرافي إلى شمال غرب إفريقيا. إنه فضاء حضاريّ مركّب، انصهرت فيه قرونٌ من التفاعلات بين عناصر سلاليّة وثقافيّة متنوّعة، ما جعله أحد أكثر النماذج التاريخيّة تعقيدًا على مستوى البناء الهوياتي في العالم الإسلامي المتوسطي. هذا، ولا يمكن تفكيك بنية التسميات الرمزية المتداولة في المغرب – من مولاي إلى آيت، ومن سيدي إلى بني وأولاد – بمعزل عن هذا التراكب الهوياتي العميق، الذي تشكّل في تقاطعات المشرق والمغرب والأندلس، وتحوّل من مجرد جغرافيا إلى جغرافيا للرمز والدلالة. * التسميات الرمزيّة في المغرب: بين الامتداد العرقي والدلالة الهوياتيّة في المجتمع المغربي، تتجاوز الأسماء والانتماءات الرمزيّة وظيفتها التعريفيّة، لتتحوّل إلى شفرات اجتماعيّة تُجسِّدُ الامتدادات العرقيّة والهوياتية، وتُترجمُ خرائط النفوذ الرمزي والمكانة والدور داخل الهرم الاجتماعي. فمن خلال قراءة ودراسة وتحليل لبنية التسميات الرمزيّة في الثقافة الشفهيّة بالمغرب، نجدها تأخذ طابعًا سوسيو-أنتروبولوجيًا أعمق، عبر استحضار الوظيفة الثقافية والاجتماعية لهذه التسميات؛ بحيث أنها بحق ذات حوامل دلاليّة مركّبة، تختزنُ تاريخًا طويلاً من التشكّلات الإثنية والرمزيّة والاجتماعيّة. – مولاي ولالة: شرف النسب وتجليات الرمزية الدينية مولاي: استعمال هذه الصيغة يحيل إلى النسب الشريف، تحديدًا إلى المنتسبين إلى آل البيت، سلالة فاطمة الزهراء رضي الله عنها. وهي دلالة على 'البركة' الرمزيّة و'العصمة الاجتماعيّة' التي يتمتّع بها هذا النسب في المخيال الجمعي. لالة: تقابلها في النسق الأنثوي، وتشير إلى المرأة ذات الأصل النبيل أو الشريف، وغالبًا ما تُطلق على النساء المنتميات إلى البيوتات ذات الوجاهة أو الشرف النَسَبي، أو حتى مكانة رمزيّة روحيّة (كأولياء الله الصالحين من الإناث). – أولاد، بَنِي، بْنِي: سُلالاتٌ تُعبّر عن الامتداد القبلي العربي أولاد (Aoulad): غالبًا ما تشير إلى انتماء عربي واضح، حيث تُستعمل في تسمية القبائل ذات الجذور الهلاليّة أو المعقلية أو غيرها من القبائل العربية التي استوطنت المغرب. بَنِي / بْنِي: تختلف بحسب السياق الجغرافي واللساني؛ وتُستعمل أكثر في شمال المغرب، وتحمل ذات الدلالة القبليّة العربية، مثل: بني حسان، بني زروال، بني مطير، بني مسكين… إلخ. آيْتْ: العلامة الأمازيغيّة للقبيلة والنسَب آيت (Aït): تمييز صريح للانتماء الأمازيغي، وتُستعمل على نطاق واسع في الأطلس الكبير والمتوسط، وسوس، وتمثل شكلًا من أشكال الانتساب الجماعي في صيغة 'أولاد' أو 'بني' في النسق العربي. مثل: آيت باها، آيت حدو، آيت عطا… وغيرها. في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية؛ نجد اقتران: آيت ب: سيدي أو مولاي؛ فنسمع بـ: آيت سيدي علي مثلًا، أو نايْت سيدي امبارك، وآيت مولاي علي. هذه البنية تدل على الأفق الجماعي للفكر الأمازيغي، حيث القبيلة ليست فقط وحدة نسبيّة بل أيضًا وحدة سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وثقافيّة. سيدي وأگرّامْ: الولاية والشرَف الروحي سيدي (Sidi): صيغة تبجيل واحترام، وقد تحيل على وليّ صالح، كما يمكن أن تُدمج مع النسب الشريف، خصوصًا في مناطق الجنوب أو الأطلس، لتدل على شخص يُجمع الناس على صلاحيّته أو علمه أو نسبه الشريف. أگرّامْ (Agrram): من التسميات المرتبطة ببعض الزوايا المرابطيّة أو الصوفيّة، وتدلّ على الفرد الصالح أو المتنسّك أو المرتبط بمنظومة صوفيّة روحيّة ودينيّة تراثيّة. الخلاصة: التسميّة كحاضنة لهوية مركّبة إن تنوع هذه التسميات في المغرب يعكس تراكب الطبقات الحضاريّة والهوياتيّة: من العروبة إلى الأمازيغية، ومن النسب الشريف إلى الولاية الصوفيّة، ومن الامتداد القبلي إلى الانتماء الرمزي للمجال. وهي تسميّات لا تُفهم فقط من منظور لغوي أو أنسابي؛ بل ينبغي تحليلها كرموز مُحمّلة بالدلالة السوسيو-تاريخيّة، تؤطّر موقع الفرد داخل المجتمع، وتحكم نظرة الآخرين إليه ضمن البنية التركيبيّة الثقافيّة المتشابكة والمتضامنة والمتآزرة والمتكاملة والمتعايشة للمغرب. * بين الامتداد الحضاري والتفاعل التاريخي: عندما تصبح الجغرافيا حاضنة للهويّة إنّ فَهمَ التسميات الرمزية التي يحملها الأفراد والقبائل في المغرب، لا يستقيم دون استحضار حركة التاريخ والجغرافيا، من خلال الانتقال بين ضفّتي المتوسط، وبين المجال المغاربي والمجال المشرقي، ومن خلال استيعاب العلاقة المعقّدة التي ربطت المغرب بالعالم الإسلامي في المشرق، وبالأندلس في الغرب، وبإفريقيا جنوب الصحراء. لقد كانت هذه العلاقة الدينامية تتجلى في حركة العلماء والفقهاء والمتصوفة، كما في أعراف الزواج والمصاهرة، بل وحتى في تبادلات اللسان والزي والعمارة، بما يجعل من كل تسمية سوسيو-رمزية أثرًا موغلًا في هذا الحراك. وهكذا، فالتسمية هنا ليست مجرّد اسمٍ وظيفي أو نسبٍ جامد، بل هي وعاءٌ مشحون بالدلالة، وخزانٌ رمزيّ يعكس دينامية اجتماعية وثقافية ممتدة. * من صناعة الانتماء إلى هندسة الذاكرة: الدولة والهويّة المتعدّدة في ظل الدولة الوطنية الحديثة، لم تكن مهمة تدبير التعدّد الهوياتي بالمغرب مهمة عفوية أو تلقائية، بل كانت ولا تزال فعلًا سياسيًا بامتياز، تدخل فيه اعتبارات الرمزية والشرعية والوحدة الوطنية. فقد تعاملت الدولة المغربية مع هذا التنوع لا من باب القطيعة أو التذويب، بل من خلال تبنّي منطق التركيب بدل الإقصاء، والإدماج بدل التفتيت، وهو ما تجلّى في الوثيقة الدستورية لسنة 2011 التي أقرت رسميًا بأنّ الهوية المغربية 'متعددة الروافد'. هذا الاعتراف، رغم طابعه القانوني، لا يُخفي حجم التوترات الرمزية الكامنة بين بعض المكوّنات، وفي مقدّمتها العلاقة الجدلية بين البعد العربي والبعد الأمازيغي، وهي علاقة تتأرجح تاريخيًا بين التناغم والتنافس، بين التماهي والتمايز، بما يجعل من 'الهوية' – كما في فكر بول ريكور – فضاء تأويليًا متجدّدًا لا كيانًا مغلقًا. الهجرة والمصاهرة والثقافة المُركّبة: أسئلة ما بعد الأصالة المغرب ليس بلدًا ذا أصل واحد، بل فضاءٌ عرف موجات متتالية من الهجرة والاستقرار، من الفينيقيين والرومان، إلى العرب والمرابطين والموحدين، ثم اليهود الأندلسيين، والأفارقة الزنوج، والموريسكيين الهاربين من محاكم التفتيش. لقد أنتج هذا المسار ثقافةً هجينة لا تختزل في بعد واحد، ولا يمكن ردّها إلى أصل صافٍ أو إثنيّ نقيّ. بل إنّ 'الهوية المغربية' تُبنى – بالمعنى السوسيو-أنثروبولوجي – في تفاعلات متواصلة، تعيد فيها الجماعات إنتاج تمثّلاتها الرمزية، وتُعيد الدولة ضبطَ حدود الاعتراف والانتماء داخل الفضاء العمومي. ولعل أبرز مثال على هذا، هو إدماج الحروف الأمازيغية (تيفيناغ) في المشهد الرسمي، وإعادة الاعتبار للغة والثقافة الأمازيغيتين دون الإطاحة بالبعد العربي الإسلامي، بل بمحاولة هندسة توازن رمزي بين الروافد كلها. الهوية المغربية: مكوّنات وروافد في حقل تفاعل دائم يمكن الحديث، في ضوء ما سبق، عن الهوية المغربية وفق هذا التقسيم المفاهيمي: – أولًا – المكوّنات الأساسية: 1. الهوية العربية: وتشمل البعد اللغوي والديني والثقافي القادم من المشرق. 2. الهوية الإسلامية: كإطار روحي وشرعي يجمع كلّ المكونات. 3. الهوية الأمازيغية: بما فيها من تنويعات لغوية وثقافية وزمنية. – ثانيًا – الروافد الحضاريّة: * الحسانية: في الجنوب الصحراوي للمملكة. * اليهودية المغربية: كعنصر تراثي عريق منغرس في المدن والأسواق والعادات. * الأندلسية: بما تحمله من موسيقى، وعمران، وذوق اجتماعي. * المتوسطية: بفعل التواصل التاريخي مع أوروبا. * الإفريقية: بحكم الامتداد الجنوبي والعمق الصحراوي. كلّ هذه الروافد لا تُفهم كمجرّد إضافات، بل هي لبنات أصيلة في البناء المغربي، ومكوّنات مؤسسة للوعي الجماعي، تنتظم داخل ما يمكن تسميته بـالدولة ذات الهوية المركّبة. * نحو وعي نقدي بالهوية: أيّ مستقبل للمشترك الرمزي؟ السؤال الجوهري لا يتعلق بما كانت عليه الهوية المغربية، بل بما يجب أن تكون عليه في المستقبل. فهل نتجه نحو تأصيل الهجنة كقيمة، أم نحو تطهير الهويّة من تعدّدها باسم 'الصفاء'؟ هل نحن أمام نموذج تعايش فعليّ، أم أمام توازن هشّ تحكمه الحسابات السياسيّة والعرقيّة والقبليّة، أكثر مما تحكمه قناعات مجتمعيّة راسخة؟ هذه الأسئلة لا نملك إجابات عنها ولا تملك الدولة وحدها مفاتيحها، بل تتطلّب مجهودًا جماعيًا في التربية والثقافة والتعليم، والإعلام، بما يجعل من الاختلاف طاقة تكامل لا مشروع صراع. * نبذة موجزة حول الدكتور شَنْفَار عَبْدُ اللَّهِ؛ مفكّر وباحث مغربي متخصّص في العلوم القانونيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وناشط في الرصد والتحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والبيئي. له عدة إسهامات فكريّة ومقالات تحليليّة ترصد التحوّلات المجتمعيّة وتقدّم قراءات نقديّة للتحديات الراهنة في المغرب والعالم العربي والإسلامي، من أبرز مؤلفاته: الإدارة المغربية ومتطلبات التنمية (2000). الفاعلون المحليّون والسياسات العموميّة المحليّة (2015)، والفاعلون في السياسات العموميّة الترابيّة (2020). إيطاليا تلغراف التالي كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store