logo
انتعاش مبيعات أسواق الذهب في موسم العيد

انتعاش مبيعات أسواق الذهب في موسم العيد

صحيفة الشرقمنذ 4 ساعات

محليات
0
A+ A-
حسين عرقاب
بين عدد من تجار الذهب انتعاش حركة السوق خلال موسم عيد الأضحى المبارك، واصفين تضاعف الطلب على المعدن النفيس بالمنتظر في هذه الفترة من كل عام، التي تعد انطلاقا من الأول من شهر ذي الحجة موسما لبيع المجوهرات، مرجعين ذلك إلى العديد من الأسباب أولها اعتبار القطع الذهبية من بين الهدايا الأنسب في موسم عيد الأضحى، المتزامنة هذا العام مع انطلاق مرحلة الإجازات السنوية للمواطنين والمقيمين ما سيرفع من الحاجة إلى المعدن الأصفر، متوقعين استمرار هذا الانتعاش إلى غاية نهاية اجازة العيد، مقدرين نسبة زيادة الإقبال على سوق الذهب في الدوحة بحوالي 50 %، إذا ما قورنت الأوضاع بما كانت عليه الأوضاع قبل شهر من الآن.
في حين أكد البعض الآخر منهم على أن اقتناء الذهب لا ينحصر على فئة معينة دون أخرى، بل يشترك فيه المقيمون و المواطنون الذي يعدون الأكثر طلبا، بالأخص فيما يتعلق بالمصوغات التقليدية ككرسي جابر و غيره من الأنواع الأخرى، مشيرين إلى استقرار الأسعار خلال الفترة الأخيرة، ومبينين وفرة الذهب في الأسواق، وذلك من خلال الاعتماد على سياسة الدمج الدمج بين المجوهرات القادمة من الخارج والمستوردة من مجموعة من البلدان من بينها الكويت وسلطنة عمان خليجيا، وإيطاليا أوروبيا، إلى جانب غيرها من المصوغات المحلية التي تعد الأكثر طلبا من طرف المستهلكين.
انتعاش السوق
وفي حديثه للشرق أكد عبد القوي العفيفي انتعاش حركة السوق المحلي للذهب خلال المرحلة الحالية، والتي تميزت بزيادة واضحة في الاقبال على المعدن النفيس، وذلك انطلاقا من أول أيام شهرذى الحجة، مرجعا ذلك إلى بحث العديد من الأفراد عن اقتنائه وتقديمه كهدية قيمة في هذه الفترة تخلد ذكرى العيد و تقوي الروابط الأسرية، التي تعزز بمثل هذه الخطوات، قائلا ان تضاعف معدلات الطلب على الذهب في موسم عيد الأضحى يعد أمرا منتظرا بالنسبة إليه، و سلوكا استهلاكيا ألفه طيلة السنوات الماضية، كاشفا على أن المجوهرات التقليدية تأتي على رأس قائمة أكثر المصوغات طلبا من طرف المستهلكين، بالذات المواطنين يضعون الحلي الأصلي في صورة كرسي جابر على رأس طلباتهم خلال هذه الفترة.
وقدر العفيفي نسبة زيادة الطلب على الذهب بدءا من أول أيام شهر ذي الحجة بحوالي 50 %، إذا ما قورنت بما كانت عليه الأوضاع قبل شهر من الآن، متوقعا تحسن هذه النسبة خلال الأيام المقبلة وصولا إلى آخر أيام موسم إجازة عيد الأضحى، الذي قد يتراجع معها الطلب على المعدن النفيس بشكل تدريجي، خاصة واننا في فصل الصيف الذي يعد موسما للإجازات السنوية، حيث يسافر غالبية المقيمين إلى بلدانهم، بينما يتوجه المواطنون إلى مجموعة من الدول الأخرى للراحة وتغيير الأجواء، قبل العودة مجددا إلى الدوحة والرجوع إلى ممارسة مهامهم كل على حسب اختصاصه، منتظرين تضاعفا في الحاجة إلى الذهب انطلاقا من شهر سبتمبر المقبل، الذي سيشهد انتعاشة أخرى في جميع الأسواق وليست المتعلقة بالذهب وفقط.
وفي ذات السياق شدد سالم السعدي على أن الفترة الحالية تعد من بين أهم مواسم تجارة الذهب في قطر، في ظل اعتبار المصوغات والمجوهرات هدايا قيمة يتم تقديمها في هذه المراحل بنية تقوية الروابط الأسرية في مثل هذه الفترات، مصرحا أن نسبة الطلب على المجوهرات قد تتعدى حاجز الستين بالمائة لتصل إلى سبعين بالمائة بحلول آخر أيام عيد الأضحى المبارك إذا ما قورنت بما كانت عليه في الأسابيع الماضية، مؤكدا على الدور لعبه الاستقرار في قيمة المعدن النفيس هذه الأيام على حجم الإقبال على اقتنائه، مبينا وفرة الذهب بالكميات القادرة على سد كل الحاجيات في الفترة الحالية، بالنظر إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها المصانع المحلية في انتاج المجوهرات، بالإضافة إلى ما يلج البلاد من الذهب المستورد عن طريق عدد كبير من الدول المهمة بالنسبة لتوفير الذهب في السوق العالمي، ومن بينها إيطاليا، دون نسيان المصوغات العربية كتلك الخاصة بسلطنة عمان والكويت.
جاهزية السوق
من جانبه قال فهد الأبارة ان زيادة الطلب على الذهب خلال هذه الفترة سنويا، وانتعاش السوق جعل تجار المعدن النفيس في الدوحة يستعدون لهذا الموسم بشكل مبكر، واضعا إياه ضمن قائمة أكثر المواسم حركية بالنسبة لتجارة الذهب، مؤكدا على جاهزية السوق المحلي للإقبال المتضاعف على الذهب مقارنة بالمستويات المعهودة في الأشهر الماضية، مبينا الطرق المعتمدة لتمويل السوق بحاجياته من المجموهرات، وأولها الدمج بين القطع المصنوعة محليا، وغيرها من الأطقم المستوردة من البلدان الأخرى المعروفة بجودة مصوغاتها، ومن بينها سلطنة عمان والكويت، بالإضافة إلى غيرها من مصادر الاستيراد الأخرى المعروفة بنوعية منتجاتها في صورة إيطاليا.
وبين الأبارة أن أكثر ما يزيد من جاهزية السوق المحلي للذهب هو العمل المميز الذي تقوم به الورش المحلية، والتي نجحت خلال الأعوام الماضية في تطوير نفسها بشكل لا متناهٍ في جميع النواحي، انطلاقا من نوعية منتجاتها التي بلغت مستويات مميزة، ووصولا إلى كميات الإنتاج التي زادت بشكل جلي، وبصورة رائعة أسهمت في سد حاجيات السوق المحلي، وتمويله بقطع من المجوهرات الفريدة من نوعها، مهنئا المصنعين المحليين على التطور الذي حققوه في الأعوام الماضية، داعيا إياهم إلى مواصلة السير على ذات النسق مستقبلا من أجل تسجيل المزيد من الإنجازات، ومواصلة التنافس على حجز ثقة أكبر عدد ممكن من الزبائن في السوق الوطني للذهب، مشددا على أن الذهب الوطني يعتبر الأكثر رواجا في المرحلة الأخيرة، قائلا ان أفضل المبيعات داخل سوق الذهب في المرحلة الأخيرة حققتها المجوهرات التقليدية ككرسي تميم الذي يأتي في مقدمة طلبات المستهلكين، وخاصة القطريين، في حين تأتي الخواتم والسلاسل في المركز الثاني، وهي التي يقبل عليها المقيمون بصفة خاصة، لا سيما في الأيام التي تسبق إجازاتهم السنوية.
وفرة الذهب
بدوره قال بدر الحوثري ان الظروف التي يمر بها العالم في الوقت الحالي، لم تؤثر على تواجد الذهب في الأسواق، حيث تتوفر في المحلات داخل الدولة كميات كبيرة من المعدن، سواء تلك القادمة من الخارج عبر مجموعة من البلدان في مقدمتها الكويت بالإضافة إلى سلطنة عمان و إيطاليا، أو غيرها المطروحة من طرف مختلف الورش الوطنية التي نجحت في إثبات تواجدها خلال الفترة الأخيرة، بفضل تمكنها من مضاعفة كميات انتاجها للمجوهرات، بالإضافة إلى تحسين جودة المصوغات المقدمة من طرفها، والحرص على تطويرها بشكل مستمر بالأخص التقليدية منها، وذلك بغرض تلبية جميع الطلبات وطرح بضائع مناسبة لشتى الشرائح.
وأكد الحوثري أن أكثر ما يميز سوق الذهب القطري مؤخرا هو تواجد السلع المحلية في مختلف نقاط البيع بالتجزئة بالدوحة، وهو الذي لا يمكن لأي كان إنكاره في ظل تضاعف حجم المعروضات من المجوهرات المصنعة هنا في البلاد بشكل ملحوظ خلال المرحلة الأخيرة، بالنظر إلى ارتفاع عدد الورشات المحلية التي تديرها مجموعة من الكوادر القطرية االتي تمكنت من وضع لمستها الخاصة في هذا القطاع، من خلال احياء العديد من المجوهرات التقليدية وتعزيزها بلمسات عصرية عززت حتى من قيمتها.
وأضاف الحوثري أن تضاعف حجم الانتاج المحلي من الذهب لعب دورا كبيرا في تحويل المستهلكين إلى محلات بيع الذهب المتواجدة في مختلف الأسواق، بدلا من التوجه نحو العلامات الكبرى في مختلف المراكز التجارية في الدولة، وذلك بفضل المكانة الكبيرة التي تحظى بها المجوهرات التقليدية والشعبية في قلوب الزبائن على اختلافهم من مواطنين، وحتى مقيمين اعتادوا على العادات القطرية وباتوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع المحلي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"كرنفال العيد" على شاطئ 974 يجذب العائلات
"كرنفال العيد" على شاطئ 974 يجذب العائلات

صحيفة الشرق

timeمنذ 13 دقائق

  • صحيفة الشرق

"كرنفال العيد" على شاطئ 974 يجذب العائلات

محليات 92 وسط أجواء احتفالية وأنشطة بحرية وترفيهية A+ A- يشهد شاطئ 974 برأس أبو عبود إقبالًا لافتًا من العائلات خلال ثاني وثالث أيام عيد الأضحى المبارك، ضمن فعاليات "كرنفال العيد" التي تنظمها وزارة البلدية من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، وسط أجواء احتفالية تجمع بين الترفيه والسلامة، وتستهدف مختلف أفراد الأسرة. وتتضمن الفعالية أنشطة بحرية مميزة منها ركوب الجيت سكي، التجديف، الألعاب المائية، والنطايات الهوائية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة لألعاب الأطفال، وفعاليات رياضية متنوعة على الرمال، ما يضفي طابعًا حيويًا ومرِحًا على أجواء العيد، ويمنح الزوار تجربة ترفيهية متكاملة في بيئة ساحلية آمنة. وقد حرصت الوزارة على توفير بيئة مريحة وآمنة لزوار الشاطئ، حيث تم تجهيز الموقع بـالمظلات والكراسي ومناطق ألعاب للأطفال، إلى جانب توفير فرق إنقاذ مدربة على أعلى مستوى لضمان سلامة الجميع، مع تخصيص مساحات لممارسة الأنشطة والرياضات المائية التي تناسب مختلف الأعمار. * مرافق متكاملة ويتميز شاطئ 974 بتوفيره لمرافق متكاملة تضمن راحة الزوار وسلامتهم، حيث تم تجهيز الموقع بـالمظلات والكراسي ومناطق مخصصة لألعاب الأطفال، إلى جانب توفير فرق إنقاذ مدرّبة على أعلى مستوى لضمان الجاهزية والاستجابة السريعة في حالات الطوارئ. كما تم تخصيص مناطق لممارسة الرياضات المائية، بما يتيح لرواد الشاطئ قضاء وقت ممتع وآمن في الهواء الطلق. ويضم الشاطئ مباني وأكشاك خدمية موزعة على أنحاء متفرقة، تشمل مقاهي، دورات مياه، ومنطقة ألعاب شاطئية، بالإضافة إلى مواقف للسيارات يبلغ عددها 255 موقفًا، من بينها مواقف مخصصة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مع منحدرات ومسارات مخصصة تؤدي مباشرة إلى الممشى ومسارات الدراجات الهوائية. * أسعار الدخول وفيما يخص أسعار الدخول، حددت إدارة الشاطئ 35 ريالًا للكبار، و15 ريالًا للأطفال دون سن 14 عامًا، بينما يتم السماح بالدخول المجاني للأطفال تحت سن 6 سنوات. كما يُتاح دخول السيارة عبر خدمة VIP بسعر 150 ريالًا، ما يوفر خصوصية وتجربة مريحة للزوار، وحرصًا على خصوصية العائلات، تم تخصيص يومين أسبوعيًا للسيدات، وهما السبت والثلاثاء، بما يعزز من جاذبية الشاطئ ويمنح الزائرات تجربة ترفيهية مريحة وآمنة. ويُعد شاطئ 974 من المعالم السياحية البارزة في دولة قطر، حيث تم تنفيذه على مساحة تبلغ 260 ألف متر مربع، وبطول إجمالي يصل إلى 2.2 كيلومتر، منها 1.8 كيلومتر مخصصة لطول الشاطئ الرملي. وتبلغ المساحة الكلية للشاطئ نحو 50 ألف متر مربع، بينما تم تشجير ما يزيد عن 15 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء، وزراعة نحو 500 شجرة، ما يمنحه طابعًا طبيعيًا جاذبًا للزوار.

أسباب ظهور الإرهاب كما يحللها كتاب فرنسي رفيع
أسباب ظهور الإرهاب كما يحللها كتاب فرنسي رفيع

صحيفة الشرق

timeمنذ 13 دقائق

  • صحيفة الشرق

أسباب ظهور الإرهاب كما يحللها كتاب فرنسي رفيع

150 كنت في باريس الشهر الماضي ونحن في منتصف سنة 2025 وخلال السنوات الأخيرة كما تعلمون شهدنا حدوث عمليات إرهابية في ثلاث قارات هي أوروبا وإفريقيا وآسيا.. ثلاث عمليات اختلف منفذوها واختلفت أصنافها لكنها صدمت الرأي العام هنا وهناك بدرجة من العنف غير المسبوق وعدد الضحايا الأبرياء والرجة النفسية التي أحدثتها ثم التحليلات التي أعقبتها وتداخل فيها الأيديولوجي بالأكاديمي وبعضها تم توظيفه لمزيد تأجيج العنف والإرهاب لمجرد أن أعداء الإسلام عبر وسائل إعلامهم واتصالهم يستطيعون غسيل ملايين العقول المسلمة وتلويثها بالأكاذيب وتزييف الوقائع. * ولا يسع المواطن العادي سوى الوقوف إجلالا أمام مأساة الضحايا وتقديم التعازي لذويهم. وعلى سبيل المثال اذكر ما وقع في تونس بعد مقتل 18 سائحا بريطانيا بسلاح شاب إرهابي تونسي في فندق سياحي حيث نكبت مليون أسرة تونسية في مورد رزقها وهي العائلات التي لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بهذا القطاع السياحي الحيوي لبلاد لا تزال هشة المؤسسات هزيلة الموارد! ورغم هذا الخطب الجلل فإني أميل إلى التحليل العلمي التاريخي الرصين الناجع لأنه وحده ينير الطريق لمقاومة هذه الظاهرة العنيفة الطارئة خارج الحسابات السياسية الضيقة والمعالجات الحزبية الأنانية والتي تبارى فيها البعض بإصدار البيانات والتعليق المتشنج على بلاتوهات الفضائيات التي تكيل التهم لبعضها البعض وكأني بها تتاجر بدماء ضحايا الإرهاب والعياذ بالله! فالذي وقع في بعض البلدان المسلمة مرتبط بشبح داعش مبدئيا ولكن الأبحاث الجنائية والقضائية مستمرة خاصة بعد تغيير نظام الحكم في سوريا ولا يمكن الجزم بهذا السيناريو أو ذاك إلا بعد التأكد بالحجة من مصدر العمليات وغايات محركيها وانتماءات منفذيها.. * ولهذا السبب سعدت عند حلولي بباريس بصدور كتاب جديد هذه الأيام للزميل المؤرخ الفرنسي (بيار جون لويزار) يحمل عنوان (داعش: الدولة الإسلامية وعودة التاريخ) والمؤلف يعتبر راصدا أمينا لتحليل كل ما يطرأ على العالم الإسلامي من تطورات وما يعتريه من أزمات وما ينتظره من مصير فالزميل (لويزار) أستاذ مبرز في الحضارة الإسلامية ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط صدرت له منذ 1990 الى اليوم مجموعة من الأعمال حول العلاقات العسيرة بين الإسلام والغرب وقضايا الاستعمار الجديد والمجتمعات المدنية في الدول الإسلامية ومكانة العلمانية في الإسلام المعاصر وهو ما جعل كتبه الثمانية تشكل كنزا ثمينا من التحليلات الراقية والحجج الموثقة بوأت الأستاذ (لويزار) منزلة أكاديمية راقية ليحتل منصب مدير الدراسات الإسلامية صلب المركز الوطني للبحوث الاجتماعية أعلى مؤسسات البحث العلمي في العلوم الإنسانية في باريس. * هذا الكتاب ينأى بالمؤرخ عن التفاسير الجاهزة السهلة والتبريرات الأيديولوجية المكررة ليحفر في ذاكرة التاريخ عن جذور ظاهرة داعش وأسباب انتشارها السريع ويقدم للقارئ مادة تاريخية ثرية تجعله يفهم تسلسل التاريخ الحديث بكل حلقاته المتعاقبة كما يعدد أخطاء المسلمين وأخطاء المستعمرين الذين أسسوا للكوارث منذ مطلع القرن العشرين ومهدوا لفوضى الشرق الراهنة بانحيازهم لمصالحهم الضيقة. كما يسلط المؤلف نظرة النقد لسوء التقدير الغربي في التعامل مع الهزات العنيفة التي زلزلت الشرق الأوسط منذ عقود وكل هذه الحلقات المتتالية والمنطقية هي التي أوصلت العالم الإسلامي إلى حالته الراهنة من تفكك الدولة القومية وانهيار الأيديولوجيات المستوردة وتشديد الخناق على مصير المسلمين حتى يخضع المشرق العربي لسطوة رأس المال المتغول في الغرب والذي تقوده حكومة الظل المالية المنتصبة خارج الدولة في مانهاتن. * ثم إن الواقع العربي والإسلامي متشعب وعصي فهمه على الجمهور العريض بسبب انحدار بعض وسائل الاتصال والإعلام لدينا إلى أسفل سافلين وهي التي تفننت في التلاعب بالعقول وفي تطويع الناس نفسيا لتقبل الهزيمة إلا أن هذا العالم الفرنسي الموضوعي (لويزار) استطاع أن يفك طلاسم الظاهرة الداعشية حين قرأ مجريات الأحدث الاستعمارية والعلاقات بين الإسلام والغرب في محطتها الأساسية المتمثلة في معاهدة (سايكس بيكو) التي وقعها وزيرا خارجية الامبراطورية الفرنسية والامبراطورية البريطانية يوم 16 مارس سنة 1916 لتقاسم ما سماه سياسيوهم آنذاك بـ (تركة الرجل المريض المحتضر) فتسلح الوزيران المنتصران في الحرب العالمية الأولى بقلم ومسطرة ورسما حدود خريطة جديدة للشرق الأوسط تعود فيها العراق (بلاد ما بين النهرين) لبريطانيا ويعود الشام (بما فيه سوريا ولبنان وفلسطين وضفتا نهر الأردن و بلدان شمال افريقيا) لفرنسا. * ولم يكن هذا التقسيم العشوائي سوى لي عنق التاريخ لإخضاعه للجغرافيا الاستعمارية و(الدولة القومية) التي هي فكرة دخيلة لم يعرفها المسلمون بتاتا.. المعضلة أن الفكرة لم تولد من رحم الأمة الإسلامية بل نصبها الاستعمار البريطاني أول مرة سنة 1920 في العراق بدعوى إنشاء دولة عراقية قومية! بينما العراق كان ولاية تابعة للسلطان العثماني وكانت الانتماءات تعاش وتمارس لكل طوائفه وعشائره وأديانه باعتبار رؤساء تلك الطوائف والعشائر وأئمة الأديان هم المراجع بلا حدود قومية ولا ولاءات لجنسية بل كما يقول المؤرخون فإن مصطلح (الجنسية) ذاته لم يكن معروفا البتة إلى مطلع القرن العشرين! ولم تكن للعراقيين وثائق هوية والدليل أننا نجد اليوم أغلب العراقيين يرجعون بأصولهم العرقية إلى قبائل حجازية معروفة أولها قبيلة شمر وتميم.. فكان زرع فكرة الدولة القومية عملا يخدم مصالح الإنجليز لا غير لكنه يشوه البنى الاجتماعية للعراق التقليدي ويبذر الفتنة الطائفية لأن كل طائفة أرادت بالطبع حماية مصالحها بفضل التمكن من مقاليد الحكم والتحكم في صلب تلك الدولة القومية الناشئة وهو ما وقع أيضا في لبنان وسوريا وبشكل مختلف في ليبيا واليمن. * إن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج حسب تحليل (لويزار).. لاحظوا أن نفس الغرب أراد اليوم تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبها في لبنان في الأربعينيات فأعادها في العراق. ففي لبنان بعد فصله عن الشام الكبير قررت باريس في الأربعينيات إنشاء دولة بتقسيم مراكز السلطة بين الطوائف فنص الدستور على أن رئيس الجمهورية ماروني ورئيس الحكومة سني ورئيس البرلمان شيعي! وفي الدستور العراقي لسنة 2005 قرر السيد (بريمر) أن يكون رئيس الجمهورية كرديا ويكون رئيس الحكومة شيعيا ويكون رئيس البرلمان سنيا! لكن هنا لابد من قراءة ظهور وانتشار تنظيم الدولة (داعش) من خلال هذه الحقائق.. ومن هنا جاء عنوان الكتاب وهو (عودة التاريخ) إلى ما كانت عليه الأوضاع الجغرافية والتاريخية ما قبل (سايكس بيكو) وما قبل احتلال العراق في أبريل من العام 2003 ولم يكن هذا الحنين للماضي أو للسلف ممكنا لولا إفلاس كل الأيديولوجيات المستوردة من قومية واشتراكية وعلمانية وأصولية ولولا دخول العالم المشرقي في مرحلة مطبات وتيه وفقدان بوصلة نسأل الله تعالى أن يعجل بإنقاذنا منها ويهدينا إلى سواء السبيل. مساحة إعلانية

"الرعاية الأولية" تحذر من مخاطر التعرض لشمس الصيف
"الرعاية الأولية" تحذر من مخاطر التعرض لشمس الصيف

صحيفة الشرق

timeمنذ 13 دقائق

  • صحيفة الشرق

"الرعاية الأولية" تحذر من مخاطر التعرض لشمس الصيف

محليات 58 A+ A- الدوحة - الشرق مع دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتعرض البشرة والشعر لتأثيرات سلبية نتيجة التعرق الزائد، الرطوبة العالية، والتعرض المباشر لأشعة الشمس يؤدي إلى مشكلات متعددة مما يتطلب اتباع روتين عناية خاص للحفاظ على صحة الجلد والشعر خلال هذه الفترة. وفي هذا السياق أكد الدكتور عدي عوض، اختصاصي الجلدية في مركز أم صلال الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن النشاط الزائد للغدد العرقية والدهنية يؤدي إلى انسداد المسام وظهور حب الشباب والطفح الجلدي، إلى جانب جفاف البشرة بسبب فقدانها للرطوبة الطبيعية. وأضاف د. عوض أن الأشعة فوق البنفسجية تُعد من أبرز المخاطر، إذ تسرّع من شيخوخة الجلد وتزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، مشددًا على أهمية الوقاية اليومية. كما أشار إلى أن الرطوبة العالية تهيّج الجلد وتؤدي إلى الطفح الحراري وانتشار الفطريات والبكتيريا، مما يسبب التهابات جلدية شائعة في الصيف مثل سعفة القدم والتسلخات الفطرية. وبالنسبة للشعر، أوضح د. عوض أن التعرق وتعرض الشعر لأشعة الشمس ومياه البحر أو الكلور قد يؤدي إلى تساقطه وجفافه، نتيجة تراكم الزيوت وفقدان الزيوت الطبيعية من فروة الرأس، ما يجعل الشعر هشًا وعرضة للتكسر والتقصف. وللوقاية من هذه التأثيرات، نصح د. عوض باستخدام واقٍ شمسي بعامل حماية لا يقل عن 30 وتجديده كل ساعتين خاصة بعد السباحة أو التعرق، وارتداء ملابس قطنية وخفيفة ذات ألوان فاتحة لتقليل امتصاص الحرارة، مع شطف الجسم والشعر جيدًا بعد السباحة لإزالة آثار الملح أو الكلور. كما يُفضل استخدام بلسم مرطب للشعر وتجنب المجففات الحرارية، إضافة إلى الحفاظ على النظافة الشخصية، خصوصًا في الأماكن العامة مثل المسابح، لتفادي التهابات الجلد والعدوى. واختتم د. عوض قائلا: "إنه يمكن الاستمتاع بالصيف دون قلق من مشكلات البشرة أو الشعر، وذلك عبر اتباع خطوات بسيطة وفعالة مثل الترطيب المستمر، استخدام الواقيات، وتجنّب التعرض المباشر والمفرط لأشعة الشمس".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store