logo
التكنولوجيا الحيوية في السعودية أرض خصبة للاستثمار وإنشاء شركات ناشئة

التكنولوجيا الحيوية في السعودية أرض خصبة للاستثمار وإنشاء شركات ناشئة

الاقتصادية٠٩-٠٥-٢٠٢٥

تسهم استثمارات الحكومة والقطاع الخاص في علوم الجينوم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد السعودي من خلال تقديم حلول صحية مبتكرة، يمكن أن تحسن صحة الأفراد وتقلل من التكاليف الصحية على المدى الطويل، وفقا لما ذكره لـ"الاقتصادية" الدكتور وليد زاهر الاستشاري في الترميم الطبي والخلايا الجذعية.
قال زاهر إن هذه الاستثمارات تفتح المجال لإنشاء شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، ما يسهم في خلق فرص عمل وتعزيز القطاع بشكل عام، إضافة إلى إسهام الاستثمارات في تحسين نتائج الرعاية الصحية ويعزز القدرة الإنتاجية للقوى العاملة ويحقق نموا اقتصاديا مستداما.
وأطلقت السعودية مبادرة علم الجينوم في وقت مبكر من عام 2015، إذ تم إنشاء مراكز متعددة في وجهات رئيسية مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية البارزة مثل جامعة الملك سعود.
كما أطلقت مشروع الجينوم السعودي الوطني لدعم رؤيتها 2030، وذلك بهدف تعزيز الحياة الصحية ودفع التحول في نظام الرعاية الصحية من خلال علوم الجينوم المتطورة.
وليد زاهر استشاري في الترميم الطبي والخلايا الجذعية، ذكر أن التطورات الحديثة في علم الجينوم تسهم بشكل كبير في خلق وظائف جديدة في المملكة، خاصةً في مجالات البحث والتطوير والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية.
ومع تزايد التركيز على علوم الجينوم والطب الشخصي، ستزداد الحاجة إلى علماء وباحثين وأطباء متخصصين ومهندسي بيانات وأخصائيي استشارات جينية.
وبالتالي ستؤدي هذه التطورات إلى نشوء وظائف جديدة في القطاعات الأكاديمية والحكومية والخاصة، إضافة إلى استقطاب الاستثمارات في الشركات الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية وعلوم الجينوم، ما يعزز من قدرة المملكة على التحول إلى مركز عالمي للابتكار في هذا المجال.
أشار زاهر إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد العوامل المحورية في تعزيز الاستدامة العمرية، حيث يؤدي دوراً مهماً في تحسين الرعاية الصحية عبر تطوير تقنيات التشخيص المبكر والعلاج الفعّال للأمراض بفضل قدرته على تحليل البيانات الصحية، كما يساعد الذكاء الاصطناعي على تحديد المخاطر الصحية المحتملة مسبقاً، ما يعزز من جودة اتخاذ القرارات الطبية.
ويمكن للنماذج المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم العميق، المساهمة بتحليل العمر البيولوجي والتنبؤ بمخاطر الإصابة بالأمراض.
و
التشخيصات المعزَّزة بالذكاء الاصطناعي قد تُسهم في خفض معدلات التشخيص الخاطئ بنسبة تصل إلى 50%، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة The Lancet Digital Health.
حول
مدى تأثير الاستدامة العمرية على الاقتصاد من حيث الإنتاجية، قال وليد زاهر
تمثل الاستدامة العمرية عاملاً حيوياً في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال رفع معدلات الإنتاجية، فعندما يعيش الأفراد لفترات أطول ويتمتعون بصحة جيدة، تزداد قدرتهم على المشاركة الفعّالة في سوق العمل لفترة أطول.
أضاف، أن تأخير سن التقاعد وزيادة عدد سنوات الحياة الصحية يسهمان في رفع كفاءة القوى العاملة وتقليل الأعباء الناتجة عن الأمراض المزمنة، ما يدعم الاستقرار الاقتصادي ويعزز فرص النمو.
أشار إلى أن الدول التي تتبنى إستراتيجيات فعّالة للاستدامة العمرية ستكون في موقع أفضل للاستفادة من رأس مالها البشري، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على معدلات الابتكار ويوسع آفاق النشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات.
بشأن مساعدة تقنيات الجينوم على تقليل تكاليف علاج الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب، أوضح "تتيح تقنيات الجينوم الكشف المبكر عن الميول الوراثي للإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وغيرها من الأمراض الوراثية، من خلال تطبيق الجينوم في المنظومة الطبية، يمكن للأطباء تحديد العوامل الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بتلك الأمراض، ما يتيح لهم توجيه العلاج والوقاية بشكل أكثر دقة".
كما تسهم أبحاث علوم الجينوم في تعزيز الرعاية الصحية من خلال تمكين تدخلات أكثر دقة تناسباً مع الاحتياجات الشخصية لكل مريض، ما يساهم في تقليص التكاليف عبر تجنب العلاجات غير الفعّالة والتركيز على الوقاية
.
وعلوم الجينوم لا تستهدف المرضى فحسب، بل تشمل أيضاً الأفراد ذوي الحالة الصحية المستقرة، وذلك بهدف الحفاظ على صحتهم من خلال الكشف المبكر عن القابليات الوراثية للأمراض، ما يخفف الضغط على النظام الصحي ويؤدي إلى تقليص تكاليف الميزانية الصحية بشكل ملحوظ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل نعاني من متلازمة «العقل الفارغ» ؟
هل نعاني من متلازمة «العقل الفارغ» ؟

عكاظ

timeمنذ 44 دقائق

  • عكاظ

هل نعاني من متلازمة «العقل الفارغ» ؟

في عالم يتسم بالإيقاع المتسارع والمطالب المتزايدة؛ يواجه الكثيرون حالة ذهنية معقدة تعرف بـ«متلازمة العقل الفارغ» أو ما يمكن وصفه بـ«التوهان النفسي»، وهي حالة شعورية يعاني منها صاحبها عند بلوغه مرحلة معينة من الإنهاك الذهني والعاطفي، إذ يشعر أن ذهنه خاوٍ، غير قادر على التفكير، وغير متصل بمحيطه أو حتى بذاته. مصطلح «العقل الفارغ»؛ حالة من الشعور المفاجئ بفقدان القدرة على التركيز، أو بفراغ ذهني يصعب من خلاله التفكير، وغالباً ما يعيش الفرد حالة آنية من الانفصال عن الواقع، والتشتت في الإدراك، وعدم اليقين وكأنما يقوم بمهامه آلياً دون وعي حقيقي، مما يؤدي إلى عزلة داخلية وقلق وجودي عميق. من المرجح أن هنالك أسباباً محتملة لحدوث هذه الحالة؛ منها على سبيل المثال: الضغوط النفسية المستمرة من العمل، العلاقات، المسؤوليات، وغيرها، وكلها تستهلك طاقة الإنسان الفكرية، وربما قلة النوم والتعب الجسدي، وأحياناً الاستخدام المفرط للتكنولوجيا التي ينتج عنها التشتت المستمر وضعف التركيز. وهنالك أعراض شائعة مصاحبة، مثل: ـ الصعوبة في تذكر الأفكار أو صياغتها. ـ انعدام الدافع وعدم الرغبة في التفاعل. ـ الشعور بالضياع أو بأن الزمن يمر دون وعي. ـ الإحساس بالخدر العاطفي والجمود النفسي. يمكن معالجة وتجاوز هذه الحالة باتباع آليات مقترحة، مثل: ـ الراحة الذهنية والبدنية بمنح النفس وقتًا للهدوء دون مؤثرات خارجية. ـ متابعة الروتين الصحي. ـ النوم المنتظم. ـ التغذية المتوازنة. ـ ممارسة الرياضة. ـ التأمل وتمارين التنفس. ـ اللجوء للدعم النفسي كالتحدث مع مختص أو حتى مع شخص موثوق قد يساهم في إعادة التوازن. متلازمة العقل الفارغ والتوهان النفسي الاعتراف بها والسعي لفهمها والتعامل معها ليس علامة ضعف، بل خطوة نحو التعافي واستعادة الذات. فالعقل، كالجسد، يحتاج إلى عناية وراحة كي يعود لنشاطه وصفائه الطبيعي الذي فطره الخالق عليه. أخبار ذات صلة

الرهان على ثروة العلم
الرهان على ثروة العلم

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

الرهان على ثروة العلم

كل هذه الطموحات الكبرى التي يزدحم بها الوطن لحاضره ومستقبله لا يمكن تحقيقها لا بالنفط ولا غير النفط، ومهما كان حجم الثروات التي نمتلكها لا يمكن ترجمتها إلى حضارة حقيقية وتطور فعلي إذا لم يكن هناك مواطنون مؤهلون بالعلم، متسلحون بالإبداع، تواقون إلى التميز. الإنسان وحده هو الرهان على تحقيق كل الأحلام والطموحات والتطلعات، ولذلك ابحثوا دائماً عن التعليم المتميز الذي يصنع الإنسان المتميز، الذي بدوره يصنع وطناً متميزاً. في خضم الأخبار المتلاطمة التي تمور بها وسائل الإعلام، كان هناك خبر يستحق أن نحتفي به أكبر احتفاء كمواطنين، ونفاخر ونباهي به بكل اعتزاز. خلال هذا الأسبوع، عاد 40 طالباً وطالبة من مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية حاملين على صدورهم 23 جائزة عالمية؛ منها 14 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة بعد منافسة شديدة مع أكثر من 1700 طالب وطالبة من 70 دولة ضمن المعرض الدولي للعلوم والهندسة (آيسف 2025) الذي يعتبر أكبر محفل علمي دولي لطلاب المرحلة ما قبل الجامعية في مجالات العلوم والهندسة، الذي تشارك فيه المملكة سنوياً منذ عام 2007 وحققت خلال مشاركاتها 183 جائزة دولية لتكون في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية. هذا هو الإنجاز الحقيقي الذي يجعلنا نطمئن على مستقبل الوطن، فقد كانت المواهب سابقاً تضيع وتتلاشى بسبب عدم وجود الحواضن التي ترعاها وتهتم بها نتيجة التعليم التقليدي. الآن أصبحت لدينا منظومة متكاملة لرعاية المواهب والتميز العلمي، وتكامل في الجهود بين وزارة التعليم ومؤسسة موهبة وعدد من الشركاء الاستراتيجيين. هذه المنظومة تقوم بدور التنقيب عن الجواهر التي يمتلئ بها الوطن، وتوفر لها فضاء الإبداع في مجالات تميزها، لتصنع من هؤلاء الفتية والفتيات الثروة الكبرى والأهم للوطن. مبروك للوطن، مليون مبروك. أخبار ذات صلة

ثورة الذكاء الاصطناعي طبياً
ثورة الذكاء الاصطناعي طبياً

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

ثورة الذكاء الاصطناعي طبياً

لا يمكن أن تدخل مؤتمراً، ندوة، ورشة عمل طبية إلا وثورة الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي تسيطر على معظم محاور تلك اللقاءات. يمثل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية تحولاً عميقاً في طريقة تقديم الرعاية الطبية وإدارتها، حيث أصبح بشكل متزايد محوراً لإمكاناته التحويلية وتداعياته الاقتصادية. يحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في الرعاية الصحية، مُقدماً تطوراتٍ من شأنها خفض التكاليف وتحسين نتائج المرضى. على الرغم من أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في بيئات الرعاية الصحية يصاحبه تكاليف أولية لاقتناء التكنولوجيا ودمجها، إلا أن غالباً ما تُوازَن هذه التكاليف بمدخرات طويلة الأجل ناتجة عن زيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء الطبية. يتجاوز تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية مجرد توفير التكاليف، فهناك تركيز على تعزيز قدرات مُقدمي الرعاية الصحية، وتحسين دقة التشخيص، وتخصيص خطط العلاج. تؤكد الدراسات الأثر الاقتصادي الإيجابي للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، وهو ما أشارت إليه المراجعات المنهجية والتقييمات الاقتصادية. تشير هذه الرؤى إلى الإجماع على الدور الإيجابي للذكاء الاصطناعي في خفض الإنفاق على الرعاية الصحية مع تحسين تقديم الخدمات. كما تشير التوقعات بوصول قيمة الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية إلى 3 مليارات دولار لعام 2025، ونحو 19 مليار دولار بحلول عام 2032، وهذا يؤكد الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي. لعل إحدى أبرز إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية تكمن في قدرته على إعادة صياغة العلاقة التقليدية بين مقدمي الخدمات والدافعين، والتي كانت تتسم بالتنافسية. فمن خلال توفير لغة مشتركة للبيانات والرؤى، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز منظومة رعاية صحية أكثر تعاوناً وتركيزاً على القيمة. كما أن هناك فرصة كبيرة لخفض التكاليف، وذلك من خلال عوامل متعددة، بما في ذلك رقمنة الرعاية الصحية، والتطورات في تكنولوجيا المعلومات الصحية، والتقنيات التطبيقية الجديدة التي تدخل المختبرات السريرية. يمكن لهذه الوفورات في التكاليف أن تُمكّن قطاع الرعاية الصحية من تحويل تركيزه من المرض إلى العافية، مما يجلب معه مجموعة من الفوائد للمجتمع والقطاع والأفراد. تكمن القوة الحقيقية للذكاء الاصطناعي في هذا السياق في قدرته على مواءمة الحوافز مع نتائج المرضى. فمن خلال توفير رؤية أشمل لتكاليف ونتائج رعاية المرضى، يمكن للذكاء الاصطناعي تسهيل الانتقال إلى نماذج الرعاية القائمة على القيمة. ويمكن لنماذج تصنيف المخاطر المتطورة تحديد المرضى المعرضين لمخاطر عالية من أجل التدخل مبكراً، بينما يمكن للتحليلات التنبؤية التنبؤ باتجاهات صحة السكان، مما يتيح إستراتيجيات رعاية وقائية واستباقية أكثر. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store