logo
هل يواصل مجلس الدولة مشاركته في العملية السياسية الليبية أم يظل رهينة للخلافات؟

هل يواصل مجلس الدولة مشاركته في العملية السياسية الليبية أم يظل رهينة للخلافات؟

أخبار ليبيامنذ 4 أيام
بعد أيام من انتخاب محمد تكالة رئيسًا للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، تتزايد التساؤلات حول مستقبل المجلس في العملية السياسية، وسط انقسام داخلي حاد، وطعون قانونية، واتهامات بتدخلات خارجية، وعلى رأسها موقف بعثة الأمم المتحدة.
خالد المشري، الرئيس السابق للمجلس، أعلن صراحة عزمه الطعن على شرعية الجلسة التي انتُخب فيها تكالة، مؤكدًا خلال لقائه مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، أنه بدأ بالفعل اتخاذ الإجراءات القانونية أمام القضاء الليبي، للطعن في 'شرعية انتخاب مكتب الرئاسة الجديد'، معتبرًا أن استمرار الوضع الحالي يخدم أطرافًا لا ترغب في إنهاء الأزمة السياسية في البلاد.
المشري لم يخفِ استغرابه من موقف البعثة الأممية التي رحّبت بنتائج الجلسة، وذكّر بأنها كانت قد عبّرت في السابق عن قناعتها بحكم المحكمة العليا الذي أقر بشرعية رئاسته، مشيرًا إلى أن البعثة لا تزال تفتقر إلى رؤية واضحة لإنهاء الانسداد السياسي، وأن خارطة الطريق الأممية الحالية لا تتضمن ضمانات كافية أو آليات فعّالة لدعم المسار الانتخابي.
في المقابل، تلقى محمد تكالة دعمًا واضحًا من البعثة الأممية، التي أكدت أن جلسة انتخابه حضرها 95 عضوًا من أصل 135، وأنها جرت في ظروف 'طبيعية وشفافة'، داعية إلى توسيع دائرة التوافق الداخلي داخل المجلس ودمج الأطراف غير المشاركة. كما هنأه سفير الاتحاد الأوروبي، واصفًا الخطوة بأنها 'أساسية لتعزيز فعالية النظام المؤسسي الليبي'.
رغم ذلك، لا تزال المعارضة داخل المجلس قائمة. ويخشى مراقبون من أن الطعون القانونية التي يقودها تيار المشري تعيد إنتاج الانقسام السابق وتُضعف قدرة المجلس على أداء دوره في المسار السياسي، لا سيما في ظل التحديات المرتبطة بتشكيل حكومة موحدة والإعداد للانتخابات.
ويُعبّر المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، عن قلقه من مسار الأحداث، مؤكدًا أن البعثة الأممية أصبحت، حسب وصفه، طرفًا منحازًا داخل الصراع السياسي. واتهمها بتقديم دعم مباشر لجناح موالٍ لحكومة عبد الحميد الدبيبة، واعتبر تهنئتها لتكالة 'ضربة لأي أمل في إجراء انتخابات'.
من جانبه، رأى النائب بالبرلمان علي الصول أن المجلس الأعلى للدولة، حتى في ظل تركيبته الجديدة، ليس مخولًا بمنح الثقة لحكومة جديدة، مؤكدًا أن دوره يقتصر على تقديم التزكيات فقط. واتهم حكومة الدبيبة بالتدخل لضمان حضور واسع في جلسة انتخاب المكتب الرئاسي، بهدف إفشال أي تفاهم محتمل بين المشري وبين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح لتشكيل حكومة بديلة.
في المقابل، دعا عضو المجلس الأعلى للدولة، منصور الحصادي، إلى إنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية، معتبرًا أن المجلس يقف الآن أمام خيارين: إما المشاركة بفعالية في العملية السياسية والتوافق مع مجلس النواب، أو الاستمرار في حالة الجمود والشلل.
وتُجمع تقديرات مراقبين على أن استمرار النزاع القانوني والسياسي داخل المجلس الأعلى للدولة يُهدد بانهيار ما تبقى من التفاهمات مع مجلس النواب، ويضع العملية السياسية برمتها على المحك، في وقت تُحضّر فيه البعثة الأممية لإعلان خارطة طريق سياسية جديدة أمام مجلس الأمن.
ويبقى السؤال مطروحًا: هل يتمكن المجلس الأعلى للدولة من تجاوز خلافاته الداخلية واستعادة دوره في التوافق السياسي؟ أم سيبقى رهينة للصراع بين قياداته، ويُفرّغ من دوره كمكون أساسي في أي تسوية مقبلة؟
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اليسير: الدبيبة والغرياني يتحالفان ضمنيا لتعطيل أي مسار للتغيير
اليسير: الدبيبة والغرياني يتحالفان ضمنيا لتعطيل أي مسار للتغيير

الساعة 24

timeمنذ 16 دقائق

  • الساعة 24

اليسير: الدبيبة والغرياني يتحالفان ضمنيا لتعطيل أي مسار للتغيير

أكد عبد المنعم اليسير، رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام السابق، أن استمرار حكومة عبد الحميد الدبيبة دون رقابة أو محاسبة، وتحالفها مع المجموعات المسلحة، يشكل عقبة رئيسية أمام التوافق الوطني وإجراء الانتخابات. وأوضح اليسير، في تصريحات متلفزة، أن هناك تحالفا ضمنيا بين حكومة الدبيبة ودار الإفتاء التي يقودها المفتي المعزول الصادي الغرياني يهدف إلى تعزيز النفوذ السياسي وتعطيل أي مسار حقيقي للتغيير، مشيرًا إلى أن الدبيبة يوظف الغطاء الديني لزيادة شرعيته، بينما تستفيد دار الإفتاء من نفوذ سياسي غير مسبوق. وأضاف أن المشهد الليبي يعاني من انسداد وتعقيد نتيجة غياب الإرادة الجادة والتفاف بعض الأطراف على مطالب الشعب، مؤكدًا أن التوافق الوطني لن يتحقق إلا بالالتزام بأن الشعب هو المصدر الوحيد للشرعية. وانتقد اليسير أداء البعثة الأممية في ليبيا منذ عام 2011، معتبرًا أنها ساهمت في إنتاج ترتيبات هشة ومسارات سياسية غير مكتملة، وفشلت في تفعيل البنود الأساسية للاتفاقات السابقة، خاصة فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار. وشدد اليسير في ختام تصريحاته على ضرورة إعادة ضبط دور البعثة الأممية بما يحترم الإرادة الوطنية، وينتقل من عقلية الإدارة والتحكم إلى عقلية الدعم والمرافقة، لفتح الطريق أمام مسار جديد يضع الشعب ومؤسساته في قلب معادلة الاستقرار.

معزب: 95 عضوًا من مجلس الدولة يرفضون تزكية تشكيل حكومة جديدة في الوقت الراهن
معزب: 95 عضوًا من مجلس الدولة يرفضون تزكية تشكيل حكومة جديدة في الوقت الراهن

أخبار ليبيا

timeمنذ 16 دقائق

  • أخبار ليبيا

معزب: 95 عضوًا من مجلس الدولة يرفضون تزكية تشكيل حكومة جديدة في الوقت الراهن

قال رئيس لجنة الشؤون السياسية بمجلس الدولة، محمد معزب، لقناة 'تلفزيون المسار'، بأن 95 عضوًا من أعضاء المجلس الذين شاركوا في توحيد المجلس خلال جلسة 27 يوليو، يرفضون تقديم أي تزكيات أو الدخول في مسار تشكيل حكومة جديدة في الوقت الراهن. وأكد معزب أن المجلس يرفض أي خطوات أحادية تُتخذ خارج إطار العملية السياسية التي ترعاها البعثة الأممية، بما في ذلك الاجتماعات مع مجلس النواب دون تنسيق أممي. وشدد على أن اختيار حكومة جديدة خارج المسار الأممي يُعد خرقًا للعملية السياسية، محذرًا من أن ذلك 'قد يؤدي إلى مزيد من التشرذم والانقسام في المشهد الليبي'. واختتم معزب حديثه بالتأكيد على أن المجلس ينتظر ما ستقدمه البعثة الأممية إلى مجلس الأمن، ومن ثم سيتم تحديد الموقف من أي تطورات قادمة بناءً على هذا التقرير.

أبوزريبة وبيانكو يبحثان فتح مكاتب لجهاز مكافحة الجرائم المالية بالمنطقة الجنوبية
أبوزريبة وبيانكو يبحثان فتح مكاتب لجهاز مكافحة الجرائم المالية بالمنطقة الجنوبية

الساعة 24

timeمنذ 33 دقائق

  • الساعة 24

أبوزريبة وبيانكو يبحثان فتح مكاتب لجهاز مكافحة الجرائم المالية بالمنطقة الجنوبية

اجتمع وزير الداخلية بالحكومة الليبية، اللواء 'عصام أبوزريبة'، اليوم الثلاثاء، مع رئيس جهاز مكافحة الجرائم المالية وغسل الأموال، اللواء.د 'المهدي بيانكو'، لبحث مستجدات عمل الجهاز ومتابعة أبرز القضايا قيد التحقيق في ملفات الفساد والجرائم المالية. استعرض الاجتماع أبرز الخطط الجارية لتعزيز فاعلية الجهاز، وفي مقدمتها فتح عدد من المكاتب الجديدة في المنطقة الجنوبية، بما يسهم في توسيع نطاق عمل الجهاز وتمكينه من أداء مهامه الرقابية والتحقيقية في مختلف مناطق البلاد. في ختام الاجتماع، أشاد الوزير بالدور الحيوي الذي يقوم به جهاز مكافحة الجرائم المالية وغسل الأموال في حماية المال العام وتعزيز النزاهة. كما أكد على دعم الوزارة الكامل لجهود الجهاز في مواجهة الفساد وتعقب المطلوبين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store