logo
ترمب يستعد للقاء زيلينسكي في واشنطن ويطرح رؤية لاتفاق سلام شامل

ترمب يستعد للقاء زيلينسكي في واشنطن ويطرح رؤية لاتفاق سلام شامل

سعورسمنذ يوم واحد
وأوضح ترمب في تصريحات نُشرت على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على الدفع باتجاه «اتفاق سلام شامل»، وليس مجرد وقف لإطلاق النار، مؤكدًا أن الحل الجذري يجب أن يضمن إنهاء الحرب بشكل دائم. واعتبر أن «أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام، وليس الاكتفاء بوقف إطلاق النار الذي كثيرًا ما ينهار بسرعة».
لقاء مع زيلينسكي
ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني أنه أجرى محادثة مطولة مع ترمب تناولت مسارات إنهاء القتال، مشيرًا إلى أن اللقاء في واشنطن سيكون مناسبة «لمناقشة جميع التفاصيل المتعلقة بإنهاء أعمال القتل والحرب». وتعد هذه الزيارة الأولى لزيلينسكي إلى الولايات المتحدة منذ انتقادات علنية وجهها له ترمب في فبراير الماضي.
كما شدد زيلينسكي على ضرورة إشراك القادة الأوروبيين في أي تسوية لضمان «ضمانات أمنية موثوقة بالتعاون مع الولايات المتحدة» ، مؤكدًا أن التنسيق الثلاثي مع واشنطن وأوروبا سيكون عاملاً حاسماً في أي اتفاق مقبل.
موقف أوروبي داعم
ورحب قادة أوروبيون كبار، بينهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، بالجهود الأمريكية الداعية إلى إنهاء الحرب. وأكدوا في بيان مشترك أنهم مستعدون للعمل مع ترمب وزيلينسكي من أجل عقد «قمة ثلاثية بدعم أوروبي»، مع التشديد على ضرورة أن تحافظ أوكرانيا على حقها في اتخاذ القرارات المتعلقة بأراضيها وسيادتها.
مسار دبلوماسي مفتوح
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية على الجبهات الشرقية والجنوبية، اعتبر مراقبون أن طرح ترمب لاتفاق سلام شامل يفتح المجال أمام مقاربة جديدة قد تقلص منسوب القتال إذا ما حصلت على دعم الأطراف الدولية. وقال إن الخطوات التالية ستتضح بعد لقائه مع زيلينسكي، مرجحًا أن يُعقد اجتماع لاحق مع بوتين إذا توفرت الأجواء الملائمة.
وبينما تتواصل الهجمات، تبقى الأنظار متجهة إلى واشنطن حيث يسعى ترمب إلى بلورة مبادرة تجمع بين موسكو وكييف بدعم أوروبي، في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، والدخول في مسار سياسي يضمن سلامًا دائمًا.
أبرز ملامح لقاء ترمب وبوتين
وشكل اجتماع ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا محطة لافتة في المسار الدبلوماسي المرتبط بالحرب الأوكرانية. ورغم أنه لم يسفر عن اتفاق محدد، فإن الجانبين وصفاه بأنه كان «مثمرًا» وفتح الباب أمام خطوات لاحقة.
خطوات اللقاء:
أولًا، شدد ترمب على أن النقاشات أظهرت تقاربًا في بعض القضايا الإستراتيجية، مؤكدًا أنه «تم الاتفاق على العديد من النقاط» مع بقاء ملفات أخرى تحتاج إلى مزيد من البحث. من جانبه، اعتبر بوتين أن الحوار مع واشنطن خطوة إيجابية لإعادة إحياء قنوات الاتصال بين البلدين بعد سنوات من التوتر.
ثانيًا، برزت إشارة ترمب إلى أن أي تقدم يتطلب مشاركة أوكرانيا وأوروبا، ما يعكس رغبته في صياغة مسار دبلوماسي أوسع يشمل الأطراف الأساسية في الصراع. في الوقت نفسه، تحدث عن إمكانية عقد اجتماع لاحق مع بوتين «إذا سارت الأمور كما هو متوقع»، ما يفتح الباب أمام جولة ثانية من المحادثات.
ثالثًا، أظهر اللقاء رمزية سياسية قوية، إذ مثّل عودة بوتين إلى الأراضي الأمريكية لأول مرة منذ عقد، بعد أن ظلّ معزولًا إلى حد كبير عن العواصم الغربية منذ بدء الحرب الشاملة على أوكرانيا. هذه الرمزية اعتُبرت من جانب مراقبين «إشارة إلى كسر العزلة السياسية» عن موسكو ، فيما أكد البيت الأبيض أن الهدف الرئيسي هو استكشاف مسارات السلام.
رابعًا، اتسمت لغة الخطاب العلني بالتركيز على «إمكانية التقدم» دون إعلان تفاصيل عملية أو التزامات زمنية. فقد شدد ترمب على أن «التوصل إلى اتفاق يحتاج إلى مزيد من الجهد»، بينما أشار بوتين إلى ضرورة «قلب الصفحة» في العلاقات الروسية– الأمريكية.
• ترمب سيلتقي زيلينسكي في واشنطن لمناقشة اتفاق سلام شامل ينهي الحرب، وليس مجرد وقف لإطلاق النار.
• زيلينسكي أكد أن اللقاء مع ترمب سيكون لمناقشة «جميع تفاصيل إنهاء الحرب» مع ضرورة إشراك الأوروبيين.
• قادة أوروبيون رحبوا بالجهود الأمريكية وأكدوا دعمهم لعقد قمة ثلاثية بمشاركة أوكرانيا.
• ترمب وبوتين اجتمعا في ألاسكا ووصفا اللقاء بأنه «مثمر» رغم عدم التوصل لاتفاق محدد.
• الاجتماع أبرز تقاربًا في بعض القضايا، مع اتفاق على استمرار الحوار وفتح الباب لجولة لاحقة.
• عودة بوتين إلى الأراضي الأمريكية بعد عقد اعتُبرت إشارة رمزية لكسر العزلة السياسية.
• ترمب شدد على أن أي تقدم يتطلب مشاركة أوكرانيا وأوروبا في العملية السياسية.
• الخطاب العلني ركّز على «إمكانية التقدم» دون تفاصيل أو التزامات زمنية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما نعرفه عن مضمون محادثات ترمب وبوتين حول أوكرانيا
ما نعرفه عن مضمون محادثات ترمب وبوتين حول أوكرانيا

Independent عربية

timeمنذ 24 دقائق

  • Independent عربية

ما نعرفه عن مضمون محادثات ترمب وبوتين حول أوكرانيا

تتضمن الخطوط العريضة لـ"اتفاق سلام" محتمل في أوكرانيا تنازلات عن أراض ومنح ضمانات أمنية لكييف، ولكن من دون وقف إطلاق النار أو فرض عقوبات على موسكو في المرحلة الحالية. في ما يأتي ما نعرفه عن مضمون المحادثات التي جرت خلال قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا: بعد المحادثات، قال ترمب في منشور على منصته تروث سوشال "قرر الجميع أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا، هي الذهاب مباشرة إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار لا يصمد في كثير من الأحيان"، وهو موقف يتناقض مع رغبة أوكرانيا وحلفائها. يُعد هذا انتصاراً للرئيس الروسي الذي تواصل قواته التقدم في شرق أوكرانيا. منذ البداية، يطالب الرئيس الروسي بـ"اتفاق سلام" أكثر شمولاً يعالج، بحسب قوله، "الأسباب الجوهرية" للحرب، لاسيما رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر الذي تعارضه موسكو معتبرة أنه يشكل تهديداً وجودياً وخطراً على أمنها القومي. مخاوف أوكرانيا تخشى أوكرانيا أن يجبرها أي اتفاق محتمل بين ترمب وبوتين في أنكوريج التنازل عن جزء من أراضيها. وتسيطر القوات الروسية حالياً على ما يناهز 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، في أربع مناطق في الجنوب والشرق (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014. وفي حين لم يتطرق بوتين ولا ترمب مباشرة إلى هذه القضية الملحة خلال مؤتمرهما الصحافي، إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأميركي والقادة الأوروبيين عقب القمة، أفاد بأن ترمب يؤيد مقترحاً قدمته روسيا يقضي بسيطرتها بشكل كامل على منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتجميد القتال على خط المواجهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا. بعد أشهر من بدء هجومها على أوكرانيا، أعلنت روسيا في سبتمبر (أيلول) 2022 ضم المناطق الأربع رغم أن قواتها لم تكن تسيطر بالكامل على أي منها. وتسيطر القوات الروسية حالياً على كامل منطقة لوغانسك تقريباً ومعظم دونيتسك، بما في ذلك عاصمتيهما الإقليميتين. لكن ذلك ليس هو الحال بالنسبة لزابوريجيا وخيرسون، حيث لا تزال المدن الرئيسية تحت السيطرة الأوكرانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم يتضح بعد ما سيكون عليه وضع هذه الأراضي بالنسبة لأوكرانيا والمجتمع الدولي، في حين يرفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي تنازل عن أراض ويؤكد أنه يتعارض مع دستور بلاده. ضمانات أمنية تطالب أوكرانيا، بدعم من الأوروبيين، بهذه الضمانات في حال توقف الأعمال العدائية، لمنع روسيا من مهاجمتها مجدداً. في محادثته مع زيلينسكي وزعماء أوروبيين، عرض ترمب تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، ولكن من دون الانضمام إلى الناتو، بحسب مصدرين مُطلعين. وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى أنه للشروع في ذلك يتعين تحديد "بند للأمن الجماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجدداً". وأبدت دول أوروبية تتقدمها فرنسا والمملكة المتحدة، استعدادها للمساهمة في قوة "طمأنة" تنتشر في أوكرانيا ولكن ليس على خطوط المواجهة. وأكد ترمب أنه سيستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض الإثنين، في لقاء سيشارك فيه كذلك عدد من القادة الأوروبيين. مهلة ترمب وكان ترمب أكد أنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعداً للقاء (ثلاثي) مع الرئيس بوتين"، مشدداً على أن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب "يعود حقاً للرئيس زيلينسكي". وشكك الأخير الأحد برغبة موسكو في عقد قمة ثلاثية أو تحقيق سلام دائم. انتهت الجمعة نظرياً المهلة التي حددها ترمب لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا تحت طائلة فرض عقوبات "ثانوية"، أي تلك التي تستهدف الدول التي تستورد المنتجات من روسيا، وخاصة النفط والأسلحة. لكن الرئيس الأميركي قال على قناة "فوكس نيوز" بعد لقائه نظيره الروسي "بالنظر إلى سير الأمور اليوم، لا أعتقد أنني سأفكر في ذلك الآن". في المقابل، أكد القادة الأوروبيون أنهم "سيواصلون تشديد العقوبات والإجراءات الاقتصادية المحددة للضغط على اقتصاد الحرب الروسي، حتى يتم إحلال سلام عادل ودائم".

القادة الأوروبيون إلى جانب زيلينسكي اليوم في البيت الأبيض
القادة الأوروبيون إلى جانب زيلينسكي اليوم في البيت الأبيض

العربية

timeمنذ 40 دقائق

  • العربية

القادة الأوروبيون إلى جانب زيلينسكي اليوم في البيت الأبيض

التف القادة الأوروبيون، الأحد، حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه اليوم الإثنين إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لم تصدر عنها أي خلاصة بشأن الحرب في أوكرانيا. وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون أنهم سيرافقون زيلينسكي إلى واشنطن، قبيل عقدهم مؤتمرا عبر الفيديو لـ"تحالف الراغبين" المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل. وسيكون الاجتماع في واشنطن مع الرئيس الأميركي، الأول من نوعه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقد جاء نتيجة المحادثات الدبلوماسية المكثفة. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن. ورحب الزعيم الأوكراني بهذه "الوحدة" الأوروبية خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، مضيفا أنه لا يعرف "بالتحديد" ما ناقشه الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمتها التي عقدت في ألاسكا الجمعة. وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف أكد الأحد أن روسيا قدمت "بعض التنازلات" بشأن خمس مناطق أوكرانية، في إشارة إلى خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014. وكتب ترامب الأحد على منصته تروث سوشال "تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!"، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل. لكن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حذّر من "تداعيات" تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام. وفي أعقاب اجتماع "تحالف الراغبين" الأحد، انتقد ماكرون نظيره الروسي معتبرا أنه "لا يريد السلام" مع أوكرانيا بل يريد "استسلامها". وأكد الرئيس الفرنسي أنه "لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين"، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا. وفي ما يتعلق باجتماع الاثنين، قال ماكرون إن "رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين"، وسؤال الأميركيين "إلى أي مدى" هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا. ورحبت فون دير لايين "بعزم الرئيس ترامب على توفير ضمانات أمنية مشابهة للمادة الخامسة" من معاهدة الناتو لأوكرانيا، مشددة على وجوب أن تتمكن كييف من الحفاظ على وحدة أراضيها. كما رحب زيلينسكي بقرار الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية. وعند عودته من ألاسكا، أشار ترامب إلى إمكانية تقديم ضمانات مستوحاة من المادة الخامسة من معاهدة الناتو، ولكن من دون منح أوكرانيا عضوية في الحلف، وهو أمر تعتبره موسكو تهديدا وجوديا. من جانبها، دعت ميلوني إلى العمل على تحديد "بند أمن جماعي يسمح لأوكرانيا بالحصول على دعم جميع شركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، ليكونوا مستعدين للتحرك إذا تعرضت للهجوم مجددا". لا وقف لإطلاق النار ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد قمة ألاسكا التي لم تفض إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ولا إلى فرض عقوبات جديدة على موسكو، بل أتاحت لبوتين العودة إلى الساحة الدولية بعدما سعت الدول الغربية إلى عزله بعد بدء الحرب في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وكان زيلينسكي وحلفاؤه الأوروبيون يدعون إلى وقف إطلاق نار يسبق تسوية للنزاع، لكن ترامب أوضح بعد محادثاته مع بوتين أن جهوده باتت تركز على بلورة اتفاق سلام لم يحدد معالمه، غير أنه يعتزم كشف تفاصيل عنه الإثنين عند استقباله القادة الأوروبيين. ويؤيد ترامب أيضا مقترحا قدمته روسيا يقضي بتعزيز وجودها في شرق أوكرانيا، وفق ما علمت فرانس برس من مسؤول مطلع على المحادثات الهاتفية التي جرت السبت بين ترامب وقادة أوروبيين. وقال المصدر المطلع إن بوتين "يطالب بحكم الأمر الواقع بأن تغادر أوكرانيا دونباس" التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا. كما يعرض الرئيس الروسي تجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا (جنوب). وبعد أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت روسيا في أيلول/سبتمبر 2022 ضم هذه المناطق الأربع الأوكرانية، ولو أن قواتها لا تسيطر عليها بالكامل حتى الآن. لكن زيلينسكي يرفض التنازل عن أي أراض، مؤكدا أن دستور بلاده يحول دون ذلك. - قمة ثلاثية؟ - ولمح الرئيس الأميركي إلى إمكان عقد قمة ثلاثية مع بوتين وزيلينسكي إذا "سارت الأمور على ما يرام" خلال استقباله الرئيس الأوكراني، بعد لقاء عاصف في وقت سابق هذه السنة، قام خلاله ترامب ونائبه جاي دي فانس بتوبيخه أمام الصحافيين، في مشهد أثار صدمة في العالم ولا سيما بين الحلفاء الأوروبيين. وقالت فون دير لايين الأحد إن قمة ثلاثية يجب عقدها "في أسرع وقت ممكن". لكن زيلينسكي أبدى تشاؤما مؤكدا "في هذه المرحلة، لا يتوافر أي مؤشر من جانب روسيا إلى أن القمة الثلاثية ستعقد". وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة من النزاع الأكثر دموية على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، باتت القوات الروسية تحتل حوالى 20% من أراضي أوكرانيا من ضمنها منطقة لوغانسك بصورة شبه تامة وقسم كبير من منطقة دونيتسك حيث تسارع تقدمها مؤخرا. أما زابوريجيا وخيرسون، فلا تزال كييف تسيطر على مدنهما الرئيسية. ميدانيا، تواصلت الهجمات بين البلدين مع شن كييف وموسكو ليلة السبت إلى الأحد هجمات بطائرات مسيّرة أوقعت عدة قتلى. وأعلنت السلطات الأوكرانية في وقت مبكر الاثنين إصابة 13 شخصا في قصف روسي استهدف مدينة خاركيف (شرق) ومنطقة سومي (شمال شرق) القريبتين من الحدود الروسية.

بين التقسيم والتبعية.. هل يقترب سيناريو نهاية حرب أوكرانيا؟
بين التقسيم والتبعية.. هل يقترب سيناريو نهاية حرب أوكرانيا؟

الشرق السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق السعودية

بين التقسيم والتبعية.. هل يقترب سيناريو نهاية حرب أوكرانيا؟

اختتمت قمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، التي استضافتها ولاية ألاسكا الأميركية، ولا يزال السلام في أوكرانيا بعيد المنال، ومع ذلك، بدأت تتضح تدريجياً ملامح السيناريوهين الأكثر ترجيحاً لنهاية حرب روسيا وأوكرانيا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". وأوضحت الصحيفة، في تقرير نُشر السبت، أن أوكرانيا تواجه أحد مسارين محتملين: إما أن تخسر جزءاً من أراضيها، وتبقى دولة آمنة ذات سيادة، وإن كانت أصغر حجماً، أو أن تفقد الأرض والسيادة معاً، لتعود إلى دائرة نفوذ موسكو. وأشارت الصحيفة إلى أن قمة ألاسكا لم تسفر عن اختراق دبلوماسي، ولم تجب عن السؤال المحوري: أي السيناريوهين سيتحقق، ومتى؟ وقالت "وول ستريت جورنال" إن بوتين رفض المساعي الأميركية والأوروبية الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار يجمّد خط المواجهة الحالي، ويمهد لمفاوضات بشأن السيطرة على الأراضي الأوكرانية وضمانات أمن كييف، وبدلاً من ذلك، أشار الرئيس الروسي إلى أنه سيواصل الحرب حتى تبدي أوكرانيا والغرب استعداداً لتلبية الأهداف الجيوسياسية الأوسع لموسكو. ونقلت الصحيفة عن بوتين قوله عقب القمة: "نحن مقتنعون بأنه لكي تكون التسوية الأوكرانية مستدامة وطويلة الأمد، يجب معالجة كل الأسباب الجذرية للأزمة التي نوقشت مراراً، وأن تُؤخذ بعين الاعتبار كل المخاوف المشروعة لروسيا، ويُعاد التوازن العادل في مجال الأمن في أوروبا والعالم بأسره". وأضاف:"يجب ضمان أمن أوكرانيا أيضاً، لكن تجارب المفاوضات السابقة أثبتت أن التفاصيل الدقيقة غالباً ما تكون موضع الخلاف". واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن تركيز بوتين على "الأسباب الجذرية"، وهو تعبيره المعتاد عن سلسلة من المظالم المرتبطة بتوجه أوكرانيا نحو الغرب، وتوسّع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا الوسطى والشرقية، يعكس أنه لم يتخلَّ عن أهدافه الأساسية المتمثلة في استعادة النفوذ الروسي على أوكرانيا، وإعادة بناء دائرة نفوذ موسكو في شرق أوروبا، واستعادة مكانة روسيا كقوة عظمى عالمية، وهي الأهداف ذاتها التي خاض من أجلها الحرب عام 2022. وبحسب الصحيفة، فقد فشلت روسيا في محاولتها السيطرة الكاملة على كييف، ويُرجّح أن هذا الهدف بات بعيد المنال، ورغم أن الدفاع الأوكراني الصامد لا يزال يقيّد التقدّم الروسي إلى مكاسب ميدانية هامشية، فإن ذلك يتحقق بتكلفة باهظة، كما تراجعت آمال كييف في طرد القوات الروسية بشكل تام، في ظل حالة الإنهاك التي يعانيها جيشها. وهو ما يترك، بحسب الصحيفة، سيناريوهين محتملين لنهاية أكبر حرب تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. السيناريو الأول: التقسيم مع الحماية ذكرت "وول ستريت جورنال" أن القيادة الأوكرانية باتت تقرّ، بهدوء، بأنها لا تملك القوة العسكرية الكافية لاستعادة حدودها كاملةً، مشيرة إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أبدى الأسبوع الماضي استعداداً لمناقشة مسألة الأراضي في مكالمات عبر الفيديو مع ترمب وقادة أوروبيين، لكن فقط بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار يجمّد الوضع الراهن على الجبهة. وتقول كييف والدول الأوروبية إنها "لن تعترف قانونياً بمكاسب روسيا الميدانية، لأن ذلك سيحوّل القانون الدولي إلى حافز لمزيد من الغزو بدلاً من أن يكون رادعاً له، إلّا أن تلك الدول تُبدي استعداداً للتعايش مع واقع سيطرة روسيا بحكم الأمر الواقع على أجزاء من أوكرانيا". وأفضل سيناريو ممكن بالنسبة لأوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، كما ترى الصحيفة، هو أن تظل روسيا محصورة في الأراضي التي تسيطر عليها حالياً، أي ما يعادل نحو خُمس مساحة أوكرانيا. في المقابل، يصر الكرملين على انسحاب أوكرانيا من مناطق يدّعي أنها روسية، رغم أنه لا يسيطر عليها، وخاصة الجزء الخاضع لسيطرة كييف من إقليم دونيتسك، حيث لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على سلسلة من المدن المحصنة التي عجزت روسيا عن غزوها حتى الآن. لكن السؤال الأهم، بحسب التقرير، هو ما سيحدث في الـ80% المتبقية من أوكرانيا. وتسعى كييف والدول الأوروبية لضمان أمن وسيادة ما تبقى من أوكرانيا من خلال مزيج من الدفاعات العسكرية القوية والمساعدات الأمنية الغربية، كما يرغب "تحالف الراغبين"، بقيادة بريطانيا وفرنسا، في نشر قوات له في كييف لردع أي هجوم روسي مستقبلي. وتأمل العواصم الأوروبية أن "تنضم الولايات المتحدة إلى هذه الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وقد شجعتها مؤشرات في الأيام الأخيرة على انفتاح ترمب تجاه هذا الخيار، لكن دور واشنطن المحتمل لا يزال غامضاً". وترى الصحيفة أن هذا السيناريو يشبه إلى حد كبير نهاية الحرب الكورية عام 1953، التي تركت شبه الجزيرة مُقسّمة، لكن كوريا الجنوبية ظلت محمية منذ ذلك الحين، لا سيما بفضل وجود قوات أميركية. بوتين يواجه فشلاً تاريخياً "محتملاً" أما بالنسبة لبوتين، فمثل هذه النهاية ستمثل فشلاً تاريخياً، على حد تعبير "وول ستريت جورنال"، فرغم أنه سيحتفظ بـ20% من أراضي أوكرانيا، التي معظمها مدمّرة، فإنه سيخسر الجزء الأكبر منها للأبد، بينما ستتمركز القوات الغربية في دولة يصر على أنها "شقيقة" لروسيا. وذكرت الصحيفة أن الدافع الوحيد لتراجع الرئيس الروسي عن موقفه قد يكون خوفه من أن تفرض الحرب أعباء اقتصادية وسياسية لا يمكن تحمّلها على الاستقرار الداخلي لروسيا، أو من أن بلاده لن تتمكن من الصمود أمام تشديد العقوبات الغربية بقيادة الولايات المتحدة، لكن معظم المراقبين لا يرون مؤشرات حقيقية على حدوث ذلك حتى الآن. وألمح ترمب ومسؤولون أميركيون آخرون إلى أن واشنطن قد تلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الروسي من خلال إجراءات تستهدف عائدات النفط، مثل فرض رسوم جمركية عقابية على مشتري النفط الروسي، أو فرض عقوبات على المعاملات المصرفية، أو حظر "الأسطول الخفي" من ناقلات النفط الروسية، وغيرها، لكن معظم الخبراء يرون أن تشديد العقوبات ممكن، غير أن تأثيره الكبير سيستغرق وقتاً. وباستثناء سيناريو خوف بوتين على بقائه السياسي، يبقى من غير الواضح ما إذا كان سيقدّم الاعتبارات الاقتصادية على هوسه التاريخي بأوكرانيا وسعيه لـ"جعل روسيا عظيمة مجدداً"، بحسب الصحيفة. السيناريو الثاني: التقسيم مع التبعية قالت "وول ستريت جورنال"، إن المطالب الروسية منذ بدء الغزو عام 2022 شملت تقليص حجم الجيش الأوكراني، وتقييد تسليحه وإمداده بالأسلحة الغربية، وتغيير النظام السياسي في البلاد، بما يشمل الدستور والقيادة، والسياسات المرتبطة باللغة والتاريخ والهوية الوطنية. وأشارت الصحيفة إلى أن الخطر الأكبر الذي تواجهه أوكرانيا لا يكمن في خسارة شرقها وجنوبها فحسب، بل في أن الجزء المتبقي منها قد لا يكون قادراً على مقاومة غزو روسي ثالث، بعد غزوّي 2014 و2022، مما يضطر كييف للرضوخ لإملاءات موسكو بشأن قيادتها وسياستها الداخلية والخارجية. ورأت الصحيفة أن مثل هذا السيناريو سيحوّل ما تبقى من أوكرانيا إلى "محمية روسية"، وهو ما قالت إنه "سيكون بمثابة استسلام لأمة تسعى لترسيخ ديمقراطيتها والاندماج مع أوروبا والغرب، وهذا ما يقاتل الأوكرانيون من أجل منعه، حتى أكثر من قتالهم للدفاع عن مدنهم وبلداتهم في الشرق". وأضافت الصحيفة أن "السبيل الوحيد أمام بوتين لفرض مثل هذا السيناريو هو تحقيق نصر ساحق في ساحة المعركة، ومع أن التقدّم الروسي على الأرض لا يزال محدوداً من حيث المساحة، فإن الهدف الرئيسي لموسكو يتمثل في استنزاف الجيش الأوكراني وإرادة البلاد في القتال". وبعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب المستمرة، بات الجنود الأوكرانيون متعبين، وأعدادهم أقل، ويعانون تذمّراً داخلياً من قيادتهم العسكرية، ومع ذلك، يواصلون المقاومة. وأضاف التقرير أن طبيعة الحرب الحديثة، حيث تلعب الطائرات المسيّرة دوراً محورياً، تمنح الأفضلية للدفاع على الهجوم. صمود أوكراني ونهاية مفتوحة ونقلت الصحيفة عن مايكل كوفمان، خبير الشؤون العسكرية في "مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي" في واشنطن، قوله: "لا أتوقع انهيار الجيش الأوكراني، لكن مع مرور الوقت، إذا فشلت كييف في معالجة مشاكلها المتعلقة بحشد القوات وإدارتها، فقد لا تُهزم ميدانياً، لكنها ستُنهك بشكل متزايد". ويرى محللون، وفق الصحيفة، أن "تفوّق روسيا من حيث عدد السكان والجنود والموارد المالية يجعل مجهودها الحربي يبدو أكثر استدامة مقارنة بأوكرانيا. ومع ذلك، أشار كوفمان إلى أن "تاريخ هذه الحرب يُظهر أن كييف أثبتت قدرتها على التكيّف والصمود". واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إنه رغم التحديات كلها، لا تزال أوكرانيا حتى الآن قادرة على إطالة أمد مقاومتها، والإبقاء على نتائج الحرب مفتوحة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store