
هل هي لقطات حقيقية أم من ألعاب الفيديو؟ لبس إعلامي عالمي بسبب مقاطع مزيفة عن حرب روسيا وأوكرانيا
منذ بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، سجلت وسائل التواصل الاجتماعي ارتفاعًا ملحوظًا في انتشار المعلومات المضللة، بما في ذلك مقاطع فيديو تدّعي عرضها لمشاهد حقيقية من الحرب الجارية، بينما مصدرها في الحقيقة ألعاب الفيديو.
من بين هذه المقاطع، تلك التي زُعم أنها توثق عملية "شبكة العنكبوت" التي نفذها جهاز الأمن الأوكراني بتاريخ 1 يونيو، والتي انتشرت بشكل واسع عبر الإنترنت. وقد رصدت شبكة "يوروفيريفاي" (EuroVerify) مجموعة من هذه المقاطع التي حققت مئات الآلاف من المشاهدات على منصات متعددة، من بينها تيك توك وفيسبوك ويوتيوب.
رغم أن بعض هذه المقاطع قد يبدو في ظاهره أنه يعرض مشاهد حقيقية للحرب، مثل ضربات صاروخية وطائرات مُسيّرة وهجمات على البنية التحتية، إلا أنها لا تحوي أي مؤشرات أو إثباتات تؤكد صحتها أو توثق مصدرها.
وباستخدام تقنيات البحث العكسي للصور، توصل فريق "يوروفيريفاي" إلى أن العديد من المقاطع المرتبطة بعملية "شبكة العنكبوت" تم استخدامها بشكل مضلل وإخراجها من سياقها الأصلي. إذ تبين أن هذه المقاطع هي في الواقع مستخلصة من لعبة الفيديو Arma 3، وتم تعديل عناوينها لتبدو كأنها تسجيلات فعلية لأحداث الحرب.
وأظهرت التحقيقات أن بعض هذه المقاطع نُشرت عبر قناة على موقع يوتيوب باسم UWC، التي ذكرت في صفحتها التعريفية أن "جميع مقاطع الفيديو على القناة هي محاكاة لعمليات قتالية داخل لعبة Arma 3"، وأضافت: "نحن ضد هذه الحرب الرهيبة ونريد سماء هادئة فوق رؤوس الأوكرانيين".
ومع ذلك، تستمر القناة - شأنها في ذلك شأن عدد كبير من القنوات المشابهة المتخصصة في ألعاب الفيديو - بنشر مقاطع تحمل عناوين استفزازية ومبالغ فيها، مثل "أكبر غارة أوكرانية بطائرات بدون طيار تدمّر أكبر مصنعين روسيين على بعد 1000 كم من الحدود"، و"غارة أوكرانية جريئة بطائرات FPV بدون طيار تدمر 40 قاذفة نووية روسية: Tu-95، Tu-160، Tu-22M".
من جانبه، أكد استوديو "بوهيميا إنترأكتيف" (Bohemia Interactive)، المطور الرسمي للعبة Arma 3، أن المقاطع التي تم تحليلها من قبل "يوروفيريفاي" صُنعت باستخدام نسخة "معدلة" من اللعبة.
ويُعرف تعديل ألعاب الفيديو بأنها ممارسة شائعة بين اللاعبين، حيث يقومون بتخصيص مكونات اللعبة أو دمج مواد منشأة من طرف ثالث لتحسين التجربة أو إنشاء محتوى بصري جديد.
وقد أعربت شركة بوهيميا إنترأكتيف، شأنها شأن العديد من شركات تطوير ألعاب الفيديو الأخرى، عن رفضها لاستخدام منتجاتها في أغراض "الدعاية الحربية" أو التضليل الإعلامي.
رغم انتشار لقطات ألعاب الفيديو المُقدمة على أنها مشاهد حقيقية من الحرب الروسية الأوكرانية، فإن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على هذا النزاع فحسب، بل شملت أيضًا صراعات أخرى، حيث تم تداول مقاطع مماثلة على أنها تسجيلات فعلية للحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك خلال التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان على منصات التواصل الاجتماعي.
ويعد التمييز بين اللقطات الحقيقية ولقطات الألعاب تحديًا معقدًا يتطلب خبرة وتقنيات متخصصة، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام إلى بث مثل هذه المقاطع عن طريق الخطأ أو بحسن نية على شاشات التلفزيون.
في نوفمبر 2022، عرضت قناة "Antena 3" التلفزيونية في رومانيا مقطع فيديو مأخوذ من لعبة Arma 3، وزعمت أنه يوثق عمليات قتالية جارية في أوكرانيا. وفي سابقة لافتة، استخدمت القناة نفس المقطع كمواد تحليلية، وطلبت تعقيبًا عليه من وزير دفاع سابق ورئيس جهاز استخبارات سابق، كما لو كانت الصور حقيقية وميدانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 3 أيام
- يورو نيوز
بسبب إجراءات ترامب.. نجم التيك توك خابي لام يغادر الولايات المتحدة بعد مشكلة في تأشيرته
أفادت السلطات الأمريكية بأن المؤثر الرقمي العالمي خابي لام غادر الولايات المتحدة بعد أن تم احتجازه مؤقتًا من قبل إدارة الجمارك وحماية الحدود (CBP) في مطار هاري ريد الدولي بمدينة لاس فيغاس. وصرّح المتحدث باسم وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE)، الثلاثاء، بأن سيرينج خابان لام، المعروف بـ"خابي لام"، دخل الأراضي الأمريكية في 30 أبريل الماضي، لكنه تجاوز مدة التصريح القانوني له بالإقامة. وأضاف المتحدث أن لام "تم ترحيله طوعًا"، وهي آلية قانونية تتيح للشخص مغادرة البلاد دون تسجيل أمر ترحيل رسمي، مما يسمح له بفرصة العودة المستقبلية إلى الولايات المتحدة. وكان لام قد اكتسب شهرة عالمية خلال السنوات الماضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة تطبيق "تيك توك"، حيث بلغ عدد متابعيه أكثر من 162 مليون متابع حول العالم. ويُعرف لام، البالغ من العمر 25 عامًا، بنشر مقاطع فيديو كوميدية بدون نطق كلمات، يظهر فيها وهو يتفاعل بشكل مضحك مع حيل يومية أو تقنيات حياتية معقدة. ولم يصدر عن لام أي تعليق رسمي حول الواقعة حتى اللحظة، كما لم ترد أي ردود فعل من ممثليه أو فريق عمله على الرسائل التي وجهتها وسائل الإعلام للحصول على تصريح. تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد التوترات المتعلقة بسياسات الهجرة في الولايات المتحدة، لا سيما بعد الحملات الأخيرة التي شنها الرئيس دونالد ترامب ضد ما وصفه بـ"الهجرة غير الشرعية"، بما في ذلك عمليات المداهمة التي نفذتها الوكالة ذاتها في مدينة لوس أنجلوس، وأثارت احتجاجات واسعة من المجتمع المدني.


يورو نيوز
منذ 4 أيام
- يورو نيوز
هل هي لقطات حقيقية أم من ألعاب الفيديو؟ لبس إعلامي عالمي بسبب مقاطع مزيفة عن حرب روسيا وأوكرانيا
منذ بدء العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، سجلت وسائل التواصل الاجتماعي ارتفاعًا ملحوظًا في انتشار المعلومات المضللة، بما في ذلك مقاطع فيديو تدّعي عرضها لمشاهد حقيقية من الحرب الجارية، بينما مصدرها في الحقيقة ألعاب الفيديو. من بين هذه المقاطع، تلك التي زُعم أنها توثق عملية "شبكة العنكبوت" التي نفذها جهاز الأمن الأوكراني بتاريخ 1 يونيو، والتي انتشرت بشكل واسع عبر الإنترنت. وقد رصدت شبكة "يوروفيريفاي" (EuroVerify) مجموعة من هذه المقاطع التي حققت مئات الآلاف من المشاهدات على منصات متعددة، من بينها تيك توك وفيسبوك ويوتيوب. رغم أن بعض هذه المقاطع قد يبدو في ظاهره أنه يعرض مشاهد حقيقية للحرب، مثل ضربات صاروخية وطائرات مُسيّرة وهجمات على البنية التحتية، إلا أنها لا تحوي أي مؤشرات أو إثباتات تؤكد صحتها أو توثق مصدرها. وباستخدام تقنيات البحث العكسي للصور، توصل فريق "يوروفيريفاي" إلى أن العديد من المقاطع المرتبطة بعملية "شبكة العنكبوت" تم استخدامها بشكل مضلل وإخراجها من سياقها الأصلي. إذ تبين أن هذه المقاطع هي في الواقع مستخلصة من لعبة الفيديو Arma 3، وتم تعديل عناوينها لتبدو كأنها تسجيلات فعلية لأحداث الحرب. وأظهرت التحقيقات أن بعض هذه المقاطع نُشرت عبر قناة على موقع يوتيوب باسم UWC، التي ذكرت في صفحتها التعريفية أن "جميع مقاطع الفيديو على القناة هي محاكاة لعمليات قتالية داخل لعبة Arma 3"، وأضافت: "نحن ضد هذه الحرب الرهيبة ونريد سماء هادئة فوق رؤوس الأوكرانيين". ومع ذلك، تستمر القناة - شأنها في ذلك شأن عدد كبير من القنوات المشابهة المتخصصة في ألعاب الفيديو - بنشر مقاطع تحمل عناوين استفزازية ومبالغ فيها، مثل "أكبر غارة أوكرانية بطائرات بدون طيار تدمّر أكبر مصنعين روسيين على بعد 1000 كم من الحدود"، و"غارة أوكرانية جريئة بطائرات FPV بدون طيار تدمر 40 قاذفة نووية روسية: Tu-95، Tu-160، Tu-22M". من جانبه، أكد استوديو "بوهيميا إنترأكتيف" (Bohemia Interactive)، المطور الرسمي للعبة Arma 3، أن المقاطع التي تم تحليلها من قبل "يوروفيريفاي" صُنعت باستخدام نسخة "معدلة" من اللعبة. ويُعرف تعديل ألعاب الفيديو بأنها ممارسة شائعة بين اللاعبين، حيث يقومون بتخصيص مكونات اللعبة أو دمج مواد منشأة من طرف ثالث لتحسين التجربة أو إنشاء محتوى بصري جديد. وقد أعربت شركة بوهيميا إنترأكتيف، شأنها شأن العديد من شركات تطوير ألعاب الفيديو الأخرى، عن رفضها لاستخدام منتجاتها في أغراض "الدعاية الحربية" أو التضليل الإعلامي. رغم انتشار لقطات ألعاب الفيديو المُقدمة على أنها مشاهد حقيقية من الحرب الروسية الأوكرانية، فإن هذه الظاهرة ليست مقتصرة على هذا النزاع فحسب، بل شملت أيضًا صراعات أخرى، حيث تم تداول مقاطع مماثلة على أنها تسجيلات فعلية للحرب بين إسرائيل وحماس، وكذلك خلال التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان على منصات التواصل الاجتماعي. ويعد التمييز بين اللقطات الحقيقية ولقطات الألعاب تحديًا معقدًا يتطلب خبرة وتقنيات متخصصة، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام إلى بث مثل هذه المقاطع عن طريق الخطأ أو بحسن نية على شاشات التلفزيون. في نوفمبر 2022، عرضت قناة "Antena 3" التلفزيونية في رومانيا مقطع فيديو مأخوذ من لعبة Arma 3، وزعمت أنه يوثق عمليات قتالية جارية في أوكرانيا. وفي سابقة لافتة، استخدمت القناة نفس المقطع كمواد تحليلية، وطلبت تعقيبًا عليه من وزير دفاع سابق ورئيس جهاز استخبارات سابق، كما لو كانت الصور حقيقية وميدانية.


فرانس 24
منذ 7 أيام
- فرانس 24
ما هي "ساحة المعركة الجديدة" في حروب القرن الحادي العشرين؟
تتأهب هيئات أركان الجيوش الغربية بقدر كبير من الجدية للتعامل مع مفهوم جديد وهو الحرب الإدراكية (أو المعرفية)، ومفاده أن الجيوش يجب أن تكون متأهبة لحروب تكون فيها ساحة المعركة عقول المواطنين، ولكن ليس فقط من خلال عمليات التأثير المألوفة. ويضم مصطلح الحرب الإدراكية ظواهر متنوعة، كالحملة الأخيرة على " تيك توك" لدعم اليمين المتطرف في رومانيا، ومتلازمة هافانا الغامضة التي طالت دبلوماسيين أمريكيين عام 2016، و مناورات الصين للترويج للوحدة مع تايوان. ويتمثل العنصر المشترك بين هذه الأحداث المتباينة في العقل البشري الذي أصبح التأثير عليه أسهل من أي وقت مضى بفضل الترابط الفائق بين مجتمعات العالم. ورأى اللفتنانت كولونيل الفرنسي فرنسوا دو كلوزيل أن العقل البشري "ساحة المعركة الجديدة في القرن الحادي والعشرين". "حرب صامتة" وأوضح الضابط الفرنسي الذي أعد تقريرا لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عن هذا الموضوع أن "الأمر يتعلق بإضعاف الخصم من دون بدء القتال رسميا. إنها حرب صامتة". وأضاف "سنسعى إلى تغيير طريقة التفكير. سنعمل على الانتباه، واللغة، والتعلم، والذاكرة، والإدراك، والفكر. أي على كامل نطاق الآليات المعرفية". وذكَر على سبيل المثال شبكة التواصل الاجتماعي "تيك توك" التي تخضع شركتها الأم "بايت دانس" للمحاسبة أمام الحزب الشيوعي الصيني والتي تُضعف الشباب "بإبعادهم عن القراءة". وقال عالم الأنثروبولوجيا المتخصص في الهندسة الاجتماعية والمُلحق بهيئة الأركان العامة للجيش الفرنسي أكسل دوكورنو "من يتحكم بالخوارزمية يتحكم بالسردية، سواء بالنسبة إلى -تيك توك- للصين أو -إكس- للولايات المتحدة". إلا أنه يشدد على أن "الحرب المعرفية تتطلب تأثيرا على نطاق أوسع بكثير". "ضباب"... صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية من هذا المنطلق، لا تعدو حملات التضليل كونها تكتيكا واحدا ليس إلا، من بين تكتيكات أخرى، ضمن استراتيجية أوسع نطاقا، قد تشمل تقنيات أخرى مثل نشر صور خفية أو حتى موجات كهرومغناطيسية للتأثير بشكل مباشر على الدماغ. هذه إحدى الفرضيات المطروحة لتفسير متلازمة هافانا، التي عانى منها عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين المتمركزين في كوبا عام 2016. وكان التأثير ملموسا بدرجة كبيرة، ومن وجوهه الصداع وطنين الأذن وعدم القدرة على التركيز، وفقدان القدرات المعرفية. وقال عالم الأعصاب المشارك في التحقيق جيمس جوردانو الذي تحدث بصفته الشخصية، إن القضية أحدثت ما يشبه تأثير كرة الثلج، إذ ظن آلاف الأشخاص الآخرين أنهم تأثروا، واضطرت السلطات إلى تخصيص إمكانات كبيرة جدا للتحقق من الوضع. ولاحظ جوردانو الذي يدير مركز مستقبل الحرب في جامعة الدفاع بواشنطن أن الغموض الناتج عن هذا النوع من العمليات يُحدث ضبابا، ويتساءل المرء عما إذا كان صحيحا أم لا". الأنظمة الديمقراطية أكثر عرضة للخطر وتبنت كل من الصين وروسيا هذه المسألة منذ مدة طويلة. وأشار فرانسوا دو كلوزيل إلى أن "العقيدة العسكرية الصينية تدمج ثلاثة مجالات: الفضاء المادي - البر والجو والبحر والفضاء - والفضاء الإلكتروني، والفضاء المعرفي". أما الروس، "فقد أدركوا منذ زمن بعيد أهمية استخدام الكائن البشري لأغراض سياسية". ولاحظ أن الأنظمة الديمقراطية أكثر عرضة للخطر لكونها تمتنع في المبدأ عن المناورات التي تتجاوز نطاق التأثير. وأضاف "أما نحن، أي الديمقراطيات الليبرالية، فلا نعمل - أقله علنا - على أسلحة تُغيّر المفاهيم، بينما ليست لدى خصومنا أي مشكلة تتعلق بالأخلاقيات". واعتبر أكسل دوكورنو أن الحملات الإعلامية العدائية التي استهدفت فرنسا في منطقة الساحل أو كاليدونيا الجديدة قد تندرج ضمن هذا المنطق، وفي هذه الحالة، تستند الحرب المعرفية إلى نقطة ضعف سابقة مرتبطة بجراح التاريخ الاستعماري، و"التصدعات المجتمعية، والمشاكل العالقة أو الخاضعة للنقاش"، بهدف تعميق الانقسامات، و"إثارة الاحتجاجات والفوضى". وتكون نتيجة ذلك انعدام الثقة في المؤسسات وتعميق الانقسامات. وتوضيحا لكيفية حماية النفس عند اكتشاف هذه التكتيكات، في معظم الأحيان، بعد فوات الأوان؟ شدد أكسل دوكورنو على ضرورة تحديد نقاط ضعف المجتمعات وتدريب المواطنين على مرحلة متقدمة من الحس النقدي، أي "الإدراك فوق المعرفي"، وهو وسيلة لابتعاد المرء عن أفكاره ومشاعره الخاصة. أما السويد، فأنشأت من جهتها "وكالة للدفاع النفسي" عام 2022 لتحديد التهديدات وتنسيق جهود الجهات المعنية، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، أو كانت تنتمي إلى القطاع العام أو القطاع الخاص.