
انتفاضة عالمية في مواجهة نتنياهو وداعميه
يحكم إسرائيل اليوم تحالفٌ غير مسبوق، هو من أكثر التيارات تطرفًا ودموية في تاريخ هذا الكيان، يقوده بنيامين نتنياهو، الذي لم يكتفِ بجرائم الحرب اليومية ضد الشعب الفلسطيني، بل انطلق يهدد بإشعال حرب إقليمية شاملة من خلال اعتداء صريح على دولة ذات سيادة، هي إيران، وذلك برفقة سموتريتش وبن غفير، شريكيه في التطرف.
أعلن هذا التحالف الفاشي حربًا مفتوحة على كل ما تبقى من استقرار في المنطقة، تحت ذريعة " الدفاع عن النفس" وتدمير البرنامج النووي الإيراني.
هذا الهجوم -غير المشروع قانونًا ولا أخلاقًا- يكشف بوضوح وجه إسرائيل الحقيقي: كيان عدواني، لا يحترم القوانين الدولية، يضرب حيثما يشاء، ويجد في صمت العالم الغربي أمام القانون الدولي غطاءً دائمًا لإرهابه الرسمي. أما الرواية الإسرائيلية عن "الخطر الإيراني" فهي ليست سوى استمرار للأسطوانة المشروخة، التي تبرر بها تل أبيب كل اعتداء جديد.
إسرائيل: الدولة النووية التي ترفض الاعتراف
العالم كله يعلم أن إسرائيل تمتلك واحدة من كبرى الترسانات النووية في العالم، وأن مفاعل ديمونة في صحراء النقب هو مصنع سرّي لإنتاج السلاح النووي منذ خمسينيات القرن الماضي.
ومع ذلك، لم توقع إسرائيل يومًا على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وترفض بشكل مطلق أي رقابة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية! فما هذه المهزلة إذن؟
كيف تجرؤ إسرائيل، التي تمتلك ما يقارب 80 إلى 90 رأسًا نوويًا (بحسب تقديرات فدرالية العلماء الأميركيين)، على اتهام إيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، في حين أن طهران ما زالت تحت رقابة الوكالة الدولية، وتوقّع على اتفاقيات التفتيش؟ الجواب واضح: لأن إسرائيل لا تخضع للقانون الدولي، بل تحتمي خلف جدار من الحصانة التي يوفرها لها الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية.
نفاق غربي سافر.. وازدواجية لا تُحتمل
ما يجري ليس مجرد تواطؤ سياسي، بل فضيحة أخلاقية بكل المقاييس؛ فالغرب الذي أقام الدنيا ولم يُقعدها حين أعلنت روسيا ضمّ القرم، أو حين قامت دول أخرى بتجارب نووية، يقف صامتًا أمام الاعتداءات الإسرائيلية، بل يباركها ويدعمها بالسلاح، وبالمال، وبالغطاء السياسي.
الولايات المتحدة، ومعها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، تدّعي أنها تدافع عن "النظام الدولي القائم على القوانين"، بينما تساند كيانًا يحتقر كل قانون دولي، من اتفاقيات جنيف إلى ميثاق الأمم المتحدة. فما معنى القانون إذن، إذا كان لا يُطبَّق إلا على الضعفاء؟
هذه الازدواجية في المعايير لم تعد خافية على أحد.. لم يعد ممكنًا أن يقنعونا بأنهم "حماة الديمقراطية" و"أنصار حقوق الإنسان"، وهم يرسلون يوميًا شحنات الذخيرة لقصف أطفال غزة، ويتحدثون عن "الدفاع المشروع" حين تمطر إسرائيل طهران بالصواريخ، ثم ينددون بأي رد فعل يصدر من محور المقاومة.
شعوب العالم بدأت تستفيق
لكن هذه المسرحية الغربية لم تعد تُقنع الشعوب.. في كل مدينة كبرى في أوروبا وأميركا، يخرج الآلاف -وأحيانًا الملايين- إلى الشوارع للتنديد بالسياسات الاستعمارية لإسرائيل، ولفضح نفاق حكوماتهم. من لندن إلى نيويورك، من مدريد إلى كيب تاون، من كوالالمبور إلى ساو باولو.. تنتشر موجة غضب شعبي لا سابق لها.
لقد أصبح المواطن العادي في الغرب يعرف أن ما يُعرض عليه في نشرات الأخبار هو نسخة مزيفة من الحقيقة؛ يعرف أن فلسطين محتلة، وأن إسرائيل دولة فصل عنصري، وأن إيران -رغم تحفظات البعض على نظامها- ليست هي من يحتل أو يقصف، بل هي من يُستهدف دائمًا بالعدوان.
هذا الوعي العالمي المتصاعد هو الأمل الحقيقي؛ لأن الحكومات -مهما كانت دموية- لا تستطيع أن تصمد أمام شعوب غاضبة يقظة، ومصمّمة على التغيير.
المطلوب الآن ليس فقط دعم المقاومة الفلسطينية أو التضامن مع إيران، بل إعلان واضح من كل أحرار العالم أن زمن الاستعمار الجديد قد انتهى.. أن من يمتلك السلاح النووي ويعتدي على الآخرين لا يمكن أن يُعتبر "ضحية"
نتنياهو.. والإبادة
في خطاباته المتكررة، يظهر نتنياهو كمن يعيش في وهمٍ مرضيّ! يتحدث عن "إبادة نظام طهران"، ويهدد بقصف منشآت نووية، ويتفاخر بتحالفاته مع اليمين المسيحي المتطرف في الغرب، ظنًا منه أنه فوق المساءلة، فوق المحاسبة، فوق الأخلاق.
هذا الشخص، الذي لا يخجل من استخدام لغة الإبادة، يذكّرنا بشكل مرعب بخطاب النازية في ثلاثينيات القرن الماضي.. لكنه ينسى أن هتلر أيضًا كان يعتقد أنه لا يُقهر، إلى أن انهار مشروعه أمام الحقيقة والتاريخ! نعم، نتنياهو هو هتلر هذا العصر، لكنه مهووس، يستقوي بجيوش الآخرين.. ومشروعه لن ينجح، لأن العالم بدأ يقول "كفى".
نحو انتفاضة عالمية من أجل العدالة
لسنا أمام صراع تقليدي بين دولتين؛ نحن أمام معركة تاريخية بين منطق القوة ومنطق الحق، بين مشروع صهيوني استيطاني مدعوم من الغرب، وبين شعوب تسعى إلى الحرية، والكرامة، والسيادة.
المطلوب الآن ليس فقط دعم المقاومة الفلسطينية أو التضامن مع إيران، بل إعلان واضح من كل أحرار العالم أن زمن الاستعمار الجديد قد انتهى.. أن من يمتلك السلاح النووي ويعتدي على الآخرين لا يمكن أن يُعتبر "ضحية"، أن من يقصف المدنيين لا يمكن أن يطالب بالأمن، أن من يهدم البيوت على رؤوس ساكنيها لا يحق له الحديث عن "الديمقراطية".
هذا المقال هو صرخة، لكنه أيضًا وعد.. وعد بأننا نحن -شعوب الجنوب والشمال- سنكسر حاجز الصمت، وسنُسقط أقنعة النفاق، وسنثبت أن الإنسانية أقوى من كل إمبراطورية ظالمة، مهما امتلكت من سلاح ونفوذ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
كم يكلف إسرائيل اعتراض كل دفعة من صواريخ إيران؟
قدرت صحيفة هآرتس أن تكلفة اعتراض كل دفعة من صواريخ إيران التي تطلقها صوب إسرائيل منذ يوم الجمعة الماضي قد تصل إلى نحو مليار شيكل (287 مليون دولار). ولدى إسرائيل منظومات اعتراض هي " القبة الحديدية"و"سهم" و" مقلاع داود"، إضافة إلى منظومة "ثاد" الأميركية، لكنها تعتمد أساسا على منظومة "سهم" (حيتس بالعبرية) بنسختيه "سهم 2″ و"سهم 3". وحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية نهاية عام 2023، فإن نظام "سهم 2" يعمل على اعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي، بينما يعمل "سهم 3" خارجه. وقالت إن "كلاهما مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية، أي التهديدات البعيدة، مع اختلاف في الارتفاع عن سطح الأرض"، و"الهدف هو اعتراض الصواريخ في أبعد مكان ممكن عن إسرائيل. أما الاعتراض خارج الغلاف الجوي، فيُبعد التهديد عن إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن تكلفة هذه الأنظمة تُعد إحدى المشكلات التي تواجه الدفاع الجوي، إذ تبلغ تكلفة اعتراض القبة الحديدية حوالي 30 ألف دولار، في حين تبلغ تكلفة اعتراض مقلاع داود نحو 700 ألف دولار، أما صواريخ سهم 2 وسهم 3 فتكلفتها قرابة 1.5 مليون دولار ومليوني دولار على التوالي. وقال مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي، في بيان الثلاثاء، إنه منذ الجمعة أطلقت إيران أكثر من 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة، وسقط نحو 35 صاروخا في إسرائيل، دون تحديد أماكنها. وعندما سُئل الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بوعز ليفي عما إذا كانت الدفاعات الجوية الإسرائيلية تقترب من حدودها القصوى، قال "لا توجد دولة واجهت هجمات بالصواريخ الباليستية على هذا النطاق الذي تحمّلناه". وتُقدّر مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أن معدل اعتراض ناجح لنظام "سهم 3" يبلغ 90%، بينما يبلغ معدل اعتراض نظام "ثاد" حوالي 40% فقط. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، وقد استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في مدن إسرائيلية عدة.


الجزيرة
منذ 41 دقائق
- الجزيرة
إيران تشن حملة على الجواسيس وتنفذ اعتقالات وتضبط ورشة سرية
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الثلاثاء، اعتقال عدد من الأشخاص قالت إنهم على علاقة بإسرائيل واستخباراتها الخارجية (الموساد) في عدة محافظات، في إطار حملة واسعة لوقف الاختراقات الأمنية في ظل الحرب الإسرائيلية على البلاد. وجرى اعتقال "عملاء لإسرائيل" وضبط طائرة مسيرة في "أحد منازل المرتزقة" في زنجان شمال غربي إيران، وفقا لما نقلته وسائل الإعلام المحلية عن نائب محافظ زنجان. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات اعتقال عناصر مرتبطة بالموساد في محافظتي البرز وأصفهان، قالت إنهم كانوا يعملون على تصنيع متفجرات. ووفقا لما أوردته وكالة تسنيم، فقد قالت الشرطة الإيرانية إن "هؤلاء الجواسيس كانوا يعملون داخل ورشة سرية لصنع واختبار متفجرات، بهدف تنفيذ أعمال تخريبية داخل البلاد". وأكدت الشرطة أن "العمل الاستباقي حال دون وقوع هجمات محتملة كانت تستهدف الأمن الداخلي". كما ذكرت وكالة تسنيم أن السلطات اعتقلت عميلا للموساد في مدينة كرج غرب العاصمة طهران، وكان يعمل أيضا في إنتاج واختبار المواد المتفجرة. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ الجمعة الماضية، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين، وردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية التي خلفت دمارا غير مسبوق في عدة مدن إسرائيلية. وكشفت الحرب عن ثغرات أمنية في إيران، مع توالي عمليات اغتيال القادة والعلماء، وتوعد المجلس الأعلى للأمن القومي، في بيان نشر أمس الاثنين، بإنزال أشد العقوبات التي تصل إلى الإعدام بكل من يتعاون استخباريا أو يتجسس لصالح إسرائيل.


الجزيرة
منذ 42 دقائق
- الجزيرة
حماس تجري مباحثات في موسكو وإسرائيل: لا تقدم بمفاوضات الصفقة
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن وفدا من الحركة برئاسة موسى أبو مرزوق التقى بمقر الخارجية الروسية في موسكو ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس بوتين للشرق الأوسط وأفريقيا. وأوضحت الحركة، في بيان، أن الوفد ناقش أمس الاثنين "الجرائم الصهيونية ضد شعبنا ومقدساتنا وعلى وجه الخصوص الإبادة الجماعية في قطاع غزة"، وكذلك "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأضاف البيان أن بوغدانوف عبّر عن موقف بلاده الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، واستعرض الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا مع الأطراف المعنية لوقف العدوان على غزة وفتح المعابر. في غضون ذلك، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قوله إنه لا يوجد تقدم في مفاوضات الصفقة مع حماس. بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن القوات الإسرائيلية منتشرة في كافة الميادين والمقرات والجبهات وتواصل ضرب حماس، وأضاف أن الحركة لا تملك إلا الإفراج عن الأسرى وإلقاء السلاح أو سنواصل ضربها واستهدافها. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.