الطراونة: تعزيز الرعاية الصحية في الأردن.. إرادة ملكية وجهود حكومية متواصلة
يُشكّل تطوير القطاع الصحي في المملكة الأردنية الهاشمية ركيزة أساسية ضمن الرؤية الملكية السامية لتعزيز جودة حياة المواطن وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وفي هذا السياق، تتضافر الجهود الحكومية، بتوجيه مباشر ومتابعة حثيثة، لترجمة هذه الرؤية إلى واقع ملموس، وهو ما يؤكده الدكتور محمد حسن الطراونة، رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، في معرض إشادته بالخطوات الاستراتيجية المتخذة لتحقيق نقلة نوعية في منظومة الرعاية الصحية.
وثمن الدكتور الطراونة النهج الحكومي الشامل الذي يُبدي اهتماماً بالغاً بقطاع الصحة، والذي يتجلى في الحراك المستمر والفاعل. ويُشير إلى أن "الجولات الميدانية لدولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، وما أثمرت عنه من اتفاقيات استراتيجية مع مؤسسات عريقة كمركز الحسين للسرطان، وتوسيع آفاق التعاون مع القطاع الخاص لإنشاء مستشفيات جديدة، تُعد مؤشراً واضحاً على الرغبة الصادقة في زيادة الاستثمارات وتعزيز البنية التحتية الصحية."
ويُضيف الدكتور الطراونة أن توجّه الحكومة نحو التحول الرقمي الشامل وتوظيف أحدث التقنيات في مجالات التشخيص والعلاج، كمشروع "المستشفى الافتراضي" الذي أعلن عنه معالي وزير الصحة الدكتور فراس الهواري مؤخراً، يُعد خطوة متقدمة لرفع كفاءة الخدمات الطبية وتسهيل وصولها إلى المواطنين. هذا التطور، بحسب الطراونة، لا يُسهم فقط في تسريع الإجراءات، بل يُعزز من دقة التشخيص وجودة الرعاية المقدمة.
في إطار تعزيز صمود القطاع الصحي، يُركز الدكتور الطراونة على الجهود الحكومية في تأمين الأمن الدوائي الأردني. ويُعلّق قائلاً: "إن تجهيز المستودعات وفقاً لأعلى المعايير والمواصفات العالمية، فضلاً عن إنشاء نظام ربط إلكتروني متكامل يربط مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية بمستودعات الأدوية، هو إجراء استراتيجي يضمن أعلى مستويات المتابعة والرقابة." ويُشدد على أن هذه الخطوة "تمثل قفزة نوعية نحو تعزيز البنية التحتية الصحية ورفع كفاءة الخدمات الطبية، وتُؤمّن توفّر الأدوية وجودتها، وهو أمر حيوي لصحة المواطن وسلامته."
وفي سياق تحقيق التنمية الشاملة، يُشير الدكتور الطراونة إلى أن "العمل على رقمنة وأتمتة القطاع الصحي وتعديل التشريعات الناظمة له يهدف إلى إيجاد بيئة جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، مما يُسهم في توفير فرص عمل جديدة." ويُضيف أن تعزيز مبدأ التشاركية الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، وتطوير القطاعات الصحية العامة وتجويد خدماتها، يأتي "انسجاماً مع الرؤية الاقتصادية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، في قطاع الرعاية الصحية." هذه التوجهات، بحسب الطراونة، ستُعزز من قدرة الأردن على تقديم رعاية صحية متطورة ومستدامة، تُلبي تطلعات وطموحات المواطنين.
يُختتم الدكتور الطراونة تصريحاته بالتأكيد على أن "هذه الجهود الحكومية الدؤوبة والممنهجة، والتي تنبع من إرادة ملكية سامية، تبعث على التفاؤل بمستقبل مشرق للقطاع الصحي في الأردن، وتُجسد التزاماً راسخاً بتوفير أرقى مستويات الرعاية الصحية لمواطني المملكة."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
حمامات ماعين في الأردن .. مكان رائع يجمع بين السياحة والعلاج والترفيه
سرايا - تعتبر الأردن واحدة من أكثر الدول الرائدة في مجال السياحة العلاجية والاستشفاء، حيث يوجد فيها الكثير من الموارد الطبيعية العلاجية من المياه الغنية بالمعادن، والشلالات الساخنة، ومن أكثر هذه الأماكن شهرةً في العلاج الطبيعي بالمياه الساخنة هي حمامات ماعين، لنتعرف عليها أكثر في هذا المقال موقع حمامات ماعين حمامات ماعين إحدى أعاجيب الطبيعة وبديع خلق الله سبحانه وتعالى، وهي عبارة عن ينابيع مياه ساخنة تعدّ نقطة جذب للسياح وسكّان البلد على حد سواء، وتقع الينابيع على مستوى 264 م تحت سطح البحر في واحدة من أجمل واحات الصحاري في العالم. تقع حمامات ماعين على بعد 58 كيلو متراً جنوب العاصمة عمّان في محافظة مادبا، وتبعد عن مدينة مادبا حوالي 27 كيلومتر. وهي قريبة جدا من البحر الميت 30 دقيقة بالسيارة. ينابيع حمامات ماعين يقصد حمامات ماعين آلاف الزوار للاستحمام في مياه شلالاتها شديدة السخونة والغنية بالأملاح المعدنية. تأتي مياه الشلالات من مياه أمطار السهول الأردنية المرتفعة التي تغذّي 109 ينابيع باردة و ساخنة في الوادي. تُسخَّن هذه المياه على درجة حرارة تصل إلى 63 درجة مئوية بفعل شقوق الحمم البركانية، وذلك قبل أن تصفّى في سيل الزرقاء. تحتوي منطقة ماعين على مجموعة من الينابيع المتعددة، يصل عددها إلى 63 ينبوعاً، بـدرجات حرارة مختلفة ولكنها متشابهة في تركيبتها الكيميائية، حيث تتميز باحتوائها على عناصر مهمة مثل: الصوديوم والكالسيوم والكلوريد وغاز الرادون وكبريتيد الهيدروجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون. فوائدها العلاجية تستقبل حمامات ماعين في الأردن عددا كبيرا من السياح كل عام بقصد العلاج والاستشفاء، و بهدف الراحة والاستجمام بمياهها المعدنية الساخنة التي تشفي العديد من الأمراض المستعصية والمزمنة، منها: أمراض الروماتيزم المزمنة تشنج العضلات آلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات. أمراض الدم والأوعية الدموية والدوالي الأمراض الجلدية. التهاب الجيوب الأنفية المزمنة اضطرابات إفراز الغدد الصماء. بالإضافة لتنشيط الجسم بصورة عامة وعلاج الإرهاق العصبي والنفسي طريقة استخدام مياه حمامات ماعين العلاجية تتنوع طرق استخدام المياه المعدنية الساخنة التي تمتاز بخصائص استشفائية مثل: الدش، وحمام الفقاقيع، وحمام الجاكوزي، والسرير المائي، والحمامات المتناوبة للقدمين. وتستخدم للعلاج عبر استنشاق البخار المتصاعد من المياه المعدنيّة الذي يساعد على شفاء الأمراض الصدرية لا سيما لدى المدخنين. بالإضافة إلى ما سبق، يوجد في ماعين قسم للعلاج بالطين المأخوذ من البحر الميت الذي أثبت فوائده العلاجية، وكذلك قسم العلاج بالكهرباء مكملاً بالمياه والتمارين الطبية، فضلا عن خدمة العلاج الفيزيائي 'فيزيوثيرابي'لا سيما تحت الماء على أيدي فيزيائيين متخصصين. منتجع ماعين السياحي يضم منتجع حمامات ماعين المصمم على طراز الواحة مسبحا خارجيا و"سبا" الذي يقع مباشرةً تحت شلال المياه الحارة، ويقدم السبا علاجات أعماق البحر والعلاجات الآسيوية المختلفة يُحاط المنتجع بالجبال التي تضم الفندق، و هناك مطعم 'ذا أوليف' الذي يقدم وجبة الزرب التقليدية في خيمة بدوية خاصة بالمنتجع، ومن الممكن ترتيب وجبات عشاء خاصة على ضوء الشموع. وقد صممت الغرف بشكل خاص لتجمع بين الطراز المعاصر والاستجمام في منتجع ماعين بوجود الينابيع الساخنة، وهناك الشرفات مع إطلالاتها الرائعة على الجبال أو الوادي، وتطل بعض الأجنحة عَلى الشلال والمسبح الحراري.

سرايا الإخبارية
منذ يوم واحد
- سرايا الإخبارية
الدكتور شفيق علقم يكتب: (ليلة ليلاء في غرفة العناية الحثيثI C U في احد مستشفيات عمان العاصمة )
بقلم : الدكتور شفيق علقم هي ليست غرفة عناية حثيثة بل هي غرفة بداية نهاية حثيثة لمن ينام فيها فالاصوات المزعجة التي لا تتوقف من الأجهزة الكهربائية الكثيرة الموجودة والاضواء الساطعة التي تبهر العيون والسرير المحزوم بالاسلاك الكهربائية المربوطة فيه والموظفون وعمال النظافة وغيرهم دائمو السهر وحديثهم المستمر والأصوات الفجائية الأخرى المزعجة التي تاتي من هنا وهناك والويل لمن يشكو من ذلك من المرضى ويسمونها غرفة عناية حثيثة مريحة وما هي كذلك بل هي غرفة ازعاج قاتل وسكون رهيب وفوضى رتيبة حثيثة لجلب المرض وتثبيته وغرفة ازعاج دائم وقلق مستمر (وقد تكون غرفة نهاية صامتة حثيثة )وقانا الله واياكم من شرها والحاجة اليها والنوم فيها فقد تكون احدى غرف الموت السريع!!)

الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
الجوع يواصل حصد الأرواح في قطاع غزة
غزة خيم الحزن والذهول على عائلة الرضيع هود عرفات، الذي فارق الحياة في مدينة غزة بعد أسبوع فقط من ولادته، ضحية جديدة لسوء التغذية والجوع الذي ينهش أجساد الأطفال في قطاع غزة المحاصر. وفي مشهد يجسد هذه المأساة الأليمة، حمل الفلسطيني إسماعيل عرفات، جثمان نجل شقيقه الصغير من غرفة الحضانة بمستشفى المعمداني، متجهًا به إلى ثلاجات الموتى، فيما بدت ملامح الطفل أقرب إلى هيكل عظمي وقد لُف بكفن أبيض وقال إسماعيل عرفات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بصوت متهدج: "هود عمره 7 أيام فقط.. مات من الجوع ونقص الحليب والفيتامينات. ما الذنب الذي اقترفه هذا الملاك الصغير؟". وتساءل إسماعيل بمرارة بينما وقف على مقربة منه والد الرضيع مذهولًا لا يقوى على الحديث أو الحركة، "أين المنظمات الدولية؟ أين الحليب والطعام والماء؟ الأطفال والنساء يموتون جوعًا في غزة". وأضاف أن والدة هود ترقد هي الأخرى في المستشفى تصارع مضاعفات الولادة وسوء التغذية، إذ لم تكن تملك سوى الخبز غذاءً، في غياب الفواكه والخضار واللحوم. والرّضيع هود ليس سوى رقم جديد في قائمة ضحايا الجوع وسوء التغذية من الأطفال، إذ ارتفعت الحصيلة إلى 85 حالة منذ بداية الحرب من أصل نحو 127 حالة وفاة موثقة حتى الآن، بحسب وزارة الصحة في غزة. ومنذ الثاني من مارس الماضي تمنع إسرائيل إدخال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى قطاع غزة، قبل أن يعلن في مايو أنها قررت استئناف إدخال المساعدات عبر القنوات القائمة لحين بدء عمل آلية جديدة، هي مؤسسة "غزة الإنسانية". وبدأت مؤسسة "غزة الإنسانية" عملها في 27 مايو الماضي عبر أربعة مراكز توزيع في جنوب ووسط قطاع غزة، في خطوة قوبلت بتنديد فلسطيني وأممي على خلفية سقوط قتلى وجرحى من المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات. وقُتل أكثر من 900 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء منذ بدء عمل الآلية الأمريكية - الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة في غزة ومؤسسات حقوقية. وفي مدينة خان يونس، خيم الحزن على عائلة الرضيعة زينب أبو حليب البالغة من العمر خمسة أشهر، التي لفظت أنفاسها الأخيرة صباح اليوم داخل مجمع ناصر الطبي بعد معاناة استمرت ثلاثة أشهر مع الجوع وفقدان الحليب وقالت والدتها إسراء أبو حليب، وهي تبكي بحرقة على صورة ابنتها التي تحوّل جسدها الصغير إلى ما يشبه الهيكل العظمي: "زينب كانت تزن 2 كيلو فقط.. لم تكن تعاني من أي أمراض، فقط بسبب نقص الحليب". وأضافت أن زينب كانت تملك تقارير طبية تسمح لها بالسفر لتلقي العلاج، لكنها لم تتمكن من مغادرة القطاع بسبب إغلاق المعابر، قائلة: "لو كانت المعابر مفتوحة، لكانت زينب حية اليوم… لكن مشيئة الله فوق كل شيء". ويواجه أكثر من 100 ألف طفل دون سن العامين خطر الموت في غضون أيام في ظل انعدام تام لحليب الأطفال والمكملات الغذائية، واستمرار الحصار وإغلاق المعابر، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. ووصف المكتب هذه الكارثة بأنها "جريمة جماعية وشيكة"، موضحا أن المستشفيات والمراكز الصحية تسجل مئات حالات سوء التغذية الحاد يوميًا، وسط عجز تام عن الاستجابة أو تقديم العلاج، نتيجة الانهيار شبه الكامل للقطاع الصحي ونفاد الموارد الطبية والغذائية. وطالب البيان بإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل فوري ودون شروط، وفتح المعابر بشكل عاجل، وإنهاء الحصار الإسرائيلي بالكامل، داعيًا إلى تحرك دولي سريع لوقف هذه "المقتلة الجماعية البطيئة". وحمل المكتب الإعلامي إسرائيل والدول الداعمة لها المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الإنسانية، معتبرا "أن استمرار الصمت الدولي تواطؤ صريح في الإبادة الجماعية للأطفال في غزة". ولا تقتصر هذه المأساة على الأطفال. فالموت جوعًا بات يهدد الجميع في غزة. ومن بين هؤلاء، الشابة رحيل رصرص (32 عامًا)، من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي توفيت الأسبوع الماضي في مجمع ناصر الطبي وقد بدت عظامها واضحة تحت جلدها النحيل. وقال والدها محمد رصرص (57 عامًا)، والذي يرعى طفلين آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة : "الجوع في غزة شيء لا يُصدق. لم نتخيل أن نموت بهذا الشكل، لا أحد يشعر بنا". وأشار إلى أن وزن رحيل انخفض من 50 كيلو إلى 25 فقط قبل وفاتها. وبعينين تملؤهما الدموع، أضاف الرجل الذي فقد ابنته الأخرى برصاص الجيش الإسرائيلي: "أخشى أن أفقد طفليّ الآخرين، ليس بسبب قصف أو رصاص، بل بسبب الجوع". وتوفى خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان خلال الساعات الماضية جراء الجوع وسوء التغذية، وفق مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة محمد ابو سلمية. وقال ابو سلمية "إن سجلات الضحايا مرشحة للاتساع ولن تغلق قريبا"، مضيفا "أن أرواح الأطفال والنساء والمرضى تحولت إلى أرقام تُسجل على دفاتر الموتى، بينما العالم يكتفي بالمراقبة". وأكد ابو سلمية ارتفاع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية في غزة منذ بدء الحرب إلى 127 شخصا، بينهم 85 طفلًا، وسط تحذيرات من انهيار شامل في المنظومة الصحية، واستمرار النقص الحاد في المواد الغذائية والمكملات الأساسية. وتشن إسرائيل حربًا واسعة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن. وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 59 أل فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، إلى جانب دمار واسع في المباني والبنية التحتية.