
إيران تلوح بشروطها: لا عودة للمفاوضات قبل دفع الثمن الأميركي
في حديثه إلى صحيفة فايننشال تايمز، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تبادل للرسائل مع المبعوث الأميركي ويتكوف، لكنه أكد أن أي حوار مقبل لا يمكن أن يبدأ دون "إجراءات لبناء الثقة"، تتصدرها تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بإيران نتيجة الهجمات الأميركية، وضمانات أمنية بعدم تكرار أي هجوم مستقبلي.
بحسب عراقجي، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتوقع استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها الجولات السابقة، بل يجب فتح صفحة جديدة كلياً، بما يعكس الواقع الاستراتيجي الجديد في أعقاب الحرب.
طهران تتحدى العقوبات وتستعرض أوراق القوة
تزامناً مع هذه المواقف، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شبكة الشحن النفطي الإيرانية المرتبطة بمحمد حسين شمخاني، نجل المستشار الأمني المقرب من خامنئي. وتشمل العقوبات عشرات الكيانات التي تنقل النفط من إيران وروسيا، وتحقق عوائد ضخمة تصل إلى مليارات الدولارات.
رغم ذلك، تصر طهران على أن برنامجها النووي لم يُدمَّر كما كانت تأمل واشنطن وتل أبيب، وهو ما أكده عماد أبشناس، رئيس تحرير صحيفة "إيران ديبلوماتيك"، في مداخلة مع برنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية، حين قال: "لو كانت المنشآت قد دُمّرت، لما تحدث الأميركيون عن استئناف مفاوضات".
موقف داخلي رافض للتفاوض من دون كلفة
ويكشف أبشناس أن عراقجي يواجه رفضًا داخليًا واسعًا لأي تفاوض مع واشنطن، في ظل شعور إيراني بالمهانة جراء الهجوم العسكري الأميركي.
وشدد على أن إيران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما لم تحصل على ضمانات دولية صارمة بعدم تكرار أي اعتداء مستقبلي، في ظل تقصير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، والتي وصفها بأنها فقدت نزاهتها.
وأضاف عماد أبشناس "الوكالة لم تقم بوظائفها الأساسية، وسُرِّبت معلومات حساسة عن المنشآت الإيرانية.. لا يمكن التعاون مع مدير وكالة يُتَّهم بالعمالة لأميركا".
لم تقتصر الانتقادات الإيرانية على واشنطن، بل امتدت إلى الدور الأوروبي، إذ هاجم إبراهيم عزيزي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، مواقف أوروبا، واصفًا إياها بـ"التابعة" للولايات المتحدة وإسرائيل.
وطالب عزيزي الأوروبيين بتحديد موقف مستقل قبل أي محاولة للمساهمة في التفاوض.
في ظل هذه الظروف، يبرز تساؤل استراتيجي خطير: هل تتحول إيران إلى كوريا شمالية جديدة؟
يقول أبشناس إن المفاوضات المقبلة يجب ألا تدور حول مستويات التخصيب فقط، بل حول الأسلحة النووية المحتملة لدى إيران. ويشير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية غير معلوم بدقة، وهو ما يُبقي الغموض الاستراتيجي سيد الموقف.
وقال "إيران تملك أكثر من 460 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وأكثر من 9500 كغم بنسبة 20% أو أقل.. ولا أحد يعرف أين كل هذا الآن".
فشل العملية العسكرية الأميركية ـ الإسرائيلية.. نقطة التحول؟
وصف أبشناس الهجوم الأميركي ـ الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية بأنه كان "أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه ترامب ونتنياهو"، مؤكدًا أن العملية فشلت فشلًا ذريعًا، لأن القدرات الإيرانية لا تزال قائمة.
وأضاف "إيران تفاجأت، نعم. لكنها لم تُهزَم.. التفاوض الآن يجب أن يكون على قاعدة رابح – رابح، وليس شروط الطرف الأميركي فقط".
مستقبل المفاوضات: صيف دبلوماسي أم شتاء نووي؟
السؤال الذي يطرحه مراقبون الآن هو: هل نحن أمام صيف تفاوضي ساخن أم مجرد حرب أعصاب وشراء للوقت؟
الواضح أن إيران تريد إملاء شروطها في أي عملية تفاوضية مقبلة، وأن واشنطن، رغم الضغوط والعقوبات، ستجد نفسها في نهاية المطاف مجبرة على الدخول في حوار جديد، مختلف كليًا عن سابقاته. لكن المفارقة أن الكرة ليست فقط في ملعب واشنطن، بل أيضًا في ملعب الرأي العام الإيراني الغاضب، الذي يرى في المفاوضات تنازلًا عن دماء وتضحيات.
المشهد الحالي لا يُبشر بمفاوضات وشيكة، فإيران تعيش لحظة "ما بعد الحرب" بتحدٍّ سياسي محسوب، فيما تحاول واشنطن تطويع خصمها عبر العقوبات دون إغفال الحاجة إلى مسار تفاوضي.
ومع اشتداد نيران المواجهة الدبلوماسية، تتبدى ملامح مرحلة جديدة: لا حوار بلا ثمن، ولا تفاوض بلا ضمانات، ومعادلة 'رابح – رابح' التي تتحدث عنها طهران قد تصبح الخيار الوحيد لتفادي كارثة نووية على الطاولة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 17 دقائق
- صحيفة الخليج
نتنياهو يطالب الصليب الأحمر بتأمين طعام للرهائن في غزة
غزة ـ أ ف ب طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد مساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر «لتأمين الطعام» و«تقديم العلاج الطبي» للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن نتنياهو تحدث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية جوليان لاريسون. وبحسب البيان طلب منه تأمين الطعام للرهائن وتأمين علاج طبي فوري لهم. فيديوهات تسبب صدمة في إسرائيل وأثارت مقاطع مصوّرة من غزّة لرهينتين إسرائيليين بدا الوهن واضحاً عليهما صدمة في إسرائيل وتنديداً من الاتحاد الأوروبي، الذي طالب بالإفراج عن جميع الرهائن المتبقين في القطاع. وأظهرت ثلاثة فيديوهات بثتها حركة حماس والجهاد الرهينتين روم براسلافسكي وإفياتار دافيد، نحيلين ومتعبين، الأمر الذي أثار ضجّة في الشارع الإسرائيلي وأجّج الدعوات لضرورة التوصّل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن. واحتشد عشرات الآلاف من الأشخاص مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن ودعم عائلاتهم. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان رسمي عن «صدمة عميقة» من المشاهد الأخيرة للرهينتين. كما عبّر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية جدعون ساعر عن الموقف ذاته، وأعلن الأخير عن دعوة لعقد جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي بشأن قضية الرهائن. ويُعد بريسلافسكي ودافيد من بين 49 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم حماس عام 2023. ويقول الجيش الإسرائيلي إن 27 من هؤلاء لقوا حتفهم. وتم إطلاق سراح معظم الرهائن الـ251 الذين خطفوا في الهجوم، خلال هُدنتين قصيرتين في الحرب، بعضهم مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل. وفرضت إسرائيل قيوداً مشددة على دخول المساعدات إلى غزة التي بقيت تحت الحصار 15 عاماً قبل اندلاع الحرب.


سكاي نيوز عربية
منذ 17 دقائق
- سكاي نيوز عربية
نتنياهو: طلبت من الصليب الأحمر تقديم الغذاء للرهائن في غزة
وأوضح نتنياهو أنه طلب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل للمساعدة في الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة ، مشددا على أن هذا الطلب يأتي لأسباب إنسانية. وأضح مكتب نتنياهو أن "رئيس الوزراء تحدث مع رئيس بعثة الصليب الأحمر في المنطقة وطلب مشاركته في توفير الطعام لرهائننا وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم". وأكد نتنياهو ليريسون، أن "كذبة حماس بشأن التجويع تجد صدى عالميا، بينما التجويع الممنهج يستهدف رهائننا الذين يعانون من انتهاكات جسدية ونفسية وحشية. لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الصور المروعة". وكانت كتائب القسام قد بثت فيديو بـ3 لغات (العربية والعبرية والإنجليزية)، أظهر الرهينة الإسرائيلي أفيتار دافيد وهو يعاني من ضعف جسدي شديد ووضوح عظامه نتيجة سوء التغذية. وقالت حماس في الفيديو: "يأكلون مما نأكل".


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
أرقام صادمة.. تشرد غير مسبوق في أمريكا والهجرة في دائرة الاتهام
في واحدة من أكثر الدراسات المثيرة للجدل خلال العام، كشف باحثون من جامعتي شيكاغو ودارتموث عن أن غالبية الزيادة في عدد الأشخاص المقيمين في ملاجئ المشردين في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، تعود إلى طالبي اللجوء الذين تدفقوا على البلاد بأعداد غير مسبوقة. الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل " استنادًا إلى الورقة البحثية التي حملت عنوان "طالبو اللجوء وارتفاع معدلات التشرد"، أظهرت أن عدد نزلاء الملاجئ ارتفع بنسبة 43% بين يناير 2022 ويناير 2024، وهي قفزة لم تسجلها البلاد منذ بداية الرصد الفيدرالي لظاهرة التشرد في 2007. وخلص الباحثون إلى أن 60% من هذه الزيادة ترتبط مباشرة بطالبي اللجوء، وليس لعوامل اقتصادية مثل الفقر أو ارتفاع الإيجارات فقط، كما كان يُعتقد سابقًا. مدن منهكة وبنية تحتية عاجزة وتركزت هذه الزيادة بشكل خاص في عدد محدود من المدن الكبرى، وعلى رأسها نيويورك التي سجلت أكبر طفرة بأكثر من 77 ألف نزيل جديد في ملاجئها، تليها شيكاغو (14,590 نزيلًا)، وماساتشوستس (13,353)، ودنفر (6,556). ويؤكد الباحثون أن هذه المدن "تحمّلت العبء الأكبر" من تدفق طالبي اللجوء، الذين لا يملكون مصادر دخل، ويعتمدون بشكل شبه كامل على دعم السلطات المحلية. ووفقًا للتقرير، فإن التكلفة السنوية لإيواء أسرة طالبة للجوء في أحد ملاجئ نيويورك تصل إلى 137,000 دولار، ما يشكّل ضغطًا ماليًا كبيرًا على دافعي الضرائب، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الأخرى التي تواجه المدن. البروفيسور بروس ماير من جامعة شيكاغو، أحد أبرز المشاركين في الدراسة، قال: "أكثر من نصف الزيادة في التشرد ناتجة بشكل كبير عن الهجرة، وليس عن دخول السكان المحليين في دائرة الفقر". وأضاف أن تغييرات إدارة ترامب السابقة التي شددت قيود اللجوء ساهمت في كبح موجات الهجرة، وبالتالي في استقرار نسبي في معدلات التشرد. واعتبر ماير أن نتائج الدراسة "غير مرغوب فيها" من قبل بعض الأوساط الأكاديمية والإعلامية، بسبب حساسيتها السياسية، لا سيما أنها تدعم ضمنيًا موقف الرئيس السابق دونالد ترامب الذي طالما طالب بتشديد السيطرة على الحدود. وكان ترامب قد وقع في وقت سابق أمرًا تنفيذيًا يعزز صلاحيات الحكومة الفيدرالية في الاحتجاز المدني الإجباري للأشخاص المشردين ممن يعانون من اضطرابات نفسية أو إدمان، في خطوة قال إنها تهدف إلى "إعادة النظام إلى المدن" و"حماية المواطنين". في السياق ذاته، أفادت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية (HUD) أن عدد المشردين في الولايات المتحدة بلغ أكثر من 771,000 شخص في ليلة واحدة فقط في يناير 2024، وهو أعلى رقم يُسجل على الإطلاق. ورغم ارتفاع نسبة التشرد بين العائلات والأطفال، إلا أن التقرير الفيدرالي أشار إلى انخفاض في نسبة المشردين من المحاربين القدامى، مما يعكس نجاح بعض المبادرات المستهدفة، لكنه لا يُقلل من حجم الأزمة الكبرى التي تشهدها المدن الكبرى بفعل تدفق اللاجئين. الدراسة الجديدة تعيد طرح أسئلة ملحة حول مستقبل سياسات الهجرة والتشرد في الولايات المتحدة، حيث باتت المدن الكبرى تواجه معادلة صعبة: بين حماية حقوق طالبي اللجوء من جهة، وتوفير السكن والخدمات الأساسية للمواطنين والمقيمين من جهة أخرى. وفي وقت تزداد فيه الأصوات المنادية بضرورة مراجعة سياسات اللجوء، يبرز هذا التقرير كتحذير واضح بأن استمرار الأوضاع على ما هي عليه قد يُفاقم أزمة التشرد أكثر، ويدفع المدن والولايات إلى حافة العجز.