الدبلوماسية القطرية والمفاوضات الفلسطينية

180
التفاوض بين الدول لا يختلف عن التفاوض بين الأفراد، وبهذا كلّما كان الشخص (الفرد) حكيما وعادلا وصافيا كانت المفاوضات معه سلسة وهيّنة، وكلّما كان مشاغبا وظالما وملوّثا كانت المفاوضات معه معقّدة وصعبة! وهكذا الحال مع الدول والكيانات (الشخص المعنوي) كلّما كان زعماؤها يمتازون بالحكمة والحنكة والنقاء والعدالة، كانت المفاوضات معهم سليمة وسريعة وصافية ومريحة وبخلاف ذلك ستكون المفاوضات مربكة وبطيئة ومشوّشة ومرهقة! وهنالك بعض الدول تُناصر القضيّة الفلسطينية بالسبل الحكيمة والقانونية والإنسانية، ومنها دولة قطر التي عُرِفت بمواقفها المساندة لفلسطين وأهلها في أوقات السلم والحرب! وبعد «طوفان الأقصى» سَعَت الدبلوماسية القطرية جاهدة لترطيب وتهيئة أجواء التفاوض بين المقاومة الفلسطينية و»إسرائيل». وبعد مراحل من التواصل والتنسيق تمكّنت من وقف لإطلاق النار إلا أن الجانب «الإسرائيلي» ضرب الهدنة، ومع ذلك لم تيأس الدبلوماسية القطرية وبقيت، حتى اللحظة، تُناور وتُحاور للوصول إلى اتّفاق جديد، وإيقاف شلال الدم والخراب في غزّة!
ورغم الجهود الدبلوماسية القطرية النبيلة لكنّها لم تَسْلَم من الحملات «الإسرائيلية» المضادّة لدورها الإنساني والعروبي في مساندة غزّة! وقد استُهْدِفت الدبلوماسية القطرية لعدّة مرّات من الطرف «الإسرائيلي» ولكنّها لم تلتفت لتلك الهجمات ومَضت قُدما في سعيها لوقف نزيف الدم وإزهاق الأرواح البريئة في غزّة. والغريب أن «إسرائيل» تتفاوض مع الفلسطينيين، حتى الساعة، عبر الوسيط القطري والمصري وفي ذات الوقت تهاجم الدبلوماسية القطرية. وقد بلغت الجرأة «الإسرائيلية» لمستويات عجيبة وغريبة ولدرجة أن وزير الشتات «الإسرائيلي» عميحاي شيكلي انتقد، يوم 10 أيّار/ مايو 2025، خلال بودكاست «Melting Pot» بشدّة «أيّ تعاون مع قطر، بما في ذلك الرحلات التي يقوم بها مسؤولون إسرائيليون كبار، مثل رئيس الموساد، إلى الدوحة». وزعم أن مثل هذه «الرحلات تُضْعِف موقف إسرائيل»، وذلك وفقا لصحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية. وأكّد شيكلي، الذي سبق وأن اتّهم قطر يوم 23 نيسان/ أبريل 2025 بتمويل احتجاجات الجامعات الأمريكية، بأن شبكة الجزيرة هي «كيان إعلامي معاد للسامية بشكل كامل»! ولا شكّ بأن وزير الشتات ليس شخصا عاديّا بل هو شخصيّة مسؤولة وجزء من حكومة بنيامين نتنياهو، ولهذا فهو يمثّل الموقف الرسمي «الإسرائيلي» بهذا الخطاب الهادف لقلب الحقائق، والمليء بالكراهية والحقد تجاه دولة قطر الساعية لنشر السلام، وإنهاء حرب غزّة بكافّة الطرق الدبلوماسية! وسبق لوزارة الخارجية القطرية أن ردّت في الثالث من أيّار/ مايو الحالي على تصريحات لبنيامين نتنياهو وأكّدت « إيمانها الراسخ بأنّ السلام الحقيقي لا يتحقّق إلا من خلال تسوية عادلة وشاملة، تستند إلى قرارات الشرعيّة الدوليّة، وتُنهي الاحتلال، وتكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلّة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية». وهذه المرّة تجاهلت الخارجية القطرية تصريحات «شيكلي»، ولم أجد على موقعها الرسمي أيّ بيان رسمي بهذا الخصوص.
إن محاولات تشويه جهود الدبلوماسية القطرية لن يكتب لها النجاح، والدور القطري الهادف لوقف الحرب، وفتح المعابر، وحماية المدنيّين معلوم للقاضي والداني، وما هذه الحملات الصهيونية إلا دليل قاطع على نجاح تلك المبادرات الدبلوماسية القطرية في رفد وضمان حياة الناس في الأراضي المحتلّة ممّا أثار حفيظة زعماء الاحتلال «الإسرائيلي»! واليوم تستمرّ قطر في العمل الدبلوماسي الشاقّ وبدعم واضح وكبير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشاد بدورها في نشر السلام.
وقال الرئيس ترامب، الأربعاء الماضي من الدوحة، لسمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني: «عملنا معا على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم»!
الثقل الدبلوماسي القطري بَرَز في العديد من الملفّات الحسّاسة في المنطقة، والعالم وهذه علامة مضية تستحقّ التقدير والاحترام! لا يُمكن تصوّر التخلّي القطري عن غزّة، وستبقى أحوال أهلها من أولويّات الدبلوماسية القطرية، والانفاق القطري السخي لأهل غزّة جزء من الوفاء لانتمائهم العربي والإسلامي والإنساني الأصيل.
مساحة إعلانية

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

صحيفة الشرق

منذ 19 ساعات

• صحيفة الشرق

مشاهد نهاية العالم.. تل أبيب بعد القصف الإيراني (فيديو)

18 A- نهاية العالم بثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، صورا ومقاطع 'فيديو' تُظهر دمارا واسعا في مناطق عدة بتل أبيب مع استمرار الرد الصاروخي الإيراني على الهجوم الإسرائيلي، فيما قُتل وأصيب عشرات الإسرائيليين. وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل أسفرت عن تدمير 9 مبان في رامات جان، وهي إحدى ضواحي تل أبيب الساحلية، بحسب الجزيرة. ونقلت الجزيرة عن صحيفة "هآرتس" العبرية أنه تم إخلاء المئات من الشقق عندما ضرب صاروخ أحد المباني. مشاهد نهاية العالم.. تل أبيب بعد القصف الإيراني (فيديو) — صحيفة الشرق - قطر (@alsharq_portal) June 14, 2025 وقُتل 3 إسرائيليين وأصيب 172 بجروح مختلفة، في 6 موجات من الهجمات الصاروخية الإيرانية التي ضربت إسرائيل منذ، مساء الجمعة، بحسب الإسعاف الإسرائيلي. ونشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية صورة جوية تظهر دمارا لحق بالمنازل في المنطقة الوسطى بتل أبيب جراء القصف الإيراني مساحة إعلانية

صحيفة الشرق

منذ 2 أيام

• صحيفة الشرق

هجوم إسرائيلي جديد على إيران.. وطهران تغلق المجال الجوي

6 إسرائيل بدأ سلاح الجو الإسرائيلي هجوماً جديداً على مواقع إيرانية في وقت متأخر من الليلة وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما أفاد موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبري إلى ارتفاع عدد المصابين بسبب الصواريخ الإيرانية على تل أبيب إلى 63. وأفاد مراسل الجزيرة في طهران بتصدي المضادات الدفاعية لأهداف في سماء العاصمة الإيرانية في وقت أعلنت هيئة الطيران المدني الإيرانية إغلاق المجال الجوي الإيراني حتى الساعة 2 ظهر اليوم السبت بالتوقيت المحلي. وكان السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً، بحسب "الجزيرة عاجل" بمنصة "إكس": كان من المقرر إجراء محادثات بشأن إيران الأحد لكن نتنياهو شن هجمات غير قانونية عليها أسفرت عن تقويض الجهود الدبلوماسية الأمريكية.. ولا يمكن أن ننجر إلى حرب أخرى لنتنياهو. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن الدفاعات الجوية في طهران "تتصدى بكثافة لقذائف صهيونية"، فيما أشارت وكالة تسنيم الإيرانية إلى أن المضادات الدفاعية الإيرانية تتصدى بنجاح لهجمات إسرائيلية على كرمانشاه غربي البلاد. يأتي الهجوم الإسرائيلي الجديد بعد إطلاق إيران دفعات من الصواريخ الباليستية صوب إسرائيل بعد ساعات من ضربات إسرائيلية مركزة استهدفت كامل التراب الإيراني بدء من فجر الجمعة. وأعلنت إيران إطلاق هجوم على مواقع إسرائيلية رداً على الغارات المتواصلة التي استهدفت طهران ومدنا إيرانية وأدت إلى مقتل العشرات، بينهم مجموعة من قادة الصف الأول العسكريين والخبراء النوويين وقال الحرس الثوري الإيراني إن الرد الحاسم بدأ ضد عشرات المراكز العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، وأشار قيادي بالحرس الثوري إلى أن عملية "الوعد الصادق 3" استهدفت أكثر من 150 موقعاً في إسرائيل بينها قاعدتي نوفاتيم وعودا ووزارة الدفاع ومواقع أخرى. ونقلت رويترز عن مسؤول إيراني رفيع المستوى قوله إنه لن يكون هناك أي مكان آمن في إسرائيل وإن رد طهران سيكون مؤلماً. ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل من شمالها إلى جنوبها،، كما دوت انفجارات في مواقع عدة في إسرائيل، وانقطع التيار الكهربائي في مناطق مختلفة. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين حديثهم عن دمار غير مسبوق في منطقة تل أبيب الكبرى. وأضاف المسؤولون أن عشرات المباني والمركبات تعرضت للإصابة سواء بصواريخ إيرانية أو اعتراضية. وقال قائد شرطة لواء تل أبيب إن المنطقة تعرضت لعدة أنواع من الصواريخ وإن هناك مبانيَ انهارت وأخرى دُمرت فيها طوابق كاملة. وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أنه تم رصد نحو 100 صاروخ أطلقت من إيران على دفعتين. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل سترد على القصف الإيراني باستهداف مناطق مدنية. مساحة إعلانية

صحيفة الشرق

منذ 2 أيام

• صحيفة الشرق

إيران تضرب إسرائيل وتعلن أسر قائدة طائرة

346 أعلنت طهران انطلاق عملية الرد الحاسم على الهجوم الإسرائيلي بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية المتنوعة باتجاه الأراضي المحتلة. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن مقاطع الفيديو الواردة من وكالات الأنباء تشير إلى اصابة تل ابيب بعدد من الصواريخ الباليستية الايرانية، فيما أعلنت وكالة تسنيم الإيرانية أسر قائدة طائرة إسرائيلية في عملية استهداف مقاتلة إسرائيلية. أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس وعدة مدن إسرائيلية، فيما أكد موقع "هآرتس" الإسرائيلي، بحسب الجزيرة عاجل بمنصة "إكس"، رصد إطلاق أكثر من 100 صاروخ من إيران باتجاه إسرائيل. وقبل قليل قطع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين إحاطة متلفزة كان يجريها مساء اليوم الجمعة، بينما أكد مسؤول إسرائيلي أن ذلك يعود الى هجوم إيراني وشيك. وقال المسؤول، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" إن "البث المباشر لبيان... ديفرين قطع بسبب هجوم إيران وشيك على وسط إسرائيل"، وذلك بعدما أصدر الجيش تعليمات لسكان دولة الاحتلال بالبقاء على مقربة من الملاجئ والأماكن المحصنة وتفادي التجمعات. واليوم أكد القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور أن الهجوم الإسرائيلي على إيران لن يمر دون رد، قائلاً: قريباً ستفتح أبواب الجحيم أمام هذا الكيان قاتل الأطفال. مساحة إعلانية