
فلسطين… بوصلة الأمة التي لا ينبغي أن تضيع!أحمد بن محمد العامري
أحمد بن محمد العامري
في زمن تعالت فيه أصوات الشعارات، وازدحمت فيه المنابر بالخطب الرنانة، تقف الأمة العربية والإسلامية اليوم أمام سؤال مصيري: هل الحكام العرب يؤمنون حقًا أن الله فوق الأعلام التي يرفعونها في أوطانهم؟ وهل الشعارات التي يرفعونها تعبّر عن قناعات صادقة، أم أصبحت مجرد زينة تُعلّق في المناسبات وتُطوى مع انتهاء الخطاب؟
إن صدق الإيمان لا يقاس بما يقال في الإعلام أو بما يُرفع من شعارات، إنما بما يُترجم إلى أفعال تحمي الكرامة، وتصون الحقوق، وتدافع عن المقدسات.
فالأوطان لا تصان بالتصريحات، ولا تُحفظ هيبة الأمة بالتلويح بالأعلام، إنما بصون الحق ودفع الباطل والقيام بالواجب الشرعي والتاريخي.
اليوم، كما مرّت علينا من قبل أيام عجاف، تعيش الأمة العربية ذات الأيام العجاف من تاريخها، فالقضية الفلسطينية تتعرض لأبشع صور التصفية؛ الناس تُقتل والأرض تُنتهك والمقدسات تُدنّس، في حين يقف العالم الحر ليعلن تضامنه مع الحق الفلسطيني، للأسف، نجد بعض حكام العرب في موقف المتفرج أو المتواطئ، وكأن الأمر لا يعنيهم. ولكن ما يثلج الصدر ولله الحمد والمنة، أننا نجد أحرار العرب من المحيط إلى الخليج ما زالوا يرددون بصوت واحد: فلسطين هي القضية المركزية، والعودة حق لا يسقط بالتقادم، و'حل الدولتين' هو الحل والمطلب وهو الكرامة، والكرامة العربية لا تقبل أن تُداس تحت أقدام الاحتلال.
فلسطين ليست مجرد قضية سياسية عابرة وليست ملفًا تفاوضيًا على طاولة المصالح. فلسطين هي البوصلة الأخلاقية والشرعية التي تحدد موقع الأمة بين الأمم. فمن وقف معها فهو مع الحق، ومن تخلى عنها فقد خان الأمانة التي سيُسأل عنها أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام الشعوب.
لقد أثبتت الأحداث أن فلسطين لا تخص الفلسطينيين وحدهم؛ كون فلسطين ليست قضية حدود، إنما قضية عقيدة ووجود، قضية قرآن وتوراة وتلمود، لذا هي قضية العرب والمسلمين جميعًا، وكذلك هي قضية الإنسانية كلها، لذا نشاهد أحرار العالم من كل دين وجنس ولون يلتفون اليوم حول فلسطين لأنها تمثل الضمير الحي في هذا الزمن الذي طغت فيه المصالح، وتجاهلت فيه بعض حكومات العالم والمنظمات الدولية صوت العدالة.
أما في العالم العربي، فإن عيون الشعوب شاخصة نحو الحكام، تنتظر منهم موقفًا يليق بحجم المسؤولية. أنتم اليوم أمام امتحان عظيم: هل ستكونون على قدر المهمة التي وضعها الله في أعناقكم، أم ستتكرر خيبات التاريخ ويُضاف إلى صفحات الذل والهوان العربي صفحة جديدة؟
خذلان القضية الفلسطينية ليس مجرد موقف سياسي عابر، إنما خيانة للأمة وتفريط في الأمانة، ومن يفرّط في القدس والأقصى يفرّط في شرف الأمة، ومن يترك الفلسطينيين وحدهم في الميدان، يخسر احترام الشعوب ويفقد مكانته أمام الله أولًا، ثم أمام الضمير العربي والعالمي.
لكن ما زال هناك متسع من الوقت للعودة إلى الطريق الصحيح، ولا تزال في اليد فرصة للتدارك. لأن فلسطين هي الشمال الحقيقي لبوصلة الأمة وهي المعيار الأخلاقي الذي يحدد من يقف مع العدل والحق، ومن اختار أن يكون في صف الباطل والتطبيع والخضوع.
إن حق العودة ليس شعارًا سياسيًا، بل هو التزام تاريخي لا يسقط، ومطلب أحرار العرب من المحيط إلى الخليج اليوم هو 'حل الدولتين'. فالكرامة العربية ليست ورقة في مفاوضات، بل هي جوهر وجود الأمة وبقاؤها، والتاريخ علّمنا أن الشعوب قد تصبر لكنها لا تنسى.
كونوا بقدر المهمة، واعلموا أن الأمة من خلفكم تنتظر موقفًا يعيد لها ثقتها بقياداتها. وبعون الله وبصدق الموقف وبوحدة الكلمة، سيكون لهذه الأمة مكان تحت الشمس يليق بها وبكرامتها.
التاريخ يُكتب الآن، فاختاروا موقعكم فيه.
إما مع الله والأمة… أو مع الشيطان والصهاينة.
2025-07-21
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

وكالة أنباء براثا
منذ 16 دقائق
- وكالة أنباء براثا
وزير التعليم يصدر أمراً وزارياً باستحداث كليتي التميز والذكاء الاصطناعي في جامعة بغداد
التعليقات طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ... الموضوع : انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ... الموضوع : الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ... الموضوع : صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ... الموضوع : حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت. ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ... الموضوع : صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005 ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
آلْآنَ يا كويت!محمد المعموري
آلْآنَ يا كويت! د. محمد المعموري في فترة من اصعب الفترات التي تمر على الامة العربية نرى ان الكويت بكل اسف تعيد للأذهان ألم وجرحا عميقا قد اصاب جسد الامة العربية في ٢ أب ' اغسطس ' ١٩٩١ ، والذي كان الاكثر الم وتفريقا للقرار العربي ….، بين ذاك التاريخ والحاضر اكثر من ثلاث عقود ولازلنا نستذكر الما كان الاجد ان ننسى وقائعه خاصه وان من تسبب به قد ذهب ونظامه والاجدر بالكويت بصورة خاصة ان تطوي تلك الصفحة وان تمحو من ذاكرة ابنائها كل ما تسبب من الم لشعبها بل هو الم للامة العربية وخاصة العراق الذي دفع شعبة ثمنا كبير لهذا القرار الذي لم يكن مسؤولا عنه . واليوم والبارحة نرى ان الكويت تثير الم العراقيين وترجعهم بين تذكير وملامة وتبدا اصوات من كلا البلدين بالتحريض والوعيد وتمتلأ صفحات التواصل الاجتماعي بأنواع التعليقات والتهديدات لكلا الطرفين وكأننا تسترجع ذكرة تزيل الم الامة العربية . واخرها ' خور عبد الله ' ونحن نعلم ان الكويت ليست بحاجة له وانها واقعة على الخليج بمساحات تتيح لها ان تنفذ للخليج بمساحات كبيرة ومواني وان العراق يعتبر خور عبد الله تراثه ومنفذه للخليج ولأني كما غيري الكثيرين لسنا معنيين بالاتفاقيات الدولية او سياسة البلدين بهذا الخصوص الا اننا كشعب معنيين بوحدة الصف العربي وتهياه اجيالنا لمرحلة قد تكون الفاصلة بين وجودها او ربما تمزيقها وفق اتفاقيات بلفورية جديدة . اكثر من ثلاث عقود والكويت تحفز ابنائها وتذكرهم حتى ان من كان طفل يجهل معنى الغزو حتى اصبح اليوم ربما فيى عقده الرابع ومن لم يولد الان دخل عقده الثالث معنى هذا ان جيل من المثقفين الشباب الذين لم يدركوا الغزو اصبحوا اليوم يتصدرون 'بعضهم ' المشهد في اثارة تلك النعرات التي لا تحمل للعراق او الكويت الا الكره ومزيد من الحقد . اليوم نحن نقف على مفترق الطرق بين ان نكون امة او نتبعثر فنصبح شعوب والاختيار صعب ان لم نكن نعي ما يمر بنا او ان نهيئ امتنا على مواجهة هذا الخطر وخير دليل هو ذاك الموقف العربي الذي لازال يبين عجزنا وتخاذلنا امام اتخاذ قرار لنصرة اهلنا في غزة وهم يتعرضون لقتل وحصار لم تتمكن او تسعى امتنا من فك ذاك الحصار عنهم ليومنا ولم نتمكن من مناصرتهم . لسنا بحاجة للنظر الى الخلف فأننا نواجه الم اليوم والخوف من غد الامة . سوف لن ينفعنا خور ولا بحر اذا كان تفكرينا اليوم وسياستنا توجه ضد بعضنا . لم يكن الشعب العراقي هو صاحب القرار في غزو الكويت فلماذا تجعل الكويت الشعب الكويتي من يحقد علينا ؟ الله المستعان كاتب عراقي 2025-07-28


ساحة التحرير
منذ ساعة واحدة
- ساحة التحرير
السيستاني يكمل حرب الخامنئي 12يوم!علي الخالدي
السيستاني يكمل حرب الخامنئي 12يوم! علي الخالدي حرب (12 يوم) المفروضة على ايران الإسلام، تدخل صفحة جديدة، بقيادة السيد السيستاني، لتكمل ما بدأته خراسان. تمثل العدوان العالمي بأمريكا والكيان المحتل، بدعم كوني إعلامي وعسكري واقتصادي، عربي متصهين وآخر غربي معادي للعدالة، كان هدفه إسقاط معقل الإسلام في طهران، في مدة اقصها 72 ساعة، لكن القيادة الإلهية العالمية، بريادة الإمام الخامنئي، استطاعت قلب الهجوم وردته من حيث بَدر، وحولت الثلاث ايام المرسوم تدميرها فيها، إلى 12 يوم من نيران لا تفارق قلاع الكافرين' تل أبيب' صباحاً ومساءا، حيثُ اخرج الرجل الخراساني، بعضاً من كنوز الطالقان، ليري العالم، اقتدار الإسلام متوكلين على الله، غير مستعينين بأي قوة وضعية شرقية كانت أم غربية. إذ عمدت القيادة الخرسانية، الرائدة في حرب 12 يوم، على إبراز قدرات الشرق الفريدة، الصاعدة الجديدة، منفردة، لم تستعين بالصين او الروس او باكستان! وقامت بتجميد حتى ساحات المحور(العراق، لبنان، اليمن) ومنعته من المشاركة، كي لا توسع ميدان المعركة، مثلا مع امريكا في العراق، ولا تعطي ذريعة باستهداف الموالين، بل التركيز فقط على الأراضي المحتلة، وهذه الإدارة في الحرب، ميزة لم تستخدم سابقاً، حتى في الحروب العالمية، بل العكس التحالفات كانت حاضرة، والتضحيات تبدأ بالمفاصل أكثر. أكمل المرجع الديني الاعلى سماحة السيد السيستاني 'دام ظلّه' ما بداه القائد الخامنئي، والاول لم يكن غائبا عن الثاني, في حرب الاثنا عشر يوم، بل كان متابعاً ومواكبا ومساندا، وظهر ذلك جلياً، في بيان استنكار تهديد او استهداف القيادات الدينية في إيران، وتماشياً مع دور القائد الخامنئي، أصدر سماحة السيد السيستاني، بيان اغاثة الشعب الفلسطيني المظلوم 25/7/2025 وهذا البيان لمن يقرأه, يجده عين خطة فصل ساحات العدو، التي خطها الخراساني في الاثنا عشر يوم. إذ اطلق سماحة السيد السيستاني دامت بركاته، في هذه الصرخات, التي يحاول فيها استنهاض الشعوب والأمم، بفتح الحصار المطبق منذ أكثر من عامين، في غزه, باستخدام تعابير ومصطلحات جديدة، لم يألفها الإعلام، من المرجعية الدينية العليا، إذ افرد سماحة السيد في البيان، ساحة العدو وفصله عن رعاته، المتمثلون بأمريكا وفرنسا وبريطانيا والغرب اجمعه، بقول (قوات الاحتلال) وهنا أحرج سماحته رعاة الاحتلال ' البقر' وفي نفس الوقت، محاولة صنع ضد نوعي، من العدو نفسه، وتحويل الراعين إلى ضاغطين، على قوات الاحتلال. ادرج بيان المرجعية الدينية العليا، مصطلح جديد مفاجأ وغير مألوف أيضاً، في أدبيات الإعلام المقاوم(الاحتلال وحماته) حيثُ أن الدارج والمتداول في الإعلام المناهض والرافض، التعبير هو – الاحتلال وحلفاؤه- والاخير يبدو مستهلكاً لدى المرجعية الدينية، وخاصة بعد نجاح التطبيع في المنطقة، وجسدت ذلك الدول المطبعة، بصد بعض الضربات الإيرانية عن الاحتلال. فمصطلح (الاحتلال ورعاته) أكثر حدة وبيان، من (الاحتلال وحلفاءه) الأول يبين أنهم شركاء في جرائم القتل والتجويع والتهجير والتدمير، وهذا الكلام البليغ يحرج حكام البلدان العربية المحيطة بالكيان، أمام شعوبها، والتي تحولت من حلفاء إلى حماة . بيان اغاثة الشعب الفلسطيني، يظهر دعم المرجعية الدينية العليا، للقيادة الإسلامية، من خلال تطابق الخطوات، ودعم الخطط الرامية، بإضعاف العدو, وحفظ وجود الإسلام 2025-07-28