
صحيفة تكشف سر إدخال الاحتلال بضائع "محظورة" إلى غزة
كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الخميس، تفاصيل بشأن البضائع التي تدخل قطاع غزة، رغم الفيتو الإسرائيلي عليها، ومنعه من دخولها منذ فترة كبيرة.
وقلت الصحيفة، إن سكان قطاع غزة تفاجئوا بتداول بضائع تصنف «محظورة» من قِبَل إسرائيل، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة، حول سر وكيفية دخولها في ظل الحرب المتواصلة على القطاع، والحصار المفروض حتى على المساعدات الإنسانية.
ومن بين تلك البضائع التي تحظر إسرائيل إدخالها: الهواتف النقالة، وقطع غيارها، وألواح الطاقة، والبطاريات، واللحوم المجمدة، وبضائع توصف بأنها ترفيهية بالنسبة للبعض مثل المشروبات الغازية والرقائق المحمرة «شيبس، والشوكولاته، وبضائع أخرى».
ويقول أحد التجار في غزة، فضّل عدم ذكر هويته لأسباب تتعلق بأمنه الشخصي، إن «التنسيق التجاري لإدخال البضائع لكل شاحنة يصل ما بين 450 إلى 600 ألف شيقل (ما يعادل من 135 إلى 180 ألف دولار)، وذلك وفقاً للبضائع التي تحتويها، الأمر الذي يفرض على التجار بيعها بأثمان باهظة.
وأوضح التاجر أن هذه البضائع «يتم التنسيق لها عبر اثنين من التجار الفلسطينيين (من غزة) يتعاملان مع شركة تخليص جمركي إسرائيلية، من خلال وسطاء في تركيا ودول أخرى»، واكتفى التاجر بالقول إن «هذين الشخصين (اللذين لم يحدد هويتيهما) من كبار التجار في القطاع، ويقتصر دور شركة التخليص الإسرائيلية على عملية التنسيق».
وبيَّن التاجر الذي جلب مؤخراً بعض البضائع، أن هذه المعاملات تشمل «تأمين بضائع من قبل مسلحين من عائلات أو جهات أخرى يتم دفع مبالغ مالية لهم ضمن المبلغ الشامل المدفوع لعملية التنسيق، وفي بعض الأحيان يدفع مبلغ إضافي من قبل التاجر لأولئك الأشخاص لاستكمال حماية البضائع في المخازن المخصصة غالبيتها في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة».
وبلغت سعر حبة الشوكولاته الواحدة نحو 100 شيقل (30 دولاراً) بعد دخولها في فترة الهدنة ثم وصلت إلى 50 شيقلاً (15 دولاراً)، فيما وصل كيلو اللحم المجمد أول مرة 500 شيقل (150 دولاراً)، ثم انخفض إلى 300 شيقل (90 دولاراً).
تحقيقات في المقاومة
وتكشف مصادر أمنية وميدانية في المقاومة عن أنها «حققت مؤخراً مع مجموعة من التجار الذين تبين أن بعضهم فتح علاقة مع الإسرائيليين بشكل مباشر، وأن أحدهم سربت المخابرات الإسرائيلية أجهزة تجسس في بضائعه، ونقلت (دون أن يعرف التاجر) لبعض المتخابرين الذين يعملون لصالحها».
وبينت المصادر أنه «تم الإفراج عن بعض أولئك التجار بعد التحقيق معهم، فيما تم إطلاق النار على آخرين في أقدامهم وتوجيه تحذير لهم من التعامل مع آلية التنسيق الحالية لما فيها من مخاطر أمنية». وفق قول المصادر.
وتقول المصادر الأمنية من إن «ضباط كباراً في جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وكذلك الجيش الإسرائيلي متورطون في إدخال بعض البضائع المصنفة على أنها محظورة خصوصاً في الوقت الحالي، مقابل حصولهم على أموال طائلة رشاوى من أموال التنسيق التي تدفع».
لكن يبدو أن مساراً آخر لإدخال البضائع له بعد استخباري، وفق ما تشرح المصادر من «حماس» التي قالت إن «شاحنات يتم إدخالها لصالح التجار في هذه الفترة، تحتوي على أنواع مختلفة يحددها التاجر، لكن في بعضها عُثر على أجهزة تجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية».
تورط مؤسسات
ولفتت مصادر من «حماس»، إلى أن التحقيقات تركز حالياً على تورط بعض المؤسسات الدولية في إدخال هذه البضائع إلى قطاع غزة عبر تجار في غزة، مشيرةً إلى أن «هناك تقدماً في هذه التحقيقات، ويبدو أن هناك عملية فساد كبيرة وراءها».
وأقر تاجر آخر في غزة، اشترط عدم ذكر اسمه، بأنه تعامل لمرة واحدة وفق صيغة التنسيق التجاري مع شركة إسرائيلية وتلقى بعض البضائع، موضحاً أن الوسطاء أبلغوه بأن هناك «ضباط ميدانيين في الجيش الإسرائيلي يحصلون على أموال رشوة مقابل تسهيل دخول تلك الشاحنات وما تحمله، وأن بعضهم يكتب أسماء بضائع مختلفة لتشتيت الانتباه عما تحمله الشاحنات من بضائع».
وأوضح التاجر أنه أدخل شاحنة واحدة، ثم أوقف العمل «بعد أن تلقى تحذيرات شديدة من (حماس)»، وكذلك بسبب «المبالغ الكبيرة»، التي دفعها، ثم قام ببيعها بمبالغ باهظة في ظل الظروف الصعبة.
ولم تصل تلك البضائع إلى جميع مناطق قطاع غزة، لأنها كانت محدودة جداً. كما يؤكد بعض التجار.
تبرؤ من التجار
ودفعت تحركات «حماس» القوية بعض التجار لإعلان التبرؤ من إدخال أي بضائع، بعد تداول أسمائهم بوصفهم متهمين في الظاهرة عبر حسابات لمواطنين في غزة بشبكات التواصل الاجتماعي.
وكانت الغرف التجارية الصناعية الزراعية في قطاع غزة، أصدرت بياناً، الشهر الماضي، حذرت فيه من «ظاهرة متزايدة تتعلق بتقديم عروض تجارية من جهات غير معروفة أو مشبوهة، تشمل ما يسمى بـ(التنسيقات التجارية)». وقالت إنها «صفقات تُمكن بعض التجار من إدخال شاحنات بضائع إلى القطاع مقابل مبالغ طائلة، تصل في بعض الحالات إلى مئات الآلاف من الشواقل لكل شاحنة».
وأكد البيان أن «مثل هذه التنسيقات تساهم بشكل مباشر في رفع أسعار السلع في الأسواق المحلية بشكل لا يتناسب مع دخل المواطن الفلسطيني، الذي يعاني من شح الموارد وفقدان الأمن الغذائي وغياب مصادر الدخل».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة الفلسطينية
منذ يوم واحد
- وكالة الصحافة الفلسطينية
شرط غريب يعرقل صفقة أحمد عبدالقادر من الأهلي إلى الحزم السعودي
غزة - صفا يبدو أن صفقة انتقال نجم النادي الأهلي، أحمد عبدالقادر، إلى نادي الحزم السعودي تواجه أزمة مفاجئة، على الرغم من موافقة القلعة الحمراء على العرض المقدم بقيمة 600 ألف دولار. فبينما كان الاتفاق على وشك الإتمام بين الأهلي والحزم، توقفت المفاوضات بسبب شرط وضعه اللاعب قد يعرقل إتمام الصفقة. ما الذي يعيق انتقال عبدالقادر إلى الحزم؟ يكمن الخلاف الرئيسي في رغبة أحمد عبدالقادر بتضمين بند في عقده يسمح له بالرحيل في نهاية الموسم المقبل، وهو ما قوبل برفض تام من قبل الجانب السعودي. يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه اللاعب ابتعادًا عن حسابات الجهاز الفني للأهلي مؤخرًا، مما دفع الإدارة لمحاولة تسويقه خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية. يُعد هذا التوقيت حرجًا بشكل خاص لأن عقد عبدالقادر يتبقى فيه موسم واحد فقط، مما يمنحه الأحقية في التوقيع لأي نادٍ آخر بشكل حر في يناير المقبل دون مقابل للأهلي. وتشير التقارير إلى أن اللاعب لا يزال ينتظر حسم موقفه، بينما يسعى الأهلي جاهدًا للاستفادة المالية قبل احتمال رحيله مجانًا. موقف الأهلي والبدائل المتاحة للاعب تؤكد مصادر داخل النادي الأهلي أن أحمد عبدالقادر يدرس حاليًا عدة عروض بديلة في حال فشل انتقاله إلى الحزم. هناك اهتمام من أندية محلية وخارجية ترغب في ضم اللاعب، مستفيدة من وضعه التعاقدي الذي يتيح لهم فرصة ضمه في المستقبل القريب بسعر مناسب، أو حتى مجانًا إذا لم تُحسم الأمور قبل يناير. تُعد الأيام القليلة المقبلة حاسمة في تحديد مصير اللاعب. فالأهلي يسعى لإنهاء الصفقة في أقرب وقت ممكن لتجنب خسارة قيمة بيعه، وذلك في إطار سياسة النادي الرامية إلى ترشيد الإنفاق والاستفادة القصوى من كافة الأصول المتاحة.


وكالة خبر
منذ 5 أيام
- وكالة خبر
ارتفاع أسعار النفط بفضل توقعات استمرار الطلب ونمو الاقتصاد العالمي
ارتفعت أسعار النفط في تعاملات، اليوم الاربعاء، مدعومة بتوقعات باستمرار نمو الطلب في كل من أميركا والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، وذلك في ظل مؤشرات على تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية. ووفقا لوكالة أنباء "بلومبرغ " للأخبار الاقتصادية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.2% لتسجل 68.87 دولار للبرميل. كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.3% لتصل إلى 66.78 دولار. ويأتي هذا الصعود بعد تراجع استمر يومين، حيث تجاهلت السوق إلى حد كبير احتمال اضطراب الإمدادات عقب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي. وتحركت الأسعار في نطاق ضيق نسبيا، مع تنافس إشارات على طلب موسمي قوي مدفوع بزيادة السفر الصيفي في نصف الكرة الشمالي، مقابل مخاوف من أن تؤدي الرسوم الأميركية على الشركاء التجاريين إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع استهلاك الوقود.


تلفزيون فلسطين
منذ 5 أيام
- تلفزيون فلسطين
ارتفاع أسعار النفط بفضل توقعات استمرار الطلب ونمو الاقتصاد العالمي
ارتفعت أسعار النفط في تعاملات، اليوم الاربعاء، مدعومة بتوقعات باستمرار نمو الطلب في كل من أميركا والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، وذلك في ظل مؤشرات على تحسن التوقعات الاقتصادية العالمية. ووفقا لوكالة أنباء 'بلومبرغ ' للأخبار الاقتصادية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.2% لتسجل 68.87 دولار للبرميل. كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.3% لتصل إلى 66.78 دولار. ويأتي هذا الصعود بعد تراجع استمر يومين، حيث تجاهلت السوق إلى حد كبير احتمال اضطراب الإمدادات عقب تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي. وتحركت الأسعار في نطاق ضيق نسبيا، مع تنافس إشارات على طلب موسمي قوي مدفوع بزيادة السفر الصيفي في نصف الكرة الشمالي، مقابل مخاوف من أن تؤدي الرسوم الأميركية على الشركاء التجاريين إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع استهلاك الوقود.