logo
وزير الأمن الإسرائيلي يهدد سكان طهران: ستدفعون الثمن

وزير الأمن الإسرائيلي يهدد سكان طهران: ستدفعون الثمن

العربي الجديدمنذ 6 ساعات

هدد وزير الأمن الإسرائيلي،
يسرائيل كاتس
، اليوم الاثنين، سكان العاصمة الإيرانية طهران بـ"دفع الثمن"، معتبراً أنّ "الديكتاتور المتغطرس من طهران أصبح قاتلاً جباناً يطلق النار على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل لردع الجيش الإسرائيلي عن مواصلة هجومه الذي يُضعف قدراته". وأضاف "سيدفع سكان طهران الثمن، وقريباً".
وأتت تصريحات كاتس بعد يومين على إطلاقه تهديداً أوليّاً في تدوينة مختصرة على صفتحه بمنصة إكس، كتب فيها: "طهران ستحترق"، لتستيقظ مدن تل أبيب، بيتاح تكفا، بني باراك وحيفا، صباح اليوم الاثنين، على دمار واسع لحق بالمباني بينها مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب؛ إلى جانب استهداف مصفاة البتروكيميائيات في حيفا، حيث وثّقت مشاهد مصورة سقوط صاروخين في المنشأة الواقعة في خليج المدينة. أمّا في مدينة بيتح تكفا، فذكر موقع واينت العبري، أنّ الصاروخ الإيراني الذي تسبب في قتل عدد من الإسرائيليين بالمدينة قد حطّم بالكامل غرفة الملجأ المحصّنة في المبنى المستهدف حيث احتمى القتلى.
وفي الإطار، قالت "نجمة داوود الحمراء" (الإسعاف الإسرائيلي) إنّ ثمانية إسرائيليين قتلوا، مساء الأحد، في الهجوم الصاروخي الإيراني، بينهم أربعة في بيتح تكيفا، فيما نقلت طواقم الإسعاف 130 جريحاً بإصابات مختلفة بينها خطيرة ومتوسطة. إلى ذلك، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأنّ الاتصال لا يزال مقطوعاً مع مفقودين وعالقين تحت الأنقاض بمدينة حيفا.
أخبار
التحديثات الحية
حصيلة 3 أيام من العدوان الإسرائيلي على إيران: الضحايا وخريطة القصف
بدوره، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن إسرائيل تقف إزاء تهديد وجودي من إيران، زاعماً "كنّا قريبين جداً، ولا زلنا قريبين من لحظة اللاعودة، ففي حال وجود سلاح نووي لن نعرف كيف نضربه. وفيما يوجد كميّة كبيرة من الصواريخ بداخل الأنفاق، لن نتمكن من ضربها. ولذلك توجب علينا ضرب إيران في هذه اللحظة".
ولفت هنغبي في مقابلة مع إذاعة "كان- ريشت بِت"، صباح اليوم الاثنين، إلى أنه على "مدة 20 عاماً خططت إسرائيل لضرب التهديد النووي، ولكن قبل سنة أصدر (رئيس الحكومة، بنيامين) نتيناهو توجيهاً بتنفيذ معركة كهذه". وتحدث رئيس مجلس الأمن القومي عن أسباب الحرب التي بدأتها إسرائيل على إيران قائلاً إنه "اتُّخذ قرار مطالبة الجيش الإسرائيلي بخطة للتنفيذ بأسرع وقت ممكن عندما تبلورت عدة مسارات: أولاً، النشاط الإيراني لامتلاك أسلحة نووية، ليس فقط التخصيب، بل المرحلة النهائية نحو القنبلة النووية. أُخفيت جهود لا تُحصى عن أعين العالم، ولكن ليس عن أعيننا. وأدرك الجميع أننا لسنا واهمين، بل رأوا هذه الجهود". أما المسار الثاني، بحسبه فهو "بشكل رئيسي تداعيات الهجوم الإيراني في إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول 2024؛ حيث تبيّن أن إيران لا تمانع إطلاق صواريخ ذات قدرة عالية على الجبهة الداخلية المدنية".
في غضون ذلك، ادعى هنغبي أنّ "المعركة التي خُطط لها كثيراً، كان تنفيذها قد ينتظر شهراً أو أقل، ولكن المهم أنه في سنة 2025 إسرائيل تعرف حجم الثمن، وهي تريد إحباط هذه التهديدات وإزالتها عن جدول الأعمال". وتعليقاً على التقارير التي تحدثت عن تخطيط إسرائيل لاغتيال المرشد الأعلى في إيران،
علي خامنئي
، قال هنغبي إنه "في هذه الأثناء ليست لدينا نيّة المساس بقيادة البلاد"، موضحاً أنّ عبارة "في هذه الأثناء" "صالحة لـ60 ثانية تقريباً"، مضيفاً "لم تكن هناك نية للمساس بخامنئي، وجوهر عملياتنا هدفه غايتان أساسيتان التهديدان الباليستي والنووي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الأمن الإسرائيلي يهدد سكان طهران: ستدفعون الثمن
وزير الأمن الإسرائيلي يهدد سكان طهران: ستدفعون الثمن

العربي الجديد

timeمنذ 6 ساعات

  • العربي الجديد

وزير الأمن الإسرائيلي يهدد سكان طهران: ستدفعون الثمن

هدد وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس ، اليوم الاثنين، سكان العاصمة الإيرانية طهران بـ"دفع الثمن"، معتبراً أنّ "الديكتاتور المتغطرس من طهران أصبح قاتلاً جباناً يطلق النار على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل لردع الجيش الإسرائيلي عن مواصلة هجومه الذي يُضعف قدراته". وأضاف "سيدفع سكان طهران الثمن، وقريباً". وأتت تصريحات كاتس بعد يومين على إطلاقه تهديداً أوليّاً في تدوينة مختصرة على صفتحه بمنصة إكس، كتب فيها: "طهران ستحترق"، لتستيقظ مدن تل أبيب، بيتاح تكفا، بني باراك وحيفا، صباح اليوم الاثنين، على دمار واسع لحق بالمباني بينها مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب؛ إلى جانب استهداف مصفاة البتروكيميائيات في حيفا، حيث وثّقت مشاهد مصورة سقوط صاروخين في المنشأة الواقعة في خليج المدينة. أمّا في مدينة بيتح تكفا، فذكر موقع واينت العبري، أنّ الصاروخ الإيراني الذي تسبب في قتل عدد من الإسرائيليين بالمدينة قد حطّم بالكامل غرفة الملجأ المحصّنة في المبنى المستهدف حيث احتمى القتلى. وفي الإطار، قالت "نجمة داوود الحمراء" (الإسعاف الإسرائيلي) إنّ ثمانية إسرائيليين قتلوا، مساء الأحد، في الهجوم الصاروخي الإيراني، بينهم أربعة في بيتح تكيفا، فيما نقلت طواقم الإسعاف 130 جريحاً بإصابات مختلفة بينها خطيرة ومتوسطة. إلى ذلك، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأنّ الاتصال لا يزال مقطوعاً مع مفقودين وعالقين تحت الأنقاض بمدينة حيفا. أخبار التحديثات الحية حصيلة 3 أيام من العدوان الإسرائيلي على إيران: الضحايا وخريطة القصف بدوره، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن إسرائيل تقف إزاء تهديد وجودي من إيران، زاعماً "كنّا قريبين جداً، ولا زلنا قريبين من لحظة اللاعودة، ففي حال وجود سلاح نووي لن نعرف كيف نضربه. وفيما يوجد كميّة كبيرة من الصواريخ بداخل الأنفاق، لن نتمكن من ضربها. ولذلك توجب علينا ضرب إيران في هذه اللحظة". ولفت هنغبي في مقابلة مع إذاعة "كان- ريشت بِت"، صباح اليوم الاثنين، إلى أنه على "مدة 20 عاماً خططت إسرائيل لضرب التهديد النووي، ولكن قبل سنة أصدر (رئيس الحكومة، بنيامين) نتيناهو توجيهاً بتنفيذ معركة كهذه". وتحدث رئيس مجلس الأمن القومي عن أسباب الحرب التي بدأتها إسرائيل على إيران قائلاً إنه "اتُّخذ قرار مطالبة الجيش الإسرائيلي بخطة للتنفيذ بأسرع وقت ممكن عندما تبلورت عدة مسارات: أولاً، النشاط الإيراني لامتلاك أسلحة نووية، ليس فقط التخصيب، بل المرحلة النهائية نحو القنبلة النووية. أُخفيت جهود لا تُحصى عن أعين العالم، ولكن ليس عن أعيننا. وأدرك الجميع أننا لسنا واهمين، بل رأوا هذه الجهود". أما المسار الثاني، بحسبه فهو "بشكل رئيسي تداعيات الهجوم الإيراني في إبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول 2024؛ حيث تبيّن أن إيران لا تمانع إطلاق صواريخ ذات قدرة عالية على الجبهة الداخلية المدنية". في غضون ذلك، ادعى هنغبي أنّ "المعركة التي خُطط لها كثيراً، كان تنفيذها قد ينتظر شهراً أو أقل، ولكن المهم أنه في سنة 2025 إسرائيل تعرف حجم الثمن، وهي تريد إحباط هذه التهديدات وإزالتها عن جدول الأعمال". وتعليقاً على التقارير التي تحدثت عن تخطيط إسرائيل لاغتيال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي ، قال هنغبي إنه "في هذه الأثناء ليست لدينا نيّة المساس بقيادة البلاد"، موضحاً أنّ عبارة "في هذه الأثناء" "صالحة لـ60 ثانية تقريباً"، مضيفاً "لم تكن هناك نية للمساس بخامنئي، وجوهر عملياتنا هدفه غايتان أساسيتان التهديدان الباليستي والنووي".

خلاصة «رسائل» الأمن القومي الأردني: سيناريو النأي بالنفس بين «تعريف المجرم» وتصفيق الشارع لـ «صواريخ البعبع»
خلاصة «رسائل» الأمن القومي الأردني: سيناريو النأي بالنفس بين «تعريف المجرم» وتصفيق الشارع لـ «صواريخ البعبع»

القدس العربي

timeمنذ 18 ساعات

  • القدس العربي

خلاصة «رسائل» الأمن القومي الأردني: سيناريو النأي بالنفس بين «تعريف المجرم» وتصفيق الشارع لـ «صواريخ البعبع»

عمان- «القدس العربي»: خلاصة الاجتماع المنعقد في عمان، السبت، تحت لافتة «مجلس الأمن القومي» الأردني، يمكن تكثيفها سياسياً وإعلامياً في 3 رسائل مرجعية وسيادية، تشرح «سردية الاردن» والزاوية التي تقرأ من خلالها تطورات المشهد العسكري بين إيران وإسرائيل. الرسالة الأولى عبر عنها عاهل البلاد شخصياً الملك عبد الله الثاني، وهو يوجه اللوم بصراحة لإسرائيل ويحملها مسؤولية التصعيد العسكري والاعتداء على إيران، ثم ينتقل الأردن بخطابه الرسمي هنا إلى تفصيلة أهم تتمثل في الاتجاه وبكثافة بعد «إدانة إسرائيل صراحة»، إلى العمل وبنشاط على «تخفيض التصعيد وبأسرع وقت». هنا لاحظ الجميع بأن وزير الخارجية النشط أيمن الصفدي، تحدث مع أكثر من 24 وزير خارجية عربياً وأجنبياً على الأقل في إطار دعوات خفض التصعيد حتى لا تتورط المنطقة بـ «الحرب المفتوحة». ونشاط الوزير الصفدي، ينسجم مع «التوجيهات العليا» والمرجعية التي نوقشت أيضاً في مجلس الأمن القومي قبل ظهور الرسالة السياسية الثانية لإيران تحديداً وجزئياً للرأي العام المحلي بعنوان «الحياد العملياتي والجغرافي» واتباع سياسة «النأي بالنفس» عن الصراع لوجستياً مع الحرص على «مجاملة» طهران بعبارات تقول بوضوح إن الأردن يدين العدوان الإسرائيلي ويصنف بأن إسرائيل هي التي خالفت القانون الدولي في صيغة تقترب مما سمعته «القدس العربي» من الخبير القانوني الدولي أنيس القاسم، عن قاعدة «شرعية الرد» بعد «اعتداء يخالف القوانين». في التعبير السياسي للموقف الأردني اتجهت عمان إلى منطقة واسعة في التنديد باستفزازات وعدوانات إسرائيل. وباتت القناعة أكبر وسط سياسيين أردنيين وأحياناً وسط مراكز صنع القرار، بأن هدف إسرائيل هو فتح جبهة لحرب إقليمية كبيرة وواسعة تتورط فيها الولايات المتحدة، وهدفها النهائي حسم الصراع في فلسطين المحتلة. يقول الساسة الأردنيون المقربون بقراءة تشير إلى حرب بدأها بضوء أخضر الرئيس دونالد ترامب، بجهل، ولا يملك مفتاح إيقافها، وبقراءة موازية تتحدث عن دخول مربك ولا يستهان به على الخط لدولة نووية مثل الباكستان شكلت رادعاً قوياً خلف الستائر أمام أي هجوم نووي حاسم إسرائيلياً على إيران. التقديرات الأردنية المغلقة أقرب إلى توقعات بأن تغرق المنطقة بممرات ظلام استراتيجية في حال السماح لليمين الإسرائيلي بإكمال مشروعه التصعيدي ضد إيران، ما يستلزم تحركاً سريعاً من الجميع، وفقاً للمعادلة التي وردت في خطاب ملكي أردني مباشر على هامش اجتماعات الأمن القومي. وعليه، تبرز الرسالة الثالثة في سياق المشهد، وهي تلك التي تختص بتجهيز سيكولوجيا الشارع الأردني لأحداث قد تصبح درامية أكثر لاحقاً على المستوى الإقليمي، وسط وضع معقد فلسطينياً وإقليمياً وعربياً واقتصادياً، فيما تكشف الملابسات والخيوط جميعها أن عمان في الواقع خارج نطاق التأثير في القرارين الأمريكي والإسرائيلي مرحلياً، وهوامش المناورة في التأثير بمجريات المواجهة مع الإيرانيين بات في أضيق الزوايا. في معادلة الجاهزية المحلية خطاب ملكي مباشر على هامش تقييمات الأمن القومي يأمر الحكومة بالعمل على جاهزية الربط والتنسيق بين جميع مؤسسات الدولة بما يضمن العبور الآمن من الأحداث الحالية وحصر واحتواء الآثار، وبما يضمن أيضاً لأول مرة تفعيل إجراءات الحرص على سلامة المواطنين ودفعهم إلى تلقي الإرشادات للتعامل مع الأجسام الطائرة ومسارات الحدث. التركيز على التوصية الأخيرة مرجعياً يعني وجود ملاحظات بأن الحكومة لا تقوم بواجبها بالصورة الواجبة، بدلالة بروز صعوبات التفريق بين الإجراء اللوجستي على الأرض الأردنية باعتباره لازمة وضرورة أمنية، وبين توقعات ومشاعر المواطنين التي يخفق الإعلام الرسمي في احتوائها وهي تبتهج بالصواريخ الإيرانية لا بل تترقبها وهي تعبر لضرب الكيان الإسرائيلي. الحكومة الأردنية تخفق إعلامياً في تخفيف مؤشرات الاحتفاء الشعبي المفهوم بالصواريخ الإيرانية، لكن المسار السيادي في الدولة يحافظ على معادلة «الحياد العملياتي والجغرافي» بطريقة لافتة وواضحة وفنية لا يمكن إنكارها، وإن كانت تثير بعض التساؤلات السياسية خصوصاً على المستوى الشعبي أو حتى الشعبوي. كرر ملك الأردن مجدداً أمس الأول، أن أولوية بلاده حماية وتأمين الوطن والمواطن، وأن بلاده «لن تسمح» بأن تتحول إلى مسرح صراع عسكري بين كل الأطراف. والمعادلة الأخيرة في الحياد العملياتي والحرص على اعتزال الصراع مع توجيه جملة انتقادية حادة لإسرائيل وتفهم التعاطي مع إيران كضحية مستهدفة، هي الإطار ثلاثي الزوايا الظاهر للعيان في استراتيجية التعاطي الأردني مع الحدث. في الزاوية الأولى، يتلمس الأردن مسبقاً أن يتضح للطرف الإيراني بأن كلفة الحياد العملياتي؛ بمعنى منع إسرائيل من استعمال المجال الجوي الأردني وبصلابة، هي حصراً التدخل عبر الدفاع الجوي لإسقاط ما يمكن إسقاطه من مسيرات وصواريخ عابرة من إيران أو غيرها، باعتبارها أجساماً طائرة تخترق المجال الأردني بصورة غير مسموح بها. في الزاوية الثانية، تقول عمان إن الحرب تتحمل إسرائيل مسؤوليتها بجرأة لا تطابق العديد من الدول العربية، لا بل تعتبر إسرائيل بالنص الصريح الطرف المعتدي، ما ساهم في تواصل هاتفي من وزير الخارجية الإيراني يعبر فيه عن الشكر للموقف الرسمي الأردني. وفي الزاوية الثالثة، التحرك وبسرعة وإصرار على فتح ثغرة تسمح بفلسفة «خفض التصعيد». تلك عملياً زوايا الاشتباك الأردني مع تطورات الحدث على المستوى السياسي والإقليمي. لكن بالتوازي على المستوى المحلي، لم تصل سردية التصدي للأجسام الطائرة بعد إلى وجدان الجمهور وسط حالة دعائية مضادة تشكلت لتشويه الموقف الأردني، وزاد تأثيرها في الواقع بسبب صعوبة إقناع الرأي العام ليس باحتياجات «الحياد العملياتي» ولكن بالطرق العملياتية والفنية المهنية البحتة التي تستطيع العسكرية السلطات عبرها في غرف العمليات والخبرة، تحديد متى تسقط جسماً طائراً وأين وفي أي مرحلة؟ طبعاً، تلك أسئلة لا يمكن القول إنها من حقوق العامة، وتتطلب الغرق في التفصيل، لكن الرواية الرسمية يخفق الإعلام المتشبك بإيصالها وعكسها؛ لأن الشارع الأردني في الواقع لم يسمع بعد لوسائل الإعلام الوطني، وهي تجيبه على السؤال التالي: ما كلفة اتباع سياسات عملياتية أقل تساهلاً في مواجهة رغبة شعبوية بأن يسمح للصواريخ الإيرانية بالعبور فوق الأردنيين؟ السؤال الأخير لا ينبغي -سياسياً- طرحه أصلاً، والسلطات في المسألة الإيرانية تعرف هوية المجرم والمعتدي ومن وضع الجغرافيا الأردنية عموماً وسط «تقاطعات سيادية»، والآن عسكرية واستراتيجية، ألا وهو «الشريك الإسرائيلي» وليس «البعبع الإيراني»… تلك أصبحت حقيقة متفقاً عليها ومن الصعب إنكارها، ولا تقود لأي استنتاج يعاكس حقوق الدولة الأردنية في التموقع رغم كل التشكيك الموسمي في مساحة عملياتية تعزل البلاد والعباد عن صراع الأجندتين.

هل علِقَت واشنطن في "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّة؟
هل علِقَت واشنطن في "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّة؟

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

هل علِقَت واشنطن في "شبكة العنكبوت" الأوكرانيّة؟

في صبيحة الأول من حزيران/ يونيو، استيقظت موسكو على وقعِ دويّ لم تكن تتوقّعه. ليست صفّاراتُ الإنذار ما أثار قلق النخبة العسكرية الروسية، بل غياب الطائرات بحدّ ذاته: عشرون طائرة مدمّرة وأربعون أخرى معطوبة على مدارجها. فالعملية التي نفّذتها أوكرانيا، والّتي تحمل اسم "شباك العنكبوت"، قد خُطِّطَ لها قبل سنة ونصف السنة بإشراف فلاديمير زيلينسكي، وبالاستقلال التّام عن أي تنسيق مباشر مع الولايات المتّحدة. لذلك، يبدو السؤال البديهيّ في هذه الحالة: لماذا لم تُعَلّق واشنطن؟ منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خَفَتَ وهج ملف الحرب الأوكرانية، خاصّة عندما أصرّ الرئيس الأميركي على وضع حدّ حاسمٍ له من خلال زيارته "التوبيخيّة" لنظيره الأوكراني. لذا لا ريب أنّ الإدارة الأميركية قد فوجئت بالهجوم، وفق ما ورد في موقع The Daily Beast مشيرًا إلى أن كييف تعمّدت إخفاء العملية عن واشنطن لتجنّب أي فيتو سياسي من الإدارة الجديدة. وبينما التزمت مؤسسة الرئاسة الصمت في الأيّام الأولى، خرج وزير الخارجية ماركو روبيو بتصريح مدروس: "نؤيد وقفًا لإطلاق النار فورًا، وعلى جميع الأطراف العودة إلى طاولة الحوار"، من دون إدانةٍ للهجوم أو مباركةٍ له. في الأروقة العسكرية، بدا المشهد مختلفًا. فقد علّق رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال راندي جورج، على الهجوم من زاوية فنية: "نحن نشهد تغيرًا في شكل الحروب الحديثة. المسيّرات باتت قادرة على شلّ أدوات الردع الاستراتيجي". التصريح، الذي نُشر في موقع Defensescoop يشي بأن البنتاغون يرى في الضربة الأوكرانية نقطة تحوّل، بل أداة تعليمية قيّمة لبناء استراتيجيات المستقبل. تُمسك الولايات المتحدة بخيط رفيع بين شريكٍ عسكري لا يُستشار وعدوٍّ استراتيجي لا يمكن تجاهله. أوكرانيا جعلت من ذلك الخيط شبكة عنكبوتيّة محكمة ومع ذلك، لا يُترجم الإعجاب المهني بالضّرورة إلى دعم سياسي. فالإدارة الأميركية، وإن كانت تراقب من كثب، تخشى الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، فترامب نفسه كشف تلقّيه "تحذيرًا شديد اللّهجة" من الرّئيس الرّوسي، دفعه إلى التّردّد بالتّذكير بالحلّ السّلمي، داعيًا إلى "السّماح للطّرفين بالتّقاتل لبعض الوقت". ففي نهاية المطاف، لا يمكن الاستهانة بأنّ ما استُهدف في الضّربة قد مسّ بثالوث الرّدع النووي الرّوسي، ولو أُعجب به الرّئيس الأميركي باطنيًّا، وفق ما ذكرته مصادر ثانويّة حدّ تشبيهه بـ"شيواوا يلحق ضررًا جسيمًا بكلب أكبر منه حجمًا". ما تكشفه العملية الأخيرة هو شيء أعمق من تكتيكٍ عسكري ناجح. إنّه سؤالٌ استراتيجي يُطرح في مكاتب مجلس الأمن القومي الأميركي: فهل ما تزال كييف شريكًا يمكن ضبط إيقاعه؟ الردّ الروسي، حتى لحظة كتابة هذه السطور، تمثّل في تصعيد عبر هجومٍ جوّي واسع النطاق، استهدف كييف ومدنًا أخرى، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين. تُمسك الولايات المتحدة الآن بخيط رفيع بين نقيضين: شريكٍ عسكري لا يُستشار، وعدوٍّ استراتيجي لا يمكن تجاهله. أما أوكرانيا، فجعلت من ذلك الخيط شبكة عنكبوتيّة، يَعلَقُ بها العدوّ مؤقّتًا، ولا "يُعَلّق" عنها الحليف علنًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store