
حرائق شمال اللاذقية السورية تتمدد إلى الأراضي التركية
وأكدت عضوة مجلس إدارة جمعية «موزاييك» للإغاثة والتنمية الإنسانية، أميمة حميدوش، الموجودة مع فريق من الجمعية حالياً في اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع يزداد سوءاً، ونقلت عن الأهالي أن هذه الحرائق «أبشع كارثة» مرت عليهم.
متطوع يساعد في إخماد الحرائق في ريف اللاذقية السبت (أ.ب)
وفي تحديث للتطورات صدر بعد ظهر السبت عن غرفة التنسيق المشتركة التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية، أوضح مدير مديرية اللاذقية في الدفاع المدني، عبد الكافي كيال، في تسجيل صوتي، أن فرق الدفاع المدني من كل المحافظات تبذل قصارى جهدها للحيلولة دون خسارة مساحات خضراء جديدة، وتعمل على عدم انتشار الحريق إلى غابات الفرنلق وكسب، علماً أن هذا الحريق في اليومين الماضيين اتسع وانتشر باتجاه ناحية كسب وغابات الفرنلق، وأمكن وضع خطوط نارية للحيلولة دون وصوله إلى هاتين المنطقتين في ظل الصعوبات الكبيرة التي تواجهها فرق الإطفاء أثناء عملية الاستجابة، منها الألغام الكثيرة التي تقوض عملية الإخماد، إضافة إلى الرياح المتقلبة جداً وسرعتها الشديدة التي تؤدي إلى انتشار الحريق.
وقال كيال إن فرق الدفاع المدني تعمل بكل إمكاناتها على إخماد الحريق في أقصر مدة ممكنة، مشيراً إلى أن هناك فرقاً مسانِدة من الجانب التركي والأردني على الأرض.
رجال إطفاء ومتطوعون يكافحون الحرائق قرب بلدة كسب بريف اللاذقية السبت (أ.ب)
وفي حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أوضحت حميدوش أن فريقها لا يشارك في إخماد الحرائق، وإنما يقدم رعاية صحية وسلالاً صحية وغذائية وإسعافاً نفسياً لأهالي القرى المتضررة، مشيرة إلى أن هناك قرى أُحرقت جميع أراضيها وأرزاق الأهالي فيها.
ويصف الأهالي هذه الحرائق بأنها «أبشع كارثة مرت علينا»، بحسب حميدوش التي نقلت عنهم قولهم: «الزلزال لم يخفنا كما أخافنا مشهد النيران».
وفي مؤشر على احتياج الدفاع المدني لمساعدات كبيرة، أوضحت حميدوش: «في الأيام الخمسة الأولى للحرائق كنا نقوم بمد خراطيم المياه، ولكنهم بعد ذلك قالوا لنا إنهم اكتفوا، ولكن عادوا أمس وطلبوا هذه المساعدة وكوادر بشرية». وأضافت: «الاحتياج كبير والكادر البشري تعب جداً، والدول المجاورة والصديقة لم تقصر، ولكن الوضع على الأرض أكبر بكثير من الجهود والنجدة التي تأتي».
وذكرت حميدوش أن النيران امتدت أمس إلى قرية الشجرة الواقعة على مشارف كسب، وتم إخلاء المدينة، والجهود اليوم كلها تنصب لمنع وصول النيران إليها. وقالت: «نحن أمام كارثة بشرية وبيئية وإنسانية، ووضع الناس سيئ للغاية».
رجال الدفاع المدني يعملون على إجلاء متطوع أصيب بالإغماء جراء تنشقه دخان الحرائق في ريف اللاذقية الجمعة (إ.ب.أ)
ولفتت إلى أن النيران تمددت إلى الأراضي التركية حيث وصلت إلى جبال ولاية هاتاي، مشيرة إلى أن المعلومات تفيد بتمكن رجال الإطفاء الأتراك من السيطرة على النيران التي اندلعت في أراضيهم.
وقدرت حميدوش عدد القرى المتضررة بسبب الحرائق بما بين 70 و80 قرية ومزرعة، والعائلات المتضررة بنحو ألفَي عائلة، في حين نزحت عائلات مرة أخرى إلى مخيمات شمال البلاد بعدما عادت إلى منازلها، في وقت وصلت فيه مساحة الأراضي التي التهمتها النيران إلى أكثر من 15 ألف هكتار.
إلى ذلك، قال مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، مازن علوش، في منشور عبر منصة «إكس»: «تم إغلاق معبر كسب (مع تركيا) بشكل مؤقت جراء الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية».
مروحية تركية تشارك في عمليات إطفاء الحرائق في اللاذقية الجمعة (إ.ب.أ)
وقد انضمت السبت قطر إلى جهود المساعدة لإطفاء الحرائق في ريف اللاذقية، ووجّه وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، في منشور عبر منصة «إكس»، الشكر لها على إرسال خمس طائرات تحمل على متنها حوّامات خاصّة بإطفاء الحرائق، وسيارات إطفاء، و138 من الكوادر البشرية، دعماً لجهود إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية.
وتعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة انتشار النيران، هي: برج زاهية، وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، وهي أصعب المحاور في العمل بسبب كثافة الغابات، ووعورة التضاريس، والانتشار الكبير للألغام ومخلّفات الحرب.
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقاً من الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء، إضافة إلى فرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية، مدعومين بـ300 آلية إطفاء وعشرات آليات الدعم اللوجيستي.
كما تشارك في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا والأردن، وفي الجانب الجوي تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ يوم واحد
- صحيفة سبق
فيديو يرصد وصول أولى طلائع الجسر السعودي لإغاثة المتضررين من حرائق اللاذقية
وصلت اليوم أولى طلائع الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتقديم الدعم الإنساني العاجل للأشقاء السوريين المتضررين من موجة الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من محافظة اللاذقية. ويأتي هذا التحرك الإنساني إنفاذًا لتوجيهات القيادة، وامتدادًا للدور الريادي الذي يضطلع به المركز في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للدول المتضررة حول العالم، في أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية. ويحمل الجسر الجوي في مرحلته الأولى كميات من المواد الإغاثية المتنوعة، تشمل مواد غذائية وطبية وإيوائية، سيتم توزيعها بالتنسيق مع الجهات المختصة لضمان سرعة إيصالها للمتضررين. وأكد مركز الملك سلمان للإغاثة أن هذا التدخل العاجل يعكس التزام المملكة الثابت بمبادئ العمل الإنساني، ووقوفها الدائم إلى جانب الشعوب المنكوبة، خاصة في مثل هذه الظروف الطارئة التي تستوجب تحركًا سريعًا لتخفيف المعاناة ودعم جهود الإغاثة. وصول أولى طلائع الجسر الجوي السعودي الذي يسيره #مركز_الملك_سلمان_للإغاثة لمساعدة الأشقاء السوريين المتضررين من الحرائق في محافظة #اللاذقية — مركز الملك سلمان للإغاثة (@KSRelief) July 17, 2025


عكاظ
منذ 2 أيام
- عكاظ
اللواء الفرج يشهد حفل جائزة التميز للعمل الميداني لحجّ 1446هـ
شهد مدير عام الدفاع المدني اللواء الدكتور حمود بن سليمان الفرج، حفل جائزة التميز للعمل الميداني لحجّ 1446هـ، في مبنى المديرية العامة للدفاع المدني بمدينة الرياض. وتأتي هذه الجائزة، لتحقيق بيئة عمل محفزة وتنافسية بين منسوبي الدفاع المدني، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم بما ينعكس على أدائهم في الميدان. أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 3 أيام
- صحيفة سبق
"إغاثي الملك سلمان" يواصل عمله الإنساني: مساعدات وكفالات في سوريا ولبنان والسودان وأفغانستان
تواصل المملكة العربية السعودية، عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في مختلف أنحاء العالم، سعيًا للتخفيف من معاناة المتضررين، ودعم الفئات الأشد احتياجًا، ومساندة المجتمعات المنكوبة بالأزمات، وذلك ضمن التزامها الإنساني المستمر بتقديم العون دون تمييز أو انقطاع. وفي هذا الإطار، سلّم مركز الملك سلمان للإغاثة الكفالة الشهرية لـ (600) طفل يتيم في بلدات أخترين، الباب، عفرين بمحافظة حلب في الجمهورية العربية السورية، ضمن مشروع "أمان" لرعاية أيتام سوريا. ورافق توزيع الكفالة الشهرية نشاطات متنوعة شملت سباق ماراثون لتعزيز التحمل والانضباط، وتحسين الحالة البدنية والمزاجية للأطفال، حيث بدأ النشاط بتمارين الإحماء، وتوزيع قبعات واقية من الشمس كهدايا، وانتهى بتكريم الفائزين بالميداليات، مع تقديم كؤوس للفائزين بالمراكز الأولى. كما نظّم المركز تدريبًا رياضيًا في كرة القدم لتنمية المواهب الرياضية، وتعزيز العمل الجماعي، واختُتم النشاط بمباراة نهائية حماسية تخللتها لحظات فرح وتكريم للفريق الفائز. وفي السودان، وزّع المركز (700) سلة غذائية للأسر الأكثر احتياجًا من النازحين في محلية الكاملين بولاية الجزيرة، استفاد منها (4,250) فردًا، ضمن المرحلة الثالثة من مشروع دعم الأمن الغذائي في السودان للعام 2025، وذلك في سياق دعم الشعب السوداني الشقيق في أزمته الإنسانية الراهنة. كما نفّذ المركز توزيع (120) سلة غذائية في مخيم عمري بمعبر طورخم في ولاية ننجرهار بجمهورية أفغانستان، استفاد منها (720) فردًا بواقع (120) أسرة من العائدين الأفغان من باكستان إلى وطنهم، ضمن مشروع الأمن الغذائي والطوارئ في أفغانستان للأعوام 2025 - 2026. وفي لبنان، وزّع المركز (577) سلة غذائية للنازحين السوريين والمجتمع المستضيف في منطقة البقاع الغربي، استفاد منها (2,785) فردًا، ضمن مشروع توزيع مساعدات غذائية لدعم الأسر الأكثر حاجة في لبنان. وتعكس هذه المبادرات المتنوعة التزام المملكة، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، بمواصلة دورها الإنساني عالميًا، من خلال برامج ومشاريع نوعية تصل إلى المستفيدين في مواقعهم، وتعمل على تحسين حياتهم وتخفيف معاناتهم.