logo
من فاس إلى مونتريال.. تعاون علمي بين الصديقي وفالي يثمر كتابا جماعيا عن الحدود في العالم العربي

من فاس إلى مونتريال.. تعاون علمي بين الصديقي وفالي يثمر كتابا جماعيا عن الحدود في العالم العربي

الأيام١٢-٠٤-٢٠٢٥

يُعرض ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي ينظم بين 17 و27 أبريل 2025، كتاب جديد بعنوان 'الحدود والأسوار الحدودية في العالم العربي: تحديات الأمن والهجرة والسياسات'، من تحرير الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بفاس، والدكتورة إليزابيث فالي من جامعة كيبيك بمونتريال.
الكتاب صدر عن دار الإحياء للنشر والتوزيع، ويشارك فيه عدد من الباحثين من جامعات مغربية وعربية وكندية.
ويهدف إلى تناول موضوع التفاعلات التي تتجاوز الحدود في بعض الدول العربية، إلى جانب السياسات الرسمية التي تم تبنيها لإدارة أمن الحدود.
ويعكس هذا العمل الجماعي اهتماما متزايدا بمجال ظل لفترة طويلة تحت تأثير الأدبيات القادمة من خارج المنطقة، ويقترح مسارات بحثية جديدة تتماشى مع خصوصيات السياق العربي.
ويعد الكتاب الجديد من نتائج مؤتمر دولي نظم بفاس في وقت سابق، بشراكة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله، جامعة كيبيك، وجامعة شرق فنلندا.
ويضم فصولا تناولت قضايا متعلقة بالحركة عبر الحدود، وأساليب التعامل معها في عدد من الدول العربية، وسيكون متوفرا لزوار المعرض في رواق دار النشر المذكورة طيلة أيام المعرض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من فاس إلى مونتريال.. تعاون علمي بين الصديقي وفالي يثمر كتابا جماعيا عن الحدود في العالم العربي
من فاس إلى مونتريال.. تعاون علمي بين الصديقي وفالي يثمر كتابا جماعيا عن الحدود في العالم العربي

الأيام

time١٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الأيام

من فاس إلى مونتريال.. تعاون علمي بين الصديقي وفالي يثمر كتابا جماعيا عن الحدود في العالم العربي

يُعرض ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي ينظم بين 17 و27 أبريل 2025، كتاب جديد بعنوان 'الحدود والأسوار الحدودية في العالم العربي: تحديات الأمن والهجرة والسياسات'، من تحرير الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق بفاس، والدكتورة إليزابيث فالي من جامعة كيبيك بمونتريال. الكتاب صدر عن دار الإحياء للنشر والتوزيع، ويشارك فيه عدد من الباحثين من جامعات مغربية وعربية وكندية. ويهدف إلى تناول موضوع التفاعلات التي تتجاوز الحدود في بعض الدول العربية، إلى جانب السياسات الرسمية التي تم تبنيها لإدارة أمن الحدود. ويعكس هذا العمل الجماعي اهتماما متزايدا بمجال ظل لفترة طويلة تحت تأثير الأدبيات القادمة من خارج المنطقة، ويقترح مسارات بحثية جديدة تتماشى مع خصوصيات السياق العربي. ويعد الكتاب الجديد من نتائج مؤتمر دولي نظم بفاس في وقت سابق، بشراكة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله، جامعة كيبيك، وجامعة شرق فنلندا. ويضم فصولا تناولت قضايا متعلقة بالحركة عبر الحدود، وأساليب التعامل معها في عدد من الدول العربية، وسيكون متوفرا لزوار المعرض في رواق دار النشر المذكورة طيلة أيام المعرض.

أنس بنضريف: هذه نصيحتي للشباب والصحافيين
أنس بنضريف: هذه نصيحتي للشباب والصحافيين

الجريدة 24

time٠٩-٠١-٢٠٢٥

  • الجريدة 24

أنس بنضريف: هذه نصيحتي للشباب والصحافيين

في عالم الصحافة، تُنسَج الحقائق بخيوط الكلمات، ويُعزف لحن الحياة على أوتار الحروف. في المغرب والمنطقة العربية، يحمل الصحفي قلمه كفارسٍ يحمل سيفه، لكن لا يكاد يستعمله أمام هول القيود، وفي الجانب الآخر من المتوسط، تنبض أوروبا بإيقاع مختلف، حيث تحلق الصحافة كطائر حرّ في سماء الديمقراطية، محصّنة بقوانين تحمي أجنحتها وتمنحها أفقًا بلا حدود، لكن تتكسر أخلاقياتها أمام غلبة فلسفتها الغربية في مواجهة الآخر. أنس بنضريف، صحفي ومدرب إعلامي، أحد حرّاس الكلمة الحرة، يرى أن الصحافة والعمل الصحفي وإن كانت حلبة للأصوات المختلفة في المغرب وكلب حراسة أو السلطة الرابعة، فإنه للأسف هذا الدور يختفي إلى حد ما في المغرب، بحكم الريع والتحكم في منابع الاشهار. وفيما يلي أجرينا حوار مع أنس بنضريف، الصحفي والمدرب المعتمد للأكاديمية الألمانية DW، وFrance Médias Monde في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. ومدرب رئيسي لدورة "مكافحة المعلومات المضللة" لمركز إذاعة هولندا للتدريب RNTC. ومدرب في اليونسكو، حول موضوع الذكاء الاصطناعي والانتخابات. ومستشار للأمن الرقمي لمنظمة "مراسلون بلا حدود"... أنس حاصل على درجة الماجستير في التواصل من جامعة تيلبورغ في هولندا... وحاصل على الإجازة في الأدب الإنجليزي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، المغرب. كيف كانت بداياتك في المجال الصحفي؟ وما الذي دفعك لاختيار هذه المهنة؟ بدايتي في العمل الصحفي كانت بالصدفة.. من قبل كنت منخرطا في تجارب مع بعض المنظمات الحقوقية، كمنظمة العفو الدولية ومنظمة أكشن إيد، وبحكم أنني أسكن قرب إذاعة هولندا تقدمت بطلبات من أجل الالتحاق بالعمل بها أكثر من ثلاث مرات، وقوبلت بالرفض.. ومرة الإذاعة بحاجة إلى من يشتغل بقسم الأخبار التي كانت تبث على مدار الساعة، ومنحوني فرصة العمل بهذه الإذاعة، من مدير التحرير الأستاذ محمد عبد الرحمان، وهو سوداني، لطيف.. وبعد ثلاثة أيام فقط طلعت على الاخبار مباشرة، ولم تكن لنا إمكانيات بشرية للقيام بالمهام التقنية، ومباشرة بعد مدة قصيرة بدأت أتفاعل مع الإدارة بإبداء ملاحظات تقنية على الإخراج بعدما كانت أجتهد كثيرا في التكوين الذاتي على هذا المستوى.. وأعجبوا بي.. وهكذا انطلقت مسيرتي.. هل يمكنك مشاركتنا تجربة أو موقف لا يُنسى أثناء تغطياتك الصحفية؟ أبرز التجارب كانت في زامبيا.. جعلتني أقف عندها كثيرا.. كانت حينها الانتخابات، وكنت في منطقة نائية في لوساكا وكنت شاهدا على مشهد ويتعلق الامر بصف طويل من الناس في قرية نائية ينتظرون دورهم من أجل اختيار الحكومة التي ستدير البلاد.. وهذا هو الفرق الذي لامسته بين الدول التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي وتلك التي كانت تحت الاستعمار الانجليزي، إذ بالرغم من الفقر والظروف الصعبة، كانت الشعوب على الأقل لا تتعرض لإملاءات من الاستعمار لاختيار الأنظمة والحكومات، ولا يمكن التنبؤ بالرئيس القادم. كيف ترى دور الصحفي في نقل صورة متوازنة عن المغرب إلى العالم؟ ليس دور الصحفي نقل صورة متوازنة عن الأحداث، بقدر ما أن دوره هو نقل الصورة والواقع، أعتقد أننا كلنا متحيزون. التحيز في الاعلام تحيز ذاتي له علاقة بالأيديولوجيات التي يتبناها كل شخص. المطلوب من الصحفي أن يكون مهنيا أكثر. أنا شخصيا لا أومن بالحياد في الصحافة. بل على الصحفي أن يتمثل الحد الأدنى من الأخلاقيات في نقل الحقيقة وليس التشهير.. بعض المرات ليس ما ينقله الصحفي هو المهم بل الشيء الذي امتنع الصحفي عن نقله. ليس دور الصحفي أن ينقل صورة متوازنة عن المغرب أو العالم العربي أو الأحداث عموما، فهذا دور البروباغندا، ولاأقصد هنا البروباغندا في معناها القدحي طبعا.. كيف تُقيِّم المشهد الإعلامي في المغرب؟ وهل ترى أن الإعلام يؤدي دوره كما يجب؟ أدوار الاعلام نعرفها جميعا. الاخبار والعمل الصحفي وإن كانت حلبة للأصوات المختلفة في المغرب وكلب حراسة أو السلطة الرابعة، فإنه للأسف هذا الدور يختفي إلى حد ما في المغرب، بحكم الريع والتحكم في منابع الاشهار. للأسف الممارسة الصحافية الجيدة في المغرب تحارب وصوتها غير مسموع، بحكم أن الصحافة المسموعة والمنتشرة أكثر هي صحافة التشهير، وهذا الأمر يتجسد حتى على مستوى نسب المتابعة والمشاهدة والقراءة. حتى دب الخلاف بين من يقول إن الصحافة هي التي تنقل التفاهة ومن يقول إن التفاهة موجود في المجتمع أصلا ولذلك فالصحافي يتكفل فقط بنقلها. ما الذي يميز الممارسة الصحفية بالمغرب والمنطقة العربية عن أوروبا؟ لا يوجد ما يميز الصحافي بأوربا عن غيره بالدول العربية، ولاسيما المغرب، الذي يميزهما عن بعضهما هو الإمكانيات. حتى الصحافة الغربية أثبتت من خلال تغطياتها لأحداث غزة أنها تضرب بالأخلاقيات المهنية عرض الحائط وتقوم بنقل صورة أحادية الجانب، أو صورة تحريضية على ما يجري. والصحافة الأوربية التي كنا ننتظر منها أن تعطينا نموذجا في الاخلاقيات سقطت في أزمة أخلاقية. إذن الفرق في الإمكانيات فقط. حتى أن الاعلام الخاص بأوروبا ليس بنفس الإمكانيات التي لدى اعلام العمومي. هل تعتقد أن المشاهد العربي يُدرك طبيعة العمل الصحفي وما يواجهه الصحفيون من صعوبات؟ أعتقد أن المشاهد العربي، ومنه المغربي، يدرك التحديات بل هو جزء من الردة الأخلاقية الواقعة وجزء من المشكل والحل، فهو يدرك طبيعة العمل الصحفي والصعوبات التي يواجهها الصحفي، ولكن في نفس الوقت لا يثق في الصحافيين والإعلاميين، بالنظر إلى الصورة التي تطبع ماضي الاعلام الذي هو تلميع صورة الحكومات والمسؤولين العموميين باعتبارك أحد الصحافيين المغاربة الذين يشتغلون بمؤسسات إعلامية بأوروبا، ما الأشياء أو المواضيع التي تحظى بالأولوية عندك في التغطية الإعلامية؟ بحكم تجربة العمل الصحفي التي قضيتها بأروبا، لاحظت أن الاهتمام أكثر ينصب على قضايا ومواضيع ذات الصلة بالهجرة والاندماج، وهذا فيه نوع من الاستشراق الصحفي. غرف التحرير الذين اشتغلت معهم، طالما تحدثوا معي من أجل إعداد تحقيقات أو تقارير حول مثل هذه القضايا.. لكن أنا شخصيا، ومنذ أربع سنوات تقريبا أشتغل أكثر على تقديم استشارات وتداريب في هذا المجال، ومؤخرا هذه المواضيع التي تتعلق بالاندماج والهجرة والحجات أصبحت قضايا متجاوزة بأوروبا ولم تعد لها أي قيمة مضافة. ما نوع القضايا المغربية والعربية التي تلقى صدى واسعًا لدى الجمهور الأوربي من خلال تقاريرك؟ المواضيع التي تحظى بالمتابعة والاهتمام لا تختلف عن تلك التي تروج بالمغرب.. صحف التفاهة هي التي تحصل على المراتب الأولى.. صحافة التفاهة والاثارة هي الأكثر شهرة، حتى " ذا صانداي تايمز" المعروفة بمواضيعها المثيرة تبيع أكثر من الغارديان التي تأسست عام 1821 بأربع أو خمس مرات، ما يعني أن الاثارة أكثر شهرة وانتشارا.. المواضيع التي تتناول قضايا المغاربة تتعلق باليمين المتطرف والعدمي والمواضيع التي تتناول السردية المعادية بهولندا ما الذي يُميز تقاريرك عن المغرب، وكيف تعمل على إضافة لمستك الخاصة؟ الصحفي لما يشتغل بمؤسسة صحفية لا يكون له هامش واسع، أي مؤسسة صحفية تملك خطا تحريريا معينا الذي يفرض على الصحفي الذي يعمل ضمنها أن ءينضبط له. لذلك، مهمة الصحفي ليس ان يتبنى الخط التحريري بل أن ينضبط له، لأنه أحيانا لا يجد الصحفي فرص عمل أخرى للاشتغال تتلاءم مع قناعاته الفكرية، فالمطلوب من الصحفي على الاقل أن لا يقسط في التشهير والكذب. أما فيما يخص لمستي في تغطية المواضيع، تتمثل هو التحكم في الكاميرا والصورة بشكل جيد، وأن أختار مواضيع جيدة.. أذكر أنه من المواضيع التي تميزت فيها مؤخرا، تسليط الضوء على المسلمين الذين صوتوا لليمين المتطرف، كما تناولت العديد من الأفلام الوثائقية الطويلة التي فيها عمق الأفكار. ما هي أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الصحفي ليكون ناجحًا في عمله الميداني؟ لابد للصحافي أن يخرج من قوقعته ومكتبه وينزل إلى الناس والاستماع الى قصصهم. الصحفي الحقيقي هو الذي يملك هذه الخاصية ويلتقط القصص ويطور نفسه، بالإضافة إلى امتلاك أي ملكة من خلال التداريب للتعامل مع الاخبار المضللة مثل استخدام البيانات والصور والفيديوهات وغيرها في عمله الصحفي، والحفاظ على القيم والأخلاق المهنية والالتزام بها وعدم السقوط في الكذب والتضليل ما هي النصائح التي تقدمها للشباب الراغبين في دخول المجال الإعلامي؟ للأسف أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له. لذلك أنبه الشباب إلى أن مستقبل العمل الصحفي بمعناه التقليدي أصبح غامضا ومهنة غير محمية، حتى المؤثر أصبح عائداته أفضل من الصحفي بكثير، والمؤسسات الإعلامية يجب أن تغير مناهجها وتنظر في التحديات وتأخذها بعين الاعتبار ما هي أهم إنجازاتك التي تعتز بها خلال مسيرتك المهنية؟ الصحفي لا يجب أن يكون لديه هاجس الإنجاز. الصحفي يؤدي وظيفة وعمل ورسالة ويتقاضى عليها اجرا مثله مثل الممرض والطبيب والأستاذ. المهم هو أن تؤدي مهمته باقتدار بالنظر إلى التجربة المهمة التي راكمتها في الممارسة الصحفية.. هل تفكر في مشاريع إعلامية خاصة بك؟ لا أفكر في أي مشاريع إعلامية ولا أنصح الشباب بالإقدام عليها لأنها تشكل انتحارا، لذلك من أراد أن يضمن مستقبله المهني بشكل جيد لا انصحه بولوج مهنة الصحافة، اللهم إذا كان مقتنعا بأنه سيؤدي دورا مهما وكبيرا من خلالها، خصوصا في الدول العربية التي لا تملك خيارات كثيرة على هذا المستوى انا ابتعدت عن المحتوى وأصبحت اشتغل أكثر على الاستشارات والتداريب، لأنها تمنحك فرصة العمل في الظل وإنجاز برامج إعلامية على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا. لكن مؤخرا أصبحت اشتغل على misinformation and fact checking، وهذه ستكون مهمة في السنوات المقبلة بسبب انتشار الأخبار المصللة والكاذبة كثيرا، التي ساهمت في خلقها مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة كيف ترى مستقبل الإعلام في المغرب والعالم العربي خلال العقد المقبل، في ظل المعطيات السياسية والحقوقية الحالية؟ مستقبل الاعلام بالعالم العربية له علاقة كبيرة بمستوى الديمقراطية التي تتشبع بها كل دولة. إذا ظل الحال على ما هو عليه أعتقد أن الصحافةـ مع استثناءات، ستزداد مخاطرها. كما أن جنس التحقيق اضمحل باستثناء بعض المقالات هنا وهناك. حتى لو اشتغل عليه الصحفي بشكل جيد لا يكون له أثر على الأرض. الصحفي يقوم أحيانا بعمل جيد قد يسقط به حكومات في الدول الديمقراطية لكن في المغرب أو الدول العربية لا يحرك أي شيء ولا يؤثر كثيرا مستوى الإعلام في المنطقة العربية سيظل رهين بالتنمية والديمقراطية والتي لا تزال غائية للأسف. شارك المقال

حول الآخر في زمن المغرب بعيون جدل البحث العلمي الجامعي..
حول الآخر في زمن المغرب بعيون جدل البحث العلمي الجامعي..

كواليس اليوم

time٠٣-٠١-٢٠٢٥

  • كواليس اليوم

حول الآخر في زمن المغرب بعيون جدل البحث العلمي الجامعي..

عبد السلام انويكًة بقدر كبير من الغنى والأهمية الأفق، هي ندوة الرباط الوطنية التي نظمها مؤخرا/ 24- 25 دجنبر الأخير مختبر التاريخ والمجال والمجتمع والثقافة، التابع للمعهد الجامعي للدراسات الأفريقية والأرومتوسطية والابيروأمريكية بجامعة محمد الخامس بالرباط. وقد توزعت على مساحة مقاربات وقراءات لأحداث ونصوص وقضايا وأمكنة وأزمنة، توجهت بعنايتها لسؤال 'الأخر في الكتابة التاريخية المغربية'، والذي اجتمعت من أجله أسماء تجارب بحث عن الجامعة المغربية، مستحضرة ما هناك من تجليات ومنتج وجدل ونهج وجوانب وسياقات وتقاطعات ذات صلة. مع أهمية الاشارة لِما تأسست عليه هذه الندوة من ورقة علمية بخلفية نظرية تأطيرية، لعل منها ما جاء عند بول ريكورPaul Ricoeur حول الهُوية باعتبارها ثمرة تفاعل بين الأنا والغير، وعلى ما جاء أيضا عند كلود ليفي ستروس Clause Lévi-Strauss ، حول كون الهُويات الثقافية نتاج احتكاك مستمر بثقافات أخرى. وفي علاقة بهوية المغرب تضمنت ورقة الندوة ما هناك من ارتباط بالغير في تشَكلها عبر التاريخ، وما سمح به موقعه من تأثير وتأثر بشرق وجنوب وشمال وحتى غرب. وأن ما حصل من علاقات وتفاعل مع الآخر من المهم حضوره في الدرس والبحث الأكاديمي، من اجل ما ينبغي لفائدة حاضر ومستقبل البلاد وتطلعاتها. هكذا جاءت ندوة الآخر في زمن المغرب بمحاور أربعة، الأول منها والموسوم ب'الدراسات التاريخية حول المجال العربي والمجال العثماني التركي'، تناول فيه الأستاذ محمد حاتمي عن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، قضية الآخر من خلال اليهود المغاربة وهويتهم، مشيرا لِما أسس لخصوصياتهم من احالات وما هم عليه من ذاكرة جماعية وتعلق بأصول. مستحضرا ما هناك من هوية وتلاقح أجيال وتأصيل لزمن ومشترك مغربي، ومن عمل بحثي تاريخي جامعي رافع منذ فترة، فضلا عن تراكم معرفة ونصوص أغنت ما يطبع البلاد والعباد من روح تسامح وتعايش وقبول بالآخر. أما الأستاذ عبد الرحيم بنحادة عن جامعة محمد الخامس بالرباط، فقد تناول الآخر وكتابة تاريخ المغرب من خلال الزمن العثماني، مستحضرا ما هناك من لحظات بحث ومادة علمية وبدايات وحصيلة وتباينات. معرجا على أثر مؤرخين عن المغارب من قبيل ابن خلدون وأبو القاسم الزياني..، فضلا عما احيط به الموضوع من قِبل الآخر المستعمر على هذه الخلفية وتلك، لافتا لما حصل من تحول لدى الباحثين المغاربة حول العلاقات المغربة العثمانية منذ ثمانينات القرن الماضي، من حيث ما هو جدل منهجي وأرشيف، وما حصل من مقاربات لتشابهات وتقاطعات تاريخية بين المجال المغربي والعثماني. وعن الآخر في تاريخ العثمانيين بعيون مغربية بين العلائقي والمقارباتي ايضا، توجهت مداخلة الأستاذ عبد الحي الخيلي عن جامعة محمد الخامس بالرباط، لِما طبع الكتابة التاريخية المغربية عن الأتراك من انتظام عبر مراحل، لإعتبارات عدة جمعت بن تطلعات بحث وكتابة تاريخية مغربية، فضلا عن قراءات على أساس ما هو ذات وتراكم وأثر كولونيالي وقضايا وتخصص وأرشيف. وكان محور الندوة الثاني الموسوم بالدراسات التاريخية حول افريقيا جنوب الصحراء، مساحة نقاش لجملة قضايا واشكالات منها ما تعرض له الأستاذ خالد شكراوي عن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، متفاعلا مع قضية الكتابات التاريخية حول افريقيا بالمغرب بين الذات والهُوية والأنا. مشيرا لموقع الأسطوغرافيا المغربية حول القارة الإفريقية ومنها المجال المغاربي، لافتا الى أن البحث في هذا الاطار لم يرق إلى انتاج مدارس متخصصة، معرجا على تجدد العناية بالمغرب الافريقي منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي، عبر أعمال بحث حول التراث والتاريخ المشترك، من خلال كلية الآداب بالرباط ومعهد الدراسات الافريقية سابقا. مستحضرا ما طبع انتاج هذه المرحلة من إعادة استقصاء المصادر والنصوص للبحث في تاريخ العلاقات بين ضفتي الصحراء، مع بروز توجهات باشرت البحث حول مضمون هذه التواريخ بعيدا عن منطق شمال جنوب. وضمن نفس المحور عن جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قاربت الأستاذة بهيجة الشادلي في مداخلتها مسألة الدراسات التاريخية حول افريقيا جنوب الصحراء مع جوانب من تأثيرات هذا المجال في المجتمع المغربي. لافتة لما حصل من اهتمام بحثي مغربي منذ ثمانينات القرن الماضي حول العلاقات المغربية الافريقية في مستواها الروحي والسياسي والاقتصادي، مستحضرة ما كان من طرق تجارية جامعة على مر العصور بين المغرب واقطار افريقيا، وما كان عبر هذه السبل من أثر وتأثير وتأثر. وعن جامعة محمد الخامس بالرباط، استهدفت مداخلة الأستاذ أحمد شوكري الاجابة عن صورة المغرب في الكتابات التكرورية حتى مطلع القرن التاسع عشر. مشيرا لما اعتاد عليه المغرب من صورة على مرايا متوسطية أو مشرقية، وأنه قلما التفتت هذه الصورة للجنوب لرؤية نفسها من خلال مرايا الصحراء والساحل. لافتا لِما يطبع الهوية المغربية من أثر جغرافي وحضاري في بعده الافريقي، مؤكدا أهمية ترسيخ هذا الحضور في الثقافة العالمة عن العصر الوسيط والحديث. وكانت ازدواجية الصورة في الوصف الرحلي لبلاد السودان الأنا والآخر، هو ما ناقشته الأستاذة زليخة بنرمضان عن جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء. بحديثها عن رحلة ابن بطوطة 1304- 1377م، التي اعتبرتها احدى المصادر التي انتشلت تاريخ السودان الغربي خلال القرن الرابع عشر الميلادي من سمة الحكي الى التاريخ المدوّن. لافتة الى أن رحلة ابن بطوطة جاءت في سياق تاريخي، تمثّل فيما شهدته ضفة الصحراء الكبرى الشمالية، من تحوّلات عدة مقابل ما كانت عليه امبراطورية مالي جنوبها من استقرار وسلم وازدهار. مشيرة لِما تفردت به هذه الرحلة كتجربة سفريّة لحظيّة من خلال الجغرافيا في بعدها الطبيعيّ والبشري، وكذا الذات بكل مكوناتها النفسيّة والثقافيّة. وحول الدراسات التاريخية والمجال الأوروبي كمحور ثالث لندوة الآخر والتاريخ، توجهت مداخلة الأستاذ عبد الكريم مدون عن جامعة ابن زهر بأكادير، لكيفية رؤية الآخر للنص المقدس في الإسلام، مستهدفة تتبع ما كتب عنه لدى الغرب من خلال كتابين صدرا على التوالي 2019 و2022، ويتعلق الأمر بقرآن المؤرخين وتاريخ القرآن، ما تم التطرق اليه عبر مداخل ثلاث: أولا، الغرب والإسلام. ثانيا، الدين والنص المقدس. ثالثا، قراءة في تاريخ المؤرخين والقرآن. وعن جامعة محمد الخامس بالرباط، ومن خلال مداخلة بعنوان 'صورة المسيحي من خلال رسائل الحاج محمد بن عبد الجليل إلى الراهب كليمان إتيان Clément Etienne 1925-1928. تحدث الأستاذ جامع بيضا عن كتاب صدر عن مؤسسة أرشيف المغرب 2022 للباحث مرغيش، وهو عبارة عن مصنف لمراسلات متبادلة بين شاب مغربي هو الحاج محمد بن عبد الجليل وراهب فرنسي هو كليمان إتيان، الذي كان حينئذ مديرا لثانوية شارل دو فوكو بمدينة الرباط. مشيرا الى أن هذه المراسلات بحوالي 120 وثيقة وتغطي الفترة ما بين 1925 و1928، وأنها تعكس تطورا في تصور الشاب المسلم المغربي للآخر المسيحي. وضمن سياق آخر، تعرض الأستاذ البشير تامر عن جامعة محمد الخامس، لـ 'الأنا والآخر من خلال تدريس الظاهرة الاستعمارية'. معتبرا هذه الأخيرة من المداخل التي لم تتم دراستها من زاوية الأنا والآخر. وأنها تندرج ضمن ما يسمى 'بالتاريخ الساخن'، المغذي للحس الوطني والذاكرة الجماعية. مستهدفا مقاربة الاشكالية وفق منهج مقارن، يحلل خطاب المناهج الدراسية وأدوات تدريس تاريخ الظاهرة. وحول صورة أوروبا في كتب التاريخ المدرسية المغربية، ناقش الأستاذ مصطفى حسني الادريسي عن جامعة محمد الخامس بالرباط، الايجابي والسلبي من السمات التي تلتصق بصورة أوروبا في خطاب المغرب المدرسي التاريخي، مشيرا الى أن الصورة التي تنبثق من تاريخ أوروبا في هذه الكتب المدرسية هي صورة متناقضة، تظهر أوروبا نموذجا مقبولا في سياقات معينة وغير مقبول في سياقات أخرى. ذلك أنه عندما يتعلق الأمر بتاريخ أوروبا المدرَّس في حد ذاته، غالبًا ما تكون الصورة ايجابية. بل فرصة لتسليط الضوء على مساهمات الحضارتين اليونانية والرومانية، وحضارة عصر النهضة والأنوار ثم التصنيع والتحديث. ذلك أن الكتب المدرسية هنا تحمل خطابًا مؤيدًا للحداثة والديمقراطية، وأن تاريخ أوروبا هو المدعو لإبراز هذه القيم. بالمقابل حول علاقات أوروبا بـ'الآخر'، فالصورة بنوع من الاختلاف إذ تكون في بعض الأحيان سلبيًة جدا. بحيث الدروس التي تتناول توسع أوروبا في العالم، سواء المتعلقة بالتاريخ القديم (الرومان، الوندال..) أو العصور الوسطى (الحروب الصليبية)، أو بالتاريخ الحديث ('الاكتشافات الجغرافية') أو المعاصر(التدخلات الأوروبية في الإمبراطورية العثمانية أو في غرب أفريقيا في القرن 19 و20 م). تقدم أوروبا كمسؤولة عن تبديد ثروات وإبطاء تطور مجتمعات بل إبادتها احيانا، مشيرا لِما أضحت عليه الصورة من خجل في الكتب المدرسية الحالية مقارنة مع التي لدى الجيلين الأول والثاني. أما الأستاذة فتيحة المسعودي فقد توجهت مداخلتها لِما هو رؤى مغربية حول حداثة أوروبا من خلال الرحلات السفارية المغربية. متوقفة على نماذج منذ القرن الثامن عشر حتى مطلع الماضي، باعتبارها وعاء أدبيا رسم صورا عن الآخر الأوروبي وعالمه المغايِر. وقد اهتمت هذه الرحلات بجميع مناحي حياة الأوروبيين، بعيون وتمثلات ومرجعيات الرحالة المغربي. مستهدفة إشكالية حِفظ الهُوية المغربية وتتبع ما هناك من أشكال وعي حمله الرحالة المغاربة أثناء رحلاتهم، وكذا إدراكِ ما اتخذ من مواقفِ تجاه الأوروبي وثقافته، وبالتالي رصد ما انطبع في ذاكرتهم من صورة بين مشاهدة وإدراك، ومن درجة وعي بالذات والتفوق الأوروبي انطلاقا من مقارناتهم بين السائد هنا وهناك. وحول المغرب والآخر البرتغالي عن جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ناقش الأستاذ عثمان المنصوي توجهات الكتابات التاريخية المرتبطة بالمغرب، مستحضرا حدث معركة وادي المخازن. مشيرا لِما يجمع المغرب بالبرتغال من محطات كانت مساحة دراسات برتغالية اعتمدت أرصدة أرشيف هام، ولِما طبع وانصب عليه اهتمام هؤلاء أيضا من قضايا، جمعت بين الوجود المغربي وآثاره بالأندلس، والتوسع البرتغالي خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر الذي كانت سبتة نقطة انطلاقه، فضلا عن معركة وادي المخازن ومعها الملك سباستيان، وهو ما تم التركيز عليه خاصة منه مصير هذا الأخير ومن خلاله السباستيانية بعد نكسة المعركة. وعن المغرب واسبانيا قارب الأستاذ بوبكر بوهادي عن جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، ما هناك من تفرد علاقة جامعة بين البلدين لافتا لِما هناك من معطى جغرافي ومن ثمة حتمية جوار، ذلك الذي اغنته أحداث وتجارب زمن كانت بأثر في بناء ما هو هوياتي لهما، فضلا عن الصورة التي يقارب بها كل واحد منهما الآخر. لافتا لما كان للفترة الاستعمارية من أثر في بلورة معالم هذه الهوية ومن ثمة ما هناك من علاقة، وهو ما تقوم عليه جملة تطلعات راهنة آخذة في الاعتبار ما هناك من مشترك ذاكرة وموقع. وحول صورة اسبانيا أيضا في الكتابات التاريخية المغربية، تناول الأستاذ ميمون أزيزا عن جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، ما هناك من تجليات تعقيد في علاقات البلدين منذ قرون، تلك التي بقدر ما اتسمت به من تعاون وتعايش بقدر ما طبعها من صور نزاع. مشيرا الى أن الكتابات التي تهم الفترة الاسلامية في الأندلس711-1492م، غالبا ما تصور الاسبان كمنافسين عسكريين ودينيين، وأن التي توجهت بالعناية منها لسقوط الأندلس وحملات الاسترداد، تُصور هؤلاء كقوة غازية محتلة قامت بطرد المسلمين واليهود من إسبانيا، الحدث الذي كان بأثر كبير في ذاكرة المغرب الجماعية. أما الكتابات المغربية حول أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن الماضي وحول التوسع الاستعماري الاسباني بالمغرب (الريف والصحراء)، فقد طبعتها نبرة عدائية إذ تصور الاسبان كمستعمرين محتلين، وتبرز مقاومة السكان المحليين مثل ثورة الريف بقيادة عبد الكريم الخطابي. مع تركيز على ما حصل من صراع وفظائع ارتكبت خلال فترة الاحتلال. لافتا الى أنه بعد استقلال المغرب تباينت صورة الاسبان في الكتابات المغربية التاريخية، مستحضرة ما هناك من سياق وراهن وتطلع بين البلدين. علما أن من هذه الكتابات ما تتوقف على ذكريات مؤلمة عن فترة الاستعمار(حرب الريف، استعمال الجيش الاسباني للغازات السامة..)، وعليه ما هناك من صورة مشاعر ومواقف. وعن نظرة الإيبيري للمغرب وحضور المغربي في كتاباته، تناولت الأستاذة وفاء المصمودي عن جامعة محمد الخامس بالرباط، الأنا والآخر من خلال كتاب رحلة الوزير في افتكاك الأسير. مستحضرة أواخر القرن السابع عشر عندما توجه وفد سفاري مغربي إلى البلاط الاسباني، في ظرفية ارتبطت بتحرير ثغر العرائش من يد الإسبان ووقوع عدد من الاسبان أسرى في يد السلطان مولاي إسماعيل. بحيث كانت البعثة مغربية بمهمة تباحث مع الاسبان في شأن تحرير الأسرى المسلمين مقابل الأسرى المسيحيين، فضلا عن استعادة محتويات المكتبة الزيدانية المحفوظة في الإسكوريال. ولعله ما قام بتدوينه 'الغساني' في نص عنونه ب'رحلة الوزير في افتكاك الأسير'، بقدر ما تحدث فيه عن هدف البعثة بقدر ما سجل من ملاحظات حول طبيعية المجال الاسباني فضلا عن المجتمع والثقافة والسياسة، ولعل هذا النص الرحلي كان لقاء بين ذهنية اسلامية وفضاء مسيحي، في ظل ظرفية متوترة بين البلدين. هكذا حضر الأنا والآخر فيما أثار السفير المغربي باسبانيا، وفيما هناك من نظرة نقدية لكل ما هو غير مسلم. وفي نفس السياق وعن مسألة الصورة، ناقش الأستاذ مصطفى المرون الباحث في التاريخ العسكري، ما تركته الحملات الاشهارية حول تدخل المجندين المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، من بصمة سلبية طبعت مخيال الشعب الاسباني الجماعي، تلك التي تعكس الصورة النمطية لـ 'المورو' الشرس وغير المتحضر والتي تنعت المجندين المغاربة بأقبح النعوت. أما من الجانب الفرانكوي فنظرته لم تختلف عن الجانب الجمهوري، لكن الصورة الكاريكاتورية لـ'المورو'الصديق التي مررها الكتاب الفاشيستيون، كانت انعكاسا لتلك التي بلورها الجمهوريون. بحيث أن الاثنين يعطيان صورة موحدة وكذا متبادلة ودورية من حقل لآخر. هكذا حضرت صورة الآخر الجمهوري في مخيال المجندين المغاربة، من خلال شهادات شفوية، لا يزال ينظر لاستعمالها في العالم العربي بنوع من التحفظ، رغم أن الغرب كان سباقا لاستثمارها بطرق فعالة منذ حوالي نصف قرن. وكان 'المغرب بعيون صحفي بريطاني 'لاورنس هاريس' رفقة السلطان مولاي عبد الحفيظ 1900-1908، هو ما تحدث عنه الأستاذ مصطفى الغاشي عن جامعة عبد المالك السعدي بتطوان. مستحضرا ما شهده المغرب مطلع القرن الماضي من أزمات مست كل وضعه الداخلي فضلا عن علاقاته الخارجية، وهو ما جعله مجالا مفتوحا لتسربات اجنبية ابانت عن مدى هشاشته. معرجا على مغرب ما بعد وفاة السلطان الحسن الأول 1894، وما ارتبط بفترة حكم ابنه السلطان عبد العزيز الذي لم يكن مؤهلا سياسيا لمواجهة. وعليه، ما تلقاه المغرب من ضربات (رفض ضريبة الترتيب، بوحمارة والمخزن، مضاعفات الاتفاق الودي الفرنسي البريطاني، مقررات مؤتمر الجزيرة الخضراء)، فضلا عن حدث وأثر الاحتلال الفرنسي لمدينتي وجدة والدار البيضاء، الذي اطاح بالسلطان عبد العزيز وأوصل أخيه عبد الحفيظ للحكم، وهو ما ركزت عليه المداخلة معتمدة على ما جاء به الصحفي البريطاني، في كتابه: الرحلة 'مع السلطان عبد الحفيظ 1908 – 1909 والتي جاءت في إطار مهمة رسمية من قبل الجريدة التي كان يشتغل بها. وعن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وفي مداخلة موسومة ب'عبور الحدود وبناء وعي الشتات: الفاسيون في مانشستر'. تناول الأستاذ سمير بوزويتة كيف صنع الفاسيون لأنفسهم مكانة ثقافية واجتماعية عن وعي بالمَهَاجر، بحيث شكل من هؤلاء ممن استوطن مانشستر حالة متميزة، بانتقالهم من وسط تحكمه عادات وتقاليد معينة إلى ما هو مغاير لِما ألفوه. مشيرا الى أنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للتعايش والاندماج في مجتمعات بمظاهر عدة وجدل حياة آخر، دفعتهم لإعادة ترتيب ما تلقوه من مسلمات عبر عقود. متسائلا عما طبع بيئتهم السابقة من بساطة، وما هناك من آخر وحاجة لاجابات. أما الأستاذ محمد براص الباحث في التاريخ العسكري، فقد ارتأى مناقشة المغرب بعيون أجهزة المانيا الاستخباراتية في ظل صراع استراتيجي منذ مطلع القرن الماضي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. مستحضرا سبل ولوج الرعايا الألمان لمنطقة الحماية الفرنسية والمنطقة الدولية بالمغرب، وعزيمة ألمانيا في البحث عن موقع لها به بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، ودخول الألمان مشروع دعاية ألمانية جامعة بين الفعل السياسي والثقافي، توجهت نحو العرب والمسلمين بشكل عام. وهو ما تعمق أكثر من خلال اقتراحات وتوجيهات 'عراب الألمان' الشهير ماكس فون أوبنهايم (Max Von Oppenheim)، تلك التي كانت تروم نشر اطروحة تنبني في بعديْها الإيديولوجي الدعائي، على أن ألمانيا يجب أن تعرف لدى المغاربة وغيرهم ب'صديقة الاسلام والمسلمين'، من اجل بلوغ اختراق ثقافي وسياسي واقتصادي. وعليه، تم إحداث مؤسسات دعائية ألمانية لهذا الغرض، فضلا عن تأسيس صحف ومجلات أبرزها مجلة الجهاد. ولعل ما دعمته السياسة الألمانية من صحف اسلامية أسست في برلين، ومنها: العهد، والرأي العام، والشرق، والاتحاد العثماني…، هو ما تناولته هذه المداخلة معتمدة على أرشيف ووثائق تاريخية، لفهم سبل بلورة ألمانيا للفعل الثقافي في بعده الهوياتي، خدمة لصراع استراتيجي وضعته أجهزتها في تنافسها مع القوى الدولية التي كان لها اهتمام بالمغرب، وخاصة منها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في ظل صراع استخباراتي منذ مطلع القرن الماضي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وحول المجال الأمريكي ضمن محور رابع في ندوة 'الآخر والكتابة التاريخية المغربية'، تناول الأستاذ خليل السعداني عن جامعة محمد الخامس بالرباط اشكالية البناء الغربي للكتابة التاريخية الأمريكية. مشيرا الى أن الدخول في مشروع مؤلف في هذا الأفق من وجهة نظر مغربية، يقتضي فكرة عن الأسطوغرافيا الغربية المتعلقة بأمريكا، وأن القراءة المتأنية للنصوص الأمريكية والفرنسية الحديثة تُظهر بعض الانحرافات. لافتا أنه يكفي تفحص فهارس الدراسات الكرونولوجية وما يلاحظ من بداية بالفترة الاستعمارية، وادراج للفصل المتعلق بالهنود في الأبحاث الموضوعاتية. موضحا أنه رغم ادخال الدراسات الاسطوغرافية الغربية الحديثة لهؤلاء في دائرة التاريخ، كان عليها البدء بهم كساكنة اصلية في الأبحاث ذات الطابع الكرونولوجي. وأن ما هناك من مقاربة موضوعاتية لم يتم التركيز على مفهوم الحدود بما هو كاف، باعتباره مجال التقاء الأوروبيين بالهنود باتجاه الغرب، وكذا مفهوما مركزيا ميز العقل الأمريكي. مضيفا أن الديمقراطية نشأت بالغرب وليس في غابات الجرمان، وأن مصطلح الحدود المشبع بالنزعة التطورية لا يرى حرجا في تحقيق هذه الديمقراطية بعيدا عن الفوضى، وغلبة القوي وعبر تهجير الهنود باتجاه محميات لدرجة نية القضاء عليهم. كلها أمثلة وغيرها تظهر ما هناك من انحرافات نصوصية، من المهم التعامل معها بحذر في أفق كل مشروع كتابة عن الآخر. وعن الزمن الأمريكي والعلاقات أيضا، عرضت الأستاذة خديجة القباقبي عن جامعة القاضي عياض بمراكش، لأهمية النص الرحلي في الكتابة. مشيرة لِما هناك من تقارير دبلوماسية مغربية ونصوص رحلية أمريكية، ولِما حصل بالمغرب بعد استقلاله ضمن حرب باردة بين معسكرين واديولوجيتين، عندما ارتأت وم أ اختيار فاعلين مغاربة لزيارتها منهم المهدي بن بركة وعبد الكريم غلاب وغيرهم، وهو ما انتهى بنصوص رحلية بقدر رافع للكتابة عن البيني العلائقي المغربي الأمريكي. ذلك الذي قارب فيه الأستاذ محمد مزيان عن جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ضمن نفس المحور والسياق، مقتضيات بناء الدولة وتعزيز العلاقات الخارجية زمن الرئيس إيزنهاور1953- 1961، لافتا الى أن هذا الأخير تعرف عن المجال المغربي منذ الانزال الأمريكي بشواطئه مطلع اربعينات القرن الماضي، وأن الارشيف الأمريكي بوعاء يخص ما طبع هذه الفترة من إجراء وتقارب، في زمن مغرب ما بعد الاستقلال وتطلعات بناء الدولة، ومن ثمة ما هناك من أسئلة الأنا والآخر في هذه العلاقات. وعن المراكز الثقافية الأمريكية في المغرب المعاصر، ناقشت الأستاذة حنان هيشامي، عن المندوبية السامية لقدماء المقومين وأعضاء جيش التحرير بالرباط، البعد الثقافي الأمريكي للتأثير على الشعوب وتشكيل العلاقات فضلا عن تعزيز صورة أمريكا في الخارج. وعليه، ما كان لهذه المراكز من أدوار جذب وتعزيز لنشر اللغة الإنجليزية، من اجل تسهيل تبادل ما هو ثقافي بين الآخر والأنا. وعن أمريكا اللاتينية / الجنوبية في ندوة الآخر ايضا، عالج الأستاذ بوشتى الحزيبي عن جامعة مولاي سليمان ببني ملال، جوانب البناء الديمقراطي بالمغرب وغواتيمالا من خلال مداخلة مقارنة، حضرها سؤال صعوبة بناء أنظمة ديمقراطية مستقرة في غالبية دول أمريكا اللاتينية على غرار ما يوجد بأوروبا الغربية. ولعله السؤال نفسه الذي يهم بقية الدول النامية، ومعها رأي من يرجع الوضع لِما ينعت ب 'الحتميات الثقافية' التي دحضها ما حصل من نجاح ونماذج هنا وهناك بين دول الجنوب. هكذا كان أثاث وجدل ندوة الرباط الوطنية 'الآخر في الكتابة التاريخية المغربية' على امتداد يومين من شهر دجنبر الأخير، تلك التي بقدر ما طبعها من اسهامات ورؤى وقراءات فضلا عن قيمة معرفية ومنهجية وخلفية بحثية، بقدر ما انتهت اليه من توصيات ضمنية عدة رافعة لسبل اغناء الأفق العلائقي البحثي التاريخي بالجامعة المغربية، على مستوى سياقاته وتجلياته وقضاياه وموارده المصدرية وكذا رهاناته ووعاء نصوصه. مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store