
تحرسُ "القصر".. من هي "قوات الأمن العام" السورية الجديدة؟
نشرت منصة "بلينكس" الإماراتية تقريراً جديداً تحت عنوان "حرس القصر".. من هي قوات الأمن العام في سوريا ؟"، وجاء فيه:
تطرح الاشتباكات الدامية في سوريا مع الدروز بعد العلويين، تساؤلات حول هوية المقاتلين الذين يشكلون نواة قوات الأمن الجديدة، ومدى قدرة السلطة الانتقالية على ضبطهم أثناء سعيها لبسط سيطرتها على كامل الجغرافيا السورية. فمن هي تلك المجموعات؟ وكيف تعمل؟ وما المناطق التي ما زالت عمليا خارج سيطرة السلطات؟
بقايا فصائل بلباس أسود
بعد نحو شهرين من إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول 2024، أعلنت السلطة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع حلّ الجيش والأجهزة الأمنية القائمة في العهد السابق.
وقررت كذلك حلّ كافة الفصائل المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام ، الفصيل الذي تزعمه الشرع في إدلب (شمال غرب)، وقاد الهجوم الأخير الذي أطاح الأسد.
لاحقاً، ضمّت السلطات الفصائل التي وافقت على حلّ نفسها إلى وزارة الدفاع ، كما فتحت باب التطوّع لصالح جهاز الأمن العام، وذلك في إطار مساعيها لتشكيل جيش وقوى أمن جديدة.
وانضوت ضمن وزارة الدفاع فصائل من درعا (جنوبا) وأخرى ترعاها أنقرة في شمال البلاد، إضافة الى فصائل بينها "جيش الإسلام" الذي شكلت الغوطة الشرقية لدمشق معقله حتى انسحابه منها عام 2018.
واحتفظت تلك الفصائل بسلاحها وأبقت على انتشارها في مقراتها الخاصة، وتتولى وحدات منها حراسة مقرات كانت تتبع للجيش السابق.
رغم ذلك، ظلت لهيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها اليد الطولى في الأمن، خصوصا في معقلها في إدلب ومركز السلطة في دمشق.
حراس القصر
في محيط دمشق، يتواجد عدد من الفصائل التي تعتبر من قوات النخبة، في مقرات عدة، وتؤمن كذلك حماية القصر الرئاسي. مع هذا، ينفّذ الأمن العام دوريات ويقيم حواجز في مناطق عدة بينها دمشق.
ويقول الخبير في الشأن السوري لارس هاوخ لوكالة فرانس برس: "حين وضعت هيئة تحرير الشام يدها على القصر الرئاسي في كانون الأول، سارعت إلى تبني لغة الدولة ورموزها" في خطوة "أكسبتها غطاء من الشرعية دون تكلفة".
لكن هاوخ يشير في الوقت ذاته الى أن "الكيانات التي تحمل مسميات ذات طابع مؤسساتي، على غرار مديرية الأمن العام، تتكون في الواقع من نواة الوحدات القتالية التابعة لهيئة تحرير الشام".
ويعد الأمن العام الذراع العسكرية الأكثر نفوذاً للشرع. وفي ما يتعلق بالفصائل التي انضوت بإمرة وزارة الدفاع، يقول هاوخ: "على الرغم من اندماجها الاسمي، لا تزال الغالبية منها تدين بالولاء لقادتها الأصليين".
ويرى هاوخ أن "الوزارة لا تعمل كمؤسسة رسمية مركزية بقدر ما تُشبه غرفة عمليات تهيمن عليها هيئة تحرير الشام".
انتهاكات ضد العلويين والدروز
منذ وصولها إلى دمشق، تعهّدت السلطات الجديدة حماية الطوائف كافة وسط مخاوف لدى الأقليات، في وقت يحثّها المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات في المرحلة الانتقالية ويربط رفع العقوبات بمراقبة أدائها السياسي.
وأكد الشرع مراراً أولوية الحفاظ على الوحدة والسلم الأهلي وبناء دولة جديدة تحفظ الحقوق.
لكن الاشتباكات ذات الطابع الطائفي التي أودت في 7 و8 آذار خصوصاً بأكثر من 1700 شخص، غالبيتهم علويون في منطقة الساحل، وتخللها انتهاكات وقتل على الهوية الطائفية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ، أثارت تنديدا على نطاق واسع.
ووثق المسلحون أنفسهم عبر مقاطع فيديو قتلهم أشخاصا بلباس مدني عبر إطلاق الرصاص من مسافة قريبة، بعد توجيه الشتائم وضربهم.
وفي المواجهات الأخيرة ضد مسلحين دروز التي أسفرت عن مقتل نحو مئة مقاتل من الطرفين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وثق مقاتلون تابعون للسلطة مقاطع فيديو، تعذر على فرانس برس التحقق منها، وهم يطلقون هتافات طائفية ويهينون موقوفين دروز.
ووفق هاوخ فإن "أكثر الانتهاكات فظاعة يرتكبها عدد صغير من المتطرفين، لكنهم نافذون"، على وقع انتشار التوترات الطائفية على نطاق وساع في البلاد.
بناء الثقة
بدوره، يقول الخبير العسكري رياض قهوجي لفرانس برس "على مقاتلي الفصائل أن يغيّروا هندامهم وأن يتصرفوا كجنود في جيش وطني".
ويتعين على السلطات في المقابل أن "تسرّع آلية تأهيل المقاتلين السابقين ودمجهم، وأن تجنّد عناصر جدد من كافة المكونات السورية، لبناء الثقة في الداخل والخارج".
ويضيف: "يجب أن تتمحور عقيدة الجيش حول الحفاظ على الدولة المدنية والدفاع عن أهلها ومكوناتها كافة".
وكانت السلطات اتهمت مسلحين موالين للرئيس السوري السابق بشار الأسد بإشعال أعمال العنف في الساحل السوري، عبر شنّ هجمات دامية على عناصرها.
وقالت إن "مجموعات خارجة عن القانون" أشعلت الاشتباكات في منطقتي جرمانا وصحنايا في ريف دمشق عبر استهداف عناصرها. (بلينكس - blinx)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ 5 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
"مخاطر" كثيرة.. ما هي نتيجة استمرار عدوان إسرائيل على سوريا؟
نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ العدوان الاسرائيلي على سوريا ما زال يثير تباينات داخلية في إسرائيل، بعيداً عن مزاعم الدفاع عن الدروز من خلال شنّ ضربات عسكرية واسعة النطاق في سوريا. واعتبر التقرير أنَّ السياسة العدوانية قد تُصنّف الدروز في الواقع على أنهم "متعاونون" بنظر أشقائهم السوريين، بل تزيد من خطر الصراع المباشر مع سوريا وتركيا. وقالت كارميت فالنسي مسؤولة الملف السوري في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، إنَّ "اشتباكات عنيفة وقعت مؤخرا بين الدروز وقوات الأمن السورية بمنطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق، فيما تشهد سوريا تحولاً سياسياً، ولا يزال مستقبلها مُحاطاً بالشكوك". وأضافت: "لأول مرة منذ سنوات، أطلق كبار الدروز حملة تأثير واسعة النطاق على المسؤولين الإسرائيليين، بهدف زيادة التدخل في حماية أشقائهم هناك، إضافة لانتقادات موجهة للاحتلال بأنه لا يبذل جهوداً كافية، وسط مناشدات من كبار قادة الدروز للمسؤولين السياسيين والأمنيين في تل أبيب، بما فيها أمام منزل رئيس الوزراء في قيسارية". وذكرت أن "التعقيد الإسرائيلي ظهر منذ سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حيث سيطر الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة في جنوب سوريا، ويشنّ هجمات متكررة على أهداف عسكرية فيها"، وتابعت: "في بداية الأحداث الأخيرة، وجّه وزير الحرب يسرائيل كاتس، رسالة تهديد للحكومة السورية، بفعل الضغوط التي مورست على الحكومة في الأيام الأخيرة من قِبَل كبار قادة الدروز، والتزاماتها منذ آذار بحماية الدروز، لم تترك لها خياراً كبيراً، وأدّت إلى ردّ عسكريّ مُتدرّج". وأوضحت أنه "في المرحلة الأولى، نفّذ الاحتلال 5 هجمات، منها طال موقعاً قريباً جداً من القصر الرئاسي في دمشق كإشارة تحذير"، وتابعت: "لم تكتف إسرائيل بهذا، فنفذت سلسلة هجمات عنيفة على أهداف عسكرية ومستودعات صواريخ، وإضافة للردّ العسكري، فقد قدم مساعدات للدروز، وأجلى مصابين لتلقي العلاج في مشافيه، مع العلم أن هذه السياسة الإسرائيلية في سوريا تنطوي خلال الأشهر الأخيرة على مخاطر جمة". وأكملت: "أولى المخاطر أنها تؤدي لتزايد العداء تجاه الاحتلال من جانب النظام والسوريين، وثانيها تشجيع وتقوية المتطرفين الذين ينتقدون ضعف النظام الجديد بسبب سياسته المنضبطة تجاه الاحتلال، وثالثها تزيد من خطر الاحتكاك المباشر مع المسلحين المحليين في جنوب سوريا، ومع قوات النظام، ورابعها تصاعد التوتر مع تركيا، التي أدى توسيع نفوذها، وترسيخ سيطرتها على قواعد عسكرية في وسط سوريا لعدة هجمات إسرائيلية لإرسال إشارة للأتراك بعدم التسامح مع أي تهديد محتمل لحرية عمل الاحتلال في سوريا، وخامسها تزايد الانتقادات الدولية والإقليمية للاحتلال بسبب انتهاكه للسيادة السورية". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 9 ساعات
- النهار
ماليزيا تنتقد "المعايير المزدوجة" بشأن الفظائع في غزة
من غزة (ا ف ب) ندد وزير خارجية ماليزيا محمد حسن الأحد بـ"الفظائع" التي ترتكب في غزة، قائلا إنها تعكس حالة "اللامبالاة وازدواجية المعايير" تجاه معاناة الشعب الفلسطيني. وقال وزير الخارجية الماليزي لنظرائه من رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان": "إنها نتيجة مباشرة لتآكل حرمة القانون الدولي". وتأتي تصريحاته قبيل قمة "آسيان" المقررة الاثنين في كوالالمبور، في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجماتها في قطاع غزة هذا الشهر. وأثار القصف الاسرائيلي انتقادات دولية حادة ترافقت مع دعوات للسماح بدخول المزيد من المساعدات، بعد أن خففت إسرائيل جزئيا فقط الحصار الشامل الذي تفرضه على سكان غزة منذ 2 آذار/مارس. وقال وزير الخارجية الماليزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لرابطة "آسيان" إن "الفظائع التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني تعكس بشكل متواصل اللامبالاة وازدواجية المعايير". أضاف أن "آسيان لا يمكن أن تظل ملتزمة الصمت". وكان وزراء خارجية الدول العشر الأعضاء في الرابطة قد أكدوا في شباط/فبراير "دعمهم الراسخ" للحقوق الفلسطينية. ولا تملك ماليزيا ذات الغالبية المسلمة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما أن العديد من سكانها يدعمون الفلسطينيين. وقدمت كوالالمبور تبرعات ومساعدات إنسانية بلغت قيمتها أكثر من 10 ملايين دولار للفلسطينيين في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. واندلعت الحرب بعد هجوم مباغت شنته "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1218 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى الأرقام الرسمية. كما تم خلال الهجوم خطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم في غزة، بينهم 34 قالت إسرائيل إنهم قضوا. ومنذ بدء الحرب، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في غزة 53,901، غالبيتهم مدنيون نساء وأطفال، وبينهم 3,747 قتيلا على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في 18 آذار/مارس بعد هدنة هشة استمرت لشهرين، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها السبت وزارة الصحة التي تديرها "حماس".


المركزية
منذ 13 ساعات
- المركزية
فضل الله: إطلاق الشعارات المذهبية لا يخدم سوى اسرائيل
عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تحدث فيه عن "السلام والحرب في الإسلام" ومن ثم أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات. وأكد عن ان "السلام هو المبدأ والأصل في الإسلام والقاعدة الأساسية فيه"، مشيرا إلى ان "الحرب هي الاستثناء وان هناك حالات معينة تستوجب او تفرض القتال ولكن ذلك لا بد أي يحصل ضمن ضوابط أخلاقية صارمة وشروط حددها الإسلام وامر التقيد بها فالإسلام حرص على التوازن بين مبادئ السلم وضرورات الحرب والتي قد يلجأ اليها المسلم دفاعا عن دينه او نصرة لمظلوم او منعا لفتنة قد تحصل وان يكون القتال في سبيل الله ونصرة لدينه بعيدا عن البعد العصبي والعشائري او من اجل السيطرة ونهب ثروات الآخرين". ولفت فضل الله الى ان "الأصل في الإسلام هو مشروعية الصلح والمعاهدات وكل المعارك التي خاضها المسلمون كانت دفاعية او لرد الظلم والاضطهاد عنهم"، مشيرا إلى ان "الإسلام اعتبر أن حماية الفرد والمجتمع من أولوياته"، مؤكدا ان "الإسلام يرفض السلام الذليل والذي يفرط بمقدرات الأمة وثرواتها من اجل مصالح خاصة وذاتية". وفي سؤال عن التطبيع والسلام الذي يعمل له في المنطقة، قال: "لا أحد يجرؤ على طرح موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني في لبنان وهو ما زال يحتل الأرض ويقوم بالاعتداءات اليومية ضد البشر والحجر نحن لا ننكر ان لبنان يواجه تحديات ويتعرض لضغوط كثيرة على مختلف المستويات لدفعه في هذا الاتجاه الاستسلامي وانا هنا اطرح سؤالا للذين يروجون لهذا المنطق هل هذا العدو يريد حقا السلام وهل تخلى عن مشروعه الهادف الى الإطباق على المنطقة والسيطرة على مقدراتها ولكن البعض يريد لنا الاستسلام وليس السلام وان ينزع كل مواقع القوة لدينا". وشدد على "ضرورة ألّا نستضعف أنفسنا او نقلل من قدراتنا وامكاناتنا ولكن للأسف هناك في هذا البلد من يعمل على اسقاط كل مواقع قوتنا لحساب هذا العدو او لأحقاد داخلية ومصالح ذاتية". واضاف: "ونحن نعيش أيام التحرير التي أثبتت اننا نملك الكثير من الطاقات التي عندما اجتمعت وتوحدت جهود الناس والمقاومة والجيش انتجت تحريرا لذلك علينا ان تبقى هذه الصورة الناصعة ماثلة امام أعيننا وألّا يدخل اليأس او الإحباط في نفوسنا والّا نستسلم للظروف الصعبة التي نعيشها وان نفكر بحكمة ووعي حتى نقدر على تجاوزها". وتابع: "إنّا نعيش في واقع تطغى فيه العصبيّات على كل الصعد والّذي يؤدي إلى كل ما نشهده من انقسامات وصراعات باتت تهدّد كل واقعنا ما يدعونا إلى أن نخرج من العصبيّات إلى الالتزام بالحق والعدل والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة ونحدّد موقفنا من كل الآخرين سواء كانوا قريبين أو بعيدين على أساس ذلك بأن ننفتح على من نختلف معهم مهما تكن طبيعة الاختلاف. وإذا كان من عصبية فلا ينبغي أن تكون للأشخاص والجهات بل للمبادئ الّتي يلتزمون بها، ما دام هؤلاء قد يصيبون ويخطئون حتى لا نقدس أخطاءهم بل أن نتعصب للقيم...". واستنكر وشجب "كل الشعارات المذهبية التي تطلق هنا وهناك او التي تسيء لهذا الرمز او هذه الشخصية محذرا من ان هناك من يسعى لاستدراج هذا الوطن إلى فتنة بين مكوناته والى نشر الفوضى لتحقيق اهداف وغايات تصب في مصلحة أعداء هذا الوطن". واكد ان" إطلاق هذه الشعارات لا يخدم سوى العدو الصهيوني محذرا من استخدام هذا المنطق وهذه الكلمات المستفزة والتي ستجر إلى ردود فعل من هنا وهناك". وختم: "دورنا ان نكون الإطفائيين وان نقف في وجه كل من يريد ان يلعب بهذا الوطن ويسعى لإثارة الفتنة ويدخله في اتون الفتن والمشاكل والصراعات وان يكون دائما منطقنا منطق الحجة والدليل".