logo
أولياء يستعينون بالطب النفسي لنجدة أبنائهم

أولياء يستعينون بالطب النفسي لنجدة أبنائهم

الخبر٢٣-٠٤-٢٠٢٥

يجد تلاميذ المراحل الدراسية المختلفة أنفسهم تحت وطأة ضغط نفسي وجسدي متزايد، خاصة في خضم الاستعدادات المكثفة للامتحانات الانتقالية المصيرية، ما دفع بالكثير من الأولياء إلى تبني مقاربة جديدة في التعامل مع أبنائهم خلال هذه الفترة الحرجة، حيث لم يعد الاهتمام مقتصرا على المراجعة وتوفير الكتب، بل امتد للبحث عن سبل لتخفيف عبء المذاكرة، من خلال التدليك والاسترخاء.
تبرز في هذا السياق موجة لافتة تتمثل في اصطحاب الأولياء لأبنائهم إلى الأطباء النفسيين وحتى إلى المختصين في التدليك الاسترخائي. فبعد أشهر طويلة من الدراسة المكثفة وحشو المعلومات، يصبح التلاميذ عرضة للإرهاق الجسدي والنفسي، ويتملكهم خوف شديد من شبح الإخفاق، وهنا يظهر التدليك الاسترخائي كأداة واعدة تسعى إلى تهدئة هذه العواصف الداخلية واستعادة التوازن المفقود.
الأولياء في خط الدفاع الأول
إن لجوء الأولياء إلى هذه الممارسات يعكس وعيا متزايدا بأهمية الصحة النفسية والجسدية لأبنائهم، خاصة في المراحل التعليمية الحاسمة، فهم يدركون أن التفوق الدراسي لا يتحقق فقط من خلال ساعات المراجعة الطويلة، بل يتطلب أيضا بيئة صحية ومريحة تساعد الأبناء على التعامل مع الضغوط بفعالية.
وتمثل هذه الموجة الجديدة من الاهتمام تحولا إيجابيا في طريقة تعامل المجتمع مع فترة الامتحانات، فبدلا من التركيز المطلق على الجانب الأكاديمي، بدأ الوعي يتزايد بأهمية دعم التلاميذ نفسيا وجسديا لتمكينهم من اجتياز هذه المرحلة بنجاح وبأقل قدر ممكن من الآثار السلبية على صحتهم.
وكشف الكثير من الأولياء عن إصابة أبنائهم بالذعر والخوف وحتى التشنجات العضلية قبل الامتحانات، حيث منهم من يستفرغ ومنهم من يحس بالألم في بعض المناطق من جسمه، بسبب الإجهاد النفسي والجسمي.
وقد أيقن الكثير من الأولياء ممن التقيناهم في مراكز التدليك والعلاجات التأهيلية، أن التدليك الاسترخائي ليس مجرد رفاهية، بل هو أداة قيمة يمكن أن تساهم بشكل فعال في تخفيف الضغط عن كاهل التلاميذ خلال فترة الامتحانات، وأن مبادرة الكثير منهم بالبحث عن هذه الحلول تؤكد على دورهم المحوري في توفير بيئة داعمة وصحية لأبنائهم، وهو استثمار حقيقي في مستقبلهم ورفاهيتهم.
وأكدت زينب بوذراع، مدربة في التدليك الطبي العلاجي والاسترخائي، أنه لا يقتصر دور التدليك الاسترخائي على مجرد توفير شعور بالراحة الجسدية المؤقتة، بل يتعدى ذلك ليلامس أعماق النفس ويساهم في تخفيف حدة التوتر والقلق المصاحبين لفترة الامتحانات، خاصة لدى المقبلين على امتحانات البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط.
وشرحت المتحدثة أنه من خلال تقنيات اللمس المدروسة، يعمل التدليك على تخفيف التوتر العضلي، إذ ينجم عن الضغط النفسي انقباضات عضلية تسبب آلاما في الرقبة والكتفين والظهر، ويساعد التدليك على إرخاء هذه العضلات وتخفيف الشعور بالانزعاج الجسدي.
وأضافت أن التدليك يعمل على تحفيز الجهاز العصبي "الباراسمبثاوي" المسؤول عن حالة الاسترخاء والهدوء، مما يقلل من إفراز هرمونات التوتر مثل "الكورتيزول" و"الأدرينالين".
ونوهت الآنسة بوذراع إلى أنه غالبا ما يعاني التلاميذ خلال فترة الامتحانات من اضطرابات في النوم، وبالتالي فالتدليك يساعد على تهدئة الجسم والعقل وتهيئة الظروف لنوم عميق ومريح، وهو أمر بالغ الأهمية لتعزيز التركيز والذاكرة. كما يعمل التدليك على تحسين تدفق الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يزيد من وصول الأكسجين والمغذيات ويساهم في تحسين وظائف الدماغ والقدرة على التركيز والاستيعاب.
وأكدت المتحدثة أن هذه العملية تحسن المزاج وتقلل القلق والتوتر والاكتئاب من خلال إطلاق الإندورفين، وهي هرمونات السعادة الطبيعية في الجسم.
تحذير من تفاقم الضغوط النفسية لدى التلاميذ
أكدت الأستاذة فنيش حنان، المحاضرة بكلية علم النفس وعلوم التربية بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة 2، على تفشي الضغوط النفسية بين التلاميذ في المجتمع، مشيرة إلى أن قلق الامتحانات، وهو حالة انفعالية ناتجة عن الخوف من الفشل، الذي قد يتحول من دافع إيجابي إلى عائق حقيقي أمام التحصيل الدراسي إذا تجاوز حده الطبيعي.
وفي سياق حديثها، أوضحت الأستاذة فنيش أن أسباب هذه الضغوط تتعدد، بدءا من عدم الاستعداد المبكر للامتحانات، مرورا بانعدام الثقة بالنفس والتصورات السلبية الذاتية، والعادات الدراسية الخاطئة، وصولا إلى اكتساب الطفل للقلق من محيطه.
كما لفتت الانتباه إلى تأثير الرغبة المفرطة في التميز وتوقعات الأولياء العالية والمبالغ فيها، بالإضافة إلى الأجواء العائلية المتوترة والمقارنات المستمرة مع الآخرين.
وأضافت أن ظاهرة التباهي بنتائج الأبناء كثرت مؤخرا، وكأنهم أصبحوا سلعة للترويج والمباهاة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المناسبات، دون النظر إلى إمكانيات أبنائهم الحقيقة في التحصيل الدراسي أو ما يشعرون به حيال هذا الأمر القاتل بالنسبة لهم، وهذا ما يزيد من الضغط النفسي للطفل في حد ذاته وظهور بعض الأعراض المرضية عليه.
وعن أعراض هذه الضغوط النفسية، ذكرت الأستاذة فنيش أنها تتجلى في صعوبة النوم المتواصل، الخوف من الرسوب، التبول اللاإرادي لدى بعض الأطفال، فقدان الشهية، الغثيان، تسارع ضربات القلب، النسيان المؤقت، جفاف الحلق، آلام المعدة، القولون العصبي لدى تلاميذ الثانوي، تسلط الأفكار الوسواسية، كثرة التفكير في النتائج وعدم القدرة على التركيز.
وللحد من هذه الضغوط، قدمت الأستاذة فنيش جملة من الاستراتيجيات والإجراءات الهامة، في مقدمتها وضع برنامج دراسي يعتمد على المراجعة المبكرة واستراتيجيات إدارة الوقت لتجنب تراكم الدروس.
كما شددت على أهمية تعلم أساليب الاسترخاء مثل التنفس العميق وتمارين شد وإرخاء العضلات والتخيل الإيجابي للنتائج. بالإضافة إلى ذلك، نصحت بممارسة التمارين الرياضية وتقديم الدعم النفسي وتوفير بيئة إيجابية للأبناء، مع الحرص على حصولهم على قسط كاف من النوم وتجنب السهر.
ونوهت ذات المختصة بضرورة أن يكون العلاج النفسي والاستشارات تحت إشراف متخصصي علم النفس أو مستشاري التوجيه والإرشاد التابعين للمؤسسات التعليمية.
وعبرت المتحدثة عن تحفظها تجاه لجوء بعض الأولياء إلى العيادات الطبية، وحذرت من الإفراط في إعطاء الفيتامينات والمكملات الغذائية لزيادة التركيز وفتح الشهية، لما قد تسببه الجرعات الزائدة من مشاكل صحية.
وبصفتها أخصائية نفسية، أكدت الأستاذة فنيش على أهمية تمارين الاسترخاء والهدوء، والحصول على الراحة الكافية والنوم المنتظم، وممارسة الرياضة، وتناول وجبات صحية، وتخفيف توقعات الوالدين والامتناع عن المقارنات، مؤكدة أن الاستعداد الأمثل للامتحانات يظل أفضل وسيلة لشعور الطفل بالطمأنينة وتحقيق الأداء الجيد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لن تصدق ما يفعله النوم لأزيد من 10 ساعات بصحتك!
لن تصدق ما يفعله النوم لأزيد من 10 ساعات بصحتك!

الشروق

timeمنذ 2 أيام

  • الشروق

لن تصدق ما يفعله النوم لأزيد من 10 ساعات بصحتك!

حذّر طبيب روسي شهير من مخاطر النوم لأزيد من 10 ساعات متواصلة يوميا، وأكد أن ذلك قد يؤدي لأمراض خطيرة، بعكس ما يعتقد البعض أنه راحة للجسم. ورغم أن تحسين اللياقة العقلية وتقليل العديد من المخاطر الصحية، كأمراض القلب والسكري، مرتبط بالنوم الجيد ليلا، فإن الباحثين يقولون إن 'المزيد من النوم ليس هو الأفضل دائما'. وفي مقابلة مع وكالة 'نوفوستي' الروسية قال الطبيب فلاديمير مارتينوف إن 'بعض الناس يعتقدون أن زيادة ساعات النوم عن الحد الطبيعي أمر جيّد، لكن النوم لأكثر من 10 ساعات يوميا قد يكون علامة على أمراض خفية، مثل قصور الغدة الدرقية، والاكتئاب، ومتلازمة انقطاع النفس النومي'. وأضاف أن 'الإفراط في النوم بحد ذاته يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وداء السكري، وحتى الوفاة المبكرة'،موضحا أن 'جسم الإنسان عادة ما (يخبر نفسه) بالوقت الذي يحتاجه للنوم، إذا كان الشخص ينام 10-12 ساعة يوميا ولا يشعر بالنشاط، فعليه مراجعة الطبيب'. من جانبه أشار رئيس مركز طب النوم في العيادة الجامعية لجامعة موسكو الحكومية، ألكسندر كلينين إلى أن تحديد عدد ساعات معينة للنوم يوميا أمر خاطئ، إذ يختلف معدل النوم من شخص لآخر. وأوضح أن 'المدة التي يحتاجها الجسم من النوم يوميا تتراوح ما بين 7 إلى 9 ساعات. الحد الأدنى المقبول للنوم هو 6 ساعات يوميا، والحد الأقصى 10 ساعات'. وذكر مارتينوف أن الأشخاص الذين ينامون ما بين 10 إلى 12 ساعة يوميا غالبا ما يعانون من بعض الأمراض، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، وبالتالي لا يحصل جسمهم على الأكسجين الكافي، ويظل الجسم في حالة تعب مستمر، ويحس الشخص أنه بحاجة للنوم باستمرار طوال اليوم. ويُعرَف النّوم الكثير لأزيد من 10 ساعات باسم 'Hypersomnia'، حيث تُؤثِّرُ هذه الحالة التي تبدأ في مرحلة الطفولة، على 2% من الأشخاص. ويُؤثِّرُ نمط الحياة على النّوم بشكلٍ مُنتظمٍ حيثُ يقوم الجسم بمحاولة تعويض التّعب عن طريق الإفراط بالنّوم، ويصاحب ذلك مشاكل في الذاكرة والطاقة، أضف إلى ذلك شعورا بالقلق. ما هو عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم؟ بحسب ما أفاد موقع الطبي فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها جسم الانسان خلال اليوم لع علاقة بالعمر: ـ حديثو الولادة: (14-17) ساعة موزعة خلال اليوم. ـ الرضّع: (12-15) ساعة موزعة خلال اليوم. ـ الأطفال الصّغار: (11-14) ساعة موزعة خلال اليوم. ـ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة: (10-13) ساعة موزعة خلال اليوم. ـ الأطفال في سنّ المدرسة: (9-11) ساعة موزعة خلال اليوم. ـ المراهقين: (8-10) ساعات موزعة خلال اليوم. ـ البالغين: (7-9) ساعات موزعة خلال اليوم. ـ كبار السّن: (7-8) ساعات موزعة خلال اليوم.

طول اليوم الدراسي.. استنزاف لطاقات الطلاب وأوقاتهم
طول اليوم الدراسي.. استنزاف لطاقات الطلاب وأوقاتهم

بلد نيوز

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

طول اليوم الدراسي.. استنزاف لطاقات الطلاب وأوقاتهم

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: طول اليوم الدراسي.. استنزاف لطاقات الطلاب وأوقاتهم - بلد نيوز, اليوم الاثنين 5 مايو 2025 01:31 صباحاً أبوظبي: «الخليج» تعب ومشقة تواجه أولياء الأمور بسبب طول اليوم الدراسي، حيث يعاني الكثير من الطلبة من ضغوطاً بسبب انغماسهم في الدراسة وإمضائهم أوقاتاً كبيرة في المدرسة تقارب نصف اليوم، حتى أصبحوا غير قادرين على خلق مساحة لأنفسهم، ومن ثم لا يجد الآباء والأمهات فرصة للتواصل مع أبنائهم واحتوائهم. مقارنة باليوم الدراسي الذي عاصره الجيل السابق، يرى أولياء الأمور أن عدد الساعات الدراسية منهكة جداً للطلاب خاصة الصغار منهم، وقد لاحظوا مدى الإرهاق الذي يحل على أبنائهم بمجرد العودة لمقاعد الدراسة، ومن ثم فهم مجبرون على التظاهر بأن الأمر طبيعي وتشجيعهم على المثابرة، عوضاً عن إخبارهم بحقيقة أن 8 ساعات دراسية مكثفة أو أكثر منهكة جداً، فضلاً عن الاستيقاظ قبل الموعد بساعة على الأقل واستهلاك طاقة الجسم في التنقلات لمدة لا تقل عن ساعة ذهاباً ومثلها إياباَ في الحافلة المدرسية. بات بعض الطلاب في الآونة الأخيرة يعانون الإرهاق المستمر المنعكس بوضوح على تصرفاتهم وتركيزهم الذي بدا شبه منعدم تزامناً مع بداية كل فصل دراسي، والسبب عدد ساعات الدوام المدرسي التي يصفها بعض أولياء الأمور بأنها شاقة على المعلم قبل الطالب. وذكرت زينب المطروشي، ولية أمر لطالبة في الخامس الابتدائي، أن تقليص عدد ساعات الدوام المدرسي ساعة واحدة فقط سيشكل فارقاً كبيراً وملحوظاً على ابنتها التي تعود منهكة الساعة الرابعة مساء، وهذا الكم من الإرهاق ينعكس على دراستها سلباً، حيث تعاني الأرق في معظم أيام الأسبوع بسبب ضغوط الدراسة والواجبات والمشاريع، وأن أبناءها الأصغر سناً أكثر تأثراً بطول اليوم الدراسي، خاصة بعد 3 ساعات تقريباً من عودتهم من المدرسة. وتطرقت إلى أن الطلاب في هذه المرحلة بحاجة إلى الانطلاق واكتشاف مواهبهم وهواياتهم التي لم تكتشف حتى الآن، مؤكدة أهمية تكوين صداقات في هذه السن والاحتكاك بالعالم الخارجي. ضغط المواد وقالت حليمة الخزامي، ولية أمر طفلة في المرحلة التمهيدية، إن المواد لا تتناسب مع قدرات الطفل الاستيعابية، وقرار زيادة نصف ساعة على ساعات اليوم الدراسي، بدلاً من اليوم الدراسي الذي تحول إلى يوم إجازة إضافي، لم يعد على أولياء الأمور والطلبة إلا بالضغط. وعبرت عن عجبها الشديد من كمّ المواد وعدد أيام الدراسة والساعات التي لم تعد تكفي، بعد منحهم عطلة أسبوعية، ما أدى إلى تكدس المواد الدسمة بالنسبة لطالب في المرحلة التمهيدية، مثل الاجتماعيات والعلوم والبيئة الصحراوية والبحرية، وهذه المواد لأطفال في هذا العمر أمر غير مفيد. أداة للتعلم واتفقت معها في الرأي ليلى للراسبي حيث قالت: «الطلاب أصبحوا أداة للتعلم فقط، لا يوجد وقت للعب، مرحلة عمرية تفتقر للإبداع، وعلى سبيل المثال طلاب المرحلة الابتدائية يصلون إلى منازلهم في الثانية ظهراً، وطلاب المرحلة الثانوية تراوح مواعيد وصولهم للمنازل ما بين 03:45 والرابعة مساءً. وأضافت أن هذا الأمر لا يقيد الطلاب فقط، بل يقيد الأسرة أيضاً؛ حيث إن الحل الوحيد تأجيل كل الواجبات والمهام المكلف بها الطلاب إلى عطلة نهاية الأسبوع. وما ألاحظه عليهم الآن هو عدم التقبل للمدرسة، وأتمنى إعادة دراسة الموضوع بطريقة أفضل. تسع مواد وتحدثت «الخليج» إلى مديرة إحدى المدارس، التي طلبت عدم ذكر اسمها، وقالت إنها لاحظت أن كبرى العقبات التي تعوق الطلبة هي مواعيد انتهاء الدوام الدراسي. والطلبة يعانون صعوبة في الفهم والتركيز بعد الثانية ظهراً، والطالب ذو المستوى المتوسط لم يعد يستطيع مجاراة زملائه المتفوقين، بسبب الضغط الزائد وكثرة المواد، فعدد 9 مواد ليس بالأمر الهين، ولتأكيد ذلك إذا أخذنا طلاب الجامعة مثالاً وهم ناضجون فكرياً ببنية جسدية مكتملة، ويمتلكون من الخبرة الكافية ما يمكنهم من تنظيم أوقاتهم ومهامهم وتحمل الجهد الذهني والجسدي، فإن الجامعات وضعت قوانين صارمة بخصوص كمّ المواد المسموح بها للطالب ولا تسمح بتسجيل أكثر من 6 مواد إلا بشروط معينة، في معدل تراكمي مرتفع؛ لذا أعتقد انه يجب إعادة النظر في الكثير من الأمور للتخفيف على الطالب. وأضافت قائلة: «هناك حلول ومقترحات سهلة يقدمها الأهالي أعتقد أن تنفيذها لن يكون صعباً، مثل مشكلة الحافلات، فهنالك طلاب يقطنون في مناطق تبعد عن المدرسة 60 كلم، في هذه الحالة يؤخذ الطفل من منزله في بداية دورة الحافلة صباحاً ويحدث عكس ذلك عند العودة من المدرسة، ليصبح آخر الطلاب وصولاً إلى منزله، ماذا لو عكسنا دورة الحافلة بحيث تصل إليه الحافلة لتقله في نهاية الدورة صباحاً، فيستطيع أن ينعم بساعة إضافية من النوم، وعند الرجوع تعكس الدورة لتسير بشكلها الطبيعي ويوصل في النهاية، وهذا مقترح واحد من مئات المقترحات، وأتمنى أخذ آراء أولياء الأمور في الحسبان؛ لأنها في الغالب تكون نابعة عن تفكير عقلاني. انعدام المهارات وفي سياق متصل، أكدت نشوة حسن، اختصاصية اجتماعية، ضرورة استهلاك ساعات الطلاب بطريقة صحية، فالعالم ليس بحاجة إلى روبوتات أكاديمية بل إلى عقول مفكرة ومبدعة، ولو حصرنا تركيزنا على الدراسة فلن نبني إنساناً ولا عقولاً، زادت المواد وزادت الساعات الدراسية وقلت المهارات وقل تقدير الذات والمواد التي تكوّن شخصية الإنسان بالشكل صحيح. ومقارنة بالسنوات السابقة لا أعتقد أن هناك ولية أمر لا تمتلك من الحرف والمهن ما يملأ عليها وقت فراغها. وتابعت: وإذا نظرنا إلى حال الجيل السابق والحالي، فسنلاحظ الفرق بشدة، طالب المرحلة الثانوية لم يعد له متسع من الوقت لدراسة الموسيقى والفن فالمدارس، على عكس ما نشأنا نحن عليه، وأعتقد أنك لن تجد أماً أو ولية أمر حالياً لا تجيد المهارات الحياتية والحرف مثل الخياطة و«الكروشيه» و«التريكو»، وكذلك الشباب؛ حيث إن الاقتصاد المنزلي والزراعة والخياطة والنشاط كانت أساسية بالنسبة للجيل السابق، وكان ذلك سبباً واضحاً لمدى تعلقنا بالمدرسة وأصدقائنا. كما قالت: لاحظت في الآونة الأخيرة أن الطلبة مفتقرون للشعور الجميل الذي كنا نشعر به في أيام الطفولة، وهو شعور الاشتياق لزملائهم وللمدرسة بعد كل إجازة، لم نعد نجد ذلك الشغف في الحديث عن مهاراتهم ومواهبهم، بل سرعان ما يتطرقون إلى مواضيع أكاديمية مثل المشاريع والامتحانات. ومن الضروري إثراء حياة الطلاب بالأنشطة اللاصفية. الإجهاد البدني وقالت ميثاء الكعبي، مستشارة أسرية: ينبغي للطالب الاستيقاظ مبكراً في أتم الاستعداد النفسي والجسدي لليوم الدراسي، لكن ما يحدث الآن هو أن الطلاب لا ينعمون بوقت كافٍ للنوم والراحة بسبب مواعيد وصولهم المتأخرة، كذلك الواجبات والمشاريع والضغط النفسي والمجهود البدني. حلّ الواجبات وفيما يخص إجابات الطلاب عن بعض الأسئلة بخصوص اليوم الدراسي فقد وصفوه بالصعب، خاصة في الفئات العمرية الأصغر، وأصعب الأوقات ساعات اليوم هي فترة المساء. وقال راشد السماحي، طالب في المرحلة الإعدادية: الحل الوحيد لإمضاء وقت للعب في المنزل أو عطلة نهاية الأسبوع، هو حل الواجبات خلال الفسحة المدرسية. ووصف الطالب عبد الرحمن البقيشي، مواد المرحلة الابتدائية بأنها كثيرة وصعبة، ولا يمتلك الوقت الكافي لإنجازها وممارسة الرياضة والاستمتاع بالهوايات. واليوم الدراسي كاملاً يتمحور حول حل الواجبات، ودراسة المواد والنوم استعداداً ليوم دراسي جديد ومتعب. وقال سليمان محمد، طالب في الصف السادس الابتدائي، إنه يشعر بالتعب والإرهاق الشديد؛ حيث ينتابه شعور بالنعاس في منتصف اليوم الدراسي ويصبح في حالة مقاومة للنوم، ولا يسعه إلا إكمال اليوم في سبيل الانتهاء من الواجبات المكلف بها. الطالبة مهرة عبيد، لخّصت بعفوية شديدة المعاناة في جملة «عند عودتي من المدرسة أتناول غدائي، بسرعة، كي أستطيع حل الواجبات والمشاريع وأجد وقتاً للنوم». يوم طويل وصفت الطالبة آية سالم، اليوم الدراسي بأنه طويل جداً، ولا تمتلك الوقت الكافي لإمضائه مع أسرتها، ولا اللعب ولا التنزّه طوال أيام الدراسة والإجازة الأسبوعية أيضاً. وتفضل أيام العطل الكبيرة عن أيام المدرسة.

بيان عاجل من الصحة للتقليل من حدة الأعراض المرضية المرتبطة بفصل الربيع
بيان عاجل من الصحة للتقليل من حدة الأعراض المرضية المرتبطة بفصل الربيع

بلد نيوز

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • بلد نيوز

بيان عاجل من الصحة للتقليل من حدة الأعراض المرضية المرتبطة بفصل الربيع

وجهت وزارة الصحة والسكان، مجموعة من النصائح للتعامل مع الأمراض الأكثر انتشارًا خلال فصل الربيع والتي تزداد حدتها نتيجة رد فعل الجسم للعوامل الجوية والمناخية، مثل الرياح المحملة بالأتربة، وحبوب اللقاح المتطايرة في الجو، وخاصة لدى مرضى حساسية الصدر والعين والجيوب الأنفية. وأكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، على ضرورة الاهتمام باتباع الإجراءات الوقائية مع الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي، وفي مقدمتهم الأطفال وكبار السن، ومرضى الربو الشعبي والسدة الرئوية، والسكر، وأمراض القلب، والكلى، وأمراض نقص المناعة، إلى جانب الحوامل. وشدد «عبدالغفار» على أنه حال شعور هذه الفئات بالأعراض التنفسية، يجب التوجه إلى مستشفى الأمراض الصدرية أو الطبيب المتخصص فورا ليتم عمل الفحوصات اللازمة وأهمها قياس وظائف التنفس لمعرفة السبب الرئيسي واستبعاد الأمراض الاخرى التي تتشابه فى نفس الأعراض، ووضع خطة العلاج مع المريض. وأشار «عبدالغفار» إلى أن الرمد الربيعي من الأمراض التي ترتبط بفصل الربيع والصيف، وهو عبارة عن حساسية مزمنة تصيب ملتحمة العين، ويسبب ألم واحمرار وحكة في العينين والانزعاج من الضوء، محذرا من أن إهمال هذه الأعراض وعدم زيارة عيادة العيون قد يؤدي إلى حدوث تقرحات بالقرنية وضعف في ضعف الأبصار. وأضاف المتحدث الرسمي، أن حبوب اللقاح والأتربة الناعمة التي تحمل الفيروسات من أهم مسببات تهيج حساسية الجيوب الأنفية، وزيادة الأعراض بدء من العطس وانسداد الأنف والحكة وسيلان الأنف، وصولا إلى تهيج الحنجرة والصداع، وضعف بحاسة الشم، مما يقتضي تغطية الأنف لتقليل تأثير العوامل الجوية، وزيارة الطبيب المتخصص. وأكد «عبدالغفار» توافر التطعيمات التي تقلل المضاعفات ونوبات تفاقم الحساسية، مثل تطعيمات الأنفلونزا والمكورات الرئوية، مؤكدا أهمية هذه التطعيمات للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وخاصة ضعيفي المناعة، مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. ومن جانبه، نصح الدكتور وجدي أمين مدير عام إدارة الأمراض الصدرية، مرضى السدة الرئوية أو الإنسداد الشعبي المزمن، بالامتناع عن التدخين، وعدم التعرض للأتربة والمتابعة الدورية مع الطبيب ووضع خطة التأهيل الرئوي التي تساعد المريض على التعايش مع المرض، وعدم الدخول في نوبات فشل تنفسي، يحتاج المريض على إثرها لجهاز الأكسجين طبقا لحالته. كما وجه الدكتور وجدي عددا من النصائح لأصحاب الأمراض المزمنة، لتجنب الإصابة بالأمراض والفيروسات، بداية من تناول الأدوية في مواعيدها الموصوفة من الطبيب للتحكم فى أعراض الحساسية، والابتعاد عن مصادر جبوب اللقاح في الحدائق والمزارع التي تنتشر بها الزهور والنخيل وعدم التعامل مع الحيوانات الأليفة، وارتداء الماسك عند الخروج من المنزل ويفضل الانواع التي تحجب دخول الأتربة إلى الأنف والفم وارتداء نظارة لحجب دخول الأتربة إلى العينين. وأكد على ضرورة غسل الأيدي بانتظام وعدم وضعها على العينين أو الفم والأنف، وغسل الوجه والأنف والاستنشاق والغرغرة لمنع دخول الأتربة للجيوب الانفية والعينين، وإغلاق نوافذ المنازل أثناء التقلبات الجوية وتغطية النوافذ بالقماش المبلل لتقليل دخول الأتربة إلى المنزل، وتنظيف الأغطية المنزلية لعدم استنشاق الأتربة أثناء النوم. وتؤكد وزارة الصحة والسكان، أهمية الإقلاع عن التدخين لتقوية مناعة الجسم، وشرب المياه بكميات كبيرة، واتباع نظام غذائي صحي ومتنوع غني بالفيتامينات خاصة الأطعمة الغنية بفيتامين سي والكالسيوم وذلك لزيادة مناعة الجسم لمقاومة الفيروسات المختلفة والحفاظ على الصحة العامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store