
ما كيفية المساواة في الصف بين المصلي قائمًا والجالس على الكرسي؟.. الإفتاء تجيب
وأجاب على السائل الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء قائلا: قائلا: إن كان عذر الجالس على الكرسيّ هو الجلوس عند الركوع أو السجود بحيث يقدر على القيام؛ فإن الاعتبار حينئذٍ في مساواة الصف خلف الإمام تكون بالعقب الذي هو مُؤَخر القَدَمِ، وإن كان العذر الذي من أجله رُخِّص له بالصلاة على الكرسي هو الجلوس عند القيام من صلاته كلها، أو عند القيام والركوع والسجود؛ فإنَّ العبرة في مساواة الصف حينئذٍ إنما هو بمقعدته لا بأقدامه، وهذه التسوية مستحبة، إلَّا أَنَّ هذا الاستحباب مُقيَّد بعدم إلحاق الضرر أو التضييق على المصلين، فإن كان يُضَيِّق على المصلين صلاتهم لكون حجم الكرسيّ غير مناسب مع مساحة المسجد والمسافة بين الصفوف؛ فإنه ينبغي له أن يصلي خلف الصفوف، أو في مكان لا يضيِّق على المصلين صلاتهم، ولا يؤذي به من خلفه، وحينئذ لن يفوته أجر استحباب المساواة بين الصفوف، أو ندب الصلاة في الصف الأول إن كان قد لحقه، ما دام قد قصد ذلك ونواه.
تسوية الصفوف في الصلاة بين الاستحباب والإيجاب
حرصت الشريعة الإسلامية على إظهار شعيرة الصلاة بمظهرها الكامل، ومن ذلك الأمر بتسوية الصفوف في صلاة الجماعة، لما فيها من تعزيز الترابط والوحدة بين المصلين. وقد اختلف الفقهاء في حكم تسوية الصفوف بين الاستحباب والإيجاب، لكنهم اتفقوا على أن تركها لا يبطل الصلاة.
الأدلة النبوية على أهمية التسوية
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية تسوية الصفوف، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ» (متفق عليه). وفي رواية أخرى: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ؛ فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي» (رواه مسلم). هذه النصوص تدل على أن التسوية من كمال الصلاة وحسنها، وإن لم تكن شرطًا لصحتها.
رأي الفقهاء في حكم التسوية
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تسوية الصفوف سنة مؤكدة، بينما رأى بعضهم وجوبها. وقد استدل الإمام ابن بطال على أنها ليست فرضًا بقوله: «لو كانت فرضًا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها من حسن الصلاة، لأن الحسن زيادة على أصل الواجب». أما الإمام ابن عبد البر فأكد أن الآثار الواردة في الأمر بتسوية الصفوف متواترة، وأن العمل بها ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
كيفية وقوف المصلي على الكرسي في الصف
يختلف حكم وقوف المصلي على الكرسي في الصف حسب حالته:
1- إذا كان قادرًا على القيام لكنه يعجز عن الركوع أو السجود
في هذه الحالة، يكون اعتبار التسوية بمؤخر القدم (العقب)، كحال القائمين، لأنه قادر على القيام. لكن يشترط ألا يتسبب ذلك في إيذاء المصلين الآخرين، لأن رفع الضرر واجب شرعًا.
2- إذا كان عاجزًا عن القيام أصلاً
هنا تكون العبرة في المساواة بمحل الجلوس (المقعدة)، لأن استقرار الجسم في هذه الحالة يكون عليها، وليس على القدمين. وقد نص الفقهاء على أن الاعتبار في القاعد يكون بمحل قعوده، كما ذكر الإمام الإسنوي وابن مفلح.
التنظيم الأمثل للمصلي على الكرسي
إذا كان حجم الكرسي كبيرًا أو يعيق حركة المصلين، فيستحب للمصلي أن يقف في مؤخرة المسجد أو في صف خاص بأصحاب الكراسي، أو على أطراف الصفوف لتجنب الإضرار بالآخرين. وقد أشار الشيخ الدردير إلى أن المصلي المنفرد خلف الصف يحصل على فضل الجماعة، خاصة إذا تعذر عليه الدخول في الصف دون مشقة.
ولا يفوت المصلي على الكرسي أجر المساواة في الصفوف أو أجر الصف الأول إذا نوى ذلك، لأن العاجز عن العمل تكتب له حسناته إذا كان من نيته القيام به. وقد استدل الفقهاء بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» (رواه البخاري).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ 27 دقائق
- تحيا مصر
ما حكم الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة التي نص عليها الشرع؟.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول صاحبه: ما حكم الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة التي نص عليها الشرع؟ وأجاب على السائل الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء قائلا: لا تُكرَه الصلاة في الروضة الشريفة في أوقات الكراهة، بل هي جائزة ولا حرج فيها؛ ولو لم يكن لها سبب؛ قياسًا على الحرم المكي. أوقات الكراهة في الصلاة تخضع العبادات في الشريعة الإسلامية لضوابط دقيقة تحفظ لها قدسيتها وتوقيتها، ومن ذلك الأوقات التي تُكره فيها الصلاة النافلة، وهي خمسة أوقات متفق عليها بين المذاهب الفقهية مع اختلاف في التفاصيل. تبدأ هذه الأوقات بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، وأثناء شروقها حتى ترتفع قَدْرَ رُمْحٍ، وعند استواء الشمس في كبد السماء حتى تزول، وبعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس، وأثناء غروبها حتى يتكامل. يستند هذا الحكم إلى أحاديث صحيحة، منها ما رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا صَلَاةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ". الحرم المكي في طليعة هذه الاستثناءات بيد أن الشريعة السمحة قد استثنت أماكن مباركة من هذا الحكم، تأكيدًا لخصوصيتها وقدسيتها. ويأتي الحرم المكي في طليعة هذه الاستثناءات، حيث أجمع فقهاء المذاهب على جواز الصلاة فيه في جميع الأوقات. يستند هذا التخصيص إلى الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود والترمذي عن جبير بن مطعم رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ وَيُصَلِّي أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ". وقد علّل الإمام الخطابي في "معالم السنن" هذا الاستثناء بقوله: "استدل به الشافعي على أن الصلاة جائزة بمكة في الأوقات المنهي فيها عن الصلاة في سائر البلدان". الاستثناء يشمل الروضة الشريفة في المسجد النبوي وعلى هذا الأساس الفقهي الرصين، ينتقل الاستثناء ليشمل الروضة الشريفة في المسجد النبوي، وهي البقعة المباركة التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ" (رواه البخاري). فقد قاس الفقهاء - ولا سيما في المذهب الشافعي - الروضةَ على الحرم المكي، اعتمادًا على القاعدة الأصولية التي تجيز القياس في مواطن الرخص والتيسير. وقد أكّد شهاب الدين القرافي في "شرح تنقيح الفصول" أن "الرُّخَصَ تَجْرِي مَجْرَى الْعَزَائِمِ فِي جَوَازِ الْقِيَاسِ فِيهَا"، بينما بيّن فخر الدين الرازي في "المحصول" أن هذا القياس يقوم على علة مشتركة، وهي كون كلا الموقعين "بقعة مباركة" تتضاعف فيها الحسنات وتُرفع فيها الدرجات. وتتجلّى حكمة هذا القياس في أوجه متعددة؛ فكما أن مكة تمتاز بكونها مهبط الوحي وأول بيت وُضع للناس {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا} [آل عمران: 96]، فإن الروضة تتميز باتصالها المباشر بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره الشريف. وقد قرر شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" هذه المساواة بقوله: "ولا تكره الصلاة في شيء من ذلك - أي أوقات الكراهة - بمكة وسائر الحرم... ولما فيه من زيادة فضل الصلاة، فلا تكره بحال". ويؤكد ابن رسلان في شرحه لسنن أبي داود أن هذا الحكم يشمل جميع أنواع الصلوات في الحرمين، سواء كانت مرتبطة بالطواف أو غيرها. تكامل الأدلة النقلية والقياسية وهكذا تتكامل الأدلة النقلية والقياسية لتؤسس حكمًا فقهيًا راسخًا، يجيز للمصلّي أن يتوجه إلى ربه في الروضة الشريفة في أي ساعة يشاء، دون حرج من دخول أوقات الكراهة. فهذه البقعة الطاهرة - التي يجتمع فيها فضل المسجد النبوي الذي تُضاعف الصلاة فيه إلى ألف صلاة، مع فضل الروضة التي هي روضة من رياض الجنة - تستحق هذا التخصيص الذي يعكس مرونة الشريعة وإدراكها لخصوصية الأماكن المقدسة. وفي هذا تتجلى حكمة الله تعالى في تشريعه، حيث يفتح أبواب الرحمة والتيسير في أماكن تجلّت فيها أنوار النبوة، فكانت خير شاهد على قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
ما الفرق بين قول "إن شاء الله" و"بإذن الله"؟.. خالد الجندى يوضح
أوضح الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الفرق بين "إن شاء الله" و"بإذن الله". وقال "الجندي" خلال تقديم برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع على قناة "dmc": "نقول إن شاء الله في الحاجة اللي هتشترك فيها بنفسك أو مطلوب منك حاجة تعلمها، إنما الحاجة اللي مش هتقدر عليها ومش هتشترك فيها بنفسك نقول فيها بإذن الله". وأضاف: "لا تقول غدًا الخميس إن شاء الله لا قل غدًا الخميس بإذن الله؛ لأن ليس لك دخل في هذا الموضوع" موضحًا أن "إن شاء الله" و"بإذن الله" يحدثان في المستقبل. وتابع: "نقول فلان جاي من السفر غدًا الساعة 3 بإذن الله لأن دي حاجة لا دخل لك فيها، لكن لو رايح على سبيل المثال الجامعة غدًا تقول رايح الساعة 2 إن شاء الله، لأن دي حاجة تخصك أنت". كما أوضح الشيخ خالد الجندي معنى كلمة "لا قدر الله" قائلًا: "تقولها على حاجة نفسك متحصلش، هنا تطلب من ربنا التدخل لتغيير القدر وإيقافه وتعديل القدر المكتوب"، مؤكدًا أن الدعاء يمكن أن يغير القدر.


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
الدعاء .. آداب وشروط
أوضح برنامج ( سُئل فأجاب ) أن من فضائل الله على عباده أنه سبحانه أنعم عليهم بنعمة الدعاء، واللجوء إليه والإلحاح في الطلب؛ لذلك ينبغي على العبد أن يتأدب بآداب في الدعاء ، منها: استحباب الوضوء ، ورفع اليدين ، واستقبال القبلة . وتابع البرنامج : لقد ورد عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء فتوضأ به ، ثم رفع يديه ، فقال : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أبِي عَامِرٍ. ورَأَيْتُ بَيَاضَ إبْطَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَومَ القِيَامَةِ فَوْقَ كَثِيرٍ مِن خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ". وأشار البرنامج إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا كثيرًا ما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لهم لقضاء حوائجهم ؛ لأنهم يعلمون أنَّ دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى في القبول. وفي هذا الصدد ، سلط البرنامج الضوء على حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال: إنَّ رجلًا ضريرًا أتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ فقال : يا نبيَّ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يعافيَني . فقال : إنْ شئْتَ أخرْتُ ذلك فهوَ أفضلُ لآخرتِكَ ، وإنْ شئْتَ دعوْتُ لكَ قال : لا بلْ ادعُ اللهَ لي . فأمرَهُ أنْ يتوضأَ وأنْ يصليَ ركعتينِ وأنْ يدعوَ بهذا الدعاءِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى , وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَّ . قال : فكان يقولُ هذا مرارًا , ثم قال بعدُ – أحسبُ أنَّ فيها : أنْ تُشفعَني فيه – قال : ففعلَ الرجلُ فبرأَ . يذاع برنامج (سُئِل فأجاب ) يوميًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، تقديم الإذاعي د.محمد مصطفى يحيى .