logo
إبداعات المشاهير تتجاوز التمثيل والغناء.. فنون أخرى تستهوي نجوم هوليود

إبداعات المشاهير تتجاوز التمثيل والغناء.. فنون أخرى تستهوي نجوم هوليود

الجزيرة١٧-٠٢-٢٠٢٥

لا يقتصر إبداع بعض المشاهير العالميين على مجالي الغناء والتمثيل، اللذين يمنحانهم شهرة واسعة ونجاحًا استثنائيًا وثروة طائلة، بل يمتد إلى مجالات فنية متنوعة يعبرون من خلالها عن شغفهم ومواهبهم الفريدة.
فيما يلي، نستعرض إسهامات هؤلاء المشاهير في مجالات فنية أخرى.
من الأستوديوهات والمسارح إلى معارض الفن
اتجه العديد من المشاهير إلى الرسم كوسيلة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم، مستفيدين من موهبتهم الفطرية. من بينهم الممثل الأميركي سيلفستر ستالون، الذي يفضل أن يُعرف بصفته رساما أكثر من كونه ممثلا، حيث يرى أن الرسم هو الفن الأكثر أصالة وبساطة. لذلك، يلجأ إلى تجسيد الشخصيات التي يؤديها على الشاشة من خلال لوحاته، مما يعكس شغفه العميق بهذا الفن.
لم تقتصر موهبة نجم "رامبو" على مجرد الشغف بالرسم، بل تجاوزت ذلك لتصل إلى مزادات عالمية تُباع فيها لوحاته بآلاف الدولارات. كما حظيت أعماله بتقدير كبير، حيث أُقيم معرض خاص بها في متحف الفنون الحديثة بفرنسا، مما يعكس مكانته في عالم الفن التشكيلي.
أما الأسطورة العالمية أنتوني هوبكنز، فيرى أن الرسم يمنحه حرية لا يجدها داخل أستوديوهات هوليود. لذلك، تركز أعماله التشكيلية، التي تُعرض في أرقى المعارض الفنية حول العالم، على العيون، إذ يعتبرها العنصر الأهم في ملامح الإنسان. وتتميز لوحاته بأسلوب تجريدي، مستخدمًا تكوينات جريئة وألوانًا صاخبة تمنح أعماله طابعًا فنيًا فريدًا.
للمغني البريطاني وعضو فرقة البيتلز السابق، بول مكارتني، إسهامات بارزة في مجال الرسم، الذي تعلمه ذاتيا منذ طفولته. وبعد تألقه في عالم الموسيقى، قرر التعبير عن رؤيته الداخلية المفعمة بالتفاؤل من خلال لوحاته. من بين أعماله الأكثر شهرة، لوحتا "رجل الإطفاء" و"الأجنحة"، إلى جانب مجموعة "ليندا"، التي تضمنت بورتريهات مميزة لزوجته، مما يعكس شغفه بالفن التشكيلي إلى جانب موهبته الموسيقية.
النحت يلهم نجوم هوليود
رغم شهرة النجم جيم كاري في فن الكاريكاتير، فإن إبداعه لا يقتصر على الرسم، بل يمتد إلى عالم النحت، حيث تحظى منحوتاته باهتمام واسع وتُباع ضمن أهم المزادات العالمية. وبينما تعكس بعض أعماله مشاعر فنية معينة، فإن أكثر منحوتاته شهرة هي تلك التي تجسد شخصيات بارزة، مثل تمثال الممثل الأميركي جيف دانييلز، بالإضافة إلى عمل أثار الجدل، حيث سخر فيه من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
دخل النجم الهوليودي براد بيت عالم النحت في وقت متأخر، حيث فاجأ جمهوره في عام 2022 بعرض أعماله في معرض فني خاص بفنلندا. تعود بدايات شغفه بهذا الفن إلى عام 2017، عقب انفصاله عن الممثلة أنجلينا جولي، حين بدأ في ابتكار منحوتات فنية من السيراميك، مما أضاف بُعدا جديدا إلى مسيرته الفنية وعكس اهتمامه العميق بالتعبير الإبداعي.
كتابات المشاهير
كشف بعض النجوم عن مواهبهم الأدبية من خلال كتابة الروايات والقصص، ومن بينهم الممثل المخضرم توم هانكس، الذي أصدر أول مجموعة قصصية له عام 2017 بعنوان "نوع غير شائع" (Uncommon Type)، والتي حققت نجاحا كبيرا وتصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعا. لاحقا، قدم روايته "صناعة رائعة سينمائية أخرى" (The Making of Another Major Motion Picture Masterpiece)، حيث استعرض بأسلوب خيالي تطور صناعة السينما الهوليودية منذ الخمسينيات وحتى اليوم.
بدورها، خاضت الممثلة الكندية-الأميركية باميلا أندرسون تجربة الكتابة من خلال روايتها الخيالية "نجم" (Star)، بينما كانت تجربة ستيف مارتن أكثر تنوعًا، إذ أثرى المكتبات بعدة روايات بارزة، من بينها "فتاة المتجر" (Shopgirl) و"شيء من الجمال" (An Object of Beauty)، مما عزز مكانته ككاتب موهوب إلى جانب مسيرته التمثيلية.
منصات الأزياء تجمع أيقونات الموضة
لم يقتصر تأثير بعض المشاهير على الشاشة والموسيقى فحسب، بل امتد إلى عالم الأزياء، حيث استطاعوا فرض أسلوبهم الفريد ليصبح مصدر إلهام لعشاق الموضة. فقد تحولت بعض القطع التي ارتدوها في أعمالهم الفنية أو المناسبات الكبرى إلى أيقونات للموضة، مما جعلها من بين الأكثر مبيعًا لدى أشهر دور الأزياء.
يعد مغني الراب كانييه ويست أحد أبرز الأسماء في هذا المجال، حيث حقق نجاحًا استثنائيا بعلامته "ييزي" (Yeezy)، التي بدأت كمجموعة تعاونية مع العلامات الرياضية الكبرى مثل "نايكي" و"أديداس"، لتصبح أحذيتها من بين الأكثر مبيعًا عالميًا. وبعد ذلك، استقل بعلامته وقدم تشكيلات كاملة خلال أسبوع الموضة في باريس، مما عزز مكانته في عالم التصميم.
أما الفنان الأميركي فاريل ويليامز، فقد خاض تجربة التصميم عبر تعاونه مع أعرق دور الأزياء، من بينها "شانيل" و"تيفاني أند كو"، ليصل إلى قمة النجاح بتوليه منصب المدير الإبداعي لخط الأزياء الرجالية في دار "لويس فويتون" عام 2023.
وعلى صعيد الموضة النسائية، تركت الممثلة الأميركية سارة جيسيكا باركر بصمة خاصة، حيث عُرفت بإطلالاتها الفريدة، مما دفعها إلى نقل شغفها بالأناقة إلى علامتها الخاصة "إس.جي.بي" (SJP)، التي تعكس أسلوبها المميز وتلبي أذواق عشاق الموضة حول العالم.
كما خاضت المغنية الباربادوسية ريهانا تجربة مميزة في عالم الموضة عبر علامتها "فينتي ميزون" (Fenty Maison)، التي أسستها بالتعاون مع مجموعة LVMH الفاخرة عام 2019. وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته تشكيلتها الأولى من حيث المبيعات، فإن العلامة توقفت مؤقتًا، لكنها تستعد للعودة قريبًا، وسط ترقب كبير من عشاق الموضة.
ديب إلى التلحين والشعر الغنائي
يتمتع الممثل الأميركي جوني ديب بموهبة فنية متعددة الأوجه، إذ لم يقتصر إبداعه على التمثيل والإخراج فحسب، بل امتد إلى الغناء والعزف الموسيقي، بالإضافة إلى التلحين وكتابة الشعر الغنائي. وقد مكنته هذه القدرات من تقديم مجموعة من الأغنيات التي لاقت انتشارا جماهيريا، من بينها "هناء" (Bliss) و"سانت جيرمان" (St. Germain)، اللتان تعاون فيهما مع زوجته السابقة، المغنية الفرنسية فانيسا باراديس، إضافة إلى أغنية "موكب" (Parade)، التي كتبها وقدمها للموسيقي الراحل جيف بيك.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سكارليت جوهانسون والإيراني جعفر بناهي أبرز الوجوه المنتظرة في مهرجان كان
سكارليت جوهانسون والإيراني جعفر بناهي أبرز الوجوه المنتظرة في مهرجان كان

الجزيرة

timeمنذ 17 ساعات

  • الجزيرة

سكارليت جوهانسون والإيراني جعفر بناهي أبرز الوجوه المنتظرة في مهرجان كان

من المنتظر أن تحضر الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون مهرجان كان السينمائي للمرة الأولى كمخرجة، في حين يواكب المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي عرض أحد أفلامه، في أول ظهور له في مهرجان سينمائي منذ 15 عاما. ويُعدّ عرض فيلم "إليانور ذا غرايت" (Eleanor the Great) الذي تولّت جوهانسون إخراجه أحد أكثر الأحداث المنتظرة في مهرجان كان. وتعد جوهانسون ثاني نجمة هوليودية تعرض فيلما أول لها ضمن قسم "نظرة ما" هذا العام، بعد كريستن ستيوارت مع فيلم "ذا كرونولوجي أوف ووتر" (The Chronology of Water). ويتناول فيلم جوهانسون التي تُعد من الممثلات الأعلى أجرا في السينما الأميركية قصة إليانور مورغينستين (جون سكويب) التي تعود في 94 من عمرها للعيش في نيويورك لتبدأ حياة جديدة بعد عقود قضتها في فلوريدا. وقال المخرج ويس أندرسون الذي شاركت جوهانسون في 3 من أفلامه بينها "ذا فينيشين سكيم" (The Phoenician Scheme) المنافس على جائزة السعفة الذهبية هذا العام، "شاهدتُ فيلمها وأحببته". وتابع مازحا أن "سكارليت تصنع الأفلام منذ مدة ربما أطول من مدة عملي. إنها أصغر مني بنحو 20 عاما، لكنني أعتقد أنها أخرجت فيلما للمرة الأولى عندما كانت في التاسعة". غياب طويل من بين اللحظات المنتظرة في مهرجان كان أيضا مرور جعفر بناهي على السجادة الحمراء. فقد تمكن المخرج الحائز جوائز كثيرة، والذي قضى 7 أشهر مسجونا في إيران في عامي 2022 و2023، من مغادرة طهران مع فريقه للذهاب إلى كان، حيث سيواكب عرض فيلم "حادثة بسيطة" (تصادف ساده) الذي صُوّر بشكل سري ومن دون أي تمويل إيراني، ولم تتسرب عنه سوى معلومات محدودة جدا. ولم يشارك بناهي في أي مهرجان دولي منذ 15 عاما حين بدأت مشاكله القضائية في بلاده، والتي حرمته لفترة طويلة من حرية السفر. خلال هذه الفترة، حصل مخرج فيلم "تاكسي طهران" الفائز بجائزة الدب الذهبي في برلين عام 2015، وفيلم "3 وجوه" الفائز بجائزة أفضل سيناريو في كان عام 2018، على جائزة خاصة من لجنة التحكيم في البندقية عام 2022 عن فيلم "الدببة غير موجودة". وحكم على بناهي بالسجن 6 سنوات في العام 2010 بتهمة "الدعاية ضد النظام"، مع منعه من إخراج الأفلام أو مغادرة البلاد لمدة 20 عاما، وأُعيد له أخيرا جواز سفره في أبريل/نيسان 2023، فسافر إلى فرنسا حيث تعيش ابنته. وسيُعرض أيضا فيلم "فيوري" (Fuori) الذي يتناول قصة الكاتبة الإيطالية غولياردا سابيينزا التي سُجنت عام 1980 بتهمة السرقة. ويمثل هذا الفيلم الذي أخرجه ماريو مارتونه، وتتولى بطولته فاليريا غولينو، عودةً للمخرج الإيطالي البالغ 65 عاما إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان بعد حضوره للمرة الأولى المهرجان السينمائي الفرنسي عام 2022 مع فيلم "نوستالجيا" (Nostalgia).

كبار هوليود يردون على ترامب: نحتاج إعفاءات لا عقوبات
كبار هوليود يردون على ترامب: نحتاج إعفاءات لا عقوبات

الجزيرة

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كبار هوليود يردون على ترامب: نحتاج إعفاءات لا عقوبات

دعت كبرى أستوديوهات هوليود وعدد من النقابات المهنية في القطاع المرئي والمسموع الأميركي الرئيس دونالد ترامب إلى تقديم إعفاءات ضريبية لتصوير الأفلام والمسلسلات في الولايات المتحدة، في رسالة تتجاهل بشكل واضح الرسوم الجمركية التي يهدد الرئيس الأميركي بفرضها على القطاع. وكان الملياردير الجمهوري أعلن في أوائل مايو/أيار أنه يريد فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة ، لإنقاذ هوليود التي قال إنها "تموت بسرعة مذهلة" بسبب تصوير الأعمال في الخارج. وأثار تصريح ترامب مخاوف في القطاع، إذ اعتبر محترفون كثر أن هذه الرسوم الإضافية من شأنها أن تضرّ بتمويل الأفلام والمسلسلات، من دون أن تتيح للولايات المتحدة أن تصبح مرة جديدة موقع تصوير جذاب مقارنة بعدد كبير من البلدان (المملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا…) التي تقدم مزايا ضريبية. وتتضمّن الرسالة كلمة شكر لترامب على "دعمه" و"تفهمه للحاجة إلى زيادة الإنتاج المحلي للسينما والتلفزيون لإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة". لكن بدل ذكر الرسوم الجمركية، دعت ترامب إلى تضمين مشروع قانون الميزانية الذي يتم إعداده في الكونغرس، تخفيضات ضريبية مختلفة للإنتاجات التي تختار التصوير في الولايات المتحدة. وجاء في الرسالة الموقّعة من جانب "موشن بيكتشر أسوسييشن" التي تمثل أستوديوهات هوليود الكبرى، ونقابات مختلفة بينها تلك التي تمثل الممثلين (ساغ أفترا)، والمخرجين (دي جي ايه)، والمنتجين (بي جي ايه)، والكتّاب (دبليو جي ايه): "إن إعادة قسم كبير من الإنتاج إلى الولايات المتحدة تتطلب نهجا وطنيا وحلولا سياسية شاملة، بما في ذلك تلك التي نقترحها". ودعت الرسالة أيضا إلى "إنشاء نظام حوافز ضريبية اتحادي للسينما والتلفزيون على المدى البعيد".

كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟
كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟

الجزيرة

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

كيف تراهن هوليود على الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف الإنتاج؟

بعد إضرابات الكتّاب والممثلين في عام 2023، أُقرت زيادات في الأجور وحصل العاملون في صناعة السينما على بعض الامتيازات، مما أسهم في استئناف الإنتاج بشكل تدريجي. لكن قطاع السينما عاد وانكمش من جديد، إذ تراجع الإنتاج بنسبة 37% في النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، وانخفض التوظيف في مجال السينما والتلفزيون بنسبة 25% عن ذروته في عام 2022، مما أثار العديد من التساؤلات حول جدوى المكاسب التي تحققت بفعل الإضراب. يعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تقليص الميزانيات، واعتماد الذكاء الاصطناعي، وتغير إستراتيجيات الإنتاج، وهي عوامل دفعت هوليود إلى تبني نهج أكثر تحفظا في اختياراتها الإنتاجية. في هذا السياق، بات البحث عن وسائل فعّالة لخفض التكاليف دون الإضرار بجودة المحتوى أمرا ضروريا، لا سيما وأن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة لتقليل النفقات، بل تحول إلى وسيلة تعزز كفاءة وسرعة الإنتاج، خصوصًا في مجالات مثل المؤثرات البصرية وأفلام الرسوم المتحركة. في هذا السياق صرح تيد سارندوس، الرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس، أن الذكاء الاصطناعي يساعد في خفض التكاليف، وتحسين جودة الإنتاج بنسبة لا تقل عن 10% من خلال تجهيز تصور مسبق للمشاهد. بينما يرى جيفري كاتزنبرغ الشريك المؤسس لشركة دريم ووركس، أن أفلام الرسوم المتحركة التي كانت تتطلب 500 فنان على مدى 5 سنوات، يمكن إنجازها بواسطة الذكاء الاصطناعي خلال الثلاث سنوات المقبلة، بجهد بشري وتكلفة أقل بنسبة 90%. إعلان أما توني فينسيكيرا الرئيس التنفيذي لشركة سوني بيكتشرز، فقد أكد أن الشركة تعيد هيكلة إستراتيجيات الإنتاج الخاصة بها، اعتمادا على الذكاء الاصطناعي، لتقليل تكلفة العمليات المعقدة. في السياق ذاته، يعكس تصريح المخرج جيمس كاميرون، المعروف بأفلامه ذات الميزانيات الضخمة، التوجه المتنامي نحو اعتبار الذكاء الاصطناعي حلا لا تهديدًا. فبعد أن كان من أبرز منتقدي استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات، أصبح اليوم يدعو إلى توظيفه في مجال المؤثرات البصرية لتقليل التكاليف دون المساس بجودة العمل. ومن اللافت أن كاميرون انضم في عام 2024 إلى مجلس إدارة شركة "ستابيليتي إيه آي"، حيث عبّر عن رغبته في فهم الذكاء الاصطناعي من الداخل بهدف دمجه في صناعة المؤثرات، ليس بديلا عن الإبداع البشري، بل كأداة مساندة له. وفي السياق نفسه، يُتوقّع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تسريع التحول الرقمي داخل صناعة الترفيه، من خلال توسيع آفاق الإبداع الفني وتقليص الاعتماد على العديد من الوظائف التقليدية. كما يُنظر إليه كأداة قوية تعيد تشكيل صناعة الرسوم المتحركة، إذ يتيح إنتاج محتوى عالي الجودة بتكاليف أقل، ويُسهم في تسريع وتيرة الابتكار والإبداع في هذا القطاع. الذكاء الاصطناعي في خدمة تقليل تكاليف إنتاج الأفلام عند النظر تفصيلا إلى ما يمكن أن تسهم به أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير صناعة السينما، نجد أن استخداماته تتنوع في المراحل المختلفة لصناعة العمل الفني، في مرحلة ما قبل التصوير، يسهم في محاكاة المشاهد بنماذج ثلاثية الأبعاد، حيث يمكن للمخرجين والفنيين ضبط زوايا الكاميرا والإضاءة، وحركة الشخصيات، مما يقلل بصورة كبيرة أوقات التحضير ما قبل التصوير، ويجنب فريق العمل تكلفة إعادة تصوير المشاهد. أما في مرحلة الإنتاج، فيستخدم الذكاء الاصطناعي، لصناعة الخلفيات الرقمية والمؤثرات البصرية، ما يختصر الكثير من الوقت والجهد والتكلفة التي كانت تتطلبها الفرق الضخمة من المصممين والفنانين سابقا. برزت هذه التقنية بشكل واضح في فيلم الرجل الأيرلندي، حيث استخدمت خوارزميات متقدمة لتجسيد الشخصيات في مراحل عمرية مختلفة، دون الحاجة إلى إعادة تصوير المشاهد بممثلين مختلفين أو استخدام مكياج معقد، مما ساعد في توفير مبالغ كبيرة من ميزانية الفيلم. أما في مرحلة ما بعد الإنتاج، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي أداة فعالة في تعديل الألوان وتحسين جودة الصوت، وتصحيح الأخطاء التقنية، وتسريع عملية المونتاج، عبر التحليل التلقائي للمشاهد الأكثر تأثيرا والمشاهد غير الضرورية، مما يؤدي إلى تقليص الجهد البشري وبالتالي خفض التكاليف. الذكاء الاصطناعي يسهم في خطط الدعاية والتوزيع يمتد دور الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة ما بعد صناعة العمل الفني، حيث تلعب خوارزميات الذكاء الاصطناعي دورا متزايدا في توزيع العمل، حيث يمكنها التنبؤ بأفضل أسواق المشاهدة، والجمهور المستهدف، بالإضافة إلى جدولة مواعيد الإطلاق الرقمي، مما يقلل نفقات الإعلانات التقليدية وطرق التوزيع المعتادة. كذلك فإن الذكاء الاصطناعي سهل العمل من بُعد، بين الفرق الإبداعية، سواء في تبادل الملفات، أو تعديل العمل في الوقت الفعلي، أو إدارة ومتابعة العمل. أسهمت كل تلك العوامل في جعل الذكاء الاصطناعي خيارا إستراتيجيا، لتقليل تكاليف الإنتاج السينمائي، مع تحسين جودة الأعمال الفنية المقدمة، وقد أسهم بالفعل في تقليص ميزانيات الأفلام بنسبة تصل إلى 25%، بفضل استخدامه في مراحل الصناعة المختلفة، مما يؤكد أن هذه التكنولوجيا لم تعد رفاهية، بل ضرورة تنافسية في مشهد سينمائي متغير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store